المجموع : 294
بِكُلِّ رُدَيْنيٍّ كأنَّ سِنانَهُ
بِكُلِّ رُدَيْنيٍّ كأنَّ سِنانَهُ / شِهابٌ بَدا في ظُلمَةِ اللَّيلِ ساطِعُ
تَقاصَرَتِ الآجالُ في طُول مَتْنِه / وعادَتْ بِهِ الآمالُ وَهْيَ فَجائِعُ
وَساءَتْ ظُنُونُ الحَرْبِ في حُسن ظَنِّهِ / فَهُنَّ ظُبَاتٌ لِلقُلوبِ قَوارِعُ
وَذِي شُطَبٍ تَقْضي المَنايا بِحُكمِهِ / وَليْسَ لِماَ تَقْضِي المَنِيَّةُ دافِعُ
فِرَنْدٌ إذا مَا اعْتَنَّ لِلعَيْنِ رَاكِدٌ / وبَرقٌ إِذَا مَا اهْتَزَّ بالكفِّ لامِعُ
يُسَلِّلُ أَرواحَ الكُماةِ انْسِلالُهُ / ويَرتاعُ منهُ المَوتُ والموتُ رائِعُ
إِذا ما التَقَتْ أَمْثالُهُ في وَقيعةٍ / هُنالِكَ ظَنُّ النَّفْسِ بالنَّفْسِ واقِعُ
إذا كُنْتَ تَأْتِي المَرءَ تُعْظمُ حَقَّهُ
إذا كُنْتَ تَأْتِي المَرءَ تُعْظمُ حَقَّهُ / وَيجهَلُ مِنْكَ الحقَّ فالهَجْرُ أَوْسَعُ
وفي النَّاسِ أبدالٌ وَفي الهجْرِ راحَةٌ / وفي النّاسِ عمَّنْ لا يُواتيكَ مَقْنعُ
وَإنَّ امْرأً يَرضَى الهوانَ لِنَفْسِهِ / حَرِيٌّ بِجدعِ الأَنفِ والأَنفُ أَسْنَعُ
تَجافَى النَّومُ بَعْدَكَ عَنْ جُفُونِي
تَجافَى النَّومُ بَعْدَكَ عَنْ جُفُونِي / ولكِنْ ليسَ يَجفُوها الدُّموعُ
يَطيبُ ليَ السُّهادُ إِذا افْترَقنا / وأنتَ بهِ يَطيبُ لكَ الهُجوعُ
يُذَكِّرُني تَبَسُّمُكَ الأَقاحي / ويَحكي لي تَوَرُّدكَ الرَّبيعُ
يطيرُ إليكَ مِن شَوْقٍ فُؤادِي / ولكنْ ليسَ تَترُكُهُ الضُّلوعُ
كأَنَّ الشَّمسَ لمَّا غِبْتَ غابَتْ / فليسَ لها على الدُّنيا طُلوعُ
فما لي عَن تَذَكُّرِكَ امْتِناعٌ / ودُونَ لِقائكَ الحِصْنُ المَنيعُ
إذا لم تَستَطِعْ شَيئاً فَدَعْهُ / وجاوِزْهُ إلى ما تَستَطيعُ
أَدعُو إِليكَ فلا دُعاءٌ يُسْمَعُ
أَدعُو إِليكَ فلا دُعاءٌ يُسْمَعُ / يا مَن يَضُرُّ بِناظِرَيهِ وَيَنْفَعُ
لِلْوَرْدِ حِينٌ ليسَ يطلعُ دُونَهُ / والوَردُ عِنْدَكَ كُلَّ حِينٍ يَطلُعُ
لم تَنْصَدِع كَبِدِي عَلَيْكَ لِضَعْفها / لكِنَّها ذابَتْ فما تَتَصَدَّعُ
مَن لي بأَحوَرَ ما يبينُ لسانُهُ / خَجلاً وسَيْفُ جُفُونِهِ ما يَقْطَعُ
مَنعَ الكلامَ سِوى إشارَةِ مُقْلَةٍ / فَبها يُكلِّمُني وَعَنها يَسمَعُ
قَلبي رَهينٌ بينَ أَضلاعي
