المجموع : 234
تَرْجَمتُ حَرْفاً لا يُقْرَا
تَرْجَمتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفاهِم يَفْهَمْني
رُقِيتُ مِنْ نُقْطةِ الْبَا /
إِلى الألِفْ أسْنَى رُتْبَا /
لِمَا بِهِ تُنْسَى الْقُرْبَى /
أيْ دَهْشَا إِهْنا وأي حَيْرَه / أنا جَلِيسْ مَنْ يَذْكُرْنِي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
حقاً بِنَا ذِكْرُ الذَّاكِرْ /
فَنَا فافْنَا لِلْخاطِر /
تَلاَشَى في عَيْنِ النَّاظِر /
يُنادِي في سِرِّ الْحَضْرَا / يا رَبِّ اشْفَعْني أوْتِرْنِي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
خَلَّصْني مِنْ بَحْرِ التَّوْحيد /
واظْهَرْنِي في شاطِي التَّفْريد /
في عَيْنِ إِنْسانِ التَّجْريد /
خرَجْتُ في تِلْكَ النَّظْرَا / عَنِ السَّوَى وعن عَيْتي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
ولَم نَجِد عَن مَن نَخْرُوجْ /
إِذا رِيْتني أنِّي مَدْرُوج /
في كُلّ كاسِي رامِي مَمْزُوجْ /
أنا الزُّجاج أنا الْخَمْرَا / مِن سَكْرَتِي لَم تَعْقِلْني
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
أنا النَّديم أنا السَّاقِي /
زادَت بِأُنْسِي أشْواقِي /
فَنيتُ في مَعْنَى باقِي /
ماذَا الْخَبَر إِلاَّ سُتْرَا / في كُلِّ حَرْف يُتَرْجِمْني
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
ظَهَر لِي في سطْرِي مكْتُوب /
سِرُّ الْمُحِبِّ إِلى الْمَحْبُوب /
فافْهَم تَجِد أنْتَ الْمَطْلوب /
في كلِّ لَمْحَهْ او نَظْرَا / ذَاكَ الذي أنْتَ تَعْني
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
غَرِقْت في بحْرِ الأسْمَا /
ما بَيْن عَبَسْ وَعمَّا /
حتَّى سَرَى لَبْنَى سَلْمَى /
حين كان لي في بالَك ذَا الْهِجْران / لاَش يا مَلِيح تُظْهِرنِي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
خلاعتي يا صَحْبي مِنْ مُجُونِي
خلاعتي يا صَحْبي مِنْ مُجُونِي / ودَعِ الْعَواذِلْ يَعْذِلُونِي
خَلَعْتُ عِذارِي في الخَلاَعَهْ /
وَلم نَخْلُ عَنْها قَطُ ساعَه /
ونصحب مِنَ الْخُلاَّع جَماعَه /
هُولاَكِ الجماعهْ يَعْرِفُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
ونَصْحَب مِن أصحاب الشراسِح /
مَن هُ قَلْبُوا عنها مِثْلي رايِح /
وهُوَ في جُنونِي معي رَايِح /
وإِنِّي معَ ذا رايِحْ في جُنُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
فأقْوامْ يَقُولُوا عنِّي مَجْنُون /
وأقْوامْ يَصِفُونِي بأوصافٍ دُون /
وأقْوام يَقُولُوا عَنِّي مَفْتُون /
وأقْوامْ بالْفَضائِل يَذْكُرُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
وما فيهِم إِنْسانٌ عَرَفْني /
وإِنْ كانْ بِوَصْفُوا قد وصَفْني /
لَمَّا مَحَى رَسْمِي وتَلَفْني /
فَلَم نَرَحالاً إِلاَّ دُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
رَجَع قَلْبي مُوَلعْ بالمراتب /
لِما رأيْت فيها من غَرائِب /
وما كانَ نِبَيِّن العجائب /
لَوْ كانْ نَجد أقوام يُنْصِفُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
يا مَن أخَذْ قَلْبي مِنِّي
يا مَن أخَذْ قَلْبي مِنِّي / هَواكَ هَيَّمَني
حجَبْتَني عني / بِيَّا فَما أظْهَر
وغِبْتُ عن عيْني / كأنِّي لم أظْهر
فَصِرتُ أطلُبني / لَعلَّ بِي أظْفَر
وقُلْتُ في ذِهْني دَعْني / وِصالِي بي يُغْني
مَنْ حَبَّ أن يَبْقَى / يَفْنَى عنِ الأوهامْ
ويَتَّصِفْ حَقَّا / بِصِفةِ الخُدَّام
فإنه يُرْقَى / مَراقِي الأعْلام
يعيشْ ملِكْ دايِم مَهَنِّي / بِفَقْرِه مَغْنى
هذا الذِي يَقْنَع / في ذَا الوجودْ سُلطان
فلا يكُنْ يَطْمَع / يَشْمَت بِه الشيطان
