القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 375
يقولون تاجُ المُلْكِ بعد خمولِه
يقولون تاجُ المُلْكِ بعد خمولِه / تَفَرْعَنَ واستولَى على النهي والأمرِ
فقلتُ لهم لا تحسُدوهُ وأبْصِرُوا / عواقبَ ما يأتي به نُوَبُ الدَّهرِ
كأني بهِ والنصلُ يأخذُ رأسَهُ / وأطرافُهُ يُسلكْنَ في الحَلَقِ السُّمْرِ
سَلوا اللّهَ إبقاءَ الوزيرِ فإنَّهُ / سيحمِلُهُ يوماً على مركَبٍ وَعْرِ
على مركبٍ لا يلقحُ الفحلُ أمَّهُ / يعافى على متنيهِ من ضَغْطةِ القبرِ
فإنْ فاتَهُ واللّهُ بالغُ أمرِه / فأعمَى يُكَدِّي في المساجدِ أو يُقْرِي
لجلالِ قدرِكَ تخضعُ الأقدارُ
لجلالِ قدرِكَ تخضعُ الأقدارُ / وبيُمْنِ جَدِّكَ يحكمُ المِقْدارُ
والدهرُ كيف أمرتَهُ لك طَيِّعٌ / واللّهُ حيثُ حللتَهُ لك جارُ
ولك البسيطةُ حيثُ مدَّ غِطاءَهُ / ليلٌ وما كشفَ الغِطاءَ نَهارُ
والفَيْلقُ الجَرّارُ بينَ يديهِ من / سطواتِ بأسِكَ فيلَقٌ جَرَّارُ
ومَهابةٌ ممزوجةٌ بمحبَّةٍ / دانتْ لها الأشرارُ والأخيَارُ
طابتْ بكَ الأيامُ والدُّنيا بما / فيها وطابَ بذكرِكَ الأَخبارُ
هذا هو العصرُ الذي سبقتْ بهِ ال / بُشرَى وجاءَ بذكرهِ الآثارُ
ولَّى ظلامُ الظُّلمِ فيهِ فما لهُ / أثَرٌ وشاعَ بعدلِه الأنوارُ
رقَّتْ حواشيهِ وراقَ رُواؤُهُ / فهجيرُهُ وأصيلُه أسحارُ
عمَّ البريّةَ والبسيطةَ عدلُهُ / فالخَلْقُ شخصٌ والبسيطةُ دارُ
شكراً فقد آتاكَ ما لم يُؤْتِهِ / أحداً سِواكَ الواحدُ القَهَّارُ
ورآكَ إذْ ولَّاكَ أمرَ عِبادهِ / تَدعُ الذي تهوَى لِما يختارُ
تُعطِي وتَمْنَعُ من تشاءُ بإذنِهِ / وبكفِّكَ الأرزاقُ والأعمارُ
ينساقُ نحوَكَ ما تُرِيدُ بعزمةٍ / ما كدَّها الإِيرادُ والإصدَارُ
تتفاوتُ الأقدارُ ما بينَ الوَرى / فإِذا ذُكِرْتَ تساوتِ الأقدَارُ
وإِذا هَمَمْتَ جَرى القضاءُ بما تَرى / فكأنكَ المُتحكِّمُ المختارُ
وأسوتَ جُرْحَ الحادثاتِ وطالما / كنَّا وجُرْحُ الحادثاتِ جُبَارُ
جرَّدْتَ عزمَك للجِهَادِ فقبلَ أنْ / جَرَّدْتَ سيفَك زُلْزِلَ الكُفَّارُ
طَرَقْتهُمُ من حَدِّ بأسِكَ رَوْعةٌ / هُدّتْ لها الأمصارُ والأَعصارُ
وَلَوَ اَنّها رامتْ عِتاقَ الطيرِ لم / تَثْبُت على شَعَفاتِها الأوكارُ
خَيلٌ بأرضِ الرَّقَّتَيْنِ وراءَها / نَقْعٌ كمُرْتكِمِ الغَمامِ مُثَارُ
نشأتْ بأعلى الشامِ من سَرَعانها / سُحُبٌ لها العلقُ المشاعُ قَطارُ
رِيعَ العدوُّ وقد أحسَّ بِقُرْبِها / فالجنبُ نابٍ والرُقَادُ غِرارُ
