القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 316
يا دارُ دارَ عليك سعد المشتري
يا دارُ دارَ عليك سعد المشتري / وجرى عليك زلال نهر الكوثر
ولقد جمعت من المحاسن جملة / لم تتفق لمخبر ومعبر
وقد كسيت من الرخام غلائلاً / نسجت ولكن من نقي المرمر
وكأن حسن بياضه وسواده / ليل تبسم عن صباح مسفر
كمريش الحبرات أو كقلائد / كافورهن مفصل بالعنبر
دارت محاسنه على فسقية / تملا فتحكي مقلة من محجر
وعلى جوانبها بساط خميلة / قد فرزوه بالنبات الأخضر
وعلى دساترها تفور بمائها / فوراً حكى ذيل السحاب الممطر
دار كمثل النجم شرف قدرها / نجم بن شاش ذو الجبين الأزهر
ملك إذا عد الملوك ببنصر / قدمته فعددته بالخنصر
لو رام تعبيساً وحاشا وجهه / منعته شيمة وجهه المستبشر
متهلل أبداً فإن شهداء الوغى / شاهدت بعد اللين قسوة قسور
يا مالكاً أصبحت منسوباً إلى / إحسانه في غيبتي أو محضري
لي عند جودك عادة من كسوة / يعلو بها قدري ويسمو مفخري
فامنن بها لكن من الخلع التي / شرفت بجسمك يا شريف العنصر
نسجت بأسماء الملوك فلم تقع / للبيع في يد بائع أو مشتري
لم يفتحن حمدان وابن مناهب / أعطاف عطفيها ولم تتكسر
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار / لم يبق لي مذ أقر الدمع إنكار
لي في القدود وفي ضم النهود وفي / لثم الخدود لبانات وأوطار
هذا اختياري فوافق إن رضيت به / أو لا فدعني وما أهوى وأختار
وغر غيري ففي أسري ودائرتي / من المها دُرة صدري لها دار
لمني جزافاً وسامحني مصارفة / فالناس في درجات الحب أطوار
لا عتبها من سموم القيظ معتصر / ولا عتابي لها إن فهت إعصار
تبيت دائرة الإنصاف دائرة / على صفاء هوى ما فيه أكدار
يميل بي وبها والريح ساكنة / للوصل والهجر إقبال وإدبار
هذا هو الغزل المنسوج من كلم / في العقل منهن صهباء وأوتار
تغزل طال ما حل الإزار به / ظبي وحلت عن الأجياد أزرار
منزه العرض لا يزري بقائله / مع الدماثة لا إثم ولا عار
وصلته في مديحي في على ملك / أفعاله سير تتلى وآثار
متوج من بني أيوب عاش به / حظي وأصبح للأشعار إشعار
إن قلت ساحته للوقد منتجع / فقل وراحته للوفد مدار
كأن راحلهم عنها ونازلهم / فيها مدى العمر حجاج وعمار
وكلما حط رحل في أباطحها / حطت به من ذنوب الفقر أوزار
عالي السجية لا ينأى لطارقه / من اليسار ولا يدنيه إعسار
لو أثرت قبل الأفواه في يده / لبان منها على كفيه آثار
أنامل تبذل الدينار واهبة / ولا يباشرها للمس دينار
ترجي وتردي وفي صفح المهند / تدري وتعلم وهو الماء والنار
إذا تأملت أو أملت طلعته / تهللت لك أنواء وأنوار
أغر لا يمتري ظن ولا أمل / إن الغنى من ندى كفيه يمتار
يلوي حبال الليالي منه فوق يد / بنانها لبقاع الأرض أمطار
جود الحوادث موتور بصولته / لكن له عند بيت المال أوتار
يهفو رجال فيعفو وهو مقتدر / حتى تبين العطايا وهي أعمار
لا يرتضي واحد الآلاف في صلة / حتى يكون مع الآحاد أعشار
دعوى شهودي عليها غير غائبة / والقابضون ألوف المال حضار
