المجموع : 347
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ / ويا عيوناً طرفها رامقُ
من لفؤادٍ طاهرٍ جرَّهُ / إلى الغرامِ النظرُ الفاسقُ
علمَ اللهُ أنني بكَ صبٌّ
علمَ اللهُ أنني بكَ صبٌّ / ولذكرى حماكَ ما عشتُ أصبو
يا خليفَ الوفا أما ليَ عذرٌ / يغفرُ الذنبَ إن يكنَ لي ذنبُ
قد سعوا بي إليكَ بالعيبِ فالعي / بُ وما لي سوى المحبةِ عيبُ
وأرادوا أن يلزموا القلبَ صبراً / لهم الويلُ هل لذي الحبِّ قلبُ
أتَخذت السحابَ داركَ في الجو / فليست تجيئنا منكَ كُتْبُ
أم فما أوجبَ القطيعةَ والبغ / ضا وقلبي كما عهدتَ محبُّ
لو سألتَ النسيمَ عني لأمسى / بزفيري على حماكَ يَهِبُّ
أو أذنتَ السحابَ ان تذكرَ الدم / عَ لباتتْ من الدموعِ تَصُبُّ
أو تعرضتَ للحمامِ بذكري / طالَ منهُ على جفائكَ عتْبُ
سقمي قاتلي وأنتَ طبيبي / ما لسقمي سوى رضائكَ طِبُّ
يا مخلفَ الوعدِ كمْ
يا مخلفَ الوعدِ كمْ / تكذبُ فيما تنطقُ
أصدقُ ما وعدتني / أنكَ لستَ تصدقُ
ما لي أراكَ مغاضباً
ما لي أراكَ مغاضباً / من غيرِ ذنبٍ كانَ مني
فإذا كتبتُ إليكَ مع / تذراً أحلتَ على التجني
ما كانَ ظني يا أخي / أنء سوفَ يخطئُ فيكَ ظَني
كنتُ أرجوكَ أن تعينَ على اله
كنتُ أرجوكَ أن تعينَ على اله / مّ إذا أنتَ للهمومِ معينُ
ثمَّ أصبحتَ بالودادِ جواداً / وفتى الجودِ بالودادِ ضنينُ
فإذا كنتَ قد ظننتَ غروراً / إنما أنتَ جوهرٌ مكنونُ
فبهذي الفعالِ والخلقِ السو / ءِ وتبينتَ أن فعلكَ شينُ
لي صاحبٌ حديثهُ قضولُ
لي صاحبٌ حديثهُ قضولُ / تمجُّهُ الآذانُ والعقولُ
ولم يزلْ من دأبهِ الذهولُ / فهو كمثلِ الظلِّ إذ يَجُولُ
منبسطاً في حيثما يزولُ / وهو إذا أصغى لهُ خليلُ
كالببغا تعيدُ ما تقولُ /
لم ينكشفْ همي ولكنني
لم ينكشفْ همي ولكنني / أريهمُ ما عرفوني بهِ
كذي هزالٍ خانهُ جسمهُ / فاستلفتَ الناسَ إلى ثوبهِ
وربما كانَ الفتى باسماً / وكانَ كلُّ الهمِّ في قلبهِ
ومن رأى ذلته صحبهُ / فربما هانَ على صحبهِ
الأصدقاءُ قليلُ
الأصدقاءُ قليلُ / والحرُّ فيهم أقلُّ
والناسُ كهْلٌ غنيٌّ / وذو شبابٍ مقلُّ
فلا ترى الشيخَ يقوى / ولا الفتى يستقلُّ
أصبحي يا همومُ فينا وبيتي
أصبحي يا همومُ فينا وبيتي / ما لهمٍّ على الرضا من ثبوتِ
قد بلونا الصدودَ حتى ألفنا / هُ كإلفِ العييِّ طولَ السكوتِ
وغدونا معَ الزمانِ كما شا / ءَ وشاءتْ فواجعُ التشتيتِ
تترامى بنا رياحُ الرزايا / كلَّ يومٍ ترامي العنكبوتِ
لا رعى اللهُ من يحبُّ على الغدِ / رأغنّاً أو ذاتَ حليٍ صموتِ
أحرامٌ يا نفسُ أم أحفظَ الودَّ / إذا ما أضاعهُ من هويتِ
ليسَ قلبي لغيرِ من يحفظُ القل / بَ سواءَ أبيتِ هذا أو رضيتِ
فإذا ما الحبيبُ أعرضَ عني / فاهجريهِ هجرَ الطلاقِ البَتُوتِ
واطلبي جانبَ الفخارِ وأعلي / ما بناهُ الجدودُ لي أو فموتي
أرهفْ سيوفكَ يا ده
أرهفْ سيوفكَ يا ده / رُ قدْ عرفتَ مَخَزِّي
فلستُ أرجو لِذُلي / من كادني يومَ عِزِّي
وكم حبيبٍ فقدنا / فلمْ نجدْ من يغرِّي
وأغيدٍ قلنا لها هاتِها
وأغيدٍ قلنا لها هاتِها / فقالَ ما هاتِ ومعناها
كأنما ليسَ لنا أضلعٌ / على هواهُ قد طويناها
