المجموع : 347
الشرقُ سوقُ الغربِ لكنها
الشرقُ سوقُ الغربِ لكنها / لا يشتري منها سوى البائرِ
باعَ بنوها بعضُهمْ بعضَهم / والويلُ للرابحِ وللخاسرِ
كم ملؤا الجوَّ بصيحاتهم
كم ملؤا الجوَّ بصيحاتهم / وطاولوا النجمَ بلا طائلِ
وسيروها صحفاً بعضها / عن بعضِها في شغلٍ شاغلِ
تحتشدُ الأقلامَ فيها كما / يختلطُ الحابلُ بالنابلِ
وتجمعُ الحقَ إلى خصمهِ / وليتها تقضي على الباطلِ
رأيتها كالعضبِ إما نبا / فالذنبُ في ذاكَ على الحاملِ
أرى نساءَ بني قومي ويا أسفا
أرى نساءَ بني قومي ويا أسفا / في لسنهنَّ سهامٌ لسنَ في الحدقِ
كأنما من بني تيمٍ بعثنَ لنا / لو لم يكُنَّ قباحَ الخلقِ والخُلُقِ
وذي دلالٍ قال خذْ في المنى
وذي دلالٍ قال خذْ في المنى / فقلتُ عيشٌ رغدٌ سائغُ
ويومَ وصلٍ قالَ حسبي إذنْ / هذا كلامٌ في الهوى فارغُ
لي لأملٌ فيكَ انقضى بعضهُ
لي لأملٌ فيكَ انقضى بعضهُ / وبعضهُ الآخرَ لم نقضهِ
فإن تكنْ حلَّتْ فيا ربما / يشفعُ بعضُ الحبِّ في بعضهِ
يا من يرى أنني بخلتُ بما
يا من يرى أنني بخلتُ بما / عندي عليهِ فلستُ ذا وجدِ
كفاكَ بالنفسِ وحدها هبة / فإن نفسي أعزُّ ما عندي
إذا غبتَ عن أعيني لم أجدْ
إذا غبتَ عن أعيني لم أجدْ / سواكَ تقرُّ بهِ أعيني
مشى فكأن الغصنَ تهفو بهِ الصبا
مشى فكأن الغصنَ تهفو بهِ الصبا / وللعطرِ منهُ في رداءِ الصبا نفحُ
ومرَّ وعن جنبيهِ صفّا عواذل / كخطي ظلامٍ شقَّ بينهما صبحُ
أيها الحبُّّ أمانا
أيها الحبُّّ أمانا / لم أعدْ أهوى حبيبا
إن للوالدانِ يوماً / يجعلُ الولدانَ شيبا
هل لذا الجفا سببُ
هل لذا الجفا سببُ / أم صدودهِ لعبُ
أم ذكاءُ ما برحتْ / تجتلي وتحتجبُ
أم غدا كمشبههِ / البدرُ ليس يقتربُ
شادنٌ لأعينهِ / أنفُسُ الورى سلبُ
إن يعد فليسَ يفي / والهوى لهُ أدبُ
يحكمُ الملاحُ على / الصدقِ أنهُ كذبُ
وانتمى الجمالُ لهُ / فهو للجمالِ أبُ
وهوَ من تدللهِ / هاجرٌ ومصطحبُ
وهو من ملاحتهِ / سافرٌ ومنتقبُ
كلُّ أمرهِ عجبُ / وكذا الهوى عجبُ
يا ليالياً سلفتْ / هل تعيدكِ الحقبُ
والرياضُ حاليةً / للسماءِ تنتسبُ
وهو بينَ أكوسها / البدرُ حولهُ الشهبُ
نجتليها عابسةً / باسماً لنا الحببُ
كالعروسِ قد حجبتْ / وهو دونها حُجبُ
أبطأوا بزفتها / والزفافُ مرتقبُ
أو كخدٍ أغيدَ لو / لم يسلْ بها العنبُ
أو كأنها شفة / عضها فتىً وصبُ
أو كدمعِ ذي كلف / بالدماءِ ينسكبُ
أو كقلبِ ذي حسدٍ / مازالَ يلتهبُ
إن لثمتها جذبتْ / معطفي فينجذبُ
ينبري لها رشأ / هزَّ عطفه الطربُ
في القلوبِ مختبئ / للقلوبِ مختلبُ
خدهُ بحمرتها / كالبنانِ مختضبُ
تلعبُ المدامُ بهِ / كلما احتسى يثبُ
وهو منها في ضحكٍ / وهي منهُ تنتحبُ
من كمثلي إن ذكروا / من سما بهِ الأدبُ
شيمةٌ مخلفةٌ / نافستْ بها العربُ
إنها المعادن لم / يصد مثلها الذهبُ
يا ضلوعي ما برحَ / القلبُ فيكِ يضطربُ
دارتْ العيونُ بهِ / فهو بينها نهبُ