وعندَما يُخْدَع / يبُوءْ بالخُسْرانْ
فافْهَمْ وخُذْ عنِّي يا بني / وبَعْدَ ذَا صِلْني
إِنْ كُنْتَ تصدقني / خَلِّ العذولْ وافهمْ
واصْغَى لِتَسْمَعْني / ذَا الْعِلْمُ يُتْعَلمَّ
واحْذَرْ ولا تُدْنِي / مَنْ جَهْلُهُ يُعْلَمْ
فإنَّه مَعْلومْ يُضْني / فاتْرُكْهُ واصْحُبْني
أيْنَ الذي يَطْلُب / ويَفْهَمُ المعنى
دَعْهُ إِذَنْ يَرْقُب / نَجْمَ الحكم منَّا
فإنْ ظَهَرْ يَقْرُبْ / ويَبْقَى يَنْشُدْنا
عِشْقُ المليحْ يا صاحْ فَنِّي / وشُرْبي مِنْ دَنِّي
تَحِيَّةٌ مَعْناهَا
تَحِيَّةٌ مَعْناهَا / رُوحٌ لَهَا
هُوِيَّةٌ ذَاتٌ / لَهَا ولَهَا
لَيْسَ لَها شَبِيهْ / بَكُنْ مِثْلُها
فَهِيَ أنَا عنْ حقيقْ بِلاَ خَليلْ / أوْ رَفيقْ فافْهَم كلاماً رَقيقْ
يا ناظِرِي مِنْ خارِجِي / إِلَيَّا جِي وانْدَرِجِي
ما لِي رَفِيقْ / ولاَ شَبيهْ يُرَى
كِبْرِيتِ اكْسِيرِي / يُرَى أحْمَرَا
أفْنَى وُجُودِي / ثُمَّ مَحَا السُّرَى
هَوايَ لِي بالهوَى يَبُثُّ شَكْلَ / النَّوَى وافْنَى الْهوَى والسِّوَى
فالصُّبْحُ لِي مُنْبَلِجي / عن جُنْحِ لَيْلِ الدُجَى
حُبُّ الْهَوَى فِيه / صارَ جِسْمِي رَمِيم
مُلْتَزِماً عنْ سِرّي / وَحْدِي سَلِيمْ
ولاَ لُو عَقْلٌ / يَقالُ لَهُ عليمْ
فَكِيف هُو غَيرُ كَيْف لازِمةُ أمْرُ / سَيْف مَعْنا فَدْع نُكْرَ حَيَف
ولِلْدارِ مُنْعَرِجِي / ولِلسّوَى مَنْتَهجِي
حَطّتْ لِثامَ الْجَمالِ / لَيْلَى لَنَا
بَدَا لَنَا / سِرّ حُسْنِهَا حُسْنَا
نَفَنَى فَغَنَّى / وجُدّ الْمَسِيرُ لَنا
الْحُبّ نارٌ تفُور فلَكْنا فيه / يَدووْ وكنْزُنَا في الْجُدورْ
ومَذْهَبي مُنْتَهَجي / لِطَيِّ مُنْعَرِجي
إِفْنَى بِنا / عَنْ حُبِ عَيْرٍ يَلُوح
لِجِسْمِك اتُرُك / ولْتَدَعْهُ ورُوحْ
لِرَبْعِ تَقْدِيسِي / فَفيهِ شيءٌ يَفُوح
مَحْبَّةٌ هِيَ الْبَقَا ومبْدَأٌ / ومُلْتَقَى مِنْها لِهالَيْهَا المرتَقَى
الْحُبُ أفْنانِي وكُنْتُ حَيّ
الْحُبُ أفْنانِي وكُنْتُ حَيّ / مُذْ نَظَرْت عَيْني جَهْراً إِليّ
أنَا قَد فَشَاسِرِّي بِلاَ مَقالْ / وقد ظَهَرْ عيْني بِذَا الْمَثال
نَرَى وُجُودْ غَيْرِي مِنَ الْمُحال /
وكُلُ مَنْ دُونِي خَيالٌ فِيّ / مُتْحَدُ المعنى في كُلِّ حَيّ
أنا هُوَ المحبُوبْ وأنا الحبيبْ / والحبُّ لِي مِنِّي شيءٌ عجيبْ
واحِدْ أنا فافْهم سراً غريبْ /
فَمَن نَظَر سِرِّي رآنِي شَيْ / وفي حُلا ذَاتِه طَوانِي طَيْ
صِفاتِي لا تَخْفَى لِمنْ نَظَرْ / وذاتي معلومةُ تِلْكَ الصُّوَر
فافْني عنِ الإِحْساس ترى عِبَرْ /
بالسِّرِ والمعنى خِفيتُ طَيّ / لأنني مني سِرِّي عَلَيْ
يا لائمي جَهْلاً دَع الْحَفَا / الْحُبُّ أشْهَرَني بِلاَ خَفَى
فاطْرَحُوا عَني ثَوْبَ الْعَفَا /
عِريانْ نُريد نَمشِي أجَلَّ شَيْ / كما مَشَى قَبْلِي غَيْلانُ مَيْ
ما كُلُّ مَنْ صُوِّرْ
ما كُلُّ مَنْ صُوِّرْ / تَحْسِبْهُ حَي
لَسْ يُشْبِهُ الفخَّار / مطْبُوخ لِنَيْ
تَرضابْ وما هُ النِي / كما عُجِن
وصَوَّرُوا الفَخَّار / على يَقِين
إِنِ انْكَسَرْ في الْحِين / يَرُدُّوا طِينْ
وإِن انْكَسِر مطْبُوخ / أهْنا شُوَيْ
لَسْ يَشبهُ الفَخَّار / مطبوخْ لِنَيْ
فَمنْ طَبخْ يَصْعَد / كما طُبِخْ
والنَّيْءُ في طينُوا / إِنْ عاد لُطِخ
وهلْ تَرَى المطبوخْ / يَرْجِع سُبِخ
فَمنْ رَطِبْ قِحْفُوا / يَحتاج لُو كَيْ
لَسْ يُشْبِهْ الفَخَّار / مطبوخْ لنِيْ
أربعْ هِيَ الأحكام / دونَ الْتِوَا
ماءٌ وطينْ خَضْخاض / بِهِ ثَوَا
والنَّارُ عَلى التَّحْقيق / ثَمَّ الْهَوَى
فِذِي الثَّلاثُ اشْيَا / رُدُّو سُوَىْ
لَسْ يُشْبهُ الفَخَّار / مطبوخ لِنَيْ
فالزَّوجْ هِيَ الجَنَّه / والنَّارْ فرِيدْ
