القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 160
سدد سهامك عند كل خطاب
سدد سهامك عند كل خطاب / لست الذي ترجى ليوم مصاب
أمبشر يهدي العباد لدينه / أم ضيفن مذق اللسان محاب
اللَه ياروزفلت يا ارقى الورى / علماً وادرى الخلق بالآداب
ماذا دهاك وكنت ضيف معاشر / اسدوا اليك المدح بالاطاب
علمتنا معنى الجمود ولم تكن / الا يداً عملت لكل خراب
هبوا معي فالضيف اسقط حقه / يا معشر الشعراء والكتاب
برح الخفاء وبان روزفلت لنا / من ابغض الاعداء لا الاحباب
برح الخفاء فلا تكونوا أمة / تدع الدخيل يعضها بالناب
اياكم ان تركنوا لزخارف / تثنيكمُ عن مجلس النواب
اني ارى الدستور يخطر بينكم / لا تتركوه فانه بالباب
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه / واختار اهواءه يا بئس ما اختارا
كبر وكذب وتضليل ومنقصة / تملى الشنار وجيل يكتب العارا
تاللَه لولا تقى الرحمن يمنعنا / عن الهجاء لسودناه اسفارا
خذ من يراعي إذا عشنا مغلغلة / تذيقك السم والغسلين والنارا
أنذرت من صاحب أضحى يؤَنبني
أنذرت من صاحب أضحى يؤَنبني / ان بحت باسم التي بالهجر تجزيني
وقال اياك تأتي باسمها عرضاً / في طي قولك من حين الى حين
حتى كأن لم يكن قلبي بمرتدع / ولا لساني على سر بمأمون
فدى له مهجتي ماذا يحاذره / من حب صب بدل الغيد مفتون
احبها وهي تدري بي ويمنعها / عن الوفاق اختلاف الجنس والدين
عذيريَ من شيخين كلٌّ بلؤمه
عذيريَ من شيخين كلٌّ بلؤمه / على كل سوء للبرية واقع
فهذا لانساب الكرائم واضع / وهذا لأعلام النقائص رافع
أيرضى التنائي طيفك المتأوب
أيرضى التنائي طيفك المتأوب / ولم أدر ما يرضي الخيال ويغضب
أترضين يا مليا ببعدك والنوى / احر من الجمر الذي يتلهب
ركبت المطايا لا اضلك وخدها / كما ضل قلبي والصبابة مركب
رعي اللَه سجفا في الكناس مفوفا / نآي عنه ذياك الاغن المربرب
وقفت وهل يغني وقوفي بدارها / وليس بها الا ابن داية ينعب
اثير بها الاشجان وهي كوامن / واذرى دموعا كالحيا يتصبب
كأن الهوى نار فؤادي فراشها / اذ ما ذكت طار الفؤاد المعذب
أزف الرحيل فهل بلغت مراما
أزف الرحيل فهل بلغت مراما / ودنى الفراق فهل شفيت أواما
قف وقفة في الحي يقرئك الهوى / قبل الوداع تحية وسلاما
باللَه لا تنس الربوع واهلها / واذكر هناك محبة وغراما
يهفو المشوق اذا تباعدت النوى / ويكاد من لهف يذوب هياما
حتى اذا ذكر الذين ترحلوا / قعد الهوى بين الضلوع وقاما
مازال يحسب كل شهر بعدهم / دهراً يمر وكل يوم عاما
يشتاق عهد الظاعنين وقولهم / يا ليت عهد القرب طال وداما
او كلما بت الهوى احكامه / رفض الفؤاد النقض والابراما
عود جفونك ان تنام فربما / ان نمت زارك طيفهم إلماما
وانظر الى الربع المحيل فعينه / مما به تذري الدموع سجاما
لعب الزمان به فقطب وجهه / حزناً وعبس ثغره البساما
لِلّه أية لوعة عصفت بنا / تركت دموع المقلتين ركاما
لا تمنعوني في المنازل وقفة / تشفي عضالا في الفؤاد عقاما
