القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 275
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي / فَبِكْرُ الفَتْحِ للْحَرْبِ العَوانِ
وَإِن عَرَضَ العِدى لَيْلاً مَحاهُم / بِصُبْحٍ مِنْ صَقيلٍ هِنْدوانِي
للَّهِ سُوسانٌ تَرَاكَبَ نَوْرُهُ
للَّهِ سُوسانٌ تَرَاكَبَ نَوْرُهُ / فَأَتَى بِما أعْيَا علَى الحُسْبَانِ
يَحْكِي ثُرَيا أُسْرِجَتْ كَاسَاتُها / في جَمْعِهِ وَرِقاً إِلَى عِقْيانِ
لا تَعْجَبوا لِمُؤَلَّقٍ مِنهُ بَدا / كَسَوالِفٍ رُكِّبْنَ في جُثْمانِ
سَعِدَتْ لِمَوْلانا البَسيطَةُ فاقتَدَى / فيها النَّباتُ بِإِلفةِ الحَيَوانِ
لُبَانَةُ المُسْتَهامِ لُبْنَى
لُبَانَةُ المُسْتَهامِ لُبْنَى / لَوْ فازَ قِدْماً بِما تَمَنَّى
أَنَّى ومِنْ دُونِها كُمَاةٌ / تَسْتَعجِلُ الحَتْفَ إنْ تَأَنَّى
قَيْسِيَّةٌ صَبّها يَمانِي / تَجْزِيه بالحُبِّ مِنهُ ضِغْنا
زُخْرُفَةُ العَذْلِ في هَوَاها / جَعْجَعَةٌ لا تُفيدُ طِحْنا
لَمْ أذكِرْها علَى سُلُوّ / إِلا وَجَدتُ الجَنانَ جُنَّا
لَمْ أَفْنَ فِيمَا أرَى ولَكِن / بِما أَرانِي الجَمَالَ أفنَى
يا فِتْيَةَ الحَيِّ مِنْ سُلَيْمٍ / فَتَاتُكُم فِتْنَةُ المُعَنَّى
تُطْلِعُ مِنْهَا الخُدُورُ شَمْساً / كَمَا تُكِنُّ البُرُودَ غُصْنا
عَنَّ بِبَدْرِ السّماءِ تِماً / إن وَجْهُها للْعُيونِ عَنَّا
لِمْ حِلْتُمُ بَيْنَنا وَجِسْمي / كَطَرْفِهَا ذِي الفُتُورِ مُضنَى
قَطَعتُمونا عَلَى اتِّصال / وَطالَما كُنتُمُ وكُنَّا
إنَّا نَقَمْنَا الجَفاءَ مِنْكُمْ / باللَّهِ ما تَنْقِمون مِنَّا
كَمْ أرْهَبُ المَشْرفِيَّ عَضْباً / وأحْذَرُ السَّمْهَرِيَّ لَدْنا
جَريحُكُم أجْهَزوا عَليهِ / فَلَفظُ محيَّاه دُونَ مَعنَى
أَو اقْتَدوا بالأَميرِ يَحْيَى / في العَطْفِ أبْداه أَوْ أَكَنَّا
مَلْكٌ بأَقْصَى الكَمَالِ يُعْنَى / فَعَالَمُ القُدْسِ مِنهُ أَدْنَى
لا حِلْمَ إِلا اجْتَباه خِلْصاً / لا عِلْمَ إِلا اصْطَفاه خِدْنا
إِذا استَخَفَّ النُّهى ارْتِفاع / يَرْجَحُ شُمّ الجِبالِ وَزْنا
خِلافَةُ اللَّهِ فيهِ قَرَّتْ / وأَمْرُهُ عِندَهُ اطْمَأَنَّا
أُسِرُّ قِدْماً لَهُ رُكُوناً / وقَد رَسا جَانِباً وَرُكْنا
هَلْ مَعْدِلٌ عَن إِمَامِ عَدْلٍ / آخَى الهُدى وَالتُّقَى تَبَنَّى
مَنْ رَوعَتْ سِرْبَهُ اللَّيالي / أوْسَعَهُ مِنَّةً فأَمْنا
لا يَجِدُ العَالِمونَ خَوْفاً / بِهِ ولا يَشْتَكُونَ حُزْنا
كَأنَّهُم بالجُسُودِ حَلوا / مِن قَبْلِ عَدْنٍ لدَيهِ عَدْنا
كُلٌّ بِنُعْماه فِي رِياضٍ / يَشْدُو بِها طائِرٌ مُرِنَّا
مُؤَيَّدٌ أسْلَمَتْ عِداه / سَهْلاً إلى أيْدِهِ وحَزْنا
مَا وَجَدَتْ مِنْ ظُباه كَهْفاً / يَقِي ولا مِن قَنَاهُ حَصْنا
يَعُدّ يَوْمَ الهَياجِ عِيداً / بِنَحْرِهِ الدَّارِعِينَ بُدْنَا
فيهِ الْتَقَى نَائِلٌ وبَأْسٌ / لا مِنْهُ كَعْبٌ وَلا المُثَنَّى
إِنْ صَالَ وَسْطَ الزّحوفِ لَيْثاً / صابَ خِلالَ المُحولِ مُزْنا
قَد أجْهَدَ السَّابِحاتِ خَيْلاً / تَهْوِي إلَى بابِهِ وسُفْنا
لِلْيُسْرِ واليُمْنِ مِن يَدَيْهِ / يُسْرَى تَسُرُّ العُلَى ويُمْنَى
فَارِعَةٌ ذِرْوَةَ الأَمانِي / بَذلاً ضَمِين الغِنَى وَظُعْنا
أكْسب حَتَّى الغُيوثَ بُخْلاً / يَشِينُها واللّيوث جُبْنا
وافْتَنَّ في المَكْرُماتِ وِتْراً / يُسْدِي جِسامَ الهِبَاتِ مَثْنَى
أَيّ سَنِيٍّ مِن المَسَاعِي / لَيْسَتْ مَساعيهِ مِنْهُ أَسْنَى
ما بِكَمالاتِهِ ارْتِيابٌ / هَلْ يَسْتَحيل اليَقِين ظَنَّا
للَّهِ مَنْ نَجْلُهُ المُفَدَّى / نَجْمٌ يَزينُ الزَّمان حُسْنا
قَد بَهَرَ البَدْر في سَنَاه / وَما تَعَدَّى الهِلال سنَّا
سَمَّاهُ عُثْمَانَ إذْ نَمَاه / يَسْلُبُ نَعْتَ السَّماحِ مَعْنَى
مَنْ عَدَّ مِنْهُ أباً كَريما / لَمْ تَعْدُ عَنْهُ المَكَارِمُ ابْنا
جَادَ بِهِ خَامِسَ الذَّرارِي / دَهْرٌ لَوَى بُرْهَةً وضَنَّا
فاهتَزَّتِ العُلْوَياتُ عِطْفاً / وافْتَرَّتِ المَكْرُمات سِنَّا
مَولايَ هُنِّئْتَ عِيدَ أَضْحَى / أَضْحَى بِميلادِهِ يُهَنَّا
طَلَعْتَ كَالشَّمْسِ في ضُحاهُ / بِكُلِّ حُسْنٍ وَكُلِّ حُسْنَى
وَسِرْتَ تَمْشِي إِلى المُصَلَّى / هَوناً يُغَشِّي العُدَاةَ وَهْنَا
ثمَّ أبَحْتَ المُلوكَ كَفّاً / هامُوا بِتَقْبيلِها وَرِدْنَا
وَقَد مَلأتَ البِلادَ أمْناً / وَقَد غَمَرْتَ العِبَادَ مَنَّا
فَلْيَهْنئ الدّينُ أنْ حَمَاهُ / مِنْكَ إِمامٌ حَبَاهُ يُمْنا
مُنْتَصِراً دونَهُ حُساماً / مُنْتَصِباً دونَهُ مِجَنَّا
لا زِلْتَ يَقْظَانَ لِلْمَعَالِي / وَمُقْلَةُ الدَّهْرِ عَنْكَ وَسْنَى
حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا
حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا / فَتْحٌ أعَزَّ من التَّوحِيدِ ما هانا
إنْ حَجَّبَ الكُفْرَ جَهْمَ الوَجْهِ عابِسَه / فَإِنَّهُ أطْلَعَ الإيمانَ جَذْلانا
وكَم تَمَلْمَلَ مِنْ حَيْفٍ ومَنْ جَنَفٍ / لِجَاعِلٍ نَصْرهُ المَشْرُوعَ خذْلانا
ألَمْ يَسُمْه غُرابُ الغَرْبِ يا أَسَفا / ما عادَ فيهِ جُمانُ الدَّمْعِ مرْجانا
مُسْتَبْصِراً في عَمىً أَبْلَى الأَذَانَ أذىً / مِمَّا استَجَدَّ نَواقيساً وصُلبانَا
ومُسْخِطاً باضْطِهادِ النَّاسِ رَاحمَهُم / فَكيفَ يأمُلُ عِنْدَ اللَّهِ رِضْوَانَا
لا وِزْرَ أثْقَلُ مِنْ وِزرٍ تَحَمَّلَهُ / إذ خَفَّ لو خَفَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيزانا
لَم يَثْنِ غَيّاً إلى رُشْدٍ أَعِنَّتَهُ / لا بَلْ تَعَلَّقَ أَصْناماً وأَوْثانا
أَدالَ مِنْ عُلَماءِ الوَحْي يُجْزِؤُهُمْ / بِحَبْرَةِ الشِّرْك أحْبَاراً ورُهْبانا
إِذا هُمُ هَيْنَمُوا أَصْغَى لَهُم طَرَباً / يَخالُ ذلِكَ أَوْتاراً وَأَلْحَانَا
وَالحالُ شاهِدَةٌ أنْ لَيْسَ مُعتَقِداً / حُكْمَ الكِتَابَيْنِ إِنْجيلاً وَقُرْآنَا
