المجموع : 393
غَمَّتْ نِزاراً وَسَاءَتْ يَعْرُبَاً مِدَحٌ
غَمَّتْ نِزاراً وَسَاءَتْ يَعْرُبَاً مِدَحٌ / زُفَّتْ إِلى ذَنَبٍ إِذْ لَمْ أَجِدْ راسَا
وَلَوْ رَآني ابْنُ هِنْدٍ عَضَّ أَنْمُلَهُ / غَيْظَاً على أُمَويٍّ يَمْدَحُ النَّاسَا
وَسِرْبِ عَذارَى مِنْ عُقيلٍ سَمِعْنَني
وَسِرْبِ عَذارَى مِنْ عُقيلٍ سَمِعْنَني / وَراءَ بُيوتِ الحَيِّ مُرْتَجِزاً أَشْدو
فَسُدَّتْ خَصاصَاتُ الخُدورِ بِأَعْيُنٍ / حَكَتْ قُضُباً في كُلِّ قَلْبٍ لَها غِمْدُ
وَرَدَّدْنَ أَنْفاسَاً تُقَدُّ مِنَ الحَشَى / وَتَدْمَى فَلَمْ يَسْلَمْ لِغَانِيَةٍ عِقْدُ
وَفِيهِنَّ هِنْدٌ وَهْيَ خَوْدٌ غَزيرةٌ / وَمُنْيَةُ نَفْسِي دونَ أَتْرابِها هِنْدُ
فَقُلْنَ لَهَا مِنْ أَينَ أَوْضَحَ ذا الفَتى / وَمَنْشَؤُهُ غَوْرا تِهامَةَ أَوْ نَجْدُ
فَفي لَفْظِهِ عُلْويَّةٌ مِنْ فَصاحَةٍ / وَقَدْ كادَ مِنْ أَشْعارِهِ يَقْطُرُ المَجْدُ
فَقالَتْ غُلامٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَقاذَفَتْ / بِهِ نِيَّةٌ يَعْيَى بِها العاجِزُ الوَغْدُ
لَعَمْرُ أَبيها إِنَّها لَخَبيرةٌ / بِأَرْوَعَ يَمْري دَرَّ نائِلِهِ الحَمْدُ
مِنَ القَوْمِ تَسْتَحْلِي المَنايَا نُفُوسَهُمْ / وَيَخْتالُ تِيهاً في ظِلالِهِمُ الوَفْدُ
وَمَنْ لانَ لِلْخَطْبِ المُلِمِّ عَريكَةً / فَإنّي على ما نَابَني حَجَرٌ صَلْدُ
بَلَغْتُ أَشُدِّي وَالزَّمانُ مُمارِسٌ / جِماحِي عَلَيْهِ وَهْو ما راضَنِي بَعْدُ
دَعَتْ أُمُّ عَمْروٍ وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ
دَعَتْ أُمُّ عَمْروٍ وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ / تُؤَنِّبُني وَالصُّبْحُ لَمْ يَتَنَفَّسِ
وَتَعْجَبُ مِنْ بَذْلِي لِكُلِّ رَغيبَةٍ / وَجُودِي بِمَا أَحْويهِ مِنْ كُلِّ مُنْفِسِ
وَتَعْلَمُ أَنِّي مِنْ بَقِيَّةِ مَعْشَرٍ / نَماهُمْ إِلى العَلْياءِ أِكرَمُ مَغْرَسِ
هُمُ مَلَكُوا الأَعْناقَ بِالبَأْسِ وَالندى / وَعِزٍّ مُعاوِيِّ المَباءَةِ أَقْعَسِ
وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ سَراتُها / على نَمَطَيْ بَيْضاءَ مِنْ سِرِّ فَقْعَسِ
فَقُلْتُ لَها كُفِّي وَغاكِ فَأَعْرَضَتْ / وَفي خَدِّها وَرْدٌ يُطِلُّ بِنَرْجِسِ
أَبُخْلاً وَبَيْتِي مِنْ أُمَيَّةَ في الذُّرا / وَعِرْقِي بِغَيْرِ المَجْدِ لَمْ يَتَلَبَّسِ
وَما أَنَا مِمَّنْ يَأْلَفُ الضِّحْكَ في الغِنى / وَإِنْ نَالَ مِني الفَقْرُ لَمُ أَتَعَبَّسِ
