المجموع : 163
كتمتُ الهوى جهدي وَمَا كنتُ مخبِراً
كتمتُ الهوى جهدي وَمَا كنتُ مخبِراً / وَلَمْ يدرِ جسمي بالغرام وَمَا جرَى
أتعجَب من شوقي وجسمي موفَّراً / وقائلةٍ مَا بالُ جسمِك لا يرى
سَقيماً وأجسامُ المحبين تَسْقَمُ /
كَأَنَّك لَمْ تغدو بحبي ولن تَرُحْ / ولن تشرب الكأسَ الرَّوِيَّ وتَصْطَبِحْ
أراك خَلِيّاً فاترك الحبَّ واسترِح / فقلت لَهَا قلبي بحبك لَمْ يَبُحْ
لجسمي فجسمي بالهوى لَيْسَ يَعْلم /
حادِيَ العيسِ هل مررتَ برَكْبِ
حادِيَ العيسِ هل مررتَ برَكْبِ / تَرك القلبَ فِي همومٍ وكَرْبِ
يَا لوُدي ويا أُهَيلِي وصحبي / إن يوم النَّفيرِ أحزن قلبي
ليتني فِي النفير كنت مُسافِرْ /
تركوا الشوقَ لازماً لا مُعَدَّى / حين جَدُّوا والرَّكائبُ تُحْدَى
لا تلوموا إِذَا غرامي جَدّا / كَيْفَ أسلو عن المليك المفدَّى
بهجةِ الدهرِ قُرَّةِ النواظرْ /
تركتُ خيالَ الوهمِ عني تَجنُّباً
تركتُ خيالَ الوهمِ عني تَجنُّباً / وألزمتُ عهدي للصديق تَحبُّبا
وأحسنتُ فِي إِلْفِي وإِن هو أَذْنبا / خُلقتُ أَلوفاً لو رجعتُ إِلَى الصِّبا
لَفارقتُ شَيْبي موجعَ القلبِ باكيا /
أُعانق قاماتِ الغصونِ تَحبُّباً
أُعانق قاماتِ الغصونِ تَحبُّباً / وأَلزَم عهدي للصديق تَقرُّبا
وأُحسِن فِي إِلْفِي وإِن هو أذنبا / خُلقت ألوفاً لو رجعت إِلَى الصبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا /
من سُحْبِ راحتِك المَكارمُ أَبْرَقَتْ
من سُحْبِ راحتِك المَكارمُ أَبْرَقَتْ / وبِيَمِّ نائِلك المَلا كم أُغْرِقتْ
وبعرشِ مجدِك كم مَعالٍ عُلِّقت / شمسُ السعودِ ببُرجِ مُلكك أشرقت
وتَزَيَّنت بوجودك الأعيادُ /
قَدْ عَطَّر الأكوانَ رَيّاك الشَّذِي / والدهرُ من طربٍ لديك يقول ذِي
أيامُنا بالأمنِ ذات تَلذُّدٍ / فتهنَّ يَا مولاي بالعيد الَّذِي
وافَى يُجدِّد عهدَ مَا يُعتادُ /
الدهرُ عبدٌ فِي يديك وذا الملا / والأفقُ أشرق من سَناك تَهلّلا
خضمتْ لَكَ الثَّقلانِ طوعاً والعُلى / لا زالتِ العَلياءُ تخدمكم عَلَى
رغمِ العِدى ولرأيك تَنْقاد /
راعَ العدوَّ بسيفهِ وبخوفِهِ
راعَ العدوَّ بسيفهِ وبخوفِهِ / هَذَا بيقظته وذاك بطيفِهِ
مولىً يَقيك من الزمان وحَيْفه / يَا من يُقتِّل من أراد بسيفه
أصبحتُ من قَتْلاك بالإِحسانِ /
فبِك ابْتَهرتُ وَلَمْ تَسَعْك ضمائِري / ولدى مديحك قَدْ فَرَغْتُ غَرائرِي
قد كَلَّ طرفي إِذ تَبلَّد خاطِري / فإذا رأيتُك حار دونك ناظِري
وإِذا مدحتُك حار فيك لساني /
جانبْ مَساعي الشرِّ لا تكُ لاهِياً
جانبْ مَساعي الشرِّ لا تكُ لاهِياً / فَلأَنت من تُرْب الأراضي ناشِيا
وأَرِقْ دموعَك نادِماً لا شاكياً / أنت الَّذِي ولدتْك أُمُّك باكيا
والناسُ حولَك ضاحكون سرورا /
لا تشكونْ نُوَبَ الزمانِ كمن شَكَوا / وأَقِل الَّذِين عَلَى المَعاصي قَدْ كَبَوا