تأتي إليهم عطاياه مكررة / حسن العوارف ترداد وتكرار
يبتاع بالجود أحرار الرجال فهم / عبيد نعمته والقوم أحرار
لا فخر إلا لفخر الدين وانقطعت / عرى الدعاوى فلا يغررك إكثار
سلني به فلساني فيه يحفظ ما / أقول وهي تواريخ وأخبار
قيدتها وهي في الآفاق مطلقة / سيارة وحديث المجد سيار
أقول والقول مأثور وأشرفه / ما عبرت خطب عنه وأشعار
لا تخدعن فتورنشاه أكرم من / حطت سروج بناديه وأكوار
أما وشمس بني أيوب ضامنة / هدايتي فنجوم السعد أقمار
إن الليالي أساءت غير عالمة / أن ابن أيوب لي من جورها جار
أما الزمان فقد وافى في رحابك بي / مهاجراً فليكن لي منك أنصار
وابخل بمعدن هذا الدر وهو فمي / فالبخل بي كرم محض وإيثار
واطرب على خطراتي فهي مطربة / لا بل على قطراتي فهي أنهار
إن شئت وداً فسلمان و عمار / أو رمت حمداً فبشار ومهيار
لبحتري وديعي وهو أسبق من / يضمه في رهان الفضل مضمار
أنت فوق ابن خاقان ندى ويدا / تبنى على قطرها المنهل أقطار
فامنن علي بنصف الألف راتبةً / فقدر ودك لا يحويه مقدار
مقسومة في شهور العام تحمل لي / أقساطها كل شهر وهي أدوار
وإن عزمت على تسيير مكرمة / فهذه الكلمات الغر أطيار
إن شئت أن أكتب مسترسلاً
إن شئت أن أكتب مسترسلاً / إليك فيما عن من أمري
فاكتب على الظهر ولا تعتذر / فإنه أكتم للسر
يا من أدل ببسط العذر من جارا
يا من أدل ببسط العذر من جارا / ومد سبقاً إلى العلياء من جارى
رتب على الباب إنساناً له أدب / وعشرة يلتقي بالبشر من زارا
ومجلباً خالياً باسم الجلوس ولا / يرى علينا إذا جئناه إنكارا
فلي ثلاثة أيام أعود على الدهليز / أبسط عند الناس أعذارا
وللدهاليز أرباب الظلامة لا / أهل الكرامة إجلالاً وإقدارا
واستخبر ابن عريف والرشيد تجد / لديهما نبآ مني وإخبارا
أفي كل يوم أنت باعث همة
أفي كل يوم أنت باعث همة / إلي أبا عمران من دونها الشكر
أجيء إلى الإسكندرية لم تقف / أكف بني المأمون عني ولا العطر
يصاحبني في كل أرض نوالهم / كأن أياديهم معي أبداً سفر
أمنت بموسى كيد دهري وسحره / إذا حل موسى بلدة يطل السحر
كأن جميع الناس إلا أقلهم / مساو لدنيانا وموسى لها عذر
إن قصر الشكر فهب عذراً
إن قصر الشكر فهب عذراً / تجاوزت نعمتك الشكرا
ليست مكافاتك في قدرتي / ما أنزل الشعر عن الشعرى
جئت بها بيضاء تجلو الصدا / كالصبح أهدى للدجى فجرا
إن قلت كشفت بها غمة / فقل وأسبلت بها سترا
مثلك يا عبد الرحيم اهتدى / إلى المعالي مسلكاً وعرا
ما مطلبي سهل ولكنه / يصغر في همتك الكبرى
يا أبيض الوجه ويا طاهر العرض / ويا أعلى الورى قدرا
عرفني جودك طعم الغنى / حتى غدا يستطرف الفقرا
صفو الحياة وإن طال المدى كدر
صفو الحياة وإن طال المدى كدر / وحادث الموت لا يبقي ولا يذر
وما يزال لسان الدهر ينذرنا / لو أثرت عندنا الآثار والنذر
فلا تقل غرة الدنيا مطامعها / فبائع الموت لا غش ولا غرر
كم شامخ العز ذاق الموت من يدها / ما أضعف القدر إن ألوى به القدر
