المجموع : 293
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا / وَروحُه للزُّهدِ قَد ثابا
قلتُ عنِ التّوبة قالوا نعم / فازدَدْتُ مِنْ ذلكَ إعجابا
من شَيخُه قال الذي قد كسي / بالزفرِ الماشِيِّ ألقابا
تقليةٌ قالوا نَعم ذاكَ هُوْ / قلتُ الذي ما زالَ حلاَّبا
قالوا أَجَل قلت أَما كانَ قد / أَقسَمَ لا داسَ لهُ بابا
لأنّه دلّس في / عَلَيْه تَدليساً وما حابى
ذات زئيرُ شَعرِ / تَخالُهُ في اللّمسِ سِنجابا
تَوَدُّ لو باتَ على / من حُبِّها ضَرَّابا
عاصفاً زعزَعاً / يقلَعُ أوتاداً وأطناباً
تَرقصُ مثلَ الدُّب إن عاينت / في مَجْلسِ دَبّابا
سائبةُ تَرى دائماً / كُلَّ فيه مُنسابا
قالَتْ وَقدْ غازلَها هي هَهِيْ / بَقى أو نَغْلُقُ البابا
والعهدُ يا عَينيَّ قد غَمّني / صَفْعُكَ للشّيخ وما تابا
مُشْتَغِلاً عَنْكَ بِبُهتانه / يَرمُقُ سجّاداً وَمحِرابا
نَسِيت إذْ صَفَى لكَ الشيخُ بال / مزرةِ حمصيصاً وطبطابا
وإذ جنى منْ كَرْمةٍ فوقه / عندَكَ للخمرة أعنابا
تخونُكَ البركةُ تلكَ التي / سَقاكَ منها أمسِ أكوابا
ودَلقةٌ رَهنٌ على غَلبهِ / وَلَمْ يزلْ بالنّردِ غَلاّبا
قال لهَا كُفِّي كفى ما جَرى / فلا تَظني الشّيخَ نَصّابا
إذا نابَ في التّقبيل عن شَفَتي طِرسي
إذا نابَ في التّقبيل عن شَفَتي طِرسي / وَعَنْ بَصَري في رؤيتي لَكُمُ نَفْسي
وواصَلَني مِنكُمْ خَيالٌ مُخَصّصٌ / بِروحيَ في حلمٍ فَما لي وَلِلْحسْ
وَمَنْ لي بمرآكَ الجميلِ الذي بهِ / لِعَيْني غنِىً عنْ طَلْعَةِ البدرِ والشَمس
على أنّني مستأنِسٌ بعدَ وَحْشتي / بأنسِ وَليِّ الدَّولةِ الأَزخرِ القَسِّ
وأنَّ أبنَهُ الشَيخَ الخطيرَ لَمُسعِفي / بِما شِئتُ منْ رفدٍ جزيلٍ ومن أنُس
وأُقسِمُ ما للإبن والأبِ عندَهُمْ / حياةٌ بلا روحٍ تَجيئ مِنَ القُمسِ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ / وَلَمْ أَبتْ مُقرِياً في الليلِ أضيافي
قَوْمٌ أتونيّ لا يَبغونَ غيرَ قِرى / جمعاً كبيراً بأفراسٍ وأسيافِ
فَمِتُّ منْ خَجَلٍ مِنْهُمْ وَبِتُّ بِهمْ / حَيرانَ ما بينَ خبازٍ وَعَلاَّفِ
وَعُدْتُ أُظهِرُ أَعذاراً مُلَفّقةً / وَفيهِمُ كُلُّ شَتّامٍ وَقَذِّافِ
وَقلتُ دونَكُمُ شَمَّ النّسيمِ على / هذا الفضاءِ وماءً بارداً صافي