قَلبي رَهينٌ بينَ أَضلاعي / مِن بينِ إيناسٍ وإِطْماعِ
مِن حَيْثُ ما يَدعوهُ داعي الهوى / أجابَهُ لَبَّيْكَ مِن داعِ
مَن لسَقيمٍ ما لهُ عائدٌ / وميِّتٍ ليس له ناعي
لمَّا رأَتْ عاذِلَتي ما رأَتْ / وكانَ لي مِن سَمْعِها واعي
قالت ولم تقصِدْ لِقِيلِ الخنى / مَهْلاً لقد أَبلغْتَ أَسْماعي
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَادعِ
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَادعِ / خَوْدٌ بَدَتْ لكَ مِنْ وَراءِ قِناعِ
بَيضاءُ أَنماها النَّعيمُ بِصُفْرَةٍ / فَكَأَنَّها شَمْسٌ بِغَيرِ شُعاعِ
أَمَّا الشَّبابُ فوُدِّعتْ أَيّامُهُ / ووَداعُهُنَّ مُوَكَّلٌ بِوَادعي
للَّهِ أَيَّامُ الصَّبا لو أَنَّها / كرَّت عَليَّ بِلَذَّةٍ وسَماعِ
وحَومَةٍ غادَرت فُرسانَها
وحَومَةٍ غادَرت فُرسانَها / في مَبْركٍ لِلحَربِ جَعْجاعِ
مُسْتَلْحمٍ بالمَوتِ مُسْتشعِرٍ / مُفَرّقٍ لِلشَّمْلِ جَمَّاعِ
وَبلدَةٍ صَحْصَحْتَ مِنها الرُّبا / بِفَيْلَقٍ كالسَّيْلِ دَفَّاعِ
كأَنَّما باضَتْ نَعامُ الفَلا / مِنهُمْ بهامٍ فوقَ أَدْراعِ
تَراهُمُ عِنْدَ احْتِماسِ الوَغى / كَأَنَّهُم جِنٌّ بِأَجْراعِ
بِكُلِّ مَأثورٍ على مَتنِهِ / مِثْلُ مَدَبِّ النَّمْلِ في القاعِ
يَرتَدُّ طَرفُ العَيْنِ مِنْ حدّهِ / عَنْ كَوْكَبٍ للموتِ لَمَّاعِ
بُنَيَّ لئنْ أَعْيا الطَّبِيبَ ابنَ مُسلمٍ
بُنَيَّ لئنْ أَعْيا الطَّبِيبَ ابنَ مُسلمٍ / ضَناكَ وَأعْيا ذا البَيان المُسجَّعِ
لأَبْتَهِلَنْ تحتَ الظَّلامِ بِدَعوَةٍ / متَى يَدْعُها داعٍ إِلى اللَّه يسْمعِ
يُقَلْقِلُ ما بَيْنَ الضُّلوعِ نَشيجُها / لها شافِعٌ مِنْ عَبرَةٍ وَتَضَرُّعِ
إلى فارجِ الكَرْبِ المجيبِ لمَن دَعا / فَزِعتُ بِكَرْبي إِنَّهُ خَيرُ مَفْزَعِ
فَيا خَيرَ مَدْعُوٍّ دَعَوتُكَ فَاْستَمِعْ / وما لِي شَفِيْعٌ غَيْرُ فَضْلِكَ فَاشْفَعِ
أَيُّها البَدرُ الذي ضَنْ
أَيُّها البَدرُ الذي ضَنْ / نَ عَلينا بِالطُّلوعِ
إِبْغِ لي عِنْدَكَ قَلْباً / طارَ مِنْ بَينِ ضُلوعِي
يا بَديعَ الحُسْنِ كم لي / فيكَ مِنَ وَجْدٍ بَديعِ
فَرَرْتُ مِنَ الفَقْرِ الذي هُو مُدْرِكي
فَرَرْتُ مِنَ الفَقْرِ الذي هُو مُدْرِكي / إِلى بُخْلِ مَحْظورِ النَّوال مَنُوعِ
