المجموع : 127
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ / فَعَلامَ يُقلِقُ عَزمَكَ الإِجهادُ
هِمَمٌ ضَربنَ عَلى السَّماءِ سَرادِقاً / فَالشُّهبُ أَطنابٌ لَها وَعِمادُ
أَنتَ الَّذي خَطَبَت لَهُ حُسّادُهُ / وَالفَضلُ ما اِعتَرَفَت بِهِ الحُسّادُ
قامَ الدَّليلُ وَسَلَّمَ الخَصمُ اليَلَنْ / دَدُ وَاِنجلى لِلآثر الإِسنادُ
زَهَرت لِدَولَتِكَ البِلادُ فَرَوحُها / أَرِجُ المَهَبِّ وَدَوْحُها مَيّادُ
أَحيا رَبيعُ العَدلِ مَيتَ رُبوعِها / فَالبُرنضُ نَجمٌ وَالهَشيمُ مُرادُ
فَالعَيشُ إِلّا في جَنابِكَ مِيتَةٌ / وَالنَّومُ إِلّا في حِماكَ سُهادُ
وَإِذا العِدا زَرَعوا النِّفاقَ وَأَحصَدوا / كَيداً فَعَزمُكَ ناقِضٌ حَصَّادُ
بِالمَقرباتِ كَأَنَّ فَوقَ مُتونِها / جنّ المَلا وَكَأنَّها أَطوادُ
تَدأى وَمِن وَحيِ الكماةِ صفورُها / فَالزَّحرُ قَيدٌ وَالنَّدى قَيّادُ
سُحبٌ إِذا سَحَبت بِأَرضٍ ذَيلَها / فَالحَزْنُ سَهلٌ وَالهِضابُ وِهادُ
يَهدي النَّواظِرَ في دُجُنَّةِ نَقعِها / بَدرٌ بِسَرجِكَ نيِّرٌ وَقّادُ
أَلبَستَ دينَ مُحمَّدٍ يا نورَهُ / عِزَّاً لَهُ فَوقَ السّهادِ أُسادُ
مازِلتَ تَسمِكُهُ بِميَّادِ القَنا / حَتّى تَثَقّفَ عودُهُ المَيّادُ
لَم يَبقَ مُذْ أَرهفتَ عَزمكَ دونَهُ / عَددٌ يُراعُ بِهِ ولا اِستِعدادُ
إِنَّ المَنابِرَ لَو تُطيقُ تَكَلُّماً / حَمَدَتكَ عَن خُطَبائِها الأَعوادُ
وَلَئِن حَمَتْ مِنكَ الأَعادي مهله / فَلَهُم إِلى المَرعى الوَبيِّ مَعادُ
وَلكَمْ لَكُمْ في أَرضهِم مِن مَشهَدٍ / قامَت بِهِ لِظُباكُمُ الأَشهادُ
مُلْقٍ بِأَطرافِ الفِرِنجَةِ كَلكَلاً / طرفاهُ ضَربٌ صَادِقٌ وَجِلادٌ
حاموا فَلَمّا عايَنوا حَوضَ الرّدَى / حاموا بِرائِشِ كَيدِهم أَو كادوا
وَرجا البِرنس وَقَد تَبَرنَسَ ذِلَّةً / حَرماً بِحارِم وَالمصاد مصادُ
ضَجَّت ثَعالِبُهُ فَأَخرَسَ جَرسَها / بيضٌ تَناسَب في الحديدِ حدادُ
وَسَواعِدٌ ضَرَبت بِهِنَّ وَبِالقَنا / مِن دون مِلَّةِ أَحمَد الأَسدادُ
يَركُزنَ في حَلَبٍ وَمِن أَفنانِها / تَجني فَواكِهَ أَمنِها بَغدادُ
يا مَن إِذا عَصَفَت زَعازِعُ بَأسِهِ / خَمَدت جَحيمُ الشّركِ فَهيَ رَمادُ
عَجَباً لِقَومٍ حاوَلوكَ وَحاوَلوا / عوداً فَواتاهَم إِلَيهِ مُرادُ
وَرَأَوا لِواءَ النصرِ فَوقَكَ خافِقاً / فَأَقامَ مِنهُم في الضّلوعِ فُؤادُ
مِن مُنكِرٍ أَن يَنسِفَ السَّيْلُ الرُّبَى / وَأَبوهُ ذاكَ العارِضُ المَدّادُ
أَو أَن يُعيدَ الشّمسَ كاسِفَة السّنا / نارٌ لها ذاك الشّهاب زنادُ