بَيْنَ الخَنا وَالخَنازِير اسْتَقَرَّ إِلى / أَنْ زُلْزِلَ الدِّين أساساً وأَرْكانا
يَقْضِي التَّحَرُّجُ في تَشْبيهِ سُحْمَتِهِ / تَنْزِيه أصْحَمَةٍ عَنْهَا ولُقْمَانَا
يَكْسُومُ والأَشْرَم المَأثومُ أبْرَهَةٌ / أَحرَى لِمَنْ يَتَحَرَّى فيهِ عِرْفانَا
والوَغْدُ لَن تَقْفُوَ الحُبْشانُ رايتَهُ / فَلِمْ تَباهى بِهَا أبناءُ باهانا
وهَبهُمُ ردءه فَما الذي دَرَؤوا / عَنه غَداة تَردى الخِزي إِدمانا
قَدْ أبْطَلَ الحَقُّ ما قالوهُ بُهْتانا / وَهَدَّمَ العَدْلُ ما شادُوهُ بُنْيانا
كَفَّارَةُ الدّهْرِ فيهِ ما انْتَحاهُ بِهِ / أَيَّانَ لَمْ يُرَ في الكُفَّارِ لَيَّانا
لَو أَنَّ طائِفةَ التوحيدِ إخْوَتُه / لم يَرْضَ شِرْذِمَةَ التثليث إخْوَانا
نَعَمْ وإنْ عُدَّ مِنْها في ذُؤابَتِها / فإنَّ دودانَ تَعْيير لِعَدْنانا
بُعْداً لَهُ مِنْ غُرابٍ قائدٍ رَخَماً / مِلْءَ المَلا تَعِدُ الديَّانَ عُدْوانا
أَضْرَى بَنِيه عَلى ضُرِّ العِباد فَقُلْ / في زُمْرَةٍ هَدَجَتْ لِلظُّلْمِ ظِلْمَانا
وَما دَرَى أَنَّ سَيْفَ اللَّهِ آكِلُهُمْ / إذَا هُمُ اسْتَلَمُوا عُرْيانَ غُرْثَانا
فَإِنْ يَكُنْ قَطَعَ الإدْبَارُ دَابِرَهُمْ / فَعَنْ مُوَاصَلَةٍ للطَّوْلِ طُغْيانا
كَذَلِكَ الظّلْمُ مَذْمُومٌ عَوَاقِبُهُ / يَكْفِيكَ مَا أعْقَبَ العُدْوَانُ عُدْوانا
وكُلّ مَنْ حَسِبَ الأقْدَارَ في سِنَةٍ / فَاحسِبْه وهْوَ مِنَ الأَيْقَاظِ وَسْنانا
حَتَّى إذَا العَطَبُ اسْتَحيَا سَلامَتَه / أفَاءهُ يَبْتَغِي بَغْياً تِلِمْسانا
وكانَ مِنْ قِيلِهِ هِيَ التُّرَاثُ لَهُ / ما بالَهُ جَهِلَ التَّصحِيف لا كانا
ظَمْآنُ رَاحَ لأُفْقِ الشَّرْق مُلْتَهِما / لَكِنْ غَدَا بِنَجِيع الجَوْفِ رَيَّانا
فَانْظُرْ إلَيْهِ أخِيذَ اللَّهِ عَنْ أسَفٍ / أرْدَاه واسْمَعْ بِهِ قَدْ خَانَ خَزْيانا
بوَجْدَةٍ أظْهَرَ الوَجْدُ الحِمَامَ عَلى / حَيَاتِه فَنَضاها عَنْه غَضْبانا
واسْتَقْبَلَ القَلْعَةَ الشَّمَّاءَ فَاقْتَلَعَتْ / رُوحاً لهُ خَبُثَتْ رُوحاً وَجُثْمَانا
لمَّا رَأَتْهُ المَنايا مَعْدَماً شيَماً / كَسَتْهُ مِنْ دَمِهِ المَطْلُولِ عِقْيَانا
حَتَّى الجَوَادُ الذِي قَدْ كانَ يَعْصِمُهُ / أرْداهُ يَقْصِمُهُ بُغضاً وإِهْوانا
سَقْياً لِعَوْدٍ أعادَتْهُ المَنُونُ له / عَصَا الكَليم فَلَم يُمْهِلْهُ ثُعْبانا
وَلا تَعُدَّ صَعيداً خَانَهُ زَلَقاً / وافٍ مِنَ المُزْنِ مَهْمَا خانَ أَو مانَا
ما بَيْنَ مُنَتَقِمٍ مِنْهُ وَمُلْتَقِم / لَهُ أُصيبَ حَسيرَ الطَّرْفِ حَسْرانا
ثُمَّ اسْتَباحَتْهُ وَاسْتَاقَتْ كَرَائِمَه / أعْوَانُ صِدْقٍ تَرَى الأَقْدَارَ أَعْوَانا
لاقَى الرَّدَى بِأبي يَحْيَاهُم فَغَدا / لَقىً وعَهْدِي بِهِ كالليْثِ شَيْحانا
والْفلُّ مِن بَيْتِهِ أَوْدى البَيَاتُ بِهِمْ / عَلى يَدَيْ أيِّدٍ كالعَضْبِ يَقْظَانا
سَمَا لَهُ وابْنُهُ فِيهِمْ يَحُضّهُمُ / سُمُوَّ مُغْرىً بِنَيْلِ الثَّأرِ هَيْمَانا
فاحْتَزَّ هَامَهُمُ وابْتَزَّ حَامَهُمُ / مُلْكاً أبَى اللَّهُ أَنْ يُحْمَى وَسُلْطَانا
أَصْلاً وفَرْعاً طَوَاهُمْ دَهْرُهُم حَنقاً / كالرِّيحِ تَقْصِفُ أدْواحاً وأَغْصانا
كَأَنَّني بِهِمُ سُفْعاً وجُوهُهُم / تَبْدُو عَلى صَفَحاتِ السُّورِ خِيلانا
تُخُرِّمُوا بِابْنِ عَبْدِ الحَقِّ واصْطُلِمُوا / وَقَبْلَها ما اسْتُبِيحُوا بِابْنِ زَيَّانا
أعَاجِمٌ أَلسُناً لَكِنْ مَنَاسِبُهُم / تُنْمَى إِلى العَرَبِ العَرْباءِ قَحْطَانا
مُتُونُ خَيْلِهِمُ أوْطَانُهُم وَكَفَى / عِزّاً بِثاوِي مُتُونِ الخَيْلِ أَوْطَانا
نَادَوْا بِطَاعَةِ يَحْيَى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ / نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ إِسْرَاراً وإِعْلانا
سَافَتْ رِيَاحُ المَنَايَا مِنْ سُيُوفِهِمُ / سُفْيانَ فَانْهَزَمَتْ يَا وَيْحَ سُفْيانا
والمَعْقِلِيُّونَ لَولا أنَّهُمْ عَقَلُوا / نَجَاءهم مَا نَجَوْا شِيباً وشُبَّانا
للَّهِ صيدٌ زنَاتِيُّونَ تَحْسَبُهُم / أُسْداً إِذا افْتَرَسُوا الأَقْرَان سِيدَانا
أَحلَّهُمْ رُتَبَ الأَمْلاكِ جَدُّهُمُ / في خِدْمةِ القائِمِ الحَفْصِيِّ عُبْدانا
صالُوا صُقوراً بِخِزَّازٍ جَثَتْ فرقاً / وَطَالَما صَرْصَرَتْ في الحَرْبِ عِقْبانا
سُرْعانَ مَا أَسْلَمَ الكُفَّارُ فَاقْتُسِمَتْ / حُمُولُ حامِلِهِمْ لِلْحَيْنِ سُمَّانا
عَلى الأَقاصِي مُغِيراً عَمَّ مَصْرَعُهُ / هَلا علَى الحرَمِ الأَدْنَيْنَ غَيْرانا
هَذِي بَنَاتُ أَبِيهِ فِي ظَعائِنِهِ / يُبْدِينَ لِلسَّبي إجْهاشاً وإِذْعَانا
وَذاكَ ما أُودِعَتْ غَصْباً خَزَائِنُهُ / يَحُوزُهُ وارِث الدَّولاتِ قُنْيَانا
إنَّ الإمَامَ ابْنَ فَاروقِ الهُدى عُمَرٍ / أولى بِمُصْحَفِ ذِي النُّورَيْنِ عُثْمانا
يَا قَاصِلاً فَاصِلاً بِالْحَقِّ لا رِيباً / أبْقَيْتَ فيها وَلا رَيبْاً لِمَنْ دَانا
ورُبَّمَا أُشْبِهَ الأَمْرانِ عِنْدَهُمُ / فَلاحَ وَضَّاحُ هَذَا الفَتْحِ فُرْقانا
طارَتْ حَماماً بِهِ الرُّكْبانُ ناعِيَةً / مِنَ المَغَارِبَةِ البَاغِينَ غِرْبانا
وَكَمْ حَرَصْتَ بِهِمْ أنْ يُصْلِحوا فَأَبَوْا / وَأنْ يُطِيعُوا فَلَجُّوا فيكَ عِصْيانا
أرْبِحْ بِهِمْ صَفْقَةً لَم يَعْدُ مُؤْثِرُها / بِمَا اسْتَثَارَ مِنَ الهَيْجَاءِ خُسْرَانا
خَلِيفَةَ اللَّهِ دُمْ للدِّين تَنْصُرُهُ / ما أطْلَعَ الأُفْقُ أَقْماراً وَشُهْبانا
واعْطِفْ عَلى فِئَةٍ فاءَتْ مُؤَبِّلَةً / أَمْناً بِما رَجَعَتْ رُشْداً وَإِيمانا
وَاصْرِفْ عِنانَكَ عَن مَرَّاكش ثِقَةً / بِالنُّجْحِ فيها إِلى مِصْرٍ وبَغْدانا
ما آلُ أيُّوبَ والآثارُ ناطِقَةٌ / مِنْ آلِ يَعْقوبَ إقْدَاماً وَإِمْكانا
لهَؤُلاءِ عَلَيْهِم فَضْلُ بَأسِهِمُ / وَقَد قَرَضْتَهُمْ قَتْلاً وخِلْعانا
بالأَيْدِ والكَيْدِ تَضْطَرُّ العِدى أَبَداً / إلَى إبادَتِهِمْ سُحْماً وغُزَّانا