فَأَعْقَبَني الحِرمانُ غِبَّ مَطامِعي / كذلكَ مَن تَلْقاهُ غَير قَنوعِ
وغيرُ بَديعٍ مَنْعُ ذِي البُخْلِ مالَهُ / كما بَذْلُ أَهْلِ الفَضْلِ غَيرُ بَديعِ
إِذا أَنتَ كَشَّفْتَ الرِّجالَ وَجدتَهُمْ / لأعْرَاضِهِمْ مِن حافِظٍ ومُضيِّعِ
أصغَى إليكَ بِكأسهِ مُصغِي
أصغَى إليكَ بِكأسهِ مُصغِي / صَلْتُ الجبينِ مُعَقْرَبُ الصّدغِ
كأسٌ تؤلّفُ بِالمَحَبَّةِ بَيْنَنا / طَوراً وتَنْزغُ أَيَّما نَزْغِ
في روضةٍ دَرَجت بزَهرَتِها الصَّبا / والشَّمسُ في دَرجٍ منَ الفَرعِ
فَاشْرَبْ بِكَفِّ أَغَنَّ عَقْرَبُ صُدْغِهِ / لِلقلبِ مِنْكَ مُمِيتَةُ اللَّدغِ
يا دُمْيَةً نُصِبَت لِمعْتكِفِ
يا دُمْيَةً نُصِبَت لِمعْتكِفِ / بل ظَبيَةً أَوفَتْ عَلى شَرَفِ
بَل دُرَّةً زهراءَ ما سَكَنَتْ / بحراً ولا اكْتَنفتْ ذَرى صَدفِ
أَسْرَفْتِ في قَتْلي بِلا تِرَةٍ / وسَمِعْتِ قَولَ اللَّهِ في السَّرَفِ
إنِّي أتوبُ إليكَ مُعْترِفاً / إِنْ كُنْتَ تَقْبَلُ تَوْبَ مُعْتَرفِ
كنْتُ أَلفَ الصِّبا فَوَدَّعَني
كنْتُ أَلفَ الصِّبا فَوَدَّعَني / وَداعَ مَنْ بانَ غيْرَ مُنْصَرفِ
أيّامَ لَهْوي كَظِلِّ إِسْحِلَةٍ / وإِذْ شَبابي كَروضَةٍ أُنُفِ
يا لؤلؤاً يَسْبي العقولَ أَنِيقا
يا لؤلؤاً يَسْبي العقولَ أَنِيقا / وَرَشاً بَتقطيعِ القُلوبِ رَفيقا
ما إِنْ رأَيْتُ وَلا سَمْعتُ بِمِثلهِ / دُرّاً يعودُ مِنَ الحياءِ عَقيقا
وإذا نَظرتَ إِلى محاسنِ وجههِ / أبصَرْتَ وجْهَكَ في سَناهُ غَريقا
يَا منْ تَقَطعَ خَصْرُهُ مِنْ رقَّةٍ / مَا بالُ قَلْبِكَ لا يَكُونُ رَقِيقا
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني / نفَى طَوارقَ همِّ النَّفسِ إذْ طرقا
كأنَّما أغفلَ الرّضوانُ رِقْبتَهُ / وَهْناً ففرَّ من الفردَوسِ مُسترِقا
يا كاتِباً نَقشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ
يا كاتِباً نَقشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ / سِحرَ البَيانِ بِلا لِسانٍ يَنْطِقُ
إلّا صَقيلَ المتْنِ مَلمومَ القُوَى / حُدَّتْ لَهازِمُهُ وشُقَّ المَفْرِقُ
فإذا تكلَّمَ رَغْبةً أو رهْبَةً / في مَغْربٍ أصغَى إليهِ المَشرِقُ
يَجْري بِريقَةِ أَرْيِهِ أَو شَرْيِهِ / يَبْكي وَيضْحَكُ مِنْ سُراهُ المُهْرَقُ
