القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 293
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا / وَروحُه للزُّهدِ قَد ثابا
قلتُ عنِ التّوبة قالوا نعم / فازدَدْتُ مِنْ ذلكَ إعجابا
من شَيخُه قال الذي قد كسي / بالزفرِ الماشِيِّ ألقابا
تقليةٌ قالوا نَعم ذاكَ هُوْ / قلتُ الذي ما زالَ حلاَّبا
قالوا أَجَل قلت أَما كانَ قد / أَقسَمَ لا داسَ لهُ بابا
لأنّه دلّس في / عَلَيْه تَدليساً وما حابى
ذات زئيرُ شَعرِ / تَخالُهُ في اللّمسِ سِنجابا
تَوَدُّ لو باتَ على / من حُبِّها ضَرَّابا
عاصفاً زعزَعاً / يقلَعُ أوتاداً وأطناباً
تَرقصُ مثلَ الدُّب إن عاينت / في مَجْلسِ دَبّابا
سائبةُ تَرى دائماً / كُلَّ فيه مُنسابا
قالَتْ وَقدْ غازلَها هي هَهِيْ / بَقى أو نَغْلُقُ البابا
والعهدُ يا عَينيَّ قد غَمّني / صَفْعُكَ للشّيخ وما تابا
مُشْتَغِلاً عَنْكَ بِبُهتانه / يَرمُقُ سجّاداً وَمحِرابا
نَسِيت إذْ صَفَى لكَ الشيخُ بال / مزرةِ حمصيصاً وطبطابا
وإذ جنى منْ كَرْمةٍ فوقه / عندَكَ للخمرة أعنابا
تخونُكَ البركةُ تلكَ التي / سَقاكَ منها أمسِ أكوابا
ودَلقةٌ رَهنٌ على غَلبهِ / وَلَمْ يزلْ بالنّردِ غَلاّبا
قال لهَا كُفِّي كفى ما جَرى / فلا تَظني الشّيخَ نَصّابا
إذا نابَ في التّقبيل عن شَفَتي طِرسي
إذا نابَ في التّقبيل عن شَفَتي طِرسي / وَعَنْ بَصَري في رؤيتي لَكُمُ نَفْسي
وواصَلَني مِنكُمْ خَيالٌ مُخَصّصٌ / بِروحيَ في حلمٍ فَما لي وَلِلْحسْ
وَمَنْ لي بمرآكَ الجميلِ الذي بهِ / لِعَيْني غنِىً عنْ طَلْعَةِ البدرِ والشَمس
على أنّني مستأنِسٌ بعدَ وَحْشتي / بأنسِ وَليِّ الدَّولةِ الأَزخرِ القَسِّ
وأنَّ أبنَهُ الشَيخَ الخطيرَ لَمُسعِفي / بِما شِئتُ منْ رفدٍ جزيلٍ ومن أنُس
وأُقسِمُ ما للإبن والأبِ عندَهُمْ / حياةٌ بلا روحٍ تَجيئ مِنَ القُمسِ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ / وَلَمْ أَبتْ مُقرِياً في الليلِ أضيافي
قَوْمٌ أتونيّ لا يَبغونَ غيرَ قِرى / جمعاً كبيراً بأفراسٍ وأسيافِ
فَمِتُّ منْ خَجَلٍ مِنْهُمْ وَبِتُّ بِهمْ / حَيرانَ ما بينَ خبازٍ وَعَلاَّفِ
وَعُدْتُ أُظهِرُ أَعذاراً مُلَفّقةً / وَفيهِمُ كُلُّ شَتّامٍ وَقَذِّافِ
وَقلتُ دونَكُمُ شَمَّ النّسيمِ على / هذا الفضاءِ وماءً بارداً صافي
