القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 175
قلبي العليل فكيفَ سُ
قلبي العليل فكيفَ سُ / وِّغَ وصفُ طرفكَ بالعليلِ
وأَنا المحبُّ المستها / مُ فما لخصرِكَ والنُّحولِ
سلبتْ شمائلُكَ العقو / لَ فما يرادُ من الشَّمولِ
وسلافُ ثغرِكَ ليس يش / في غيرُ رشفتها غليلي
ولقد ظمئتُ فهل سبي / لٌ نحوَ ذاكَ السّلسبيلِ
أَنتم سؤلي فلم منعتم سولي
أَنتم سؤلي فلم منعتم سولي / أنتم أَملي فقربوا مأمولي
مملوككم بمجده المبذول / يستعطفكم في دمه المطلولِ
قَضَى عمرَهُ في الهجرِ شوقاً إلى الوصلِ
قَضَى عمرَهُ في الهجرِ شوقاً إلى الوصلِ / وأَبلاهُ من ذكرى الأَحبَّةِ ما يبلي
وكان خلِّي القلبِ من لوعةِ الهوى / فأَصبحَ من بَرْحِ الصّبابةِ في شغلِ
وأَطربَهُ اللاحي بذكرِ حبيبهِ / فآلى عليهِ أَن يَزيدَ من العذلِ
وإنّ مريرَ العيشِ يحلو بذكركمْ / وهل لمريرِ العيشِ غيريَ مُسْتَحْلِ
وصالكم الدُّنيا وهجركم الرَّدى / وقربكُمُ عزِّي وبُعدكمُ ذُلِّي
ومستحسنٌ حفظ الودادِ فراقبوا / لأَجلِ اقتناء الحمدِ عهديَ لا أَجْلي
نَفى الصَّبرَ من قلبِ المتيَّمِ خبلُهُ / وكيف ثباتُ القلبِ في مسكنِ الخبلِ
فقلبيَ بينَ الشّوقِ والصبرِ واقفٌ / على جَدَدٍ بينَ الولايةِ والعزلِ
إذا ما بقاءٌ المرءِ كان بوصلِ مَنْ / يحبُّ فإنَّ الهجرَ نوعٌ من القتلِ
وهل نافعي عذلٌ ونصحٌ على الهوى / وعذليَ يُغري بي ونصحيَ لا يسلي
وما كنتُ مفتونَ الفؤادِ وإنَّما / عليَّ فتوني دلَّه فاتنُ اللِ
نحولي ممَّن شدَّ عَقْدَ نطاقهِ / على ناحلٍ واهٍ من الخصر منحل
إذا رامَ للصدِّ القيامَ أَبتْ له / روادفه إلاَّ القيامَ على وصلي
وكيف تجلّى في هَزيعٍ من الدُّجى / وغصنٍ تثنّى فوق حقْفٍ من الرَّمل
وناظرُهُ نشوانُ لا من سلافةٍ / سقيمٌ بلا سقمٍ كحيلُ بلا كحلِ
وأَشهدُ أنَّ الحسنَ ما خطَّ خطّهُ / بعارضهِ والسِّحرُ ما طرفه يُملي
وما لحظُهُ إلاّ عُقارٌ فإنَّني / وجدتُ هوى عينيهِ يذهبُ بالعقلِ
سقى اللّهُ بالزَّوراءِ قصرَ استقامتي / لإنجازهِ الوعدَ المصونَ من المَطلِ
غداةَ نضوتُ الجد أَبلى جديده / ولا عيشَ إلا هزَّ عطفي إلى الهزلِ
أُنامُ غرَّاً من أَفاضلِ أَهلها / كراماً وكلُّ حليةُ الزَّمنِ العطلِ
وإخوانُ صدقٍ للصداقةِ بيننا / صفاءُ صدورٍ طهَّروها من الغلِّ
ندارسُ آي العقلِ من سورةِ الهوى / ونفهمُ معنى العلمِ من صورةِ الجهلِ
وها أنَا قد أًصبحتُ بالشّامِ شائماً / سنا بارقٍ من غيرِ وَبْلٍ ولا كلِّ
يُؤهِّلُني للبعدِ من كلِّ حظوة / ويحرمني اللذاتِ بُعدي من الأَهلِ
ولا صاحبٌ عندي أُحاولُ نصرَهُ / بتخفيفِ ما يعروهُ من فادح الثُّقلِ
وإنِّي أَرى عينَ الخصاصةِ ثروتي / إذا عجزتْ عن سَدِّها خَلّةُ الخلِّ
أُلاينُ حُسّادي الأَشدّاءَ رقبةً / لهم وأُعاني الصّعبَ بالخُلُقِ السّهلِ
وأُبقي مداراةَ اللئيمِ لعلّهُ / يبيتُ ولا يطوي الضَّميرَ على دغلِ
سوى السُّوءِ لا تجدي مداراة حاسدي / كما يستفادُ السُّمُّ من صلةِ الصِّلِّ
ومن نقصِ هري قصد فضلي بصرفهِ / ليرخصَ منه ما من الحقِّ أَن يغلي
وإنّي من العلياءِ في الكنفِ الذي / به حظُّ فضلي كلَّما انحطَّ يستعلي
وماذا بأَرضِ الشّامِ أَبغي تَعسفاً / ولا ناقتي فيها تُرامُ ولا رحلي
ولي حرمٌ منه الأَفاضلُ في حمى / من الصّونِ بالمعروفِ بالبذلِ في حِلِّ
أَبى الفضلَ فيه أَن يكونَ كمالُهُ / لغيرِ كمال الدِّينِ أَعني أَبا الفضلِ
رحيبُ النّوادي والنّدى واسعُ الذَّرا / رفيعُ الذُّرا عالي السّنا وافرُ الظِّلِّ
نداه حيا المعروف قد شمل الورى / عموماً وغيثُ الخصبِ شُرِّدَ بالمحلِ
إذا خفيت سُبْلُ الكرام فإنّه / كريمُ المساعي بينهم واضحُ السُّبلِ
وفي الجدب إنْ جادتْ سماهُ سماحةً / بدا زَهَرُ الإسعافِ في الأَمل العقلِ
تساوى له الإعلانُ والسرُّ في العلى / فخلوتُهُ ملء المهابةِ كالحفلِ
فتى السنّ إلاّ أَنَّ للملكِ قوةً / بما هو يستهديهِ من رأْيهِ الكهلِ
من القوم أَمّا المالُ منهم فعرضةُ ال / سّماحِ وأَمّا العِرضُ منهم فللبخلِ
أَضاءَ زَمان المستضيء إمامنا / بآرائهِ الميمونةِ العقدِ والحلِّ
فمن رأيه ما يطلعُ السعدُ من سنا / ومن عزمهِ ما يطبعُ النّصر من نصلِ
وما روضةٌ غناء مرهوبة الثّرى / مُضَوَّعة الأَسحارِ طَيِّبة الفصل
شمائلُها طابتْ وطابَ شمالُها / سقتها شَمُولاً عند مجتمعِ الشّملِ
تُردَّدُ أَنفاسَ النَّسيمِ عليلةً / عليها فيشفي مرُّها كلَّ معتلِّ