فَفي العُسْرِ أَحْياناً وفي اليُسْرِ تَارَة / يَعيشُ الفَتى وَالغُصْنُ يَعْرَى وَيَكتَسي
وَحَمَّاءِ العِلاطِ إِذا تَغَنَّتْ
وَحَمَّاءِ العِلاطِ إِذا تَغَنَّتْ / فَكَمْ طَرَبٍ يُخالِطُهُ أَنينُ
وَأُرْعِيها مَسامِعَ لَمْ يُمِلْها / إِلى نَغَماتِها إِلَّا الرَّنينُ
وَبَيْنَ جَوانِحي مِمَّا أُعانِي / تَباريحٌ يُلَقِّحُها الحَنينُ
بَكَتْ وَجُفُونُها ما صَافَحَتْها / دُمُوعٌ وَالغَرامُ بِها يَبِينُ
وَلي طَرْفٌ أَلَحَّ عَلَيهِ دَمْعٌ / تَتابَعَ فَيْضُهُ فَمَنِ الحَزينُ
خَليليّ هَلا ذُدْتُما عن أَخيكما
خَليليّ هَلا ذُدْتُما عن أَخيكما / أَذَى اللَّوْمِ إِذْ جانَبْتُما ما يَسُرُّهُ
أَلَمْ تَعْلما أَنِّي على الخَطْبِ إِنْ عَرا / صَبورٌ إِذا ما عاجِزٌ عِيلَ صَبْرُهُ
تُعَيِّرُني بِنْتُ المُعاوِيِّ أَنْ أُرَى / على عَجُزِ الأَمْرِ الذِي فَاتَ صَدْرُهُ
وَقَدْ جَهِلَتْ أنِّي أَسُورُ إِلى العُلا / وَيَعْيَى بِها مَنْ لَمْ يُساعِدْهُ دَهْرُهُ
وَأَجْشَمُ ما يُوهِي القُوى في طِلابِها / وَسِيَّانَ عِندي حُلْوُ عَيْشٍ وَمُرُّهُ
فَلا عِزَّ حَتّى يَحْمِلَ المَرْءُ نَفْسَهُ / على خُطَّةٍ يَبْقَى بِها الدَّهْرَ ذِكْرُهُ
وَيَغْشَى غِماراً يُتَّقَى دُونَها الرَّدَى / فَإِنْ هُوَ أَوْدَى قيلَ للهِ دَرُّهُ
وَمَنْ يَتَّخِذْ ظَهْرَ الوَجِيهيِّ في الوَغَى / مَقيلاً فَبَطْنُ المَضْرَحِيَّةِ قَبْرُهُ
وَلا بُدَّ لي مِنْ وَثْبَةٍ أُمَوِيَّةٍ / بِحيْثُ العجاجُ اللَّيْلُ وَالسَّيْفُ فَجْرُهُ
إِذا ما بَكَى في مَأْزِقِ الحَرْبِ صارِمِي / دَماً أَوْ سِنانِي ضاحَكَ الذِئْبَ نَسْرُهُ
وَخَيْلٍ كَالذِّئابِ على مَطاها
وَخَيْلٍ كَالذِّئابِ على مَطاها / أُسُودٌ خَاضَتِ الغَمَراتِ شُوسُ
بِيَوْمٍ قَاتِمِ الطَّرَفَيْنِ فيهِ / يَشُوبُ طَلاقَةَ الوَجْهِ العُبوسُ
وَنَحْنُ نُلاعِبُ الأَسَلاتِ حَتّى / تَجيشَ إِلى تَراقِيها النُّفوسُ
وَنَتْرُكُ في النَّجيعِ الوِرْدَ صَرعَى / كَشَرْبِ الخَمْرِ غَالَهُمُ الكُؤوسُ
فَسالَ بِهمْ على العَلَمَيْنِ وادٍ / فَواقِعُهُ إِذا زَخَرَ الرُّؤوسُ
وَأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَميصِ تَلُفُّهُ
وَأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَميصِ تَلُفُّهُ / إِلى الدِّفءِ هَوْجاءُ الهُبوبِ عَقيمُ
دَعا وَالصَّبا تَثْني إِلى فيهِ صَوْتَهِ / وَيَفْري أَدِيْمَ اللَّيْلِ وَهْوَ بَهيمُ
