القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 347
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ / ويا عيوناً طرفها رامقُ
من لفؤادٍ طاهرٍ جرَّهُ / إلى الغرامِ النظرُ الفاسقُ
علمَ اللهُ أنني بكَ صبٌّ
علمَ اللهُ أنني بكَ صبٌّ / ولذكرى حماكَ ما عشتُ أصبو
يا خليفَ الوفا أما ليَ عذرٌ / يغفرُ الذنبَ إن يكنَ لي ذنبُ
قد سعوا بي إليكَ بالعيبِ فالعي / بُ وما لي سوى المحبةِ عيبُ
وأرادوا أن يلزموا القلبَ صبراً / لهم الويلُ هل لذي الحبِّ قلبُ
أتَخذت السحابَ داركَ في الجو / فليست تجيئنا منكَ كُتْبُ
أم فما أوجبَ القطيعةَ والبغ / ضا وقلبي كما عهدتَ محبُّ
لو سألتَ النسيمَ عني لأمسى / بزفيري على حماكَ يَهِبُّ
أو أذنتَ السحابَ ان تذكرَ الدم / عَ لباتتْ من الدموعِ تَصُبُّ
أو تعرضتَ للحمامِ بذكري / طالَ منهُ على جفائكَ عتْبُ
سقمي قاتلي وأنتَ طبيبي / ما لسقمي سوى رضائكَ طِبُّ
يا مخلفَ الوعدِ كمْ
يا مخلفَ الوعدِ كمْ / تكذبُ فيما تنطقُ
أصدقُ ما وعدتني / أنكَ لستَ تصدقُ
ما لي أراكَ مغاضباً
ما لي أراكَ مغاضباً / من غيرِ ذنبٍ كانَ مني
فإذا كتبتُ إليكَ مع / تذراً أحلتَ على التجني
ما كانَ ظني يا أخي / أنء سوفَ يخطئُ فيكَ ظَني
كنتُ أرجوكَ أن تعينَ على اله
كنتُ أرجوكَ أن تعينَ على اله / مّ إذا أنتَ للهمومِ معينُ
ثمَّ أصبحتَ بالودادِ جواداً / وفتى الجودِ بالودادِ ضنينُ
فإذا كنتَ قد ظننتَ غروراً / إنما أنتَ جوهرٌ مكنونُ
فبهذي الفعالِ والخلقِ السو / ءِ وتبينتَ أن فعلكَ شينُ
لي صاحبٌ حديثهُ قضولُ
لي صاحبٌ حديثهُ قضولُ / تمجُّهُ الآذانُ والعقولُ
ولم يزلْ من دأبهِ الذهولُ / فهو كمثلِ الظلِّ إذ يَجُولُ
منبسطاً في حيثما يزولُ / وهو إذا أصغى لهُ خليلُ
كالببغا تعيدُ ما تقولُ /
لم ينكشفْ همي ولكنني
لم ينكشفْ همي ولكنني / أريهمُ ما عرفوني بهِ
كذي هزالٍ خانهُ جسمهُ / فاستلفتَ الناسَ إلى ثوبهِ
وربما كانَ الفتى باسماً / وكانَ كلُّ الهمِّ في قلبهِ
ومن رأى ذلته صحبهُ / فربما هانَ على صحبهِ
الأصدقاءُ قليلُ
الأصدقاءُ قليلُ / والحرُّ فيهم أقلُّ
والناسُ كهْلٌ غنيٌّ / وذو شبابٍ مقلُّ
فلا ترى الشيخَ يقوى / ولا الفتى يستقلُّ
أصبحي يا همومُ فينا وبيتي
أصبحي يا همومُ فينا وبيتي / ما لهمٍّ على الرضا من ثبوتِ
قد بلونا الصدودَ حتى ألفنا / هُ كإلفِ العييِّ طولَ السكوتِ
وغدونا معَ الزمانِ كما شا / ءَ وشاءتْ فواجعُ التشتيتِ
تترامى بنا رياحُ الرزايا / كلَّ يومٍ ترامي العنكبوتِ
لا رعى اللهُ من يحبُّ على الغدِ / رأغنّاً أو ذاتَ حليٍ صموتِ
أحرامٌ يا نفسُ أم أحفظَ الودَّ / إذا ما أضاعهُ من هويتِ
ليسَ قلبي لغيرِ من يحفظُ القل / بَ سواءَ أبيتِ هذا أو رضيتِ
فإذا ما الحبيبُ أعرضَ عني / فاهجريهِ هجرَ الطلاقِ البَتُوتِ
واطلبي جانبَ الفخارِ وأعلي / ما بناهُ الجدودُ لي أو فموتي
أرهفْ سيوفكَ يا ده
أرهفْ سيوفكَ يا ده / رُ قدْ عرفتَ مَخَزِّي
فلستُ أرجو لِذُلي / من كادني يومَ عِزِّي
وكم حبيبٍ فقدنا / فلمْ نجدْ من يغرِّي
وأغيدٍ قلنا لها هاتِها
وأغيدٍ قلنا لها هاتِها / فقالَ ما هاتِ ومعناها
كأنما ليسَ لنا أضلعٌ / على هواهُ قد طويناها