لا يَنفَعُ الآباءَ ما سَمَكوا مِنَ ال / عَلْياءِ حَتّى ترْفَعَ الأولادُ
مَلكٌ يُقيِّدُ خَوفُهُ وَرَجاؤُهُ / ولَقَلَّما تَتَظافَرُ الأَضدادُ
لِمُلْكِكَ ما نَشاءُ مِنَ الدَّوامِ
لِمُلْكِكَ ما نَشاءُ مِنَ الدَّوامِ /
حَظيتَ مِنَ المَعالي بِالمَعاني / وَلاذ النّاسُ بَعدَكَ بِالأَسامي
عَزيزُ المُنتمى عالي المَراقي / بَعيدُ المُرتمى غالي المسامي
فَما أَحدٌ إِلى العَلياءِ يُدلي / بِمَحتَدِكَ القَسيمِيِّ القسامي
أَبوكَ المُعتَلي قِمَمَ الأَعادي / إِذا اِستَعَرَت مذامِرَةُ القمامِ
زَكا عِرقُ العِراقِ وَقَد تَكنّى / بِهِ وَأَطالَ مِن شممِ الشَآمِ
وَجَدُّكَ جَدَّ حَتّى قالَ قَومٌ / عَلى الفَلَكِ اِبتَنى عُمُدَ الخِيامِ
فَخرتَ فَفُتَّ آباءً عظاماً / إِذا فَخرَ المُنافِرُ بِالعِظامِ
وَقفنا وَالنَّواظِرُ مُسجداتٌ / وَروحُ العِزِّ ذاريّ الخِتامِ
أَساطِرُ كَالزَّبورِ مُفصّلات / كَأنّا مِن صَلاةٍ في نِظامِ
لَدى مَلكٍ سَجاياهُ سِجالٌ / تَعاقَب بَينَ عَفوٍ وَاِنتِقامِ
فَأَهلَلنا لِسالِفَتيْ هِلالٍ / وَكَفَّرنا لِضاحِكَتي حُسامِ
ذَهلنا وَالسّماط يخالُ سمطاً / وَقَد سَجَدَ المقاوِلُ لِلسّلامِ
هَلِ الدّستُ اِستَقَلَّ بِلَيْثِ غابٍ / أَمِ الفُلكُ اِرتَدى بَدرَ التّمامِ
كَريمٌ أَكثَرَت يَدُهُ أَيادي ال / عُفَاةِ وقَلَّلَتْ عَدَدَ الكِرامِ
وَخَيرُ سَماعِهِ ضَربٌ مُدامٌ / إِذا طَرِبَ الملوكُ إِلى المُدَامِ
تَطيرُ بِهِ إِلى العَلياءِ نَفسٌ / غَروبٌ عَن مُلاءَمَةِ الملامِ
سَقى اللَّهُ العَوامِل مِن جِبالٍ / سَعَفنَ النّقعَ عَن نَقعِ الأوامِ
فَكَم أَنتَجتَ مِن أَمَلٍ عَقيمٍ / بِها وَحَسَمْتَ مِن داءٍ عقامِ
بِإِنَّب وَالرّعالِ كَأَنَّ ثَولا / تَطاوَحَ تَحتَ عيرٍ مِن أيامِ
وَأَيدي الخَيلِ تَذرَعُ لُجَّ بَحرٍ / مِنَ الدَّمِ مُزبِدَ الثَّجَّيْنِ طامي
مَقامٌ كُنت قُطب رحاهُ أَرجى / مَقامٍ بَينَ زَمزمَ وَالمقامِ
أَحلتَ الدِّينَ فيهِ وَكانَ هَمّاً / عَزيزَ القَومِ مُعتَدِلَ القوامِ
رَمَيتَهُمُ بِأَرعَنَ مُرجَحِنٍّ / أَبارَهُمُ وَكُنت أَبرَّ رامي
وفي شَجراءَ حارِمَ شاجَرَتهم / سَواهِمُ كَالسِّهامِ بِكالسّهامِ
فَطائِر حَمَّمت لَهمُ حِماماً / تَطايَرُ تَحتَهُ مِثل الحمامِ
فَلَو قَد مثّلَ الإِسلامَ شَخصاً / لِرَشفِ ما وَطِئتَ مِنَ السّلامِ
حَماهُ وَقَد تَناعَسَ كُلُّ راعٍ / وَقامَ وَقَد تَقاعَسَ كُلُّ حامِ
فَأَكذب مُدَّعين هَفوا وَغَرّوا / بِأَنَّ الأَرضَ تَخلو مِن إِمامِ
