القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحَسن الشَّشتُري الكل
المجموع : 234
تَرْجَمتُ حَرْفاً لا يُقْرَا
تَرْجَمتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفاهِم يَفْهَمْني
رُقِيتُ مِنْ نُقْطةِ الْبَا /
إِلى الألِفْ أسْنَى رُتْبَا /
لِمَا بِهِ تُنْسَى الْقُرْبَى /
أيْ دَهْشَا إِهْنا وأي حَيْرَه / أنا جَلِيسْ مَنْ يَذْكُرْنِي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
حقاً بِنَا ذِكْرُ الذَّاكِرْ /
فَنَا فافْنَا لِلْخاطِر /
تَلاَشَى في عَيْنِ النَّاظِر /
يُنادِي في سِرِّ الْحَضْرَا / يا رَبِّ اشْفَعْني أوْتِرْنِي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
خَلَّصْني مِنْ بَحْرِ التَّوْحيد /
واظْهَرْنِي في شاطِي التَّفْريد /
في عَيْنِ إِنْسانِ التَّجْريد /
خرَجْتُ في تِلْكَ النَّظْرَا / عَنِ السَّوَى وعن عَيْتي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
ولَم نَجِد عَن مَن نَخْرُوجْ /
إِذا رِيْتني أنِّي مَدْرُوج /
في كُلّ كاسِي رامِي مَمْزُوجْ /
أنا الزُّجاج أنا الْخَمْرَا / مِن سَكْرَتِي لَم تَعْقِلْني
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
أنا النَّديم أنا السَّاقِي /
زادَت بِأُنْسِي أشْواقِي /
فَنيتُ في مَعْنَى باقِي /
ماذَا الْخَبَر إِلاَّ سُتْرَا / في كُلِّ حَرْف يُتَرْجِمْني
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
ظَهَر لِي في سطْرِي مكْتُوب /
سِرُّ الْمُحِبِّ إِلى الْمَحْبُوب /
فافْهَم تَجِد أنْتَ الْمَطْلوب /
في كلِّ لَمْحَهْ او نَظْرَا / ذَاكَ الذي أنْتَ تَعْني
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
غَرِقْت في بحْرِ الأسْمَا /
ما بَيْن عَبَسْ وَعمَّا /
حتَّى سَرَى لَبْنَى سَلْمَى /
حين كان لي في بالَك ذَا الْهِجْران / لاَش يا مَلِيح تُظْهِرنِي
تَرْجَمْتُ حَرْفاً لا يُقْرَا / مَنْ لِي بِفَاهِمْ يفهمنِي
خلاعتي يا صَحْبي مِنْ مُجُونِي
خلاعتي يا صَحْبي مِنْ مُجُونِي / ودَعِ الْعَواذِلْ يَعْذِلُونِي
خَلَعْتُ عِذارِي في الخَلاَعَهْ /
وَلم نَخْلُ عَنْها قَطُ ساعَه /
ونصحب مِنَ الْخُلاَّع جَماعَه /
هُولاَكِ الجماعهْ يَعْرِفُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
ونَصْحَب مِن أصحاب الشراسِح /
مَن هُ قَلْبُوا عنها مِثْلي رايِح /
وهُوَ في جُنونِي معي رَايِح /
وإِنِّي معَ ذا رايِحْ في جُنُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
فأقْوامْ يَقُولُوا عنِّي مَجْنُون /
وأقْوامْ يَصِفُونِي بأوصافٍ دُون /
وأقْوام يَقُولُوا عَنِّي مَفْتُون /
وأقْوامْ بالْفَضائِل يَذْكُرُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
وما فيهِم إِنْسانٌ عَرَفْني /
وإِنْ كانْ بِوَصْفُوا قد وصَفْني /
لَمَّا مَحَى رَسْمِي وتَلَفْني /
فَلَم نَرَحالاً إِلاَّ دُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
رَجَع قَلْبي مُوَلعْ بالمراتب /
لِما رأيْت فيها من غَرائِب /
وما كانَ نِبَيِّن العجائب /
لَوْ كانْ نَجد أقوام يُنْصِفُونِي / ودَعِ العَواذِلْ يَعْذِلونِي
يا مَن أخَذْ قَلْبي مِنِّي
يا مَن أخَذْ قَلْبي مِنِّي / هَواكَ هَيَّمَني
حجَبْتَني عني / بِيَّا فَما أظْهَر
وغِبْتُ عن عيْني / كأنِّي لم أظْهر
فَصِرتُ أطلُبني / لَعلَّ بِي أظْفَر
وقُلْتُ في ذِهْني دَعْني / وِصالِي بي يُغْني
مَنْ حَبَّ أن يَبْقَى / يَفْنَى عنِ الأوهامْ
ويَتَّصِفْ حَقَّا / بِصِفةِ الخُدَّام
فإنه يُرْقَى / مَراقِي الأعْلام
يعيشْ ملِكْ دايِم مَهَنِّي / بِفَقْرِه مَغْنى
هذا الذِي يَقْنَع / في ذَا الوجودْ سُلطان