واللَّهُ حَسْبُكَ لا الأَفْرَاسُ عادِيَةً / بالرِّيحِ ضَبْحاً ولا الفُرْسَانُ شُجْعانا
وَصرْتَ جَوْرَ الليالِي غَيْرَ مُتَّئِدٍ / تَمْحُو إساءَتَهَا عَدْلاً وإِحْسَانا
وَسرْتَ بالحَقِّ فِينا سالِكاً سنَناً / لَم يَعْدُهُ مِنْ عَدِيّ منْ تَوَلانا
عِلْمِي بِآلِ أبِي حَفْصٍ يُعَلِّمُنِي / مَدائِحَ ابْن حُسَيْنٍ آلِ حَمْدَانا
وَصِدْقُ حُبِّيَ لا سُلْوانَ يُكْذِبُهُ / فِيهِمْ وَإِنْ أَتْبَعَ الهِجْرانُ هِجْرَانا
عَسَى وعَلَّ وَلِيَّ العَهْدِ يَشْفَعُ لِي / فَأَسْتَعِيدَ مِن التَّقْريبِ ما بَانا
هُمْ دَوْحَةُ الشَّرَفِ العِدِّ التِي جَعَلَت / تَطُولُ عَن طُولِهَا المُفْتَنِّ أَفْنَانا
وَهْوَ المُبَارَكُ مِنْهُمُ غُرَّةً وَسَنىً / وَسِيرَةً فِي رعايَاهُ وآسَانا
لَهُمْ أواصِلُ بالتَّعْبيرِ مِن كَلِمِي / ما لا يُقَاطِعُ أَسْمَاراً وَرُكْبانا
بِدْعاً يَراها وَلا فَخْرَ البَدِيع كَما / يَرودُ مُهْرَقَها البُسْتِيُّ بُسْتَانا
أَبَى لِيَ الشِّعْرُ إِلا ما أُنَمِّقُهُ / فَهاكَ في آب مِنها زَهْرَ نِيسَانا
تِسعونَ بَيْتاً قِراها في قِرَاءَتِها / لَمَّا أَلَمَّتْ بِبَابِ الجُودِ ضِيفَانا
أقْسَمْتُ أُنْشِدُها ما ظِلْتُ أُنْشِئُها / إِن لَم يُحَنِّثْن فيها الحِنْثُ أيْمَانا
لا أرْتَضِي القَصْدَ في التَّقْصيدِ مُمْتَدِحاً / بَلْ أقْتَضِي القَصَّ إسْرَافاً وَإِمْعَانا
فَإِنْ أُجَوِّدْ فَمَا زَالَتْ سَعَادَتُهُم / تَهْدِي وَتُهْدِي إِلى ذِي العِيِّ تِبْيانَا
وَإنْ أُقَصِّرْ فَلا ذَنْبٌ لِمُجْتَهدٍ / يَكْبُو الجَوَادُ إِذا مَا طَالَ مَيْدَانا
بُشْرَاكَ بُشْرَاكَ يا مَلْكَ المُلُوكِ بِهِ / فَتْح الفُتُوحِ وَبُشرَانَا وبُشْرَانَا
تاللَّهِ يَرْتَابُ أرْبَابُ البَصَائِرِ فِي / سُفُورِهِ لكتَابِ النُّجْحِ عُنْوانَا
تَأَنَّقَ السَّعْدُ في إِهْدائِهِ فَبَدَتْ / حُلاهُ تبْهرُ أَلْبَاباً وأَذهانَا
واخْتَارَهُ الدَّهْرُ بِشْراً في أسِرَّتِهِ / فَاخْتَالَ في حُلَلِ السَّرّاءِ مُزْدَانا
مَوْلاكَ ناصِرُ سُلْطَانٍ حَمَاكَ بِهِ / وَأَنْتَ نَاصِرُنا حَقّاً وَمَوْلانا
زَارَ الْحَيَا بِمَزِارِهِ الْبُسْتَانَا
زَارَ الْحَيَا بِمَزِارِهِ الْبُسْتَانَا / وأَثَارَ منْ أزْهَارِهِ ألْوَانا
فَغَدَا بهِ وبِصِنْوِهِ يَخْتَالُ في / حُلَلِ النَّضَارَةِ مُونِقاً رَيَّانا
وَيَمِيسُ أفْنَاناً فَتُبْصِرُ خُرَّداً / تَثْنِي القُدودَ لَطَافَةً وَلِبَانا
وكَأَنَّمَا الأدْوَاحُ فِيهِ مَفَارِقٌ / بِلِبَاسِهَا قَطْرُ النَّدَى تِيجَانا
وَكَأَنَّمَا رَام الثَّنَاءُ فَلَمْ يُطِقْ / فَشَدَتْ بِهِ أطْيَارُهُ أَلْحَانا
مِنْ كُلِّ مُفْتَنِّ الصَّفِيرِ قَدِ ارْتَقَى / فَنَناً فأَفْحَمَ خَاطِباً سُحْبَانا
هِيَ عَادَةٌ لِلْمُزنِ يَحْفَظُ رَسْمَهَا / حِفْظَ الأَميرِ العَدْل والإِحْسَانا
أَسْرَى إِلى النِّسْرينِ يُرْضِعُهُ النَّدى / وَيُهِبُّ طَرْفَ النَّرْجسِ الوَسْنانا
وَحَبَا العَرَارَ بِصُفْرَةٍ ذَهَبِيَّةٍ / رَاعَتْ فَتَاه بكمِّهَا فَتَّانا
وَدْقٌ تَوَلَّدَ عَنهُ وَقْدٌ في الرُّبَى / لأَزَاهِرٍ طَلَعَتْ بِهَا شُهْبَانا
تِلْكَ الأَهَاضِيبُ اسْتَهَلَّتْ دِيمَةً / فَكَسَى الهِضَابَ النَّوْرُ وَالغِيطَانا
شَرِقَتْ بِعارِضِها المُلِثِّ وأشْرَقَتْ / للَّهِ أَمْوَاهٌ غَدَتْ نِيرَانا
يَا حَبَّذا خَضِل البَهَار مُنَافِحاً / بِأرِيجِهِ الخَيْرِيِّ وَالرّيْحَانا
وَالآسُ يَلْتَثِمُ البَنَفْسَجَ عارِضاً / واليَاسَمِينُ يُغازِلُ السَّوسَانا
والرِّيحُ تُرْكِضُ سُبَّقاً منْ خَيْلِها / في رَوْضَةٍ رَحُبَتْ لَها مَيْدانَا
هَوْجَاءُ تَسْتَشْرِي فَيُلْقِحُ مَدُّها / هَيْجَاءَ تُنْتِجُ حَبْرَةً وأَمانا
حَرْباً عَهِدْتُ أزَاهِراً وَمَزَاهِراً / أوْزَارَها لا صَارِماً وَسِنانا
يَغْدُو الحَليمُ يُجَرِّرُ الأذْيالَ مِنْ / طَرَبٍ هُناكَ ويُسْبِلُ الأرْدانا
وكَأنَّما هابَ الغَدِيرُ هُبُوبَهَا / فَاهْتاجَ مِقْداماً وَكَعَّ جَبَانا
يُبْدِي مُعَنَّاها الثَّباتَ وإنَّما / يُخْفِي جَناناً يَصْحَبُ الرَّجْفَانا
وَاهاً لَهُ لَبِسَ الدِّلاصَ كَأَنَّما / يَخشَى مِنَ القَصَبِ اللِّدانِ طِعانا
واسْتَلّ مِنْ زُرْقِ المَذانِبِ حَوْلَهُ / قُضُباً تَرَقْرَقُ كالظُّبَى لَمَعَانا
سالَتْ تَفُذّ الهَمَّ لَيْسَتْ كالتِي / صَالَتْ تَقُدُّ الهامَ والأَبْدَانا
وَكأَنَّما كانُونُ مِمَّا صَفَّ مِنْ / نُورٍ ونَوْرٍ واصِفٌ نِيسانا
قَد حلَّتِ الحَمَلَ الْغَزَالَةُ عَادَةً / خُرِقَتْ وإنْ لم تَبْرَحِ المِيزانا
فِي دَوْلَة أَتَّتْ وفَتَّتْ مِنْ جَنَى / مَعْرُوفها ما نَاسَبَ العِرْفانا
غَرَّاءُ تُطْلِعُ لِلْبَسالَةِ والنَّدَى / وَجْهَيْنِ ذا جَهْماً وَذا جَذْلانا
لا غَرْوَ أنْ حَسُنَ الوُجودُ فإنَّهُ / لَمَّا أَطاعَ لَها وَخَفَّ ازْدَانا
يا مَصْنَعاً بَهَرَتْ مَحاسِنُهُ النُّهى / فَسَمَا ذَوَائِبَ إذْ رَسَا أَرْكانا
لَمَّا بَنَوْا شُرُفاتِهِ مِنْ فِضَّة / جَعَلُوا أَدِيمَ قِبابِهِ عِقْيانا
سَدِرَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِيرُ لِحُسنِهِ / وَأَنَّى لَهُ أَنْ يُنسِيَ الإيوَانا
إِنِّي لأَحْسبُهُ مِنَ الفِرْدَوْسِ مُذْ / أبْصَرْتُهُ لِلْمُتَّقِينَ مَكانا
وَكَأَنَّ سَيِّدَنا الإمَامَ أَتَى بِها / عَمْداً لِيُرغِب في الجِنانِ جَنانا
فَمَقالُهُ أَرْشِدْ بِهِ وَفِعالُهُ / مِمَّا يَزيدُ قُلوبَنا إِيمانا
ولَطالَما اعْتَمَدَ الْمَراضِيَ دائِباً / فاشْتَدَّ في ذاتِ الإلَهِ وَلانا
إِنَّ الإمامَةَ صورَة أَضْحَى لَها / يَحْيَى لِساناً صَادِقاً وَجَنانا
مَلِكٌ بِيُمْناه الخَلاصُ عَلى الوَرَى / أنْ يُخْلِصُوا الإسْرارَ والإعْلانا
آلاؤُهُ كَالرَّوْضِ حَيَّتْهُ الصَّبا / لا يَسْتَطيعُ لِنَشْرِهِ كِتْمانا
وَإِذا يَلوذُ بظِلِّهِ الجَبَّارُ لَمْ / تُحْرِقْهُ شُهْبُ رِماحِهِ شَيْطانا
