القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 899
جَزاكَ اللَهُ عَن حُسناكَ خَيراً
جَزاكَ اللَهُ عَن حُسناكَ خَيراً / وَكانَ لَكَ المُهَيمِنُ خَيرَ راعِ
فَقَد قَصَّرتَ بِالإِحسانِ لَفظي / كَما طَوَّلتَ بِالإِنعامِ باعي
فَأَخَّرَني الحَياءُ وَليسَ يَدري / جَميعُ الناسِ ما سَبَبُ اِمتِناعي
فَشُكري حُسنَ صُنعِكَ في اِتِّصالٍ / وَخَطوي نَحوَ رَبعِكَ في اِنقِطاعِ
وَقافِيَةٍ شَبيهِ الشَمسِ حُسناً / تَرَدَّدُ بَينَ كَفّي وَاليَراعِ
لَها فَضلٌ عَلى غُرَرِ القَوافي / كَما فَضلُ البِقاعِ عَلى البِقاعِ
غَدَت تُثني عَلى عَلياكَ لَمّا / ضَمِنتَ لِرَبِّها نُجحَ المَساعي
فَدُمتَ وَلا بَرِحتَ مَدى اللَيالي / سَعيدَ الجَدِّ ذا أَمرٍ مُطاعِ
عانَدَهُ في الحُبَ أَعوانُه
عانَدَهُ في الحُبَ أَعوانُه / وَخانَهُ في الرَدِّ إِخوانُه
مُتَيَّمٌ لَيسَ لَهُ ناصِرٌ / أَوَّلُ مَن عاداهُ سُلوانُه
يَكتِمُ ما كابَدَهُ قَلبُه / وَيُعجِزُ الأَعيُنَ كِتمانُه
ما شانَهُ إِلّا مَقالُ العِدى / وَقَد هَمَت عَيناهُ ما شانُه
كُلِّفَ إِخفاءَ الهَوى قَلبُهُ / فَعَزَّ مِن ذَلِكَ إِمكانُه
أَمانَةٌ يُشفِقُ مِن حَملِها / لِفَرطِ ذاكَ الثِقلِ إِنسانُه
مَن لِمُحِبٍّ قَلبُهُ هائِمٌ / يَحِنُّ وَالأَحبابُ جيرانُه
ما شامَ بَرقَ الشامِ إِلّا هَمَت / بِوابِلِ الأَدمُعِ أَجفانُه
سَقى حِمى وادي حَماةَ الحَيا / وَصَيَّبُ الوَدقِ وَهَتّانُه
وَحَبَّذا العاصي وَيا حَبَّذا / دَهشَتُهُ الغَرّا وَمَيدانُه
وادٍ إِذا مَرَّ نَسيمٌ بِهِ / تَعَطَّرَت بِالمِسكِ أَردانُه
تَستَأسِرُ الأَبطالَ آرامُه / وَتَقنِصُ الآسادَ غِزلانُه
كَم فيهِ مِن ظَبيٍ هَضيمِ الحَشا / إِذا اِنثَنى يَحسُدُهُ بانُه
تَشابَهَت عِندَ مُرورِ الصَبا / قُدودُ أَهليهِ وَأَغصانُه
كَم لَيلَةٍ قَضيتُ في مَرجِهِ / وَقَد طَمَت بِالماءِ غُدرانُه
وَالأُفقُ حالٍ بِنُجومِ الدُجى / قَد كُلِّلَت بِالدُرِّ تيجانُه
كَأَنَّما الجَوزاءُ فيهِ وَقَد / حَفَّ بِها البَدرُ وَكيوانُه
بَيتُ بَني أَيّوبَ إِذ شُيَّدَت / بِالمَلِكِ الناصِرِ أَركانُه
بَيتٌ أَثيلٌ بَحرُهُ وافِرٌ / قَد سَلِمَت في المَجدِ أَوزانُه
لا غَروَ إِن أَمسى مَشيداً وَقَد / أُسِّسَ بِالمَعروفِ بُنيانُه
شَيَّدَهُ الناصِرُ مِن بَعدِ ما / قَد كادَ أَن يَنزَغَ شَيطانُه
مَلكٌ كَأَنَّ الدَهرَ عَبدٌ لَهُ / وَسائِرُ الأَيّامِ أَعوانُه
وَفى لَهُم في قَولِهِ وَالوَفا / قَد بَلِيَت في اللَحدِ أَكفانُه
لا زالَ يُحيِي بِنَداهُ الوَرى / وَيُغرِقُ العالَمَ طَوفانُه
يا أَيُّها المَلكُ الَّذي سُرُّهُ / طاعَةُ ذي الأَمرِ وَإِعلانُه
تَهِنَّ بِالمُلكِ الَّذي لَم تَكُن / تُلقى إِلى غَيرِكَ أَرسانُه
طَلائِعُ الإِقبالِ جاءَت وَذا / مُقتَبَلُ العُمرِ وَرَيعانُه
هَذا كِتابٌ ناطِقٌ بِالعُلى / وَهَذِهِ الرُتبَةُ عُنوانُه
فَاِفخَر فَما فَخرُكَ بَدعاً وَقَد / قامَ لِأَهلِ العَصرِ بُرهانُه
يَفخَرُ ذو المُلكِ إِذا ما بَدا / لَهُ مِنَ السُلطانِ إِحسانُه
فَكَيفَ مَن والِدُهُ قَد قَضى / فَأَصبَحَ الوالِدَ سُلطانُه
زَكّاكُمُ قُربانُ إيمانِكُم / بِهِ وَزَكّى الغَيرَ إيمانُه
