المجموع : 160
سدد سهامك عند كل خطاب
سدد سهامك عند كل خطاب / لست الذي ترجى ليوم مصاب
أمبشر يهدي العباد لدينه / أم ضيفن مذق اللسان محاب
اللَه ياروزفلت يا ارقى الورى / علماً وادرى الخلق بالآداب
ماذا دهاك وكنت ضيف معاشر / اسدوا اليك المدح بالاطاب
علمتنا معنى الجمود ولم تكن / الا يداً عملت لكل خراب
هبوا معي فالضيف اسقط حقه / يا معشر الشعراء والكتاب
برح الخفاء وبان روزفلت لنا / من ابغض الاعداء لا الاحباب
برح الخفاء فلا تكونوا أمة / تدع الدخيل يعضها بالناب
اياكم ان تركنوا لزخارف / تثنيكمُ عن مجلس النواب
اني ارى الدستور يخطر بينكم / لا تتركوه فانه بالباب
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه / واختار اهواءه يا بئس ما اختارا
كبر وكذب وتضليل ومنقصة / تملى الشنار وجيل يكتب العارا
تاللَه لولا تقى الرحمن يمنعنا / عن الهجاء لسودناه اسفارا
خذ من يراعي إذا عشنا مغلغلة / تذيقك السم والغسلين والنارا
أنذرت من صاحب أضحى يؤَنبني
أنذرت من صاحب أضحى يؤَنبني / ان بحت باسم التي بالهجر تجزيني
وقال اياك تأتي باسمها عرضاً / في طي قولك من حين الى حين
حتى كأن لم يكن قلبي بمرتدع / ولا لساني على سر بمأمون
فدى له مهجتي ماذا يحاذره / من حب صب بدل الغيد مفتون
احبها وهي تدري بي ويمنعها / عن الوفاق اختلاف الجنس والدين
عذيريَ من شيخين كلٌّ بلؤمه
عذيريَ من شيخين كلٌّ بلؤمه / على كل سوء للبرية واقع
فهذا لانساب الكرائم واضع / وهذا لأعلام النقائص رافع
أيرضى التنائي طيفك المتأوب
أيرضى التنائي طيفك المتأوب / ولم أدر ما يرضي الخيال ويغضب
أترضين يا مليا ببعدك والنوى / احر من الجمر الذي يتلهب
ركبت المطايا لا اضلك وخدها / كما ضل قلبي والصبابة مركب
رعي اللَه سجفا في الكناس مفوفا / نآي عنه ذياك الاغن المربرب
وقفت وهل يغني وقوفي بدارها / وليس بها الا ابن داية ينعب
اثير بها الاشجان وهي كوامن / واذرى دموعا كالحيا يتصبب
كأن الهوى نار فؤادي فراشها / اذ ما ذكت طار الفؤاد المعذب
أزف الرحيل فهل بلغت مراما
أزف الرحيل فهل بلغت مراما / ودنى الفراق فهل شفيت أواما
قف وقفة في الحي يقرئك الهوى / قبل الوداع تحية وسلاما
باللَه لا تنس الربوع واهلها / واذكر هناك محبة وغراما
يهفو المشوق اذا تباعدت النوى / ويكاد من لهف يذوب هياما
حتى اذا ذكر الذين ترحلوا / قعد الهوى بين الضلوع وقاما
مازال يحسب كل شهر بعدهم / دهراً يمر وكل يوم عاما
يشتاق عهد الظاعنين وقولهم / يا ليت عهد القرب طال وداما
او كلما بت الهوى احكامه / رفض الفؤاد النقض والابراما
عود جفونك ان تنام فربما / ان نمت زارك طيفهم إلماما
وانظر الى الربع المحيل فعينه / مما به تذري الدموع سجاما
لعب الزمان به فقطب وجهه / حزناً وعبس ثغره البساما
لِلّه أية لوعة عصفت بنا / تركت دموع المقلتين ركاما
لا تمنعوني في المنازل وقفة / تشفي عضالا في الفؤاد عقاما