فلا يكُنْ يَطْمَع / يَشْمَت بِه الشيطان
وعندَما يُخْدَع / يبُوءْ بالخُسْرانْ
فافْهَمْ وخُذْ عنِّي يا بني / وبَعْدَ ذَا صِلْني
إِنْ كُنْتَ تصدقني / خَلِّ العذولْ وافهمْ
واصْغَى لِتَسْمَعْني / ذَا الْعِلْمُ يُتْعَلمَّ
واحْذَرْ ولا تُدْنِي / مَنْ جَهْلُهُ يُعْلَمْ
فإنَّه مَعْلومْ يُضْني / فاتْرُكْهُ واصْحُبْني
أيْنَ الذي يَطْلُب / ويَفْهَمُ المعنى
دَعْهُ إِذَنْ يَرْقُب / نَجْمَ الحكم منَّا
فإنْ ظَهَرْ يَقْرُبْ / ويَبْقَى يَنْشُدْنا
عِشْقُ المليحْ يا صاحْ فَنِّي / وشُرْبي مِنْ دَنِّي
تَحِيَّةٌ مَعْناهَا
تَحِيَّةٌ مَعْناهَا / رُوحٌ لَهَا
هُوِيَّةٌ ذَاتٌ / لَهَا ولَهَا
لَيْسَ لَها شَبِيهْ / بَكُنْ مِثْلُها
فَهِيَ أنَا عنْ حقيقْ بِلاَ خَليلْ / أوْ رَفيقْ فافْهَم كلاماً رَقيقْ
يا ناظِرِي مِنْ خارِجِي / إِلَيَّا جِي وانْدَرِجِي
ما لِي رَفِيقْ / ولاَ شَبيهْ يُرَى
كِبْرِيتِ اكْسِيرِي / يُرَى أحْمَرَا
أفْنَى وُجُودِي / ثُمَّ مَحَا السُّرَى
هَوايَ لِي بالهوَى يَبُثُّ شَكْلَ / النَّوَى وافْنَى الْهوَى والسِّوَى
فالصُّبْحُ لِي مُنْبَلِجي / عن جُنْحِ لَيْلِ الدُجَى
حُبُّ الْهَوَى فِيه / صارَ جِسْمِي رَمِيم
مُلْتَزِماً عنْ سِرّي / وَحْدِي سَلِيمْ
ولاَ لُو عَقْلٌ / يَقالُ لَهُ عليمْ
فَكِيف هُو غَيرُ كَيْف لازِمةُ أمْرُ / سَيْف مَعْنا فَدْع نُكْرَ حَيَف
ولِلْدارِ مُنْعَرِجِي / ولِلسّوَى مَنْتَهجِي
حَطّتْ لِثامَ الْجَمالِ / لَيْلَى لَنَا
بَدَا لَنَا / سِرّ حُسْنِهَا حُسْنَا
نَفَنَى فَغَنَّى / وجُدّ الْمَسِيرُ لَنا
الْحُبّ نارٌ تفُور فلَكْنا فيه / يَدووْ وكنْزُنَا في الْجُدورْ
ومَذْهَبي مُنْتَهَجي / لِطَيِّ مُنْعَرِجي
إِفْنَى بِنا / عَنْ حُبِ عَيْرٍ يَلُوح
لِجِسْمِك اتُرُك / ولْتَدَعْهُ ورُوحْ
لِرَبْعِ تَقْدِيسِي / فَفيهِ شيءٌ يَفُوح
مَحْبَّةٌ هِيَ الْبَقَا ومبْدَأٌ / ومُلْتَقَى مِنْها لِهالَيْهَا المرتَقَى
الْحُبُ أفْنانِي وكُنْتُ حَيّ
الْحُبُ أفْنانِي وكُنْتُ حَيّ / مُذْ نَظَرْت عَيْني جَهْراً إِليّ
أنَا قَد فَشَاسِرِّي بِلاَ مَقالْ / وقد ظَهَرْ عيْني بِذَا الْمَثال
نَرَى وُجُودْ غَيْرِي مِنَ الْمُحال /
وكُلُ مَنْ دُونِي خَيالٌ فِيّ / مُتْحَدُ المعنى في كُلِّ حَيّ
أنا هُوَ المحبُوبْ وأنا الحبيبْ / والحبُّ لِي مِنِّي شيءٌ عجيبْ
واحِدْ أنا فافْهم سراً غريبْ /
فَمَن نَظَر سِرِّي رآنِي شَيْ / وفي حُلا ذَاتِه طَوانِي طَيْ
صِفاتِي لا تَخْفَى لِمنْ نَظَرْ / وذاتي معلومةُ تِلْكَ الصُّوَر
فافْني عنِ الإِحْساس ترى عِبَرْ /
بالسِّرِ والمعنى خِفيتُ طَيّ / لأنني مني سِرِّي عَلَيْ
يا لائمي جَهْلاً دَع الْحَفَا / الْحُبُّ أشْهَرَني بِلاَ خَفَى
فاطْرَحُوا عَني ثَوْبَ الْعَفَا /
عِريانْ نُريد نَمشِي أجَلَّ شَيْ / كما مَشَى قَبْلِي غَيْلانُ مَيْ
ما كُلُّ مَنْ صُوِّرْ
ما كُلُّ مَنْ صُوِّرْ / تَحْسِبْهُ حَي
لَسْ يُشْبِهُ الفخَّار / مطْبُوخ لِنَيْ
تَرضابْ وما هُ النِي / كما عُجِن
وصَوَّرُوا الفَخَّار / على يَقِين
إِنِ انْكَسَرْ في الْحِين / يَرُدُّوا طِينْ
وإِن انْكَسِر مطْبُوخ / أهْنا شُوَيْ
لَسْ يَشبهُ الفَخَّار / مطبوخْ لِنَيْ
فَمنْ طَبخْ يَصْعَد / كما طُبِخْ
والنَّيْءُ في طينُوا / إِنْ عاد لُطِخ
وهلْ تَرَى المطبوخْ / يَرْجِع سُبِخ
فَمنْ رَطِبْ قِحْفُوا / يَحتاج لُو كَيْ
لَسْ يُشْبِهْ الفَخَّار / مطبوخْ لنِيْ
أربعْ هِيَ الأحكام / دونَ الْتِوَا
ماءٌ وطينْ خَضْخاض / بِهِ ثَوَا
والنَّارُ عَلى التَّحْقيق / ثَمَّ الْهَوَى
فِذِي الثَّلاثُ اشْيَا / رُدُّو سُوَىْ
لَسْ يُشْبهُ الفَخَّار / مطبوخ لِنَيْ