مَيْمُونَةٌ أَيَّامُهُ مِنْ شَأنِها / أنْ تُذْهِبَ البَغْضَاءَ والشَّنَآنا
عَمَّ الصَّباحُ العالَمِينَ فَأَصْبَحُوا / طُرّاً بِنِعْمَةِ رَبِّهِم إِخْوانا
لَمَّا اسْتَعانَ بِهِ الهُدَى فَأَعانَه / لانَتْ لَهُ أزْمانُهُ أَعْوانا
خَضَعَتْ لَهُ صِيدُ الْمُلوكِ وَشُوسُها / وتَعَوَّضَتْ مِنْ بَأْوِها الإذْعَانا
هَذِي الطُّغاةُ لأَمْرِهِ مُنقَادَةٌ / فَكَأَنَّها لَمْ تَعْرِفِ الطُّغْيَانا
عَرَبٌ وعُجْمٌ يَلْثِمُونَ بِساطَهُ / وكَفَى عَلى تَمْكِينِهِ بُرْهانا
يَهْنِي الإمَامَ المُرْتَضَى سُلْطانُهُ / أَنْ فَاتَ أمْلاكَ الدُّنَى سُلْطانا
أَمَا إنَّه الأقْصَى ومَنْزِلُهُ الأَدْنى
أَمَا إنَّه الأقْصَى ومَنْزِلُهُ الأَدْنى / فَأَنَّى وقَدْ وَلَّى بأوْبَتِهِ أَنَّى
نَطوفُ بِمَثْواهُ المُقَدَّس كَعْبَةً / وَنَنْدُبُ في أفْيائِهِ عَيْشَنَا اللدْنا
ونَرْقُبُ رُجْعاهُ وكَيْفَ بِها لَنَا / ورَدُّ شَبابِ الكَهْلِ مِنْ رَدِّهِ أدْنَى
هُوَ الدَّهْرُ خِفْنا مَوْتَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ / مُنَافَسَةً فِيهِ فَقَدْ كانَ مَا خِفْنا
وَهِيلَ عَلى بَدْرِ المَعَالِي تُرَابُهُ / وغُيِّبَ في أثْناءِ هالَتِهِ عَنَّا
وَمِنْ عَجَبٍ أنْ حَلَّ أضْيَق ساحَةٍ / وكانَ جَلالاً يَمْلأُ السَّهْلَ والحَزْنا
فَكَيْفَ أقَلّ الحامِلُونَ أنَاتَهُ / وكَيفَ أطَاقَ الدّافِنونَ لَهُ دَفْنا
سَرَى هاذِمُ اللذَّاتِ يُفْسِدُ كَوْنَهُ / فَسَيَّرَهُ طَوْداً وهَدَّمَهُ رُكْنا
رُزِئْناهُ بَدْراً للْغَزَالَةِ باهِراً / يَقول لَنَا حُسْنَى ويَفْضُلُها حُسْنا
وَغَيْثَ سَماحٍ لا يُغادِرُ خِلَّةً / مَتَى ضَنَّتِ الجَوْزاءُ نَوْءاً فَما ضَنَّا
ولَيْثَ كِفاح كُلَّما اسْتَشْرَفَ الوَغَى / وَما أغْنَتِ الأَبْطَالُ عَنْهُ ولا عَنَّا
جَرَى القَدَرُ المَحْتُومُ فيهِ بِما جَرى / وَعَنَّ لَنا الدَّهْرُ الظَّلومُ بِما عَنَّا
وَكُنَّا نُرَجِّيهِ كَبيراً لِكِبْرَةٍ / فَأخْنَى عَلَيهِ في الشَّبيبَةِ ما أخْنَى
وفِيهِ وفي عَلْياه ظَلَّ مُضايقاً / لَقَدْ ضَلَّ مَنْ يُعْنَى بإتْلافِ ما يُقْنَى
تَخَرَّمَهُ مَوْلىً يُجيرُ وَمَوْئِلاً / فَمَنْ نَرْتَجِي كَهْفاً ومَنْ نَرتَجي حِصْنا
وَلَسْنا علَى أمْنٍ مِنَ الرَّوْعِ بَعْدَهُ / وَكانَ لَنَا مِنْ كُلِّ رَائِعَةٍ أَمْنا
حَوَى مِنْهُ سِرَّ المَجْدِ صَدْرُ ضَريحِهِ / فأَمْسَى إِلى يَوْمِ الجَزاءِ بِهِ رَهْنا
ضَلالاً لأَيَّامٍ تَهَدَّتْ لِهَدِّهِ / وَرامَتْ لَهُ مِنْ فَقْدِهِ غَيْرَ ما رُمْنا
هُوَ الرُّزْءُ ما أَبْكَى العُيونَ لِيَوْمِهِ / وَما أدْنَفَ الأجْسامَ فِيهِ وَمَا أَضْنَى
تَحَيَّفَنا لمَّا تَحَيَّفَهُ الرَّدَى / وَنالَ الضَّنَى مِنْهُ كَنَيْلِ الأَسَى مِنَّا
وَما راعَنِي إِلا سِرارُ نُعاتِهِ / بِأفْجَع ما لاقى بِهِ مِقْوَلٌ أُذْنا
فَلَمْ أمْلِكِ الدَّمْعَ المُوَرَّد أنْ جَرَى / ولَمْ أمَلِكِ القَلْبَ المُعَذَّبَ أنْ حَنَّا
خَلِيلَيَّ أمَّا العامِرِيُّ فَقَدْ مَضَى / علَى واضِحِ المِنْهَاجِ مُسْتَقْبِلاً عَدْنا
وقَدْ قَدَّرَ الدُّنْيا الدَّنِيَّةَ قَدْرَها / فَوَاصَلَ ما يَبْقَى وقَاطَعَ ما يَفْنَى
فَذَمّاً لِدُنْيا سارَ عَنْهَا مُحَمَّدٌ / ولَمْ يَعْتَلِقْ مِنْهَا بِيُسْرَى وَلا يُمْنَى
خَلِيلَيَّ هَيَّا نَبْكِ آثارَ هاجعٍ / تَبَوَّأَ مِنْ بَعْدِ الثُّرَيَّا الثَرَى مَغْنى
وصُبَّا دَماً للْمُعْصِراتِ مُكاثِراً / فَلَيْسَ لَه مَعْنىً إذا لَمْ يَصِبْ مَعْنا
أَلَمْ يَأن أَنْ تَبْكِي أَناةَ ابْن عامِرٍ / وَتَذْكُرَ ما سَرى وتَشْكُرَ مَا سَنَّا
وَمَا لِيَ لا أُثْني عَلَيْهِ بِصُنْعِهِ / وَكانَ إِذا ما بَثَّ عارِفَةً ثَنَّى
أحِنُّ اشْتِياقاً للْمُحَبَّبِ في الثَّرى / ولَيْسَ علَى المُشتاقِ لَوْمٌ إِذا جُنَّا
وَلا أهْجُر التَّبْريحَ خِدْناً مُلاطِفاً / عَلَى سيِّدٍ أَضْحَى الكَمالُ لَهُ خِدْنا
ولَيْسَ الكَرَى مِمَّا يُلِمُّ بِمُقْلَتِي / وَقَدْ غمضُوا في التُّربِ مُقْلَتَهُ الوَسْنى
وَلا أرْتَضِي صُنْعَ الجَوَى بِجَوانِحِي / علَى أنَّ لي حالَ الجَريحِ إذا أنَّا
وَيَعْجَبُ مِنْ سِنِّي أُناسٌ وَقَرْعِهَا / وَمِنْ نَدَمٍ أَنْ لَمْ أَمُتْ أَقْرَعُ السّنَّا
أما وَالذِي نَلْقَى مِنَ الوَجْدِ إنَّنا / نَدِمنا عَلى أَنْ بانَ عَنَّا وَما بنَّا
سَنُرْضِي العُلَى في نَدْبِ نَدْبٍ حُلاحِلٍ / أَتاه الرَّدى وَهْنا فَأَوْسَعَهُ وَهْنَا
نُسَمِّي وَنَكْنِيهِ وَفَاءً لِذِكْرِهِ / فَنَبْكِي إِذَا يُسْمَى ونَبْكِي إِذا يُكْنَى
ألا نَحْنُ أبْناءُ الوَفاءِ فَمَنْ يَخُنْ / عُهودَ قَرِيعِ المَعْلُواتِ فَمَا خُنَّا
وَفَدْنا عَلى البابِ الكَريمِ وَسَلَّمْنا / فلَم تَمْلِكِ الحُجَّابُ رَدّاً ولا إِذْنا
وَقُلْنَا مَتَى عَهْدُ الرِّياسَة بِالنَّوى / فَقالُوا استَقَلَّتْ مُنْذُ سَبْعٍ إِلى الجَنَّا
فَعُجْنَا فَصَافَحْنا صَفَائِحَ رَسْمِهَا / وَجُدْنا عَلَيها بالنُّفوسِ وَما جُرْنا
وَقَفْنا إلَيْهَا حَائِزين بِهِ الأسَى / فلا حُزْنَ إلا وهْوَ دُونَ الذِي حُزْنا
وَلا طَرْفَ إِلا مُسْتَهِلٌّ غَمَامَةً / إِذا هُوَ بَلَّ الذَّيْلَ أتْبَعَهُ الرُّدْنا
أَمَعْنى العُلَى خَلَّفْتَ مِنْ بَعْدِكَ العُلى / عَلَى الرَّغمِ مِنَّا وهيَ لَفْظٌ بِلا مَعْنَى
نُهَنِّئُ عَدْناً أنْ حَلَلْتَ مُؤَمَّنا / سَرَارَتَها يَهْنِيكَ رَبّكَ بِالأَهْنا
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا / هَوِيتُ سِوَاكَ بُسْتَانا
تَخَالُ الدّوْحَ مُخْتَلِفاً / بِهِ شِيباً وَشُبَّانا
وَقَدْ لَبِسَت مَفَارِقُها / مِن الأنْداءِ تِيجانا
تَجُولُ بهِ جَدَاوِلُهُ / وَتَغْشَى النَّهْرَ أزْمانا
فَتَحْسَبُها إِذَا انْسَابَتْ / أَراقِمَ زُرْن ثُعْبَانا