حتا م يا قلبي تروعك النوى / والا م يفجعك الفراق الا ما
دارت عليك يد النوى بكؤُوسها / فسقتك صرف البين جاما جاما
ألم بلا داء يهيج لواعجاً / وجوى بلا نار يثير ضراما
في ذمة الرحمن اكرم بعثة / مدت لها ايدي الكرام جساما
نثروا اللهي ونثرت شعري بينهم / مثل العقود تألقا ونظاما
من لي بنعمي غير شعر خالد / اسديه لا منا ولا انعاما
خير القريض قريض اروع شاعر / في كل واد للفضائل هاما
يا راحلون وفي الفؤاد مكانكم / قروا وطيبوا اعيناً ومقاما
لا تدفنوا احياء بين شيوخكم / فالتبر يحسب في الرغام رغاما
بعض الشيوخ ولا اقول جميعهم / تخذوا التعنت والعناد لزاما
رثت عواطفهم وبات ضميرهم / خلقاً وحبل العلم صار رماما
الفوا الجمود وكل شيخ همه / ان يلبسوه عمامة ووساما
يمشون فوق الارض أعرض اهلها / جبباً واطول خلقها أكماما
فروا من العلم الحديث وحسبهم / جهلا بان عدوا العلوم حراما
حب الجبان النفس خلفه لقى / خلف المعامع يؤثر الاحجاما
وهم الذين اذا تضافر جمعهم / هزوا العروش وأسقطوا الاعلاما
واللَه لو شهروا سلاح علومهم / قهروا الاسود وحاصروا الآجاما
ولربما غلب الضعيف بعلمه / جيشاً تموج كالخضم لهاما
قد حرموا علم الحساب وساءَهم / ان يعرفوا الاعداد والارقاما
قنعوا بتجويد القراءَة واكتفوا / مذ اتقنوا التنوين والادغاما
سلهم عن الاهرام تسمع قولهم / سيف ابن ذي يزن بنى الاهراما
سلهم عن اليابان تعرف أنها / جبل خصيب ينبت الاقزاما
سلهم عن الميكاد تعرف أنه / ملك غزا كسرى وحارب حاما
سلهم عن الامزون تعرف انه / جزر تحيط مراكشا وسياما
شيخ المؤيد وهو أكبر مدع / بين الشيوخ مكانة ومقاما
أو لم يقل افريقيا قد اصبحت / قسماً بمكة يشرف الاقساما
جهلوا اكشافات العلوم وضرهم / ان يعرفوا التربيد والالغاما
رب اهدهم فالسيل قد بلغ الزبى / والخطب اصبح حولهم بترامى
أإِذا تبين جهلهم ذو فطنة / عدوه غياً منه او اجراما
ما للامام مضى وخلف زمرة / ضعفاء ماتوا بعده استسلاما
قالوا عليه وما اصابوا انه / عرف اللغات فأغضب الاسلاما
سل عنه هانوتو يخبر أنه / لا يستطيع مع الامام صداما
جاؤُا اليه مهطعين وكلهم / رضي الامام بان يكون اماما
هو بالدليل ازال عنهم ريبهم / واماط عن وجه الشكوك لثاما
لو لم يكن يدرى لسان خصومه / ما اسطاع اقناعاً ولا افحاما
امحمد لا فات قبرك وابل / يروى رفاتا تحته وعظاما
اظهرت للقرآن في تفسيره / حججاً تزيل الشك والابهاما
حتى كأَن اللَه بعد نبيه / القى عليك الوحي والالهاما
قد غالك الموت الزؤام وليته / ما غال ماضي الشفرتين حساما
فاذا بكيناك الغداة فانما / نبكي فتى ضخم الفعال هماما
نبكي الذي راع الحطيم وزمزما / ودهى العراق بموته والشاما
لو عاش بضع سنين اخرج امة / تهدى الولاة وترشد الحكاما
يا نصف اميين كيف قرأتم / ونسيتم أن تعملوا الاقلاما
هل في اللغات نقيصة إن شئتم / ان تفحموا اربابها الاعجاما
