المجموع : 194
يا رُبّ غُصنٍ نُورُه
يا رُبّ غُصنٍ نُورُه / يُزري بِنورِ الشَفقِ
يَظَلُّ طُول عُمرِهِ / يَبكي بِجفنٍ أَرقِ
صُفرَتُهُ تُخبِرُ عَن / عِشقٍ وَلَمّا يَعشَقِ
نارُ المُحبِّ في الحَشا / وَنارُهُ في المَفرِقِ
لاحَ لَنا في مَغرِبٍ / فَرَدَّنا في مَشرِقِ
أَعدَدتُ أَلواناً لِيَومِ القِرى
أَعدَدتُ أَلواناً لِيَومِ القِرى / مِن بَعدِ إِرعادٍ وَإِبراقِ
قَدّم إِلَينا الخُبزَ يا سَيِّدي / وَأَنتَ في حِلٍّ مِنَ الباقي
ظَبيٌ يَحارُ البَرقُ عَن بَريقِهِ
ظَبيٌ يَحارُ البَرقُ عَن بَريقِهِ / غَنيتُ عَن إِبريقِهِ بِريقِهِ
فَلَم أَزَل أَرشفُ مِن رَحيقِهِ / حَتّى شَفيتُ القَلبَ مِن حَريقِهِ
لاحَ لي في الرياضِ نُورُ الشَقيقِ
لاحَ لي في الرياضِ نُورُ الشَقيقِ / فَحَكى لي غَلائِلاً مِن عَقيقِ
ما يَشُقُّ الهُمومَ مِثلُ شَقيقٍ / عِندَ راحٍ لِكُلِّ روحٍ شَقيقِ
يا جَميلَ الظَنِّ بِالأَي
يا جَميلَ الظَنِّ بِالأَي / يامِ ما أَحسَنَ ظَنَّك
وَشَديدَ الأَمنِ مِن دَه / رِكَ ما أَعجَبَ أَمنَك
راقِبِ اللَهَ وَفَرّغ / لِلتُقى وَالخَيرِ ذِهنَك
وَدَعِ الدُنيا لِقَومٍ / قَرَعوا بِاللَومِ أُذنَك
قَرّب الزادَ وَشَمّر / فَكَأَن لاقيتَ حِينَك
ما دُمتَ مالِكَ مالِك
ما دُمتَ مالِكَ مالِك / نَوّرتَ حالِكَ حالِك
هَبكَ ابتليتَ بِفَقرٍ
هَبكَ ابتليتَ بِفَقرٍ / وَكُنتَ مالِكَ مالِك
فَما لِفَضلِكَ أَودى / أَجِب وَما لِكَمالِك
أَخوكَ مَن إِن كُنتَ في
أَخوكَ مَن إِن كُنتَ في / نُعمى وَبُؤسