القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 393
غَمَّتْ نِزاراً وَسَاءَتْ يَعْرُبَاً مِدَحٌ
غَمَّتْ نِزاراً وَسَاءَتْ يَعْرُبَاً مِدَحٌ / زُفَّتْ إِلى ذَنَبٍ إِذْ لَمْ أَجِدْ راسَا
وَلَوْ رَآني ابْنُ هِنْدٍ عَضَّ أَنْمُلَهُ / غَيْظَاً على أُمَويٍّ يَمْدَحُ النَّاسَا
وَسِرْبِ عَذارَى مِنْ عُقيلٍ سَمِعْنَني
وَسِرْبِ عَذارَى مِنْ عُقيلٍ سَمِعْنَني / وَراءَ بُيوتِ الحَيِّ مُرْتَجِزاً أَشْدو
فَسُدَّتْ خَصاصَاتُ الخُدورِ بِأَعْيُنٍ / حَكَتْ قُضُباً في كُلِّ قَلْبٍ لَها غِمْدُ
وَرَدَّدْنَ أَنْفاسَاً تُقَدُّ مِنَ الحَشَى / وَتَدْمَى فَلَمْ يَسْلَمْ لِغَانِيَةٍ عِقْدُ
وَفِيهِنَّ هِنْدٌ وَهْيَ خَوْدٌ غَزيرةٌ / وَمُنْيَةُ نَفْسِي دونَ أَتْرابِها هِنْدُ
فَقُلْنَ لَهَا مِنْ أَينَ أَوْضَحَ ذا الفَتى / وَمَنْشَؤُهُ غَوْرا تِهامَةَ أَوْ نَجْدُ
فَفي لَفْظِهِ عُلْويَّةٌ مِنْ فَصاحَةٍ / وَقَدْ كادَ مِنْ أَشْعارِهِ يَقْطُرُ المَجْدُ
فَقالَتْ غُلامٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَقاذَفَتْ / بِهِ نِيَّةٌ يَعْيَى بِها العاجِزُ الوَغْدُ
لَعَمْرُ أَبيها إِنَّها لَخَبيرةٌ / بِأَرْوَعَ يَمْري دَرَّ نائِلِهِ الحَمْدُ
مِنَ القَوْمِ تَسْتَحْلِي المَنايَا نُفُوسَهُمْ / وَيَخْتالُ تِيهاً في ظِلالِهِمُ الوَفْدُ
وَمَنْ لانَ لِلْخَطْبِ المُلِمِّ عَريكَةً / فَإنّي على ما نَابَني حَجَرٌ صَلْدُ
بَلَغْتُ أَشُدِّي وَالزَّمانُ مُمارِسٌ / جِماحِي عَلَيْهِ وَهْو ما راضَنِي بَعْدُ
دَعَتْ أُمُّ عَمْروٍ وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ
دَعَتْ أُمُّ عَمْروٍ وَيْلَها ثُمَّ أَقْبَلَتْ / تُؤَنِّبُني وَالصُّبْحُ لَمْ يَتَنَفَّسِ
وَتَعْجَبُ مِنْ بَذْلِي لِكُلِّ رَغيبَةٍ / وَجُودِي بِمَا أَحْويهِ مِنْ كُلِّ مُنْفِسِ
وَتَعْلَمُ أَنِّي مِنْ بَقِيَّةِ مَعْشَرٍ / نَماهُمْ إِلى العَلْياءِ أِكرَمُ مَغْرَسِ
هُمُ مَلَكُوا الأَعْناقَ بِالبَأْسِ وَالندى / وَعِزٍّ مُعاوِيِّ المَباءَةِ أَقْعَسِ
وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ سَراتُها / على نَمَطَيْ بَيْضاءَ مِنْ سِرِّ فَقْعَسِ
فَقُلْتُ لَها كُفِّي وَغاكِ فَأَعْرَضَتْ / وَفي خَدِّها وَرْدٌ يُطِلُّ بِنَرْجِسِ
أَبُخْلاً وَبَيْتِي مِنْ أُمَيَّةَ في الذُّرا / وَعِرْقِي بِغَيْرِ المَجْدِ لَمْ يَتَلَبَّسِ
وَما أَنَا مِمَّنْ يَأْلَفُ الضِّحْكَ في الغِنى / وَإِنْ نَالَ مِني الفَقْرُ لَمُ أَتَعَبَّسِ
