القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 127
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ / فَعَلامَ يُقلِقُ عَزمَكَ الإِجهادُ
هِمَمٌ ضَربنَ عَلى السَّماءِ سَرادِقاً / فَالشُّهبُ أَطنابٌ لَها وَعِمادُ
أَنتَ الَّذي خَطَبَت لَهُ حُسّادُهُ / وَالفَضلُ ما اِعتَرَفَت بِهِ الحُسّادُ
قامَ الدَّليلُ وَسَلَّمَ الخَصمُ اليَلَنْ / دَدُ وَاِنجلى لِلآثر الإِسنادُ
زَهَرت لِدَولَتِكَ البِلادُ فَرَوحُها / أَرِجُ المَهَبِّ وَدَوْحُها مَيّادُ
أَحيا رَبيعُ العَدلِ مَيتَ رُبوعِها / فَالبُرنضُ نَجمٌ وَالهَشيمُ مُرادُ
فَالعَيشُ إِلّا في جَنابِكَ مِيتَةٌ / وَالنَّومُ إِلّا في حِماكَ سُهادُ
وَإِذا العِدا زَرَعوا النِّفاقَ وَأَحصَدوا / كَيداً فَعَزمُكَ ناقِضٌ حَصَّادُ
بِالمَقرباتِ كَأَنَّ فَوقَ مُتونِها / جنّ المَلا وَكَأنَّها أَطوادُ
تَدأى وَمِن وَحيِ الكماةِ صفورُها / فَالزَّحرُ قَيدٌ وَالنَّدى قَيّادُ
سُحبٌ إِذا سَحَبت بِأَرضٍ ذَيلَها / فَالحَزْنُ سَهلٌ وَالهِضابُ وِهادُ
يَهدي النَّواظِرَ في دُجُنَّةِ نَقعِها / بَدرٌ بِسَرجِكَ نيِّرٌ وَقّادُ
أَلبَستَ دينَ مُحمَّدٍ يا نورَهُ / عِزَّاً لَهُ فَوقَ السّهادِ أُسادُ
مازِلتَ تَسمِكُهُ بِميَّادِ القَنا / حَتّى تَثَقّفَ عودُهُ المَيّادُ
لَم يَبقَ مُذْ أَرهفتَ عَزمكَ دونَهُ / عَددٌ يُراعُ بِهِ ولا اِستِعدادُ
إِنَّ المَنابِرَ لَو تُطيقُ تَكَلُّماً / حَمَدَتكَ عَن خُطَبائِها الأَعوادُ
وَلَئِن حَمَتْ مِنكَ الأَعادي مهله / فَلَهُم إِلى المَرعى الوَبيِّ مَعادُ
وَلكَمْ لَكُمْ في أَرضهِم مِن مَشهَدٍ / قامَت بِهِ لِظُباكُمُ الأَشهادُ
مُلْقٍ بِأَطرافِ الفِرِنجَةِ كَلكَلاً / طرفاهُ ضَربٌ صَادِقٌ وَجِلادٌ
حاموا فَلَمّا عايَنوا حَوضَ الرّدَى / حاموا بِرائِشِ كَيدِهم أَو كادوا
وَرجا البِرنس وَقَد تَبَرنَسَ ذِلَّةً / حَرماً بِحارِم وَالمصاد مصادُ
ضَجَّت ثَعالِبُهُ فَأَخرَسَ جَرسَها / بيضٌ تَناسَب في الحديدِ حدادُ
وَسَواعِدٌ ضَرَبت بِهِنَّ وَبِالقَنا / مِن دون مِلَّةِ أَحمَد الأَسدادُ
يَركُزنَ في حَلَبٍ وَمِن أَفنانِها / تَجني فَواكِهَ أَمنِها بَغدادُ
يا مَن إِذا عَصَفَت زَعازِعُ بَأسِهِ / خَمَدت جَحيمُ الشّركِ فَهيَ رَمادُ
عَجَباً لِقَومٍ حاوَلوكَ وَحاوَلوا / عوداً فَواتاهَم إِلَيهِ مُرادُ
وَرَأَوا لِواءَ النصرِ فَوقَكَ خافِقاً / فَأَقامَ مِنهُم في الضّلوعِ فُؤادُ
مِن مُنكِرٍ أَن يَنسِفَ السَّيْلُ الرُّبَى / وَأَبوهُ ذاكَ العارِضُ المَدّادُ