فادْرُوا هذا المعنى / ياذَا الْعَبيدْ
ومَنْ دخَلْ بالِي / يَرْجِع جديد
ومَن فَهِم يَحْتاجْ / يَكُنْ فُتَيْ
لَسْ يَشْبِهُ الفَخَّار / مطبوخ لِنَيْ
وأكْثَرْ مَا يبْقَى / ثُمَّ مَنِ احْتَطَب
نَقْلُوا إِهْنَا بِيكْ / حَلَّ العَطَب
لو أنَّ لَيْكَ تطْلُب / فيكَ الطَّلَب
كانْ تَرْجِعُ النِّيرانْ / لَهُ مُوَيْ
لَسْ يُشْبِهُ الفَخَّار / مَطْبوحْ لِنَيْ
دُرْ بِحالِ الرَّحَى حتَّى لَيْسَ يَبْ
دُرْ بِحالِ الرَّحَى حتَّى لَيْسَ يَبْ / قَى عِنْدكْ يا بْنِ في الْحَيِّ حَيْ
قُطْبْ مِنْ ذاتِك / اجْعلْ وعليْهِ الْمَدار
وإِذا رأيْتَ فَتْحَك / وقدْ أضَا واسْتَنارْ
وبَدَتْ لَكْ خفايا / كَنْزِ ذاكَ الْجَدار
احْتَفِظْ يا أخَيْ ورُسيْما لَك / احْذَر أنْ تَكُون بُوسُخَيْ
وامْشِ للدَّيْرِ مِن ثَمْ / وتَرَى فِيه فُنُون
مِنْ معانِي وفِيها / ما يُقِرُّ الْعُيُون
إِنَّمَا صاحِبُ الدَّيْرِ / فَهْوَ فَوْقَ الظُّنُون
إِنْ أعْطاكْ بالُّنمَىْ إِمْشِ خُودِ / الذي يُعْطِيك ثُمَّ رُدَّ الْوُعَيْ
أنَا حين جِئْتُ قاصِدْ / وسَمِعْتُ الْغِنَا
ورجَعْ ذُلِّي عِزًّا / وافْتِقارِي أِنَا
قُلْتُ لُو يا حَبيبي / أنْتَ واللهِ أنَا
قال لي اهنا شُوَيْ إِذا حَقَّقْتَ / تَحْمَقْ وتَشُقُّ القُبَيْ
إِمْشِ ركِّب وحَلِّل / وانْفِ واثْبِتْ وجِي
وادِّ كُلَّكْ وبَعْضَكْ / لِمَنْ تَلْتَجِي
وإِذا رأيْتَ دَيْرَكْ / يَنْظَرِبْ لِلْمَجِي
ورَجَعْ لَكْ مُرَيْ / أرْتَجَى السُّكْنَى عندي
قد تَركْتُ الكُرى /
تَمَّ هذا الزَّجيلْ / وجَا واللهْ حَسَنْ
سُقْتُ لكْ فيه ذِي الأسرارْ / ولاَ نَطْلبْ ثَمَنْ
وإِلى القاضِي نَدْعِيكْ / الفَقيهْ أبُو الْحَسَنْ
أو إِلى ابْنِ جُزَيْ / إِن لَم أيْشْ تدري قَدْرَك
أو نُسَمِّيك فُلَيْ /
سافِرْ ولا تَجْزَعْ
سافِرْ ولا تَجْزَعْ / واسْكُن إِليْ
ومُتْ وعِشْ واسْمَعْ / كَيْ تَبْقَى حَيْ
يا سائِلاً مِنِّي / كَيْفَ الوصولْ
إِنْ كانْ تُصَدِّقْني / فيما نَقُول
أدْنُوا وخُذْ مِنِّي / بَعْضَ الأصُول
يَكُونْ سَبَب سَعْدَكْ / جَمْعَكْ عَلَيْ
وبَعْد ذَا نُعْطيك / شُرْب الدُّوَيْ
أنْظُر في مِرْآتك / تَرَى عَجَب
وَنزِّه أوْقاتَك / وانْفِ الرِّيَب
فالكُلُّ مِن ذاتَكْ / لا تَنحَجَب
وعِنْدَما يَصْفُو / عَيْشَكْ شُوَيْ
تَرى الوجودْ يبْدُو / نَشْراً وطيْ
قُل للعذولْ يَكْفيه / ما حَلَّ بِيهْ
لَوْ يَسْمَع التنبيه / مِنُّوا وفِيهْ
كانْ يَنْتَبِهْ / لكن وقع في التَّيهْ
عايِمْ في بَحْرِ الْغَيْ / لَم يَدْرِ أيْ
كَذَا الذي يَقْلَع / معَ الْهُويْ
أيْنَ الذي يفنى / في حُبَّنا
ويَفْهَمُ المعنى / مِنْ حَيّنَا
يقُلْ لِمنْ غَنَّى / يَنْشُد لَنَا
عُرْيانْ نُريدْ نَمْشِي / أجَلُّ شَيْ
كَمَا مَشَى قَبْلِي / غَيْلانُ مَيْ
قصْدي أنْظُر إِليْ
قصْدي أنْظُر إِليْ / وانْفِي ذَا الوَهْمَ عَنِّي
واجْتمِع بي عَلَيْ /
مَنْ يغُوصْ في المعاني / يَشْهَدِ السِّر فيه
ويَرَى ذِي الأوانِي / كُلْ فاهِمْ نَبِيهْ
فانْتَبِهْ يا فُلاَنِي / واقْرَعِ الْباب وتِيه
كَيْ تَرى كُلَّ شَيْ لا يَهُوَ / لك ظُهورَك واطْوِ ذَا الْكَوْنَ طَيْ
أنْتَ إِسْمَع خِطابَك / مِنْك لَك يا نَدِيم
وإِذَا راقْ شَرابَك / إِسْقِ مِنْهُ السَّقِيم
وارفَعْ الآن حِجابَك / وادْعُ كَيْ تَسْتقيم
لايَغِيب عَنْكَ شَيْ / مِنْ جميعِ الْمَرائِي
إِنْ صَقَلْتَ الْمُرَي /
يا عَذُول لاَ تَلُمْني / الْمَلام ما يُفيد
دايْماً تَبْغِي مِنِّي / تَرْكَ شَيْ أُرِيد
باللهِ اتْركْني دَعْني / نَبْقَى وَحْدِي فَرِيد
لسْتُ أصْغي لِغَيْ / لاَ ولكن عِنْدِي
مَن يموت يَبْقَى حَيْ /
إِنْ أرَدْتَ الْبَقَا افْنَى / واجْمَعِ الفِكْرَ فِيك