حتا م يا قلبي تروعك النوى / والا م يفجعك الفراق الا ما
دارت عليك يد النوى بكؤُوسها / فسقتك صرف البين جاما جاما
ألم بلا داء يهيج لواعجاً / وجوى بلا نار يثير ضراما
في ذمة الرحمن اكرم بعثة / مدت لها ايدي الكرام جساما
نثروا اللهي ونثرت شعري بينهم / مثل العقود تألقا ونظاما
من لي بنعمي غير شعر خالد / اسديه لا منا ولا انعاما
خير القريض قريض اروع شاعر / في كل واد للفضائل هاما
يا راحلون وفي الفؤاد مكانكم / قروا وطيبوا اعيناً ومقاما
لا تدفنوا احياء بين شيوخكم / فالتبر يحسب في الرغام رغاما
بعض الشيوخ ولا اقول جميعهم / تخذوا التعنت والعناد لزاما
رثت عواطفهم وبات ضميرهم / خلقاً وحبل العلم صار رماما
الفوا الجمود وكل شيخ همه / ان يلبسوه عمامة ووساما
يمشون فوق الارض أعرض اهلها / جبباً واطول خلقها أكماما
فروا من العلم الحديث وحسبهم / جهلا بان عدوا العلوم حراما
حب الجبان النفس خلفه لقى / خلف المعامع يؤثر الاحجاما
وهم الذين اذا تضافر جمعهم / هزوا العروش وأسقطوا الاعلاما
واللَه لو شهروا سلاح علومهم / قهروا الاسود وحاصروا الآجاما
ولربما غلب الضعيف بعلمه / جيشاً تموج كالخضم لهاما
قد حرموا علم الحساب وساءَهم / ان يعرفوا الاعداد والارقاما
قنعوا بتجويد القراءَة واكتفوا / مذ اتقنوا التنوين والادغاما
سلهم عن الاهرام تسمع قولهم / سيف ابن ذي يزن بنى الاهراما
سلهم عن اليابان تعرف أنها / جبل خصيب ينبت الاقزاما
سلهم عن الميكاد تعرف أنه / ملك غزا كسرى وحارب حاما
سلهم عن الامزون تعرف انه / جزر تحيط مراكشا وسياما
شيخ المؤيد وهو أكبر مدع / بين الشيوخ مكانة ومقاما
أو لم يقل افريقيا قد اصبحت / قسماً بمكة يشرف الاقساما
جهلوا اكشافات العلوم وضرهم / ان يعرفوا التربيد والالغاما
رب اهدهم فالسيل قد بلغ الزبى / والخطب اصبح حولهم بترامى
أإِذا تبين جهلهم ذو فطنة / عدوه غياً منه او اجراما
ما للامام مضى وخلف زمرة / ضعفاء ماتوا بعده استسلاما
قالوا عليه وما اصابوا انه / عرف اللغات فأغضب الاسلاما
سل عنه هانوتو يخبر أنه / لا يستطيع مع الامام صداما
جاؤُا اليه مهطعين وكلهم / رضي الامام بان يكون اماما
هو بالدليل ازال عنهم ريبهم / واماط عن وجه الشكوك لثاما
لو لم يكن يدرى لسان خصومه / ما اسطاع اقناعاً ولا افحاما
امحمد لا فات قبرك وابل / يروى رفاتا تحته وعظاما
اظهرت للقرآن في تفسيره / حججاً تزيل الشك والابهاما
حتى كأَن اللَه بعد نبيه / القى عليك الوحي والالهاما
قد غالك الموت الزؤام وليته / ما غال ماضي الشفرتين حساما
فاذا بكيناك الغداة فانما / نبكي فتى ضخم الفعال هماما
نبكي الذي راع الحطيم وزمزما / ودهى العراق بموته والشاما
لو عاش بضع سنين اخرج امة / تهدى الولاة وترشد الحكاما
يا نصف اميين كيف قرأتم / ونسيتم أن تعملوا الاقلاما
هل في اللغات نقيصة إن شئتم / ان تفحموا اربابها الاعجاما
وهم الذين كما نراهم اتقنوا / لغة النبيّ كتابة وكلاما