مَن يَكُ إِسماعيلُ أَصلاً لَهُ / لا بِدعَ أَن يُقبَلَ قُربانُه
أَبٌ بِهِ تُرفَعُ عَن مَجدِكُم / قَواعِدُ البَيتِ وَأَركانُه
أَبلَجُ لا يَخسَرُ مَن أَمَّهُ / يَوماً وَلا يَخسَرُ ميزانُه
تَكادُ أَن تَعشو إِلى ضَيفِهِ / لِفَرطِ ما تَهواهُ نيرانُه
إِن ذُكِرَ العِلمُ فَنُعمانُهُ / أَو ذُكِرَ الحُكمُ فَلُقمانُه
أَحزَنَنا فُقدانُهُ فَاِنجَلَت / بِالمَلِكِ الأَفضَلِ أَحزانُه
سَلامُ ذي العَرشِ عَلى نَفسِهِ / وَرَحمَةُ اللَهِ وَرِضوانُه
أَقَطَراتِ أَدمُعي لا تَجمَدي
أَقَطَراتِ أَدمُعي لا تَجمَدي / وَيا شُواظَ أَضلُعي لا تَخمُدي
وَيا عُيوني الساهِراتِ بَعدَهُم / إِن لَم يَعُدكِ طَيفُهُم لا تَرقُدي
وَيا سُيوفَ لِحظِ مَن أَحبَبتُهُ / جُهدَكَ عَن سَفكِ دَمي لا تُغمِدي
وَيا غَوادي عَبرَتي تَحَدَّري / وَيا بَوادي زَفرَتي تَصَعَّدي
فَقَد أَذَلتُ أَدمُعي وَلَم أَقُل / إِن يُحمَ عَن عَيني البُكا تَجَلُّدي
أَنا الَّذي مَلَّكتُ سُلطانَ الهَوى / رَقِيُّ وَأَعطَيتُ الغَرامَ مِقوَدي
ما إِن أَزالُ هائِماً بِغادَةٍ / تَسبي العُقولَ أَو غَزالٍ أَغيَدِ
فَهُوَ الَّذي قَد نامَ عَنّي لاهِياً / لَمّا رَماني بِالمُقيمِ المُقعِدِ
مُوَلَّدُ التُركِ وَكَم مِن كَمِدٍ / مَوَلَّدٍ مِن ذَلِكَ المُوَلَّدِ
مُعتَدِلُ القَدِّ عَلَيهِ كُمَّةٌ / فَهوَ بِها كَالأَلِفِ المُشَدَّدِ
قالَ المَجوسُ إِنَّ نورَ نارِهِم / لَو لَم تُشابِه خَدَّهُ لَم تُعبَدِ
يُريكَ مِن عارِضِهِ وَفَرقِهِ / ضِدَّينِ قَد زادا غَليلَ جَسَدي
فَذاكَ خَطٌّ أَسوَدٌ في أَبيَضٍ / وَذاكَ خَطٌّ أَبيَضٌ في أَسوَدِ
لِلَّهِ أَيّاماً مَضَت في قُربِه / وَالدَهرُ مِنهُ بِالوِصالِ مُسعِدي
وَنَحنُ في وادي حَماةَ في حِمىً / بِهِ حَلَلنا فَوقَ فَرقِ الفَرقَدِ
فَحَبَّذا العاصي وَطيبُ شِعبِه / وَمائِهِ المُسَلسَلِ المُجَعَّدِ
وَالفُلكُ فَوقَ لُجِّهِ كَأَنَّها / عَقارِبٌ تَدُبُّ فَوقَ مِبرَدِ
وَناجِمُ الأَزهارِ مِن مُنَظَّمٍ / عَلى شَواطيهِ وَمِن مِنضَدِ
مِن زَهَرٍ مُفَتِّحٍ أَو غُصنٍ / مُرَنَّحٍ أَو طائِرٍ مُغَرِّدِ
وَالوُرقُ مِن فَوقِ الغُصونِ قَد حَكَت / بِشَدوِها المُطرِبَ صَوتَ مَعبَدِ
كَأَنَّما تَنشُرُ فَضلَ المَلِكِ ال / أَفضَلِ نَجلِ المَلِكِ المِأَيَّدِ
أَروَعُ مَحسودُ العَلاءِ أَمجَدٌ / مِن نَسلِ مَحسودِ العَلاءِ أَمجَدِ
المُؤمِنُ المُوَحِّدُ اِبنُ المُؤمِنِ ال / مُوَحِدِ اِبنِ المُؤمِنِ المُوَحَّدِ
السَيِّدُ اِبنُ السَيِّدِ اِبنِ السَيِّدِ / اِبنِ السَيّدِ اِبنِ السَيّدِ اِبنِ السَيّدِ
مِن آلِ أَيّوبَ الَّذينَ أَصبَحوا / كَواكِباً بِها الأَنامُ تَهتَدي
مِن كُلِّ خَفّاقِ اللِواءِ لابِسٍ / ثَوبَ الفَخارِ مُطَرَّزاً بِالسُؤدَدِ
مُهَذَّبٍ مُحَبَّبٍ مُجَرِّبٍ / لِلمُجتَني وَالمُجتَلي وَالمُجتَدي
فَقَولُهُ وَطولُهُ وَحَولُهُ / لِلمُعتَني وَالمُعتَفي وَالمُعتَدي
ما إِن يَشينُ مَنَّهُ بِمَنَّةٍ / وَلا يَشوبُ بِرَّهُ بِمَوعِدِ
سَماحَةٌ تَخفِضُ قَدرَ حاتِمٍ / في آدَبٍ يَهزَأُ بِالمُبَرِّدِ
نامَت عُيونُ الناسِ أَمناً عِندَما / رَعاهُم بِطَرفِهِ المُسَهَّدِ