ناموا إذا شِئتمُ أو فاسهروا لتَرَوا / أشجار حورٍ على خَورٍ وَصَفْصافِ
فقالَ لي مِنهُمُ شيخٌ أخو بَلَه / كأنَّ في وَجْههِ حانوتَ نَدّافِ
يحتاجُ بيتُكُمُ والفارُ يَهْجُرُهُ / أشياءَ لا بُدَّ منها غيرَ كتّاف
فَكانَ في منزلِي أَضعافُ ما ابتهلوا / منَ الدُّعاءِ لَكُم منْ سَب أسلافي
لا تَلُم البقيِّ في فِعْلهِ
لا تَلُم البقيِّ في فِعْلهِ / إنْ زاغَ تَضليلاً عن الحقِّ
لو هذَّبَ الناموسُ أخلاقَهُ / ما كانَ منسوباً إلى البقِّ
يَظُن فَتى البَقَقِيْ أَنّهُ
يَظُن فَتى البَقَقِيْ أَنّهُ / سَيَخْلَصُ من قَبضَةِ المالكي
نَعمْ سوفَ يُسلمهُ المالكيُّ / قَريباً ولكن إلى مالك
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً / لا بُدَّ للشْمسِ من طُلوعِ
فَكانَ ذاكَ الطُّلوعُ داءً / يَرقا إلى السّطحِ منْ ضلوعي
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ / واسَتبْدلَ الوحشةَ مِن أُنسهِ
فَقلتُ للاحيْ عليهِ الغنى / يَعرِفُه الباحثُ عن جنْسهِ
لا تَبرحوا إثري على فاقةٍ / فالبخلُ مَوقوفٌ على نَفْسهِ
ولا تُرجي الودَّ ممّن ترى / أَنك مُحتاجٌ إلى فَلسهِ
جَوابُكَ يا شَرَمْساحيُّ صَفْعُ
جَوابُكَ يا شَرَمْساحيُّ صَفْعُ / وَدَفْعُكَ عَنْ طريقِ الضُّرِّ نَفْعُ
بدائهُ لا بَدائِعُ مِنْكَ دَلّتْ / على لؤمٍ وَلُؤمُ المرءِ طَبْعُ
شَرماحٌ لِشَرِّمَاحِ مِصر / متى جاءَتْ بِخَيْرٍ فَهْوَ بِدْعُ
فَما لكَ في الرَّقاعةِ قَطُ رَقْعُ / ولا لكَ في الوَضاعةِ قطُّ وَضْعُ
وَلَم يُكرَه ضِياءُ الشّمسِ إلاَّ / لِنَقْصٍ فيكَ والإنصافُ شَرْعُ
وَلا لكَ في الأُبوَّةِ قَطُّ أَصلً / ولا لكَ في البُنُوَّةِ قَطُّ فَرعُ
وَدَعْ نَظمَ القريض لجوهَريِّ / فَبَعْضُ النّظمِ في الأَسماعِ وَدْعُ
أَتَحسَبُ لو مَلَكتَ السّبعَ أَني / أَهابُك لو تَمَثّلَ منكَ سَبْعُ
بِهَجْوِكَ إنْ عَوَيْتَ فأنتَ كلبٌ / وبحثُكَ إنْ بَحَثْتَ فأنتَ ضَبْعُ
لِسانُكَ مثلُ كَفِّكَ طالَ جداً / ويوشِكُ أنْ يَحِدَّ الطولَ قَطْعُ
نَسيتَ وَقَدْ رَفِعتَ لجيشِ مصرٍ / لِنَصب ما بهِ لِلقَدْرِ رَفْعُ
لِخَلْعِكَ في المَسَاجد كُلَّ بابٍ / وَقَد أَنكاكَ عِندَ الجلْد خَلْعُ
أَمنْ زُنبورِ أُمكَ يومَ حاضَتْ / عَرَفْتَ الإفكَ إنَّ الإفكَ لَسْعُ
لَقَدْ مَصّيْتَ مِنها شَرَّ / ومك اثر فيهِ ضَرع