ناموا إذا شِئتمُ أو فاسهروا لتَرَوا / أشجار حورٍ على خَورٍ وَصَفْصافِ
فقالَ لي مِنهُمُ شيخٌ أخو بَلَه / كأنَّ في وَجْههِ حانوتَ نَدّافِ
يحتاجُ بيتُكُمُ والفارُ يَهْجُرُهُ / أشياءَ لا بُدَّ منها غيرَ كتّاف
فَكانَ في منزلِي أَضعافُ ما ابتهلوا / منَ الدُّعاءِ لَكُم منْ سَب أسلافي
لا تَلُم البقيِّ في فِعْلهِ
لا تَلُم البقيِّ في فِعْلهِ / إنْ زاغَ تَضليلاً عن الحقِّ
لو هذَّبَ الناموسُ أخلاقَهُ / ما كانَ منسوباً إلى البقِّ
يَظُن فَتى البَقَقِيْ أَنّهُ
يَظُن فَتى البَقَقِيْ أَنّهُ / سَيَخْلَصُ من قَبضَةِ المالكي
نَعمْ سوفَ يُسلمهُ المالكيُّ / قَريباً ولكن إلى مالك
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً / لا بُدَّ للشْمسِ من طُلوعِ
فَكانَ ذاكَ الطُّلوعُ داءً / يَرقا إلى السّطحِ منْ ضلوعي
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ / واسَتبْدلَ الوحشةَ مِن أُنسهِ
فَقلتُ للاحيْ عليهِ الغنى / يَعرِفُه الباحثُ عن جنْسهِ
لا تَبرحوا إثري على فاقةٍ / فالبخلُ مَوقوفٌ على نَفْسهِ
ولا تُرجي الودَّ ممّن ترى / أَنك مُحتاجٌ إلى فَلسهِ
جَوابُكَ يا شَرَمْساحيُّ صَفْعُ
جَوابُكَ يا شَرَمْساحيُّ صَفْعُ / وَدَفْعُكَ عَنْ طريقِ الضُّرِّ نَفْعُ
بدائهُ لا بَدائِعُ مِنْكَ دَلّتْ / على لؤمٍ وَلُؤمُ المرءِ طَبْعُ
شَرماحٌ لِشَرِّمَاحِ مِصر / متى جاءَتْ بِخَيْرٍ فَهْوَ بِدْعُ
فَما لكَ في الرَّقاعةِ قَطُ رَقْعُ / ولا لكَ في الوَضاعةِ قطُّ وَضْعُ
وَلَم يُكرَه ضِياءُ الشّمسِ إلاَّ / لِنَقْصٍ فيكَ والإنصافُ شَرْعُ
وَلا لكَ في الأُبوَّةِ قَطُّ أَصلً / ولا لكَ في البُنُوَّةِ قَطُّ فَرعُ
وَدَعْ نَظمَ القريض لجوهَريِّ / فَبَعْضُ النّظمِ في الأَسماعِ وَدْعُ
أَتَحسَبُ لو مَلَكتَ السّبعَ أَني / أَهابُك لو تَمَثّلَ منكَ سَبْعُ
بِهَجْوِكَ إنْ عَوَيْتَ فأنتَ كلبٌ / وبحثُكَ إنْ بَحَثْتَ فأنتَ ضَبْعُ
لِسانُكَ مثلُ كَفِّكَ طالَ جداً / ويوشِكُ أنْ يَحِدَّ الطولَ قَطْعُ
نَسيتَ وَقَدْ رَفِعتَ لجيشِ مصرٍ / لِنَصب ما بهِ لِلقَدْرِ رَفْعُ
لِخَلْعِكَ في المَسَاجد كُلَّ بابٍ / وَقَد أَنكاكَ عِندَ الجلْد خَلْعُ
أَمنْ زُنبورِ أُمكَ يومَ حاضَتْ / عَرَفْتَ الإفكَ إنَّ الإفكَ لَسْعُ
لَقَدْ مَصّيْتَ مِنها شَرَّ / ومك اثر فيهِ ضَرع