والْتَزِم يا مُعَنَّى / كُلَّ مَن يصْطفِيك
وتَفْهمِ المعنى مِنَّا / عِنْدَ بابِ الْمَلِيك
ينْفتِح لَكْ شُوَيْ / بابُ سِرِّ المعانِي
بعْدَ كَشْف الْغُطَيْ /
يا فقِه ارْوِ عنّي / أنْتَ عِنْدِي نجيب
لا تكنْ قَطُّ تُدْنِي / مِنْ وِصالِ الحبيبْ
إِلاَّ شخصاً يُغَني / وهْوَ مِنَّا قَرِيب
من تَوَحَّى بِشَيْ / مِن مَعانِي السَّراير
يكْتَسب مِنْها زَيْ /
تَرْكُك لِجِسْمِك
تَرْكُك لِجِسْمِك / وكَشْفُ الْغُطَيْ
فافْنَى ودَعْ حُبُّو / وتَبْقَى حَيْ
يُشْغِلَك عَن ذاتَك / وتَنْحَجَبْ
وَيجْعَلْ أوْقاتَكْ / كُلَّهَا شَغَب
فاصْقُل لمرآتَك / ترَى عَجب
يُريك أيْش ما ثَمْ / صَقْلُ الْمُرَي
مَنْ في القُبَا يَرجع / صَحْبَ الخَبَي
خُودِ الوجودْ كُلاَّ / يا ذَا الخليع
عُلْواً مع سفلاَ / رُدُّوا جميع
واجعل مِنَ الْجُمْلا / عرشاً رفيع
مَرْكَب في بَحْرِ اسْمَا / ما فِيهِ شيْ
على الْمُحَرَّك لُوا / دُرْ يا أُخَيْ
إِنْ كُنْتَ مِمَّن قال / تَمَّ الْوَسَط
قُلوا مالُوا إٍسْتِقلال / خَلِّ الْغَلط
واحِد هُوَ الفعَّال / في الْحَضْر قط
فازهَد في ذي الأغيار / واطْوِيها طَيْ
وأنْتَ في الْجُمْلَهْ / تَكُنْ فُتَى
مَنْ ذَا الذي يَزْهد / إِذَا فَنِيت
ومَن بقَى يَشْهد / كَيْتاً وكَيْتْ
وُجُودُوا ليْس يُجْحَد / كَما رأيْت
والرائي هُ المرئي / وَتَمْ شُوَيْ
سرَاب هُوَ يا عطشان / يظْهَر مُرَيْ
رُدّ الوجُود واحد / وأنْتَ ذَاك
وليْسَ عليك زَايد / وما ثَمْ سِواك
كُن للسُّوي جاحِد / مَهْمي أتاك
وَهمك هُ يَطَّوَّر / ما تَحْتَ شَيْ
حِجاب هُ قُم مَزِّق / عَنْكَ الطُّلَيْ
فَنَّشْتُ مَن يَفْنَى / وايْش هُ الفَنَا
فلم أجِد معْنَى / إِلاَّ أنا
ما كُلُّ مَن غنَّى / يُنْشِد لنا
عُرْيان نُرِيد نمشِي / أجَلَّ شَيْ
كما مَشَى قَبْلِي / غَيْلان مَيْ
وهْمَكْ أزِل
وهْمَكْ أزِل / واسْكُن شُوَيْ
واشكرْ لِمَنْ يَصْقل / مِنْكَ الْمُرَيْ
شَيْخَك يُريك قَطْعَا / كَيْفَ السلوك
فاثْبُتْ عَسَى جَمْعاً / تَنْفِي الشُّكُوك
وقُلْ لِمَنْ يَرْعَى / سِرَّ المُلوك
ويْفُكْ لَك رَمْزَك / شَيَا فَشَيْ
تَبْقَى فَريدْ عَصْرَكْ / في الْحَيْ حَيْ
يا صاحِبَ الإمكانْ / قُلْ لِي نَراك
في حضْرَةِ الإحسانْ / لَس ثمَّ سواك
نَتِه على الأكوان / والْحَقْ ذَاكْ
أنتَ الوجودُ وحْدَك / نَطْوِيهِ طَيْ
والْكُلُّ فِيكْ جُمْلهْ / تحْتَ الْغُطَيْ
مُرْ يا عَذُول عَنِّي / باللهِ ورُوحْ
ولاَ تُعَنِفْنِي / دَعْني نَبُوحْ
فالسّر لِي مِنِّي / جانِي فُتُوح
وأنْتَ مَعَ نَفْسِك / تُغْوِيك غَيْ
ما تَبْرَا مِن جَرْحِك / إِلاَّ بِكَيْ
قُلْ للْحَكيم يَسْقِيك / مِن شِرْبِهْ
فإنهُ يُروِيك / حَتْماً بِهْ
فإن صَفَا عيْشُك / طِبْ يا أُخَيْ
ومتْ تعشْ واسمعْ / كَيْ تَبْقَى حَيْ
إِنْ استقامَ حالَكْ / يا ذَا الحبيبْ
اجْعَلُه رأس مالَك / واحْذَر يغِيب
وجَرِّرْ أذيَالك / وافْرَح وطِيب
وقُلْ لِوَهْمِك / هِيَ غَطَّت عَلَيْ
تَرَكْتَنِي دايِم / صِفْرَ الْيَدَيْ
هَبْ لِي مِن رِضَاك يا رَبي
هَبْ لِي مِن رِضَاك يا رَبي / حُلَهْ باشْ نَلْقاك نقِيَّا
كم لِي نَتَمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها لِيَّا
كانْ نرِيد يا رَب حُلَه / وتُقِمْها ليَّا مِن جُود
ويكونُ حريرُها كَوْفِي / بِخِلافِ ما يَغْزل الْدُودْ
ونرِيد يَنْسُجْها صانِع / بِماعُونٍ مِن كُلِّ محمود
وتُقام لَها صنايِف / من الأعمال الْرَضِيَّا
كم لِي نَتمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها ليَّا
ويكُون ذِي الثوبِ متاعُها / من أجلِ ما فِيه الأثْوابْ
وبما الوضوءِ مطهرٌ / أو بِدمعِ مَن هُو كيْف تاب