صَوتُ الصَهيلِ وَالصَليلِ عِندَهُ / أَطيَبُ مِن شَدوِ الحِسانِ الخُرَّدِ
يُلهيهِ صَدرُ النَهدِ في يَومِ الوَغى / بِالكَرِّ عَن صَدرِ الحِسانِ النُهَّدِ
وَيَغتَني بِالمُلدِ مِن سُمرِ القَنا / عَن كُلِّ مَجدولِ القَوامِ أَملَدِ
خَلائِقٌ تُعدي النَسيمَ رِقَّةً / وَسَطوَةٌ تُذيبُ قَلبَ الجَلمَدِ
وَبَأسُ مُلكٍ مَجدُهُ مِن عامِرٍ / وَفَيضُ جودِ كَفِّهِ مِن أَجوَدِ
وَرُبَّ يَومٍ أَصبَحَ الجَوُّ بِهِ / مُحتَجِباً مِنَ العَجاجِ الأَركَدِ
كَأَنَّ عَينَ الشَمسِ في قَتامِهِ / قَد كُحِلَت مِن نَقعِهِ بِإِثمِدِ
شَكا بِهِ الرُمحُ إِلَيهِ وَحشَةً / فَأَسكَنَ الثَعلَبَ قَلبَ الأَسَدِ
حَتّى إِذا ما كَبَّرَت كُماتُهُ / وَالهامُ بَينَ رُكعٍ وُسُجَّدِ
أَفرَدتِ الرِماحُ كُلَّ تَوأَمٍ / وَثَنَّتِ الصَفاحُ كُلَّ مُفرَدِ
يا اِبنَ الَّذي سَنَّ السَماحَ لِلوَرى / فَأَصبَحَت بِهِ الكِرامُ تَقتَدي
الصادِقُ الوَعدِ كَما جاءَ بِهِ / نَصُّ الكِتابِ وَالصَحيحِ المُسنَدِ
مَن أَصبَحَت أَوصافُهُ مِن بَعدِهِ / في الأَرضِ تُتلى بِلِسانِ الحُسَّدِ
ما ماتَ مَن وارى التُرابُ شَخصَهُ / وَذِكرُهُ يَبقى بَقاءَ الأَبَدِ
حَتّى إِذا خافَ الأَنامُ بَعدَهُ / تَعَلُّقَ المُلكِ بِغَيرِ مُرشِد
فَوَّضَ أَمرَ المُلكَ مِن مُحَمَّدٍ / الناصِرِ المَلِكَ إِلى مُحَمَّدِ
الأَفضَلِ المَلِكِ الَّذي أَحيا الوَرى / فَأَشبَهَ الوالَدَ فَضلُ الوَلَدِ
العادِلِ الحَكمِ الَّذي أَكُفُّهُ / لَيسَت عَلى غَيرِ النُضارِ تَعتَدي
لَو زينَ عَصرُ آلِ عُبّادٍ بِهِ / لَم يَصِلِ المُلكُ إِلى المُعتَضِدِ
يا مَن حَباني مِن جَميلِ رَأيِهِ / بِبِشرِهِ وَالبِرِّ وَالتَوَدُّدِ
طَوَّقتَني بِالجودِ إِذ رَأَيتَني / بِالمَدحِ مِثلَ الطائِرِ المُغَرِّدِ
أَبعَدتُموني بِالنَوالِ فَاِغتَدى / شَوقي مُقيمي وَالحَياءُ مُقعِدي
لَولا حَيائي مِن نَوالي بِرِّكُم / ما قَلَّ نَحوَ رَبعِكُم تَرَدُّدي
فَاِعذِر مُحِبّاً طالَ عَنكُم بَعدُهُ / وَوِدُّهُ وَمَدحُهُ لَم يَبعُدِ
فَكَم حُقوقٍ لَكُمُ سَوابِقٍ / وَمِنَّةٍ سالِفَةٍ لَم تُجحَدِ
تُنشِطُ رَبَّ العَجزِ إِلّا أَنَّها / تُعجِزُ بِالشُكرِ لِساني وَيَدي
سِوى حُسنِ وَجهِكَ لَم يَحلُ لي
سِوى حُسنِ وَجهِكَ لَم يَحلُ لي / وَغَيرُكَ في القَلبِ لَم يَحلُلِ
فَكَيفَ سَلوّي وَلي طينَةٌ / عَلى غَيرِ حُبِّكَ لَم تُجبَلِ
أَتَزعُمُ أَنّي أُطيعُ الوُشاةَ / وَأَصغي إِلى عَذَلِ العُذَّلِ
لَقَد نَصَلَ الدَهرُ صَبغَ الشَبابِ / وَصَبغُ المَحَبَّةِ لَم يَنصُلِ
عَجِبتُ لِقَدِّكَ مَع لينِهِ / يُرينا اِعتِدالاً وَلَم يَعدِلِ
يَلينُ وَفي فَتكِهِ قَسوَةٌ / وَذَلِكَ شَأنُ القَنا الذُبَّلِ
وَعَيناكَ قَد فَوَّقَت أَسهُماً / فَمَن دَلَّهُنَّ عَلى مَقتَلي
وَخَدُّكَ موقَدَةٌ نارُهُ / وَقَلبي بِجُذوَتِها يَصطَلي
أَيا ما طِلاً لِوُعودِ الوِصالِ / وَوَعدُ تَجافيهِ لَم يَمطُلِ
بَخِلتَ وَقَد حُزتَ مُلكَ الجَمالِ / وَمَن مَلَكَ المُلكَ لَم يَبخَلِ
فَهلاً تَعَلَّمتَ فَضلَ السَماحِ / مِن راحَةِ المَلِكِ الأَفضَلِ
مَليكٌ إِذا هَطَلَت كَفُّهُ / تَصاغَرَ قَدرُ الحَيا المُسبِلِ