فَفي العُسْرِ أَحْياناً وفي اليُسْرِ تَارَة / يَعيشُ الفَتى وَالغُصْنُ يَعْرَى وَيَكتَسي
وَحَمَّاءِ العِلاطِ إِذا تَغَنَّتْ
وَحَمَّاءِ العِلاطِ إِذا تَغَنَّتْ / فَكَمْ طَرَبٍ يُخالِطُهُ أَنينُ
وَأُرْعِيها مَسامِعَ لَمْ يُمِلْها / إِلى نَغَماتِها إِلَّا الرَّنينُ
وَبَيْنَ جَوانِحي مِمَّا أُعانِي / تَباريحٌ يُلَقِّحُها الحَنينُ
بَكَتْ وَجُفُونُها ما صَافَحَتْها / دُمُوعٌ وَالغَرامُ بِها يَبِينُ
وَلي طَرْفٌ أَلَحَّ عَلَيهِ دَمْعٌ / تَتابَعَ فَيْضُهُ فَمَنِ الحَزينُ
خَليليّ هَلا ذُدْتُما عن أَخيكما
خَليليّ هَلا ذُدْتُما عن أَخيكما / أَذَى اللَّوْمِ إِذْ جانَبْتُما ما يَسُرُّهُ
أَلَمْ تَعْلما أَنِّي على الخَطْبِ إِنْ عَرا / صَبورٌ إِذا ما عاجِزٌ عِيلَ صَبْرُهُ
تُعَيِّرُني بِنْتُ المُعاوِيِّ أَنْ أُرَى / على عَجُزِ الأَمْرِ الذِي فَاتَ صَدْرُهُ
وَقَدْ جَهِلَتْ أنِّي أَسُورُ إِلى العُلا / وَيَعْيَى بِها مَنْ لَمْ يُساعِدْهُ دَهْرُهُ
وَأَجْشَمُ ما يُوهِي القُوى في طِلابِها / وَسِيَّانَ عِندي حُلْوُ عَيْشٍ وَمُرُّهُ
فَلا عِزَّ حَتّى يَحْمِلَ المَرْءُ نَفْسَهُ / على خُطَّةٍ يَبْقَى بِها الدَّهْرَ ذِكْرُهُ
وَيَغْشَى غِماراً يُتَّقَى دُونَها الرَّدَى / فَإِنْ هُوَ أَوْدَى قيلَ للهِ دَرُّهُ
وَمَنْ يَتَّخِذْ ظَهْرَ الوَجِيهيِّ في الوَغَى / مَقيلاً فَبَطْنُ المَضْرَحِيَّةِ قَبْرُهُ
وَلا بُدَّ لي مِنْ وَثْبَةٍ أُمَوِيَّةٍ / بِحيْثُ العجاجُ اللَّيْلُ وَالسَّيْفُ فَجْرُهُ
إِذا ما بَكَى في مَأْزِقِ الحَرْبِ صارِمِي / دَماً أَوْ سِنانِي ضاحَكَ الذِئْبَ نَسْرُهُ
وَخَيْلٍ كَالذِّئابِ على مَطاها
وَخَيْلٍ كَالذِّئابِ على مَطاها / أُسُودٌ خَاضَتِ الغَمَراتِ شُوسُ
بِيَوْمٍ قَاتِمِ الطَّرَفَيْنِ فيهِ / يَشُوبُ طَلاقَةَ الوَجْهِ العُبوسُ
وَنَحْنُ نُلاعِبُ الأَسَلاتِ حَتّى / تَجيشَ إِلى تَراقِيها النُّفوسُ
وَنَتْرُكُ في النَّجيعِ الوِرْدَ صَرعَى / كَشَرْبِ الخَمْرِ غَالَهُمُ الكُؤوسُ
فَسالَ بِهمْ على العَلَمَيْنِ وادٍ / فَواقِعُهُ إِذا زَخَرَ الرُّؤوسُ
وَأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَميصِ تَلُفُّهُ
وَأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَميصِ تَلُفُّهُ / إِلى الدِّفءِ هَوْجاءُ الهُبوبِ عَقيمُ
دَعا وَالصَّبا تَثْني إِلى فيهِ صَوْتَهِ / وَيَفْري أَدِيْمَ اللَّيْلِ وَهْوَ بَهيمُ