تهبُّ الصِّبا فيها بليلٍ بليلةً / على زهر من عبرة الطلِّ مبتلِّ
لها من ثغورِ الأُقحوانِ تبسّمٌ / وتنظرُ عن أَحداقِ نرجسها النُّجلِ
كأَنَّ نُعاماها تبلّغُ نحونا / تحايا قرأَناها على أَلسنِ الرُّسلِ
تُؤرِّجَ أَرجاءَ الرضاءِ كأَنّما / تجاملُ في حملِ التّحيةِ عن جُمْلِ
مرجعةٌ فوقَ الغصونِ حمامُها / فنونَ هديلٍ بينَ أَفنانها الهُدلِ
تنوحُ بها الورقاءُ شجواً كأَنّها / مفجَّعةٌ بينَ الحمائمِ بالشكلِ
مطوَّقةٌ أَبلتْ سوادَ حدادِها / ففي الجيدِ باقٍ منه طوق له كُحْلي
بأحسنَ من أَخلاقكَ الزُّهرِ بهجة / وأَذكى وأَزكى من سجيتك الرِّسلِ
إليكَ سرتْ منّي مطايا مدائحٍ / من الشُّكرِ والإحمادِ موقرةَ الحملِ
سوائرُ في الآفاقِ وهي مطيفةٌ / ببابكَ دون الخلقِ مخلوفة العُقلِ
تهذَّبَ معناها بصقليَ لفظَها / كما بانَ إثر المشرفيِّ لدى الصقلِ
وإنْ يجل شعري في مديحك رونقاً / وحسناً فإنَّ الشَّهدَ من نَحلِ النَّحلِ
سلمتُ ولا لاقتْ عداكَ سلامةً / ورهطكَ في كُثرٍ وشانيكَ في فَلِّ
ودمتَ ولا زالتْ بسطوكَ ديمةُ ال / وبالِ على الأَعداءِ دائمةَ الوبل
ودرَّتْ لكَ النُّعمى على كلِّ آملٍ / بقيتَ بقاءَ الذرِّ والحرثِ والنّسلِ
لعّلَ نجمَ الدِّين ذا الفضل
لعّلَ نجمَ الدِّين ذا الفضل / يُذكِّرُ الفاضلَ في شغلي
إنَّ أَجلَّ النّاسِ قدراً فتىً / بفضلهِ يتعبُ من أَجلي
ومثلُهُ مَنْ يعتني بالعُلى / ويستديمُ الحمدَ من مثلي
عندَ سليمانَ على قدرِهِ
عندَ سليمانَ على قدرِهِ / هديّةُ النّملةِ مقبولَهْ
ويصغرُ المملوكُ عن نملةٍ / عندكَ والرَّحمةُ مأْمولَهْ
رِقِّي لمولانا وملكي له / وذِمَّتي بالشُّكرِ مشغولَهْ
وكيف يقضي الحقُّ ذو منّةٍ / ضعيفةٍ بالعجزِ معلولَهْ
وإنَّما شيمة مولى الورى / طاهرةٌ بالخيرِ مجبولَهْ
سلْ سيفَ ناظرِه لماذا سلَّهُ
سلْ سيفَ ناظرِه لماذا سلَّهُ / وعلى دمي لمَ دَلَّهُ قدٌ لهُ
واستفتِ كيف أَباحَ في شرعِ الهوى / دمَ مَنْ يَهيمُ به وفيمَ أَحلّهُ
سلْ عَطفَه فعسى لطافةُ عطْفهِ / تُعدي قساوةَ قلبه ولعلَّهُ
كَثُرَتْ لقسوةِ قلبه جَفَواتهُ / يا ما أَرقَّ وفاءَه وأَقلَّهُ
يا منجداً ناديتهُ مُستنجداً / في خَلّتي والمرءُ يُنجدُ خِلَّهُ
سِرْ حاملاً سِرّي فأَنت لحملهِ / أَهلٌ وخفَّف عن فؤادي ثِقلَهُ
وإذا وصلتَ فَغضَّ عن وادي الغضا / طَرْفَ المريبِ وحَيِّ عنّي أَهلَهُ
أَهْدِ السَّلام هديتَ للرَّشأ الذي / أَعطاه قلبي رُشدَه فأَضَلّهُ
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ / هامَ قلبي وقلبُه غيرُ هائمْ
لم يزلْ واجداً عليَّ لأَنَّني / بتُّ للوجدِ واجداً وهو عادمْ
أَغتدي للهوى سليباً سليماً / وهو سالٍ من الصّبابةِ سالمْ
ناصحي غيرُ عالمٍ بالذي بي / ومن الغَبْنِ ناصحٌ غيرُ عالمْ
خَلِّ يا خلُّ في الهوى عذلَ صّبٍ / واجدٍ من لواذعِ العذلِ واجمْ
لا ترعْ بالملامِ مَنْ ليس يخشى / في سبيلِ الغرامِ لومةَ لائمْ
لا تظنّ الهوى مفارقَ قلبي / فهو وصفٌ كما علمتَ ملائمْ
لفؤادي ضمانةٌ وغرامٌ / أَتلَفاهُ بلا ضمينٍ وغارمْ
نارُ وجدي دخانُها في شحوبي / وفؤادي صالٍ ووجهيَ ساهمْ
قد كتمتُ الهوى وباحَ به الدَّم / عُ فسرِّي ما بينَ مُفشٍ وكاتم
من لصَبٍّ رَمَتْهُ مُقلةُ رئمٍ / حبُّهُ من ضميرهِ غيرُ رائمْ
لجفونِ البيضِ الصّوارمِ بيضٌ / لم تزلْ في الجفونِ وهي صوارمْ
وبوادي العُذيبِ أُدْمُ ظباءٍ / فاتكات لحاظها بالضراغمْ
وبنفسي ظامي الوشاحِ على عذ / بِ لماهُ قلبي المعذَّبُ حائمْ
فحمَى العشقِ آهلُ الرَّبعِ منه / وحمى الصّبرِ عنه عافي المعالمْ
ساحرٌ طرفُهُ وساجِ وإنِّي / لتمنيِّهِ ساهرُ الطّرفِ ساجمْ
قرَّبَ الطيفُ وصلَهُ وهو ناءٍ / وأَتاني مستيقظاً وهو نائمْ
أَنصفاني رأَيتُما قطُّ مظلو / ماً قضى نحبَهُ على حبِّ ظالمْ
حبّذا والحبيبُ في الوهلِ منّي / راغبٌ والحسودُ بالكرهِ راغمْ
وسقى اللهُ عيشنا المتقضِّي / ورعى اللهُ عهدَنا المتقادمْ
حين عصرُ الصِّبا كحاليَ حالٍ / وهو في مَرِّهِ كأَحلامِ حالمْ
فليالي العراقِ بيضٌ من البي / ضِ غوانٍ من الغَواني اغونم
وزماني مساعدٌ ورفيقي / في الهوى مُسعدٌ ودهري مسالم
ومنادي المُنى مُجاوبُهُ الاس / عافُ والسؤولُ للنّجاحِ منادمْ
ومن الأكرمين كلُّ نديمٍ / لستُ من قربهِ مدى الدَّهر نادمْ
ما فقدنا السرورَ إلاَّ هدانا / كلُّ هادٍ لما بنى الهمُّ هادمْ
وبذاكَ الجناب أَوطانُ أَوطا / ري كما أَنّها مغاني المغانمْ