وهم الذين كما نراهم اتقنوا / لغة النبيّ كتابة وكلاما
مستشرق حفظ الكتاب وآخر / اخذ الشرائع عنه والاحكاما
يكفي رجال الغرب كل عجيبة / تعيي الظنون وتعجز الاوهاما
بلغوا المطار وسوف نسمع انهم / جازوا الهواء وخاطبوا الاجراما
عابوا جمود المسلمين وصرحوا / ان لا نعد مع الانام اناما
عشقوا الحياة وما عشقنا بعدهم / الا جموداً يشبه الاعداما
نمنا وباتوا ساهدين وفاتنا / حب الجمود على الضلال نياما
متعنتين على الدخيل فان يضئ / نخرج اليه من الضياء ظلاما
حتى يظن الدين دين تعنت / أو دين قوم أشبهوا الانعاما
لِلّه ما للمسلمين تشعبوا / في ملكهم وتقسموا اقساما
قطعوا الاواصر واستحلوا قطعها / ابد الابيد وشققوا الارحاما
وتفرقوا فرقاً وكانوا قبلها / اقوى العناصر ألفة ووئاما
لله لو عاد الذي سن الهدى / ومحى الضلال وكسر الاصناما
ورأى جمود المسلمين وحالهم / لمضى يبدل غيرهم اقواما
او ليس فيكم من طبيب حاذق / يصف الدواء فيبرئ الاسقاما
اشكو من الداء الذي قد شفكم / مثل المريض اذا اشتكى الآلاما
اني اخص الراحلين بلفظة / تبقى السنين وتخلد الاعواما
ان جئتم ارض العلوم وصرتم / فيها فمروا صالحين كراما
سيروا على سنن الهداية تبلغوا / اسمى المراقي ذروة وسناما
لا ترجعوا مثل الاولى رجعوا لنا / وهم اقل من الدبى احلاما
باريس روض للحسان ومسرح / يحوي الظباءَ ويكنف الآراما
فحذار من كيد الحسان فانه / يسبي الحكيم ويصرع الضرغاما
غضوا كامر اللَه من ابصاركم / تحيوا العفاف وتقتلوا الآثاما
اياكم كيد العدو ومكره / ان قال عذلاً او أصر ملاما
تهدي المحب الى الهوى عذاله / فتزيده في خوضه اقداما
ذو النفس ان يرض السماك مطية / يأب المجرة ان تكون زماما
واخو النهى يرجو من العيش العلى / واخو الجهالة ملبسا وطعاما
كونوا كما كان الأئمة انهم / صقلوا العقول وهذبوا الافهاما
كانوا كواكب يستضاء بها اذا / ما اربد جو المعضلات وغاما
كرهوا الملوك الظالمين شعوبهم / وحرٌ بهم ان يكرهوا الظلاما
كم هددوا بالفادحات وكم قضوا / بين السجون على الطوى اياما
وقفوا امام الغاشمين مواقفاً / بلغوا بها الاجلال والاعظاما
لو كان بغيتهم حطاما او غنى / نالوا كما شاؤووا غنى وحطاما
لكنهم خافوا الاله فما خشوا / للظالمين تغطرساً وعراما
شادوا معاهد للنهي ومدارجاً / ربوا بها الارواح لا الاجساما
فاذا فعلتم كنتم أعلى الورى / كعبا وارسخ في العلى اقداما
عودوا الى مصر كباراً في الحجى / تسديكم الاكبار والاكراما
وتفاخروا بذكاء مصر لعلهم / يوم الرهان يطأطئون الهاما
وتقلدوا صبر الكرام وجردوا / منه الغداة مهنداً صمصاما
هون على سمع مليا ما تلقنه
هون على سمع مليا ما تلقنه / بمرسح العذل من قال ومن قيل
سقتني الحب ادوارا مسلسلة / ومثلت بفؤادي أيّ تمثيل
بلوت بني الدنيا فعرفني بهم
بلوت بني الدنيا فعرفني بهم / وحكمني فيهم وفيها التدريب
فلم أدرع بالذل شيمة حازم / عن العز والعلياء لا يتنكب