فَجَاوَبَهُ مُسْتَشْرِفٌ لِطُروقِهِ / أَلُوفٌ بِتَأْنِيسِ الضُّيُوفِ عَليمُ
وَلاحَتْ لَهُ فَرْعاءُ تَهْدِرُ فَوْقها / قُدُورٌ لَهَا تَحتَ الظَّلامِ نَئيمُ
فقلتُ لَهُ أَبْشِرْ بِنارٍ عَتيْقةٍ / لَها مُوقِدٌ مَحْضُ النِّجارِ كَريمٌ
لَئِنْ سَفِهَتْ قِدْري عَلَيْكَ بِغلْيها / فَكَلْبي غَضِيضُ النَّاظِرَيْنِ حَليمُ
وَإِنَّ امْرأً لَمْ يَنْحَرِ الكُومَ لِلْقِرى / وَسادَ مَعَّداً جَدُّهُ لَلئيمُ
بَني مَطَرٍ إِنَّ الخُطوبَ تَهُونُ
بَني مَطَرٍ إِنَّ الخُطوبَ تَهُونُ / وَإِنَّ حَديثي عَنْكُمُ لَشُجون
فَأَيَّ لِئامٍ كُنْتُمُ في رِعايَتي / وَأَيَّ كَريمٍ في الجَزاءِ أَكونُ
صَحبْتُكُمُ وَالْعَيْشُ أَغْبَرُ وَالغِنى / تَحَسَّرَ عَنْكُم وَالرِّياحُ سُكونُ
فَلمّا اسْتفَدْتُمْ ثَرْوَةً طِرْتُمُ بِها / نَعَمْ وَبَطِرْتُمْ والجُنونُ فُنونُ
وَغَرَّتْكُمُ نُعْمَى لَبِسْتُمْ ظِلالَها / عَلى ثِقَةٍ بِالدَّهْرِ وَهْوَ خَؤونُ
فَلا تُشْرِبُوا حُبَّ الثَّراءِ قُلوبَكُمْ / فَكُلٌّ عَلَيْهِ لِلْزَّمانِ عُيونُ
رَكَنْتُمْ إِلَيهِ وَالحَوادِثُ عُوِّدَتْ / إِذالَةَ مَالِ المَرْءِ وَهْوَ مَصونُ
فَما اليُسْرُ إِلَّا تَوْأَمُ العُسْرِ وَالمُنَى / تُسَوِّلُها لِلْعاجِزينَ ظُنونُ
سَرَى البَرْقُ وَهْناً فَاسْتَحَنَّتَ جِمَالِياً
سَرَى البَرْقُ وَهْناً فَاسْتَحَنَّتَ جِمَالِياً / وَأَخْطَرَ ذِكْرَى أُمِّ عَمْرو بِبالِيا
وَقَدْ كُنْتُ عَمّا يُعْقِبُ الجَهْلَ نازِعاً / وَمِنْ أَرْيَحِيّاتِ الصّبابَةِ سَالِيا
فَبَرَّحَ بِي شَوْقٌ أَرانِي بِثَغْرِها / وَدَمْعِي وَعِقْدَيْها وَشِعْري لآلِيا
وَذَكّرني لَيْلاً بِحُزْوى مَنَحْتُهُ / هَوىً تَحْسُدُ الأيّامُ فِيهِ اللَّيالِيا
وَأَصْبَحَ أَدْنَى صَاحِبَيَّ يَلومُني / فَما لَكَ يا بْنَ الهَاشِمِيِّ وَمَالِيا
تُكَلِّفُني مَا لا أُطِيْقُ وَقَدْ وَهَتْ / حِبالُكِ حَتّى زايَلَتْها حِبالِيا
أَمَا نَحْنُ فَرْعَا دَوْحَةٍ غَالِبِيَّةٍ / بِحَيْثُ تُناجِي المَكْرُماتُ المَعالِيا
وَكُنَّا عَقِيدَيْ أُلْفَةٍ وَمَوَدَّةٍ / فَكَيْفَ اجْتَنَيْنا مِنْ تَصافٍ تَقالِيا
وَلَوْ خَالفَتْ في الحُبِّ وَهْيَ كَريمَةٌ / عَلَيَّ يَمِيني فَارَقَتْها شِمَالِيا
رُزِقْتَ الهُدى وَاللهُ مَغْوٍ وَمُرْشِدٌ / فَدَعْني وَما أَخْتارُهُ مِنْ ضَلالِيا
سِوايَ يَكونُ عُرْضَةَ مُسْتَريثِ
سِوايَ يَكونُ عُرْضَةَ مُسْتَريثِ / وَيَصْدِفُ عَنْ نِداءِ المُسْتَغِيثِ