وغدا الذي كفرَ الجميلَ وجاملَ ال / كُفَّارَ أحسنُ حالتيهِ إِسَارُ
في رأسِ شاهقةِ المرامِ منيعةٍ / والقِدُّ طَوقٌ والحديدُ سِوَارُ
وجنى على عُصَبِ النِفاق كما جَنَى / في الغابرينَ على ثَمُودَ قُدَارُ
وعلى خليجِ الرومِ منكَ مَهابَةٌ / من خوفِها يتطامنُ التيارُ
لا البيدُ بِيْدٌ إذ تَهُمُّ بنهضَةٍ / نحو الخليجِ ولا البِحارُ بِحَارُ
ولقد درى الرومي أن وراءه / خطراً تقاصَرُ دونه الأخطارُ
يومٌ يقوتُ المُرْهَفاتِ وقد غدتْ / غرثَى ويُروي السُمْرَ وهي حِرارُ
وبأرضِ بُرقةَ والصعيدِ روائعٌ / لِلَهيبِها في الخافقَيْنِ شرارُ
وإِذا عَدا فرعونُ فيها واعتَدى / فعصا الكليم لواؤُكَ الخَطَّارُ
عَلَمٌ بهِ نُصِرَ الهُدى فكأنَّهُ / عَلَمُ النبيِّ وحولَهُ الأنصارُ
تتلقّفُ الإفْكَ الذي سُحِرتْ به ال / ألبابُ والأبصارُ والأفكارُ
أيَّدْتَ دينَ الهاشميَّ فلم يضِعْ / لبني الشريعةِ عندَ سيفِك ثارُ
وهتكتَ سِتْرَ الباطنيّةِ بعدَما / لُطَّتْ وراءَ غُيوبِها الأستارُ
ملكوا قِلاعَ الأرضِ واتَّسقَتْ لهمْ / حِيَلٌ يَضِلُّ بمثلِها الأغمارُ
غرَّتهمُ الأقدارُ إذ أملَتْ لهمْ / فتكاملَ الآثامُ والأوزارُ
حكَّمتَ سيفَكَ فيهمُ فصدعْتَهُمْ / صدعَ الزُجاجةِ صَكَّها الأحجارُ
وأخذتَ ثأرَ الدينِ منهمْ بعدَمَا / شاطَ الدماءُ وضاعفَ الأوتارُ
دبُّوا الضَّراءَ مخاتلينَ وأَعْمَلوا / أفكارَهُمْ في الكفرِ وهو سِرَارُ
ففتكتَ جهراً لا طِعانُكَ خِلْسَةٌ / في المارقينَ ولا الضِرابُ ضِمَارُ
لما رأوكَ ولم يَرْوا لنفوسِهمْ / أنْ يُقْدِموا عندَ اللِّقاءِ وحاروا
بعثُوا أَناسِيَّ الحِداق فما انثنتْ / إلا وأشفارُ الجفونِ شِفَارُ
فلتهنأِ الأيامُ أنّك مالكُ ال / دنيا وطوعُ مرادِكَ الأقدارُ
يا مالكَ الدُّنيا الذي بشبيههِ / عقُم الزمانُ وضنَّتِ الأدوارُ
أوليتَنِي النِّعَمَ التي سارتْ بها ال / ركبانُ وامتلأتْ بها الأقطارُ
ورفعتَ ذكري بعد طُولِ خمولهِ / فكأنني عَلَمٌ عليهِ نارُ
لا شرْكةٌ فيما اصطنعتَ ولا يَدٌ / لِسواك فيها ذلَّةٌ وصَغَارُ
وكفيتَني مِنَنَ الرِجالِ ولم يزلْ / مِنَنُ الرجال يعافُها الأحرارُ
فلأُفردنَّك بالمدائحِ إنَّها / دررٌ وهنَّ على عُلاك نِثَارُ
وَلأَشكرنَّ جميلَ ما أوليتَني / شُكراً تسيرُ بذكرهِ الأشعارُ
ولأطلِعَنّك إن بقيتُ على مدى / سِرٍّ تقاصَرُ دونَه الأسرارُ
فَبقِيتَ مرهوبَ الجَنابِ مؤمَّلاً / من شأنِكَ الإغناءُ والإفقارُ
أيامُك الأعيادُ وهي نواضرٌ / زُهْرٌ وعودُكَ في العَلاء نُضَارُ