يَشيدُ العُلى بِاليَراعِ القَصيرِ / وَيَفخَرُ بِالطَرَفِ الأَطوَلِ
تَلاقيهِ في الحَربِ صَعبَ المِراسِ / وَفي السِلمِ ذا الخُلُقِ الأَسهَلِ
أَخَفُّ إِلى الحَربِ مِن ذابِلٍ / وَأَثقَلُ في الحِلمِ مِن يَذبُلِ
يُضيءُ لَنا في ظَلامِ الخُطوبِ / وَيُشرِقُ في حِندِسِ القَسطَلِ
فَسَيلُ عَطاياهُ لِلمُجتَدي / وَنورُ مُحَيّاهُ لِلمُجتَلي
يُرَمِّلُ بِالدَمِ شِلوَ الكَمِيِّ / وَيَحنو عَلى البائِسِ المُرمِلِ
مَناقِبُ مَعروفُها تالِدٌ / مُحَمَّدُ أَورَثَها مِن عَلي
إِلى آلِ أَيّوبَ يُغزى الفَخارُ / في كُلِّ ماضٍ وَمُستَقبَلِ
مُلوكٌ لَهُم شَرَفٌ آخَرٌ / يُخَبَّرُ عَن شَرَفٍ أَوَّلِ
يَنُمُّ بِهِم جودُهُم مِثلَما / تَنُمُّ الرِياحُ عَلى المَندِلِ
أَيا ناصِرَ الدينِ يا اِبنَ الَّذي / بِهِ أَصبَحَ المُلكُ في مَعقِلِ
حَباكَ المُؤَيَّدُ تَأيِيدَهُ / كَذا هِمَّةُ اللَيثِ في الأَشبُلِ
وَلَولا وَجودُكَ كانَ السَماحُ / تَحتَ الصَفائِحِ وَالجَندَلِ
فَعَلتَ مِنَ الجودِ ما لَم تَقُل / وَغيرُكَ قالَ وَلَم يَفعَلِ
فَقَلبي بِإِحسانِكُم فارِغٌ / وَكَفّي بِإِنعامِكُم مُمتَلي
سَمَحتَ اِبتِداءً وَلَم أَمتَدِح / وَأَنعَمتَ عَفواً وَلَم أَسأَلِ
وَوالَيتَ بِرَّكَ حَتّى رَحَلتُ / حَياءً وَلَولاهُ لَم أَرحَلِ
وَلَو شِئتُ نَهضي إِلى قَصدِكُم / لَخَفَّفتُ عَن ظَهرِيَ المُثقَلِ
فَأَهمَلتُ واجِبَ سَعيي إِلَيكَ / وَما كُنتُ عِندَكَ بِالمُهمَلِ
وَكَفَّرتُ عَن زَلَّةِ الإِنقِطاعِ / بِأَحسَنِ مَن كانَ في مَنزِلي
فَأَرسَلتُهُ راجِياً أَنَّهُ / يُمَحِّصُ عَن زَلَّةِ المُرسِلِ
فَإِن لاحَظَتهُ عُيونُ الرِضى / لَكَ الفَضلُ في ذاكَ وَالفَخرُ لي
وَإِن لَم يَكُن غايَةً في الجَمالِ / وَبَدرُ مَعانيهِ لَم يَكمَلِ
فَإِنَّ لَهُ غايَةً في الذَكاءِ / وَلُطفَ البَديهَةِ وَالمِقوَلِ
وَبِكرٍ خَدَمتُ بِها عاجِلاً / وَسيفُ القَريحَةُ لَم يُصقَلِ
أَرومُ إِقامَةَ عُذري بِها / وَأُثني عَلى فَضلِكَ الأَكمَلِ
وَمِثلُكَ مَن قَبِلَ الإِعتِذارَ / وَصَدَّقَ قَولَ المُحِبُّ الوَلي
فَوا ضُعفَ حَظّي وَفَوتَ المُنى / إِذا كانَ عُذرِيَ لَم يُقبَلِ
قُم بي فَقَد ساعَدَنا صَرفُ القَدَر
قُم بي فَقَد ساعَدَنا صَرفُ القَدَر / وَجاءَ طيبُ عَيشِنا عَلى قَدَر
فَكَم عَلا قَدرُ اِمرِىءٍ وَما قَدَر / فَاِرضَع بِنا دَرَّ الهَنا إِن تَلقَ دَرّ
فَالشَهمُ مَن حازَ السُرورَ إِن قَدَر /
وَقَد صَفا الزَمانُ وَالأَمانُ / وَأَسعَدَ المَكانُ وَالإِمكانُ
وَأَنجَدَ الإِخوانُ وَالأَعوانُ / وَقَد وَفَت بِعَهدِها الأَزمانُ
وَالدَهرُ تابَ مِن خَطاهُ وَاِعتَذَر /
يا سَعدُ فَاِترُك ذِكرَ بِانِ لَعلَعِ / وَعَيشَةً وَلَّت بِوادي الأَجرَعِ
وَإِن تَكُن تَسمَعُ قَولي وَتَعي / فَاِجلُ صَدا قَلبي وَأَطرِب مَسمِعي
بِرَشقَةِ الأَوتارِ لا جَسَّ الوَتَر /
وَدَع طَوالاً عُرِفَت بِوَسمِها / وَأَربُعاً لَم يَبقَ غَيرُ رَسمِها
وَاِجعَل سُرورَ النَفسِ أَسنى قَسمَها / وَاِدخُل بِنا في بَحثِ إِنَّ وَاِسمِها
وَخَلَّني مِن ذِكرِ كانَ وَالخَبَر /
أَما تَرى الأَطيارَ في تِشرينِ / مُقبِلَةً بادِيَةَ الحَنينِ