مستشرق حفظ الكتاب وآخر / اخذ الشرائع عنه والاحكاما
يكفي رجال الغرب كل عجيبة / تعيي الظنون وتعجز الاوهاما
بلغوا المطار وسوف نسمع انهم / جازوا الهواء وخاطبوا الاجراما
عابوا جمود المسلمين وصرحوا / ان لا نعد مع الانام اناما
عشقوا الحياة وما عشقنا بعدهم / الا جموداً يشبه الاعداما
نمنا وباتوا ساهدين وفاتنا / حب الجمود على الضلال نياما
متعنتين على الدخيل فان يضئ / نخرج اليه من الضياء ظلاما
حتى يظن الدين دين تعنت / أو دين قوم أشبهوا الانعاما
لِلّه ما للمسلمين تشعبوا / في ملكهم وتقسموا اقساما
قطعوا الاواصر واستحلوا قطعها / ابد الابيد وشققوا الارحاما
وتفرقوا فرقاً وكانوا قبلها / اقوى العناصر ألفة ووئاما
لله لو عاد الذي سن الهدى / ومحى الضلال وكسر الاصناما
ورأى جمود المسلمين وحالهم / لمضى يبدل غيرهم اقواما
او ليس فيكم من طبيب حاذق / يصف الدواء فيبرئ الاسقاما
اشكو من الداء الذي قد شفكم / مثل المريض اذا اشتكى الآلاما
اني اخص الراحلين بلفظة / تبقى السنين وتخلد الاعواما
ان جئتم ارض العلوم وصرتم / فيها فمروا صالحين كراما
سيروا على سنن الهداية تبلغوا / اسمى المراقي ذروة وسناما
لا ترجعوا مثل الاولى رجعوا لنا / وهم اقل من الدبى احلاما
باريس روض للحسان ومسرح / يحوي الظباءَ ويكنف الآراما
فحذار من كيد الحسان فانه / يسبي الحكيم ويصرع الضرغاما
غضوا كامر اللَه من ابصاركم / تحيوا العفاف وتقتلوا الآثاما
اياكم كيد العدو ومكره / ان قال عذلاً او أصر ملاما
تهدي المحب الى الهوى عذاله / فتزيده في خوضه اقداما
ذو النفس ان يرض السماك مطية / يأب المجرة ان تكون زماما
واخو النهى يرجو من العيش العلى / واخو الجهالة ملبسا وطعاما
كونوا كما كان الأئمة انهم / صقلوا العقول وهذبوا الافهاما
كانوا كواكب يستضاء بها اذا / ما اربد جو المعضلات وغاما
كرهوا الملوك الظالمين شعوبهم / وحرٌ بهم ان يكرهوا الظلاما
كم هددوا بالفادحات وكم قضوا / بين السجون على الطوى اياما
وقفوا امام الغاشمين مواقفاً / بلغوا بها الاجلال والاعظاما
لو كان بغيتهم حطاما او غنى / نالوا كما شاؤووا غنى وحطاما
لكنهم خافوا الاله فما خشوا / للظالمين تغطرساً وعراما
شادوا معاهد للنهي ومدارجاً / ربوا بها الارواح لا الاجساما
فاذا فعلتم كنتم أعلى الورى / كعبا وارسخ في العلى اقداما
عودوا الى مصر كباراً في الحجى / تسديكم الاكبار والاكراما
وتفاخروا بذكاء مصر لعلهم / يوم الرهان يطأطئون الهاما
وتقلدوا صبر الكرام وجردوا / منه الغداة مهنداً صمصاما
هون على سمع مليا ما تلقنه
هون على سمع مليا ما تلقنه / بمرسح العذل من قال ومن قيل
سقتني الحب ادوارا مسلسلة / ومثلت بفؤادي أيّ تمثيل
بلوت بني الدنيا فعرفني بهم
بلوت بني الدنيا فعرفني بهم / وحكمني فيهم وفيها التدريب
فلم أدرع بالذل شيمة حازم / عن العز والعلياء لا يتنكب
ومن رام في الدنيا المجرة مشرعا / يهون عليه المطلب المتصعب