ولم تكنْ في خدِّهِ وردةٌ / تزيدُ حسناً إن قطفناها
قلنا لهُ تلكَ إذنْ قبلةٌ / كلُّ محبّ قد تمناها
فلم يزلْ يمنعنا خدَهُ / ولم تزلْ حتى أخذناها
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ / لحاظُها مثلَ سيوفَ الهندِ
وشعرها جنْدٌ ولا كالجُندِ / تعلمتْ بطءَ الخطى من فَنْدِ
وعندها صبابةٌ وعندي / لو صوروا بنانَ ذاكَ الزندِ
لصورني فيهِ يوسفغفندي /
صبا للقصورِ وغزلانها
صبا للقصورِ وغزلانها / وتلكَ الليالي وأشجانِها
لياليَ تجري جيادُِ الهوى / الى الغانياتِ بفرسانها
وتبعثها خطراتُ القلوب / لمرعى صبِاها برعيانها
فهل عَلمتْ حادثاتُ الزمان / اساءتها بعدَ إحسانها
رأينا لياليَ أفراحِها / تجرُّ لياليَ أحزانها
وكم حاربتني عيونُ المهى / وحاربت أعداءَ سلطانها
فردتْ سيوفي وتلكَ اللحاظِ / لا غمادِِها ولأجفانها
أبعدَ الوصالِ وبعدَ الودادِ / تروعُ الغواني بهجرانها
وتطرحُ شأنكَ عن همَّها / وتصدفُ عنكَ الى شأنِها
فلا تستنمْ لنؤمِ الضحى / ولا ترجُ برةَ أيمانِها
ولا تغتررْ بالتي خلتَها / تسر الغرامَ بإعلانها
تعلَّمَتِ الودَّ بعدَ النفورِ / من خاطبي ودِ يابانها
فدع غصن البان في أرضه / إذا ظللْتهم بأغصانِها
وجنبْ فؤادَك نارَ الهوى / إذا ما حمتهمْ بنيرانها
فما العزُّ في حُجُرات الكعابِ / ولا في الرياضِ وريحانِها
ولا في الشعورِ كموجِ السحابِ / إذا ما تراختْ على بانِها
ولا في الحواجبِ مثلَ الهلالِ / ولا في العيونِ وأجفانِها
ولا هو في طلعةِ النيِّرينِ / ولا في النجومِ وكيوانِها
ولا في جمالِ زهورِ الرياضِ / إذا اختلْنَ في ثوبِ نيسانها
ورتلَ مما شجاهُ الحمامُ / أفانينَ شجوٍ بأفنانها
وما السيفُ من غيرِ أبطالِهِ / وما العينُ من غيرِانسانِها
وهل ترتقي صادحاتُ الطيورِ / من الجوِّ مرقاة عقبانها
علاكَ أحق بهذي اليالي / من الغانياتِ بريعانها
كتبوها مثل الحواجبِ نونا
كتبوها مثل الحواجبِ نونا / وأروها قوامهَا في الكتابِ
ثم مازالتِ المشايخُ حتى / علموها الدلالَ في الكُتَّابِ
طلعتْ والظلامُ يحسدهُ الصبحُ فخل
طلعتْ والظلامُ يحسدهُ الصبحُ فخل / نا في الأرضِ شمسَ السماءِ
ورأتْ أكبدَ الورى في ثراها / فمشتْ من دلالها في الهواءِ
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ / ما عليكنَّ من المختلسِ
درنَ في أفلاككنَّ دورةً / تكشفُ الريبَ عن الملتبسِ
وترفَّقْنَ بصبٍّ مُدْنفٍ / يتلظى قلبهُ كالقبسِ
ظنَّهُ عاذلُهُ ذا جُنَّةٍ / أدكرتْ من أمرِ قيسٍ ما نسي
وإذا ظنُّوا الغرامَ هوساً / فأنا ربُّ الهوى والهوسِ
قد شجتني أنةُ العودِ فلمْ / يبقَ مني غيرُ رجعُ النفسِ
أترى أيديهم تلمسهُ / أم ترى يعشقُ ذاتَ الملسِ
مالتْ دلالاً فارتمى شعرها
مالتْ دلالاً فارتمى شعرها / كالليلةِ الظلماءِ أو شبهها
فلم نزلْ نرقبُ بدرَ الدجى / حتى تجلى البدرُ من وجهها
نفرتْ والظباءُ ذاتَ نفارِ
نفرتْ والظباءُ ذاتَ نفارِ / وتجنتْ عليهِ ذاتَ السوارِ
لم يكن يعرف الهوى فرآها / ورأى زهرة الهوى في الإزارِ
ورنتْ عينها إليهِ بأن لا / تتبعنا فمرَّ في الآثارِ
يتوارى عن العيونِ وإن لم / يكُ عن كاتبيهِ بالمتواري
ويدورُ الهوىبلحظيهِ ما بي / نَ يمينٍ تخوفاً ويسارِ