فَريقُها نابَ عَنِ الأَنينِ / إِذا رَنَت نَحوَ المِياهِ الجونِ
يَأمُرُها الشَوقُ وَيَنهاها الحَذَر /
هَذي الكَراكي حائِماتٌ في الضُحى / مَنظومَةٌ أَو دائِراتٌ كَالرَحى
إِذا رَأَت في القَيضِ ماءً طَفَحا / تَفرَقُ في حالِ الوُرودِ مَرَحا
وَما دَرَت أَنَّ المَنايا في الصَدَر /
يا حُسنَها قادِمَةً في وَقتِها / تُغري الرُماةَ بِجَميلِ نَعتِها
إِذا اِستَوَت طائِرَةً في سَمتِها / تَرشُقُها بِبُندُقٍ مِن تَحتِها
لَو أَنَّهُ مِن فَوقِها قيلَ مَطَر /
فَلَو تَرانا بَينَ إِخوانِ الصَفا / حَولَ قَديمٍ مِن قَذاهُ قَد صَفا
مُشتَهِرٍ بِالصِدقِ مَخبورِ الوَفا / لَم يُغضِ في الحَقِّ لِخَلٍّ إِن هَفا
وَلَم يَقُل يَوماً هَبوا لي ما شَجَر /
مِن كُلِّ رامٍ شَبِقِ اليَدينِ / بِمُدمَجٍ مِثلِ الهِلالِ زَينِ
جَعدِ البَلاغِ نافِرِ الكَعبَينِ / لَو كَفَّ حَتّى مُلتَقى القُرصَينِ
ما اِنتَقَضَ الشاخُ وَلا العودُ إِنكَسَر /
فَاِبرُز بِنا نَحوَ مَرامي فامِيَه / بَينَ مُروجٍ وَمِياهٍ طامِيَه
تِلكَ المَرامي لَم نَزَل مَرامِيَه / فَاِسمُ بِنا نَحوَ رُباها السامِيَه
وَخَلَّني مِن بَلدَةٍ فيها زَوَر /
وَاِنظُر إِلى الأَطيارِ في مَطارِها / وَاِعتَبِرِ الجَفَّةَ كَاِعتِبارِها
إِذ لا تَطيرُ مَعَ سِوى أَنظارِها / فَلا تَضَع نَفسَكَ عَن مِقدارِها
مَع غَيرِ ذي الجِنسِ وَكُن عَلى حَذَر /
أَو مِل إِلى العُمقِ بِعَزمٍ ثاقِبِ / فَإِنَّها مِن أَحسَنِ المَناقِبِ
فَاِعجَب لِما فيهِ مِنَ الغَرائِبِ / مِنَ المَراعي وَجَليلٍ واجِبِ
أَصنافُهُ مَعدودَةٌ لا تُحتَضَر /
وَقائِلٍ صِفها بِرَمزٍ واضِحِ / فَإِنَّها مِن أَكبَرِ المَصالِحِ
وَالباقِياتِ بَعدَكَ الصَوالِحِ / قُلتُ تَمَنَّع وَاِعصِ كُلَّ كاشِحِ
فَهَذِهِ عِدَّتُها إِذ تُعتَبَر /
وَإِن تُرِد إِيضاحَها لِلسائِلِ / بِغَيرِ رَمزٍ لِلضَميرِ شاغِلِ
وَحَصرَ أَسماها بِعَدٍّ كامِلِ / فَهيَ كَشَطرِ عُدَّةِ المَنازِلِ
أَو ما عَدا المَحذورِ مِن عِدِّ السُوَر /
كَركي وَعَنّازٌ وَأَرنوقٌ وَتَمَّ / وَالوَزُّ وَاللَغلَغُ وَالكَيُّ الهَرَم
وَمَرزَمٌ وَشَبطَرٌ إِذا سَلِم / وَحَبرَجٌ وَبِالأَنيسَةِ اِنتَظَم
صوغٌ وَنَسرٌ وَعُقابٌ قَد كَسَر /
فَسِتَّةٌ مَحمَلُهُنَّ الأَرجُلُ / ثُمَّ ثَمانٍ بِالجَناحِ تُحمَلُ
وَلا اِعتَدادٌ بِسِوى ما يَحصَلُ / وَصِحَّةُ الأَعضاءِ شَرطٌ يَشمُلُ
كيلا يُرى في الطَيَرانِ ذو قَصَر /
شَرُعٌ صَحيحٌ لِلإِمامِ الناصِرِ / قيسَ عَلى الشَرعِ الشَريفِ الطاهِرِ
حَرَّرَهُ كُلُّ فَقيهٍ ما هِرِ / فَجاءَ كَالبَيتِ الشَريفِ العامِرِ
أَساسُهُ الصِدقُ وَرِكناهُ النَظِر /
يَحرِمُ فيهِ الرَميَ بِالسِهامِ / وَالشَربِ في البَرزَةِ لِلمُدامِ
وَبَيعَ شَيءٍ مِن صُروعِ الرامي / وَالسَبقِ لِلصُحبِ إِلى المَقامِ
وَالشَرطُ وَالتَرخيصَ فَهوَ وَالهَدَر /
وَقائِلٍ فيهِ لَعَلَّ تَسلَمُ / وَمِثلُها في غَيرِ شَيءٍ يَلزَمُ
أَو ذا عَلى الوَجهِ الصَحيحِ يُفهَمُ / ثَلاثَةٌ مِنَ الهِتارِ تَعصِمُ
سُفُنُ النَجاةِ لِإِمرِئٍ خافَ الضَرَر /
فَاِنظُر إِلى زَهرِ الرِياضِ المُقبِلِ / إِذ جادَهُ دَمعُ السَحابِ المُسبِلِ