اِسعَدْ بيومٍ قد أتاكَ مبكِّرا
اِسعَدْ بيومٍ قد أتاكَ مبكِّرا / بصعودِ جَدِّكَ في العَلاءِ مبشِّرَا
واستقبل العامَ الجديدَ مُحَكَّماً / فيما تراهُ لك العُلى ومخيّرا
واستجلِ وجهَ الدهرِ أزهرَ واضحا / والمُلكَ ملتفَّ الحدائقِ أخضرا
ملكٌ أقمتَ قناتَهُ ورفدتَهُ / بالرأي عَضْباً والعديد مجمهرا
أسهرتَ ليلكَ في صَلاحِ أمورِه / وكفيتَ ربَّ سريرهِ أن يَسْهَرا
قد قال حينَ بلاكَ بعدَ عِصابةٍ / من قبلُ كلُّ الصيدِ في جوف الفَرا
ما أسعدَ السلطانَ بالرأي الذي / فيك ارتأى مستكفياً مستوزَرا
حقّاً لقد ولَّى الأمورَ مجرِّبَاً / إنْ همَّ أمضَى أو تدفَّق أغزرا
يتوقَّف القدَرُ المُتاحُ عنِ الذي / لا يشتهي فإِذا أشار به جرَى
ولي الأمورَ فكان أحسنَ منظراً / ممن تقدَّمهُ وأكرمَ مخبَرا
يُنْبِيكَ نورُ جبينهِ عن جُودِه / كالصُّبْحِ دَلَّ على الغزالةِ مسفرا
يا أيُّها المولَى الذي إنعامُه / شملَ البريةَ مُنْجِداً أو مُغْوِرا
هذا ابنُ عبدِك زارَ بابَكَ راجياً / ظَفَراً لديك فهل ترى أن يَظْفَرا
أَنضى اليك الجُرْدَ يجشِمُها الفلا / عَجِلاً وخاضَ البِيدَ يطوِيها السُّرى
هو غرسُ أنْعُمِكَ الجزيلةِ فاسقِهِ / بسِجالِ أنعُمِك الجِسامِ لِيُثْمِرا
وَاصعَد إِلى درجِ العُلَى متمهِّلا / واسلم على غِيَرِ الزمان معمَّرا
أقولُ وصرفُ الدهرِ يَحْرُقُ نابَهُ
أقولُ وصرفُ الدهرِ يَحْرُقُ نابَهُ / عليَّ ويستولي عليَّ فواقِرُهْ
وقد صَرَدتْ في جانبيَّ نِبالُهُ / وأولعَ بي أنيابُهُ وأظافِرُهْ
خُذيني وجُرِّيني جَعارِ وأبْشِري / بلحمِ امريءٍ لم يُشهدِ اليومَ ناصِرُهْ
فبعدَ ابنِ فضلِ اللّه طأطأ منكبي / يدُ الدهرِ مدلولاً عليَّ فواقِرُهْ
وأَثَّرَ في عُودي النُيوبَ وطالَما / تمنَّعَ واستعصَى عليها مكاسِرُهْ
وأسلمني للنائباتِ بِعَادُهُ / كما أَسلمَ العظمَ المَهيضَ جبائِرُهْ
وراعَ جَنانِي نبأةُ الخطبِ بعدَهْ / ويا رُبَّما هانتْ عليَّ زماجِرُهْ
لقد حازَ نُعماهُ رجالٌ صفَتْ لهمْ / أصائلُ عيشٍ أرمضتهُ هواجرُهْ
أظلَّهمُ منه سَحابٌ تَفَرَّقَتْ / صواعقُه فيه وفيهم مواطِرُهْ
جزتهُمْ جوازي الشَرِّ عن حَسَناتِهِ / ودارتْ عليه بالمَنونِ دوائِرُهْ
ومن يجحدِ النُّعْمى التي هو ربُّها / فإني على العِلّاتِ ما عِشْتُ شاكِرُهْ
لقد كنتُ في غيطاءَ ممطولةِ الذُّرَى / يَبيتُ عليها النجمُ وهي تُسامرُهْ
فلمّا رماهُ الدهرُ أصبحتُ بعدَهُ / بمُستنّ سيلِ الذُّلّ تطغَى زواجِرُهْ
قد كان حظِّي في الكتابةِ ناقصاً