فالزَّوجْ هِيَ الجَنَّه / والنَّارْ فرِيدْ
فادْرُوا هذا المعنى / ياذَا الْعَبيدْ
ومَنْ دخَلْ بالِي / يَرْجِع جديد
ومَن فَهِم يَحْتاجْ / يَكُنْ فُتَيْ
لَسْ يَشْبِهُ الفَخَّار / مطبوخ لِنَيْ
وأكْثَرْ مَا يبْقَى / ثُمَّ مَنِ احْتَطَب
نَقْلُوا إِهْنَا بِيكْ / حَلَّ العَطَب
لو أنَّ لَيْكَ تطْلُب / فيكَ الطَّلَب
كانْ تَرْجِعُ النِّيرانْ / لَهُ مُوَيْ
لَسْ يُشْبِهُ الفَخَّار / مَطْبوحْ لِنَيْ
دُرْ بِحالِ الرَّحَى حتَّى لَيْسَ يَبْ
دُرْ بِحالِ الرَّحَى حتَّى لَيْسَ يَبْ / قَى عِنْدكْ يا بْنِ في الْحَيِّ حَيْ
قُطْبْ مِنْ ذاتِك / اجْعلْ وعليْهِ الْمَدار
وإِذا رأيْتَ فَتْحَك / وقدْ أضَا واسْتَنارْ
وبَدَتْ لَكْ خفايا / كَنْزِ ذاكَ الْجَدار
احْتَفِظْ يا أخَيْ ورُسيْما لَك / احْذَر أنْ تَكُون بُوسُخَيْ
وامْشِ للدَّيْرِ مِن ثَمْ / وتَرَى فِيه فُنُون
مِنْ معانِي وفِيها / ما يُقِرُّ الْعُيُون
إِنَّمَا صاحِبُ الدَّيْرِ / فَهْوَ فَوْقَ الظُّنُون
إِنْ أعْطاكْ بالُّنمَىْ إِمْشِ خُودِ / الذي يُعْطِيك ثُمَّ رُدَّ الْوُعَيْ
أنَا حين جِئْتُ قاصِدْ / وسَمِعْتُ الْغِنَا
ورجَعْ ذُلِّي عِزًّا / وافْتِقارِي أِنَا
قُلْتُ لُو يا حَبيبي / أنْتَ واللهِ أنَا
قال لي اهنا شُوَيْ إِذا حَقَّقْتَ / تَحْمَقْ وتَشُقُّ القُبَيْ
إِمْشِ ركِّب وحَلِّل / وانْفِ واثْبِتْ وجِي
وادِّ كُلَّكْ وبَعْضَكْ / لِمَنْ تَلْتَجِي
وإِذا رأيْتَ دَيْرَكْ / يَنْظَرِبْ لِلْمَجِي
ورَجَعْ لَكْ مُرَيْ / أرْتَجَى السُّكْنَى عندي
قد تَركْتُ الكُرى /
تَمَّ هذا الزَّجيلْ / وجَا واللهْ حَسَنْ
سُقْتُ لكْ فيه ذِي الأسرارْ / ولاَ نَطْلبْ ثَمَنْ
وإِلى القاضِي نَدْعِيكْ / الفَقيهْ أبُو الْحَسَنْ
أو إِلى ابْنِ جُزَيْ / إِن لَم أيْشْ تدري قَدْرَك
أو نُسَمِّيك فُلَيْ /
سافِرْ ولا تَجْزَعْ
سافِرْ ولا تَجْزَعْ / واسْكُن إِليْ
ومُتْ وعِشْ واسْمَعْ / كَيْ تَبْقَى حَيْ
يا سائِلاً مِنِّي / كَيْفَ الوصولْ
إِنْ كانْ تُصَدِّقْني / فيما نَقُول
أدْنُوا وخُذْ مِنِّي / بَعْضَ الأصُول
يَكُونْ سَبَب سَعْدَكْ / جَمْعَكْ عَلَيْ
وبَعْد ذَا نُعْطيك / شُرْب الدُّوَيْ
أنْظُر في مِرْآتك / تَرَى عَجَب
وَنزِّه أوْقاتَك / وانْفِ الرِّيَب
فالكُلُّ مِن ذاتَكْ / لا تَنحَجَب
وعِنْدَما يَصْفُو / عَيْشَكْ شُوَيْ
تَرى الوجودْ يبْدُو / نَشْراً وطيْ
قُل للعذولْ يَكْفيه / ما حَلَّ بِيهْ
لَوْ يَسْمَع التنبيه / مِنُّوا وفِيهْ
كانْ يَنْتَبِهْ / لكن وقع في التَّيهْ
عايِمْ في بَحْرِ الْغَيْ / لَم يَدْرِ أيْ
كَذَا الذي يَقْلَع / معَ الْهُويْ
أيْنَ الذي يفنى / في حُبَّنا
ويَفْهَمُ المعنى / مِنْ حَيّنَا
يقُلْ لِمنْ غَنَّى / يَنْشُد لَنَا
عُرْيانْ نُريدْ نَمْشِي / أجَلُّ شَيْ
كَمَا مَشَى قَبْلِي / غَيْلانُ مَيْ
قصْدي أنْظُر إِليْ
قصْدي أنْظُر إِليْ / وانْفِي ذَا الوَهْمَ عَنِّي
واجْتمِع بي عَلَيْ /
مَنْ يغُوصْ في المعاني / يَشْهَدِ السِّر فيه
ويَرَى ذِي الأوانِي / كُلْ فاهِمْ نَبِيهْ
فانْتَبِهْ يا فُلاَنِي / واقْرَعِ الْباب وتِيه
كَيْ تَرى كُلَّ شَيْ لا يَهُوَ / لك ظُهورَك واطْوِ ذَا الْكَوْنَ طَيْ
أنْتَ إِسْمَع خِطابَك / مِنْك لَك يا نَدِيم
وإِذَا راقْ شَرابَك / إِسْقِ مِنْهُ السَّقِيم
وارفَعْ الآن حِجابَك / وادْعُ كَيْ تَسْتقيم
لايَغِيب عَنْكَ شَيْ / مِنْ جميعِ الْمَرائِي
إِنْ صَقَلْتَ الْمُرَي /
يا عَذُول لاَ تَلُمْني / الْمَلام ما يُفيد
دايْماً تَبْغِي مِنِّي / تَرْكَ شَيْ أُرِيد
باللهِ اتْركْني دَعْني / نَبْقَى وَحْدِي فَرِيد
لسْتُ أصْغي لِغَيْ / لاَ ولكن عِنْدِي