أُلي الأَبصارِ كَم هَذا التعاشي / عَنِ النّورِ المُبينِ بَلِ التّعامي
عَنِ القَمَرِ الَّذي يَجلوهُ ظِلُّ ال / عَواصِمِ في ضِيا اللّيلِ التّهامي
هُوَ المَهدِيُّ لا مَن ضَلَّ فيهِ / كَثيرٌ وَاِستَخَفَّ سِوى هِشامِ
وَقائِم عَصرِنا لا ما يمنّى / بِهِ مِن صَوْغِ أَضغاثِ المَنامِ
بِنورِ الدّينِ أَنشُرُ كُلَّ حَقٍّ / أُطيلُ ثواؤَهُ تَحتَ الرّجامِ
وَطالَت قُبَّةُ الإِسلامِ حَتّى اِس / تَوَتْ بَينَ الفَوارِسِ وَالنّعامِ
تطابُقٌ لاِسْمِهِ لَفظٌ وَمَعنىً / أَحلّاهُ الطِّباقُ على الأَنامِ
جَرى قُدّامه اِبن سُبُكْتِكِين / وَقبلَ الوَبلِ هيمنةُ الرّهامِ
وَكانَ مِنَ النُّجومِ بِحَيثُ تُومي / إِلَيهِ مِن غَياباتِ التّكامي
وَجِئتَ فَصارَ أَشمَخَ ما بَناهُ / لَمّا شِيدَتِ الطأ مِن رغامِ
أَطاعَكَ إِذ أَطعتَ اللَّهَ جدٌّ / رَكِبتَ بِهِ الزمانَ بِلا زمامِ
أَلا يا رُبَّما اِتَّفَقَ الأَسامي / وَفاضَلَ بَينها دَرج التّسامي
جَنى شَرَفاً مَنِ اِستَغواهُ حَتفٌ / إِلَيكَ وَكَم حَياة مِن حِمامِ
ترشّفكَ الكُمَاةُ وَأَنتَ مَوتٌ / كَأَنَّكَ مِن طِعانٍ في طَعامِ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ / ولا خَلَتْ من نُورِك الأنوارُ
البَدرُ مَنقوصٌ وأَنتَ كاملٌ / لَكَ السَّرايا وَلَهُ السِّرارُ
بُرؤُكَ لِلإِسلامِ مِن أَدوائِهِ / بُرْءٌ وفي أعدائِهِ بَوارُ
ما أَنتَ إِلّا السّيف صَدَّ صدأً / عَن مَتنِهِ مَضْرِبُهُ البَتّارُ
لَو كانَ مَحمولاً أَذىً عَن مَنفَسٍ / لَحَملتهُ دونَكَ الأَبصارُ
وَلَو فَدَتْ أَرضٌ سَماءً ساقَتِ ال / مُلوكَ في فِدائِكَ الأَمصارُ
أَنتَ غياثُ مَحْلِهِمْ إِنْ أَجدَبوا / وَخَيرهُم إِنْ ذُكِر الخيارُ
وَفي سَريرِ المُلْكِ مِنها ملكٌ / للَّهِ في سَرّائِهِ أَسرارُ
خَيرُ مُلوكِ الأَرضِ جَدّاً وأَباً / إنْ هَزَّ عِطْفَيْ ماجدٍ نِجارُ
مَدَّ عَلى الدّينِ رواقَ دَولَةٍ / تَنازَعَت أَسْمَارَها السُّمَّارُ
عَلَت بِناءً وحَلَت في يَدِهِ / فَهيَ عَلى السّورِ وَالسّوارُ
مَحمودٌ المحمودُ عَصرُ مُلْكِهِ / فَلِلْحَيَا مِن مُزْنِهِ اِعتِصارُ
يا نورَ دينٍ أُظلِمَت آفاقُهُ / لَوْ لَمْ تَبلّج هَذِهِ الآثارُ
للَّهِ أَيّامك ما تَخطّهُ / بِالمِسكِ مِن إِسفارِها الأسفارُ
سَلِمْتَ لِلإِسلامِ تَرعى سَرحَهُ / إِذا وَنَى رُعاتُهُ وَجاروا
شَكوتَ فَالدُّنيا عَلى سُكّانِها / قرارةٌ جانَبها القرارُ
كادَت تَموتُ الأَرضُ مِن إِشفاقِها / لَولا شِفاءٌ رَدَّها تمارُ
زَرَّتْ عَلَيكَ التُّرْكُ جَيْب نَسبٍ / يَحسُدها بِزِيِّهِ نِزارُ