ومَرادُ المُرادِ بالعرفِ زاهٍ / وَمرَاحُ المِراحِ بالعَرفِ فاغمْ
ومبيتي ما بينَ كأَسٍ وثغرٍ / راشفاً منهما متى شئتُ لائمْ
وردُ خدٍ ندٍ وغُصنُ قوامٍ / ذا جنيٌّ غضٌّ وذلكَ ناعمْ
فأَنا اليومَ بالشّآمِ وحيدٌ / لِسنَا البارقِ العراقيِّ شائمْ
لا ودودٌ على وفائي مقيمٌ / لا وفي بشرطِ وُدِّيَ قائمْ
أَبداً بين هِمَّتي وزماني / في اقتراحي وفي اطِّراحي ملاحمْ
عظُمتْ همّتي وها أَنا استص / غرُ في المطلبِ العظيمِ العظائمْ
ما نجا من مطاعِن العجزِ راضٍ / بملاهٍ من عيشهِ ومطاعمْ
مبتَغى قلبي المشوق ببغدا / دَ وجسمي نائي المحلِّ بجاسمْ
ليتَ شعري متى يُبشِّرُ عنّي / أَصدقائي فيها بأَنيَ قادمْ
ما لشَملي بها سِوى أَمرِ مولا / ي عماد الدِّينِ المملّكِ ناظمْ
واحدُ العصرِ ثالثُ الشَّمسِ والبد / رِ وثاني الحيا بغيرِ مُزاحمْ
إنْ يكن مانح المراحمِ بالجو / دِ فبالبأس مانِعٌ للمحارمْ
شَيَّدَ المجدَ وهو في المهِ شدَّتْ / بتمامِ العُلى عليه التَّمائمْ
وهو بالحزمِ مُدرِكٌ كلَّ سُؤلٍ / ولَعَمْري كم حازماً رامَ حازِمْ
نُطقُ قُسٍ ورأي قيسٍ وإقدا / مُ عليٍ وجودُ كعبٍ وحاتمْ
وندىً فرَّقَ الخزائنَ مقتا / داً إلى المُعدِمِ الغِنَى بالخزائمْ
بَشَّرَ البِشرُ منه كلَّ مُرّجٍ / دِيمةَ الخيرِ بالنَّجاح الدائمْ
طلعةٌ طلقةٌ وباعٌ طويلٌ / ويدٌ بَسْطَةٌ وثغرٌ باسمْ
وعطايا غُزْرٌ وغُرُّ أَيادٍ / وسجايا زُهْرٌ وبيضُ عزائمْ
كفلتْ كفُّهُ بنُجْحِ الأَماني / ونُشور الآمالِ وهي دمائمْ
فلهُ في التُّقى مآثرُ نزَّهْ / نَ سجاياهُ عن جميع المآثمْ
ما رياضٌ فاحتْ لطائفِ أَنفا / سِ صَباها لطائفٌ ولطائمْ
أَظهرَتْ سِرَّ نشرِها فكأَنْ قد / مشت الرِّيحُ بينها بالنَّمائمْ
وشي أَنوارها المفوَّفُ أَسدى / وأَنارتْ فيه أَكفُّ الغمائمْ
كقدودٍ تعلَّقتْها قلوبٌ / ذاتُ شجوٍ غصونُها والحمائمْ
فبِشَدْوِ الغِناءِ للوُرقِ أَعرا / سٌ وبالنَّوحِ للحَمامِ مآتمْ
من سجايا بني المُظفَّر أَبهى / ومساعيهمُ الحِسان الكرائمْ
ما استقامتْ إلاّ بهم سنَّةُ الشَّر / عِ ودينُ الهدى ودولةُ هاشمْ
واستوتْ في خَضارِم الرأي فلكُ ال / ملك منهم على مَراسي المراسمْ
أَحسنوا العفو والتجاوزَ حتَّى / مَهّدوا حرمةً لأَهلِ الجرائمْ
كم بكتْ أَعينُ اللَّيالي فعادتْ / وهيَ اليومَ ضاحكاتُ المباسمْ
وبشمسِ الورى عليَّ أَبي نَصْ / رٍ تجلّى عنّا ظلامُ المظالمْ
ذو نوالٍ لكلِّ عافٍ معافٍ / ولسقمِ الرَّجا مداوٍ مداومْ
ففداكم بني المظفر عاصٍ / لم يطعْ أَمره من الأَمرِ عاصمْ
من محا سنَّةَ المحاسن بالشَّ / رِ وما زالَ للمساوي مُساومْ
كم رديءٍ رَدٍ وساعٍ كمينٍ / في سعيرٍ وجاحدٍ فيَّ جاحمْ
يا ابنَ مَنْ حكمهُ على الخَلْق طرّاً / وعلى مالهِ مُرجِّيهِ حاكمْ
أَنا راقٍ في هُضب علياكَ مدحاً / ولطرزِ الثَّناءِ بالنظمِ راقمْ
غير قاصٍ عن قاصدٍ لكَ عُرفاً / لفقارِ افتقارهِ هو قاصمْ
لم يزلْ فائزاً بصدقِ الأَماني / كلُّ راجٍ لظنّه فيكَ راجمْ
بالمُوالين قوَّةٌ للموالي / والخوافي بها نهوضُ القَوادمْ
بكرَ العارضُ تحدُوه النُّعامى
بكرَ العارضُ تحدُوه النُّعامى / فُسِقيت الغيثَ يا دارَ أُماما
خطرتْ تحملُ من سَلْمى سلاما
خطرتْ تحملُ من سَلْمى سلاما / فانثنى يشكرُ إنعامَ النُّعامى
مُغرمٌ هاجتْ جواهُ نَسْمةٌ / يا لها من نسمة هاجتْ غراما
نفحةٌ أذكَتْ بقلبي لَفْحةً / كلّما هبّتْ له زادتْ ضِراما
عاتبتْ سلمى سُميراً أَم ترى / غازلتْ بالرَّوضِ أَنفاس الخُزامى
يا لأَوطارِي فقد أَنشرها / نشرها من بعدِ ما كانتْ رِماما
ذكّرتْ ريحُ الصّبا رَوْحَ الصِّبا / وزماناً كنتُ بل كانَ غلاما
ونديماً ليَ لم أَندمْ بهِ / يا رعاهُ اللّهُ من بينِ النُّدامى
ألهمَ الدَّوح التّثنِّي بثّهُ / شَجْوَهُ بل علّمَ النّوْحَ الحَماما
قالَ ما أَطيبَ أَيامَ الصِّبا / قلتُ ما أَطيبَهُ لو كان داما
كان وعداً بالأَماني مُزنُهُ / كلّما استسقيتُهُ عادَ جَهاما
وهضيمُ الكَشْحِ في حبّي له / لم يَزدْني كاشحي إلاَّ اهتضاما
كَرُمَ العاشقُ منه مثلما / لؤُمَ العاذِلُ فيه حينَ لاما
بقَوامٍ علّمَ الهزَّ القنا / ولحاظٍ تُودِعُ السُّكرَ المُداما
أَتراهُ إذْ تثنّى ورنا / سمهريّاً أَمْ سلّ حُساما
خدَّهُ يجرحُهُ لحظُ الورى / فلذا عارِضُهُ يلبسُ لاما
ويُريكَ الخطّ منه دائراً / هالةَ البدرِ إذا حطَّ اللِّثاما
وكثيبُ الرَّملِ قد أَخجلَهُ / وقضيبُ البانِ رِدفاً وقَواما