ولو قَنَعَتْ بِفَردٍ لم / مِنَ الأسطولِ والعبّارِ جَمْعُ
فَجِئْت لِذاكَ قذّافاً وَقَاحاً / صُقاعِيّاً وما يَحويكَ صقعُ
خُذِ المِرآةَ وانظُرْ منكَ قِرداً / لهُ درّاعةٌ وَعَلَيهِ قُبعُ
فرأسُكَ ليسَ فيهِ قَطُّ لبٌّ / فَوا عَجَباً لِذلكَ وَهْوَ قَرْعُ
صَمَمْتَ عنِ استماعِ النُّصحِ أُذناً / فَما لكَ في قَبولِ النُّصحِ طبعُ
فَلا فَرَساً رَكِبْتَ لِدفْعِ ضَيْمٍ / ولاَ غَشَاكَ يومَ الحرب نَقْعُ
وما لكَ غير زبلِ الخانِ فَرْشٌ / بلى القَفّال حيثُ حَلَلْتَ نَطْعُ
فَعُنْقُكَ كم تقطْعَ فيه نَعْلي / وَقَبّلَ رأسَكَ المبثورَ شَسعُ
ولمّا أنْ سَلَحْتَ عَلَيَّ هَجْواً / ضَحِكتُ وقلتُ عني زالَ قَطْعُ
وَماليِ لنْ أُجيبَ الكلبَ لكنَ / لِشَرِّكَ بالذي قوبلتَ دَفْعُ
بَذَلْتَ على ابتذالٍ مِنْكَ عِرضاً / بلاَ عَرضٍ وفي جَدْواكَ مَنْعُ
فَلا أَصلٌ وَلا فَرعٌ زَكيٌّ / كأنَّك منْ بَناتِ الأَرضِ فقْعُ
وبانَ لَنا قَذالُكَ ذا صِقال / كَبَاذنجانةٍ والخُفٌّ فَقْع
فَيا ذُبانةً جَلَسَتْ بِنَجو / وَتَحسَبُ أَنّهُ عَسَلٌ وَشَمْعُ
بَعَثْتُ بها سِهاماً صائِباتٍ / لِنِكسٍ مالَهُ للرَّدعِ دِرعُ
رأَيتُ سراراً على رأسه
رأَيتُ سراراً على رأسه / عمامة دارَتْ على قَرنهِ
كأنّها مِنْ صُفْرَةٍ خَرْيةٌ / وَرُبّما سالَتْ على ذَقنهِ
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه / مرَّتْ لنا في خَطْبَه
مَنْ وَلَدِ بينَ الخصى / وبينَ فَخْذَي زَوقهِ نسِبَه
تَصيحُ رِدْفاهُ وَرا / لاوُو وَرا أنَّ لَمنْ هَسْبَه
قَضيبُ بانٍ لَم يَزَلْ عِطفه / يُميلهُ لِلْمجتني هَبّه
لهُ لِسانٌ إنْ تُثَقِّلْ لَهُ / كَفّتَهُ طارَ على حَبّه
صَحِبتُهُ في مَعْشَرٍ سادَةٍ / أُلي عَفافٍ صالحي الصُّحْبه
من كلِّ من جَعسُ فراً عندهُ / يعدِلُ لوزِينجَةٍ رَطبَه
إذا رأى صِهريجَ تجدْ / فيشَتتَهُ تسكُبُ كالقِرْبَه
مُهَدَّبٌ إنْ قبلي يَقلْ / منْ أدبٍ يا سيّدي حُجبَه
لمّا رأوا وَجدي بهِ زائداً / وَفَيْشَتَي في خَطّهِ صَعْبَه
قالوا ألا دونَكُمُ / كبيرةً ناعمةً صُلبَه
وَجَرِّباً حِنّا على / واحسبْ أنّها خَضْبَه
حتى إذا صِرنا إلى مَنْزلٍ / مُصوَّقِ الحيطانِ والقبّه
وَهوَ على أربعٍ / منْ خَنثٍ يَرْقصُ كالدبّة
ولم يزلْ يَرفَعُها كُلّما / جَرَرْتُ حتّى تمّتِ