أودى علي وعثمان بمخلبها / ولم يفتها أبو بكر ولا عمر
خافوا من الأجل المحتوم ما نطقت / بذكره أحرف القرآن والسور
ومن أراد التناسي في مصيبته / فللورى برسول الله معتبر
لا قدست ليلة كادت صبيحتها ال / أكباد حزناً على أيوب تنفطر
تمخض الدست عن أم النوائب عن / كبيرة صغرت في جنبها الكبر
نجم هوى في سماء الدين منكدراً / والنجم من أفقه يهوي وينكدر
منظومة أنجم الجوزاء من جزع / لها وعقد الثريا منه منتثر
يا أيها الحرم المهجور أين مضى / وفد إليك لهم حج ومعتمر
وكيف صدت وجوه كنت قبلتها / وأغلقت دونها الأبواب والحجر
وكيف تنسى محياك الكريم ومن / نعماك في كل شيء صالح أثر
وإن صورة ذاك الوجه ماثلة / في العين والنفس مهما زالت الصور
هانت بوادر دمع العين في ملك / يا طال في جوده ما هانت البدر
يردي العطايا ويسمو قدر همته / على الخطايا ويعفو وهو مقتدر
جددت من أسد الدين الشهيد لنا / حزناً به يتوافى الصبر والصبر
قد كان للدين والدنيا بعزمكما / عزم يعبر عنه الصارم الذكر
نهر الفرات ونهر النيل بينهما / أسرى بخيلكما والنقع يعتكر
يا زائراً مشهد القبرين نادهما / إن أسمعت صوتك الأجداث والحفر
وأقر السلام عن الإسلام قاطبة / على جسوم بها الأثواب تفتخر
فهل يخبر أكناف البقيع بها / أم يستبد عليها الحجر والحجر
إن فاح مسكاً فلاما تمزجان به / مسكاً ذفيرة أيوب هي العبر
تخفى ذبال مصابيح إذا طلعوا / صبحاً وينسى ملوك الأرض إن دثروا
كأنما صور الله الكمال به / شخصاً وشنف منه السمع والبصر
إذا الليالي تجافت عن حشاشته / فالجرح مندمل والجرم مغتفر
الناصر الناصر الدين الذي فتحت / له الثغور ولم ينبت له ثغر
لا شوبك منه معصوم ولا كرك / ولا خليل ولا قدس ولا زعر
لم يرتحل قافلاً إلا وساكنها / إما مباح حماه أو دم هدر
يا ناصر الحق والأيام خاذلة / إن العزيز بغير الدمع ينتصر
هب الليالي أماناً من سطاك فقد / تصاحبت في الفلاة الشاة والنمر
إن يجن صرف الردى ذنباً وفاقرة / فإنه بصلاح الدين يغتفر
إن جل أمر فأنتم قائمون به / أو قل صبر فأنتم معشر صبر
وما الحياة كما لا تجهلون سوى / صحيفة شرحها بالموت مختصر
ما مات أيوب إلا بعد معجزة / في الخلق لم يؤتها من جنسه بشر
مضى حميداً من الدنيا وليس له / في رتبة طرب منها ولا وطر
وأشرف العمر ما امتدت مسافته / في صحة أخواها العقل والكبر
ومن سعادته أن مات لا سأم / يضج منه معانيه ولا ضجر
صلى الإله على نجم أضاء لنا / من نسله النيران الشمس والقمر
لك الحسب الباقي على عقب الدهر
لك الحسب الباقي على عقب الدهر / بل الشرف الراقي على قمة النسر
كذا فليكن سعي الملوك إذا سعت / بها الهمم العليا إلى شرف الذكر
نهضتم بأعباء الوزارة نهضة / أقلتم بها الأقدام من ذلة العثر
كشفتم عن الإقليم غمته كما / كشفتم بأنوار الغنى ظلمة الفقر
حميتم من الإفرنج سرب خلافة / جريتم بها مجرى الأمان من الذعر
ولما استعان ابن النبي بنصركم / ودائرة الأنصار أضيق من شبر
