المجموع : 228
إِنّي رَأَيتُ الصَبرَ خَيرَ مُعَوّل
إِنّي رَأَيتُ الصَبرَ خَيرَ مُعَوّل / في النائِباتِ لِمَن أَرادَ مُعَوِّلا
وَرَأَيتُ أَسبابَ القُنوعِ مَنوطَةً / بِعُرا الغِنى فَجَعَلتها لي مَعقِلا
فَإِذا نَبا بي مَنزِلٌ لا يُرتَضى / جاوَزتُهُ وَاِختَرتُ عَنهُ مَنزِلا
وَإِذا غَلا شَيءٌ عَلَيَّ تَرَكتُهُ / فَيَكونُ أَرخَصَ ما يَكونُ إِذا غَلا
أَمِن بَعدِ سِتّينَ تَبكي الطُلولا
أَمِن بَعدِ سِتّينَ تَبكي الطُلولا / وَتَندُبُ رَسماً وانِياً مُحيلا
وَقَد نَجَّمَ الشَيبُ في عارِضَيكَ / وَجَرَّ عَلى مَفرِقِكَ الذُيولا
قُلتُ اِرفَعي السِجفَ نَستَمتِع بِمَجلِسِنا
قُلتُ اِرفَعي السِجفَ نَستَمتِع بِمَجلِسِنا / فَالشَمسُ ما غَيَّبتُ مِن وَجهِكَ الكِلَلُ
سَيِّدٌ طالَ وَما في
سَيِّدٌ طالَ وَما في / وَعدِهِ الصادِقِ طولُ
وَلَهُ في الجودِ وَالمَج / دِ فُروعٌ وَأُصولُ
سَئِمَتهُ البيضُ وَالسُم / رُ وَمَلَّتهُ الخُيولُ
فَهوَ لِلأَهوالِ في الحَر / بِ إِذا اِشتَدَّ حَمولُ
وَما صاحِبُ السَبعينَ وَالعَشرِ بَعدَها
وَما صاحِبُ السَبعينَ وَالعَشرِ بَعدَها / بِأَقرَبَ مِمَّن حَنَّكَتهُ القَوابِلُ
وَلَكِنَّ آمالاً يُؤَمِّلُها الفَتى / وَفيهِنَّ لِلراجينَ حَقٌّ وَباطِلُ
القَولُ ما صَدَّقَهُ الفِعلُ
القَولُ ما صَدَّقَهُ الفِعلُ / وَالفِعلُ ما وَكَّدَهُ العَقلُ
لا يَثبُتُ الفَرعُ إِذا لَم يَكُن / يُقِلُّهُ مِن تَحتِهِ الأَصلُ
قَد يَنفَعُ العَذلُ الفَتى تارَة / وَرُبَّما أَغرى الفَتى العَذلُ
كُلُّ اِمرِئٍ في وَجهِهِ شاهِد / مِنهُ بِما يُضمِرُهُ عَدلُ
كَم مُظهِرٍ ديناً وَمِن دينِهِ / الغِشُّ لِأَهلِ الدينِ وَالخَتلُ
لا خَيرَ في المالِ إِذا لَم يَكُن / فيهِ لِمَن لاذَ بِهِ فَضلُ
لَيسَ لِرَبِّ البَيتِ مِن بَيتِهِ / عَيشٌ إِذا لَم يَصلُحِ الأَهلُ
أَرى دَهرَنا فيهِ عَجائِبُ جَمَّةٌ
أَرى دَهرَنا فيهِ عَجائِبُ جَمَّةٌ / إِذا اِستُعرِضَت بِالعَقلِ ضَلَّ لَها العَقلُ
أَرى كُلَّ ذي مالٍ يَسودُ بِمالِهِ / وَإِن كانَ لا أَصلٌ هُناكَ وَلا فَضلُ
وَآخرَ مَنسوباً إِلى الرَأيِ خامِلاً / وَأَنوَكَ مَخبولاً لَهُ الجاهُ وَالنُبلُ
فَلا ذا بِفَضلِ الرَأيِ أَدرَكَ بُلغَةً / وَلَم أَرَ هَذا ضَرَّهُ النَوكُ وَالجَهلُ
وَما الفَضلُ في هَذا الزَمان لِأَهلِهِ / وَلَكِنَّ ذا المالِ الكَثيرِ لَهُ الفَضلُ
فَشَرف ذَوي الأَموالِ حَيثُ لَقيتَهُم / فَقَولُهُمُ قَولٌ وَفِعلُهُمُ فِعلُ
ما الدُرُّ مَنظوماً بِأَحسَنَ مِن
ما الدُرُّ مَنظوماً بِأَحسَنَ مِن / شَيبٍ يُجَلِّلُ هامَةَ الكَهلِ
وَكَأَنَّهُ فيهِ النُجومُ إِذا / جَدَّ المَسيرُ بِها عَلى مَهلِ
لا تَبكِيَنَّ عَلى الشَبابِ إِذا / يَبكي الجَهولُ عَلَيهِ لِلجَهلِ
وَاشكُر لِشَيبِكَ حُسنَ صُحبَتِهِ / فَلَقَد كَساكَ جَلالَه الفَضل
وَلَم أَرَ مِثلَ الفَقرِ أَوضَعَ لِلفَتى
وَلَم أَرَ مِثلَ الفَقرِ أَوضَعَ لِلفَتى / وَلَم أَرَ مِثلَ المالِ أَرفَعَ لِلنَذلِ
وَلَم أَرَ عِزّاً لِاِمرِئٍ كَعَشيرَةٍ / وَلَم أَرَ ذُلّاً مِثلَ نَأيٍ عَنِ الأَهلِ