ساقٌ ترَنَّحَ يَشْدو فَوقَهُ ساقُ
ساقٌ ترَنَّحَ يَشْدو فَوقَهُ ساقُ / كأنَّهُ لِحنينِ الصَّوتِ مُشْتاقُ
يا ضَيعةَ الشِّعْرِ في بُلْهٍ جَرامقَةٍ / تَشابَهتْ مِنهُمُ في اللُّؤمِ أَخلاقُ
غُلَّتْ بِأَعناقِهمْ أَيْدٍ مُقَفَّعةٌ / لا بُورِكَتْ مِنْهُمُ أَيْدٍ وَأعْناقُ
كَأنَّما بَيْنَهُمْ في مَنْعِ سائِلهِمْ / وحَبْسُ نائِلِهمْ عَهْدٌ ومِيثاقُ
كم سُقْتُهُم بِأَمادِيحي وقُدْتُهُم / نحوَ المعالِي فما انْقادُوا ولا انْساقوا
وَإنْ نَبا بِيَ في ساحاتِهمْ وطنٌ / فَالأرضُ واسعةٌ والنَّاسُ أَفْراقُ
ما كُنتُ أَوَّلَ ظَمْآنٍ بِمهْمَهَةٍ / يَغُرُّهُ مِنْ سَرابِ القَفْرِ رِقْراقُ
رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ أَرضاهُمْ وَأَسخَطَني / واللَّهُ لِلأَنْوكِ المَعْتُوهِ رزَّاقُ
يا قابِضَ الكَفِّ لا زالتْ مُقَبَّضَةً / فما أنامِلُها لِلنَّاسِ أَرْزاقُ
وَغِبْ إذا شِئْتَ حَتَّى لا تُرى أبَداً / فما لِفقْدِكَ في الأَحْشاءِ إقْلاقُ
ولا إليكَ سَبيلُ الجُودِ شارِعَةٌ / وَلا عَليْكَ لِنُورِ المَجدِ إشْراقُ
لم يَكْتَنِفْني رَجاءٌ لا ولا أملٌ / إلا تَكَنَّفهُ ذُلٌّ وَإمْلاقُ
أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يُفيقُ
أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يُفيقُ / وأسعدتَ أعدائي وأنتَ صديقُ
وصدَّ الخيالُ الواصلي منكَ في الكرى / بصدِّكَ عنِّي فالفؤادُ مَشوقُ
تَعلَّمَ منكَ الهجرَ لما هجَرْتَهُ / فليس له في مُقلتيَّ طريقُ
وتَأبَى عليَّ الصَّبرَ نفسٌ كئيبةٌ / وقلبٌ بأصنافِ الهمومِ رفيقُ
سُهادٌ ودمعٌ بالهمومِ تَوكَّلا / فذا مُوثَقٌ فيها وذاكَ طليقُ
رَشاً لو رآهُ البدرُ يُشرقُ وجهُهُ / لأظلمَ وجهُ البدرِ وهو شَريقُ
دقيقُ فرندِ الحُسنِ أمَّا وشاحُهُ / فيَهْفو وأما حِجلُهُ فيضيقُ
يغضُّ زمانَ الوصلِ لمّا تطلَّعتْ / لوامعُ في رأسي لهنَّ بريقُ
سلامٌ على عهدِ الشبابِ الَّذي مضَى / إذ العيشُ غضٌّ والزمانُ أنيقُ
وإذْ لبناتِ الخِدْرِ نحوي تطلُّعٌ / كما لمعتْ بينَ الغمامِ بروقُ
عطابيلُ كالآرام أمّا وجوهُها / فدُرٌّ ولكنَّ الخدودَ عَقيقُ
سَفَرْنَ قناعَ الحُسنِ عنها فأَشرقتْ / مصابيحُ أبوابِ السماءِ تَروقُ