كذا انا يا نفسي فكوني أبية / ومالك الا مذهب الفضل مذهب
ذات الجلال ومن حاكت اسرتها
ذات الجلال ومن حاكت اسرتها / شمس النهار بلا ريب ولا شك
وخير ناسكة في البيت محرمة / لِلّه ما جئت من حج ومن نسك
زرت النبيّ فهشت يثرب طربا / وبات صيبها من فرحة يبكي
خذي التهاني لم أشرك بها احدا / من مؤمن غير ميال الى الشرك
قد كنت احسب ان المجد مقتصر / على الخواتين من عجم ومن ترك
حتى لمحتك بين الركب مشبهة / بوران في العز او بلقيس في الملك
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم / إلى سواك وفيك العرف والكرم
وعدتنا ووعود الحر منجزة / يقضى الوفاء بها والعهد والذمم
إنا عرضنا عليكم من حوائجنا / ما رده عن سواك الكبر والشمم
ولو شكونا الى الاعداء حرقتنا / لسار منا اليهم ذلك الألم
فاعذر فتاك اذا زمت ركائبه / وأبعدت في خطاها الاينق الرسم
ناء الى الشام عليّ بالغ وطرا / به تزول حقود الدهر والنقم
اذا نأيت ففي قلبي لكم شغف / وان رحلت ففي نفسي لكم ندم
وان قضيت فلا جاد الحيا جدثى / ولا سقته غوادي السحب والديم
ويشهد اللَه اني ما قلوتكم / وفي فؤادي سعير الحب يضطرم
اني أرى الدهر يدنينا ويبعدنا / والدهر يفعل ما يهوى ويحتكم
في كل ارض تبوأنا مقاعدها / لكم مديح كعقد الدر منتظم
إن كان ربي اخلاه فصاحبه
إن كان ربي اخلاه فصاحبه / يرى هلالا بأزهى الدر حلاه
لولا التقى كنت معبودي ومعتمدي / اذا ليس غيرك بين الخلق اخشاه
اسلم سلمت امير المؤمنين لنا / يا خير من بسطت لليمن يمناه
هون عليك فليس الحر مخذولا
هون عليك فليس الحر مخذولا / ما دام نصرك عند اللَه مكفولا
الحر لا يرهب الارماح مشرعة / ولا يهاب الحسام العضب مسلولا
يا نازل السجن لا تحفل بما اقترفوا / زدهم كراهية ما ازددت تكبيلا
ان البلاد التي أصبحت ساكنها / زادتك بالسجن تعظيما وتبجيلا
خفف أساك فان اللَه ثالثنا / ما غير ربك مرجوا ومأمولا
لسوف يأتي زمان ان ذكرت / يوما اقام لك الشعب التماثيلا
في كل ارض رأيت الضيم يكنفها / رأيت مثلك في الاصفاد مغلولا
فان عزمت فلا تحجم لكارثة / ولو غدوت على الحدباء محمولا
خير لك الموت في عز وفي شمم / من ان تعيش مضيم النفس مذلولا
ان يحجبوك فانت البدر محتجباً / يا من اجلك تشبيها وتمثيلا
لا تشتكي الدهر واستقبل طوارئه / ولو اماتوك تعذيباً وتنكيلا
واشهر يراعك ان القوم غايتهم / ان يجعلوا القلم المشحوذ مفلولا
وكن صدوقا اذا أبديت سوأتهم / يوم الحساب ولا ترضى الاباطيلا
ولا يهمك ما تلقاه من نفر / ليسوا كراما ولا قوما بهاليلا
الشامتين اذا البأساء قد نزلت / الواجدين اذا ما الصبر قد عيلا
كأن أعراضهم صارت بلا خجل / على حجور بني الدنيا مناديلا
وهم بمصر شحاح الكف لو قدروا / ان يمنعوا النيل ما اجروا لنا النيلا
اذا استطعت ابحت السيف هامتهم / حتى أريح غداة القبض عزريلا
ولو قدرت لما نهنهت من هممي / حتى ارى الدم مسفوكا ومطلولا