لمَّا بَكَتْ مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ جَرَى
لمَّا بَكَتْ مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ جَرَى / أَعَارَها أدْمُعَهُ المُزْنُ
فَكُلَّما اهْتَزَّ جَنَاحٌ لَهَا / نَظَّمَ مَا يَنْثُرهُ الغُصْنُ
وَطِّنْ علَى الدَّائِبَيْنِ الدَّمْعِ والشَّجَنِ
وَطِّنْ علَى الدَّائِبَيْنِ الدَّمْعِ والشَّجَنِ / يَا نادِبَ الذّاهِبَيْنِ الأَهْلِ والوَطَنِ
واسْكُنْ إلَى الصَّبْرِ في إلْمَامِها نُوَبا / أَوْدَتْ عَلَى عَقِبِ المَسْكُونِ بِالسَّكَنِ
كَزَعْزَعِ الرّيحِ صَك الدَّوْحَ عَاصِفُها / فَلَمْ يَدَعْ مِنْ جَنىً فِيهِ وَلا غُصُنِ
وَمُكْرَهٌ أَنا فِيمَا قُلْتُ لا بَطَلٌ / فَلا تَخَلْنِي خَلِيّاً مِن جَوَى الحَزَنِ
هَذا فُؤادِيَ كَالبَرْقِ الخَفُوقِ أَسىً / وَهذِهِ أَدْمعِي كَالعَارِضِ الهَتِنِ
بِرَاحَتِي رَايَةُ الأشْجانِ أَحْمِلُها / وَإِنْ غَدَا الجِسْمُ وَهْناً لَيْسَ يَحْمِلُنِي
وعَبْرَتِي في تَقاضِي حَبْرَتِي أبَداً / كَمَا قَضَتْهُ سَجَايا الجَوْرِ في الزَّمَنِ
يا قاتلَ اللَّهُ أَقْتالاً سَوَاسِيَةً / أنَّى لَهُم دَرَكُ الأَوتارِ والإحَنِ
حَامُوا عَلَى شِرْعَةٍ عَزَّتْ حِمَايَتُها / مِنْ شِرْعَةٍ طَالَما عَزَّت فَلَم تَهُنِ
زُرْقاً أسِنَّتُهُمْ مِنْ جِنسِ أعْيُنِهِم / مُشْتَقَّةً مِنْ قِتَالِ الفَرْضِ والسُّنَنِ
قَدْ أَلْبَسوا خَيْلَهُم أَمثالَ ما ادَّرَعُوا / وَاسْتَقْبَلُونا حُصُونا في ذرَى حُصُنِ
هُمْ أخْرَجُونا مِنَ الأَوْطانِ عَنْ حَنَقٍ / وزَحْزَحُونا عن الجِيرانِ مِن ضَغَنِ
فَكَمْ لَقِينَا علَى الأَمْصَارِ مِن فَنَدٍ / وَكَمْ تَرَكْنا لَدَى الكُفَّارِ مِنْ فَدَنِ
وَاهاً وآهاً يَموتُ الصَّبْرُ بَيْنَهُما / مَوْتَ المَحَامِدِ بَينَ البُخْلِ وَالجُبُنِ
لِجِيرَةٍ أَصْبَحُوا أيْدِي سَبَا شِيَعاً / هَذَا وَمَا عَرَّسُوا فِي عَرْصَةِ اليَمَنِ
وَجَنَّةٍ حَلَّ أَهْلُ النَّارِ سَاحَتَها / لَمْ يُغْنِ حَمْلُ القَنَا عَنْهَا ولا الجُنَنِ
أتِيحَ للرُّومِ مَا وفَّى مَرامِيَهُمْ / فِيها وَبُؤْنَا بِطُولِ الغَبْنِ والغَبَنِ
وَجْدِي بِها وبِعَيْشٍ في حَدَائِقِها / وجْدَ الذي أرِقَتْ عَيْناهُ بِالْوَسَنِ
أيَّامَ نَسْحَبُ أبْرَاداً وَأرْدِيَةً / مِن العَفافِ مَصُونَاتٍ عَنِ الدَّرَنِ
نَصْبُو إلَى دَيْدَنٍ في البِرِّ نُؤْثِره / مِن الدِّراسة لا نَصْبو إلَى دَدنِ
تَحْتَ المُجِيرَيْنِ مِنْ صَوْنٍ وَمِن أَنَفٍ / مَعَ المُجِيبَيْنِ مِنْ فَهْمٍ وَمِن زَكَنِ
كأَنَّ ما كانَ فيها مِنْ مُجَالَسَةٍ / ومِنْ مُؤَانَسَةٍ في الصَّحْبِ لَمْ يَكُنِ
كأنَّنا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأصَائِلِ فِي / شَحْذِ القَرائِحِ بِالآدابِ والفِطَنِ
وَساحِرِ الدَّلِّ والتَّثَنِّي
وَساحِرِ الدَّلِّ والتَّثَنِّي / لَيْسَ لَهُ في المِلاحِ ثَانِي
مَا دَبَّتِ الرّاحُ فيهِ إِلا / غَنَّى فَأَغْنَى عَنِ المَثَانِي
حَيْثُ المَغَاني حَبِيبٌ زَادَني شَجَنَا
حَيْثُ المَغَاني حَبِيبٌ زَادَني شَجَنَا / إِنْ حَلَّ دارَ الهَوَى دَارَى وإنْ سَكَنَا
واللَّه ما قَرَّ قَلْبِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ / شَوْقاً لِرُؤْيَتهِ حِيناً ولا سَكَنَا
وَاهاً لَهُ سَكَناً لَوْ أذْهَبَت أَرَقِي / أوْ سَكَّنَتْ قَلَقِي وَاهاً لَهُ سَكَنا
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي / وإنْ صَدَعَتْ بِرِحْلَتِهَا جَناني
وَطَرْفِي لَيْسَ يَعْنيهِ سِوَاها / وَلَوْ عَنَّتْ لَهُ حُورُ الجَنانِ
رَأَى مِنْها قَضِيباً مِنْ لُجَيْنٍ / يَجُرُّ الوَشْي لا مِنْ خَيْزُرَانِ
وَشَمْساً مَا تَوَارَت في حِجَابٍ / بِغَيْرِ الصَّوْنِ قَطُّ وَلا صِوانِ
عَلَيْهَا مِثْلُ ما تَفْتَرُّ عَنْهُ / مِنَ الدُّرِّ المُنَظَّمِ والجُمانِ
وَغَازَلَهَا مَهَاةً وَسْطَ قَصْرٍ / وَعَهْدِي بِالمَهَا وَسْطَ الرِّعانِ
فَأَغْنَتْهُ مَحَاسِنُهَا اللوَاتِي / سَلَبْنَ كَراهُ عَنْ حُسْنِ الغَوانِي
وَقادَ إلَى هَوَاها القَلْبَ قَهْراً / فَأَصْبَحَ في يَدَيْهَا القَلْبُ عَانِ
تَعَالَى اللَّه طَرْفِي جَرَّ حَتْفِي / لأَحْصُلَ مِنْ هَوَايَ علَى هَوَانِ
وأَيَّامي هَدَمْنَ مُنِيفَ سِنِّي / وهُنَّ لِعُمْرِها كُنَّ البَوَانِي
دَجَا ما بَيْنَنا فَمَتَى وحَتَّى / يُنِيرُ وفِي إِجَابَتِها تَوانِ
وقُلْتُ أُخِيفُها لِتَكُفَّ عَنِّي / فقالَت لِي يُقَعْقَعُ بالشِّنانِ
فَكَيْفَ تَرَى وَقَد شَبَّتْ وغَاها / أَأُقْدِمُ أم أفِرُّ مَعَ الهَوَانِ
أَمَا إنَّ اللَّيالِيَ غَالِبَاتٌ / ولَوْ يُغْرَى بِنَصرِي الفَرْقَدانِ
إِذا لَمْ ألْقَها بِعُلَى ابْنِ عيسَى / وحَسْبِيَ مِنْ حُسَامٍ أَو سِنَانِ
فَلَسْتُ مِنَ الإيَابِ عَلَى يَقينٍ / وَلَسْتُ مِنَ الذَّهابِ عَلَى أمَانِ
فَإنَّ أَبا الحُسَيْنِ يَنَالُ مِنْهَا / مَنَالَ الذُّعْرِ في قَلْبِ الجَبانِ
يُنَهْنِهُهَا مَتَى نَهَدَتْ لِحَرْبِي / ويَأْخُذُ لِي الأَمَانَ مِنَ الزَّمانِ
علمت أبا الحُسَينِ عَنَاه أَمْرِي / فَإِنِّي أمْرُ خِدْمَتِهِ عَنَانِي
هُمَامٌ لا يُفَارِقُهُ اهْتِمَامٌ / بِشَاني رَاغِبٍ فِيهِ وَشَانِي
يُفيضُ عَلَى الوَلِيِّ غَمَامَ رُحمَى / وَيُغْضِي عِزَّةً عَن كُلِّ جَانِ
سَعِيدٌ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ / مَكِينُ الحَمْدِ مَحْمُودُ المَكانِ
يُقَيِّدُ في مَنَائِحِهِ جُفونِي / وأُطْلِقُ في مَدائحِهِ عِنَانِي
أقَامَ وَصِيتُهُ غَرْباً وَشَرْقاً / يَجُوبُ الأرْضَ لا يَثْنِيهِ ثَانِي
لَهُ لَهَجٌ بِمُخْتَرعِ المَعَالي / كَمَادِحِهِ بِمُخْتَرعِ المَعَانِي
ويَرْسُو للْفَوَادِحِ طَوْدَ حِلْمٍ / ويَهْفُو للْمَدَائِحِ غُصْنَ بانِ
مُعِينٌ كُلَّ آوِنَةٍ مُعَانٌ / فَيَا لَك مِنْ مُعِينٍ أَو مُعانِ
إذَا قَسَتِ اللَّيالِي فاعْتَمِدْه / تَجِدْ عَطْفاً عَمِيماً في حَنانِ