ومن رام في الدنيا المجرة مشرعا / يهون عليه المطلب المتصعب
كذا انا يا نفسي فكوني أبية / ومالك الا مذهب الفضل مذهب
ذات الجلال ومن حاكت اسرتها
ذات الجلال ومن حاكت اسرتها / شمس النهار بلا ريب ولا شك
وخير ناسكة في البيت محرمة / لِلّه ما جئت من حج ومن نسك
زرت النبيّ فهشت يثرب طربا / وبات صيبها من فرحة يبكي
خذي التهاني لم أشرك بها احدا / من مؤمن غير ميال الى الشرك
قد كنت احسب ان المجد مقتصر / على الخواتين من عجم ومن ترك
حتى لمحتك بين الركب مشبهة / بوران في العز او بلقيس في الملك
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم / إلى سواك وفيك العرف والكرم
وعدتنا ووعود الحر منجزة / يقضى الوفاء بها والعهد والذمم
إنا عرضنا عليكم من حوائجنا / ما رده عن سواك الكبر والشمم
ولو شكونا الى الاعداء حرقتنا / لسار منا اليهم ذلك الألم
فاعذر فتاك اذا زمت ركائبه / وأبعدت في خطاها الاينق الرسم
ناء الى الشام عليّ بالغ وطرا / به تزول حقود الدهر والنقم
اذا نأيت ففي قلبي لكم شغف / وان رحلت ففي نفسي لكم ندم
وان قضيت فلا جاد الحيا جدثى / ولا سقته غوادي السحب والديم
ويشهد اللَه اني ما قلوتكم / وفي فؤادي سعير الحب يضطرم
اني أرى الدهر يدنينا ويبعدنا / والدهر يفعل ما يهوى ويحتكم
في كل ارض تبوأنا مقاعدها / لكم مديح كعقد الدر منتظم
إن كان ربي اخلاه فصاحبه
إن كان ربي اخلاه فصاحبه / يرى هلالا بأزهى الدر حلاه
لولا التقى كنت معبودي ومعتمدي / اذا ليس غيرك بين الخلق اخشاه
اسلم سلمت امير المؤمنين لنا / يا خير من بسطت لليمن يمناه
هون عليك فليس الحر مخذولا
هون عليك فليس الحر مخذولا / ما دام نصرك عند اللَه مكفولا
الحر لا يرهب الارماح مشرعة / ولا يهاب الحسام العضب مسلولا
يا نازل السجن لا تحفل بما اقترفوا / زدهم كراهية ما ازددت تكبيلا
ان البلاد التي أصبحت ساكنها / زادتك بالسجن تعظيما وتبجيلا
خفف أساك فان اللَه ثالثنا / ما غير ربك مرجوا ومأمولا
لسوف يأتي زمان ان ذكرت / يوما اقام لك الشعب التماثيلا
في كل ارض رأيت الضيم يكنفها / رأيت مثلك في الاصفاد مغلولا
فان عزمت فلا تحجم لكارثة / ولو غدوت على الحدباء محمولا
خير لك الموت في عز وفي شمم / من ان تعيش مضيم النفس مذلولا
ان يحجبوك فانت البدر محتجباً / يا من اجلك تشبيها وتمثيلا
لا تشتكي الدهر واستقبل طوارئه / ولو اماتوك تعذيباً وتنكيلا
واشهر يراعك ان القوم غايتهم / ان يجعلوا القلم المشحوذ مفلولا
وكن صدوقا اذا أبديت سوأتهم / يوم الحساب ولا ترضى الاباطيلا
ولا يهمك ما تلقاه من نفر / ليسوا كراما ولا قوما بهاليلا
الشامتين اذا البأساء قد نزلت / الواجدين اذا ما الصبر قد عيلا
كأن أعراضهم صارت بلا خجل / على حجور بني الدنيا مناديلا
وهم بمصر شحاح الكف لو قدروا / ان يمنعوا النيل ما اجروا لنا النيلا
اذا استطعت ابحت السيف هامتهم / حتى أريح غداة القبض عزريلا
ولو قدرت لما نهنهت من هممي / حتى ارى الدم مسفوكا ومطلولا