خالص من الشوائب / ومن الريا والإعجاب
حتى إذَا فاحَت وصارَت / بِنُور الْهُدَى مُضِيَّا
كم لِي نتمنَّى لِباسَها / يا كريم لَبسْها لِيَّا
وِتْفَصَّل لِي يا ربِّي / بِمقَصِّ قَطْع العلائق
ويكُون صُومُ التطوع / الْبَدَن مَع الْبَنايِق
وتُخَاط على ما يَلْزَم / بِخُيُوطٍ مِنَ الْحَقائِق
ويكُنْ لَها وَظائِف / من الأخلاقْ الْرَضِيَّا
كم لِي نتمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها لِيَّا
ولْيَكُن كُمِي اليمينْ / فِيهِ زُهْدِي مع يقيني
ويكُن كُمِي الشِّمال / هُوَ صَفْوَتِي أميني
ولْيَكُن جِيبي مُعَمَّر / بالتُقى وأركانِ ديني
وتَعْطِفها لِي يا الله / مِنْكَ بألطافٍ خَفِيَّا
كَمْ لِي نتمنى لِباسَها / يا كرِيم لَبِّسْها لِيَّا
ومن أدمعْ المحبهْ / يكُن الحبيب والْطَريقْ
ويكُن نَسْجُها جَيّد / وغَزْل صافِي رقِيق
كَيْ يِجِي عَمْلَها مطبوع / متناسب ودقيق
ويكُون يا ألله شَطَّهْ / ومِنَ العيوب نَقِيَّا
كَمْ لِي نتمنى لِباسَها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
ومِنَ الخشيهْ يا رب / يكُن الأمْر مؤكدْ
وتَطِيب عِنْدَ ذكركِ / وتَصيرُ أفْوَح من النَّدْ
ويَدُومُ على لِسانِي / الصلاةُ على مُحَمَّد
إِيشْ كانْ يفرَح الْعبِيدْ / لَوْ عَطالُوا ذِي الْعَطِيَّا
كَم لِي نتمنَّى لِباسَها / يا كريمْ لَبِّسْها لِيَّا
فلِباسُ ذي الحُلَّه عِنْدي / للشُّقَا أفْخَرْ ما يُلْبَس
وأجَلُّ ما هُوَ يُطْلَب / وما يُنْتَخبْ ويُحْبَس
نَخْشَ نلْقاك أحَبِيبي / بالذنوبْ أسود مدنسْ
لَس هُ مِن فِعْلِ الانصاف / يا إِلهِي تبْ عليَّا
كم لِي نَتمنَى لِباسَها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
لِي مُدَّا نرتجِيها / فَعَسَى نبلغْ أمانِي
ويَطِيب حالِي ووَقْتي / بِوُصُولِي لِكَمالِي
فاليْك يا ربِّ نرغبْ / وعليكْ هُوَ أتكالِي
أن تِنَوَّر جسمي بِهَا / قَبْل أنْ تأتِي الْمَنِيَّا
كم لي نتمنى لِباسها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
تُهْتُ بينَ يَدَيّا
تُهْتُ بينَ يَدَيّا / وبَقِيت كَذَا هايِم
حتى جِئْت لَيَّا /
لَذَّةُ الْوِصالِ إِلاَّ / أن تَكُون حَبيبك
وعِلالَك إِشْفِيهَا / أنْتَ هُ طبيبك
وبذاتك أتْنزَّه / أش يُريد رَقِيبَك
قد حُرُم عَلَيَّا / أن نَرَى مَعِي غَيْري
والجمالْ لِيَّا /
حَيْثُمَا نُرِيد نَمْشِي / لَم نَزَل جَليسي
حَقًّا مِنِّي نَتْوَحَّش / وأنَا أنِيسي
مَن يُريد يَرى شَخْصِي / نَعْجِبُوا قَمِيصي
سِتْرُهُ عَلَيَّا / مِنْ جَمَالُوا نَتْلَحَّف
حُلاَّ سُنْدُسِيَّا /
عِنْدَ نُور إِلْهَامِي / لاَحَ الْحَقُّ لَيَّا
ودَنوتُ مِنْ بَدرِي / مُذْ عَرَفْتُ بِيَّا
بِمقامِي في التَّوحِيدْ / نَسْتَوي سَوِيَّا
نَظرِي إِليَّا / بي نرَى وبي نَسْمَع
قَد شُغِفْتُ بِيَّا /
بكلامي نتكلم / وبأذني نسمع
ونِظاري مِنْ عَيْني / لِفُؤادِي يَرْجَع
يا طُوبَى لِمَنْ يَفْهَم / ذَا الكلام ويَسْمَع
هذه رُؤيَّا الصُّبْح / كَمَا أصْبَحْ
ويُقال عَشِيَّا /
ذَا الذِي ينْطِق / لَسْ هُ مِن خُبارَك
المليحْ نراك تَفْتِش / والمليح في دارَك
حَقًّا لو يَكُنْ عِنْدَكْ / لَم تَسْأل لِجَارَك
سِرُّ ذِي السَّرِيَّا / عِشْ بهَا واتنزّه
في الوجودْ هَنِيَّا /
ذَا الذي به ننطقْ / فِيهْ خَفَتْ رُمُوزِي
بِكلامْ كَذَا مَقْلُوب / وكَذَاكْ لُغُوزِي
لِلْغُرُوضْ نُريد نَرْجِع / تَنْكَشِف كُنَوزي
مَنْ عَشِقْ بِنِيَّا / ما يُرَى في ذِي الدُّنْيا
ساعَةً هَنِيَّا /
مَن يَهِم في جمالِي
مَن يَهِم في جمالِي / ويُعَوِّلْ علَيَّا
لاَ يَرَى معي غَيْرِي / لَوْ يَذُوقُ الْمَنِيَّا