جلبتم إليه النصر أوساً و خزرجاً / وما اشتقت الأنصار إلا من النصر
كتائب من جيرون منها أواخر / وأولها في الريف من شاطئي مصر
طلعتم فأطلعتم كواكب نصرة / أضاءت وكان الدين ليلاً بلا فجر
كواكب تزري بالنجوم لأنها / يسرى بها ليل الهموم وما تسري
وآبت إليكم يا بن أيوب دولة / تراسلكم في كل يوم مع السفر
وقرت بكم عين لنا وجوانح / أعيضت ببرد الوصل عن حرقة الهجر
وألقابكم في الدين مثل فعالكم / تنم بها الأخبار عن كرم الخبر
لها أسد منكم ونجم ومنكم / صلاح وسيف إن ذا غاية الفجر
حمى الله منكم عزمة أسدية / فككتم بها الإسلام من ربقة الكفر
لئن نصبوا في البر جسراً فإنكم / عبرتم ببحر من حديد على الجسر
طريق تقارعتم عليها مع العدى / ففزتم بها والصخر يقرع بالصخر
أخذتم على الأفرنج كل ثنية / وقلتم لأيدي الخيل مري على مري
وأزعجه من مصر خوف يلزه / كما لُزَّ مهزوم من الليل بالفجر
وكم وقعة عذراء لما فضضتها / بسيفك لم تترك لغيرك من عذر
ورعت بأطراف اليراعين قلب من / تفرخ في أيامه بيضة الغدر
كتائب تنفي الهم عن مستقره / وكتب تزيل الهم عن موطن الفكر
إذا نشرت أعلامها وعلومها / ثنت أمل المغرور طياً على غر
وأصبحت كالآساد في الجد والجدى / فناهيك من ماء نمير ومن نمر
وصغرت مقدار الخطايا بقدرة / يغور بصافي حلمها وغر الصدر
إذا ماتت الأحقاد يوماً بحلمكم / فليس لها غير التجاوز من قبر
وأيديكم بالبأس كاسرة العدى / ولكنها بالجود جابرة الكسر
أبوك الذي أضحى ذخيرة مجدكم / وأنت لن خير النفائس والذخر
ومن كنت معروفاً له فاستفزه / بمثلك تيه فهو في أوسع العذر
فكيف وقد أصبحت نار زناده / وإلا كنوز البدر في شبه البدر
توقره وسط الندي كرامة / وتحمل عنه ما يؤود من الوقر
وتخلفه سلماً وحرباً خلافة / تؤلف أضداداً من الماء والجمر
وكم قمت في بأس وجود ورتبة / بما سره في الخطب والدست والثغر
ولو أنطق الله الجمادات لم تقم / لنعمتكم بالمستحق من الشكر
يد لا يقوم المسلمون بشكرها / لكم آل أيوب إلى آخر الدهر
لكم أمن الرحمن أعظم يثرب / وأمن أركان البنية والحجر
ولو رجعت مصر إلى الكفر لانطوى / بساط الهدى من ساحل البر والبحر
ولكن شددتم أزره بوزارة / غدا لفظها يشتق من شدة الوزر
وما بقيت في الشرك إلا بقية / تتممها بالبيض والأسل السمر
وعند تمام الفتح آتي مهنئاً / ومستلماً أجر الكهانة والزجر
ومخترعاً فيكم عيون قصائد / هي العنبر الشحري أو نفثة الشحر
قصائد ما فيها من الحشو لفظة / بلى حشوها من ذكركم عبق النشر
تعلمت الإحسان من حسناتكم / فواحدة منها تقوم بالعشر
ولو لم أكن عبداً وهن إماؤكم / ترافع فكري وادعى حرمة الصهر
ولولا اعتقادي أن مدحك قربة / أرجي به نيل المثوبة والأجر
لما قلت شعراً بعد إعفاء خاطري / ولي سنوات منذ تبت عن الشعر
وجائزتي تسهيل أمري عليكم / وملقاكم لي بالطلاقة والبشر
يا موقداً نار القرى للساري
يا موقداً نار القرى للساري / ومشب جذوتها بكل منار
بلغت ما ترجوه من نيل المنى / وتنافس الأخطار والأوطار