قد كان حظِّي في الكتابةِ ناقصاً / أيامَ حظِّي في الشبيبةِ وافرُ
حتَّى إِذا خدمَ اليراعةَ خاطرِي / قعدَ الجُدودُ بها وهن عواثِرُ
هذا ليمتنعَ الكمالُ ويعلمَ ال / جُهَّالُ أَنَّ اللّهَ فَرْدٌ قادِرُ
أمنَ السويَّةِ أن أكونَ معطَّلاً / ويلي الكتابةَ مستميتٌ جائِرُ
أشكو وما لشكيَّتِي من سَامعٍ / وأصيحُ مضطَهداًوما لي ناصرُ
قد كادتِ الأيامُ تنقصُ شَرْطَها / في الفضلِ لولا أنّهنَّ غوادِرُ
كانت تقاتلُنِي وما ليَ ناصرٌ / واليومَ تقتُلنِي وما لي ثائِرُ
فلئِنْ جُنِنْتُ فلا عجيبٌ أَنَّهُ / قد جُنَّ هذا المنجنونُ الدائِرُ
فعَسى معينُ المُلْكِ يطْلعُ سَعْدُهُ / ويعودُ عيشٌ في ذراهُ ناضِرُ
للمجدِ فيه مواعِدٌ مضمونَةٌ / واللّه ناصرُهُ ونِعْمَ الناصِرُ
توعَّدَنِي في حُبِّ آلِ محمَّدٍ
توعَّدَنِي في حُبِّ آلِ محمَّدٍ / وحبِّ ابنِ فضلِ اللّه قومٌ فأكثروا
فقلتُ لهم لا تُكْثِروا ودعُوا دَمِي / يُراقُ على حُبِّي لهم ثم يُهدَرُ
فهذا نجاحٌ حاضِرٌ لمعيشتِي / وذاكَ نجاةٌ أرتجي يوم أُحْشَرُ
جَنابُ نظامِ المُلك بحرٌ وردتُهٌ
جَنابُ نظامِ المُلك بحرٌ وردتُهٌ / على ظَمأٍ منِّي وأنتَ له جسرُ
وأنت الذي أوردتَنِي بعد ما انطوى / على غُلَّةٍ صدري وطالَ بيَ العَسْرُ
وما يهتدِي صرفُ النوائبِ لامرئٍ / وأنت لهُ من دونِ ما نابَهُ سِتْرُ
ما لي وللحاسدينَ لا بَرِحَتْ
ما لي وللحاسدينَ لا بَرِحَتْ / تذوبُ أكبادُهمْ وتنفَطِرُ
يغتابُنِي عند غيبتي نَفَرٌ / جباهُهم إنْ حضرتُ تنعَفِرُ
ألسنةٌ في مَساءَتِي ذُلُقٌ / يعتادها من مَهابتي حَصَرُ
أنامُ عنهم مِلءَ الجفونِ إِذا / أسهرهمْ في المضاجِعِ الأِبَرُ
يكفيهمُ ما بهم إِذا نظروا / إِلَيَّ مِلءَ العيونِ لا نظروا
تغيظُهمْ رتبِتي وَيكْمَدُهُمْ / جاهي فصفوي عليهمُ كَدَرُ
فنعمةُ اللّهِ وهيَ سابغَةٌ / عندي من الحاسدينَ تنتصرُ
يُعجِبُنِي أنهمْ إِذا كَثُروا / قَلُّوا غَناءً وإِنْ هم كَثروا
لا يُزهِدَنَّكَ في المعروفِ تُودِعُه
لا يُزهِدَنَّكَ في المعروفِ تُودِعُه / مثلي ومن أينَ مثلي سُحْقُ أطمارِ
واستجلِ ما تحتَ أطمارِي الرِّثاثِ تَجِدْ / وراءَها طِيْبَ آثارٍ وأخبارِ
ليس المباذِلُ بالأحرارِ مُزْرِيَةً / فالدُّرُ في صَدَفٍ والخمرُ في قارِ
أنا ابنُ فضلي على ما كان من شرفي / فدَعْ جدودِي ولا تُولَعْ بأسمارِ
فالمِسكُ في هامةِ الجبَّارِ موطِئُهُ / لِطيبهِ وهو منسوبٌ إِلى الفَارِ
إِن ساغَ بعدَكَ لي ماءٌ على ظَمَأٍ