وَرِفقتي إذْ عايَنتْ / لي وَثبَةَ على الكلبه
ثمَّ أنثنى بعدِ عِناقي وَقَد / صَيّرَهُ أضمَرَ مِن قَسبْه
يقولُ لي يا باخَوي اكوبا / زاراوكي قلتُ خُذِ الجبّة
فَقالَ منمْ غَيظٍ هلويابسي / لا وانكا كرَّبِسي قَهْبَه
قلتُ إذا لا يَنقفلْ ينفَتحْ / ولا تكأكأ أكسر الضّبَه
وقُمْتُ أعدو مُستجيراً بمن / منزلُهُ للمُجتَدي كعبَه
أما وَضياءِ وَجْهِكَ ذي الجمالِ
أما وَضياءِ وَجْهِكَ ذي الجمالِ / وَقَدِّكَ في انعطاف واعتدالِ
وبالَخَفَرِ الذي قَد راق حُسْناً / وفاقَ على الغزالةِ والغزالِ
لقد أغرى عذوليَ ذا اشتِغالِ / بِنارِ هوىً وقلباً ذا اشتعالِ
كَأن جفونَ ذاتِ الخال فينا / نِصالٌ ما تَمُلَ مِنَ النِّضالِ
سَرَتْ عَجَلاً فَسَرَّتْ ثمَّ ساءَتْ / وقالَ تَسَلّها واشٍ وَقالِ
هَبوا أنّي أقولُ سَلَوْتُ سَلْمى / تَعِلاتٍ بذاكَ وَلَستُ سالي
أما دَمعي على وجدي دليلٌ / يسيل على غَزاليَ كالغزالِ
ألا يا ضرَّةَ القَمَرَيْن جودي / عليَّ وَلَو بِطَيْفٍ مِن خيالِ
فإن أكُ مُعسِراً فأخو رجاءٍ / أُبَلّغُهُ قَريباً من مَعالي
وجادَ على عِيالي بالعَطايا / إلى أنْ كِدْتُ أُوهبُهُ عيالي
وما ليَ غيرُها إنْ كانَ يرضى / وحاشاهُ وَنَزِّهَ عَنْ مَقالي
حُرِمتُ بِها الحرامَ وكانَ أشهى / على أنّي حَلالي ما حلالي
تُنافِرني فأبكي مِن أذاها / وأذكرُ طيبَ أَيَامِ البدالِ
وعرسٌ مرضِعٌ فأرى نَحيلا / له جيدٌ أرقُّ مِن الخلالِ
تُحَمّلنيهِ لا حَمَلَتْهُ كَيمْا / أُرَقِّصُه بأنواعِ الخَيال
فيحبو ثم يسلح من قريب / على تِلكَ المفارشِ والزلال
وَيبكي ثُمَّ تَعْلَقُ بي يَداهُ / فيا للهِ ما يَلقى سبالي
وَزَوْجٌ حينَ أَغشاها كأنّي / بِلا أقومُ إلى البدالِ
أُعوِّدُها بِقِرْدٍ إنْ نَضَحّتُ / لتقليهِ على السطح المذالِ
إذا أضطَجَعَتْ تغنّتْ من سعالٍ / وأُبصِرُها على صور السّعالي
بِقدٍّ لاصق بالأرض قصراً / وأنفٍ من السّماءِ عَليَّ عالي
تقاسَمْنا وكانَ لها بِحَقٍّ / قَفايَ وكانَ أسفلُ خُفِّها لي
كَتَبْتُ بها وَقَدْ نَفَذَ الشّرابُ
كَتَبْتُ بها وَقَدْ نَفَذَ الشّرابُ / وكأسي مِثْلَما لَمَعَ السّرابُ
وَعندي مَنْ كُلِفتُ بهِ غَراماً / عَلَيه عن محاسِنهِ نِقاب
فإن أسعَفْتَني بقليلِ راحٍ / وإلا سوفَ يَرويني الرِّضابُ
إن بني الحِلِّيِّ أو
إن بني الحِلِّيِّ أو / صافُهُمُ مكمّلهْ