مَن يموت يَبْقَى حَيْ /
إِنْ أرَدْتَ الْبَقَا افْنَى / واجْمَعِ الفِكْرَ فِيك
والْتَزِم يا مُعَنَّى / كُلَّ مَن يصْطفِيك
وتَفْهمِ المعنى مِنَّا / عِنْدَ بابِ الْمَلِيك
ينْفتِح لَكْ شُوَيْ / بابُ سِرِّ المعانِي
بعْدَ كَشْف الْغُطَيْ /
يا فقِه ارْوِ عنّي / أنْتَ عِنْدِي نجيب
لا تكنْ قَطُّ تُدْنِي / مِنْ وِصالِ الحبيبْ
إِلاَّ شخصاً يُغَني / وهْوَ مِنَّا قَرِيب
من تَوَحَّى بِشَيْ / مِن مَعانِي السَّراير
يكْتَسب مِنْها زَيْ /
تَرْكُك لِجِسْمِك
تَرْكُك لِجِسْمِك / وكَشْفُ الْغُطَيْ
فافْنَى ودَعْ حُبُّو / وتَبْقَى حَيْ
يُشْغِلَك عَن ذاتَك / وتَنْحَجَبْ
وَيجْعَلْ أوْقاتَكْ / كُلَّهَا شَغَب
فاصْقُل لمرآتَك / ترَى عَجب
يُريك أيْش ما ثَمْ / صَقْلُ الْمُرَي
مَنْ في القُبَا يَرجع / صَحْبَ الخَبَي
خُودِ الوجودْ كُلاَّ / يا ذَا الخليع
عُلْواً مع سفلاَ / رُدُّوا جميع
واجعل مِنَ الْجُمْلا / عرشاً رفيع
مَرْكَب في بَحْرِ اسْمَا / ما فِيهِ شيْ
على الْمُحَرَّك لُوا / دُرْ يا أُخَيْ
إِنْ كُنْتَ مِمَّن قال / تَمَّ الْوَسَط
قُلوا مالُوا إٍسْتِقلال / خَلِّ الْغَلط
واحِد هُوَ الفعَّال / في الْحَضْر قط
فازهَد في ذي الأغيار / واطْوِيها طَيْ
وأنْتَ في الْجُمْلَهْ / تَكُنْ فُتَى
مَنْ ذَا الذي يَزْهد / إِذَا فَنِيت
ومَن بقَى يَشْهد / كَيْتاً وكَيْتْ
وُجُودُوا ليْس يُجْحَد / كَما رأيْت
والرائي هُ المرئي / وَتَمْ شُوَيْ
سرَاب هُوَ يا عطشان / يظْهَر مُرَيْ
رُدّ الوجُود واحد / وأنْتَ ذَاك
وليْسَ عليك زَايد / وما ثَمْ سِواك
كُن للسُّوي جاحِد / مَهْمي أتاك
وَهمك هُ يَطَّوَّر / ما تَحْتَ شَيْ
حِجاب هُ قُم مَزِّق / عَنْكَ الطُّلَيْ
فَنَّشْتُ مَن يَفْنَى / وايْش هُ الفَنَا
فلم أجِد معْنَى / إِلاَّ أنا
ما كُلُّ مَن غنَّى / يُنْشِد لنا
عُرْيان نُرِيد نمشِي / أجَلَّ شَيْ
كما مَشَى قَبْلِي / غَيْلان مَيْ
وهْمَكْ أزِل
وهْمَكْ أزِل / واسْكُن شُوَيْ
واشكرْ لِمَنْ يَصْقل / مِنْكَ الْمُرَيْ
شَيْخَك يُريك قَطْعَا / كَيْفَ السلوك
فاثْبُتْ عَسَى جَمْعاً / تَنْفِي الشُّكُوك
وقُلْ لِمَنْ يَرْعَى / سِرَّ المُلوك
ويْفُكْ لَك رَمْزَك / شَيَا فَشَيْ
تَبْقَى فَريدْ عَصْرَكْ / في الْحَيْ حَيْ
يا صاحِبَ الإمكانْ / قُلْ لِي نَراك
في حضْرَةِ الإحسانْ / لَس ثمَّ سواك
نَتِه على الأكوان / والْحَقْ ذَاكْ
أنتَ الوجودُ وحْدَك / نَطْوِيهِ طَيْ
والْكُلُّ فِيكْ جُمْلهْ / تحْتَ الْغُطَيْ
مُرْ يا عَذُول عَنِّي / باللهِ ورُوحْ
ولاَ تُعَنِفْنِي / دَعْني نَبُوحْ
فالسّر لِي مِنِّي / جانِي فُتُوح
وأنْتَ مَعَ نَفْسِك / تُغْوِيك غَيْ
ما تَبْرَا مِن جَرْحِك / إِلاَّ بِكَيْ
قُلْ للْحَكيم يَسْقِيك / مِن شِرْبِهْ
فإنهُ يُروِيك / حَتْماً بِهْ
فإن صَفَا عيْشُك / طِبْ يا أُخَيْ
ومتْ تعشْ واسمعْ / كَيْ تَبْقَى حَيْ
إِنْ استقامَ حالَكْ / يا ذَا الحبيبْ
اجْعَلُه رأس مالَك / واحْذَر يغِيب
وجَرِّرْ أذيَالك / وافْرَح وطِيب
وقُلْ لِوَهْمِك / هِيَ غَطَّت عَلَيْ
تَرَكْتَنِي دايِم / صِفْرَ الْيَدَيْ
هَبْ لِي مِن رِضَاك يا رَبي
هَبْ لِي مِن رِضَاك يا رَبي / حُلَهْ باشْ نَلْقاك نقِيَّا
كم لِي نَتَمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها لِيَّا
كانْ نرِيد يا رَب حُلَه / وتُقِمْها ليَّا مِن جُود
ويكونُ حريرُها كَوْفِي / بِخِلافِ ما يَغْزل الْدُودْ
ونرِيد يَنْسُجْها صانِع / بِماعُونٍ مِن كُلِّ محمود
وتُقام لَها صنايِف / من الأعمال الْرَضِيَّا
كم لِي نَتمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها ليَّا
ويكُون ذِي الثوبِ متاعُها / من أجلِ ما فِيه الأثْوابْ