نَأَى ودَنَا مَكاناً وامْتِنَاناً / فَيَهْنِي المَجْدَ نَاءٍ مِنْهُ دانِ
لقَد قَبُحَتْ سَجايا الدّهْرِ حَتَّى / حَباها مِنْ سَجَاياه الحِسَانِ
فَأَصْبَحَ مِنْ أَذاه النَّاسُ طُرّاً / بِسِيرَتِهِ الكَريمَةِ في ضَمَانِ
وَإلا كَيْفَ كَفَّ عَنِ اهْتِضَامِي / وَإلا كَيْفَ عَفَّ عَنِ امْتِهانِي
أَبا الأمْجَادِ وَافَاكُمْ نِدائِي / يَهُزُّكَ هِزَّة العَضْبِ اليَمانِي
دَعَوْتُكَ والكَريمُ النَّدْبُ يُدْعَى / لِبِكْرٍ مِنْ خُطُوب أَوْ عَوَانِ
وَجِئْتُكَ سُؤْرَ أيَّام لِئَامٍ / أُعَانِي مِنْ أذَاهَا مَا أُعَانِي
وحُبُّ عَلائِكُم مِلْءُ الجَنَانِ / وشُكْرُ حَبَائِكُم مِلْءُ اللِّسَانِ
فَزَادَ على الذي أخْبَرْتُ نَفْسي / بِه مِنْ رَعْيِكَ الوَافي عِيَانِي
ومِثْلُكَ رَقَّ سُؤْدَدُهُ لِمِثْلِي / فَأجْنَى راحَتي شُمَّ الأَمانِي
وَراشَ جَنَاحِيَ المَقْصُوصَ ظُلْماً / وَأنْسَانِي الأحِبَّةَ والمَغَانِي
فَدُمْتَ أبَا الحُسَيْنِ لَنَا مَلاذاً / يُجِيرُ عَلَى الأَقَاصِي والأَدانِي
وَدُمْتَ أَبَا الحُسَيْنِ لَنَا رَبِيعاً / نَصيفُ بِهِ ونَشْتُو في أمَانِ
كأَنَّنَا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأَصائِل في
كأَنَّنَا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأَصائِل في / شَحْذِ القَرَائِحِ بالآدابِ والْفِطَنِ
ولَمْ نَبِتْ وَذُبَالاتُ الشموعِ كَمَا / تَوَقَّدَت شَفَرَاتٌ في فَتىً كَدِنِ
نَرَى الثُّرَيَّا كَشَنْفٍ صِيغَ مِنْ وَرقٍ / مُعَلَّقٍ مِنْ هِلالِ الأُفْقِ في أُذُنِ
حَتَّى سَمَا الصُّبْحُ لِلظَّلْماءِ يَصْدَعُها / كالسَّيْلِ فَاضَ عَلَى مُخْضَرَّةِ الدِّمَنِ
نَظَرْتُ إلَى البَدْرِ عندَ الخُسوفِ
نَظَرْتُ إلَى البَدْرِ عندَ الخُسوفِ / وقَدْ شِينَ مَنْظَرُهُ الأَزْيَنُ
كَمَا سَفَرَتْ صَفْحَةٌ لِلْحَبِيبِ / فَحَجَّبها بُرْقُعٌ أدْكَنُ
الجُودُ يَنْفَعُ في الوُجودِ وَلَنْ تَرَى
الجُودُ يَنْفَعُ في الوُجودِ وَلَنْ تَرَى / مَنْ يَكْفُرُ النّعْمَى سِوَى الإنْسَانِ
فإِذا رَأَيْتَ مِن الأَكارِمِ مُحْسِناً / فَاحرزْ علَيهِ آفَةَ الإِحْسانِ
يا سَيِّداً غَمَرَ الوُجُودَ بِجُودِهِ
يا سَيِّداً غَمَرَ الوُجُودَ بِجُودِهِ / فَقَضاهُ بَعْضَ الحَمْدِ كُلُّ لِسانِ
تُنْمَى إِلى رَجَبٍ عُلاكَ تَفَرُّداً / وَحُلاكَ طِيبَ شَذىً إلى نِيسانِ
أنْتَ الحُسَامُ لِيُنْتَضَى مِنْ غمْدِهِ / فَيَقُطَّ هَامَةَ كَافِرِ الإِحْسَانِ
تاللَّهِ أسْنَاها يَداً مَنْسِيَّةً / يَوْمِي وفِي أَمْسِي أَبَتْ نِسْيانِي
مَا ضَرَّها أنْ لَمْ تَكُنْ جَفْنِيَّةً / لَوْ كُنْتُ في الإِحْسَانِ مِنْ حَسَّانِ
نَمُوتُ عَلى الدّنْيا فَنَحْيا بِلا دِينِ
نَمُوتُ عَلى الدّنْيا فَنَحْيا بِلا دِينِ / هَوىً لِهَوَانٍ قَادَنَا وَلِتَوْهِينِ
وَهَلْ هِيَ إِلا لِلْمَساكِينِ وَيْحَنا / مَسَاكِينَ فيهَا يَرْتَعُونَ إلَى حينِ
فَما بَالُنا لا نَتَّقِي اللَّهَ رَبَّنا / وَنَدْعُوهُ في تَحْسينِ عُقْبى وَتَحْصينِ
غَلَبَتْ عَلَيَّ لِبُعْدِكُمْ أَشْجانِي
غَلَبَتْ عَلَيَّ لِبُعْدِكُمْ أَشْجانِي / وَجَفا الكَرَى مِنْ بَعْدِكُمْ أَجْفانِي
وَتَضَرَّمَتْ بَيْنَ الجَوَانِحِ لَوْعَةٌ / إِطْفاؤُها أَعْيَا عَلى الطُّوفانِ
هَيْهاتَ يَدْنُو الصّبْرُ مِنِّيَ بَعْدَهَا / وأَنَا البَعيدُ الأَهْلِ والأَوْطَانِ
لَوْ أنَّ ثَهْلاناً تَحَمَّلَ بَعْضَ ما / حُمِّلْتُهُ خَرَّتْ ذُرَى ثَهْلانِ
أَسْرٌ وقَسْرٌ لا قَرَارَ عَلَيْهِما / وَتَغَرُّبٌ عَنْ أسْرَتِي ومَكَانِي
هَذا وَكَمْ أَثْناء هَذا مِنْ أَسىً / فَضَح العَزَاء ومِنْ هَوىً وَهَوانِ
ويَهُونُ ذَلِكَ لِلْفِراقِ وطَعْمِهِ / إنَّ الفِراق هُوَ الحِمامُ الثَّانِي
أَتَجْحَدُ قَتْلِي رَبَّةُ الشَّنْفِ والخرْصِ
أَتَجْحَدُ قَتْلِي رَبَّةُ الشَّنْفِ والخرْصِ / وذَاكَ نَجِيعِي فِي مُخَضَّبِهَا الرّخْصِ
تَوَرّسَ مَا تَعْطُو بِهِ مِنْ عَبِيطِهِ / كَمَا طَلَعَ السّوسَانُ فِي صِبْغَةِ الحُصِّ
وَتَسْفِكُهُ وَهوَ المُحَرَّمُ سَفْكُهُ / حَلالاً كَأَنَّ الظُّلْمَ لَيْسَ لَهُ مُحْصِ
أمَا عَلِمَتْ أَنَّ القِصَاصَ أَمَامَهَا / فَكَيْفَ أَرَاقَتْهُ عَلَى النَّحْرِ والقَصِّ
فَيَا لدَمٍ قَدْ أَهْدَرَتْهُ ثديُّهَا / وأَلحَاظُهَا بالهَبْرِ عَمْداً وبالْقَعْصِ
وَلَسْنَ صِفَاحاً أَوْ رِمَاحاً وَإِنَّما / غَنِينَ عَن الحَدِّ المُذَلَّقِ والخِرْصِ
عَلَى غَيْرِ ثَارٍ آثَرَتْ فَوْتَ مُهْجَتِي / قَنِيصاً وَمَازَالَتْ تُراعُ مِنَ القَنْصِ
عَرِينٌ وَلَيْثٌ لا كِنَاسٌ وَظَبْيَةٌ / لإتْلافِهَا العُشَّاقَ بالفَرْسنِ والْفَرْصِ
لَقَدْ قَلَبَتْ لِلْقَلْبِ ظَهْرَ مِجَنِّهَا / وَلا ذَنْبَ إلا أنْ أطَاعَ فَمَا يَعْصِي
وَفَيْتُ لِحِرْصٍ في هَوَاها فَخَانَنِي / وَقِدْماً أُصِيبَ النَّاسُ مِنْ قِبَلِ الحِرْصِ
عُمُومٌ مِنَ البَلْوَى بِهَا عَامِرِيَّةً / أَبَى الْحُسْنُ أَنْ أُلْفَى بِها غَيْر مُخْتَصِّ
لَهَا اللَّهُ مَاذا فِي القَلائِدِ مِنْ حُلىً / تَشِفُّ وَماذا في الشُّفُوفِ وفِي القُمْصِ
نَهَار مُحَيّاً تَحْتَ لَيْلِ ذَوَائِبٍ / تُرِيهِ وَتُخَفِيهِ مَعَ النَّقْضِ وَالعَقْصِ
وَذاتُ ابْتِسَامٍ عَنْ بُرُوقِ لآلِئ / مُؤَشَّرةٍ لَيْسَتْ برُوقٍ ولا عُقْصِ
تَلوثُ عَلى بَدْرِ التَّمامِ لِثامَها / إِذا الوَشْيَ زَرّتْهُ على الغُصْنِ والدَّعُصِ
مِنَ اللائِي يَهْوَى القَصْرُ لَوْ قُصِرَتْ بِهِ / فَتَأْبَاهُ لِلْبَيْتِ المُطَنَّبِ والخُصِّ
ويَدْعو بِها اليَنْبوعُ لِلعَبِّ وَسْطَهُ / فَتَهْجُرُهُ لِلْحَسْوِ مُؤْثِرَةَ الْمَصِّ
شَمائِلُ أعْرَابِيَّةٌ في اعْتِياصِهَا / أمَطْنَ عَن الحُبِّ المبرِّحِ والمَحْصِ
سَقَى اللَّهُ دَارَ المُزْنِ داراً قَصِيةً / عَلى الشَّدِّ والتَّقْرِيبِ والوَخْد والنَّصِّ