أَنا منه ومن العُذّال في / نَصَيبٍ أَشكو مَلالاً وملاما
لم تكن تلكَ وق لاحَظْنَني / لحظاتٍ إنّما كانتْ سهاما
تركتْ في غَمَراتٍ مُهْجَتي / غمرات ملكت منها الزِّماما
مهجةٌ أَرخصَها سَوْمُ الهوى / وتسامى عزَّةً من أَنْ تساما
ومقامي بعد توديعهمُ / بالحِمى ما خِلتُهُ إلاَّ حِماما
عَدِمَ الإصباح ليلي بعدَكُمْ / أَسفِروا لي مرّةً تجلُو الظلاما
بتُّ عن طيفكُمُ مُتسخبِراً / من غرامي بكُمُ من كان ناما
وغرامي رُمْتُ أَنْ أَكتمه / فأَبى الدَّمعُ لأَسراري اكتتاما
ولماذا ظمئِتْ نحوَكُمُ / مقلةٌ إنسانُها في الدَّمعِ عاما
يا رفيقيَّ ارفقا بي فالهوى / عُنْفُهُ يكفي المحِبَّ المُستهاما
أَنجِداني فبنجدٍ أَرَبي / حين غيري شامَ بالغَوْرِ الشَّآما
وانشُرا عنديَ أَخبار الحمى / فبأَخبارِ الحمى قلبيَ هاما
ناظري من دمعتي في شُغُلٍ / فانظُروا عنّيَ هاتيكَ الخِياما
سارَ قلبي يومَ ساروا وانْثَنَوا / نحوَ نجدٍ وأَقاموا فأَقاما
عَلِّلاني بأَحاديثِهمُ / فأَحاديثُهُم تَشفي الأُواما
هذه أَطلالُهمْ تشكو الظَّما / فدعا الأَدمُعَ تنهلُّ انسجاما
رِفقاً نستَسقِ جَدْوَى ظَفَرٍ / فهو من بَخَّلَ بالجودِ الغَماما
فهو الغيثُ إذا بَثَّ اللُّها / وهو اللّيثُ إذا فَلَّ اللَّهاما
لم يزِدْ أَعداءَه يومَ الوغى / والقنا إلاَّ انحطاطاً وانحِطاما
إجتلَى من مَشرِق المجدِ السّنا / وامتطى من بازلِ المُلك السَّناما
وأَضاءَتْ بسَنا سُنّتهِ / ظُلَمُ الظُّلمِ لأَيامِ الأَيامى
أولدَتْ أَنعمُهُ عُقْمَ المُنى / وشفى من يأسِنا الدّاءَ العُقاما
كرمٌ يُحيي وبأْسٌ مهلِكٌ / وهما ما صَحِبا إلاَّ هُماما
أَنتَ عذْرُ الدَّهر يا واحدَهُ / ولقد أَعظمَ لولاه اجتراما
ببنيهِ ملكاً أَو سُوقةً / ملأَ الأرضَ طغاةً وطَغاما
ليس بدْعاً سَقَمي من صحتي / فالقنا حُطِّمَ من حيثُ استقاما
وإذا المرءُ تشكّى خطّةً / كانت الصِحّة للنفسِ سَقاما
صُغتُها منظومةً في مدحِكُمْ / فتلاها الدُّرُّ فذّاً وتُؤاما
جمعتْ لفظاً ومعنىً شائقاً / بَعُدا في الحُسن مرمىً ومراما
هيَ راحٌ كيف حلّتْ عَجَباً / وهي سِحرٌ كيف ما كانت حراما
فاغتنمها إنَّما أَوفى الورى / مَنْ يَرى من مثليَ الحمد اغتناما
تُوفي العاضدُ الَّعيُّ فما
تُوفي العاضدُ الَّعيُّ فما / يفتحُ ذو بدعةٍ بمصر فما
وعصرُ فرعونها انقضى وغَدا / يوسُفُها في الأَمورِ محتكما
وانطفأَتْ جمرةُ الغواةِ وقد / باحَ من الشِّركِ كلّ ما اضطرما
وصارَ شملُ الصّلاحِ مُلتئماً / بها وعِقدُ السَّدادِ مُنتظما
لما غدا مُعلناً شعارُ بني ال / عبّاسِ حقّاً والباطل اكتتما
وباتَ داعي التّوحيد منتصراً / ومِنْ دُعاةِ الإشراكِ مُنتقما
وظلَّ أَهلُ الضَّلالِ في ظللٍ / داجيةٍ من غيابةٍ وعَمَى
وارتبكَ الجاهلونَ في ظُلَمٍ / لما أَضاءَتْ منابرُ العُلما
وعادَ بالمستضيءِ مجتهداً / بناءُ حقٍ قد كانَ مُنهدما
واعتلتِ الدولةُ التي اضطهدتْ / وانتصرَ الدِّينُ بعد ما اهُتضما
واهتزَّ عِطفُ الإسلامِ من جَذَلٍ / وافترَّ ثغرُ الإيمان وابتسما
واستبشرتْ أَوجهُ الهُدى فَرَحاً / فليقرعِ الكفرُ سنَّهُ نَدَما
عادَ حريمُ الأَعداءِ مُنتهكَ ال / حمى وفيءُ الطُّغاةِ مُقتَسَما
قصورُ أَهلِ القصورِ أَخربها / عامرُ بيتٍ من الكمالِ سَما
أَزعجَ بعدَ السُّكونِ ساكنَها / وماتَ ذُلاً وأَنفُهُ رُغِمَا
بفتوحِ عصرِكَ يَفْخرُ الإسلامُ
بفتوحِ عصرِكَ يَفْخرُ الإسلامُ / وبنُورِ نصركَ تُشرقُ الأَيامُ
وبفتحِ قعةِ بعلبك تهذَّبتْ / هذي الممالكُ واستقامَ الشّامُ
وبكى الحسودُ دماًن وثغرُ الثّغرِ من / فرحٍ بنصركَ للهدى بَسّامُ
فتحٌ تسنَّى في الصِّيامِ كأَنّنا / شكراً لما منحَ الإلهُ صيامُ
من ذا رأَى في الصّومِ عيدَ سعادةٍ / حلّتْ لنا والفطرُ فيه حرامُ
باليُمنِ هذا الشّهرُ مشهورٌ كما / قد عمَّ بالبركاتِ هذا العامُ
أَسدَى صلاحُ الدِّين والددُّنيا يداً / بنوالِها سوقُ الرَّجاءِ تُقامُ
فتملَّ فتحكَ واقصد الفتحَ الذي / بحصولهِ لفتوحكَ الإتمامُ
دُمْ للعُلى حتى يدوم نظامُها / واسلمْ يعزُّ بنصرِكَ الإسلامُ
أَيا ساكني مصرٍ عفا اللّهُ عنكمُ
أَيا ساكني مصرٍ عفا اللّهُ عنكمُ / وعافاكمُ مما أُلاقيهِ منكمُ
أَبيتُ على هجرانكمْ مُتندِّماً / ومَنْ ينأَ عنكمْ كيف لا يَتَنَدَّمُ
فإنْ كنتمُ لم تعلموا ما لقيتُهُ / مِن الوجدِ والأَشواقِ فاللّهُ يعلمُ
بقيتمْ وعشتمْ سالمين من الأذى / ومنيةُ قلبي أَنْ تعيشوا وتَسلموا