كُلُّ مَنْ هُ عاشق / ويُريدْ أنْ يَصِلْي
رُوحُو بالله يُفارِق / إِنْ أراد نظْرة مِنِّي
فاثْبُت إِن كنْتَ صادق / وارْض بالفعْلِ مِنِّي
لَيْسَ يدْرِك وِصالِي / كُلُّ مَنْ فِيه بَقِيَّا
إِنَّما نُفْشِي سِرِّي / لِلَّذي اخْتَصَّ بِيَّا
تَرْتَجِي أن تُقَرَّبْ / وتَرَى ما يَسُرَّك
ومن الصفْوِ تُكْتَب / وبهم يَبْدُوَ أمْرَك
مِنْ شَرابي إِشربْ / وتَنعَّمْ بِسُكْرَك
لاَ شَرابِ الدَّوالِي / إِنَّها أرضِيَّا
خَمْرُهَا غَيْرُ خَمْرِي / خَمْرَتِي أبْدِيَّا
عَطْفُه الحِبَّ عِنْدي / بَهْجَةٌ وسُرور
أضْرَمَتْ نارَ وَجْدي / فَعَلَيْها تَدورُ
جَنَّتي يا أهْلَ وُدِّي / قُرْبُهَا والْحُضورُ
فَمَتَى ما يَبِنْ لِي / زَالَتِ الْبَشَرِيَّا
وتَحَوَّلتُ غَيْرِي / في صِفَا رَوْحانِيَّا
مَن يُطيقْ إِنْ تَجَلَّى / نُورُ وجْهِ الحبيب
إِلاَّ قَلْباً تَمَلاَّ / بالْقَريب الْمُجيب
ما الْهَوَى إِلاَّ ذُلاَّ / دَاوِني يا طَبيب
فَشِفائِي وِصالِي / والْوِصال مِنِّي لِيَّا
وعَذابي هَجْري / وَيْحَ نفسي الشَّجِيَّا
يا أخِي افْنَا تُشاهد / كُلَّ سِرً عَجِيبِ
وتَجُلْ في مَشاهِد / أُنْسِ قرْبِ الْحَبيب
حيْثَ لايَبْقَى شاهِد / أو عَذُول أو رَقيب
يا لَها مِنْ مَجَالِي / حَضْرَةِ قدُوسِيَّا
يَبْدُو لِي فيها سِرِّي / فقُولُوا لِي هَنِيَّا
الْهَوَى قد مَلَكْني / وزِمَامِي بِيَدُّوا
والإشارَهْ تقُدْنِي / والْحَبيب بِيَّا يَحْدُوا
فَهُوَ قُرَّةُ عَيْنِي / وهْوَ مَوْلاي وَحْدُوا
إِنَّ خَلْفَ الظَّلالِ / أسْراراً قُدُوسِيَّا
قد تَجلَّت لِصَدْرِي / وسَرَى السَّرُّ فِيَّا
أُرْفُضِ الْخَلْق وارْقَى / وانْتَفِي عَنْ ظِلالِك
واسْبق الْكَوْنَ سَبْقَا / ثُمَّ غِبْ عن فِعالِك
وافْنَ في الحِبِّ عِشْقَا / فالْمُراد في زَوالِك
عِنْدَ قُرْبِ الزَّوالِ / يَسْري سِرُّك ليَّا
ونُشاهِدْك أمْري / وتَكُن لِي نَجِيَّا
إِدْنُ منَّا واتْرُك / كُلَّ شيءٍ سِوانَا
قُل لِي أشْ ما تَمْلِك / هذِي عينُ الخِيانَا
ناقِض العهدْ تُدْرِك / أيْنَ حَمْلُ الأمانا
هل تَرَى غَيرُ فِعْلِي / ونفودِ الْمَشِيَّا
كِفْ هِ في الْخَلْقِ تَسْري / هَذِي عيْنُ القَضِيَّا
هَيَّا يا مَحْبُوبَ هَيَّا
هَيَّا يا مَحْبُوبَ هَيَّا / نَرْتَشِف كاسَ الْحُمَيَّا
واعْطِي للْخَمارَ دَلْقِي / والثيابَ إِليْ عَلَيَّا
ثُمَّ نَقْطع الْعَمايِم ونُمَزق الطيالِس /
ونَدَقْ الْدُيُور ونَصْحب الشَّمامِس /
ونَدور في الصوامع عَلى لباسِ القَلانِس /
كَيْ أرى مَرْبَحْ مُدامِي / بجملتِ كَفْ الثريَّا
ونَعِشْ في الخانِ خَليعاً / لا إلفَ لِي أو عَلَيَّا
ما نجِد خليعاً مِثْلي حَرَّقَتْهُ الْكاساتُ والأذْنان /
مُعْتَكِف في جامع أزْهَر مُخْتلِي في شَقِّ تِعْبان /
وبَقيتْ عاشِق مُهَتَك نَنْظِمْ الزَّجل والأوزان /
وفي مِحْرابي إِبْريقْ / فيه خَمْرَهْ مَعْنَوِيَّا
وجَعَلْتُ السُّكْرَ دأبي / وهَوَيتُ الْعِشْقَ غيَّا
مَن يَكُن مِثْلِي مُحَقق ويرى جَمْعَ الْمَشاهِد /
يَنْظُرِ الكاساتِ والأدْنان والشراب والْكُل واحد /
ولا يَنْهَل ذَا الْمَناهِل ويَرَى ذِي الْمَوارِد /
إِلا مَن أفْنَى وُجُودُه / ولاَ خَلَّى فِيه بَقِيَّا
ونَفَى عنْهُ الْخَواطِر / وجَلاَ صَقْلَ الْمُرَيَّا
مُذْفنى عنيُ وُجُودي / وفناي عين بقاي
وانْجَلَت لِي الحقيقه / وانْكَشَف عنِّي غِطايْ
وارتَفَع عَنِّي حِجابِي / ما رَأيْت في الْكَون سِوَاي
ورأيْتُ وجْهِي بِوَجْهِي / وانْجَلَت مِنِّي عَلَيَّا
وسَقيتْ ذاتِي بذاتِي / يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي / يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي / وهَوَتْ ذاتِي لذاتِي