يَضوعُ مِن شَذاهُ عَرفُ المَندِلِ / كَأَنَّهُ ذِكرُ المَليكِ الأَفضَلِ
إِذا طَواهُ الوَفدُ في الأَرضِ اِنتَشَر /
وَاِرثُ عَلِمِ المَلِكِ المُؤَيَّدِ / إِرثاً صَحيحاً سَيِّداً عَنِ سَيِّدِ
أَطلَقَ جَريَ نُطقِيَ المُقَيَّدِ / فَإِن أَفُه فيهِ بِنَظمٍ جَيِّدِ
كُنتُ كَمُهدٍ تَمرَهُ إِلى هَجَر /
نَجلُ بَني أَيّوبَ أَعلامَ الهُدى / وَالأَنجُمِ الزُهرِ إِذا اللَيلُ هَدا
وَالسابِقينَ بِالنَدى قَبلَ النِدا / كُلُّ فَتىً ساسَ البِلادَ فَاِغتَدى
في الحُكمِ لُقمانَ وَفي العَدلِ عُمَر /
المُغمِدو بيضِ الظُبى في الهامِ / وَالمُشبِعو وَحشِ الفَلا وَالهامِ
وَمُرسِلو غَيثِ السَماحِ الهامي / فَفَضلُهُم بِالإِرثِ وَالإِلهامِ
لا كَاِمرِىءٍ ضَنَّ وَبِالأَصلِ اِفتَخر /
يا اِبنَ الَّذي قَد كانَ في العِلمِ عَلَم / وَاِستِخدَمَ السَيفَ جَديراً وَالقَلَم
لِغَيرِ بَيتِ المالِ يَوماً ما ظَلَم / مَناقِباً مِثلَ النُجومِ في الظُلَم
أَضحَت حُجولاً لِلزَمانِ وَغُرَر /
أَكرَمَ مَثوايَ وَأَعلى ذِكري / حَتّى نَسيتُ عَطَني وَوِكري
وَإِن أَجَلتُ في عُلاهُ فِكري / مالي جَزاءٌ غَيرَ طيبِ الشُكرِ
وَقَد جُزي خَيرَ الجَزاءِ مِن شَكَر /
يا حامِلَ الأَثقالِ وَالأَهوالِ / وَمُتلِفَ الأَعداءِ وَالأَموالِ
وَصادِقَ الوُعودِ وَالأَقوالِ / أَبدَيتَ في شَدائِدِ الأَحوالِ
صَبراً فَكانَ الصَبرُ عُقباهُ الظَفَر /
أَنَلتَ باغي الجودِ فَوقَ ما بَغى / وَعَجَّلَت كَفّاكَ هَطفَ مَن بَغى
فَقَد سَمَوتَ في النَدى وَفي الوَغى / حَتّى إِذا مارَدُ مُلكٍ نَزَغا
أَخَذتَهُ أَخذَ عَزيزٍ مُقتَدِر /
إِنّي وَإِن شِدتُ لَكُم بَينَ المَلا / طيبَ ثَناءٍ لِلفَضاءِ قَد مَلا
لَم أَبغِ بِالمَدحِ سِوى الوُدِّ وَلا / إِن مِتُّ يَوماً بِسِوى صِدقِ الوَلا
وَحُسنِ نَظمِ فيكَ إِن غِبتَ حَضَر /
فَاِسعَد بِعيدِ فِطرِكَ السَعيدِ / مُمَتَّعاً بِعَيشِكَ الرَغيدِ
في الصَومِ وَالإِفطارِ وَالتَعييدِ / لِلناسِ في العامِ اِنتِظارُ عيدِ
وَأَنتَ عيدٌ دائِمٌ لا يُنتَظَر /
زمانُ الرَبيعِ
زمانُ الرَبيعِ / شَبابُ الزَمانِ
وَحُسنُ الوُجودِ / وُجودُ الحِسانِ
وَأَمنُ البَليغِ / بُلوغُ الأَماني
فَبادِر لِفَضِّ / خِتامِ الدَنانِ
وَزَوِّج بِماءِ الحَيا السَلسَلِ / عَروساً مِنَ الخَمرِ
أَدِرها مُعَتَّقَةً / خَندَريسا
تُميتُ العُقولَ / وَتُحيي النُفوسا
إِذا ما سَبَت / بِسَناها الكُؤوسا
تُشاهِدُ كُلّاً مِنَ / الصَحبِ موسى
يُشيرُ إِلى طورِها المُعتَلي / وَيُصعَقُ بِالسُكرِ
وَأَغيَدُ طافَ / بِكَأسٍ وَحَيّا
فَأَطلَعَ في اللَيلِ / شَمسَ الضُحَيّا
فَعادَ لَنا مَيِّتُ / اللَهوِ حَيّا
بِشَمسِ الحُمَيّا / وَبَدرِ المُحَيّا
لِما نَجتَني وَما نَجتَلي / مِنَ الشَمسِ وَالبَدرِ
فَباكِر صَبوحَكَ / قَبلَ الفِطامِ
وَحَيِّ النَدامى / بِكَأسِ المُدامِ
فَقَد أَقبَلَ الصُبحُ / مُرخي اللِثامِ
وَفَلَّ الصَباحُ / جُيوشَ الظَلامِ
وَأَلقى الشُعاعُ عَلى الجَدوَلِ / مِلاءً مِنَ التِبرِ
وَقَد أَضحَكَ الرَو / ضَ دَمعُ السَحابِ
غَداةَ غَدا / جَونُهُ في اِنتِحابِ
فَضَرَّجَ بِالزَهرِ / خَدَّ الرَوابي
وَلَو لَم يَبِت / قَطرُهُ في اِنسِكابِ