أَأَحبابنا من بعِنا كيف أَنتمُ
أَأَحبابنا من بعِنا كيف أَنتمُ / فقد بانَ صبري والكرى منذُ بنتمُ
وما زلتمُ أَهلَ المودَّةِ والوِفا / ولكنّما خانَ الزَّمانُ فخنتم
وإنّي بحالٍ لستُ أَذكرُ بعضَها / على كلِّ حالٍ أَنتمُ كيفَ أَنتمُ
محبّكمُ من لوعةِ الوجدِ مشتكٍ / وقد كنتمُ تشكونَهُ لو علمتمُ
أَسيركمُ العاني أَما تطلقونَه / فديتكمُ ما ضرَّكُمْ لو مَنَنْتُمُ
بملكِ مصرٍ أُهنِّي مالكَ الأُمَمِ
بملكِ مصرٍ أُهنِّي مالكَ الأُمَمِ / فاسعدْ وأَبشرْ بنصرِ اللّهِ عن أَمَمِ
أَضحى بعدلكِ شملُ الملكِ مُلتئماً / وهل بعدلكِ شيءٌ غير ملتئمِ
يا فاعلَ الخيرِ عن طبعٍ بلا كلفٍ / ومُولي العرفِ عن خلقٍ بلا سأَمِ
ووامقاً ثلمَ ثغرِ الكفرِ تعجبُهُ / لا لثمَ ثغرٍ شنيبٍ واضحٍ شَبِمِ
للّهِ درُّكَ نورَ الدِّينِ من ملكٍ / بالعزمِ مفتتحٍ بالنَّصرِ مُختتمِ
آثارُ عزمِكَ في الإسلامِ واضحةٌ / وسرُّهُ لكَ بادٍ غيرُ مكتتمِ
بما من العدلِ والإحسانِ تنشرُهُ / تخافُ ربَّكَ خوفَ المذنبِ الأَثم
أَوردتَ مصرَ خيولَ النّصرِ عادمةً / ثنيَ الأَعنّةِ إِقداماً على اللُّجمِ
فأَقبلتْ في سحابٍ من ذوابلها / وقضبها بدماء الهام منسجمِ
تمكّنَ الرُّعبُ في قلبِ العدوِّ بها / تمكُّنَ النّارِ بالإحراقِ في الفحمِ
سَرتْ لتقطعَ ما للكفر من سببٍ / واهٍن وتوصلَ ما للدِّينِ من رحمِ
مستسهلات وعورَ الطُّرقِ في طلبِ ال / علياءِ مقتحمات أَصعبَ القحمِ
وجاعلات من الإفرنجِ غلَّهم / والقيدَ في موضعِ الأَطواقِ والحزمِ
لقد شفتْ غلّةَ الإسلامِ وانتقمتْ / من العدوِّ بحدِّ الصّارمِ الحَذِمِ
أَعانها اللّهُ في إطفاءِ جمرِ أَذىً / من شرِّ شاورَ في الإسلامِ مضطرمِ
وأَصبحت بكَ مصر بعد خيفتها / للأَمنِ والعزِّ والإقبالِ كالحرمِ
والسُّنةُ اتسقتْ والبدعةُ انمحقتْ / وعاودتْ دولةُ الإحسانِ والكرمِ
ملوكها لكَ صاروا أَعبداًن وغدا / بها عبيكَ أَملاكاً ذوي حُرمِ
أَنبتَ عنكَ بها قرماً ينوبُ بها / في البأسِ عن عنترٍ في الجودِ عن هرمِ
للّهِ نورَ الدِّينِ من ملكٍ / عدلٍ لحفظِ أُمرِ الدِّينِ ملتزمِ
كانتْ ولايةُ مصر قبلَ عزَّتِها / بكشفِ دولتها لحماً على وضمِ
فالنيلُ ملتطمٌ جارٍ على خَجَلٍ / جاراً لبحرِ نوالٍ منكَ مُلتطمِ
أُغْزُ الفرنجَ فهذا وقتُ غزوهِمُ / واحطِمْ جموعهمُ بالذَّابلِ الحطِمِ
وطهّرِ القدسَ من رِجْسِ الفرنجِ وثبْ / على البغاثِ وثوبَ الأجدلِ القَطمِ
فملكُ مصر وملكُ الشامِ قد نظما / في عِقْدِ عزٍ من الإسلامِ منتظمِ
محمودٌ الملك الغازي يسوسُهما / بالفضلِ والعدلِ والإفضالِ والنعمِ
بالشُّكرِ كلُّ لسانٍ ناطقٍ أبداً / محمودُّ الملْكُ محمودٌ بكلِّ فمِ
فأشك مصر وأظهر عزّ سنتها / كم تقتضي وغلى كم تشتكي وكمِ
ولم أَنسَ بالزَّرقاءِ يومَ وداعنا
ولم أَنسَ بالزَّرقاءِ يومَ وداعنا / أَناملَ تدْمى حَيْرةً للتندُّم
أَعدتُكِ يا زرقاءُ حمراءَ إنّني / بكيتُكِ حتى شيْبَ ماؤكِ بالدَّمِ
تأَخّرَ قلبي عندهمْ مُتخلِّفاً / وخالفْتُهمْ في عَزْمتي والتّقدُّمِ
فيا ليتَ شعري هل أًعودُ إليهمُ / وهل ليتَ شِعْري نافعٌ للمتيّمِ
ريمٌ هَضيمٌ يَرومُ هَضْمي
ريمٌ هَضيمٌ يَرومُ هَضْمي / منْ سُقمِ عينيهِ عينُ سقمي
وطرفُهُ في فُتورِ صَبْري / وخضرُهُ في نحولِ جسمي
ما جدَّ في ثَلْمِ ثَغْرِ صَبْري / لو جادَ لي ثغرُهُ بلثمِ
في عارضيهِ طِرازُ حُسْنٍ / بهيُّ نَسْجٍ شَهْيُّ رَقْمِ
ووجهُهُ بالعِذارِ بَدْرٌ / أُحيطَ منْ هَالةٍ بتمِّ
وردُ حياءٍ ومسْكُ خَطٍ / ينمُّ هذا وذاك يُنْمي
قد نُقِّطَتْ شمسُ وجنتيهِ / للحُسْنِ مِنْ خالهِ بنجمِ
واهي مناطِ الوشاحِ حُلَّتْ / فيه بوَجْدي عُقودُ عَزْمي
نطَاقُه في القياسِ نُطْقٌ / وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي
وخُلْقُه جَامحٌ لحربي / وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي
إلامَ ظلماً يصدُّ أَلمْي / صادي قلبيَ عن ريمِ ظَلمِ
لو أطلق الرَّسمَ من وصالي / لم أَبلُ في صدِّه كرسمِ
أفكرتُ في عزِّهِ وذُلّي / فهامَ في الحالتينِ فَهْمي
مِنْ وَهَجِ الوجهِ دمعُ عيني / بذوبِ قلبٍ يهيمُ يَهْمي
إذا غدا الدَّمعُ من وشاتي / فبوحُ سرِّ الهوى بكتمي
إن رُمت يا عاذلي صلاحي / فخلِّني والهوى وزعمي
شاهدْ بعيني الحبيبَ تشهدْ / أًنَّ هواهُ من المهمِّ
لومُكَ يُذكي الغرامَ قلْ لي / أَنت نَصيحي أَم أَنتَ خَصْمي