وبما الوضوءِ مطهرٌ / أو بِدمعِ مَن هُو كيْف تاب
خالص من الشوائب / ومن الريا والإعجاب
حتى إذَا فاحَت وصارَت / بِنُور الْهُدَى مُضِيَّا
كم لِي نتمنَّى لِباسَها / يا كريم لَبسْها لِيَّا
وِتْفَصَّل لِي يا ربِّي / بِمقَصِّ قَطْع العلائق
ويكُون صُومُ التطوع / الْبَدَن مَع الْبَنايِق
وتُخَاط على ما يَلْزَم / بِخُيُوطٍ مِنَ الْحَقائِق
ويكُنْ لَها وَظائِف / من الأخلاقْ الْرَضِيَّا
كم لِي نتمنى لِباسَها / يا كَريم لَبِّسْها لِيَّا
ولْيَكُن كُمِي اليمينْ / فِيهِ زُهْدِي مع يقيني
ويكُن كُمِي الشِّمال / هُوَ صَفْوَتِي أميني
ولْيَكُن جِيبي مُعَمَّر / بالتُقى وأركانِ ديني
وتَعْطِفها لِي يا الله / مِنْكَ بألطافٍ خَفِيَّا
كَمْ لِي نتمنى لِباسَها / يا كرِيم لَبِّسْها لِيَّا
ومن أدمعْ المحبهْ / يكُن الحبيب والْطَريقْ
ويكُن نَسْجُها جَيّد / وغَزْل صافِي رقِيق
كَيْ يِجِي عَمْلَها مطبوع / متناسب ودقيق
ويكُون يا ألله شَطَّهْ / ومِنَ العيوب نَقِيَّا
كَمْ لِي نتمنى لِباسَها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
ومِنَ الخشيهْ يا رب / يكُن الأمْر مؤكدْ
وتَطِيب عِنْدَ ذكركِ / وتَصيرُ أفْوَح من النَّدْ
ويَدُومُ على لِسانِي / الصلاةُ على مُحَمَّد
إِيشْ كانْ يفرَح الْعبِيدْ / لَوْ عَطالُوا ذِي الْعَطِيَّا
كَم لِي نتمنَّى لِباسَها / يا كريمْ لَبِّسْها لِيَّا
فلِباسُ ذي الحُلَّه عِنْدي / للشُّقَا أفْخَرْ ما يُلْبَس
وأجَلُّ ما هُوَ يُطْلَب / وما يُنْتَخبْ ويُحْبَس
نَخْشَ نلْقاك أحَبِيبي / بالذنوبْ أسود مدنسْ
لَس هُ مِن فِعْلِ الانصاف / يا إِلهِي تبْ عليَّا
كم لِي نَتمنَى لِباسَها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
لِي مُدَّا نرتجِيها / فَعَسَى نبلغْ أمانِي
ويَطِيب حالِي ووَقْتي / بِوُصُولِي لِكَمالِي
فاليْك يا ربِّ نرغبْ / وعليكْ هُوَ أتكالِي
أن تِنَوَّر جسمي بِهَا / قَبْل أنْ تأتِي الْمَنِيَّا
كم لي نتمنى لِباسها / يا كريم لَبِّسْها لِيَّا
تُهْتُ بينَ يَدَيّا
تُهْتُ بينَ يَدَيّا / وبَقِيت كَذَا هايِم
حتى جِئْت لَيَّا /
لَذَّةُ الْوِصالِ إِلاَّ / أن تَكُون حَبيبك
وعِلالَك إِشْفِيهَا / أنْتَ هُ طبيبك
وبذاتك أتْنزَّه / أش يُريد رَقِيبَك
قد حُرُم عَلَيَّا / أن نَرَى مَعِي غَيْري
والجمالْ لِيَّا /
حَيْثُمَا نُرِيد نَمْشِي / لَم نَزَل جَليسي
حَقًّا مِنِّي نَتْوَحَّش / وأنَا أنِيسي
مَن يُريد يَرى شَخْصِي / نَعْجِبُوا قَمِيصي
سِتْرُهُ عَلَيَّا / مِنْ جَمَالُوا نَتْلَحَّف
حُلاَّ سُنْدُسِيَّا /
عِنْدَ نُور إِلْهَامِي / لاَحَ الْحَقُّ لَيَّا
ودَنوتُ مِنْ بَدرِي / مُذْ عَرَفْتُ بِيَّا
بِمقامِي في التَّوحِيدْ / نَسْتَوي سَوِيَّا
نَظرِي إِليَّا / بي نرَى وبي نَسْمَع
قَد شُغِفْتُ بِيَّا /
بكلامي نتكلم / وبأذني نسمع
ونِظاري مِنْ عَيْني / لِفُؤادِي يَرْجَع
يا طُوبَى لِمَنْ يَفْهَم / ذَا الكلام ويَسْمَع
هذه رُؤيَّا الصُّبْح / كَمَا أصْبَحْ
ويُقال عَشِيَّا /
ذَا الذِي ينْطِق / لَسْ هُ مِن خُبارَك
المليحْ نراك تَفْتِش / والمليح في دارَك
حَقًّا لو يَكُنْ عِنْدَكْ / لَم تَسْأل لِجَارَك
سِرُّ ذِي السَّرِيَّا / عِشْ بهَا واتنزّه
في الوجودْ هَنِيَّا /
ذَا الذي به ننطقْ / فِيهْ خَفَتْ رُمُوزِي
بِكلامْ كَذَا مَقْلُوب / وكَذَاكْ لُغُوزِي
لِلْغُرُوضْ نُريد نَرْجِع / تَنْكَشِف كُنَوزي
مَنْ عَشِقْ بِنِيَّا / ما يُرَى في ذِي الدُّنْيا
ساعَةً هَنِيَّا /
مَن يَهِم في جمالِي
مَن يَهِم في جمالِي / ويُعَوِّلْ علَيَّا
لاَ يَرَى معي غَيْرِي / لَوْ يَذُوقُ الْمَنِيَّا
كُلُّ مَنْ هُ عاشق / ويُريدْ أنْ يَصِلْي