ولو قَنَعَتْ بِفَردٍ لم / مِنَ الأسطولِ والعبّارِ جَمْعُ
فَجِئْت لِذاكَ قذّافاً وَقَاحاً / صُقاعِيّاً وما يَحويكَ صقعُ
خُذِ المِرآةَ وانظُرْ منكَ قِرداً / لهُ درّاعةٌ وَعَلَيهِ قُبعُ
فرأسُكَ ليسَ فيهِ قَطُّ لبٌّ / فَوا عَجَباً لِذلكَ وَهْوَ قَرْعُ
صَمَمْتَ عنِ استماعِ النُّصحِ أُذناً / فَما لكَ في قَبولِ النُّصحِ طبعُ
فَلا فَرَساً رَكِبْتَ لِدفْعِ ضَيْمٍ / ولاَ غَشَاكَ يومَ الحرب نَقْعُ
وما لكَ غير زبلِ الخانِ فَرْشٌ / بلى القَفّال حيثُ حَلَلْتَ نَطْعُ
فَعُنْقُكَ كم تقطْعَ فيه نَعْلي / وَقَبّلَ رأسَكَ المبثورَ شَسعُ
ولمّا أنْ سَلَحْتَ عَلَيَّ هَجْواً / ضَحِكتُ وقلتُ عني زالَ قَطْعُ
وَماليِ لنْ أُجيبَ الكلبَ لكنَ / لِشَرِّكَ بالذي قوبلتَ دَفْعُ
بَذَلْتَ على ابتذالٍ مِنْكَ عِرضاً / بلاَ عَرضٍ وفي جَدْواكَ مَنْعُ
فَلا أَصلٌ وَلا فَرعٌ زَكيٌّ / كأنَّك منْ بَناتِ الأَرضِ فقْعُ
وبانَ لَنا قَذالُكَ ذا صِقال / كَبَاذنجانةٍ والخُفٌّ فَقْع
فَيا ذُبانةً جَلَسَتْ بِنَجو / وَتَحسَبُ أَنّهُ عَسَلٌ وَشَمْعُ
بَعَثْتُ بها سِهاماً صائِباتٍ / لِنِكسٍ مالَهُ للرَّدعِ دِرعُ
رأَيتُ سراراً على رأسه
رأَيتُ سراراً على رأسه / عمامة دارَتْ على قَرنهِ
كأنّها مِنْ صُفْرَةٍ خَرْيةٌ / وَرُبّما سالَتْ على ذَقنهِ
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه / مرَّتْ لنا في خَطْبَه
مَنْ وَلَدِ بينَ الخصى / وبينَ فَخْذَي زَوقهِ نسِبَه
تَصيحُ رِدْفاهُ وَرا / لاوُو وَرا أنَّ لَمنْ هَسْبَه
قَضيبُ بانٍ لَم يَزَلْ عِطفه / يُميلهُ لِلْمجتني هَبّه
لهُ لِسانٌ إنْ تُثَقِّلْ لَهُ / كَفّتَهُ طارَ على حَبّه
صَحِبتُهُ في مَعْشَرٍ سادَةٍ / أُلي عَفافٍ صالحي الصُّحْبه
من كلِّ من جَعسُ فراً عندهُ / يعدِلُ لوزِينجَةٍ رَطبَه
إذا رأى صِهريجَ تجدْ / فيشَتتَهُ تسكُبُ كالقِرْبَه
مُهَدَّبٌ إنْ قبلي يَقلْ / منْ أدبٍ يا سيّدي حُجبَه
لمّا رأوا وَجدي بهِ زائداً / وَفَيْشَتَي في خَطّهِ صَعْبَه
قالوا ألا دونَكُمُ / كبيرةً ناعمةً صُلبَه
وَجَرِّباً حِنّا على / واحسبْ أنّها خَضْبَه
حتى إذا صِرنا إلى مَنْزلٍ / مُصوَّقِ الحيطانِ والقبّه
وَهوَ على أربعٍ / منْ خَنثٍ يَرْقصُ كالدبّة
ولم يزلْ يَرفَعُها كُلّما / جَرَرْتُ حتّى تمّتِ