وَيَأْلَفُ غِمْدَهُ الذَّكَرُ اليَمانِي / وَيَنْبو نَبْوَةَ السَّيْفِ الأنِيْثِ
وَإِنْ لَبِسَ العَجاجَةَ ضَلَّ فِيها / ضَلالَ المِشْطِ في الشَّعْرِ الأَثِيثِ
فَلَسْتُ إِذا النَّوائِبُ أَجْهَضَتْنِي / بِواهٍ في الخُطوبِ وَلا مَكيثِ
يَهابُ شَراسَتي قِرْني وَخِلِّي / أَفيءُ بِهِ إِلى خُلُقٍ دَميثِ
وَأُولِغُ صَارِمِي وَالمَوْتُ يَتْلُو / شَباهُ مُجاجَةَ العَلَقِ النَّفيثِ
وَلِلْعافي بِعَقْوَتِي احْتِكامٌ / على شِيَمٍ تَرِفُّ عَلَيْهِ مِيثِ
وَلي ذِمَمٌ إِذا شُدَّتْ عُراهَا / فَما تَفْتَرُّ عَنْ عَهْدٍ نَكيثِ
فَهَا أَنَا أَكْرَمُ الثَّقلَيْنِ طُرَّاً / أَبَاً فَأَبَاً إِلى نُوحٍ وَشِيثِ
وَأَفْصَحُ مَنْ يُقَوِّمُ دَرْء قَوْلٍ / يَجُوتُ الأَرْضَ بالعَنَقِ الحَثِيثِ
وَلِي كَلِمٌ أَطايِبُ حِيْنَ يَشْدو / رُواةُ السُّوءِ بالْكَلِمِ الخَبيثِ
تُحَلُ حُبا المُلوكِ لَها ارْتِياحَاً / وَتَهْزَأُ بِالفَرَزْدَقِ وَالْبَعيثِ
فَنِمَّ بِما تَرَى يا نَجْدُ مِنِّي / وإِيهٍ يا تِهامَةُ عَنْ حَدِيثي
وَلَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَةٍ
وَلَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الدَّهْرِ صَالِحَةٍ / فَهُنَّ وَهْيَ الشِّفاهُ اللُّعْسُ وَالرَّثَم
جَعَلْتُ يُمنايَ فَيها طَوْقَ غَانِيَةٍ / حُوُرٌ مَدامِعُها في كَشْحِها هَضَمُ
فَارْفَضَّ شَمْلُ الكَرى وَالطَّلُ يُخْضِلُنا / سَقيطُهُ وَثُغُورُ الصُّبْحِ تَبْتَسِمُ
نَمْشِي بِمُنْعَرَجِ الوادِي عَلى وَجَلٍ / وَالنَّوْمُ مِنْ أَعْيُنِ الواشِينَ يَنْتَقِمُ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَبُرْدِي في مَعاطِفِهِ / تُقىً يُعانِقُ فيهِ العِفَّةَ الكَرَمُ
قَنِعْتُ وَرَيْعانُ الشَّبابِ بِمائِهِ
قَنِعْتُ وَرَيْعانُ الشَّبابِ بِمائِهِ / وَلَمْ يَتَبَسَّمْ وافِدٌ الشَّيْبِ في الرَّاسِ
وَأَعْرَضْتُ عَنْ دُنيا تَوَلَّى نَعيمُها / فَما بِيَدِ السّاقي سِوَى فَضْلَةِ الكاسِ
وَلا عِزَّ حَتَّى يَضْرِبَ المَرْءُ جَأْشَهُ / عَلى اليَأْسِ فَانْفُضْ رَاحَتَيْكَ مِن النَّاسِ
خَليلَيَّ ما بالُ اللَّيالي تَلَفَّتَتْ
خَليلَيَّ ما بالُ اللَّيالي تَلَفَّتَتْ / إِلَيَّ بِأَعْناقِ الخُطوبِ الطَّوارِقِ
وَأَعْقَبَني قَبْلَ الثلاثِينَ صَرْفُها / بِسُودِ دَواهِيها بَياضَ المَفارِقِ
وَلَسْتُ أَذُمُّ الدَّهْرَ فِيما يَسُومُني / وَقَدْ حُمِدَتْ في النَّائِباتِ خَلائِقِي