أَو أَن يُعيدَ الشّمسَ كاسِفَة السّنا / نارٌ لها ذاك الشّهاب زنادُ
لا يَنفَعُ الآباءَ ما سَمَكوا مِنَ ال / عَلْياءِ حَتّى ترْفَعَ الأولادُ
مَلكٌ يُقيِّدُ خَوفُهُ وَرَجاؤُهُ / ولَقَلَّما تَتَظافَرُ الأَضدادُ
لِمُلْكِكَ ما نَشاءُ مِنَ الدَّوامِ
لِمُلْكِكَ ما نَشاءُ مِنَ الدَّوامِ /
حَظيتَ مِنَ المَعالي بِالمَعاني / وَلاذ النّاسُ بَعدَكَ بِالأَسامي
عَزيزُ المُنتمى عالي المَراقي / بَعيدُ المُرتمى غالي المسامي
فَما أَحدٌ إِلى العَلياءِ يُدلي / بِمَحتَدِكَ القَسيمِيِّ القسامي
أَبوكَ المُعتَلي قِمَمَ الأَعادي / إِذا اِستَعَرَت مذامِرَةُ القمامِ
زَكا عِرقُ العِراقِ وَقَد تَكنّى / بِهِ وَأَطالَ مِن شممِ الشَآمِ
وَجَدُّكَ جَدَّ حَتّى قالَ قَومٌ / عَلى الفَلَكِ اِبتَنى عُمُدَ الخِيامِ
فَخرتَ فَفُتَّ آباءً عظاماً / إِذا فَخرَ المُنافِرُ بِالعِظامِ
وَقفنا وَالنَّواظِرُ مُسجداتٌ / وَروحُ العِزِّ ذاريّ الخِتامِ
أَساطِرُ كَالزَّبورِ مُفصّلات / كَأنّا مِن صَلاةٍ في نِظامِ
لَدى مَلكٍ سَجاياهُ سِجالٌ / تَعاقَب بَينَ عَفوٍ وَاِنتِقامِ
فَأَهلَلنا لِسالِفَتيْ هِلالٍ / وَكَفَّرنا لِضاحِكَتي حُسامِ
ذَهلنا وَالسّماط يخالُ سمطاً / وَقَد سَجَدَ المقاوِلُ لِلسّلامِ
هَلِ الدّستُ اِستَقَلَّ بِلَيْثِ غابٍ / أَمِ الفُلكُ اِرتَدى بَدرَ التّمامِ
كَريمٌ أَكثَرَت يَدُهُ أَيادي ال / عُفَاةِ وقَلَّلَتْ عَدَدَ الكِرامِ
وَخَيرُ سَماعِهِ ضَربٌ مُدامٌ / إِذا طَرِبَ الملوكُ إِلى المُدَامِ
تَطيرُ بِهِ إِلى العَلياءِ نَفسٌ / غَروبٌ عَن مُلاءَمَةِ الملامِ
سَقى اللَّهُ العَوامِل مِن جِبالٍ / سَعَفنَ النّقعَ عَن نَقعِ الأوامِ
فَكَم أَنتَجتَ مِن أَمَلٍ عَقيمٍ / بِها وَحَسَمْتَ مِن داءٍ عقامِ
بِإِنَّب وَالرّعالِ كَأَنَّ ثَولا / تَطاوَحَ تَحتَ عيرٍ مِن أيامِ
وَأَيدي الخَيلِ تَذرَعُ لُجَّ بَحرٍ / مِنَ الدَّمِ مُزبِدَ الثَّجَّيْنِ طامي
مَقامٌ كُنت قُطب رحاهُ أَرجى / مَقامٍ بَينَ زَمزمَ وَالمقامِ
أَحلتَ الدِّينَ فيهِ وَكانَ هَمّاً / عَزيزَ القَومِ مُعتَدِلَ القوامِ
رَمَيتَهُمُ بِأَرعَنَ مُرجَحِنٍّ / أَبارَهُمُ وَكُنت أَبرَّ رامي
وفي شَجراءَ حارِمَ شاجَرَتهم / سَواهِمُ كَالسِّهامِ بِكالسّهامِ
فَطائِر حَمَّمت لَهمُ حِماماً / تَطايَرُ تَحتَهُ مِثل الحمامِ
فَلَو قَد مثّلَ الإِسلامَ شَخصاً / لِرَشفِ ما وَطِئتَ مِنَ السّلامِ
حَماهُ وَقَد تَناعَسَ كُلُّ راعٍ / وَقامَ وَقَد تَقاعَسَ كُلُّ حامِ
فَأَكذب مُدَّعين هَفوا وَغَرّوا / بِأَنَّ الأَرضَ تَخلو مِن إِمامِ