ولا ساءني واللومُ لومٌ / كلامُ سوءٍ وأَسوُ كلمِ
يا بدرُ بادِرْ بشمس راحٍ / يقشعُ منها غمامُ غمِّ
وانقعْ وُقِيْتَ الأذى أُواماً / لابنِ كريمٍ ببنتِ كَرْمِ
وهُزَّ منّي للأنسِ عِطْفاً / وخصَّ جيش الأسى بهزم
واجعلْ رضاعي جنَى رضابٍ / بفيكَ منه يعزُّ فَطْمي
فريقكَ الحلو عَذْبُ وردٍ / يروي صدى القلب وهو يُظمي
واشفِ غليلي بشًَهْدِ ثَغْرٍ / جناهُ ترياقُ كلِّ سُمِّ
بقدِّك السّاحرِ التّثني / جُدْ ليَ مِنْ غُصْنهِ بضمِّ
بخدِّك الباهرِ التجلِّي / جُدْ ليَ مِنْ وَرهِ بشمِّ
يا حارمي في الوصال حَظِّي / مُوَفِّراً بالفراق قَسْمي
وقاتلي بالصُّدودِ ظُلماً / لا تتقلَّد دمي وإثمي
يا رامياً قوسَهُ بحتفي / موتَرُهُ ما يزال يُصمي
بالعينِ والحاجبينِ تُغني / عن كلِّ قوسٍ وكلِّ سَهمِ
يا حبّذا بالعراق نُعمى / شكرتها في وصالِ نُعمِ
أَرمي بطرفي هوىً إليها / وهي لقلبي باللحظ ترمي
غداةَ مَغْنى حِمَاي حاوي / حُوّ من الغانيات حُمِّ
أيام فوق السَّماء أَمري / وَفْقَ مُرادي وتحت حُكمي
أَيام حلّ دمي المصون ال / حرام في بذلهِ لأُدمِ
أُدمي بلثمي خُدودَ بيضٍ / عيونُهُا للقلوب تُدمي
واجتلي الكأسَ في ندامى / غرٍ من الأكرمين شُمِّ
غدا بنسج الغرام فينا / ينسجُ عَقْلاً لكلِّ فَدْمِ
نسمو / من نفحات الصَّبا لنسمِ
لثم ُرٍ / بين عقيقٍ وفضّ ختمِ
عقود العقول تُلقى / من التصابي بكفِّ فصمِ
ليالي الوصال زهراً / تبدَّلت في النَّوى بُسحمِ
سواد فودي / مذ عقبت بيضها بدُهمِ
يشيبُ في الرأسِ مثلَ نارٍ / توقَّدتْ من خلالِ فحمِ
يزيدُ منّي الهمومَ ذكري / أَيامَ عمرٍ مضينَ قُدمِ
رضتُ طويلاً جُموحَ حظِّي / فلم يلنْ عودُهُ لِعَجمي
ليس يُعادي الزَّمان غيري / كأنَّ فضلي إليهِ جُرمي
أَكظمُ غيظي وليس جدِّي / لغائظاتِ الأمورِ كظمي
أَيا زماني الغشوم أَقصِرْ / إنّكَ لا تستطيعُ غَشْمي
عبدُ الرَّحيمِ الرَّحيم أَضحى / عوني على خَطبِكَ الملمِّ
أَلوذُ منه بذي جَنابٍ / يُلجىء طُرّاقَهُ وينمي
بالسَّيدِ الأروعِ المرجَّى / لكشفِ إزلٍ وكَفِّ أَزمِ
بالفاضلِ الأفضلِ الأجلِّ / المفضَّلِ الأشرفِ الأشمِّ
بحاتمي النَّوالِ سَمْح / ليس يرى الجودَ غيرَ حتم
غيثُ غياثٍ وجودُ جودٍ / وبحرُ علمٍ وطَوْطُ حِلْمِ
ذو أَنَفٍ أَنْفُ كلِّ خطبٍ / يقتادُ من بأسهِ بِخطمِ
زكاءُ نجرٍ ورحبُ صدرٍ / وطولُ باعٍ وطيبُ جِذْمِ
ومُزْنُ مَنٍ ووجهُ مَنْحٍ / غيرُ جَهامٍ وغيرُ جهمِ
محاسَنا الرأي منه عَدْلاً / كلَّ ظلاَّمٍ وكلَّ ظُلم
المنعمُ المستحقُّ منِّي / جميع شكري ببعضِ شكمِ
وما بنى المجدَ مثلُ مولىً / خصَّ النَّدَى مالَهُ بهزمِ
ذو محتدٍ في النِّجار زاكٍ / وسؤددٍ في الفخار ضخمِ
نُعماهُ تُرجى لكفِّ بؤسٍ / وفكِّ أَسرٍ وجَبرِ يُتمِ
يراعُهُ في اليمينِ منه / تستخرجُ الدُّرَّ من خضمِّ
فهو حسامٌ لم يبقِ داءً / إلاَّ وقد خصَّهُ بحسمِ
وحدُّهُ حصَّ كلَّ حَصدٍ / من كلِّ ما نائبٍ بثلمِ
يُروّضُ الطِّرسُ منه مُزجى / سُحبٍ من المكرماتِ سُحمِ
سطورُهُ للعُلَى نجومٌ / تخفضُ في أَوجها وتسمي
إنْ جاءَ عافٍ فنجمُ سَعدٍ / أَو جاءَ عَاتٍ فنجمُ رجمِ
أَقلامُهُ خاطبتْ خُطوباً / من ظفرها ظفرتْ بقلمِ
كم عقدتْ راية لرأْيٍ / مؤيد عزمه بحزمِ
والسَّمعُ والصلبُ للأَعادي / ما بينَ وقرٍ بها ووقم
له يدٌ للوليِّ منها / ولي وليٌّ ووَسْمُ وسمي
ما وابلٌ منجمُ الغوادي / بكلِّ سهلٍ وكلِّ حَزْمِ
هام ربابٌ بالوشي منه / هامَ الرُّبى في بديعِ وَشْمِ
يحوكُ نسج الرَّبيعِ فيه / نَمارقَ الزّهرِ فوقَ أكم
أَغزرَ من جودهِ وفصحٍ / في العجزِ عن وَصْفهِ لبكمِ
مولايَ حالي كما تراهُ / في نَقْصِ حَظٍّ وَفضْلِ هَمِّ
لم يقضِ ديني وكلَّ يومٍ / غريمُ دهري يزيدُ عزمي
أَهلي مقيمونَ من دمشقٍ / في بلدةٍ نارها بلجمِ
قد طالَ ذيلٌ بهم فطوِّل / طُولاً بجاهي العريضِ كمِّي
أَصبحتُ في مصرَ ذا رجاءٍ / إلى النّدَى الجمِّ منكَ جمِّ
أَصابَ قصدي وتمَّ أَمري / وبانَ نُجحي وفازَ أَمي
وإنّني قد وجدتُ وَجْدي / منكَ كما قد عدمتُ عُدمي
نَعَشْتَني من عثْارِ دَهْري / فَحُزْتَ حَمْدي وَحَازَ ذمِّي
عندي مواعيدُ للمعالي / يَمْطُلُ دهري بها بزُغْمي
نتيجةُ النُّجحِ منكَ يقضي / أَنَّ المواعيدَ غير عُقمِ
وِلي مُنى كلّها أَراهُ / منكَ على خبرةٍ وعلمِ
قضاءُ دَيْني ونَيْلُ سُولي / وَحفْظُ جاهي وجريُ رسمي
وَصنيعةٌ لا يضيعُ فيها / عَزْمي كما لا يفوتُ غُنْمي
وحرمةٌ تستنيرُ منها / سعودُ قَدْري في أُفقِ عُظْمِ