لا تنس وقفتنا والخصم محتكم / يزجى القضاء بامر كان مفعولا
ونحن في قفص كالزغب جاثمة / ثم انتفضنا به طيرا أبابيلا
فليهنيء الخصم ما يلقاه من قلم / ما زال يمطره نارا وسجيلا
يفني ويبقي هجائي فيه ما طلعت / شمس النهار على جيل تلا جيلا
لو شئت أنكبه في كل آونة / جعلته مثل عصف كان مأكولا
تاللَه ما جاء فرد من سلالته / الا وعاش بهذا الهجو مرذولا
اني عهدت له هجوا سيجعله / رهن المخازي وكان العهد مسؤولا
أنا الذي زدته في الناس معرفة / لولا الهجاء لعاش الدهر مجهولا
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا / فإني شِمتُه للسعد فالا
سأطريه متى عزّت بلادي / وقد رُزقت كما رُزق الكمالا
وأمدحه متى قمنا بمصر / وأرجعنا لها ذاك الجلالا
فأما والبلاد وساكنوها / يزيد الدهر حالتهم نكالا
فلست بناظم فيه قريضاً / ولا أنا قائل فيه مقالا
إلام نطالب الأعوام خيراً / ولم تنعم لنا الأعوام بالا
تمر وتنقضي منها ليال / بأرزاء الزمان غَدَت حُبالى
وتلك ممالك الإسلام كادت / صروف الدهر تخبلها خبالا
فلست أخصها بالذكر عنا / ونحن من البلاء أشد حالا
أيا عاماً تقضى بئسَ سهمٌ / رميت به الغواني والرجالا
فقالوا هل صروف العام كانت / نزاعاً قلت بل كانت نِزالا
همومٌ لو رَشَقت بها فؤاداً / لكانت في جوانبه نبالا
لقد حمّلتنا للضيم عبئا / ثقيلاً لا نطيق له احتمالا
وقد أجريت دمع القوم حتى / كأنَّا كلنا قوم ثكالى
ولولا ذكر أحمد كل عام / لما صُغنا لك الذكر الحلالا
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر / ورامت عن أواصلها انفصالا
أناس أخلصوا من بعد زيغ / وثابوا بعد أن ألِفوا الضلالا
وأقوام قد أرتدوا جهاراً / فساءوا في عواقبهم مآلا
وقال الناكصون كفى غُلوّاً / وإلّا ذقتم منه الوبالا
خلائق في المكارم لم يمدوا / يميناً للفعال ولا شمالا
أولئك عصبة بالخزي باءوا / فسمّوا الخزي والجبن اعتدالا
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء / غَدَوا للنشء بعدهم مثالا
عليكم بالإخاء ولا تَفلّوا / عرى القُربى فتنخذلوا انخذالا
سينجب حظه الوطن المفدى / إذا لم تحسنوا عنه النضالا
فجدّوا في علومكم صغارا / ولا تشكوا السآمة والكلالا
فمن رام الكواكب والدراري / بلا علم فقد رام المحالا
وإن صرتم رجالَ النيل يوماً / فلا تنسوا بربكم القتالا
وذودوا عنه مااسطعتم برأي / حصيف واجعلوا الحسنى جدالا
وما زال الرئيس لكم كفيلا / على رغم الخطوب ولن يزالا
وكونوا للأجانب خير عون / تزيدوا عروة الود اتصالا
إذا عشتم وإِياهم بخير / مَحَوتم عنكم قيلاً وقالا
لقد أوجزت خيفة أن يقولوا / نسيم في قصيدته تغالى
يا ليتَ سجنكَ لم يكن بمقدَّر
يا ليتَ سجنكَ لم يكن بمقدَّر / فاصبر على المقدور ستة أشهر
قد جلَّ رزءُ الشعر حتى خلتُه / بعض الرثاء وأنت لما تقبر
لولا احترام الحاكمين وحكمهم / لجعلته مثل الشواظ الأحمر
أقصَرتَ في ما قلتَ حتى لم تَسَل / أمقصرا أم كنتَ غير مقصر
