المجموع : 380
أهل الهوى مَن إذا ما استُعطِفوا عطفوا
أهل الهوى مَن إذا ما استُعطِفوا عطفوا / والحُرُّ يُغضي ويعفو وهو مُعتَرِفُ
والصُّلح خيرٌ وفي الإغضاء مكرمةٌ / وفي الوفاء لأخلاق الفتى شَرَفُ
والعفو بعد اقتدارٍ فِعلُه شَرَفٌ / والهجر بعد اعتذارٍ فِعلُه سَرَفُ
وقد تصدَّق عذري في مصالحكم / فلا يُصَدَّق تبليغٌ ولا قَرَفُ
عاقب بما شئتَ غير الهجر نَرضَ به / فالهجر فيه لإخوان الهوى تَلَفُ
أين التفضُّل والإحسان أينهما / وأنت في ذا وهذا فوق ما نصفُ
تعلَّمَ التيهَ فما يعطفُ
تعلَّمَ التيهَ فما يعطفُ / واستحسن الظلمَ فما يُنصفُ
ما هكذا كان ولكنَّني / عرَّفتُه ما لم يكن يعرفُ
لا بدَّ من صَبرٍ فما يصنع ال / إنسانُ في مهمهةٍ يتلفُ
يا مَن بكى عند العِتا
يا مَن بكى عند العِتا / بِ لفَزعِهِ من قارِفِه
غَطَّيتَ ذنبَك بالبُكا / عنّي فلستُ بعارِفِه
أبِيتُ وفي قلبي لهيبٌ من الهوى
أبِيتُ وفي قلبي لهيبٌ من الهوى / ونارُ الهوى تُنبِيكَ أنّي على التَّلَفْ
فيا مَن غدا من حُسن أصرُع لونِهِ / كمطرفةٍ حمراء من أحسن الطُّرَف
بخدٍّ أسيلٍ مشرقٍ متورِّدٍ / يلوح به وردٌ يعود إذا قُطِف
لقد مَضَّني شوق إليك مبرِّحٌ / وصرتُ حليفَ الحزنِ والوجد والأسَف
وتعرف ما أخفيتُ منك لأنَّني / هواي دَخيلٌ والفؤادُ به كَلِف
فنمَّت دموعي بالذي قد كتمتُه / ولم أُظهر الشكوى ليعرف مَن عرف
سروري فلا تُنكِر هواي فتُبتَلى / ببعض الذي قد ذُقتُ من ألم الشَّغَف
وواللَهِ ما أسلاكَ ما حَجَّ راكبٌ / وما ناح قُمريٌّ على الغصن أو هتف
ألا قُل لبدر ليالي الدجى
ألا قُل لبدر ليالي الدجى / ونور الظلام إذا أسدَفا
ويا قمراً اسمه يوسفٌ / وفي الحسن تشبيهه يوسفا
ويا فاتر الجفن ماذا الجفا / أمَا آنَ باللَهِ أن تعطفا
أذا المسك أُنبِتَ في عارِضَيكَ / أم الوالدانِ له غَلَّفا
فقد حَسَّناكَ وقد ملَّحاكَ / وما أحسَنا بي ولا أنصفا
قلبٌ تمكَّنَ فيه الشوق فاحترقا
قلبٌ تمكَّنَ فيه الشوق فاحترقا / ومقلةٌ بُدِّلت من نومها أرَقا
للحبِّ نارٌ على الأكباد مُشعَلةٌ / لو أُشعِلَت في ضرام النار لاحترقا
كم عَبرةٍ مزجت دمعي حرارتُها / بماء قلبي فصارت عبرتي عَلَقا
أمّا الهوى فقد استولى على كبدي / وسوف يسلبني من مهجتي رَمَقا
ما تركتُ اللقاءَ يومَ الفراقِ
ما تركتُ اللقاءَ يومَ الفراقِ / من جفاءٍ لكن منَ الإِشفاقِ
لم أُطِق أن أزيدَ قلبي على ما / فيه من لوعةٍ وحَرِّ اشتياقِ
بلغت روحيَ التَّراقي من الشَّو / قِ ولو زِدتُ لم تُقِم في التَّراقي
لم أُطِق أن أرى فراقك جهراً / وفِراقُ الحبيب غير مُطَاقِ
أنت روحي فلو أتيتُك للتَّو / ديعِ ودَّعتُ مهجتي للسِّياقِ
إن أقامت أجسامُنا إذ ترحَّل / تَ فأرواحُنا أمامَ الرِّفاقِ
قد تطيَّرتُ من وقوفٍ لتودي / عٍ فأمَّلت وقفةً للتَّلاقِ
إن شَجَتنا يدُ الفراق فإنّا / قد أمِنّا تَفَرّقَ الأخلاقِ
لم أثق بالحياة بعدك إلا / ليقيني أنّي على الميثاقِ
أكلتُ رُمانةً فعاتبني
أكلتُ رُمانةً فعاتبني / فتىً رآها كخَدِّ معشوقهْ
فقال خدُّ الحبيب تأكُلُه / فقلت لا بل أمصُّ من ريقِهْ
يا أفتَنَ الناسِ ألحاظاً إذا رَمَقا
يا أفتَنَ الناسِ ألحاظاً إذا رَمَقا / وأعذب الناس ألفاظاً إذا نَطَقا
ما إن فقدتُك إلا ظَلتُ مكتئباً / ولا رأيتُك إلا زادني قَلَقا
ولا ذكرتُك إلا اعتادَني نَفَسٌ / يبدي الضميرَ ففاض الدَّمعُ مُندَفِقا
ولا تَأوَّبَني بعد السهاد كَرى / إلا وبتُّ لِطَيفٍ منك معتنِقا
ولا حللتُ رياضاً منك شاسعةً / إلا رأيتُ خيالاً منك قد طرقا