يَممتُ أَمّاً ولستُ أَرضى / تيّمماً في جَنابِ يَمِّ
لِمْ أَمَلي لم يزَنْ بنُجحٍ / لِمْ شَعَثي لم يُعَنْ بلَمِّ
رُمْ رَمَّ أَمري وحلِّ حالي / ما كَرَمٌ في الورى كَرَمَّي
رُثَّ ثرائي بكلِّ طَرْزٍ / وغُثَّ جاهي بغيرِ شحْمِ
مُضارعُ الفعلِ حظُّ فضلي / وعائقُ الصَّرفِ حرفُ جَزْمِ
نَاهيكَ من مُخوِلٍ مُعمِ / يَحنو على المُخولِ المُعمِ
كلُّ عدوٍّ شَناكَ يَلْقى / في الناسِ طَمْسَ اسمه كطسمِ
شَمْلُ العدا والعروضُ منهم / ما بينَ شتٍّ وبينَ شَتمِ
ونلْتَ عزّاً بغيرِ صَرْفٍ / وَوَصْلَ مُلْكٍ بغيرِ صُدْم
تَمَلَّها فهي بكْرُ فكري / شَهيةٌ من نِتَاجِ شَهْمِ
حَدَوْتُ عيْسي بها فجاءتْ / شَقْشَقةً من هَديرِ قَرْمِ
بحركَ طامي والعباب فاغسل / طمي في نظمها ورمي
لي خاطرٌ مُجبلٌ لهمِّي / فَنَحتُهُ من صَفاً أَصمِّ
أَقدَمَ رَغباً فحامَ رُعباً / لقدرِ فخرٍ لديكَ فَخمِ
إليكَ يا كعبة المعالي / حَجَّ حجاهُ بلُطفِ حَجم
أَجْرِ على الوهم عُظْم شاني / واجبرْ على الوَهنِ عظمَ نظمي
بصفحةِ الصَّفحِ منكَ يبدو / جِرْمُ قصوري بغيرِ جُرْمِ
باسمكَ للشكر باسماتٌ / مِنّي مُنىً سُقتُهنَّ باسمي
أَقبلْ وأَفضلْ عليَّ وافضل / عُرْبَ معانٍ لديَ عُجمِ
ما دمتَ عوني فليس يَغدُو / جميلُ رَسْمي قبيحَ وَصمِ
أذْلَلتُ ذوي الشِّرْكِ بعزِّ العَزْمِ
أذْلَلتُ ذوي الشِّرْكِ بعزِّ العَزْمِ / والكفرَ بهزِّ صارمي في عَزْمِ
شيَّدتُ بُنَى المُلكِ بأَمرِي الجَزْمِ / والنّصرَ رايتُهُ قرينَ الحَزم
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً / وأَنا عَبْدُ عَبْدِ عبدِ الرَّحيمِ
بدوامِ الأَجلِّ سَيِّدنا الفا / ضلِ يا دولةَ الأَفاضلِ دُومي
إذْ أَراهُ ينوبُ عنِّي لدى الملْ / كِ مَنَابَ الأَرواحِ عندَ الجسومِ
مالكُ الحلِّ في الممالكِ والعَقْ / دِ وَحُكْمِ التّحليلِ والتّحريمِ
مُعْمِلٌ للنَفاذِ في كلِّ قطرٍ / قَلَماً حاكماً على إقليمِ
تتلقّى الملوكُ في كلِّ أرضٍ / كُتْبَهُ القادماتِ بالتّعظيمِ
ناحلُ الجسمِ ذو خطابٍ به يَصْ / غُرُ للدَّهرِ كلُّ خَطْبٍ جسيمِ
رَسْمٌ عليَّ لذلك الرَّسم
رَسْمٌ عليَّ لذلك الرَّسم / أَنِّي أُقاسمُهُ ضَنَى الجسمِ
دارٌ على حَرْبِ الزَّمانِ لنا / جَنَحَتْ بها سَلْمَى إلى سَلمي
ما للهوى أَباً يُلازِمُني / فيها فهل كُتِبَ الهوى باسمي
يا صاحِ تعذِلُني على شَعَفٍ / ما زالَ يَعْذرُني له خَصْمي
إنّي رَضَعْتُ لبانَ حُبِّهمُ / ويعزُّ عنه وإنْ جَفَوا فَطْمي
كَلْمٌ فِراقُهُم ولومُكَ لي / في حُبِّهم كَلْمٌ على كَلْمِ
بَخِلوا عليَّ بوَصْلِ طيفهمُ / ما كان بُخْلُ الطَّيفِ في زَعْمي
أَنّى يَطيبُ ويستطيبُ كرىً / قَلْبٌ يَهيمُ وناظرٌ يَهْمي
أَو ما سِوَى هَجْري عِقَابهُمُ / أَم ليس غَيْرَ هواهمُ جُرْمي
أَمّا الغرامُ فأَدمعي أَبداً / يُعرِبْنَ عنه بأَلسنٍ عُجْمِ
والقلبُ مَسْكنُهمْ فكيف رَضُوا / أَنْ يجعلوه مسكنَ الهَمِّ
والسُّقمُ في جسمِ المحبِّ فلمْ / وُصفَتْ عيونُ البيضِ بالسَّقَمِ
أُدْمٌ سَفَكْنَ دمي بأَعينها / يا لَلْرِجالِ من الدُّمى الأُدْمِ
بيْضُ الظُّبَى تَنْبو وترشقنا / بيْضُ الظِّباءِ بأَعينٍ تُدْمي
ما كنتُ أَعلمُ قبلَ رؤيتها / أَنَّ النّواظر أَسْهمٌ تُصْمي
أَقمارُ خَمْرٍ إنْ سَفرنَ لنا / وإن انتقبنَ أَهلّةُ اللّثْمِ
يَضْعُفنَ عن حملِ الإزارِ فلم / يحملنَ أَوزاراً منَ الإثم
لظباءِ كاظمةٍ مقابلتي / غيظي من الرُّقباءِ بالكظم
وأَغنَّ بالكَشْحِ الهضيمِ له / يا كاشحي أًغناكَ عن هَضْمي
أَحمي بجُهْدي في الهَوَى جلدِي / واللّحظُ منه يُبِيحُ ما أَحْمي
مَنْ مُنْصفي مِنْ جَورِ حاجبهِ / ولحاظُهُ عن قوسهِ تَرْمي
وَحَلا ومرَّ وتجنِّياً وجنىً / يا شهدَهُ لِمْ شِيْبَ بالسُّمِّ
الخمرُ رِيْقتُهُ وقد عَذُبَتْ / ما كلُّ خمرٍ مُزَّةُ الطَّعْمِ
وإذا شَفَتْ شَفَةٌ غليلَ صَدٍ / فالظُّلمُ صدُّكهُ عن الظَّلْمِ
أَقَنعْتَ من بَرْقِ الحِمَى سَحَراً / ونسيمهِ بالشّيمِ والشمِّ
ورضيتَ من نُعمٍ وإنْ مَطَلَتْ / بنَعَمْ ونُعمى تلكَ من نعمِ
وَبَلغْتَ من عظمِ الشُّكاة مَدىً / فيه المُى بَلَغَتْ إلى العَظْمِ
فإلامَ تشكو الظُّلْمَ من زَمَنٍ / يتهضّمُ الأَحرارَ بالظُّلمِ
تأْتي نوائبُهُ مُنبِّهةً / وتمرُّ كالمرئيِّ في الحلمِ
لا تَخْفضِ اسمَكَ وارتفعْ حذراً / فعْلاً تصرِّفُهُ يَدُ الحزمِ
سُمْ نَفْسَكَ العلياءَ واسمُ بها / في بغيةِ الدُّنيا عن الوسمِ