وتركت أقيال الدفاع فلم تعن / بالمِدرَه المشهور أو بالأشهَرِ
يكفيك عطفُ العالمين ووجدهم / من أكبرٍ يطأ الثَّرى أو أصغر
حتى لقد ماد البقيع ويثرب / وتزلزت أرض الصفا والمشعر
التاعَ قلبُ محمد لمحمد / رب المحامد والعلا والمفخر
إني نظرتك في اتهامك واقفاً / فظننتُ أنك واقف في المِنبر
لتقول شعبي أو بلادي إنني / لِهَواكُما بين اللَّظى المتَسَعِّر
ولقد رأيتك جالساً مستبسلا / خلف الشِّباك جلوس من لم يُذعرَ
فرأيتُ في هذا الشباك مَعانياً / فهي العرينُ وأنتَ أجرأ قَسوَر
ولقد لمحتك ماشياً في ثُلَّةٍ / تعتز بينهم بقدر أوفر
فسألت هل هذا المسور خالد / أم جوهر يختال بين العسكر
أفريدُ يا ابنَ الأكرمينَ تحيةً / من شاعر بسوى الأسى لم يشعر
في مصر قوم ناوأوك بشرِّهم / فاردد مكايدَهم إليهم وانحر
ذكروك في حب البلاد وأهلها / ما قيمةُ الإنسان إن لم يُذكر
لو كنتَ ممن تاجروا بضميرهم / للعبتَ لعباً بالنضار الأصفر
أو كنتَ ممن يطلبون مراتباً / لشأوت في العلياء نجم المشتري
وسبقت أجرام السماء وفُتَّها / من مظلم في ذاته أو نيِّر
أمحمدٌ كن في النوائب ضَيغماً / مستجمعاً للطارئ المتنمر
إن بتَّ أنت من الفوادح جازعاً / ما فضل مفتول الذراع غضنفر
أشرق لعلك بين سجنك مشرقا / تهدي سبيل الطارق المتنور
فالشعب بعدك بات ينتجع العُلا / وغدا مُناهُ ورود هذا الكوثر
أنعم بسؤددك العظيم ومرحبا / بك من كريم الأصل زاكي العنصُر
أعزِز علينا يا ابن أحمد حالةٌ / جاءت بعيش بالهموم مكدر
فكأنه بدرٌ يحجب نورَه / ظلماتُ غيم في السماء كَنَهوَر
أو دُرّةٍ مكنونة في زاخر / أو دمعة مخبوءة في محجر
أو زهرة فيحاء خيف ذبولُها / وضياع نفحتها إذا لم تستر
أو ناظر غمضت عليه جفونه / حذرا عليه من القذى والعثير
أو أنت سر الكائنات محجب / أو بعض مكنون القضاء المضمر
أمحمد ما أنت أولُ مبتَلىً / بالفادحات من الزمان الأكدر
إني عهدتك خير من يسدى الورى / رأياً وخير مفكر ومدبِّر
فاشهر لدى الأهوال عزماً صادقاً / فلربَّ عزمٍ كالحُسام الأبتر
ما الناس إلا اثنان ذاك ميسِّرٌ / للصالحات وذاك غير ميسر
جل الإله فقد أرانا علمه / من كل شيء في الوجود مسخر
بانت مراحمه بأكمل رونق / وبدت مآثره بأكمل مظهر
لولا الفؤاد وما أصاب دفينه / ما كنتُ عن ذكراك بالمتأخر
لولا مراس الداء صغت قصيدة / أربت على شعر الأديب المكثر
عفواً رئيسَ المخلصين فإنني / ما رمت إلَّا جل عفوك فاغفر
قد جئتُ أزجي في القريض خريدة / قد بات يحسدني عليها البحتري
عطرية فيحاء طوراً عن شذا / وَرَدٍ وطوراً عن أريح العنبر
فيها معان صاغها لك مبدع / جم البيان خياله لم يحصر
فاخلع عليها من خلالك نفحة / حتى تضوع بنفح مسك أذفر
لي فيك ملء الخافقين لآلئ / زهر تبيع بها الرواة وتشترى
فعليك مني ما حييت تحية / وسلام كسرى في الملوك وقيصر
أقباط مصر ومسلموها ضمَّهم
أقباط مصر ومسلموها ضمَّهم / دين المسيح وشرعة الإسلام