وَرِفقتي إذْ عايَنتْ / لي وَثبَةَ على الكلبه
ثمَّ أنثنى بعدِ عِناقي وَقَد / صَيّرَهُ أضمَرَ مِن قَسبْه
يقولُ لي يا باخَوي اكوبا / زاراوكي قلتُ خُذِ الجبّة
فَقالَ منمْ غَيظٍ هلويابسي / لا وانكا كرَّبِسي قَهْبَه
قلتُ إذا لا يَنقفلْ ينفَتحْ / ولا تكأكأ أكسر الضّبَه
وقُمْتُ أعدو مُستجيراً بمن / منزلُهُ للمُجتَدي كعبَه
أما وَضياءِ وَجْهِكَ ذي الجمالِ
أما وَضياءِ وَجْهِكَ ذي الجمالِ / وَقَدِّكَ في انعطاف واعتدالِ
وبالَخَفَرِ الذي قَد راق حُسْناً / وفاقَ على الغزالةِ والغزالِ
لقد أغرى عذوليَ ذا اشتِغالِ / بِنارِ هوىً وقلباً ذا اشتعالِ
كَأن جفونَ ذاتِ الخال فينا / نِصالٌ ما تَمُلَ مِنَ النِّضالِ
سَرَتْ عَجَلاً فَسَرَّتْ ثمَّ ساءَتْ / وقالَ تَسَلّها واشٍ وَقالِ
هَبوا أنّي أقولُ سَلَوْتُ سَلْمى / تَعِلاتٍ بذاكَ وَلَستُ سالي
أما دَمعي على وجدي دليلٌ / يسيل على غَزاليَ كالغزالِ
ألا يا ضرَّةَ القَمَرَيْن جودي / عليَّ وَلَو بِطَيْفٍ مِن خيالِ
فإن أكُ مُعسِراً فأخو رجاءٍ / أُبَلّغُهُ قَريباً من مَعالي
وجادَ على عِيالي بالعَطايا / إلى أنْ كِدْتُ أُوهبُهُ عيالي
وما ليَ غيرُها إنْ كانَ يرضى / وحاشاهُ وَنَزِّهَ عَنْ مَقالي
حُرِمتُ بِها الحرامَ وكانَ أشهى / على أنّي حَلالي ما حلالي
تُنافِرني فأبكي مِن أذاها / وأذكرُ طيبَ أَيَامِ البدالِ
وعرسٌ مرضِعٌ فأرى نَحيلا / له جيدٌ أرقُّ مِن الخلالِ
تُحَمّلنيهِ لا حَمَلَتْهُ كَيمْا / أُرَقِّصُه بأنواعِ الخَيال
فيحبو ثم يسلح من قريب / على تِلكَ المفارشِ والزلال
وَيبكي ثُمَّ تَعْلَقُ بي يَداهُ / فيا للهِ ما يَلقى سبالي
وَزَوْجٌ حينَ أَغشاها كأنّي / بِلا أقومُ إلى البدالِ
أُعوِّدُها بِقِرْدٍ إنْ نَضَحّتُ / لتقليهِ على السطح المذالِ
إذا أضطَجَعَتْ تغنّتْ من سعالٍ / وأُبصِرُها على صور السّعالي
بِقدٍّ لاصق بالأرض قصراً / وأنفٍ من السّماءِ عَليَّ عالي
تقاسَمْنا وكانَ لها بِحَقٍّ / قَفايَ وكانَ أسفلُ خُفِّها لي
كَتَبْتُ بها وَقَدْ نَفَذَ الشّرابُ
كَتَبْتُ بها وَقَدْ نَفَذَ الشّرابُ / وكأسي مِثْلَما لَمَعَ السّرابُ
وَعندي مَنْ كُلِفتُ بهِ غَراماً / عَلَيه عن محاسِنهِ نِقاب
فإن أسعَفْتَني بقليلِ راحٍ / وإلا سوفَ يَرويني الرِّضابُ
إن بني الحِلِّيِّ أو