لَكانَت يَدا المَلِكِ الأَفضَلِ / تَنوبُ عَنِ القَطرِ
مَليكٌ هُوَ اللَيثُ / يَحمي حِماه
إِذا ما أَتاهُ / نَزيلٌ حَماه
سَليلُ المُلوكِ / الكُماةِ الحُماه
مُلوكٌ بِهِم ظَلَّ / وادي حَماه
يَطولُ فَخاراً عَلى الأَعزَلِ / وَيَسمو عَلى النِسرِ
أَيا مَلِكاً جودُ / كَفَّيهِ كَوثَر
لِرَبِّكَ صَلِّ بِذا / العيدِ وَاِنحَر
وَكُن موقِناً أَنَّ / شانيكَ أَبتَر
قُلِ الحَمدُ لِلَّهِ / وَاللَهُ أَكبَر
فَشانيكَ في الدَرَكِ الأَسفَلِ / وَضِدُّكَ لِلنَحرِ
لا زالَ سَعدُكَ دائِماً
لا زالَ سَعدُكَ دائِماً / وَنُحورُ ضِدِّكَ دامِيَه
وَعَدوُّ مُلكِكَ هائِماً / وَسَحابُ جودِكَ هامِيَه
وَحَسودُ فَضلِكَ سائِماً / وَسُعودُ جَدِّكَ سامِيَه
وَالنَصرُ حَولَكَ حائِماً / وَصُدورُ ضِدِّكَ حامِيَه
مَولايَ إِن أَكُ واهِياً / وَنُجومُ سَعدي هاوِيَه
ما زِلتُ بَعدَكَ شائِماً / تِلكَ البُروقُ السامِيَه
أَغدو لِمَجدِكَ رائِماً / وَيَدُ النَدى لي رامِيَه
بَنَيتَ العُلى قَبلَ هَذا البِناءِ
بَنَيتَ العُلى قَبلَ هَذا البِناءِ / لِذَلِكَ أَضحى مَحَلَّ الهَناءِ
رَحيبَ الفِناءِ رَفيعَ البِناءِ / مَشيدَ الثَناءِ عَزيزَ السَناءِ
فَأَصبَحَ وَهوَ مَقيلُ الضُيوفِ / عَرينَ الأُسودِ كِناسَ الظِباءِ
فَلا زِلتَ تَلبَسُ فيهِ الغِنى / وَتَسمَعُ فيهِ لَذيذَ الغِناءِ
مِثلُ التَيَمُّمِ لِلصَعيدِ
مِثلُ التَيَمُّمِ لِلصَعيدِ / مِثلُ التَيَمُّمِ لِلصَعيدِ
يُختارُ مَع عَدَمِ المِيا / هِ وَباطِلٌ عِندَ الوُجودِ
ما لي وَقَصدي لِلصَعي / دِ وَسَعدُ جَدّي في صُعودِ
وَالعَيشِ طَلقٌ بِالعِرا / قِ وَماؤُهُ عَذبُ الوُرودِ
وَالسُفنُ في تَيّارِ دِج / لَةَ نُظِّمَت نَظمَ العُقودِ
فَإِذا رَأَيتَ بِهِ شُعا / عَ البَدرِ يَضرِبُ كَالعَمودِ
فَاِعجَب مِنَ الصَرحِ البَسي / طِ يَشِقُّ بِالنورِ المَديدِ
وَإِذا رَأَيتَ نُجومَها / كَقَلائِدِ الدُرِّ النَضيدِ
خِلتَ السَماءَ تَمَنطَقَت / بِمَناقِبِ المَلِكِ السَعيدِ
أَسمى المُلوكِ مُحَمَّدُ ال / مَجبولُ مِن كَرَمٍ وَجودِ
مَلِكٌ طَويلُ يَدِ السَماحِ / قَصيرُ أَعمارِ الوُعودِ
يا صاحِبَ الجَدِّ السَعي / دِ وَصاحِبِ السَعدِ الجَديدِ
أَسعِد بِنَيلِكَ لِلعُلى / وَتَهَنَّ بِالعيدِ السَعيدِ
وَاِنحَر عِداكَ بِهِ وَصَل / لِ وَصِل بِرِفدِكَ لِلوُفودِ
وَاِسلَم عَلى كَيدِ العِدى / جَذلانَ في عَيشٍ رَغيدِ
هُنّيتَ بِالوَلَدِ السَعيدِ فَقَد أَتى
هُنّيتَ بِالوَلَدِ السَعيدِ فَقَد أَتى / وَفقَ المُرادِ وَأَنتَ وَفقُ مُرادِه
فَاللَهِ يُبقيهِ وَيُبقيكُم لَهُ / حَتّى تَرى الأَولادَ مِن أَولادِه
يُبَشِّرُني قَومٌ بِرُتبَتِكَ الَّتي
يُبَشِّرُني قَومٌ بِرُتبَتِكَ الَّتي / تَمَنَّيتُ فيها السُؤلَ حَتّى لَقيتُهُ
فَبَشَّرتُ نَفسي بِالسُرورِ وَلَم أَزَل / أُهَنّي بِكَ القَلبَ الَّذي أَنتَ قوتُهُ
وَقُلتُ لَهُم أَعلى الإِلَهُ مَحَلَّهُ / وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفيتُهُ
ما عِشتُ لا زارَكُم إِلّا ثَنايَ وَإِن
ما عِشتُ لا زارَكُم إِلّا ثَنايَ وَإِن / أَمسى يُفاخِرُ سَمعي فَيكُمُ بَصَري
فَأُلزِمُ النَفسَ نَشري نَشرَ ذِكرِكُمُ / إِنّي حَضَرتُ وَأَطوي عَنكُمُ خَبَري