لَئِنْ أَنَا لَمْ أَخْلُفْ شَبا الرُّمْحِ في الوَغَى / بِأَخْرَسَ رَعّافِ الخَياشِيمِ نَاطِقِ
فَلا شَامَ في هَامِ الأَعادِي مُهَنَّداً / يَميني وَلا شَمَّ الحَمائِلَ عاتِقي
تَنَكَّرَ لي دَهْري وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي
تَنَكَّرَ لي دَهْري وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي / أَعِزُّ وَأَحْداثُ الزَّمانِ تَهُونُ
فَظَلَّ يُريني الخَطْبَ كَيْفَ اعْتداؤهُ / وَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكونُ
سِوايَ يَجُرُّ هَفْوَتَهُ التَّظَنِّي
سِوايَ يَجُرُّ هَفْوَتَهُ التَّظَنِّي / وَيُرْخِي عَقْدَ حَبْوَتِهِ التَّمَنِّي
وَيُلْبِسُ جِيَدَهُ أَطْواقَ نُعْمَى / يَشِفُّ وَراءَها أَغْلالُ مَنِّ
إِذا ما ساَمَهُ اللؤَماءُ ضَيْماً / تَمَرَّغَ في الأذى ظَهْراً لِبَطْنِ
وَظَلَّ نَديمَ غَاطِيَةٍ وَرَوُضٍ / وَبَاتَ صَريعَ باطِيَةٍ وَدَنِّ
وَأَشْعَرَ قَلْبَهُ فَرَقَ المنايا / وَأَوْدَعَ سَمْعَهُ نَغَمَ المُغَنِّي
وَصَلْصَلةُ اللِّجامِ لَدَيَّ أَحْرى / بِعِزٍّ في مَباءَتِهِ مُبِنِّ
فَلَسْتُ لِحاصِنٍ إِنْ لَمْ أَقُدْها / عَوابِسَ تَحْتَ أَغْلِمَةٍ كَجِنِّ
أُقُرِّطُها الأعِنَّةَ في مُلاءٍ / يُنَشِّرُها مُثارُ النَّقْعِ دُكْنِ
وَأَمْلأُ مِنْ عَصِيِّ الدَّمْعِ قَسْرا / مَحاجِرَ كلِّ طَيّعَةِ التَّثَنّي
رَأَتْني في أَوائِلِها مُشِيحاً / أُلَهِّبُ جَمْرَتَيْ ضَرْبٍ وَطَعْنِ
وَأَسْطو سَطْوَةَ الأَسَدِ المُحامِي / وَتَنْفِرُ نَفْرَةَ الرَّشَأِ الأَغَنِّ
وَحَوْلَ خِبائِها أَشْلاءُ قَتْلى / رَفَعْنَ عَقِيرَةَ الطَّيْرِ المُرِنِّ
وَسِرْبالي مُضاعَفَةٌ أُفِيضَتْ / على نَزَقِ الشَّبابِ المُرْجَحِنِّ
كَأَنِّي خَائِضٌ مِنْها غَدِيراً / يَشُبُّ النّارَ فيهِ خَبيءُ جَفْنِ
إِذا غَدَرَ السِّنانُ وَفَى بِضَرْبٍ / هَزَزْتُ لَهُ شَباهُ فَلَمْ يَخُنِّي
وَمَجْنَى العِزِّ مِنْ بِيضٍ رِقاقٍ / وَسُمْرٍ تَخْلِسُ المُهَجاتِ لُدْنِ
فَما لَكِ يَا بْنَةَ القُرَشِيِّ مُلْقىً / قِناعُكِ وَالفُؤَادُ مُسِرُّ حُزْنِ
ذَريني وَالحُسامَ أُفِدْكِ مَالاً / فَراحَةُ مَنْ يَعولُكِ في التَّعَنِّي
وَغَيْرُ أَخيكَ يَرْقُبُ مُجْتَديهِ / تَبَسُّمَ بارِقٍ وَعُبوسَ دَجْنِ
فَها أَنَا أَوْسَعُ الثَّقَلَيْنِ صَدراً / وَلَكِنَّ الزَّمانَ يَضيقُ عَنِّي
أَقُولُ لِنَفْسي وَهِي تُطْوَى ضُلوعُها