إن بني الحِلِّيِّ أو / صافُهُمُ مكمّلهْ
أَما تَرى أَسماءَهم / تَرَتَبَتْ كالبَسْمَلَه
مَنْ لَمْ يُلاقِ الشُّعرا
مَنْ لَمْ يُلاقِ الشُّعرا / وَفَرَّ مِنْهُمْ سَحَرا
كيفَ يُلاقي الرَومَ أَمْ / كيفَ يُغازي التَترا
كَمْ رُمتُ أنْ أَلحقَهُ / فَفَرَّ مِنّي وجرى
فبالذي يُبْقيكُمُ / لي يا جميعَ الأمرا
منْ هذهِ أوصافُه / باللهِ ما هذا خَرا
غصنٌ من البانِ مثمرٌ قَمرا
غصنٌ من البانِ مثمرٌ قَمرا / يكادُ من لينهِ إذا خطرا يقعدْ
أَسمرُ مِثلُ القَناةِ معتَدِلُ /
وَلَحْظُه كالسِّنانِ مُنْصَقِلُ /
نَشوانُ من خَمرةِ الصِّبا ثَمِلُ /
عربدَ سُكراً عَلَيَّ إذْ خَطَرا / كَذاكَ في الناس كُلُّ مَن سكرا عَربدْ
يا بأبي شادِنٌ فُتِنْتُ بهِ /
يَهواه قَلبي على تقلُّبهِ /
مذْ زادَ في التيهِ منْ تَجَنّبِهِ /
أحرَمَني النّومَ عِندما نَفَرا / حتى لِطيفِ الخيالِ حينَ سَرى شَرَّدْ
عَيناهُ مَثوى الفُتورِ والسّقَمِ /
قَدْ زلزلا منْ سَطاهما قَدَمي /
سَيفانِ قد جُرِّدا لِسَفكِ دَمي /
إنْ كانَ في الحُبِّ قتلتي نكَرا / فَها دَمي فوقَ خَدْهِ ظَهرا يَشْهدْ
لا تَلْحني بالملامِ يا عَذَلي /
فإنّني من هواهُ في شُغُلِ /
وانظرُ لماذا بهِ المحبُّ بُلي /
لو عبدَ الناسُ قبلَهُ بَشَرا / لكانَ من حُسنهِ بغير مرى يُعْبَدْ
حُمَّلْت وَجْداً كَرِدفهِ عَظُما /
وَصرْت نضواً كخصرِه سَقَما /
لو أَنَّ ما بي بالّصخرِ لانهدَما /
والحبُّ داءٌ لو حُمِّلَ الحَجَرا / لذاب منْ هَوْلِ ذاكَ وانفطرا وانهد
جَوَىً أَذابَ الحَشا فَحَرَّقني /
ونيل دَمْعٍ جَرَى فَغَرَّقني /
لكنّه بالدموعِ خَلّفني /
فَرحت أَجري في الدَّمعِ مُنحدِرا / ذاكَ لأني غَدَوت منكسرا مفردْ
بديع حُسنٍ سُبحانَ خالقهِ /
أحمر خَدٍّ يُبدي لعاشقهِ /
مسكاً ذكي الشّذا لناشقهِ /
نَمْل عذارٍ يُحَيِّر الشُّعرا / وَفَود شَعْرٍ يستوقف الزمرا أسود
رَدَدْتُها ذاتَ احتراقٍ في الخِرَقْ
رَدَدْتُها ذاتَ احتراقٍ في الخِرَقْ /
كأنّها الحراقُ إذْ صارَتْ حُرَقْ /
لابِسُها لو مَسّهُ حَرُّ الشَفَقْ /
أو لَفْحَةٌ منَ السُّمومِ لاحتَرَقْ /
كأنّها مَصنوعةٌ مِنَ الوَرَقْ /
يَكادُ أنْ يَحُلّها ماءُ العرقْ /
فَلَو رأيتَها عليَّ في الغَسَقْ /
لَقُلْتَ هذا طبقٌ فيه طبق /
فَبَرْدُها تحسَبُهُ بينَ الشَّفَقْ /