وَتجَلت لِي الحقيقه / بِنُعُوتِي وصِفاتِي
كُلَّما نادَيْتُ الأكْوان / جاوَبَتْنِي بِلُغَاتِي
قَبْلَ هذا كُنْتُ كَنْزاً / في وُجُودِي مُخْتِفيَّا
فَتعرفتُ لِذَاتِي / وتتكرتُ عَلَيَّا
كُلّ حَدْ لُو نصيب من الدُّنيا
كُلّ حَدْ لُو نصيب من الدُّنيا / وهَواكْ لِي نصيب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذاتِي / حاضِرٌ لا تَغِيب
أنْتَ أسْكَرْتني على سُكْرِي / مِن لذيذِ الشَّراب
ثُمَّ خاطَبْتَني كما تدْرِي / ففهِمْتُ الْخِطاب
ثُمَّ شاهَدْتُ وجْهَكَ الْبَدرِي / عِنْدَ رفْعِ الْحجَاب
ثُمَّ صَيَّرْتَني رَقيب ذاتِي / كُنْتَ أنْتَ الرَّقيب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذاتِي / حاضِرٌ لاَ تَغِيب
أُدْخُلِ الْحان وشاهِد الْمعْنَى / لِتنالَ الأمان
كَيْ تَرانِي بينَ الدّنانِ عاكِفا / شاخِصاً للْدِيان
وسقانِي ساقِي الْمُدام دَوْرِي / قبْلَ دَور الزَّمان
أنْتَ تَدْري مَن كانَ ساقِينا / الْقَريبُ الْمُجِيب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذاتِي / حاضِرٌ لاَ تَغيب
أنا مِنْ فَيْض فضْلِ ساداتِي / نِلْتُ أعْلَى الرّتَب
وعَلى قدْرِ همَّةِ الطَّالِب / سيكُونُ الطَّلَب
ثُمَّ قَضَيْتُ ساير أوْقاتِي / بالْفرَحْ والطَّرَب
وسَمِعْتُ الْخِطابَ مِنْ ذاتِي / مِنْ مكانٍ قريب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذَاتِي / حاضِرٌ لاَ تَغِيب
كَمْ فَتَى مُرْتاحْ أتاحْ
كَمْ فَتَى مُرْتاحْ أتاحْ / لهُ الْهَوَى أتْراحْ
مِن جِراجي زَاد نَواحِي / والْهَوَى فضَّاحْ
ومِلاحِي لاِفْتِضاحِي / أفْسَدُوا الإصْلاحْ
ما حِيلَةُ الْمُحْتارْ / والتحَيُّل عارْ والهوى غَرَّار
عَنْ الْحُبِّ صَدَرْنَا / قبْلَ بَدْءِ البادِيات
وبالوجد خلعنا / من الهوى ثوب الصفات
وبالزُّهْدِ عُرِفْنا / في تَصاريف الذَوَات
قُل لمن قد لاَحْ لاحْ / في الدُّجَى مِصْباح
قُمْ إِليْها واسْقِنيها / في رُبَى الأدْواحْ
واجْتَلِيها في حُلِيْها / فالِقَ الإصْباحْ
واكْشِفْ بِها أسْتارْظُلْمِةِ / الأغْيار واكْتُم الأسْرار
مُدامٌ بِسَناهَا / مَزقَتْ سِتْر الظَّلام
ومنْ نُورِ هُداهَا / قد ظَهَرْ بدْرُ التَّمام
ومِنْ اخَتْم أنَاهَا / سَكِرَ الصبُّ فَهَامْ
وطَرِب يا صَاح صاح / وبسُكْروا باحْ
مِنْ سُلافِي خَمْرَ صافِي / نَشْرُها فَيَّاح
لِلْمُوافي راحُها فِي / راحَتِي ما رَاحْ
ما مَسَّهَا عَصَّار / أفْنَتْ الأعْصارْ
دِرْهَا يا خَمَّار /
وبُدَتْ شَمْسُ الدَّناني / للنَّدامَى كالْعَرُوس
وجَلَوْها في القَنَانِ / وأدْارُوها كُؤُوس
وأرْبابُ الْمَعانِي / أمْهَرُوها بالنُّفُوس
جُمْلَةُ الأفْراحْ راحْ / في الْهَوَى والرَّاحْ
بِحُلاُها في عُلاَها / قامَتْ الأرْواح
وسَناها قد كَسَاها / حُلَّة الأشْباحْ
يا حُسْنَها أقْمار / في عِشَا الأنْوار
اخْتَفتْ إِجْهار /
مُفِيضُ الْجَمْعِ جانَا / بالْهُدَى والْبَيّنَاتِ
هَدَانَا وسَقانا / بالكؤوس المكرماتِ
وفي الْحَشْرِ كَفانَا / في الأُمُورِ الْمُعْضِلات
ولنا الأرْباح أباحْ / والهمومْ قد زاحْ
خَيْرُ هادِي للرَّشادْ / حَضْرَةُ الفتَّاحْ
بِهْ أُنادِي في الْعِباد / مَنْ غَدَا أو رَاح
يا أمَّةَ المختارْ / رَبُّكُم غَفَّار
للْعُيُوبْ سَتَّار /
طابَ وقْتي في حَبيبِ هُ لَنا
طابَ وقْتي في حَبيبِ هُ لَنا / ذِكْريْ دُخْرِي
فاسْألُوا مَنْ لاَ لَنا عنْهُ غِنى / في صَلاحْ أمْري
أنا هُ شَيْخُ الشَّراب وفي المِلاح / لَذَّا لِي التَّمْزيق
السطور سجادتي راحاً براج / كسروا الابريق
واحمَدوا تَعْربُدي في الاصْطِباح / يا أُولِي التَّحْقيق
يا تُرَى مَنْ هُ أنَا حتى أنا / هِمْتُ مِن سُكْري