رُوحُو بالله يُفارِق / إِنْ أراد نظْرة مِنِّي
فاثْبُت إِن كنْتَ صادق / وارْض بالفعْلِ مِنِّي
لَيْسَ يدْرِك وِصالِي / كُلُّ مَنْ فِيه بَقِيَّا
إِنَّما نُفْشِي سِرِّي / لِلَّذي اخْتَصَّ بِيَّا
تَرْتَجِي أن تُقَرَّبْ / وتَرَى ما يَسُرَّك
ومن الصفْوِ تُكْتَب / وبهم يَبْدُوَ أمْرَك
مِنْ شَرابي إِشربْ / وتَنعَّمْ بِسُكْرَك
لاَ شَرابِ الدَّوالِي / إِنَّها أرضِيَّا
خَمْرُهَا غَيْرُ خَمْرِي / خَمْرَتِي أبْدِيَّا
عَطْفُه الحِبَّ عِنْدي / بَهْجَةٌ وسُرور
أضْرَمَتْ نارَ وَجْدي / فَعَلَيْها تَدورُ
جَنَّتي يا أهْلَ وُدِّي / قُرْبُهَا والْحُضورُ
فَمَتَى ما يَبِنْ لِي / زَالَتِ الْبَشَرِيَّا
وتَحَوَّلتُ غَيْرِي / في صِفَا رَوْحانِيَّا
مَن يُطيقْ إِنْ تَجَلَّى / نُورُ وجْهِ الحبيب
إِلاَّ قَلْباً تَمَلاَّ / بالْقَريب الْمُجيب
ما الْهَوَى إِلاَّ ذُلاَّ / دَاوِني يا طَبيب
فَشِفائِي وِصالِي / والْوِصال مِنِّي لِيَّا
وعَذابي هَجْري / وَيْحَ نفسي الشَّجِيَّا
يا أخِي افْنَا تُشاهد / كُلَّ سِرً عَجِيبِ
وتَجُلْ في مَشاهِد / أُنْسِ قرْبِ الْحَبيب
حيْثَ لايَبْقَى شاهِد / أو عَذُول أو رَقيب
يا لَها مِنْ مَجَالِي / حَضْرَةِ قدُوسِيَّا
يَبْدُو لِي فيها سِرِّي / فقُولُوا لِي هَنِيَّا
الْهَوَى قد مَلَكْني / وزِمَامِي بِيَدُّوا
والإشارَهْ تقُدْنِي / والْحَبيب بِيَّا يَحْدُوا
فَهُوَ قُرَّةُ عَيْنِي / وهْوَ مَوْلاي وَحْدُوا
إِنَّ خَلْفَ الظَّلالِ / أسْراراً قُدُوسِيَّا
قد تَجلَّت لِصَدْرِي / وسَرَى السَّرُّ فِيَّا
أُرْفُضِ الْخَلْق وارْقَى / وانْتَفِي عَنْ ظِلالِك
واسْبق الْكَوْنَ سَبْقَا / ثُمَّ غِبْ عن فِعالِك
وافْنَ في الحِبِّ عِشْقَا / فالْمُراد في زَوالِك
عِنْدَ قُرْبِ الزَّوالِ / يَسْري سِرُّك ليَّا
ونُشاهِدْك أمْري / وتَكُن لِي نَجِيَّا
إِدْنُ منَّا واتْرُك / كُلَّ شيءٍ سِوانَا
قُل لِي أشْ ما تَمْلِك / هذِي عينُ الخِيانَا
ناقِض العهدْ تُدْرِك / أيْنَ حَمْلُ الأمانا
هل تَرَى غَيرُ فِعْلِي / ونفودِ الْمَشِيَّا
كِفْ هِ في الْخَلْقِ تَسْري / هَذِي عيْنُ القَضِيَّا
هَيَّا يا مَحْبُوبَ هَيَّا
هَيَّا يا مَحْبُوبَ هَيَّا / نَرْتَشِف كاسَ الْحُمَيَّا
واعْطِي للْخَمارَ دَلْقِي / والثيابَ إِليْ عَلَيَّا
ثُمَّ نَقْطع الْعَمايِم ونُمَزق الطيالِس /
ونَدَقْ الْدُيُور ونَصْحب الشَّمامِس /
ونَدور في الصوامع عَلى لباسِ القَلانِس /
كَيْ أرى مَرْبَحْ مُدامِي / بجملتِ كَفْ الثريَّا
ونَعِشْ في الخانِ خَليعاً / لا إلفَ لِي أو عَلَيَّا
ما نجِد خليعاً مِثْلي حَرَّقَتْهُ الْكاساتُ والأذْنان /
مُعْتَكِف في جامع أزْهَر مُخْتلِي في شَقِّ تِعْبان /
وبَقيتْ عاشِق مُهَتَك نَنْظِمْ الزَّجل والأوزان /
وفي مِحْرابي إِبْريقْ / فيه خَمْرَهْ مَعْنَوِيَّا
وجَعَلْتُ السُّكْرَ دأبي / وهَوَيتُ الْعِشْقَ غيَّا
مَن يَكُن مِثْلِي مُحَقق ويرى جَمْعَ الْمَشاهِد /
يَنْظُرِ الكاساتِ والأدْنان والشراب والْكُل واحد /
ولا يَنْهَل ذَا الْمَناهِل ويَرَى ذِي الْمَوارِد /
إِلا مَن أفْنَى وُجُودُه / ولاَ خَلَّى فِيه بَقِيَّا
ونَفَى عنْهُ الْخَواطِر / وجَلاَ صَقْلَ الْمُرَيَّا
مُذْفنى عنيُ وُجُودي / وفناي عين بقاي
وانْجَلَت لِي الحقيقه / وانْكَشَف عنِّي غِطايْ
وارتَفَع عَنِّي حِجابِي / ما رَأيْت في الْكَون سِوَاي
ورأيْتُ وجْهِي بِوَجْهِي / وانْجَلَت مِنِّي عَلَيَّا
وسَقيتْ ذاتِي بذاتِي / يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي / يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي / وهَوَتْ ذاتِي لذاتِي