لا تنس وقفتنا والخصم محتكم / يزجى القضاء بامر كان مفعولا
ونحن في قفص كالزغب جاثمة / ثم انتفضنا به طيرا أبابيلا
فليهنيء الخصم ما يلقاه من قلم / ما زال يمطره نارا وسجيلا
يفني ويبقي هجائي فيه ما طلعت / شمس النهار على جيل تلا جيلا
لو شئت أنكبه في كل آونة / جعلته مثل عصف كان مأكولا
تاللَه ما جاء فرد من سلالته / الا وعاش بهذا الهجو مرذولا
اني عهدت له هجوا سيجعله / رهن المخازي وكان العهد مسؤولا
أنا الذي زدته في الناس معرفة / لولا الهجاء لعاش الدهر مجهولا
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا / فإني شِمتُه للسعد فالا
سأطريه متى عزّت بلادي / وقد رُزقت كما رُزق الكمالا
وأمدحه متى قمنا بمصر / وأرجعنا لها ذاك الجلالا
فأما والبلاد وساكنوها / يزيد الدهر حالتهم نكالا
فلست بناظم فيه قريضاً / ولا أنا قائل فيه مقالا
إلام نطالب الأعوام خيراً / ولم تنعم لنا الأعوام بالا
تمر وتنقضي منها ليال / بأرزاء الزمان غَدَت حُبالى
وتلك ممالك الإسلام كادت / صروف الدهر تخبلها خبالا
فلست أخصها بالذكر عنا / ونحن من البلاء أشد حالا
أيا عاماً تقضى بئسَ سهمٌ / رميت به الغواني والرجالا
فقالوا هل صروف العام كانت / نزاعاً قلت بل كانت نِزالا
همومٌ لو رَشَقت بها فؤاداً / لكانت في جوانبه نبالا
لقد حمّلتنا للضيم عبئا / ثقيلاً لا نطيق له احتمالا
وقد أجريت دمع القوم حتى / كأنَّا كلنا قوم ثكالى
ولولا ذكر أحمد كل عام / لما صُغنا لك الذكر الحلالا
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر / ورامت عن أواصلها انفصالا
أناس أخلصوا من بعد زيغ / وثابوا بعد أن ألِفوا الضلالا
وأقوام قد أرتدوا جهاراً / فساءوا في عواقبهم مآلا
وقال الناكصون كفى غُلوّاً / وإلّا ذقتم منه الوبالا
خلائق في المكارم لم يمدوا / يميناً للفعال ولا شمالا
أولئك عصبة بالخزي باءوا / فسمّوا الخزي والجبن اعتدالا
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء / غَدَوا للنشء بعدهم مثالا
عليكم بالإخاء ولا تَفلّوا / عرى القُربى فتنخذلوا انخذالا
سينجب حظه الوطن المفدى / إذا لم تحسنوا عنه النضالا
فجدّوا في علومكم صغارا / ولا تشكوا السآمة والكلالا
فمن رام الكواكب والدراري / بلا علم فقد رام المحالا
وإن صرتم رجالَ النيل يوماً / فلا تنسوا بربكم القتالا
وذودوا عنه مااسطعتم برأي / حصيف واجعلوا الحسنى جدالا
وما زال الرئيس لكم كفيلا / على رغم الخطوب ولن يزالا
وكونوا للأجانب خير عون / تزيدوا عروة الود اتصالا
إذا عشتم وإِياهم بخير / مَحَوتم عنكم قيلاً وقالا
لقد أوجزت خيفة أن يقولوا / نسيم في قصيدته تغالى
يا ليتَ سجنكَ لم يكن بمقدَّر
يا ليتَ سجنكَ لم يكن بمقدَّر / فاصبر على المقدور ستة أشهر
قد جلَّ رزءُ الشعر حتى خلتُه / بعض الرثاء وأنت لما تقبر
لولا احترام الحاكمين وحكمهم / لجعلته مثل الشواظ الأحمر