لا عَدِمَتْ مِنكَ الأَماني رَبَّها / مُعْطىً من الإِقبالِ ما يَختارُ
ما سَمَحَ الدّهرُ بِأَنْ تَبقى لَنا / فَكُلُّ جَرْحٍ مَسَّنا جبارُ
لا نُؤَدّي لِأَنْعُمِ اللَّهِ شُكْراً
لا نُؤَدّي لِأَنْعُمِ اللَّهِ شُكْراً / بِكَ يا أَعظَمَ البَرِيَّةِ قَدرا
زَورُ عشرٍ وافى لإِقلاعِ ذا / جَعَلا المنَّةَ المُمنّاةَ عَشرا
أَمَّ مَغْناكَ ضامِناً أَنَّ أَيّا / مَكَ تُغني الأَحقابَ عَصراً فَعَصرا
في مَحَلٍّ له السِّماكانِ سَمكٌ / وَجُدودٌ لَها المَجَرَّة مَجرى
أَيُّها العادِلُ المُظَفَّرُ لا قص / صَت شَبا الدَّهرِ مِن شباتِكَ ظُفرا
جَعَلَ اللَّهُ ما اِستَهَلَّ مِنَ الأَشْ / هُر يَنْهَلُّ في مَغازيكَ نَصرا
أَبَداً يَنشرُ التَّهاني على سا / حاتِكَ الزّهر في المَواسِمِ نَشرا
أَنتَ أَسرى المُلوكِ نَفساً وَفلساً / وَإِلى أَسرِهِم مِنَ الطّيفِ أَسرى
مَلكٌ عِندَهُ المَشارِبُ تُسْتَمْ / رَى وَأَخلافُ الجودِ تَمرَى فَتفرَى
فَلَكَ اللَّهُ مِن مثمِّر بَذْرٍ / يَصطَفي صالِحاً وَيحصدُ أُجرا
عِشْ لِمُلْكٍ أَصبحتَ في الدَّسْتِ مِنهُ / فَوقَ كِسرى عَدلاً وَشَعباً وكسرا
تفطِرُ الطّيّباتِ لِلفِطرِ فِطراً / وتعمُّ الأعداءَ في النَّحْر نَحْرا
يَقتَني مَن كَساكَ أَنفَسَ مَلبو / سٍ وَيفنيكَ مِنهُ أَطولَ عُمرا
أَنتَ تُملي وَنَحنُ نَنظمُ ما تَنْ / ثُرهُ الغُرُّ مِن مَساعيكَ نَثرا
صَرَفَ اللَّهُ عَنكَ عَينَ زَمانٍ / بِكَ صارَت بَعدَ الإِصابَةِ عَبْرى
وَتَوالَت لَكَ الفُتوحُ إِلى أَنْ / تَملأَ الخافِقَينِ نَهْياً وَأَمرا
كُلَّما أَنهَجتَ مَلابِس نُعمى / وَتَملَّيْتَهُنَّ جَدَّدتَ أُخرى
كَسا الحَرَمينِ لبسَةَ عَبد شَمسٍ
كَسا الحَرَمينِ لبسَةَ عَبد شَمسٍ / وَهاشمَ غُرَّتي نَسلِ الخَليلِ
وَلِلبَلَدِ الأَمينِ أَجدَّ أَمناً / تَكَنَّفَ مِثلهُ جَدَثَ الرّسولِ
عَشيتُم يا وُلاةَ الأَمرِ عَمّا / أُتيحَ لَهُ مِنَ الأَثرِ الجَميلِ
وَطارَ لَها وَأَشفَقتُم فَشدَّ ال / يَدينِ عَلى عُرى المَجدِ الأَثيلِ
بُيوتٌ بِالحِجازِ مُقدَّسات / رَماها الدَّهْرُ بِالخَطبِ الجَليلِ
وَكانَ أذَالَهُنَّ فَصابَ صَوناً / لِمَن آوَتْهُ مِن وَلَدِ البَتولِ
مَآثِرُ باقِياتٍ يَومَ يَجني ال / مَقال يَداه مِن ريفٍ وَنيلِ
بَرودُ الصّفحِ مُلتَهِبِ الحَواشي / مَهيبُ البَطشِ فَرّاسُ الدّخولِ
يوماك يوم ندى ويوم نزال
يوماك يوم ندى ويوم نزال /
إِن يَمتَرِ الشُكَّاكُ فيكَ فَإنَّكَ ال / مَهديّ مُطفِئُ جَمرَةَ الدّجّالِ