وَتجَلت لِي الحقيقه / بِنُعُوتِي وصِفاتِي
كُلَّما نادَيْتُ الأكْوان / جاوَبَتْنِي بِلُغَاتِي
قَبْلَ هذا كُنْتُ كَنْزاً / في وُجُودِي مُخْتِفيَّا
فَتعرفتُ لِذَاتِي / وتتكرتُ عَلَيَّا
كُلّ حَدْ لُو نصيب من الدُّنيا
كُلّ حَدْ لُو نصيب من الدُّنيا / وهَواكْ لِي نصيب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذاتِي / حاضِرٌ لا تَغِيب
أنْتَ أسْكَرْتني على سُكْرِي / مِن لذيذِ الشَّراب
ثُمَّ خاطَبْتَني كما تدْرِي / ففهِمْتُ الْخِطاب
ثُمَّ شاهَدْتُ وجْهَكَ الْبَدرِي / عِنْدَ رفْعِ الْحجَاب
ثُمَّ صَيَّرْتَني رَقيب ذاتِي / كُنْتَ أنْتَ الرَّقيب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذاتِي / حاضِرٌ لاَ تَغِيب
أُدْخُلِ الْحان وشاهِد الْمعْنَى / لِتنالَ الأمان
كَيْ تَرانِي بينَ الدّنانِ عاكِفا / شاخِصاً للْدِيان
وسقانِي ساقِي الْمُدام دَوْرِي / قبْلَ دَور الزَّمان
أنْتَ تَدْري مَن كانَ ساقِينا / الْقَريبُ الْمُجِيب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذاتِي / حاضِرٌ لاَ تَغيب
أنا مِنْ فَيْض فضْلِ ساداتِي / نِلْتُ أعْلَى الرّتَب
وعَلى قدْرِ همَّةِ الطَّالِب / سيكُونُ الطَّلَب
ثُمَّ قَضَيْتُ ساير أوْقاتِي / بالْفرَحْ والطَّرَب
وسَمِعْتُ الْخِطابَ مِنْ ذاتِي / مِنْ مكانٍ قريب
يا حَياتِي وأنْتَ في ذَاتِي / حاضِرٌ لاَ تَغِيب
كَمْ فَتَى مُرْتاحْ أتاحْ
كَمْ فَتَى مُرْتاحْ أتاحْ / لهُ الْهَوَى أتْراحْ
مِن جِراجي زَاد نَواحِي / والْهَوَى فضَّاحْ
ومِلاحِي لاِفْتِضاحِي / أفْسَدُوا الإصْلاحْ
ما حِيلَةُ الْمُحْتارْ / والتحَيُّل عارْ والهوى غَرَّار
عَنْ الْحُبِّ صَدَرْنَا / قبْلَ بَدْءِ البادِيات
وبالوجد خلعنا / من الهوى ثوب الصفات
وبالزُّهْدِ عُرِفْنا / في تَصاريف الذَوَات
قُل لمن قد لاَحْ لاحْ / في الدُّجَى مِصْباح
قُمْ إِليْها واسْقِنيها / في رُبَى الأدْواحْ
واجْتَلِيها في حُلِيْها / فالِقَ الإصْباحْ
واكْشِفْ بِها أسْتارْظُلْمِةِ / الأغْيار واكْتُم الأسْرار
مُدامٌ بِسَناهَا / مَزقَتْ سِتْر الظَّلام
ومنْ نُورِ هُداهَا / قد ظَهَرْ بدْرُ التَّمام
ومِنْ اخَتْم أنَاهَا / سَكِرَ الصبُّ فَهَامْ
وطَرِب يا صَاح صاح / وبسُكْروا باحْ
مِنْ سُلافِي خَمْرَ صافِي / نَشْرُها فَيَّاح
لِلْمُوافي راحُها فِي / راحَتِي ما رَاحْ
ما مَسَّهَا عَصَّار / أفْنَتْ الأعْصارْ
دِرْهَا يا خَمَّار /
وبُدَتْ شَمْسُ الدَّناني / للنَّدامَى كالْعَرُوس
وجَلَوْها في القَنَانِ / وأدْارُوها كُؤُوس
وأرْبابُ الْمَعانِي / أمْهَرُوها بالنُّفُوس
جُمْلَةُ الأفْراحْ راحْ / في الْهَوَى والرَّاحْ
بِحُلاُها في عُلاَها / قامَتْ الأرْواح
وسَناها قد كَسَاها / حُلَّة الأشْباحْ
يا حُسْنَها أقْمار / في عِشَا الأنْوار
اخْتَفتْ إِجْهار /
مُفِيضُ الْجَمْعِ جانَا / بالْهُدَى والْبَيّنَاتِ
هَدَانَا وسَقانا / بالكؤوس المكرماتِ
وفي الْحَشْرِ كَفانَا / في الأُمُورِ الْمُعْضِلات
ولنا الأرْباح أباحْ / والهمومْ قد زاحْ
خَيْرُ هادِي للرَّشادْ / حَضْرَةُ الفتَّاحْ
بِهْ أُنادِي في الْعِباد / مَنْ غَدَا أو رَاح
يا أمَّةَ المختارْ / رَبُّكُم غَفَّار
للْعُيُوبْ سَتَّار /
طابَ وقْتي في حَبيبِ هُ لَنا
طابَ وقْتي في حَبيبِ هُ لَنا / ذِكْريْ دُخْرِي
فاسْألُوا مَنْ لاَ لَنا عنْهُ غِنى / في صَلاحْ أمْري
أنا هُ شَيْخُ الشَّراب وفي المِلاح / لَذَّا لِي التَّمْزيق
السطور سجادتي راحاً براج / كسروا الابريق
واحمَدوا تَعْربُدي في الاصْطِباح / يا أُولِي التَّحْقيق
يا تُرَى مَنْ هُ أنَا حتى أنا / هِمْتُ مِن سُكْري
سَمَّعُونِي طِيبَ ألحانَ الْغِنَا / وعَسَى نَدْري