وكن الجمالَ لدى المجالس إِنْ حَكوا / واجهد إِلَى عملٍ تكون إِذَا بكوا
في يوم موتِك ضاحكاً مسرورا /
واهاً لدهرٍ جرى والخيرُ فِي قَرَنِ
واهاً لدهرٍ جرى والخيرُ فِي قَرَنِ / جررتُ فِيهِ بميدان العُلَى رَسَني
مضى بدولته الغَرَّا وخَلَّفني / كا كنتُ أُوتر أَنْ يمتدَّ لي زمني
حَتَّى أرى دولةَ الأوغادِ والسِّفَلِ /
ما لي وَمَا لهمُ خُلِّفت عندهمُ / وصحبةُ الضِّدِّ قرحٌ كلُّه أَلَمُ
أما دَرَى الدهرُ مَا وَقْعي وحَطِّهمُ / تَقدمتْني أناسٌ كَانَ شوطُهُمُ
وراءَ خَطْوِي ولو أمشي عَلَى مَهَل /
قَضوا حقوقَ العُلى لما بهم / وأَسلموني بقومٍ وُدُّهم سَمِجُ
كذا قضى الدهرُ أن يَسْتأسد الهَمَج / كذا جزاءُ امرئٍ أقرانُه دَرَجوا
من قبلِه فتمنَّى فُسحةَ الأَجَلِ /
تَصَدَّروا وتَدَلَّت لي بهم رُتَبُ / والذنبُ لي أنني رأسٌ وهم ذَنَبُ
عَلَوا عليَّ وهم دوني فلا رِيَبُ / وإن علاني من دوميَ فلا عَجَب
لي أُسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحَل /
أما بحارُ الندى للخَلْقِ مُغْرِقةٌ
أما بحارُ الندى للخَلْقِ مُغْرِقةٌ / والمجدُ أغصانُه بالنصر مُورقةٌ
أما ذوو العز تَحْتَ الأمرِ مُطرِقَة / بعصرِ فيصلَ شمسُ الفضلِ مُشرقة
وفي زمانه يَسْري العلمُ فِي البيدِ /
أَعلى منارَ الهدى قَدْراً بعزته / ودَبَّر الرزق تَقْديراً بحكمته
والكونُ أمسى أسيراً رَهْنَ قَبضته / أَحْيى جديبَ التَّهاني بسَيْب نعمته
فأصبح المسلمون اليومَ فِي عيدِ /
تُصوِّب نحوِي الرماية عَيْنَها
تُصوِّب نحوِي الرماية عَيْنَها / كأني غَريم جئتُ أطلب دَيْنَها
فلما دنتْ مني وأَبدت لُجَينها / رمتْني وسترُ اللهِ بيني وبينها
عشيةَ أرام الكِناس رَميمُ /
إِذَا أنت لَمْ تسمع بِهَا وبصيتِها / وَلَمْ تدرِ من صَرْعَى العيون وميتِها
هدتْك بقَتْلاها مصابيحُ زيتها / رَميمُ الَّتِي قالت لجيران بيتها
ضمنتُ لكم ألا يزال يَهيمُ /
حميتُ ذِمار العهدِ فِي كل جِيرةٍ
حميتُ ذِمار العهدِ فِي كل جِيرةٍ / وجاريتهم بالحِلْم فِي كل سيرةٍ
فزادوا نفوراً لي وإني بجيرة / إِلَى الله أشكو مَا أرى من عَشيرة
إِذَا مَا دنونا زاد حالهمُ بُعدا /
إِذَا ازدحم الأقوامُ كنا أَشدَّها / نُمارس حر الحادثاتِ وبَرْدَها
حِلفنا أكاليلَ المعالي وجِيدَها / ولو علمتْ هذي العشائر رُشْدَها
إِذن جعلتْنا دونَ أعدائِها سَدا /
تحملتُ من هذي العشائرِ شَرَّها / ودافعتُ عنها الخصمَ إِذ رام ضَرَّها
ولو أقبلتْ طوعاً إلينا لَسَرَّها / ولكن أراها أصلح الله أمرَها
وأَخْلَفَها بالرشد قَدْ عدمتْ رشدا /
أُريد من الدنيا أموراً وَلَمْ تُرِدْ
أُريد من الدنيا أموراً وَلَمْ تُرِدْ / وأسألها الخلَّ الصديقَ فلم تَجُدْ
وإني أَجدْ منها المُحالَ وإِنْ أجد / لقد جبتُ أرضَ اللهِ طُراً فلم أجدِ