أَما تَرى أَسماءَهم / تَرَتَبَتْ كالبَسْمَلَه
مَنْ لَمْ يُلاقِ الشُّعرا
مَنْ لَمْ يُلاقِ الشُّعرا / وَفَرَّ مِنْهُمْ سَحَرا
كيفَ يُلاقي الرَومَ أَمْ / كيفَ يُغازي التَترا
كَمْ رُمتُ أنْ أَلحقَهُ / فَفَرَّ مِنّي وجرى
فبالذي يُبْقيكُمُ / لي يا جميعَ الأمرا
منْ هذهِ أوصافُه / باللهِ ما هذا خَرا
غصنٌ من البانِ مثمرٌ قَمرا
غصنٌ من البانِ مثمرٌ قَمرا / يكادُ من لينهِ إذا خطرا يقعدْ
أَسمرُ مِثلُ القَناةِ معتَدِلُ /
وَلَحْظُه كالسِّنانِ مُنْصَقِلُ /
نَشوانُ من خَمرةِ الصِّبا ثَمِلُ /
عربدَ سُكراً عَلَيَّ إذْ خَطَرا / كَذاكَ في الناس كُلُّ مَن سكرا عَربدْ
يا بأبي شادِنٌ فُتِنْتُ بهِ /
يَهواه قَلبي على تقلُّبهِ /
مذْ زادَ في التيهِ منْ تَجَنّبِهِ /
أحرَمَني النّومَ عِندما نَفَرا / حتى لِطيفِ الخيالِ حينَ سَرى شَرَّدْ
عَيناهُ مَثوى الفُتورِ والسّقَمِ /
قَدْ زلزلا منْ سَطاهما قَدَمي /
سَيفانِ قد جُرِّدا لِسَفكِ دَمي /
إنْ كانَ في الحُبِّ قتلتي نكَرا / فَها دَمي فوقَ خَدْهِ ظَهرا يَشْهدْ
لا تَلْحني بالملامِ يا عَذَلي /
فإنّني من هواهُ في شُغُلِ /
وانظرُ لماذا بهِ المحبُّ بُلي /
لو عبدَ الناسُ قبلَهُ بَشَرا / لكانَ من حُسنهِ بغير مرى يُعْبَدْ
حُمَّلْت وَجْداً كَرِدفهِ عَظُما /
وَصرْت نضواً كخصرِه سَقَما /
لو أَنَّ ما بي بالّصخرِ لانهدَما /
والحبُّ داءٌ لو حُمِّلَ الحَجَرا / لذاب منْ هَوْلِ ذاكَ وانفطرا وانهد
جَوَىً أَذابَ الحَشا فَحَرَّقني /
ونيل دَمْعٍ جَرَى فَغَرَّقني /
لكنّه بالدموعِ خَلّفني /
فَرحت أَجري في الدَّمعِ مُنحدِرا / ذاكَ لأني غَدَوت منكسرا مفردْ
بديع حُسنٍ سُبحانَ خالقهِ /
أحمر خَدٍّ يُبدي لعاشقهِ /
مسكاً ذكي الشّذا لناشقهِ /
نَمْل عذارٍ يُحَيِّر الشُّعرا / وَفَود شَعْرٍ يستوقف الزمرا أسود
رَدَدْتُها ذاتَ احتراقٍ في الخِرَقْ
رَدَدْتُها ذاتَ احتراقٍ في الخِرَقْ /
كأنّها الحراقُ إذْ صارَتْ حُرَقْ /
لابِسُها لو مَسّهُ حَرُّ الشَفَقْ /
أو لَفْحَةٌ منَ السُّمومِ لاحتَرَقْ /
كأنّها مَصنوعةٌ مِنَ الوَرَقْ /
يَكادُ أنْ يَحُلّها ماءُ العرقْ /
فَلَو رأيتَها عليَّ في الغَسَقْ /
لَقُلْتَ هذا طبقٌ فيه طبق /
فَبَرْدُها تحسَبُهُ بينَ الشَّفَقْ /
منَ القُبورِ الدَّاثراتِ مُسْتَرَقْ /