بِعْتُ دفَّاسِي ودَلْقي والإزاره / وبَقيْتْ عُرْيان
نتماشَى مائلاً مِنَ الْخُمَار / وأنا نَشْوانْ
بَيْنَ طاساتٍ وأكْوَاسٍ تُدار / تُطْرِبُ الأذهانْ
لَيْس لِي أصْلٌ عن الشُّرْبِ غِنى / هكذا عُمْرِي
فاسْمعُوا يا فُقَارَا يا أُمَرَا / واكْتُمُوا سِرِّي
حَين نَفِقْ يا فقاراً مِنْ سُكْرَتِي / فَوَّحُوا بالْعُودْ
وادْفِنُونِي تحت غَرْسِي كَرْمَتي / مَيِّتاً مَفْقُود
كَفِّنُونِي باسمهَا فَبُغْيَتي / هُ ابْنَةِ الْعُنْقودْ
واجْعَلُوا أوْراقَها لِي كَفَناً / واجْعلوا طُهْرِي
ماءَها وتحْتها مُبَيَّنَا / فاحْفِروا قَبْري
بِسهامِ التَّيهِ دَعْ بَوشُقُني / مالَهُ مالِي
أنا نَهْواهُ وهُو يَعْشَقُني / سَلَّمُوا حالِي
شاقَنِي لمَّا بَدَا يَنْشَقُني / نَشْرَهُ الْغالِي
هُو لِي رُوحٌ أقام الْبدنا / وهُ بي يسْرِي
لاتعُومُوا تَغْرقُوا ما بَيْننا / حَوِّدُوا بَحْرِي
قُلْتُ إِنِّي أبداً أعْشَقُهُ / وهْوَ لِي يَعْشَق
وأنا مَغْرِبُهُ مَشْرِقُهُ / وهو بي أشرق
في ثناياه ومن يلحقه إِنَّمَا هُ الْحَقْ /
لَوْ تَرَوْا حِينَ تَدَلَّى فدَنَا / ساعةَ الذِّكْرِ
وَمحَتْ محْدَتُنَا إِثْنَتَنا / واخْتَفَى سِرِّي
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي / وقُلْتُ نعمْ عَشِقْتُ فلا أُبالِي
خَعْتُ عِذارَ عِشْقي في غَرامي /
وهِمْتُ وقد حَلاَ عِنْدي هِيامِي /
بِمن نهْوَى وكاساتِ الْمُدام /
مَذْهَبي دَنِّي / لائِمِي دَعْني
الْهَوَى فَنِّي /
بِبَذْلي في الْهَوى رُوحِي ومالي / عشِقْتُ فما لعُذَّالِي ومالِي
طَرَقْتُ الْحَانَ والألحانِّ تُتْلاَ /
وراحُ لأُنْسِ الْكاساتِ في تُجْلا /
وشاهَدْتُ الحبِيبَ وقد تَجَلِّى /
تَمَتَّع يا مُعَنَّى بالْوِصالِ / فقدْ رُفِع الْحِجابُ عنِ الْجَمالِ
مُدامَتُنا تَجِلُّ عنْ الْمِزاج /
إِذا شُرِبَتْ جلَتْ ظُلَم الدَّياجِي /
وراحُ الأُنْسِ تُشْرِقُ في الزُّجاج /
يا مُعانِيها / صِفْ معانِيها
مازِجانِيها /
عرُوسُ قدْرُها في الْمَهْرِ غالِي / وأيْسرُ مَهْرِها مُهَجُ الرِّجالِ
شَطَحْتُ على الْوُجودِ بِفَرْطِ عُجْبي /
بِراحٍ أشْرقَتْ مِنْ دَنَّ قلْبي /
وجَدْتُ بها الشِّفَا مِنْ كُلّ كَرْبي /
جبَرتْ كَسْرِي / فافْهَموا سِرِّي
واقْبلُوا عُذْري /
بِذِي الرَّاحِ الّتي فِيها الدَّوالي / بَناتِ الْقَلْبِ لا بنْتَ الدَّوالِي
مِنْ سِري نَنْطِق
مِنْ سِري نَنْطِق / مُذْ عَرَفْتُ الْمَعاني
كَذَا الْمُحَقِّقْ / ما يَرَى في الكَوْن ثاني
خَرجْتُ نَطْلُبْ / عَيْنَ الخبَرْ عنْدي وجَدْتُو
وجدتُ مكْتُوب / في سِرِّي لَمَّا قَرَيْتُوا
حبِيبْ ومَحْبُوبْ / أنا وبِيَّا شُغِفْتُوا
يَاهْلَ الْحَقائِقْ / باللهْ اسْمَعُوا مِنْ بَيانِي
كذَا المُحقّق / ما يَرَى في الْكَوْنِ ثاني
عِنْدِي شَواهِدْ / تَدُلُّ مِنِّي عَلَيَّا
وفي الْمَقاصِدْ / ثَبَتتْ الواحْدانِيَّا
وأهْلُ الفَوايِد / رَقُوْا مَقامَا عَلِيَّا
ذاكَ آذِي يَنْطِقْ / ه سَمْعِي وَه لِساني
كَذا الْمُحَقِّقْ / ما يَرَى في الْكَوْنِ ثاني
كَمُلْ لِي سَعْدي / لَمَّا انْجمَعْتُ عَلَيَّا
وبِتُّ عِنْدي / أنا ما بَيْنَ اذْرَعَيَّا
وكُنْتُ وحْدِي / قَبْل الإبْتَدَا والنَّهِيَّا
ما زِلْتُ ننْشِقْ / نَسِيما مِنْ ذِي الأواني
وكَذَا الْمُحَقِّقْ / ما يرى في الْكَوْنِ ثانِي
إِنْ كُنْتَ طالِبْ / على أصُولِ الْحقيقَهْ
فَكُنْ مُواظِبْ / ومُلْتَزِم للْطَرِيقَهْ
إِنَّ الْمَراتِبْ / عدَدْ نُفُوسِ الْخَليقَهْ
فَمَنْ هُ صادِقْ / يَبْنِي لِصِدْقُوا مبانِي
وكَذَا الْمُحقِّقْ / ما يَرى في الْكَوْنِ ثانِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025