سَمَّعُونِي طِيبَ ألحانَ الْغِنَا / وعَسَى نَدْري
بِعْتُ دفَّاسِي ودَلْقي والإزاره / وبَقيْتْ عُرْيان
نتماشَى مائلاً مِنَ الْخُمَار / وأنا نَشْوانْ
بَيْنَ طاساتٍ وأكْوَاسٍ تُدار / تُطْرِبُ الأذهانْ
لَيْس لِي أصْلٌ عن الشُّرْبِ غِنى / هكذا عُمْرِي
فاسْمعُوا يا فُقَارَا يا أُمَرَا / واكْتُمُوا سِرِّي
حَين نَفِقْ يا فقاراً مِنْ سُكْرَتِي / فَوَّحُوا بالْعُودْ
وادْفِنُونِي تحت غَرْسِي كَرْمَتي / مَيِّتاً مَفْقُود
كَفِّنُونِي باسمهَا فَبُغْيَتي / هُ ابْنَةِ الْعُنْقودْ
واجْعَلُوا أوْراقَها لِي كَفَناً / واجْعلوا طُهْرِي
ماءَها وتحْتها مُبَيَّنَا / فاحْفِروا قَبْري
بِسهامِ التَّيهِ دَعْ بَوشُقُني / مالَهُ مالِي
أنا نَهْواهُ وهُو يَعْشَقُني / سَلَّمُوا حالِي
شاقَنِي لمَّا بَدَا يَنْشَقُني / نَشْرَهُ الْغالِي
هُو لِي رُوحٌ أقام الْبدنا / وهُ بي يسْرِي
لاتعُومُوا تَغْرقُوا ما بَيْننا / حَوِّدُوا بَحْرِي
قُلْتُ إِنِّي أبداً أعْشَقُهُ / وهْوَ لِي يَعْشَق
وأنا مَغْرِبُهُ مَشْرِقُهُ / وهو بي أشرق
في ثناياه ومن يلحقه إِنَّمَا هُ الْحَقْ /
لَوْ تَرَوْا حِينَ تَدَلَّى فدَنَا / ساعةَ الذِّكْرِ
وَمحَتْ محْدَتُنَا إِثْنَتَنا / واخْتَفَى سِرِّي
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي / وقُلْتُ نعمْ عَشِقْتُ فلا أُبالِي
خَعْتُ عِذارَ عِشْقي في غَرامي /
وهِمْتُ وقد حَلاَ عِنْدي هِيامِي /
بِمن نهْوَى وكاساتِ الْمُدام /
مَذْهَبي دَنِّي / لائِمِي دَعْني
الْهَوَى فَنِّي /
بِبَذْلي في الْهَوى رُوحِي ومالي / عشِقْتُ فما لعُذَّالِي ومالِي
طَرَقْتُ الْحَانَ والألحانِّ تُتْلاَ /
وراحُ لأُنْسِ الْكاساتِ في تُجْلا /
وشاهَدْتُ الحبِيبَ وقد تَجَلِّى /
تَمَتَّع يا مُعَنَّى بالْوِصالِ / فقدْ رُفِع الْحِجابُ عنِ الْجَمالِ
مُدامَتُنا تَجِلُّ عنْ الْمِزاج /
إِذا شُرِبَتْ جلَتْ ظُلَم الدَّياجِي /
وراحُ الأُنْسِ تُشْرِقُ في الزُّجاج /
يا مُعانِيها / صِفْ معانِيها
مازِجانِيها /
عرُوسُ قدْرُها في الْمَهْرِ غالِي / وأيْسرُ مَهْرِها مُهَجُ الرِّجالِ
شَطَحْتُ على الْوُجودِ بِفَرْطِ عُجْبي /
بِراحٍ أشْرقَتْ مِنْ دَنَّ قلْبي /
وجَدْتُ بها الشِّفَا مِنْ كُلّ كَرْبي /
جبَرتْ كَسْرِي / فافْهَموا سِرِّي
واقْبلُوا عُذْري /
بِذِي الرَّاحِ الّتي فِيها الدَّوالي / بَناتِ الْقَلْبِ لا بنْتَ الدَّوالِي
مِنْ سِري نَنْطِق
مِنْ سِري نَنْطِق / مُذْ عَرَفْتُ الْمَعاني
كَذَا الْمُحَقِّقْ / ما يَرَى في الكَوْن ثاني
خَرجْتُ نَطْلُبْ / عَيْنَ الخبَرْ عنْدي وجَدْتُو
وجدتُ مكْتُوب / في سِرِّي لَمَّا قَرَيْتُوا
حبِيبْ ومَحْبُوبْ / أنا وبِيَّا شُغِفْتُوا
يَاهْلَ الْحَقائِقْ / باللهْ اسْمَعُوا مِنْ بَيانِي
كذَا المُحقّق / ما يَرَى في الْكَوْنِ ثاني
عِنْدِي شَواهِدْ / تَدُلُّ مِنِّي عَلَيَّا
وفي الْمَقاصِدْ / ثَبَتتْ الواحْدانِيَّا
وأهْلُ الفَوايِد / رَقُوْا مَقامَا عَلِيَّا
ذاكَ آذِي يَنْطِقْ / ه سَمْعِي وَه لِساني
كَذا الْمُحَقِّقْ / ما يَرَى في الْكَوْنِ ثاني
كَمُلْ لِي سَعْدي / لَمَّا انْجمَعْتُ عَلَيَّا
وبِتُّ عِنْدي / أنا ما بَيْنَ اذْرَعَيَّا
وكُنْتُ وحْدِي / قَبْل الإبْتَدَا والنَّهِيَّا
ما زِلْتُ ننْشِقْ / نَسِيما مِنْ ذِي الأواني
وكَذَا الْمُحَقِّقْ / ما يرى في الْكَوْنِ ثانِي
إِنْ كُنْتَ طالِبْ / على أصُولِ الْحقيقَهْ
فَكُنْ مُواظِبْ / ومُلْتَزِم للْطَرِيقَهْ
إِنَّ الْمَراتِبْ / عدَدْ نُفُوسِ الْخَليقَهْ
فَمَنْ هُ صادِقْ / يَبْنِي لِصِدْقُوا مبانِي
وكَذَا الْمُحقِّقْ / ما يَرى في الْكَوْنِ ثانِي