قَدْ نُقِبَتْ كأنّها كانَتْ قَبَقْ /
جاذَبنيها العنكبوتُ واعتلقْ /
لَو ادَّعاها نَسْجَهُ قلتُ صَدَقْ /
يحكي الكنيفَ ريُحها لِمَنْ نَشَقْ /
لَبِسْتُها والنّاسُ ترنو بالحَدَقْ /
فما رآني أحدٌ إلا بَصَقْ /
فأردُدْ عَلَيَّ فِضَتي البيضَ اليَقَقْ /
كيلا أموتَ هالكاً مِنَ الحَنَقْ /
واعتق فَتىً يراكَ خيرَ مَنْ عَتَقْ /
قَصَرَ النّيل وما قصْ
قَصَرَ النّيل وما قصْ / صَرْتَ في بَذْلِ العَطايا
وأَبي كُل وفاءٍ / والوفا فيكَ سَجايا
أَيُّها السَيِّد يادا / فعَ أسباب الرَّزايا
والذي هِمّتُه تأ / تي مِنَ الدُّنيا الدَّنايا
إنَّ عندي من عيالي / صبْيَةً مثلَ الخبايا
يُخرجون الخبزَ لو خبَأ / تُه تحتَ الحشايا
وَلَوَ أنّي كنت بَحراً / شَرَّبوني بالرِّوايا
قصَدَوا بَحْرِك إذما / لهُم مثلَ الرَّكايا
وزماني بكَ أَعيا / دٌ وأَعداكَ الضّحايا
لَسْت مِمَنْ يرى الملامةَ نُصحا
لَسْت مِمَنْ يرى الملامةَ نُصحا / مِن عَذولٍ بِعذْلهِ قَد ألحّا
لا ولا أبتغي السُّلوَّ ولو بَرَّ / حَ بي الشوقُ في المحبّةِ بَرْحا
كيفَ أَسلو وَمُهجَتي في لهيبٍ / وَجفوني منَ المدامع قَرحَى
في هوى شادنٍ إذا جُدتُ بالرو / حِ سَخاءً يَضِنُّ بالوصْلِ شحّا
كُلُّ يومٍ أموتُ فيهِ وأَحيا / بِلحاظٍ هُنَّ المراضُ الأصِحّا
وبديعٍ يُريكَ منْ شَعْرِهِ الفا / حِمِ ليلاً ووجهِهِ الطلقِ صُبحا
كتبَ الحسنُ فوقَ خَدَّيهِ بالمِسْ / كِ كِتاباً لِشِقوَتي ليسَ يُمحى
بِعذارٍ أقامَ عُذريْ وَمثلي / ليسَ يَلحى عليهِ لو صارَ ألحى
زارَني في الدُّجى اختفاءً فَنَمّت / نسمةُ الرِّيحِ عنهُ طيباً ونَفحا
وتَثَنّى مثلَ القَضيبِ وكادَتْ / فوقَه تَصْدَحُ الحمائِمُ صَدْحا
فاعتَنَقْنا حتى اغتدى وردُ خدَّيْ / هِ بِطَلِّ الحياءِ يقطُرُ رشحا
واجتَلَينْا الهلالَ والحقفَ والغُص / نَ جَميعاً وَجهاً وَرَدْفاً وكشحا
نِهايةُ ما بَنَيْتَ إلى انتِقاضِ
نِهايةُ ما بَنَيْتَ إلى انتِقاضِ / وَشَيْبُكَ بالموّاعظِ أيَّ قاضي
بناك الدَّهرُ أحسنَ ما بَناهُ / وما بعدَ البناءِ سوى البياضِ
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا / يبغي التّسَحُّبَ وهَو مِثليَ مُفْلسُ
إنْ تُطلِقوهُ فأنتُمُ أهلُ النّدى / أو تَحِسبوهُ فالخرا لا يُحْبَسُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025