يُسائِلُ عَنْ نَجْدٍ صَباها مَعَاشِرٌ / وأَسْأَلُ عَنْ حِمص النُّعامَى وأَسْتَقْصِي
ولَوْ كُنْتُ مَوْفُور الجَناحِ لَطَارَ بي / إِلَيْهَا ولَكِنْ حَصَّه البَيْن بِالْقَصِّ
فَشَتَّانَ ما أيَّامِيَ السُّودُ أوْجُهاً / بِحسْمَى ومَا لَيْلاتِيَ البِيضُ في حِمْصِ
بِحَيثُ ألِفْتُ الوُرْقَ لِلشَّدْوِ تَنْبَرِي / عَلَى نَهْرِهَا والقُضْبُ تَهْتَاجُ لِلرَّقْصِ
وَفي يَدِ تَشْبِيبي قِيَادُ شَبِيبَتِي / وَخِلِّي وَحِلْمي مُسْتَقِيد ومُسْتَعْصِي
كِلاَنَا عَلَى أقْصَى الهَوَادَةِ والهَوَى / فَلا عَذَلٌ يُقْصِي ولا غَزَلٌ يُفْصِي
كَأَنَّ جَنَاهَا مِنْ جَنَي العَيْشِ بَعْدَهَا / لِيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أبِي حَفْصِ
إمَامٌ أجَارَ الْحَقَّ لَمَّا اسْتَجَارَهُ / وقَدْ رَسَخَ الإذْعَانُ لِلْغَمْطِ والغَمْصِ
وهَبَّ هُبُوبَ المَشْرَفِيِّ مُصَمِّماً / لِتَأمِينِ ما يَخْشَى مِنَ الوَقْمِ والوَقْصِ
رَجَاهُ وكَمْ يُرْجَى نُهُوداً لِنَصْرِهِ / ومَا شاءَ مِن قَصْلٍ شَفَاهُ ومِنْ قَلْصِ
وطائِفَةٌ في الحَرْبِ طائِفَةٌ بِهِ / عَلَى واضِحِ المِنْهَاجِ في الخَوْصِ وَالخَرْصِ
عَدَاها عَنِ الإتْرافِ خَوْفُ مَعَادِهَا / فَلا البُرْدُ مِن قَسٍّ وَلا البَيْتُ مِنْ قَصِّ
نَصِيَّةُ أنْصارِ الهِدايَةِ تَنْتَقِي / صَوارِمُهَا هَامَ المُلوكِ وَتَسْتَنْصِي
لِرَايَتِهِ الحَمْرَاء حَيْثُ أَدَارَهَا / عَلَى المِلَّةِ البَيْضَاءِ مِنَّةُ مُقتَصِّ
ألَم يُورِدِ الأَعداء مُستَفظَع الرَّدى / لِعِيشَةِ مُغتَمٍّ بِمِيتَةِ مُغتَصِّ
ويَصْمُدُهُمْ بالعَقْرِ في عَقْرِ دارِهِمْ / لِيُحْيِيَ فيهِمْ سُنَّة الحسِّ والْحَصِّ
تَشَكَّى الهُدَى هَدَّ الضَّلالِ بِناءه / فَأَعْقَبَهُ مِن ذَلِكَ الهَدِّ بِالرَّصِّ
ودَوَّخَ أَصْقاعَ الشِّقاقِ وَسَكْنَهَا / بِصُيَّابَةٍ قُعْسٍ وعَسَّالَةٍ قُعْصِ
إِلى الفَصِّ والتَّكْسِيرِ ما جَمَعُوا لَهُ / ومَنْ لِمُصَابِ الْفَتِّ والفَصِّ بالرَّمْصِ
ولِلهَضِّ والتَّتْبيرِ مَا اعْتَصَمُوا بِهِ / وَماذَا الذِي يَبْقَى علَى الْهَضِّ والعَصِّ
تَمُرُّ بِهِمْ صَرْعَى لِعَطْفِ انْتِقَامِهِ / وكَمْ صَابَروا عَيْشاً أمَرَّ مِنَ العَفْصِ
وتَنْبُو لَها الأَبْصارُ حتَّى كأَنَّها / بِها وَهْي لَم تَرْمَصْ قَذَى الأَعْيُنِ الرَّمْصِ
طُلولاً تَرى الأَطْلاءَ تَمْحَصُ وَسْطَهَا / لأنْ مَصَحَتْ يا لَلْمصُوحِ وَلِلْمَحْصِ
أَلَطَّ بِها ما بِالْعُصاةِ مِنَ البِلَى / فَلَيْسَ بِمُنْفَضٍّ وَلَيْسَ بِمُنْفَصِّ
وَما السَّنةُ الشَّهْبَاءُ حَصّتْ نَبَاتَهَا / ولَكِنْ جِيادٌ غَيْرُ عُزْلٍ وَلا حُصِّ
تَخَايَلُ فِي قُمْصِ الدِّمَاء مَوَاضِياً / وَلَيْسَتْ بشمْسٍ عِنْدَ كَرٍّ ولا قُمْصِ
لَوَاحِقُ مِن آلِ الوَصِيِّ ولاحِقٍ / تَمَطَّرُ خُمْصاً تَحْتَ فُرْسانِها الخُمْصِ
لَهَا فِي سُلَيْمٍ مَا لَهَا في زَنَاتَةٍ / وَهُوّارَة مِنْ عُدّةِ الهَصِّ والرّهْصِ
سَلُوا عَن أَعَادِيهِ ذِئاباً وأَنْسُراً / تُخَبِّرْ بِما لاقَتْ مِنَ الوَحْشِ والوَحْصِ
بِلُصِّ نُيُوبٍ أوْ بِحُجْنِ مَخَالِبٍ / فَيَا لَك مِنْ حُجْنٍ رِوَاءٍ وَمِنْ لُصِّ
قَراها بِأَعْقَابِ القِرَاعِ كُبُودهُم / وأَعْيُنهُمْ بِالبَقْرِ يُشْفَعُ بالبَخْصِ
إذَا الإِضْحِيانُ الطَّلْقُ حَجَّبَ نُورَهُ / سَحَابُ مُثَارِ النَّقْعِ بالدَّحْضِ والدّحْصِ
وأَضْمَرَتِ الأذْمَارُ فِيهِ تَمَلُّصاً / عَلَى حينِ مُرّ الحَيْنِ أحْلَى مِنَ اللمْصِ
ولاحَ الصَّدَى البِيضَ الرِّقاق فَرَنَّقَتْ / لِتَكْرَعَ في مِثْلِ الأَضَاةِ مِنَ الدُّلْصِ
هَدَى وَجْهُهُ الوَضَّاحُ مَنْ حاصَ فَاهْتَدى / بِأَنْوارِهِ والشَّمْسُ خَافِيَةُ العَرْصِ
هُوَ القائِمُ المَنْصُورُ بِالدِّينِ والدُّنَى / وَصافِيهِما في قَوْمِهِ الصَّفْوَةِ الخُلْصِ
بَنُو الكَرِّ والإِقْدَامِ شَبُّوا عَلَيْهِمَا / وَشَابُوا فَمِنْ لَيْثٍ هَصُورٍ ومِنْ حَفْصِ
مَطاعِيمُ أَجْوَادٌ مَطاعينُ بُسَّلٌ / يَرَوْنَ عَظيمَ النَّقْصِ في هَيِّنِ النَّكْصِ
غَلَوْا قِيَماً إذْ أرْخَصُوا مُهَجَاتِهمْ / وأكْثَرُ أسْبَابِ الغَلاءِ مِن الرُّخْصِ
وَصَايا الإِمامِ المُرْتَضَى ما تَقَيَّلُوا / فَيَا رُشْدَ مَنْ وَصَّى ويَا فَوْزَ مَنْ وُصِّي
سِرَاجُ الهُدَى الوهَّاجُ أَلْقَى شُعَاعَه / عَلَى مَنْ نَمَى والفَرْعُ مِنْ طِينَةِ الأَصِّ
وفَتَّاحُ أَبْوابِ النَّجاحِ وَكَمْ ثَوَتْ / وَإِطْبَاقُهَا مُسْتَحْكَمُ الرصِّ وَالنَّصِّ
بِهِ انْجَابَ دَيْجُورُ الغَوَايَةِ وانْجَلَى / وللحَقِّ نورٌ صَادِعٌ ظُلْمَةَ الخَرْصِ
خِلافَتُهُ أَلْوَتْ بِكُلِّ خِلافَةٍ / كَذَلِكَ بُطْلانُ القِيَاسِ مَعَ النَّصِّ
لَدَيْهِ اسْتَقَرَّتْ في نِصَابٍ ونَصْبَةٍ / وَلِلشَّرَفِ المَحْضِ اكْتِفَاءٌ عَن المَحْصِ
ثَنَاها إِلَيهِ العِلمُ وَالحِلْمُ فَانْثَنَتْ / تُشيدُ بِعَلْيَاهُ ثَنَاءً وَلا تُحْصِي
وَما اشْتَبَهَتْ حَالُ المُلُوكِ وَحالُهُ / ألَمْ تَرَ أنَّ الفَضْلَ لَيْسَ مِنَ النَّقْصِ
أَغَرُّ مِن الغُرِّ الجَحَاجِيحِ في الذُّرَى / مَنَاقِبُهُ بُسْلٌ عَلى الحَصْرِ والخَرْصِ
تَمَلَّكَ أَفْرَادَ المَكَارِمِ والعُلَى / وَلَمْ يُبْقِ لِلأَمْلاكِ فِيهِنَّ منْ شِقْصِ
مُؤَيّدُ إِبْرَامٍ وَنَقْضٍ مُبَارَكٌ / لَهُ النَّصْرُ خِلْصٌ حَبَّذَا النَّصْرُ مِن خِلْصِ
تُسَاعِدُ أَحْكَامُ المَقَادِيرِ حُكْمَهُ / فَتُدْنِي الذِي يُدْنِي وَتُقْصِي الذِي يُقْصِي
ويَا رُبَّ جَبَّارٍ يهَابُ هُجُومَهُ / فَيُمْسِكُ إِرْهَاباً عَنِ النَّبْسِ والنَّبْصِ
عَلَى الحَرْبِ والمِحْرَابِ غَادٍ ورائِحٌ / يَرُوحُ إلى خَمْسٍ ويَغْدُو علَى خَمْصِ
هَدَايَا الفُيوجِ النَافِذَاتِ بِعَقْدِهِ / مَزَايَا الفُتوحِ الفَاتِنَاتِ لَدَى النَّصِّ
تَخُطُّ اليَرَاعُ الصُّفْرُ إمْلاءَ سُمْرِهِ / فَتُسْلِي عَنِ الوَشْيِ المُرَقَّشِ والنَّمْصِ