وتضاعفت أبداً عليك ولا انقضت / بركات هذا الصوم والإفطار
ليالي بالفسطاط من شاطئي مصر
ليالي بالفسطاط من شاطئي مصر / سقى عهدك الماضي عهاد من القطر
لقد غمرتني من نداه مواهب / أضافت إلى عز الغنى شرف القدر
قصدت الجناب الصالحي تفاؤلاً / وقد فسدت حالي فأصلحني دهري
ولم يرض لي معروفه دون جاهه / فسير كتباً كالكتائب في أمري
كأن يدي في جانبي عدن بها / يهز على الأيام ألوية النصر
وما فارقني نعمة صالحية / كأني من مصر رحلت إلى مصر
دعوا كل برق شمتم غير بارق
دعوا كل برق شمتم غير بارق / يلوح على الفسطاط صادق بشره
وزورا المقام الصالحي فكل من / على الأرض ينسى ذكره عند ذكره
ولا تجعلوا مقصودكم طلب الغنى / فتجنوا على مجد المقام وفخره
ولكن سلوا منه العلى تظفروا بها / فكل امرئ يرجى على قدر قدره
من لي بأن ترد الحجاز وغيرها
من لي بأن ترد الحجاز وغيرها / أخبار طيب مواردي ومصادري
زارت بي الأيام أكرم ساحة / فوق الثرى فغدوت أكرم زائر
ووفدت ألتمس الكرامة والغنى / فرجعت من كل بحظ وافر
فكأن مكة قال صادق فالها / سافر تعد نحوي بوجه سافر
ولي تحت دار الملك يومان لم تلح
ولي تحت دار الملك يومان لم تلح / لعيني علامات الكرامة والبشر
وقد أخذت أيام قوص نصيبها / فهل نقلت تلك السجايا إلى مصر
اسمع بذي الفتح المبين وأبصر
اسمع بذي الفتح المبين وأبصر / واقصر عليه خطا الهناء وأقصر
فتح أضاء به الزمان كأنه / وجه البشير وغرة المستبشر
فتح يذكرنا وإن لم ننسه / ما كان من فتح الوصي بخيبر
فتح تولد يسيره من عسرة / طالت وأي ولادة لم تعسر
حملت به الأيام إلا أنها / وضعته تما عن ثلاثة أشهر
تلقاه أول فارس إن أقدمت / خيل وأول راحل في العسكر
هانت عليه النفس حتى إنه / باع الحياة فلم يجد من يشتري
ضجر الحديد من الحديد و شاور / في نصر آل محمد لم يضجر
حلف الزمان ليأتين بمثله / حنثت يمينك يا زمان فكفر
يا فاتحاً شرق البلاد وغربها / يهنيك أنك وارث الإسكندر
فدى لبني رزيك قوم رفعتهم
فدى لبني رزيك قوم رفعتهم / بمدحي ولما يرفعوا للثنا قدرا
لقد زهدتني في رجال صلاتكم / ومن شام نور الشمس لم يحمد الفجرا
بعثت بطرف يسبق الطرف غفوة / وتغدو الرياح الهوج من خلفه حسرا
حكى الورد والياقوت حسناً وحمرة / وتاه فلم يرض العقيق ولا الخمرا
وأرسلته في الحسن وتراً كأنني / أطالب عند النائبات به وترا
نذرت ركوب البرق عند وصوله / فوفيت لما جاءني ذلك النذرا
وقفت القوافي في علاك عرائساً / فساق لها الإحسان في مهرها مهرا
أنسيم عرفك أم شميم عرار
أنسيم عرفك أم شميم عرار / وسقيم طرفك أم صفيح غرار
جادت محلك بالغميم غمامة / لما دعا والشعر فيه شعاري
لبيك من داع أتيت ملبياً / لما دعا والشعر فيه شعاري
وردت أوامره علي فمذ أتا / ني أمره لم يستقر قراري
فارقت في قصدي لبابك حضرة / شرفت بها مصر على الأمصار
متيقناً أني بقصدك لم أغب / عنها ولا عن مجلس السفار
لك من بني رزيك بيت حلقت / أقداره بقوادم الأقدار