أقصَرتَ في ما قلتَ حتى لم تَسَل / أمقصرا أم كنتَ غير مقصر
وتركت أقيال الدفاع فلم تعن / بالمِدرَه المشهور أو بالأشهَرِ
يكفيك عطفُ العالمين ووجدهم / من أكبرٍ يطأ الثَّرى أو أصغر
حتى لقد ماد البقيع ويثرب / وتزلزت أرض الصفا والمشعر
التاعَ قلبُ محمد لمحمد / رب المحامد والعلا والمفخر
إني نظرتك في اتهامك واقفاً / فظننتُ أنك واقف في المِنبر
لتقول شعبي أو بلادي إنني / لِهَواكُما بين اللَّظى المتَسَعِّر
ولقد رأيتك جالساً مستبسلا / خلف الشِّباك جلوس من لم يُذعرَ
فرأيتُ في هذا الشباك مَعانياً / فهي العرينُ وأنتَ أجرأ قَسوَر
ولقد لمحتك ماشياً في ثُلَّةٍ / تعتز بينهم بقدر أوفر
فسألت هل هذا المسور خالد / أم جوهر يختال بين العسكر
أفريدُ يا ابنَ الأكرمينَ تحيةً / من شاعر بسوى الأسى لم يشعر
في مصر قوم ناوأوك بشرِّهم / فاردد مكايدَهم إليهم وانحر
ذكروك في حب البلاد وأهلها / ما قيمةُ الإنسان إن لم يُذكر
لو كنتَ ممن تاجروا بضميرهم / للعبتَ لعباً بالنضار الأصفر
أو كنتَ ممن يطلبون مراتباً / لشأوت في العلياء نجم المشتري
وسبقت أجرام السماء وفُتَّها / من مظلم في ذاته أو نيِّر
أمحمدٌ كن في النوائب ضَيغماً / مستجمعاً للطارئ المتنمر
إن بتَّ أنت من الفوادح جازعاً / ما فضل مفتول الذراع غضنفر
أشرق لعلك بين سجنك مشرقا / تهدي سبيل الطارق المتنور
فالشعب بعدك بات ينتجع العُلا / وغدا مُناهُ ورود هذا الكوثر
أنعم بسؤددك العظيم ومرحبا / بك من كريم الأصل زاكي العنصُر
أعزِز علينا يا ابن أحمد حالةٌ / جاءت بعيش بالهموم مكدر
فكأنه بدرٌ يحجب نورَه / ظلماتُ غيم في السماء كَنَهوَر
أو دُرّةٍ مكنونة في زاخر / أو دمعة مخبوءة في محجر
أو زهرة فيحاء خيف ذبولُها / وضياع نفحتها إذا لم تستر
أو ناظر غمضت عليه جفونه / حذرا عليه من القذى والعثير
أو أنت سر الكائنات محجب / أو بعض مكنون القضاء المضمر
أمحمد ما أنت أولُ مبتَلىً / بالفادحات من الزمان الأكدر
إني عهدتك خير من يسدى الورى / رأياً وخير مفكر ومدبِّر
فاشهر لدى الأهوال عزماً صادقاً / فلربَّ عزمٍ كالحُسام الأبتر
ما الناس إلا اثنان ذاك ميسِّرٌ / للصالحات وذاك غير ميسر
جل الإله فقد أرانا علمه / من كل شيء في الوجود مسخر
بانت مراحمه بأكمل رونق / وبدت مآثره بأكمل مظهر
لولا الفؤاد وما أصاب دفينه / ما كنتُ عن ذكراك بالمتأخر
لولا مراس الداء صغت قصيدة / أربت على شعر الأديب المكثر
عفواً رئيسَ المخلصين فإنني / ما رمت إلَّا جل عفوك فاغفر
قد جئتُ أزجي في القريض خريدة / قد بات يحسدني عليها البحتري
عطرية فيحاء طوراً عن شذا / وَرَدٍ وطوراً عن أريح العنبر
فيها معان صاغها لك مبدع / جم البيان خياله لم يحصر
فاخلع عليها من خلالك نفحة / حتى تضوع بنفح مسك أذفر
لي فيك ملء الخافقين لآلئ / زهر تبيع بها الرواة وتشترى
فعليك مني ما حييت تحية / وسلام كسرى في الملوك وقيصر
أقباط مصر ومسلموها ضمَّهم