فَجَاوَبَهُ مُسْتَشْرِفٌ لِطُروقِهِ / أَلُوفٌ بِتَأْنِيسِ الضُّيُوفِ عَليمُ
وَلاحَتْ لَهُ فَرْعاءُ تَهْدِرُ فَوْقها / قُدُورٌ لَهَا تَحتَ الظَّلامِ نَئيمُ
فقلتُ لَهُ أَبْشِرْ بِنارٍ عَتيْقةٍ / لَها مُوقِدٌ مَحْضُ النِّجارِ كَريمٌ
لَئِنْ سَفِهَتْ قِدْري عَلَيْكَ بِغلْيها / فَكَلْبي غَضِيضُ النَّاظِرَيْنِ حَليمُ
وَإِنَّ امْرأً لَمْ يَنْحَرِ الكُومَ لِلْقِرى / وَسادَ مَعَّداً جَدُّهُ لَلئيمُ
بَني مَطَرٍ إِنَّ الخُطوبَ تَهُونُ
بَني مَطَرٍ إِنَّ الخُطوبَ تَهُونُ / وَإِنَّ حَديثي عَنْكُمُ لَشُجون
فَأَيَّ لِئامٍ كُنْتُمُ في رِعايَتي / وَأَيَّ كَريمٍ في الجَزاءِ أَكونُ
صَحبْتُكُمُ وَالْعَيْشُ أَغْبَرُ وَالغِنى / تَحَسَّرَ عَنْكُم وَالرِّياحُ سُكونُ
فَلمّا اسْتفَدْتُمْ ثَرْوَةً طِرْتُمُ بِها / نَعَمْ وَبَطِرْتُمْ والجُنونُ فُنونُ
وَغَرَّتْكُمُ نُعْمَى لَبِسْتُمْ ظِلالَها / عَلى ثِقَةٍ بِالدَّهْرِ وَهْوَ خَؤونُ
فَلا تُشْرِبُوا حُبَّ الثَّراءِ قُلوبَكُمْ / فَكُلٌّ عَلَيْهِ لِلْزَّمانِ عُيونُ
رَكَنْتُمْ إِلَيهِ وَالحَوادِثُ عُوِّدَتْ / إِذالَةَ مَالِ المَرْءِ وَهْوَ مَصونُ
فَما اليُسْرُ إِلَّا تَوْأَمُ العُسْرِ وَالمُنَى / تُسَوِّلُها لِلْعاجِزينَ ظُنونُ
سَرَى البَرْقُ وَهْناً فَاسْتَحَنَّتَ جِمَالِياً
سَرَى البَرْقُ وَهْناً فَاسْتَحَنَّتَ جِمَالِياً / وَأَخْطَرَ ذِكْرَى أُمِّ عَمْرو بِبالِيا
وَقَدْ كُنْتُ عَمّا يُعْقِبُ الجَهْلَ نازِعاً / وَمِنْ أَرْيَحِيّاتِ الصّبابَةِ سَالِيا
فَبَرَّحَ بِي شَوْقٌ أَرانِي بِثَغْرِها / وَدَمْعِي وَعِقْدَيْها وَشِعْري لآلِيا
وَذَكّرني لَيْلاً بِحُزْوى مَنَحْتُهُ / هَوىً تَحْسُدُ الأيّامُ فِيهِ اللَّيالِيا
وَأَصْبَحَ أَدْنَى صَاحِبَيَّ يَلومُني / فَما لَكَ يا بْنَ الهَاشِمِيِّ وَمَالِيا
تُكَلِّفُني مَا لا أُطِيْقُ وَقَدْ وَهَتْ / حِبالُكِ حَتّى زايَلَتْها حِبالِيا
أَمَا نَحْنُ فَرْعَا دَوْحَةٍ غَالِبِيَّةٍ / بِحَيْثُ تُناجِي المَكْرُماتُ المَعالِيا
وَكُنَّا عَقِيدَيْ أُلْفَةٍ وَمَوَدَّةٍ / فَكَيْفَ اجْتَنَيْنا مِنْ تَصافٍ تَقالِيا
وَلَوْ خَالفَتْ في الحُبِّ وَهْيَ كَريمَةٌ / عَلَيَّ يَمِيني فَارَقَتْها شِمَالِيا
رُزِقْتَ الهُدى وَاللهُ مَغْوٍ وَمُرْشِدٌ / فَدَعْني وَما أَخْتارُهُ مِنْ ضَلالِيا
سِوايَ يَكونُ عُرْضَةَ مُسْتَريثِ