إن أيدوك وأيدوا بك ملكهم / فلكم يمين أيدت بيسار
لما غدوت أبا المهند عندهم / سر الضمير وفارس المضمار
عقدوا عليك خناصر الثقة التي / نزهت صافيها عن الأكدار
لما وليت على البحيرة أصبحت / حرماً رخيص الأمن والأسعار
أمنتها حتى توهم أهلها / أن لا يروع ليلهم بنهار
وحميت قطريها فليس بجوها / ريح تهب ولا خيال سار
من مبلغ العواذل أنني / ضيف لرحب الباع رحب الدار
ملك إذا ما عيب عيب أنه / عاري المناكب من ثياب العار
قصدته من حسن الثناء قصائد / ركبت إلى التيار في التيار
قد قلت إذ قالوا أجدت مديحه / شكر الرياض يقل للأمطار
مختار قيس حاز مختار الثنا / ما أحسن المختار في المختار
قليل لك المدح الذي بك فخره
قليل لك المدح الذي بك فخره / ولو كان من نظم الكواكب نثره
فسامح فما في مادحيك بأسرهم / فتى لك من ربق انتقادك أسره
وأنت الذي أغنى عن المسك نشره / ثناء وأحيا ميت الجود نشره
فيا بحر جود طبق الأرض مده / ولم يك إلا دون أرضي جزره
ويا وابلاً لم يحظ روضي بطله / وقد عم أقطار البسيطة قطره
فأنعم بما عودتني من كرامة / فوجهك معروف نداه وبشره
وليس بمثلي ثروة يستفيدها / ولكن به بعد الكرامة كقره
ولي سابقات من وداد وخدمة / يسرك سر العبد فيها وجهره
عمارتكم عمار بيتكم الذي / به طال باع للثناء وعمره
تخيركم دون الملوك فقد غدا / إلى جودكم يعزى غناه وفقره
وأنت الذي لا تعتريني نقيصة / إذا مر ذكري في القوافي وذكره
وعندي لك المدح الذي ترتضي به / وما يستوي لب الثناء وقشره
وعقد من الشعر الملوكي ينتقى / من اللؤلؤ المكنون باسمك دره
وما الدهر شيء غير ما أنت فاعل / وإلا فما الليل البهيم وفجره
فأوص بنا صرفيه خيراً فإنه / إليك انتهى نهي الزمان وأمره
فإن يفعل الحسنى فأنت دللته / عليها وإن يذنب فإنك عذره
ولما دنا عالي ركابك هزني
ولما دنا عالي ركابك هزني / إليك اشتياق ضاع في جنبه صبري
وحين رأيت البر وعراً طريقه / ركبت أخاك البحر شوقاً إلى البحر
وما أنا بالمجهول علم مسيره / إليك ولا الخافي حديثي ولا ذكري
ولا أنت بالمرغوب عن فضل بابه / لقد جل عن زيد سؤالي وعن عمر
وما أنت ممن يرتجى لسوى الغنى / ولا أنا من أهل الضرورة والفقر
ستسألني عن ذا القدوم جماعة / من الناس عماذا لقيت من الأمر
ولابد أن يجري الحديث بذكر ما / فعلت معي فاختر بنا أشرف الذكر
ومن ينتجع بأرض العراق وجلق / فمنية غمر مركز الكرم والغمر
فلا تسأل بجود يديه غيري
فلا تسأل بجود يديه غيري / فإنك قد سقطت على الخبير
هو الركن الذي أسندت ظهري / إليه فكان أقوى من ثبير
ولست أخاف أيامي ونجم / مجيري في زمان بني المجير
حملت على نداه ثقيل همي / فقام به وخفف عن ضميري
قل للخطير الذي مكارمه
قل للخطير الذي مكارمه / قد عظمت في زمانه خطره
وأقسم المجد أن صاحبه / لا يتقي شره ولا أشره
ليت نداه في حق خادمه / دان بحب الصحابة العشرة
تشيع في السماح يبغضه / كل محب للخمسة البرره

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025