ولم تكنْ في خدِّهِ وردةٌ / تزيدُ حسناً إن قطفناها
قلنا لهُ تلكَ إذنْ قبلةٌ / كلُّ محبّ قد تمناها
فلم يزلْ يمنعنا خدَهُ / ولم تزلْ حتى أخذناها
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ / لحاظُها مثلَ سيوفَ الهندِ
وشعرها جنْدٌ ولا كالجُندِ / تعلمتْ بطءَ الخطى من فَنْدِ
وعندها صبابةٌ وعندي / لو صوروا بنانَ ذاكَ الزندِ
لصورني فيهِ يوسفغفندي /
صبا للقصورِ وغزلانها
صبا للقصورِ وغزلانها / وتلكَ الليالي وأشجانِها
لياليَ تجري جيادُِ الهوى / الى الغانياتِ بفرسانها
وتبعثها خطراتُ القلوب / لمرعى صبِاها برعيانها
فهل عَلمتْ حادثاتُ الزمان / اساءتها بعدَ إحسانها
رأينا لياليَ أفراحِها / تجرُّ لياليَ أحزانها
وكم حاربتني عيونُ المهى / وحاربت أعداءَ سلطانها
فردتْ سيوفي وتلكَ اللحاظِ / لا غمادِِها ولأجفانها
أبعدَ الوصالِ وبعدَ الودادِ / تروعُ الغواني بهجرانها
وتطرحُ شأنكَ عن همَّها / وتصدفُ عنكَ الى شأنِها
فلا تستنمْ لنؤمِ الضحى / ولا ترجُ برةَ أيمانِها
ولا تغتررْ بالتي خلتَها / تسر الغرامَ بإعلانها
تعلَّمَتِ الودَّ بعدَ النفورِ / من خاطبي ودِ يابانها
فدع غصن البان في أرضه / إذا ظللْتهم بأغصانِها
وجنبْ فؤادَك نارَ الهوى / إذا ما حمتهمْ بنيرانها
فما العزُّ في حُجُرات الكعابِ / ولا في الرياضِ وريحانِها
ولا في الشعورِ كموجِ السحابِ / إذا ما تراختْ على بانِها
ولا في الحواجبِ مثلَ الهلالِ / ولا في العيونِ وأجفانِها
ولا هو في طلعةِ النيِّرينِ / ولا في النجومِ وكيوانِها
ولا في جمالِ زهورِ الرياضِ / إذا اختلْنَ في ثوبِ نيسانها
ورتلَ مما شجاهُ الحمامُ / أفانينَ شجوٍ بأفنانها
وما السيفُ من غيرِ أبطالِهِ / وما العينُ من غيرِانسانِها
وهل ترتقي صادحاتُ الطيورِ / من الجوِّ مرقاة عقبانها
علاكَ أحق بهذي اليالي / من الغانياتِ بريعانها
كتبوها مثل الحواجبِ نونا
كتبوها مثل الحواجبِ نونا / وأروها قوامهَا في الكتابِ
ثم مازالتِ المشايخُ حتى / علموها الدلالَ في الكُتَّابِ
طلعتْ والظلامُ يحسدهُ الصبحُ فخل
طلعتْ والظلامُ يحسدهُ الصبحُ فخل / نا في الأرضِ شمسَ السماءِ
ورأتْ أكبدَ الورى في ثراها / فمشتْ من دلالها في الهواءِ
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ / ما عليكنَّ من المختلسِ
درنَ في أفلاككنَّ دورةً / تكشفُ الريبَ عن الملتبسِ
وترفَّقْنَ بصبٍّ مُدْنفٍ / يتلظى قلبهُ كالقبسِ
ظنَّهُ عاذلُهُ ذا جُنَّةٍ / أدكرتْ من أمرِ قيسٍ ما نسي
وإذا ظنُّوا الغرامَ هوساً / فأنا ربُّ الهوى والهوسِ
قد شجتني أنةُ العودِ فلمْ / يبقَ مني غيرُ رجعُ النفسِ
أترى أيديهم تلمسهُ / أم ترى يعشقُ ذاتَ الملسِ
مالتْ دلالاً فارتمى شعرها
مالتْ دلالاً فارتمى شعرها / كالليلةِ الظلماءِ أو شبهها
فلم نزلْ نرقبُ بدرَ الدجى / حتى تجلى البدرُ من وجهها
نفرتْ والظباءُ ذاتَ نفارِ
نفرتْ والظباءُ ذاتَ نفارِ / وتجنتْ عليهِ ذاتَ السوارِ
لم يكن يعرف الهوى فرآها / ورأى زهرة الهوى في الإزارِ
ورنتْ عينها إليهِ بأن لا / تتبعنا فمرَّ في الآثارِ
يتوارى عن العيونِ وإن لم / يكُ عن كاتبيهِ بالمتواري