سِوايَ يَكونُ عُرْضَةَ مُسْتَريثِ / وَيَصْدِفُ عَنْ نِداءِ المُسْتَغِيثِ
وَيَأْلَفُ غِمْدَهُ الذَّكَرُ اليَمانِي / وَيَنْبو نَبْوَةَ السَّيْفِ الأنِيْثِ
وَإِنْ لَبِسَ العَجاجَةَ ضَلَّ فِيها / ضَلالَ المِشْطِ في الشَّعْرِ الأَثِيثِ
فَلَسْتُ إِذا النَّوائِبُ أَجْهَضَتْنِي / بِواهٍ في الخُطوبِ وَلا مَكيثِ
يَهابُ شَراسَتي قِرْني وَخِلِّي / أَفيءُ بِهِ إِلى خُلُقٍ دَميثِ
وَأُولِغُ صَارِمِي وَالمَوْتُ يَتْلُو / شَباهُ مُجاجَةَ العَلَقِ النَّفيثِ
وَلِلْعافي بِعَقْوَتِي احْتِكامٌ / على شِيَمٍ تَرِفُّ عَلَيْهِ مِيثِ
وَلي ذِمَمٌ إِذا شُدَّتْ عُراهَا / فَما تَفْتَرُّ عَنْ عَهْدٍ نَكيثِ
فَهَا أَنَا أَكْرَمُ الثَّقلَيْنِ طُرَّاً / أَبَاً فَأَبَاً إِلى نُوحٍ وَشِيثِ
وَأَفْصَحُ مَنْ يُقَوِّمُ دَرْء قَوْلٍ / يَجُوتُ الأَرْضَ بالعَنَقِ الحَثِيثِ
وَلِي كَلِمٌ أَطايِبُ حِيْنَ يَشْدو / رُواةُ السُّوءِ بالْكَلِمِ الخَبيثِ
تُحَلُ حُبا المُلوكِ لَها ارْتِياحَاً / وَتَهْزَأُ بِالفَرَزْدَقِ وَالْبَعيثِ
فَنِمَّ بِما تَرَى يا نَجْدُ مِنِّي / وإِيهٍ يا تِهامَةُ عَنْ حَدِيثي
وَلَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَةٍ
وَلَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَةٍ / فَهُنَّ وَهْيَ الشِّفاهُ اللُّعْسُ وَالرَّثَم
جَعَلْتُ يُمنايَ فَيها طَوْقَ غَانِيَةٍ / حُوُرٌ مَدامِعُها في كَشْحِها هَضَمُ
فَارْفَضَّ شَمْلُ الكَرى وَالطَّلُ يُخْضِلُنا / سَقيطُهُ وَثُغُورُ الصُّبْحِ تَبْتَسِمُ
نَمْشِي بِمُنْعَرَجِ الوادِي عَلى وَجَلٍ / وَالنَّوْمُ مِنْ أَعْيُنِ الواشِينَ يَنْتَقِمُ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَبُرْدِي في مَعاطِفِهِ / تُقىً يُعانِقُ فيهِ العِفَّةَ الكَرَمُ
قَنِعْتُ وَرَيْعانُ الشَّبابِ بِمائِهِ
قَنِعْتُ وَرَيْعانُ الشَّبابِ بِمائِهِ / وَلَمْ يَتَبَسَّمْ وافِدٌ الشَّيْبِ في الرَّاسِ
وَأَعْرَضْتُ عَنْ دُنيا تَوَلَّى نَعيمُها / فَما بِيَدِ السّاقي سِوَى فَضْلَةِ الكاسِ
وَلا عِزَّ حَتَّى يَضْرِبَ المَرْءُ جَأْشَهُ / عَلى اليَأْسِ فَانْفُضْ رَاحَتَيْكَ مِن النَّاسِ
خَليلَيَّ ما بالُ اللَّيالي تَلَفَّتَتْ
خَليلَيَّ ما بالُ اللَّيالي تَلَفَّتَتْ / إِلَيَّ بِأَعْناقِ الخُطوبِ الطَّوارِقِ
وَأَعْقَبَني قَبْلَ الثلاثِينَ صَرْفُها / بِسُودِ دَواهِيها بَياضَ المَفارِقِ