منَ القُبورِ الدَّاثراتِ مُسْتَرَقْ /
قَدْ نُقِبَتْ كأنّها كانَتْ قَبَقْ /
جاذَبنيها العنكبوتُ واعتلقْ /
لَو ادَّعاها نَسْجَهُ قلتُ صَدَقْ /
يحكي الكنيفَ ريُحها لِمَنْ نَشَقْ /
لَبِسْتُها والنّاسُ ترنو بالحَدَقْ /
فما رآني أحدٌ إلا بَصَقْ /
فأردُدْ عَلَيَّ فِضَتي البيضَ اليَقَقْ /
كيلا أموتَ هالكاً مِنَ الحَنَقْ /
واعتق فَتىً يراكَ خيرَ مَنْ عَتَقْ /
قَصَرَ النّيل وما قصْ
قَصَرَ النّيل وما قصْ / صَرْتَ في بَذْلِ العَطايا
وأَبي كُل وفاءٍ / والوفا فيكَ سَجايا
أَيُّها السَيِّد يادا / فعَ أسباب الرَّزايا
والذي هِمّتُه تأ / تي مِنَ الدُّنيا الدَّنايا
إنَّ عندي من عيالي / صبْيَةً مثلَ الخبايا
يُخرجون الخبزَ لو خبَأ / تُه تحتَ الحشايا
وَلَوَ أنّي كنت بَحراً / شَرَّبوني بالرِّوايا
قصَدَوا بَحْرِك إذما / لهُم مثلَ الرَّكايا
وزماني بكَ أَعيا / دٌ وأَعداكَ الضّحايا
لَسْت مِمَنْ يرى الملامةَ نُصحا
لَسْت مِمَنْ يرى الملامةَ نُصحا / مِن عَذولٍ بِعذْلهِ قَد ألحّا
لا ولا أبتغي السُّلوَّ ولو بَرَّ / حَ بي الشوقُ في المحبّةِ بَرْحا
كيفَ أَسلو وَمُهجَتي في لهيبٍ / وَجفوني منَ المدامع قَرحَى
في هوى شادنٍ إذا جُدتُ بالرو / حِ سَخاءً يَضِنُّ بالوصْلِ شحّا
كُلُّ يومٍ أموتُ فيهِ وأَحيا / بِلحاظٍ هُنَّ المراضُ الأصِحّا
وبديعٍ يُريكَ منْ شَعْرِهِ الفا / حِمِ ليلاً ووجهِهِ الطلقِ صُبحا
كتبَ الحسنُ فوقَ خَدَّيهِ بالمِسْ / كِ كِتاباً لِشِقوَتي ليسَ يُمحى
بِعذارٍ أقامَ عُذريْ وَمثلي / ليسَ يَلحى عليهِ لو صارَ ألحى
زارَني في الدُّجى اختفاءً فَنَمّت / نسمةُ الرِّيحِ عنهُ طيباً ونَفحا
وتَثَنّى مثلَ القَضيبِ وكادَتْ / فوقَه تَصْدَحُ الحمائِمُ صَدْحا
فاعتَنَقْنا حتى اغتدى وردُ خدَّيْ / هِ بِطَلِّ الحياءِ يقطُرُ رشحا
واجتَلَينْا الهلالَ والحقفَ والغُص / نَ جَميعاً وَجهاً وَرَدْفاً وكشحا
نِهايةُ ما بَنَيْتَ إلى انتِقاضِ
نِهايةُ ما بَنَيْتَ إلى انتِقاضِ / وَشَيْبُكَ بالموّاعظِ أيَّ قاضي
بناك الدَّهرُ أحسنَ ما بَناهُ / وما بعدَ البناءِ سوى البياضِ
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا / يبغي التّسَحُّبَ وهَو مِثليَ مُفْلسُ
إنْ تُطلِقوهُ فأنتُمُ أهلُ النّدى / أو تَحِسبوهُ فالخرا لا يُحْبَسُ