إِن ساغَ بعدَكَ لي ماءٌ على ظَمَأٍ / فلا تجرعتُ غيرَ الصابِ والصَّبَرِ
وإِن نظرتُ من الدنيا إِلى حَسَنٍ / مُذْ بِنْتَ عنِّي فلا مُتِّعْتُ بالنَّظَرِ
صحبتَني والشباب الغضّ ثم مضى / كما مضيتَ فما في العيشِ من وَطَرِ
هَبْنِي بلغتُ من الأعمارِ أطولَها / ثمَّ احتويتُ على آمالي الكُبَرِ
فأين عصرُ شبابِ لا رجوعَ لهُ / أم أينَ أنتَ ومالي عنكَ من خَبَرِ
سبقتمانِي ولو خُيِّرْتُ بعدَكُمَا / لكنتُ أوَّلَ لَحَّاقٍ على الأثَرِ
قد كذَّبَ الظنَّ صادقُ الخَبَرِ
قد كذَّبَ الظنَّ صادقُ الخَبَرِ / وكنتُ من صِدْقِه على حَذَرِ
يا أرضُ تِيهاً فقد ملكتِ به / أعجوبة من محاسنِ الصُّوَرِ
لا غروَ إِن أشرقتْ مضاجعُهُ / فإِنها من منازلِ القمرِ
أو قَذِيَتْ مقلتي فلا عَجَبٌ / فقد حَثَوا تربَها على بَصَرِي
سأصبرُ حتَّى تنجلي كلُّ غُمَّةٍ
سأصبرُ حتَّى تنجلي كلُّ غُمَّةٍ / وتأتي بما تهواهُ نفسي المقادرُ
وإِنّي لبئسَ العبدُ إِنْ كنتُ آيِسَاً / من اللّهِ أنْ دارتْ عليَّ الدوائِرُ
فلا أنا للنعماءِ تشملُ شاكِرٌ / ولا أنا للبأساءِ تنزِلُ صابرُ
كأن لم يكنْ بالمرء من قبلُ عَثْرةٌ / إِذا انتعشتْ تلك الجدودُ العواثرُ
إنّ آثاركَ الجميلةَ عمَّتْ
إنّ آثاركَ الجميلةَ عمَّتْ / فهي تبقى وتُنْفِدُ الأعمارا
لا أُريدُ الآثارَ بعَدكَ تبقَى / أنتَ تبقى وتُخْلِفُ الآثارا
فضحَتْكَ رائحةُ الذنوبِ بنتنِها
فضحَتْكَ رائحةُ الذنوبِ بنتنِها / فتعطَّرَنْ منهنَّ باستغفارِ
ورقدتَ ليلَكَ آمِناً متمِهّلاً / ونَسِيتَ كيف طَوارِقُ الأسحارِ
وذي وَطنٍ بالغَوْرِ يصبُو إِلى الحِمَى
وذي وَطنٍ بالغَوْرِ يصبُو إِلى الحِمَى / قضَى وطَراً منه السُّرَى والمفاوِزُ
بهِ غُبَّرٌ من داءِ حُبٍّ مُمَاطلٍ / يجدِّدُهُ وَعْدٌ من البَيْنِ ناجِزُ
قسمتُ صفايَا الوَجْدِ بيني وبينَهُ / فلا أنا مشكورٌ ولا هو فائِزُ
وأروعُ قُرْحَانٌ من الحُبِّ أمرُهُ / عليَّ إِذا لم يُومِ بالصبرِ جائزُ
يقولُ ووجِدي عن ضميريَ طالعٌ / إِليهِ وسرِّي عن جُفونِيَ بارزُ
تَسلَّ فما الأهواءُ إِلّا لجاجةٌ / تمادتْ ولا السُّلوانُ إِلّا غرائزُ
ألم تَرَ أنَّ الحبَّ بيني وبينَهُ / من العقلِ نَاهٍ أو من الدينِ حاجزُ
فقلتُ له هذا الذي أنت قادِرٌ / على كلِّهِ عن بعضِه أنا عاجزُ
يا ابنَ الأُلَى خضعتْ لِمُلْكِهمُ
يا ابنَ الأُلَى خضعتْ لِمُلْكِهمُ / حِقَباً رِقابُ العُرْبِ والفرْسِ
خَلَفَ السحابَ ندى أكُفِّهِمُ / وسناهُمُ أغنُى عن الشمسُ
الطَّاهِريينَ همُ الأُلى شَرعُوا / للناس دينَ الجُودِ والبَأْسِ