أَقُولُ لِنَفْسي وَهِي تُطْوَى ضُلوعُها / عَلى كَمَدٍ يَمْتَارُ وَقْدَتَهُ الجَمْرُ
أَبَى اللهُ إِلَّا أَنْ تَلوذِي بِمَعْشَرٍ / على لُؤْمِهِمْ أَلْقَى مَراسِيَهُ الوَفْرُ
لَئِنْ رَمَّ في أَحْوالِهِمْ حَادِثُ الغِنى / فَقَدْ كادَ مِنْ أَفْعالِهِم يَقْطُرُ الفَقرُ
وَمَنْ زارَهُمْ شَدَّ الحَيازيمَ فِيهِمُ / على ما يعانِيهِ وَإِنْ غَلَبَ الصَّبْرُ
فَإِنَّ مُقاساةَ اللِّئامِ على الفَّتى / بَلاءٌ وَلَمْ يَرْعفْ بِأَمْثالِها الدَّهْرُ
أَنَا ابْنُ الأَكْرَمِينَ أَبَاً وَأُمَّاً
أَنَا ابْنُ الأَكْرَمِينَ أَبَاً وَأُمَّاً / وَلي فَوْقَ السُّها هِممٌ مُطِلَّهْ
كَثيرٌ بي أُمَيَّةُ في المَعالي / وَمالي مِنْ سَماحِي فيهِ قِلَّهْ
سَأَطْلُبُ رُتْبَةً شَمّاءَ حَتّى / يَمُدَّ بِها عَلَيِّ العِزُّ ظِلَّهْ
وَأَزْحَفُ بِالجيادِ إِلى مَكَرٍّ / بِهِ الأبْطالُ دامِيَةُ الأَشِلَّهْ
وَلَوْ رَأَتِ البُدورُ نِعالَ خَيْلي / لَصِرْنَ بِها حَواسِدَ لِلأَهِلَّهْ
رُبَّ لَيْلٍ بالصُّبْحِ مِنْ
رُبَّ لَيْلٍ بالصُّبْحِ مِنْ / وَجْهِ ليلى تَوَشَّحا
صَافَحَتْ فَوْرَةُ العِشا / ءِ بِهِ نَهْضَةَ الضُّحى
وَأَغَرَّ إِنْ عَذَرَ الوَرَى
وَأَغَرَّ إِنْ عَذَرَ الوَرَى / في حُبِّهِ عَذَلَ الحِجى
وَرَقِيبُهُ في نَاظِري / يَ قَذىً وَفي صَدْري شَجَى
أَهْوَى إِلَيَّ بِكَأْسِهِ / كَاَلجَمْرِ حِينَ تَأَجَجَّا
وَاللَّيْلُ أَسْحَمُ لَمْ يَكَدْ / سِرْبَالُهُ أَنْ يُنْهِجَا
فَافْتَرَّ عَنْ قِصَر أَهَا / بَ بِفَجْرِهِ فَتَبَلَّجَا
وَكَأَنَّ طُرَّةً صُبْحِهِ / لِيثَتْ بِناصِيَةِ الدُّجَى
وَعَاذِلَةٍ وَالفَجْرُ في حِجْرِ أُمِهِ
وَعَاذِلَةٍ وَالفَجْرُ في حِجْرِ أُمِهِ / تَلُوُمُ وَمَا أَدْري عَلامَ تَلومُ
تُعَيّرُني أَنْ يَرْضَعَ الحَمْدُ نَائِلي / وَتَعْلَمُ مَا أَسْعَى لَهُ وَأَرُومُ
وَلَي هِممُ لا يُنكِرُ المَجْدُ أَنَّها / بِأَطْرارِ آفَاقِ السَّماءِ نُجُومُ
وَفِيها سُرُورُ النَّفْسِ وَاليُسْرُ جَاذِبٌ / بِضَبْعِي وَإِنْ أَعْسَرْتُ فَهْيَ هُمومُ
وَدُونَ المَعالي مُنْيَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ / وَكُلٌّ عَلى وِرْدِ المَنُونِ يَحُومُ
سَأَطْلُبُها وَالنَّقْعُ يَضْفُو رِداؤُهُ / وَجُرْدُ المَذاكي في الدِّماءِ تَعومُ
فَما أَرَبي إِلَّا سَريرٌ وَمِنْبَرٌ / وَذِكْرٌ عَلى مَرِّ الزَّمانِ يَدومُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025