ويدورُ الهوىبلحظيهِ ما بي / نَ يمينٍ تخوفاً ويسارِ
وهي تختالُ كالغصونِ إذ ما / لَ بهنَّ النسيمُ في الإسحارِ
أو مهاةِ النقا إذا رأتِ القا / نصَ لكنها بغيرِ انذعارِ
يحسبُ الناسُ طيبها نفسُ الصب / حِ على زهرةِ روضةٍ معطارِ
ويظنونها من الحورِ لولا الحو / رُ محجوبةٌ عن الإبصارِ
ويخالونَ وجهها قمرَ الأف / قِ على ما بأوجهِ الأقمارِ
ويقولونَ فتنةٌ قد برَّها اللَّ / هُ سبحانه فجلَّ الباري
خطرتْ تخطفُ القلوبَ وقد سلَّ / تْ سيوفاً من لحظها البتّارِ
في دلالٍ تجرُّ مثلَ الطواوي / سِ على عجبهنَّ فضلُ الإزارِ
والثرى كلُّهُ قلوبٌ ضعافٌ / خشيتْ صولةَ الهوى الجبارِ
والفتى يتبعُ الفتاةَ وقد أم / سى بما مسَّ قلبهُ غيرُ دارِ
ورأى قصرها فطارَ وطارتْ / وادعى وادعتْ حقوقَ الجوارِ
وأتتهُ يلوحُ في وجهها البش / رُ وحيتْ تحيةَ استبشارِ
ينثني خلفها من الخُرَّدِ العي / ن ِرياحينٌ طبنَ كالأزهارِ
هنَّ رباتُ كلِّ ذاتِ جمالٍ / ولها وحدها خلقنَ جواري
فنشرنَ الكؤوسَ وانبعثَ الله / و وقامتْ قيامةُ الأوتارِ
وحكى صوتهنَّ أصواتَ داو / دَ فهبتْ سواجعُ الأطيارِ
وتراخى الظلامُ فانفجرَ الصبحُ / وسالتْ ذكاءُ سيلَ النضارِ
وبكى الغيدُ رحمةً لفتاهنَّ / ولكن بمدمعٍ غيرَ جاري
ثمَّ ودَّعنهُ فقامَ حزيناً / ينثني بينَ ذلّةِ وانكسارِ
ولو أنَّ الهوى يمسُّ قلوبَ الأُس / دِ ذلتْ نفوسُ تلكَ الضواري
لا وذاتِ السوارِ ما نقضَ العهدَ / ولا خانهُ لا وذاتِ السوارِ
صانَ أسرارها وباحتْ بما في / صدرها من ودائعِ الأسرارِ
وأصاختْ إلى الوشاةِ فلجتْ / في التجني ولجَّ في الاعتذارِ
واستعارَ الزمانُ ايامَ ذاكَ الأُ / نسِ والدهرُ لا يردُ العواري
ونأتْ دارها فباتَ بلا قلبٍ / ولا مسعدٌ سوى التذكارِ
وجنونُ المحبِّ يومَ تراهُ / في ديارٍ وقلبهُ في ديارِ
جاءَها خاطباً وبينَ يديهِ
جاءَها خاطباً وبينَ يديهِ / لاحَ عِزريلُ منذراً وقريبا
وتصدى لها فصدتْ وقالتْ / قبحَ الشيخُ أن يكون حبيبا
قال هذا المشيبُ نورٌ فقالتْ / أوقدوا في السراجِ هذا المشيبا
قال إني أبو العجائبِ قالتْ / وعجيبٌ أن لا تكون عجيبا
يا أبا الهولِ يا أخا الهرمِ الأك / برِ حسبي فقد كفاكَ عيوبا
يا نذيرَ المماتِ يا وجعةَ القلبِ / متى كنتَ للقلوبِ طبيبا
أنتَ كالبدرِ غيرَ أنكَ ممحو / قٌ وكالشمسِ أوشكتْ ان تغيبا
وجديرٌ بمن يؤملُ في المو / تِ حياةً يحيى بها أن يخيبا
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي / وما بنفسي إلا لوعةُ الياسِ
وينظرُ القلبَ مجروحاً بناظرهِ / ولا يرقُ لقلبي قلبهُ القاسي
جُرحُ الحسامِ لهُ آسٍ يطببهُ / ولستُ ألقى لجرحِ اللّحظِ من آسِ
فإن يكُ الحبُّ أن أحيا بلا أملٍ / فقد قطعتُ من الآمالِ أمراسي
وإن يكن مثلي العشاقُ قد هجروا / فأينَ ميلُ قلوبُ الناسِ للناسِ
وأينَ ذو كبدٍ يرثي لذي كبدٍ / كأنما أنضجوها فوقَ أقباسِ
إني لأنظرُ أجناساً منوعةً / وكم يضيعُ جنسٌ بينَ أجناسِ
وقد أراني في قومٍ أولي كسلٍ / كأنما انتفضوا من تحتِ أرماسِ
فبعضهمْ بينَ اخفافِ الهوانِ هوى / وبعضهمْ ضلَّ بينَ الكاسِ والطاسِ
لو كانَ منهمْ كليبٌ يومَ نكبتهِ / لعافَ طعنَ كليبٍ رمحُ جساسِ