ويَنْظُمُ فيهِ الشِّعْرُ بَأساً إلَى النَّدى / كَما يُنْظَمُ الياقُوتُ فَصَّاً إلَى فَصِّ
إلَى جُودِهِ تَثنِي الأَمانِي وُجُوهَها / ومَنْ يَتَعَدَّ القَبْضَ أَفْضَى إلَى القَبْصِ
فَلا يَرْجُ ظَمْآنٌ سِوَاهُ لِرِيِّهِ / مُحالٌ وُجُودُ الظِّلِّ في عَدَمِ الشَّخْصِ
هُوَ الفَتْحُ أَدْنى حَوْزِهِ المَغْرِبُ الأقْصَى
هُوَ الفَتْحُ أَدْنى حَوْزِهِ المَغْرِبُ الأقْصَى / عَنِ الصَّوْلِ يُسْتَقْضَى وبِالعَدْلِ يُسْتَقْصَى
تَنَافَسَ فِي إِهْدَائِهِ المَاءُ والثَّرَى / بِما عَمَّ إِسْعاداً مُعاداً وَما خَصَّا
يُسِيمُ ويُرْوِي النَّاسَ مِنْهُ بِأنْعُمٍ / تَحَامَتْ ضُروباً أنْ تُعَدَّ وأَنْ تُحْصَى
تَعَرَّضَ مِنها كالأَعارِيضِ لِلْمُنَى / أَفانِينُ لا غَمْطاً قَرَتْها وَلا غَمْصَا
فَكَامِلُها لا يَدْخُلُ الخَزْلُ جَزْلَهُ / وَوافِرُها لا يَقْبَلُ العَقْلَ والْعَقْصَا
هِدَايَةُ يَحْيَى المُرْتَضَى أحْيَتِ الهُدَى / فَهَدَّمَ ما أرْسَى الضَّلالُ وَما رَصَّا
وَدَعْوَتُهُ دانَتْ بِطَاعَتِهَا الدُّنَى / فَمنْ مَجْمَع البَحْرَيْنِ لِلمَسْجِدِ الأَقْصَى
هَنِيئاً لأُولِي الحَضْرَتَيْنِ بِرُشْدِهَا / إِلى الحَقِّ إِحْضَاراً إِذَا اسْتَقْصَرَتْ نَصَّا
أهانَتْ ولَمْ تَظْلِمْ عَرَارَ رُعَاتِهَا / لِظُلْمٍ وَعُدْوَانٍ بهِ امْتَازَ واخْتَصَّا
وبَاحَتْ بِخَلْعِ المُسْتَبيحِ وأَفْصَحَتْ / وقَدْ فَحَصَتْ عَنْهُ فَمَا أحْمَدَتْ فَحْصَا
تَحُطُّ وَتَذْرِي عن مَنَابِرِهَا اسْمَهُ / وسِيمَاهُ صِلاً في عَوَادِيهِ أو لِصَّا
وَتُقْصِيهِ طَرْداً عَنْ ذرَاها عِصِيّهَا / جَدِيراً بِأَنْ يُقْصَى خَلِيقاً بِأنْ يُعْصَى
فَإِنْ شَقِيَ التَّثْلِيثُ مِنها لِغُصَّةٍ / فَقَدْ شُفِيَ التَّوْحِيدُ مِمَّا بِهِ غَصَّا
وإنَّ عَدُوَّ الدِّينِ مَنْ ظَاهَر العِدَى / لِيَخْذُلَهُ فَاسْتَنْصَرَ الشِّرْكَ واسْتَقْصَى
بعُبَّادِ عِيسَى هَاضَ أُمَّةَ أحْمَدٍ / لأَشْيائِهَا بَخْساً وأعْيُنِهَا بَخْصا
فَإنْ حَانَ مَنْكُوباً ونَكَّبَ حَائِناً / لَقَدْ حَصَّ مُنْفَلاً وَأفْلَتَ مَنْحَصَّا
دَرَى الأَسْوَدُ القَيْسِيُّ أَنَّ أمَامَهُ / رَدَى الأَسْودِ العَنْسِيِّ مُشْبِهِهِ خَرْصا
فَوَدَّ لَو اسْتَعْصَى عِنَاداً عَلَى الهَوَى / بِحَيْثُ رَأَى المَنْجَى عَلَيْهِ قَدِ اسْتَعْصَى
وأَمْعَنَ عَنْ فَاسٍ فِرَاراً وَدَعَّهُ / بخَيْلِكَ فَاسٌ يَحْذَرُ الفَرْسَ والفَرْصا
وَلَيْسَتْ لَهُ مَرَّاكشٌ بِقَرارَةٍ / وأَنَّى ومَازَالَتْ مُظَاهِرَةً حِمْصَا
سَتَضْرِبُهُ ضَرْبَ الغَرَائِبِ وَارِداً / لِتَحْرِمَهُ في شرْبِها العَبَّ وَالمَصَّا
وَتُسْلِمُ إخْوَانَ الصَّليبِ كَأُخْتِها / لِضَارِبِهِمْ هَبْراً وَطَاعِنِهِمْ قَعْصَا
ولا غَرْوَ أنْ قِيسَتْ عَلَى تِلْكَ هَذِهِ / فَكَمْ مِنْ قِيَاسٍ في عِدَاكَ غَدا نَصَّا
فَيَا وَهْيَ أسْبَابِ السَّبَاسِبِ كُلَّمَا / أذِيقُوا الرَّدَى قَبْضاً وَسِيقُوا لَهُ قَبْصا
وَيا خَرَسَ الفُصْحِ الذي سَنَّهُ لَهُم / وغَادَرَ فيهِ القُسُّ يَعْرضُ مَا قَصَّا
لِحمْصٍ مِنَ البُشرَى مُجيلاً قِدَاحَهَا / بِهَبَّتِهَا تَسْعَى لِمَحْصِ الهُدَى مَحْصا
وَيَا لشَرِيشٍ والْجَزِيرَةِ يَا لَهَا / ومَكْنَاسَةٍ والقَصْرِ عَزَّ فَلا وَهْصَا
وَلاقَتْ علَى حُكْمِ السَّعَادَةِ بُرْدَها / ومَا بَرِحَتْ أثْنَاءَ شِقْوَتِهَا رَهْصا
وَأَثَّتْ رِياشاً فاسْتَحَثَّتْ لِدَعْوَةٍ / عَلَى رَبِّها أَن يَكْفِي الحَسِّ والحَصَّا
أَمَا ابْتَاعَتْ الفَوْزَ العَظيمَ بِبَيْعَةٍ / مُؤَكَّدَةٍ لا نَكْثَ عَنْهَا وَلا نَكْصَا
وَعَاجَتْ عَلَى النَّهْجِ القَوِيمِ فَيَمَّمَتْ / إمَاماً وَقَاهَا يُمْنهُ الوَقْمَ وَالوَقْصَا
مِنَ القَوْمِ للْمِحْرَابِ والحَرْبِ أَخْلَصُوا / كِرَامَ المَساعِي والعُلَى صَفْوَةً خُلْصا
فَمَا عَمَرُوا إِلا المَسَاجِدَ أرْبُعاً / ولا اسْتَشْعَرُوا إِلا دُرُوعَ الوَغَى قُمْصَا
تَشَابَهَ نَجْلٌ في الكَمَالِ ونَاجِلٌ / وفي نَزَعَاتِ الفَرْعِ مَا يَصِفُ الأَصَّا
سَكِينَتُهُ أَعْيَا الأَئِمَّة نَيْلُهَا / وَهَيْهَاتَ جَلَّ الطَّوْد أّنْ يُشْبِهَ الدّعْصا
يهِيمُ بِحَمْلِ الخِرْصِ والسَّيْفِ سَالِياً / هَوَى كُلِّ خَوْدٍ تَحْمِلُ الشَّنْفَ والخُرْصَا
فَقَدْ حَمَلا عَنْهُ أحَادِيثَ بَأسِهِ / يُشَافِهُ ذا خَدّاً لِخَدٍّ وَذَا قَصَّا
أبَى وَهُوَ المَاضِي العَزِيمَةِ رُخْصَةً / بِحَاليَةٍ مِنْ كَفِّهَا عَنَماً رَخْصَا
وَلَمْ يَتْرُكَن في العِلْمِ والحِلْم والنَّدَى / لِمَاضٍ وآتٍ بَعْدُ حَظّاً ولا شِقْصَا
هِيَ الدَّعْوَةُ المَهْدِيَّةُ اسْتَخْلَصَتْ لَها / نُهَى القائِمِ الهَادِي فكَان لَهَا خِلْصا
بإِظْهارِها وَصَّى أبو حَفْصٍ الرِّضى / بَنِيهِ فَوَفَّى دُونَهُمْ مَا بهِ وَصَّى
وَوَلَّى وَلِيّ العَهْدِ ضُرَّ عُدَاتِهَا / ومِنْ عادَةِ الضِّرْغامِ أنْ يُضْرِيَ الحَفْصَا
لَقَدْ أوْضَحَ العَلْيَاءَ بَدْرُ هدَايَةٍ / بِخَوْضِ الوَغَى والشَّمْسِ قَدْ خَفِيَتْ قُرْصَا
حَرِيصاً علَى الدِّينِ الحَنِيفِ ونَصْرِهِ / ولَيْسَ علَى الدُّنيا بِمُسْتَبْطِنٍ حِرْصا
بِرَايَتِهِ الحَمراء يَصْطَلِمُ العِدَى / لِمِلَّتِهِ البَيْضَاء غَضْبَانَ مُقْتَصَّا
وَمَا أَمَّلَ العَافُونَ خَمْسَ بَنَانِهِ / فَلاقَتْ مَطَايَاهُم بِطَيِّ الفَلا خَمْصا
تَهَلُّلُهُ يُغْنيَكَ أنْ تَطْلُبَ الغِنَى / وفِي الظِّلِّ ما يَكْفيك أنْ تَرْقُبَ الشَّخْصا
أَيَا دَولَةَ الآدابِ والعِلْمِ سَامِحِي / بَليغاً إِذا أَفْضى لتِلكَ الحُلَى أفْصَى
ودُومِي بَهاءً لِلزَّمانِ وَزِينَةً / وجُودُك لا يَرْضَى لَنَا فَيْضُهُ القَبْصَا
فَكُلُّ تَمامٍ لَيْسَ يُؤْمَنُ نَقْصُه / وَهذا تَمامٌ باهِرٌ يَأمَنُ النَّقْصَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025