لِأَنَّ إِفراطَ هَذا البِرِّ يُبعِدُني / عَنكُم وَقَد كُنتُ مِنهُ دائِمَ الحَذَرِ
مَعَ أَنَّ عُذرَكُمُ في ذاكَ مُتَّضِحٌ / لا عُذرَ لِلسُحبِ إِن لَم تَهمِ بِالمَطَرِ
فَإِن عَتَبتُم عَلى بُعدِ المَزارِ أَقُل / نِظامَ مَن قالَ قَبلي قَولَ مُعتَذِرِ
لَوِ اِختَصَرتُم مِنَ الإِحسانِ زُرتُكُمُ / وَالعَذبُ يُهجَرُ لِلإِفراطِ في الحَضَرِ
لا زِلتَ سَبّاقاً إِلى المَكرُماتِ
لا زِلتَ سَبّاقاً إِلى المَكرُماتِ / عاشَ بِكَ المَعروفُ وَالمُكرُمات
أَنتَ اِمرُؤٌ مَعروفُهُ ثابِتٌ / وَليسَ لِلأَموالِ مِنهُ ثَبات
ما جَمَعَت شَملَ العُلى كَفُّه / إِلّا تَداعى مالُهُ بِالشَتات
ما زالَ ظِلُّ نَداكَ شامِل
ما زالَ ظِلُّ نَداكَ شامِل / يا مَن يُمَوِّلُ كُلَّ آمِل
يا مَن غَدا كَهفَ الأَيا / مى وَاليَتامى وَالأَرامِل
حُزتَ العُلى وَالجودَ يا / رَبَّ الفَضائِلِ وَالفَواضِل
وَكَمَلتَ كُلَّ فَضيلَةٍ / يا مَلِكاً في الفَضلِ كامِل
أَولَيتَني نِعماً تَتابَعَ مَنُّها
أَولَيتَني نِعماً تَتابَعَ مَنُّها / هِيَ فيكَ أَصفادي وَقَيدُ ثَنائي
فَلَأَشكُرَنَّكَ ما اِستَطَعتُ تَلَفُّظاً / شُكرَ الرِياضِ لِصَيِّبِ الأَنواءِ
كَثَّرَ اللَهُ مِثلَ مَجدِكَ في الأَر
كَثَّرَ اللَهُ مِثلَ مَجدِكَ في الأَر / ضِ لِتَفشو صَنائِعُ الإِحسانِ
وَتَعُمُّ الأَنامَ مِنكَ هِباتٌ / توجِبُ الصَفحَ عَن ذُنوبِ الزَمانِ
فَلَقَد عَمَّنا نَداكَ بِنُعمى / قَصُرَت دونَها يَدي وَلِساني
وَأَيادٍ لَوِ اِدَّعَتها الغَوادي / كَذَّبَتها شَواهِدُ الإِمتِحانِ
شاهِدَ الناسُ مِن سَماحِكَ مَعنىً / غَيرَ أَنّي شاهَدتُ مِنكَ مَعاني
يا جَواداً يَلقى وُفودَ نَداهُ / بِجَدى مُنعِمٍ وَأَعذارِ جاني
جُمِعَت في بَديعِ أَوصافِكَ الأَض / دادُ يا جامِعَ الصِفاتِ الحِسانِ
تَبذُلُ المالَ ثُمَّ تَبخُلُ بِالعِر / ضِ وَتَسطو إِلّا عَلى ذي لِسانِ
فَلَكَ اللَهُ مِن كَريمٍ بَخيلٍ / مانِحٍ مانِعٍ شُجاعٍ جَبانِ
شَرَّفَ اللَهُ قَدرَ مَن
شَرَّفَ اللَهُ قَدرَ مَن / شَرَّفَ اليَومَ حَضرَتي
وَرَعى اللَهُ مَن رَعى / حَقَّ عَهدي وَصُحبَتي
زارَ مِن غَيرِ مَوعِدٍ / حينَ أَخَّرتُ زَورَتي
فَتَمَنَّيتُ لَو أَقا / مَ وَقامَت قِيامَتي
أَنتَ أَولَيتَني الجَميلَ وَلَولا
أَنتَ أَولَيتَني الجَميلَ وَلَولا / ضُعفُ حَظّي لَكُنتُ بِالسَعيِ أَولى
لَم تَزَل تَسبُقُ الأَنامِ بِحُسنا / كَ وَتولي العِبادَ لُطفاً وَطولا
قَد تَصَدَّقتَ بِالزِيارَةِ لِلعَب / دِ فَصَدَّقتَ فيكَ ظَنّاً وَقولا
فَإِذا زُرتَ زُرتَ عَبداً وَرِقاً / وَإِذا ذُدتَ ذُدتَ ذُخراً وَمَولى
أَيا مَن حَكى فَضلَ عيسى المَسيحِ
أَيا مَن حَكى فَضلَ عيسى المَسيحِ / غَداةَ حَكَت عازِراً مُهجَتي
أَعَدتَ لِيَ الروحَ إِذ زُرتَني / وَقَد يَئِسَ الناسُ مِن رَجعَتي
وَصاحِبٍ لي مُصافي
وَصاحِبٍ لي مُصافي / مِن غيرِ أَبناءِ جِنسي
غَرَستُ في الصَدرِ مِنهُ / وُدّاً فَأَثمَرَ غَرسي
وَلَجتُ يَوماً فِناهُ / لِكَي أُجَدِّدَ أُنسي
فَلَم أَلِج غَيرَ داري / وَلَم أَزُر غَيرَ نَفسي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025