وانجلتْ لواحظها / فانجلى لهُ العطبُ
أعينٌ يموجُ بها / سحرها فينسربُ
كم صرعنَ من أسدٍ / حينَ غالبوا غلبوا
في جفونها رسلٌ / لم تجئ بها كتبُ
ويحَ من أحبَّ أما / ينقضي لهُ أربُ
إن أراحهُ تعبٌ / شفَّ قلبهُ تعبُ
يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني
يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني / رحماكَ يا ناعسَ العينينِ رحماكا
لو أن غيرَ فؤادي يشتكيكَ معي / لضجتِ الناسُ والدنيا بشكواكا
اتخذ باللهو لهواً
اتخذ باللهو لهواً / واتخذ بالروضِ روضا
إن يخنْ ظبيٌ فظبياً / أو تضقْ أرضٌ فأرضا
كلها آياتُ حسنٍ / بعضها ينسخُ بعضا
يا أنيسي ذرِ الحزينَ حزيناً
يا أنيسي ذرِ الحزينَ حزيناً / بعضَ ما سامهُ الهوى يكفيهِ
دعهُ يبكي فذو الهمومِ جديرٌ / أن ما في فؤادهِ يبكيهِ
أمسيتُ من يومِ النوى فَزِعا
أمسيتُ من يومِ النوى فَزِعا / ويلي على يومِ النوى ويلي
وأتى الصباحُ بكلِّ داهيةٍ / فخرجتُ من ليلٍ إلى ليلِ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ / لو كانَ يدري الناسُ ما الأنسُ
ولو درى كلُّ الورى فضلهُ / لهامَ فيِهِ الجنُّ والأنسُ
إلى البيضِ سورةُ هذا الجماحِ
إلى البيضِ سورةُ هذا الجماحِ / وللسمرِ خِفقَةُ هذا الجناحِ
لحاني العواذل في حبهنَّ / وهيهاتَ من حبهنَّ اللواحي
فما البيضُ إلا طرارُ السيوفِ / ولا السمرُ إلا عوالي الرماحِ
يرجُّ بها الأرضَ هذا الفتى / ويدمي عليها عيونَ البطاحِ
يجوبُ المعامعَ جوبَ الحِمامِ / ويطوي المهامهَ طيَّ الرياحِ
على أشقرٍ كوميضِ البروقِ / تحفزهُ غلواء المراحِ
جريءٌ على اليلِ مستجمعٌ / يهبُ هبوبَ نسيمِ الصباحِ
تكادُ لنشوةِ أعطافهِ / إذا مرَّ تحسبهُ غيرَ صاحِ
هلال الشكِ لا تعجبْ إذا ما
هلال الشكِ لا تعجبْ إذا ما / رأيتَ كما أرى هرجَ الأنامِ
فقد حسبوا نحولكَ من نحولي / فخيفَ عليكَ عاقبةُ الغرامِ
يا ليتَ قلبي لم يُحبَّ ولم يَهِمْ
يا ليتَ قلبي لم يُحبَّ ولم يَهِمْ / بل ليتني ما كانَ لي أحبابُ
إني رأيتُ أخا الغرامِ كأنما / صبتْ عليهِ وحدهُ الأوصابُ
لكنَّ عينَ المرءِ مفتاحُ الهوى / فإذا رنا فتحتْ لهُ الأبوابُ
وإذا أرادَ اللهُ أمراً بامرئٍ / سدتْ عليهِ طريقَهُ الأسبابُ
جل الناسِ أعداءُ
جل الناسِ أعداءُ / على السرَّاءِ والضَّرَّا
فلا يغرُرْكَ مبتسمٌ / وإن أبدى لكَ البشرا
ففي الصدر حزازاتٌ / تطادُ تمزقُ الصدرا
ولو كادوا النجومَ هوتْ / من الخضراءِ للغبرا
وما الدنيا إذا فكر / تَ غير جهنمَ الصُّغرى
ألستَ ترى بها أمماً / وكلٌّ تلعنُ الأخرى
لقد جرَّبْتُ جُلَّهُمُ / فلمْ أر فيهمُ خيرا
ومثلهم لنا الكفرا / وي والصبانُ والفرا
فعمروٌ ضاربٌ زيداً / وزيدٌ ضاربٌ عمرا
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ / فسوفَ يبكونَ على رمسِهِ
من كانَ من اخوانِهِ ضاحكاً / فانما يضحكُ من نفسهِ