أُلي الأَبصارِ كَم هَذا التعاشي / عَنِ النّورِ المُبينِ بَلِ التّعامي
عَنِ القَمَرِ الَّذي يَجلوهُ ظِلُّ ال / عَواصِمِ في ضِيا اللّيلِ التّهامي
هُوَ المَهدِيُّ لا مَن ضَلَّ فيهِ / كَثيرٌ وَاِستَخَفَّ سِوى هِشامِ
وَقائِم عَصرِنا لا ما يمنّى / بِهِ مِن صَوْغِ أَضغاثِ المَنامِ
بِنورِ الدّينِ أَنشُرُ كُلَّ حَقٍّ / أُطيلُ ثواؤَهُ تَحتَ الرّجامِ
وَطالَت قُبَّةُ الإِسلامِ حَتّى اِس / تَوَتْ بَينَ الفَوارِسِ وَالنّعامِ
تطابُقٌ لاِسْمِهِ لَفظٌ وَمَعنىً / أَحلّاهُ الطِّباقُ على الأَنامِ
جَرى قُدّامه اِبن سُبُكْتِكِين / وَقبلَ الوَبلِ هيمنةُ الرّهامِ
وَكانَ مِنَ النُّجومِ بِحَيثُ تُومي / إِلَيهِ مِن غَياباتِ التّكامي
وَجِئتَ فَصارَ أَشمَخَ ما بَناهُ / لَمّا شِيدَتِ الطأ مِن رغامِ
أَطاعَكَ إِذ أَطعتَ اللَّهَ جدٌّ / رَكِبتَ بِهِ الزمانَ بِلا زمامِ
أَلا يا رُبَّما اِتَّفَقَ الأَسامي / وَفاضَلَ بَينها دَرج التّسامي
جَنى شَرَفاً مَنِ اِستَغواهُ حَتفٌ / إِلَيكَ وَكَم حَياة مِن حِمامِ
ترشّفكَ الكُمَاةُ وَأَنتَ مَوتٌ / كَأَنَّكَ مِن طِعانٍ في طَعامِ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ / ولا خَلَتْ من نُورِك الأنوارُ
البَدرُ مَنقوصٌ وأَنتَ كاملٌ / لَكَ السَّرايا وَلَهُ السِّرارُ
بُرؤُكَ لِلإِسلامِ مِن أَدوائِهِ / بُرْءٌ وفي أعدائِهِ بَوارُ
ما أَنتَ إِلّا السّيف صَدَّ صدأً / عَن مَتنِهِ مَضْرِبُهُ البَتّارُ
لَو كانَ مَحمولاً أَذىً عَن مَنفَسٍ / لَحَملتهُ دونَكَ الأَبصارُ
وَلَو فَدَتْ أَرضٌ سَماءً ساقَتِ ال / مُلوكَ في فِدائِكَ الأَمصارُ
أَنتَ غياثُ مَحْلِهِمْ إِنْ أَجدَبوا / وَخَيرهُم إِنْ ذُكِر الخيارُ
وَفي سَريرِ المُلْكِ مِنها ملكٌ / للَّهِ في سَرّائِهِ أَسرارُ
خَيرُ مُلوكِ الأَرضِ جَدّاً وأَباً / إنْ هَزَّ عِطْفَيْ ماجدٍ نِجارُ
مَدَّ عَلى الدّينِ رواقَ دَولَةٍ / تَنازَعَت أَسْمَارَها السُّمَّارُ
عَلَت بِناءً وحَلَت في يَدِهِ / فَهيَ عَلى السّورِ وَالسّوارُ
مَحمودٌ المحمودُ عَصرُ مُلْكِهِ / فَلِلْحَيَا مِن مُزْنِهِ اِعتِصارُ
يا نورَ دينٍ أُظلِمَت آفاقُهُ / لَوْ لَمْ تَبلّج هَذِهِ الآثارُ
للَّهِ أَيّامك ما تَخطّهُ / بِالمِسكِ مِن إِسفارِها الأسفارُ
سَلِمْتَ لِلإِسلامِ تَرعى سَرحَهُ / إِذا وَنَى رُعاتُهُ وَجاروا
شَكوتَ فَالدُّنيا عَلى سُكّانِها / قرارةٌ جانَبها القرارُ
كادَت تَموتُ الأَرضُ مِن إِشفاقِها / لَولا شِفاءٌ رَدَّها تمارُ
زَرَّتْ عَلَيكَ التُّرْكُ جَيْب نَسبٍ / يَحسُدها بِزِيِّهِ نِزارُ