وَلَسْتُ أَذُمُّ الدَّهْرَ فِيما يَسُومُني / وَقَدْ حُمِدَتْ في النَّائِباتِ خَلائِقِي
لَئِنْ أَنَا لَمْ أَخْلُفْ شَبا الرُّمْحِ في الوَغَى / بِأَخْرَسَ رَعّافِ الخَياشِيمِ نَاطِقِ
فَلا شَامَ في هَامِ الأَعادِي مُهَنَّداً / يَميني وَلا شَمَّ الحَمائِلَ عاتِقي
تَنَكَّرَ لي دَهْري وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي
تَنَكَّرَ لي دَهْري وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي / أَعِزُّ وَأَحْداثُ الزَّمانِ تَهُونُ
فَظَلَّ يُريني الخَطْبَ كَيْفَ اعْتداؤهُ / وَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكونُ
سِوايَ يَجُرُّ هَفْوَتَهُ التَّظَنِّي
سِوايَ يَجُرُّ هَفْوَتَهُ التَّظَنِّي / وَيُرْخِي عَقْدَ حَبْوَتِهِ التَّمَنِّي
وَيُلْبِسُ جِيَدَهُ أَطْواقَ نُعْمَى / يَشِفُّ وَراءَها أَغْلالُ مَنِّ
إِذا ما ساَمَهُ اللؤَماءُ ضَيْماً / تَمَرَّغَ في الأذى ظَهْراً لِبَطْنِ
وَظَلَّ نَديمَ غَاطِيَةٍ وَرَوُضٍ / وَبَاتَ صَريعَ باطِيَةٍ وَدَنِّ
وَأَشْعَرَ قَلْبَهُ فَرَقَ المنايا / وَأَوْدَعَ سَمْعَهُ نَغَمَ المُغَنِّي
وَصَلْصَلةُ اللِّجامِ لَدَيَّ أَحْرى / بِعِزٍّ في مَباءَتِهِ مُبِنِّ
فَلَسْتُ لِحاصِنٍ إِنْ لَمْ أَقُدْها / عَوابِسَ تَحْتَ أَغْلِمَةٍ كَجِنِّ
أُقُرِّطُها الأعِنَّةَ في مُلاءٍ / يُنَشِّرُها مُثارُ النَّقْعِ دُكْنِ
وَأَمْلأُ مِنْ عَصِيِّ الدَّمْعِ قَسْرا / مَحاجِرَ كلِّ طَيّعَةِ التَّثَنّي
رَأَتْني في أَوائِلِها مُشِيحاً / أُلَهِّبُ جَمْرَتَيْ ضَرْبٍ وَطَعْنِ
وَأَسْطو سَطْوَةَ الأَسَدِ المُحامِي / وَتَنْفِرُ نَفْرَةَ الرَّشَأِ الأَغَنِّ
وَحَوْلَ خِبائِها أَشْلاءُ قَتْلى / رَفَعْنَ عَقِيرَةَ الطَّيْرِ المُرِنِّ
وَسِرْبالي مُضاعَفَةٌ أُفِيضَتْ / على نَزَقِ الشَّبابِ المُرْجَحِنِّ
كَأَنِّي خَائِضٌ مِنْها غَدِيراً / يَشُبُّ النّارَ فيهِ خَبيءُ جَفْنِ
إِذا غَدَرَ السِّنانُ وَفَى بِضَرْبٍ / هَزَزْتُ لَهُ شَباهُ فَلَمْ يَخُنِّي
وَمَجْنَى العِزِّ مِنْ بِيضٍ رِقاقٍ / وَسُمْرٍ تَخْلِسُ المُهَجاتِ لُدْنِ
فَما لَكِ يَا بْنَةَ القُرَشِيِّ مُلْقىً / قِناعُكِ وَالفُؤَادُ مُسِرُّ حُزْنِ
ذَريني وَالحُسامَ أُفِدْكِ مَالاً / فَراحَةُ مَنْ يَعولُكِ في التَّعَنِّي
وَغَيْرُ أَخيكَ يَرْقُبُ مُجْتَديهِ / تَبَسُّمَ بارِقٍ وَعُبوسَ دَجْنِ
فَها أَنَا أَوْسَعُ الثَّقَلَيْنِ صَدراً / وَلَكِنَّ الزَّمانَ يَضيقُ عَنِّي