أشِبْهَ نعاجِ الرَّملِ هل من بقيَّةٍ / ولو سببٌ من وصلكنَّ دَقيقُ
لقد بَتَّ حبلَ الوصلِ وهو وثيقُ / حُسامٌ منَ الهِجْرانِ ليسَ يَليقُ
فلا نَيْلَ إلا أنْ أخالسَ لحظةً / ولا وصلَ إلا أن ينمَّ شَهيقُ
وأن تُبسَطَ الآمالُ في ساحةِ العُلا / رجاءً يداوي الشوقَ وهو يشُوقُ
وإني لأُبدي للوُشاةِ تبسُّماً / وإنسانُ عيني في الدموعِ غريقُ
ولي قَولةٌ في الناسِ لا أَبتغي بها / منَ الناسِ إلا أن يقالَ صديقُ
ألا تَشكرونَ اللَّهَ إذْ قامَ فيكمُ / إمامُ هُدىً في المكرُماتِ عريقُ
وأَحكمَ حكمَ اللَّهِ بينَ عبادهِ / لسانٌ بآياتِ الكتابِ طَليقُ
خلافةُ عبدِ اللَّهِ حجٌّ عنِ الورَى / فلا رَفَثٌ في عصرِها وفسوقُ
إمامُ هدىً أحيا لنا مهجةَ الهُدى / وقد جَشأتْ للموتِ فهيَ تفُوقُ
حقيقٌ بما نالتْ يداهُ منَ العُلا / وما نالَنا منها بهِ فحقيقُ
يُدبِّرُ مُلكَ المَغْربين وإنَّهُ / بتدبيرِ مُلْكِ المشرقينِ خليقُ
تجلَّتْ دياجي الحيفِ عن نورِ عدلهِ / كما ذَرَّ في جنحِ الظَّلامِ شُروقُ
وثقَّفَ سهمَ الدِّينِ بالعدلِ والتُّقَى / فهذا لهُ نصلٌ وذلك فُوقُ
وأعلقَ أسبابَ الهُدى بضميرهِ / فليسَ لهُ إلا بهنَّ عُلوقُ
وما عاقَهُ عنها عوائقُ ملكهِ / وأمثالُه عن مِثلهنَّ تَعوقُ
إذا فُتحتْ جنَّاتُ عَدْنٍ وأُزلفتْ / فأنتَ بها للأنبياءِ رَفيقُ
أَلا بِأبي من قلبه غير مشفِقُ / عليَّ ولي قلبٌ عليهِ شَفيقُ
وإِنِّي لأُبدي لِلوُشاة تَبَسُّماً / وإِنسانُ عَيني في الدُّموع غَريقُ
وَكَم شافهَتني لِلصّبا أَريَحِيَّةٌ / وَمازجَ ريقي لِلأَحِبَّةِ ريقُ
بدرٌ بَدا مِن تَحتِهِ أَبلقُ
بدرٌ بَدا مِن تَحتِهِ أَبلقُ / يحسدُ فيه المغربَ المشرقُ
لما بدا للأرض مُستبهِجاً / كادَت له عيدانُها تُورِقُ
لو يعلمُ الأبلقُ مَن فوقَهُ / لاختالَ عن عُجبٍ به الأبلقُ
يا من رأَى بحرَ ندىً زاخراً / يحملُهُ طِرفٌ فلا يغرقُ
إمامُ عدلٍ باسطٌ كفَّهُ / يرزقُ منها اللَّهُ ما يرزُقُ
عادَ به الدهرُ الَّذي قد مضَى / وجُدِّدَ الملكُ به المُخْلَقُ
تَريكةُ أُدْحيٍّ ودُرَّةُ غائصِ
تَريكةُ أُدْحيٍّ ودُرَّةُ غائصِ / ودميةُ محرابٍ وظبيةُ قانصِ
هو البدرُ إلّا أنّني كلَّ ليلةٍ / أرى البدرَ مَنْقوصاً وليس بناقصِ