صديقاً وفياً مخلصاً غير واحدِ /
تباعدَ عن طُرقِ المَلالة والقِلَى / وَمَا زال عن نَهْجِ الوِدادِ وَمَا سَلا
تخيرتُه خِلاًّ عَلَى سائرِ المَلا / حريصاً عَلَى عهدِ المودة والوَلا
فسيانِ قُرباً منه أَوْ فِي التباعدِ /
فلم أستطعْ واللهِ قطعاً عنادَهُ / يريد صلاحي ثُمَّ أرجو سَدادَهُ
فهذا الَّذِي فِي الناس أعطى قياده / شُغفت بِهِ حباً أصون وِدادهُ
صيانةَ نفسي من عدو وحاسد /
حلفتْ لَنَا بجمالِها أن لا تُرَى
حلفتْ لَنَا بجمالِها أن لا تُرَى / فلِذاك قَدْ حجبتْ محاسنَها الوَرَى
فأتت وان أحدٌ بحالتِها دَرَى / جادتْ لَنَا بوَداعِها إِثْرَ السُّرى
تِلْكَ الَّتِي بخلت بطيفٍ فِي الكَرَى /
فجثوتُ من أسفٍ وَقَدْ ذهب الجَلَدْ / وأتتنيَ العَبراتُ شوقاً للبلَد
فغدوتُ مخلوعَ الفؤادِ من الكمد / دمعي جرى لفراقها دُرراً وَقَدْ
جاء العذولُ يقول لي مَاذَا جرى /
دارٌ تَماوجتِ القلوبُ بطبعِها
دارٌ تَماوجتِ القلوبُ بطبعِها / فمتى يساعدني الزمان بجَمْعِها
رسمتْ محبتُها بخاتم طبعها / شوقاً أُكابده لزَوْرَةِ رَبْعِها
وأرى الزمانَ يحول دون مُرادِي /
قَدْ كنتُ فِي عَرصاتِها مُتيمِّماً / أشدُو القَريض بحبها مُتَرنما
يا دارُ أضحى الحبُّ فيك مُحتَّما / والقلبُ يوشك أن يطيرَ وإنما
قَفصُ الأَضالع مُحْكَمُ الإِيصادِ /
فهل ظن قلبي قَدْ سَلوتُ عن الهوى
فهل ظن قلبي قَدْ سَلوتُ عن الهوى / وها أنا من فَرْطِ الغرامِ لقد شِبْتُ
فهل كَانَ مني مَا يشين مودتي / وهل ظن معشوقي بأنيَ قَدْ تُبت
فما صَدَّني عنها العُذيبُ ولا اللِّوى
فما صَدَّني عنها العُذيبُ ولا اللِّوى / ولا حُلتُ عن داري وإن شطَّ بي النَّوى
فأقسمت لولا الصبرُ طرتُ عَلَى الهوى / فهل ظن قلبي قَدْ سلوت عن الهوى
وهل ظن معشوقيَ بأنيَ قَدْ تبتُ /
فلا الضالُ يُسْلِي عن هواها ولا اللِّوَى
فلا الضالُ يُسْلِي عن هواها ولا اللِّوَى / ولا حبُّها عني يزولُ ولا الجَوى
وهيهات مَا ضلَّ الفؤاد وَمَا غَوى / فهل ظن قلبي قَدْ سلوتُ عن الهوى
وهل ظن معشوقي بأنيَ قَدْ تبت /
كم من أمورٍ فِي الفؤادِ حَوَيْتُها
كم من أمورٍ فِي الفؤادِ حَوَيْتُها / خَفيتْ عليَّ بأنني أخفيتُها
من ذا يقول بأنني أبديتها / ولها سرائر فِي الضمير طويتها
نسى الضمير بأنها فِي طَيِّهِ /
دارٌ بروحِ محبتي غَذَّيْتُها
دارٌ بروحِ محبتي غَذَّيْتُها / وبماءِ كاساتِ الغرامِ سَقَيْتُها
ولكم لَهَا فِي نيةٍ أخفيتها / ولها سَرائرُ فِي الضمير طويتها
نسى الضمير بأنها فِي طيه /
فارقتُهم أَسَفاً لَمْ أَبْغِ فُرقتهم
فارقتُهم أَسَفاً لَمْ أَبْغِ فُرقتهم / لا طَوَّل اللهُ بالتفريقِ مدَتهم
من مُبْلِغٌ حيرتي إِنْ حَلَّ بلدتَهم / أني عَلَى العهد لَمْ أنقض مودتهم
يَا ليت شعرِي بذاك العهد مَا فعلوا /