لا عَدِمَتْ مِنكَ الأَماني رَبَّها / مُعْطىً من الإِقبالِ ما يَختارُ
ما سَمَحَ الدّهرُ بِأَنْ تَبقى لَنا / فَكُلُّ جَرْحٍ مَسَّنا جبارُ
لا نُؤَدّي لِأَنْعُمِ اللَّهِ شُكْراً
لا نُؤَدّي لِأَنْعُمِ اللَّهِ شُكْراً / بِكَ يا أَعظَمَ البَرِيَّةِ قَدرا
زَورُ عشرٍ وافى لإِقلاعِ ذا / جَعَلا المنَّةَ المُمنّاةَ عَشرا
أَمَّ مَغْناكَ ضامِناً أَنَّ أَيّا / مَكَ تُغني الأَحقابَ عَصراً فَعَصرا
في مَحَلٍّ له السِّماكانِ سَمكٌ / وَجُدودٌ لَها المَجَرَّة مَجرى
أَيُّها العادِلُ المُظَفَّرُ لا قص / صَت شَبا الدَّهرِ مِن شباتِكَ ظُفرا
جَعَلَ اللَّهُ ما اِستَهَلَّ مِنَ الأَشْ / هُر يَنْهَلُّ في مَغازيكَ نَصرا
أَبَداً يَنشرُ التَّهاني على سا / حاتِكَ الزّهر في المَواسِمِ نَشرا
أَنتَ أَسرى المُلوكِ نَفساً وَفلساً / وَإِلى أَسرِهِم مِنَ الطّيفِ أَسرى
مَلكٌ عِندَهُ المَشارِبُ تُسْتَمْ / رَى وَأَخلافُ الجودِ تَمرَى فَتفرَى
فَلَكَ اللَّهُ مِن مثمِّر بَذْرٍ / يَصطَفي صالِحاً وَيحصدُ أُجرا
عِشْ لِمُلْكٍ أَصبحتَ في الدَّسْتِ مِنهُ / فَوقَ كِسرى عَدلاً وَشَعباً وكسرا
تفطِرُ الطّيّباتِ لِلفِطرِ فِطراً / وتعمُّ الأعداءَ في النَّحْر نَحْرا
يَقتَني مَن كَساكَ أَنفَسَ مَلبو / سٍ وَيفنيكَ مِنهُ أَطولَ عُمرا
أَنتَ تُملي وَنَحنُ نَنظمُ ما تَنْ / ثُرهُ الغُرُّ مِن مَساعيكَ نَثرا
صَرَفَ اللَّهُ عَنكَ عَينَ زَمانٍ / بِكَ صارَت بَعدَ الإِصابَةِ عَبْرى
وَتَوالَت لَكَ الفُتوحُ إِلى أَنْ / تَملأَ الخافِقَينِ نَهْياً وَأَمرا
كُلَّما أَنهَجتَ مَلابِس نُعمى / وَتَملَّيْتَهُنَّ جَدَّدتَ أُخرى
كَسا الحَرَمينِ لبسَةَ عَبد شَمسٍ
كَسا الحَرَمينِ لبسَةَ عَبد شَمسٍ / وَهاشمَ غُرَّتي نَسلِ الخَليلِ
وَلِلبَلَدِ الأَمينِ أَجدَّ أَمناً / تَكَنَّفَ مِثلهُ جَدَثَ الرّسولِ
عَشيتُم يا وُلاةَ الأَمرِ عَمّا / أُتيحَ لَهُ مِنَ الأَثرِ الجَميلِ
وَطارَ لَها وَأَشفَقتُم فَشدَّ ال / يَدينِ عَلى عُرى المَجدِ الأَثيلِ
بُيوتٌ بِالحِجازِ مُقدَّسات / رَماها الدَّهْرُ بِالخَطبِ الجَليلِ
وَكانَ أذَالَهُنَّ فَصابَ صَوناً / لِمَن آوَتْهُ مِن وَلَدِ البَتولِ
مَآثِرُ باقِياتٍ يَومَ يَجني ال / مَقال يَداه مِن ريفٍ وَنيلِ
بَرودُ الصّفحِ مُلتَهِبِ الحَواشي / مَهيبُ البَطشِ فَرّاسُ الدّخولِ
يوماك يوم ندى ويوم نزال
يوماك يوم ندى ويوم نزال /
إِن يَمتَرِ الشُكَّاكُ فيكَ فَإنَّكَ ال / مَهديّ مُطفِئُ جَمرَةَ الدّجّالِ
فَلِعَودَةِ الجَبَلِ الّذي أَضلَلتَهُ / بِالأَمسِ بَينَ عَناطِلٍ وَجِبالِ