حَتى مَتى تَظْما إلى ثمدٍ / أَيقنْتَ أَنَّ ورودَهُ يُظْمي
فَدَعِ التيمُّمَ بالصّعيدِ ففي / كَنَفِ الإمامِ شريعةُ اليمِّ
مَلِكٌ ليالي النائباتِ بهِ / تُجلَى وتخضب أَزمنُ الأَزمِ
وَرأى الوَرَى الوجدانَ من عدمٍ / في عصرهِ والوَجْدَ منْ عُدْمِ
أوصافُهُ بالوحي نعرفُها / فصفاتُهُ جلّتْ عن الوَهْمِ
تَسْمو بلثمِ تُرابِ موكبهِ / فلقد سَمَتْ يَدُهُ عن اللّثمِ
ما كنتَ تبصرُ نَفْعَ موكبهِ / لولا تواضُعُه من العظم
النّجمُ منزلُهُ ومنزلُه / للوحي منزلُ سورة النَّجمِ
مِنْ مَعْشَرٍ آساسُ ملكهمُ / صينْنَتْ قواعدُهُا عن الهَدْمِ
مِن كلِّ سامي الأصلِ سامِقِهِ / زاكي الخليقةِ طاهرِ الجذمِ
شمُ المعاطسِ عزُّهُمْ أَبداً / قمنٌ بذلِّ معاطسِ الشّمِّ
المنهبونَ الوفدَ وفرهمُ / والمشترونَ الشُّكرَ بالشُّكمِ
قَومٌ يرونَ إذا هُمُ اجتمعوا / تفريقَ ما غَنِمُوا من الغنمِ
خَفُّوا إلى فعلِ الجميلِ فما / يستثقلونَ تَحمُّلَ الغُرمِ
حُمْرُ النِّصالِ جَلوا ببيضهمُ / ظلماتِ ظُلْمِ الأَزمُنِ الدُّهمِ
وخطابُهمْ في كل داهيةٍ / يَقْتادُ أَنفَ الخطبِ بالخُطمِ
إرثُ النُّبوَّةِ بل خلافتُها / في يوسفَ المستنجدِ القَرْمِ
كالبدرِ نوراً والهزَبْرِ سطاً / يومَ الهِياجِن وليلةَ التمِّ
لا بالجَهَام ولا الكَهَام إذا / نُوَبُ الزَّمانِ عَرَتْ ولا الجهم
لو للسيوفِ مَضاءُ عَزْمتهِ / ويراعِهِ أَمنتْ مِنَ الثَّلمِ
وإذا المُنى عَقُمْتَ فنائِلُهُ / شافي العقامِ وناتجُ العُقمِ
الدِّينُ مرتبطٌ بدولتهِ / والدَّهرُ تابعُ أَمرهِ الحزمِ
لوليهِ من فَيْضِ نائله / فَيْضُ الوليِّ ونائلُ الوسمي
قسماً نصيبُ من الوفاء به / أَوفى النصيبِ وأَوفرَ القسمِ
للحقِّ ما يرضيكَ مِنْ عَمَلٍ / والحكم ما تُمضيهِ من حُكْمِ
أَمّا الطُّغاةُ فقد وسَمتَهمُ / ووصَمتهمْ بالذُّلِّ والرُّغمِ
بينَ الزِّجاجِ تصدَّعوا شُعَبا / صَدْعَ الزُّجاجِ لوقعةِ الصَّمِ
للوقدِ أَنفُسُهمْ وسمعُهمُ / للوَقْرِ والأَعناقُ للوَقمِ
إغمدْ حُسامَكَ في رقابهمُ / فالَّاءُ مفتقرٌ إلى الحَسْمِ
آزرْتَ ملككَ بالوزيرِ فَمنْ / شَروا كما في العَزْمِ والحزمِ
يحيى الذي أَضحى بسيرتهِ / حيَّ المحامدِ ميِّتَ الذَّمِّ
كبرتْ وجلَّتْ فيكَ همتُهُ / فله بنصحكَ أَكبرُ الهمِّ
هو حاتميُّ الجودِ ليس يرى / إسْداءَ نائلهِ سوى حَتْمِ
فليهننا أَنّا لملككَ في / زمنٍ يردُّ شبيبةَ الهمِّ
وهناكَ أَنَّلتَ بينَ أَظهرِنا / خَلَفُ النَّبيِّ ووارثُ العلمِ
وكما وزَنتَ عِيارَ فضلكَ بال / إِفضالِ زِنْتَ العلمَ بالحِلْمِ
بمكارمٍ لكَ عَرْفُها أَبداً / فينا يَنُمُّ وعُرفها يُنْمي
ما روضةٌ غَنّاءُ حَاليةٌ / وَشْياً تُحلِّيه يَدُ الرَّقمِ
فعرائسُ الأغصانِ قد جُلِيَتْ / في زهرِها بالوشي والوسمِ
وتمايلتْ أَزهارُها سَحَراً / بنسيمهِ المتمارِضِ النَّسمِ
فلكلِّ نَوْرٍ نُورُ ثاقبةٍ / ولكلِّ ناجمةٍ سَنَا نَجْمِ
دُرّانِ من طَلٍّ على زَهَرٍ / يا حُسنَهُ نَثْراً عملى نَظْمِ
إذ كل هاتفةٍ وهاتنةٍ / مَشْغولةٌ بالسَّجعِ والسَّجْمِ
فالوُرقُ في نوح وفي طربٍ / والوَجْدُ في بَوْحٍ وفي كَتْمِ
بأتمَّ حُسْناً من صدائحَ لي / فيكم مُنزَّهة عن الوصمِ
دُريّةُ الإشراقِ مشرفةُ ال / دُرّيّ بل مسكِيّةُ الخَتْمِ
تجري وتفتحُ من سلاستِها / صُمَّ الصّفا ومسامعَ الصُّمِّ
يغني الطروبُ عن الغناءِ بها / وابنُ الكريمِ عن ابنةِ الكَرْمِ
لطُفَتْ وطالتْ فهي جامعةٌ / عظمَ الحِجا ولطافَةَ الحَجمِ
ولكم سحبْتُ الذَّيلَ مبتهجاً / حيثُ الرَّجاءُ مطرَّزُ الكُمِّ
مستنزرٌ جمُّ الثّنهاءِ إذا / قابلتَهُ بعطائِكَ الجمِّ
لم يُخطِ منذ أَصببتُ خِدْمتكم / أَغراضَ أَغراضي بكم سَهْمي
ولرُبَّ مجدٍ قد أَضفتُ إلى / ما نِلْتُ منْ خالٍ ومن عمِّ
فالدَّهرُ يصرفُ صَرْفَهُ بكم / ويكُفُّ كفَّ البسطِ عن غَشْمِ
وَلئِنْ نطقتُ بكم فوصفكُمُ / مُحيي الجمادِ ومُنطِقُ البُكمِ
اسمُ محبوبي سُدَاسيُّ إذا
اسمُ محبوبي سُدَاسيُّ إذا / سَقَطَ الثُّلثُ فعكسُ الكلِمَهْ
وإذا قُدِّمَ ثاني شَطْرِهِ / فهو سلطانٌ لنا ذو عَظَمَهْ
ومتى ينقِصُ ثانيه فلا / نقصَ يبدو في بناهُ المحكمهْ
عَرَبيُّ عَجَميُّ نِصْفُه / كلُّهُ معنىً لِمَنْ قد فَهمَهْ
وإذا ساهمَ في تصحيفه / لكَ باقيه فرمْ أَن تفهمهْ
وهو إن شاءهمُ لكنّهُ / فيه إيضاحٌ لهذي المبهمهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025