أَقُولُ لِنَفْسي وَهِي تُطْوَى ضُلوعُها
أَقُولُ لِنَفْسي وَهِي تُطْوَى ضُلوعُها / عَلى كَمَدٍ يَمْتَارُ وَقْدَتَهُ الجَمْرُ
أَبَى اللهُ إِلَّا أَنْ تَلوذِي بِمَعْشَرٍ / على لُؤْمِهِمْ أَلْقَى مَراسِيَهُ الوَفْرُ
لَئِنْ رَمَّ في أَحْوالِهِمْ حَادِثُ الغِنى / فَقَدْ كادَ مِنْ أَفْعالِهِم يَقْطُرُ الفَقرُ
وَمَنْ زارَهُمْ شَدَّ الحَيازيمَ فِيهِمُ / على ما يعانِيهِ وَإِنْ غَلَبَ الصَّبْرُ
فَإِنَّ مُقاساةَ اللِّئامِ على الفَّتى / بَلاءٌ وَلَمْ يَرْعفْ بِأَمْثالِها الدَّهْرُ
أَنَا ابْنُ الأَكْرَمِينَ أَبَاً وَأُمَّاً
أَنَا ابْنُ الأَكْرَمِينَ أَبَاً وَأُمَّاً / وَلي فَوْقَ السُّها هِممٌ مُطِلَّهْ
كَثيرٌ بي أُمَيَّةُ في المَعالي / وَمالي مِنْ سَماحِي فيهِ قِلَّهْ
سَأَطْلُبُ رُتْبَةً شَمّاءَ حَتّى / يَمُدَّ بِها عَلَيِّ العِزُّ ظِلَّهْ
وَأَزْحَفُ بِالجيادِ إِلى مَكَرٍّ / بِهِ الأبْطالُ دامِيَةُ الأَشِلَّهْ
وَلَوْ رَأَتِ البُدورُ نِعالَ خَيْلي / لَصِرْنَ بِها حَواسِدَ لِلأَهِلَّهْ
رُبَّ لَيْلٍ بالصُّبْحِ مِنْ
رُبَّ لَيْلٍ بالصُّبْحِ مِنْ / وَجْهِ ليلى تَوَشَّحا
صَافَحَتْ فَوْرَةُ العِشا / ءِ بِهِ نَهْضَةَ الضُّحى
وَأَغَرَّ إِنْ عَذَرَ الوَرَى
وَأَغَرَّ إِنْ عَذَرَ الوَرَى / في حُبِّهِ عَذَلَ الحِجى
وَرَقِيبُهُ في نَاظِري / يَ قَذىً وَفي صَدْري شَجَى
أَهْوَى إِلَيَّ بِكَأْسِهِ / كَاَلجَمْرِ حِينَ تَأَجَجَّا
وَاللَّيْلُ أَسْحَمُ لَمْ يَكَدْ / سِرْبَالُهُ أَنْ يُنْهِجَا
فَافْتَرَّ عَنْ قِصَر أَهَا / بَ بِفَجْرِهِ فَتَبَلَّجَا
وَكَأَنَّ طُرَّةً صُبْحِهِ / لِيثَتْ بِناصِيَةِ الدُّجَى
وَعَاذِلَةٍ وَالفَجْرُ في حِجْرِ أُمِهِ
وَعَاذِلَةٍ وَالفَجْرُ في حِجْرِ أُمِهِ / تَلُوُمُ وَمَا أَدْري عَلامَ تَلومُ
تُعَيّرُني أَنْ يَرْضَعَ الحَمْدُ نَائِلي / وَتَعْلَمُ مَا أَسْعَى لَهُ وَأَرُومُ
وَلَي هِممُ لا يُنكِرُ المَجْدُ أَنَّها / بِأَطْرارِ آفَاقِ السَّماءِ نُجُومُ
وَفِيها سُرُورُ النَّفْسِ وَاليُسْرُ جَاذِبٌ / بِضَبْعِي وَإِنْ أَعْسَرْتُ فَهْيَ هُمومُ
وَدُونَ المَعالي مُنْيَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ / وَكُلٌّ عَلى وِرْدِ المَنُونِ يَحُومُ
سَأَطْلُبُها وَالنَّقْعُ يَضْفُو رِداؤُهُ / وَجُرْدُ المَذاكي في الدِّماءِ تَعومُ
فَما أَرَبي إِلَّا سَريرٌ وَمِنْبَرٌ / وَذِكْرٌ عَلى مَرِّ الزَّمانِ يَدومُ