وَلَم أَرَ مِن عُدمٍ أَضَرَّ عَلى الفَتى / إِذا عاشَ بَينَ الناسِ من عدم العَقلِ
لا تَحمَدَنَّ أَخا حِرصٍ عَلى سَعَةٍ
لا تَحمَدَنَّ أَخا حِرصٍ عَلى سَعَةٍ / وَاِنظُر إِلَيهِ بِعَينِ الماقِتِ القالي
إِنَّ الحريصَ لَمَشغولٌ بِشِقوَتِهِ / عَنِ السُرورِ بِما يَحوي مِنَ المالِ
إِنَّ السُؤالَ فَعَدِّ عَنهُ قَليلُهُ
إِنَّ السُؤالَ فَعَدِّ عَنهُ قَليلُهُ / ثَمَنٌ لِكُلِّ عَطِيَّةٍ أَو مالِ
وَالحالُ تَقعُدُ بِالكَريمِ فَما تَرى / فيهِ لِعِزَّتِهِ تَغَيُّرَ حالِ
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها / مَخايِلُ تَستَفِزُّ ذَوي العُقولِ
أَقَلُّ قَليلِها يَكفيكَ مِنها / وَلَكِن لَستَ تَقنَعُ بِالقَليلِ
تُشيدُ وَتَبتَني في كُلِّ يَومٍ / وَأَنتَ عَلى التَجَهُّزِ لِلرَحيلِ
وَمَن هَذا عَلى الأَيّامِ تَبقى / مَضارِبُهُ بِمَدرَجَةِ السُيولِ
إِذا أَنتَ لَم يَنفَعكَ عِلمُكَ لَم تَجِد
إِذا أَنتَ لَم يَنفَعكَ عِلمُكَ لَم تَجِد / لِعِلمِكَ مَخلوقاً مِنَ الناسِ يَقبَلُه
وَإِن زانَكَ العِلمُ الَّذي قَد حَمَلتَهُ / وَجَدتَ لَهُ مَن يَجتَنيهِ وَيَحمِلُه
يا أَيُّها الظالِمُ في فِعلِهِ
يا أَيُّها الظالِمُ في فِعلِهِ / وَالظُلمُ مَردودٌ عَلى مَن ظَلَم
إِلى مَتى أَنتَ وَحَتّى مَتى / تَشكو المُصيبات وَتَنسى النِعَم
بادِر شَبابَكَ أَن تَهرَما
بادِر شَبابَكَ أَن تَهرَما / وَصِحَّةَ جِسمِكَ أَن تَسقَما
وَأَيّامَ عَيشِكَ قَبلَ المَمات / فَما قَصر مَن عاشَ أَن يَسلَما
وَوَقت فَراغِكَ بادِر بِه / لَيالي شُغلِكَ في بَعضِ ما
فَقَدِّر فَكُلُّ اِمرِئٍ قادِمٌ / عَلى عِلمِ ما كانَ قَد قَدَّما
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ / فَكانَ الحِلمُ عَنهُ لَهُ لِجاما
وَظَنَّ بي السَفاهَ فَلَم يَجِدني / أُسافِهُهُ وَقُلتُ لَهُ سَلاما
فَقامَ يَجُرُّ رِجلَيهِ ذَليلاً / وَقَد كَسَبَ المَذَمَّةَ وَالمَلاما
وَفَضلُ الحِلمِ أَبلَغُ في سَفيه / وَأَحرى أَن يَنالَ بِهِ اِنتِقاما
تَلَذَّذتَ في الدُنيا بِكُلِّ طَريفَةٍ
تَلَذَّذتَ في الدُنيا بِكُلِّ طَريفَةٍ / عَلى أَنَّها أَيضاً حَرامٌ مُحَرَّمُ
وَتأملُ جَنّاتِ الخُلودِ لَبِئسَما / تُقَدِّرُ مَن يَقضي بِهَذا وَيَحكُمُ
لَئِن كانَ حُكمُ اللَهِ يَخرُجُ هَكَذا / فَإِنَّكَ مِن يَحيى عَلى اللَهِ أَكرَمُ
إِذا قيلَ مَن يَقضي بِهَذا فَقُل لَهُ / وَمُدَّ لَهُ في الصَوتِ يَحلُمُ يَحلُمُ
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي / بِأَنَّ الحُبَّ مِن شِيَمِ الكِرامِ
اِصبِر عَلى الظُلمِ وَلا تَنتَصِر
اِصبِر عَلى الظُلمِ وَلا تَنتَصِر / فَالظُلمُ مَردودٌ عَلى الظالِمِ
وَكِل إِلى اللَهِ ظَلوماً فَما / رَبّي عَنِ الظالِمِ بِالنائِمِ
تَعَزَّ بِحُسنِ الصَبرِ عَن كُلِّ هالِكٍ
تَعَزَّ بِحُسنِ الصَبرِ عَن كُلِّ هالِكٍ / فَفي الصَبرِ مَسلاةُ الهُمومِ اللَوازِمِ
إِذا أَنتَ لَم تَسلُ اِصطِباراً وَحِسبَةً / سَلَوتَ عَلى الأَيّامِ مِثلَ البَهائِمِ
وَلَيسَ يَذودُ النَفسَ عَن شَهواتِها / مِنَ الناسِ إِلّا كُلُّ ماضي العَزائِمِ