فَلِعَودَةِ الجَبَلِ الّذي أَضلَلتَهُ / بِالأَمسِ بَينَ عَناطِلٍ وَجِبالِ
مُستَرجِعاً لَكَ بِالسَّعادَةِ آيَةً / رَدَّت مَطَال الفالِ غَير مُطالِ
لَم يُعْطَها إِلّا سُليمان وَقَد / نِلتَ الرقاءَ بِموشكِ الإِعجالِ
زَجرٌ جَرى لِسَريرِ مُلكِكَ أَنَّهُ / كَسَريرِهِ عَن كُلِّ جُدرٍ عالِ
فَلَوِ البِحارُ السَّبعَةُ اِستَهوَينَهُ / وَأَمَرتَهُنَّ قَذَفنَهُ في الحالِ
أَخرَستَ شَقشَقَةَ الضَّلالِ وَقُدْتَهُ / قَودَ الذَّلُولِ أَطاعَ بَعدَ صِيالِ
وَرَمَيتَ دارَ المُشرِكينَ بِصَيلَمٍ / أَلحَفتَ فيها الحَربَ بَعدَ حيالِ
وَسَعَرتَ بَينَ تَريبِهم وَتُرابِهِم / ذُعراً يُشيبُ نَواصِيَ الأَطفالِ
فَوقَ الخَطيمِ وَقَد خَطَمت زَعيمَهم / ضَرْباً سوابِقَه بِغَير تَوالي
ضَرباً مَلأْتَ فِرنجَةً مِن حَرِّهِ / رَهَباً بِهِ سَيفُ الصَّقالِبِ صالي
وَبِفَجِّ حارِمَ أَحرَمتْ لِقراعِهم / هيمٌ أَحَلنَ النّومَ غيرَ حلالِ
عَجَموا عَلى الجِسرِ الحَديدِ حَديدَها / نَبعاً يُعاذِمهُ أدير دُصالِ
زَلزَلْتَ أَرضَهُمُ بِوقعِ صَواعِقٍ / أَعطَينَنا أَمناً مِنَ الزلزالِ
يوماك يوم ندى ويوم نزال /
في مَأزِقٍ شَمَّرْتَ ذَيلَكَ تَحتَهُ / وَالنّصرُ فَوقَكَ مُسبِلُ الأَذيالِ
في دَولَةٍ غَرّاءَ مَحموديّة / سَحَبَت رِداءَ الحَمدِ غَيرَ مُذالِ
تُنْسي الفتوحُ بِها الفُتُوحَ وتَجتَني / زُهرَ المَقال بِبِاهِرِ الأفعالِ
لَبِست بِنورِ الدّينِ نورَ حَدائِقٍ / ثَمراتُهُنَّ غَرائب الأَفضالِ
مَلكٌ تَحَجَّب في السّريرِ بِزَأرَةٍ / زَرَّت حَواشيها عَلى رِئبالِ
تَنجابُ عَن ذي لِبدَتَينِ شَذاتُهُ / في بُردَتَي بَدلٍ مِنَ الأَبدالِ
رَفَع الرّواقَ بِروقِ أَنطاكِيّة / فَرَمى الخَليجَ بِمرهَقِ البلبالِ
بَدرٌ لأَربَع عَشرَة اِقتَبَسَ السّنا / مِن خَمس عَشرة سَورة الأَنفالِ
فَوز المَآلِ أَخاضَهُ ماءَ الطّلى / وَسِواهُ يُقعِدُه اِحتِيازُ المالِ
مُتَقَسِّم بَينَ القَسيمَينِ العُلا / عَن عَمِّ عَمٍّ أَو مخايِلِ خالِ
لازِلتَ تطلعُ مِن ثَنايا جَحفَلٍ / يَقفو لِواءَكَ كَاللِّوى المنهالِ
لَكَ أَن تُطِلَّ عَلى الكَواكِبِ راقِياً / وَلِحاسِديكَ بُكاً على الأَطلالِ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ / يَشقى لِنَفعي وَأَجني ضرَّهُ بِيدي
أَدنى إِلى القَلبِ مِن سَمعي وَمِن بَصَري / وَمِن تِلادي وَمِن مالي وَمِن وَلَدي
أَخلو بِبَثّي مِن خالٍ بِوَجنَتِهِ / مِدادُهُ زايدُ التقصيرِ لِلمَددِ
لَم أَلقَهُ مُذْ تَصاحَبنا فَحينَ بَدا / لِنَاظِرَيَّ اِفتَرقْنا فُرْقةَ الأبَدِ