وكأنما خَرَزاتُ ملكهِمُ / معصوبةٌ بِشمَامَ أو قُدْسِ
درجُوا وعندَك من تُراثِهمُ / طِيبُ النَّجَارِ وعِزَّةُ النَّفْسِ
إِلّا تكنْ بالتاجِ مُعْتَجِراً / فعُلاكَ أوفَى منه في حَدْسِي
سُلطانُ فضلِكَ فوقَ مُلكِهمُ / فاقْنَعُ به بَدَلاً بلا بَخْسِ
جدَّدْتَ عندِي عهدَ بِرِّكَ بي / وسقيتَ ما أنشأتَ من غَرْسِي
بفرائدٍ حُذٍّ مثقَّفَةٍ / مُلْسِ المُتونِ نوافرٍ شُمْسٍ
متوجعاً لي من شَكاةِ أذىً / هَدَّتْ قُوايَ وأَغمضت جَرسي
قد فلّتِ الأيامُ ظالمةً / نابي وجَدَّتْ بعدُ في نهسي
وتنبَّهَتْ للحظِّ مقترِناً / بفضيلةٍ فرمتْهُ بالوَكْسِ
إنْ آلمَتْ ضِرْسِي فقد عجزَتْ / عن نبعةٍ كَرُمَتْ على الضِّرْسِ
هي بعضُ أقراني وقد عرفتْ / صبري الجميلَ وأنكرتْ مَسِّي
أنتَ اليدُ اليمنَى وإن سَلِم ال / يمنَى فلا أسفٌ على الضرسِ
خليليَّ هل من مُسْعِدٍ أو معالِجٍ
خليليَّ هل من مُسْعِدٍ أو معالِجٍ / فؤاداً به داءٌ من الحُبِّ ناكسُ
وهل ترجُوانِ البُرْءَ مما يجنُّهُ / فإني وبيتِ اللّهِ منه لآيسُ
هوىً لا يُديلُ القربُ منه ولا النَّوى / ولا هوَ عن طولِ التقادُمِ دارسُ
سرى حيثُ لا يدري الضميرُ مكانَهُ / ولا تهتدي يوماً إليه الهواجسُ
إِذا قلتُ هذا حينَ أسلو تراجعتْ / عقابيلُ من أسقامهِ ورسائِسُ
فيا سَرحتَيْ وداي العقيقِ سقاكما / وإن لم تُظِلَّانِي الغَمامُ الرواجِسُ
نَيْلُوفَرٌ يسبحُ في لُجَّةٍ
نَيْلُوفَرٌ يسبحُ في لُجَّةٍ / عليهِ ألوانٌ من اللَّبْسِ
مُظاهِرٌ ثوبَ حِدادٍ على / ثوب بياضٍ عُلَّ بالوَرْسِ
فالشطرُ في أعلاهُ في مأتمٍ / وشطرُه الأسفلُ في عُرْسِ
مغَمِّضٌ طولَ الدُّجَى ناعِسٌ / جُفونُه تُفْتَحُ في الشَّمْسِ
أمَّا الخطيرُ فجُبَّةٌ وعِمَامَةٌ
أمَّا الخطيرُ فجُبَّةٌ وعِمَامَةٌ / ومنازلٌ مرفوعةُ الآساسِ
وإِذا رجعتَ إِلى الكرامِ فطاعِمٌ / ما بينَ أهلِ المكرُماتِ وكاسي
وله لدَيَّ صنائِعٌ مشكورةٌ / أبداً أصيحُ بذكرِها في الناسِ
لم يرضَ لي ذُلَّ المطامعِ فانثنَى / نحوي يُطارِدُنِي بعزِّ الياسِ
بارتْ عليَّ بضائِعي فكأنَّنِي / مستبضِعٌ طِيباً إِلى كَنَّاسِ
بأصفهانَ سقاها اللّهُ لي سكَنٌ
بأصفهانَ سقاها اللّهُ لي سكَنٌ / لولا الضرورةُ ما فارقْتُها نَفَسَا
ويلي فقلبي عراقِيٌّ يرِقُّ لهُ / وقلبُه جبليٌّ قد جَفَا وقَسَا
لا مرَّ في خاطرِي تقبيلُ وجنَتِهِ / إنْ كانَ سُلوانُه في خاطِري هَجَسَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025