الناشئون على الطهارة والتقى / والقائمون بمصر خير قيام
والخالدون إلى السكينة كلما / جاء الزمان بشدة وعرام
برح الخفاء وبان أنَّا أمة / لم تبغ غير محبة ووئام
إنَّا لنرجو أن نعيش بغبطة / توحي السلام وتنتهي بسلام
رمانا الزمان بإحدى الكبر
رمانا الزمان بإحدى الكبر / ومنه العظات ومنه العبر
شهيد تصارع في حومة / رماه القضاء بها والقدر
وخلف من بعده أمة / كسرب النجوم فقدن القمر
أتى جئة سافرت للبلى / ولم تسترح من عناء السفر
منىً أوردته حياض الردى / وورد الردى ما له من صدر
تعلقها عند شرخ الصبا / ولم يجفها عند مس الكبر
وأينع في روضها غرسه / ولم يبق إلا اجتناء الثمر
وأي امرئ عاش أقصى المدى / فنال من العيش أقصى الوطر
هنيئاً لميت نعته العلى / وطوبى لحى وعى وادّكر
وحسب فريد مُنى نالها / فقد حصدت كفه ما بذر
فتى أغمض الموت أجفانه / وأطبقها بعد طول السهر
أفاض على قومه ماله / فأدى الحقوق وأسدى البدر
طوبل نجاد الجدى عائل / لكل ضريك غليه افتقر
رأى الحرص عاراً على نفسه / فهان على نفسه ما ادخر
وكان بصيراً بعقبى الندى / يرى المال يفنى وتبقى السير
وأخلد ما للفتى ذكره / إذا نزل القبر لا ما يذر
وكم صامت ناطق في الثرى / بآي فصاح كآي السور
وليس الذي ذكره خامل / كمن شاع صيب له وانتشر
وليس بميت أغر اسمه / على صفحات العلى مستطر
خطيب المنابر منطيقها / وأسلس من فوق جمع نثر
فإن يكب يوماً بضماره / فكم من جواد كبا أو عثر
وما زال ينهب في عدوه / فيافي الفجائع حتى ضمر
وحتى دهنه بأعناتها / كوارث كاسرة للفِقر
أرى كاملا راح في شرخه / وأودى فريد حميد الأثر
زعيماً بلاد خلت منهما / أبو بكر مات وولى عمر
عزاء العلا عنهما أمة / تنادت لتجديد مجد دثر
وشعب سعى نحو آماله / بعز توقد حتى استعر
وما من ضعيف القوى واهن / تشبث بالحق إلا انتصر
يا وحى أسعفني بنظم قلادة
يا وحى أسعفني بنظم قلادة / صِيغت لآلئها من الأشعار
هذا أمين الرافعي ومن له / خير السجايا الغرّ والآثار
يا رافعيّ لأنت أصدق مخلص / للنيل في الإعلان والإسرار
جَرّد يراع المخلصين وذُد بها / بطش القوى وصولة الجبّار
واحذر على الاخبار من آفاقها / إن الرواة لآفة الأخبار
اليوم هنأتُ البلا بكاتب / ملكت يداه صحيفة الأحرار
قالوا انقسمنا فقلنا فتنة عَمَ
قالوا انقسمنا فقلنا فتنة عَمَ / بها تُفلّ مواضي العزم والهمم
ولم نكن غير جيش راكب طرفا / شتى المسالك من سهل ومن أكم
حتى يرفَّ لواء الفوز منعقداً / على الزمان بحق غير مهتضم
وكيف تُقسَم والتاريخ ينبئنا / أن الفلاح لشعب غير منقسم
فحاذروا أن تحلوا عقد شملكم / فتقرعوا السن من حزن ومن ندم
ونظموا ما استطعتم من صفوفكم / فالجيش إن يَعرُه الإخلال ينهزم
ولا أحدثكم عن إرثكم عجباً / فمنه كان بزوغ المجد والكرم
والمجد يدرك بالأعمال منجزة / لا يدرك المجد بالألفاظ والكَلِم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025