وهي تختالُ كالغصونِ إذ ما / لَ بهنَّ النسيمُ في الإسحارِ
أو مهاةِ النقا إذا رأتِ القا / نصَ لكنها بغيرِ انذعارِ
يحسبُ الناسُ طيبها نفسُ الصب / حِ على زهرةِ روضةٍ معطارِ
ويظنونها من الحورِ لولا الحو / رُ محجوبةٌ عن الإبصارِ
ويخالونَ وجهها قمرَ الأف / قِ على ما بأوجهِ الأقمارِ
ويقولونَ فتنةٌ قد برَّها اللَّ / هُ سبحانه فجلَّ الباري
خطرتْ تخطفُ القلوبَ وقد سلَّ / تْ سيوفاً من لحظها البتّارِ
في دلالٍ تجرُّ مثلَ الطواوي / سِ على عجبهنَّ فضلُ الإزارِ
والثرى كلُّهُ قلوبٌ ضعافٌ / خشيتْ صولةَ الهوى الجبارِ
والفتى يتبعُ الفتاةَ وقد أم / سى بما مسَّ قلبهُ غيرُ دارِ
ورأى قصرها فطارَ وطارتْ / وادعى وادعتْ حقوقَ الجوارِ
وأتتهُ يلوحُ في وجهها البش / رُ وحيتْ تحيةَ استبشارِ
ينثني خلفها من الخُرَّدِ العي / ن ِرياحينٌ طبنَ كالأزهارِ
هنَّ رباتُ كلِّ ذاتِ جمالٍ / ولها وحدها خلقنَ جواري
فنشرنَ الكؤوسَ وانبعثَ الله / و وقامتْ قيامةُ الأوتارِ
وحكى صوتهنَّ أصواتَ داو / دَ فهبتْ سواجعُ الأطيارِ
وتراخى الظلامُ فانفجرَ الصبحُ / وسالتْ ذكاءُ سيلَ النضارِ
وبكى الغيدُ رحمةً لفتاهنَّ / ولكن بمدمعٍ غيرَ جاري
ثمَّ ودَّعنهُ فقامَ حزيناً / ينثني بينَ ذلّةِ وانكسارِ
ولو أنَّ الهوى يمسُّ قلوبَ الأُس / دِ ذلتْ نفوسُ تلكَ الضواري
لا وذاتِ السوارِ ما نقضَ العهدَ / ولا خانهُ لا وذاتِ السوارِ
صانَ أسرارها وباحتْ بما في / صدرها من ودائعِ الأسرارِ
وأصاختْ إلى الوشاةِ فلجتْ / في التجني ولجَّ في الاعتذارِ
واستعارَ الزمانُ ايامَ ذاكَ الأُ / نسِ والدهرُ لا يردُ العواري
ونأتْ دارها فباتَ بلا قلبٍ / ولا مسعدٌ سوى التذكارِ
وجنونُ المحبِّ يومَ تراهُ / في ديارٍ وقلبهُ في ديارِ
جاءَها خاطباً وبينَ يديهِ
جاءَها خاطباً وبينَ يديهِ / لاحَ عِزريلُ منذراً وقريبا
وتصدى لها فصدتْ وقالتْ / قبحَ الشيخُ أن يكون حبيبا
قال هذا المشيبُ نورٌ فقالتْ / أوقدوا في السراجِ هذا المشيبا
قال إني أبو العجائبِ قالتْ / وعجيبٌ أن لا تكون عجيبا
يا أبا الهولِ يا أخا الهرمِ الأك / برِ حسبي فقد كفاكَ عيوبا
يا نذيرَ المماتِ يا وجعةَ القلبِ / متى كنتَ للقلوبِ طبيبا
أنتَ كالبدرِ غيرَ أنكَ ممحو / قٌ وكالشمسِ أوشكتْ ان تغيبا
وجديرٌ بمن يؤملُ في المو / تِ حياةً يحيى بها أن يخيبا
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي / وما بنفسي إلا لوعةُ الياسِ
وينظرُ القلبَ مجروحاً بناظرهِ / ولا يرقُ لقلبي قلبهُ القاسي
جُرحُ الحسامِ لهُ آسٍ يطببهُ / ولستُ ألقى لجرحِ اللّحظِ من آسِ
فإن يكُ الحبُّ أن أحيا بلا أملٍ / فقد قطعتُ من الآمالِ أمراسي
وإن يكن مثلي العشاقُ قد هجروا / فأينَ ميلُ قلوبُ الناسِ للناسِ
وأينَ ذو كبدٍ يرثي لذي كبدٍ / كأنما أنضجوها فوقَ أقباسِ
إني لأنظرُ أجناساً منوعةً / وكم يضيعُ جنسٌ بينَ أجناسِ
وقد أراني في قومٍ أولي كسلٍ / كأنما انتفضوا من تحتِ أرماسِ
فبعضهمْ بينَ اخفافِ الهوانِ هوى / وبعضهمْ ضلَّ بينَ الكاسِ والطاسِ
لو كانَ منهمْ كليبٌ يومَ نكبتهِ / لعافَ طعنَ كليبٍ رمحُ جساسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025