فلو ترانيَ تِلقا بابِ دارِكمُ / كأنَّني دَيدَبانٌ أحرس الطُّرقا
مُدَلَّهاً طامحَ العينَين تحسبه / بغُصَّة الشَّجو والعبراتِ مختنقا
أقول للطرف إذ سحَّت مدامعُه / صبابةً واكتسى بعد الكرى أرَقا
يا طرفُ ويحك لِم أبليتَني بِرَشاً / لم يُبقِ لي حبُّه روحاً ولا رَمَقا
فقال لُم قلبَك الجاني عليك متى / حنَّ ارتياحاً إلى المعشوق أو حفَقَا
فالقلب والطرف قاداني إلى تلفي / وكان ذا في قضاء اللَه قد سَبَقا
مَليحُ القَدِّ والحَدَقَهْ
مَليحُ القَدِّ والحَدَقَهْ / بديعٌ والذي خلقَهْ
له خالٌ بوجنته / يقطِّع قلبَ مَن عشِقَه
له صُدغانِ من حُسنٍ / على الخدينِ كالحَلَقَه
تراه الدهرَ يُنصفني / ويُوليني من الشَّفَقَه
يا مَن تُنَزِّهُنا حدائقُ وجهِهِ
يا مَن تُنَزِّهُنا حدائقُ وجهِهِ / في روضةٍ محفوفةٍ بحدائقِ
فكأنَّه فلَكٌ يُدير عيونَنا / في الحُسن بين مغاربٍ ومشارِق
وكأنَّ عارضه صفيحةُ جوهرٍ / وكأنَّ حاجبَه مُطَرَّرُ باسِقِ
لا قَضى اللَه بيننا بالفراقِ
لا قَضى اللَه بيننا بالفراقِ / إنَّ طعمَ الفراق مُرُّ المذاقِ
غُصَصٌ الموتِ ساعة ثم تفنى / وفراق الحبيب في الصدر باقِ
يا فراقَ الحبيب أنت عذابٌ / قاتلٌ للمحبِّ حتّى التلاقي
كلّ يومٍ أموتُ من ألفِ لونٍ / وأرى الموتَ لذةً للفراقِ
لا ابتلى اللَه عاشقاً بفراقِ
لا ابتلى اللَه عاشقاً بفراقِ / فيُلاقي من جهده ما أُلاقي
أيّ شَيءٍ أشدّ من فَقد إلفٍ / بعد أُنس الهوى وطِيب العناقِ
فُزتُ من رُؤية الحبيب بعيشٍ / تِهتُ من طِيبهِ على العشّاقِ
وتوهَّمت أنَّه جَنَّةُ الخُل / دِ إلى أن رأيتُه غيرَ باقِ
سيِّدي أنت كيف بعد عِناق ال / وصلِ أبقى على عَنَاقِ الفراق
يا حُسنَها وعيونُ الشَّرب تنقلُها
يا حُسنَها وعيونُ الشَّرب تنقلُها / والكأسُ تلثم أفواهَ الأباريقِ
كأنَّها أعينُ العشّاق لاحظةً / وجوهَ أحبابها من غير تحديقِ
لِم إذا ما مررتَ تِهتَ علينا
لِم إذا ما مررتَ تِهتَ علينا / وجعلتَ الطريق غيرَ الطريقِ
وتلفَّتَّ كالغزالة ذعراً / وتثنَّيتَ كالقضيب الرشيقِ
لك عِلمٌ بأنَّني بك أَلهُو / أنا واللَهِ فوق شوق المَشُوقِ
وتفّاحةٍ من سوسنٍ صِيغَ نصفُها
وتفّاحةٍ من سوسنٍ صِيغَ نصفُها / ومن جُلَّنارٍ نصفُها وشقائقِ
كأنَّ الهوى قد ضَمَّ من بعد فرقةٍ / بها خدَّ معشوقٍ إلى خدِّ عاشقِ
أنا واللَهِ أرحم العُشّاقا
أنا واللَهِ أرحم العُشّاقا / ويل مَن كان عاشقاً مشتاقا
للهوى في جوانحي نار شوقٍ / كل يومٍ تزيد فيه احتراقا
كسد الحبُّ عند كلِّ محبٍّ / وأراه يزيد عندي نَفاقا
لو على العاشقين يُقسم عشقي / أصبح الناسُ كلُّهم عُشّاقا
كيف للعَين أن ترى
كيف للعَين أن ترى / قمراً في قراطِقِ
فوق نسرين خدِّه / حُلَّةٌ من شقائقِ
بين عينَيه روضَةٌ / نزهة للخلائقِ
مُمتَلي الجسم ما خَلا / مستَقَرّ المَناطقِ
أنا واللَهِ وامقٌ / رَقَّ لي كلُّ وامقِ
مُخجِلَ البدرِ في الفَلَكْ
مُخجِلَ البدرِ في الفَلَكْ / قف قليلاً لنسألَكْ
فلئن تِهتَ بالجما / ل علينا فحُقَّ لك
يا شبيهَ الذي به / فُتِنَت حُرَّةُ المَلِك
حين قدَّت قميصَه / ثم قالت فهَيتَ لك
إنّي لأحسد مقلتيَّ عليكا
إنّي لأحسد مقلتيَّ عليكا / حتى أغضَّ إذا نظرتُ إليكا
وأراكَ تنظر في شمائلك التي / هي فتنتي فأغار منك عليكا
من لطف إشفاقي ورقة غيرتي / إني أغار عليك من عينيكا
ولو استطعت جرحتُ لفظك غيرةً / أني أراه مقبِّلاً شفتيكا
خلص الهوى لك واصطفتك مودَّتي / حتّى حذرتُ عليك من أبويكا