أقباط مصر ومسلموها ضمَّهم / دين المسيح وشرعة الإسلام
الناشئون على الطهارة والتقى / والقائمون بمصر خير قيام
والخالدون إلى السكينة كلما / جاء الزمان بشدة وعرام
برح الخفاء وبان أنَّا أمة / لم تبغ غير محبة ووئام
إنَّا لنرجو أن نعيش بغبطة / توحي السلام وتنتهي بسلام
رمانا الزمان بإحدى الكبر
رمانا الزمان بإحدى الكبر / ومنه العظات ومنه العبر
شهيد تصارع في حومة / رماه القضاء بها والقدر
وخلف من بعده أمة / كسرب النجوم فقدن القمر
أتى جئة سافرت للبلى / ولم تسترح من عناء السفر
منىً أوردته حياض الردى / وورد الردى ما له من صدر
تعلقها عند شرخ الصبا / ولم يجفها عند مس الكبر
وأينع في روضها غرسه / ولم يبق إلا اجتناء الثمر
وأي امرئ عاش أقصى المدى / فنال من العيش أقصى الوطر
هنيئاً لميت نعته العلى / وطوبى لحى وعى وادّكر
وحسب فريد مُنى نالها / فقد حصدت كفه ما بذر
فتى أغمض الموت أجفانه / وأطبقها بعد طول السهر
أفاض على قومه ماله / فأدى الحقوق وأسدى البدر
طوبل نجاد الجدى عائل / لكل ضريك غليه افتقر
رأى الحرص عاراً على نفسه / فهان على نفسه ما ادخر
وكان بصيراً بعقبى الندى / يرى المال يفنى وتبقى السير
وأخلد ما للفتى ذكره / إذا نزل القبر لا ما يذر
وكم صامت ناطق في الثرى / بآي فصاح كآي السور
وليس الذي ذكره خامل / كمن شاع صيب له وانتشر
وليس بميت أغر اسمه / على صفحات العلى مستطر
خطيب المنابر منطيقها / وأسلس من فوق جمع نثر
فإن يكب يوماً بضماره / فكم من جواد كبا أو عثر
وما زال ينهب في عدوه / فيافي الفجائع حتى ضمر
وحتى دهنه بأعناتها / كوارث كاسرة للفِقر
أرى كاملا راح في شرخه / وأودى فريد حميد الأثر
زعيماً بلاد خلت منهما / أبو بكر مات وولى عمر
عزاء العلا عنهما أمة / تنادت لتجديد مجد دثر
وشعب سعى نحو آماله / بعز توقد حتى استعر
وما من ضعيف القوى واهن / تشبث بالحق إلا انتصر
يا وحى أسعفني بنظم قلادة
يا وحى أسعفني بنظم قلادة / صِيغت لآلئها من الأشعار
هذا أمين الرافعي ومن له / خير السجايا الغرّ والآثار
يا رافعيّ لأنت أصدق مخلص / للنيل في الإعلان والإسرار
جَرّد يراع المخلصين وذُد بها / بطش القوى وصولة الجبّار
واحذر على الاخبار من آفاقها / إن الرواة لآفة الأخبار
اليوم هنأتُ البلا بكاتب / ملكت يداه صحيفة الأحرار
قالوا انقسمنا فقلنا فتنة عَمَ
قالوا انقسمنا فقلنا فتنة عَمَ / بها تُفلّ مواضي العزم والهمم
ولم نكن غير جيش راكب طرفا / شتى المسالك من سهل ومن أكم
حتى يرفَّ لواء الفوز منعقداً / على الزمان بحق غير مهتضم
وكيف تُقسَم والتاريخ ينبئنا / أن الفلاح لشعب غير منقسم
فحاذروا أن تحلوا عقد شملكم / فتقرعوا السن من حزن ومن ندم
ونظموا ما استطعتم من صفوفكم / فالجيش إن يَعرُه الإخلال ينهزم
ولا أحدثكم عن إرثكم عجباً / فمنه كان بزوغ المجد والكرم
والمجد يدرك بالأعمال منجزة / لا يدرك المجد بالألفاظ والكَلِم