مُستَرجِعاً لَكَ بِالسَّعادَةِ آيَةً / رَدَّت مَطَال الفالِ غَير مُطالِ
لَم يُعْطَها إِلّا سُليمان وَقَد / نِلتَ الرقاءَ بِموشكِ الإِعجالِ
زَجرٌ جَرى لِسَريرِ مُلكِكَ أَنَّهُ / كَسَريرِهِ عَن كُلِّ جُدرٍ عالِ
فَلَوِ البِحارُ السَّبعَةُ اِستَهوَينَهُ / وَأَمَرتَهُنَّ قَذَفنَهُ في الحالِ
أَخرَستَ شَقشَقَةَ الضَّلالِ وَقُدْتَهُ / قَودَ الذَّلُولِ أَطاعَ بَعدَ صِيالِ
وَرَمَيتَ دارَ المُشرِكينَ بِصَيلَمٍ / أَلحَفتَ فيها الحَربَ بَعدَ حيالِ
وَسَعَرتَ بَينَ تَريبِهم وَتُرابِهِم / ذُعراً يُشيبُ نَواصِيَ الأَطفالِ
فَوقَ الخَطيمِ وَقَد خَطَمت زَعيمَهم / ضَرْباً سوابِقَه بِغَير تَوالي
ضَرباً مَلأْتَ فِرنجَةً مِن حَرِّهِ / رَهَباً بِهِ سَيفُ الصَّقالِبِ صالي
وَبِفَجِّ حارِمَ أَحرَمتْ لِقراعِهم / هيمٌ أَحَلنَ النّومَ غيرَ حلالِ
عَجَموا عَلى الجِسرِ الحَديدِ حَديدَها / نَبعاً يُعاذِمهُ أدير دُصالِ
زَلزَلْتَ أَرضَهُمُ بِوقعِ صَواعِقٍ / أَعطَينَنا أَمناً مِنَ الزلزالِ
يوماك يوم ندى ويوم نزال /
في مَأزِقٍ شَمَّرْتَ ذَيلَكَ تَحتَهُ / وَالنّصرُ فَوقَكَ مُسبِلُ الأَذيالِ
في دَولَةٍ غَرّاءَ مَحموديّة / سَحَبَت رِداءَ الحَمدِ غَيرَ مُذالِ
تُنْسي الفتوحُ بِها الفُتُوحَ وتَجتَني / زُهرَ المَقال بِبِاهِرِ الأفعالِ
لَبِست بِنورِ الدّينِ نورَ حَدائِقٍ / ثَمراتُهُنَّ غَرائب الأَفضالِ
مَلكٌ تَحَجَّب في السّريرِ بِزَأرَةٍ / زَرَّت حَواشيها عَلى رِئبالِ
تَنجابُ عَن ذي لِبدَتَينِ شَذاتُهُ / في بُردَتَي بَدلٍ مِنَ الأَبدالِ
رَفَع الرّواقَ بِروقِ أَنطاكِيّة / فَرَمى الخَليجَ بِمرهَقِ البلبالِ
بَدرٌ لأَربَع عَشرَة اِقتَبَسَ السّنا / مِن خَمس عَشرة سَورة الأَنفالِ
فَوز المَآلِ أَخاضَهُ ماءَ الطّلى / وَسِواهُ يُقعِدُه اِحتِيازُ المالِ
مُتَقَسِّم بَينَ القَسيمَينِ العُلا / عَن عَمِّ عَمٍّ أَو مخايِلِ خالِ
لازِلتَ تطلعُ مِن ثَنايا جَحفَلٍ / يَقفو لِواءَكَ كَاللِّوى المنهالِ
لَكَ أَن تُطِلَّ عَلى الكَواكِبِ راقِياً / وَلِحاسِديكَ بُكاً على الأَطلالِ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ / يَشقى لِنَفعي وَأَجني ضرَّهُ بِيدي
أَدنى إِلى القَلبِ مِن سَمعي وَمِن بَصَري / وَمِن تِلادي وَمِن مالي وَمِن وَلَدي
أَخلو بِبَثّي مِن خالٍ بِوَجنَتِهِ / مِدادُهُ زايدُ التقصيرِ لِلمَددِ
لَم أَلقَهُ مُذْ تَصاحَبنا فَحينَ بَدا / لِنَاظِرَيَّ اِفتَرقْنا فُرْقةَ الأبَدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025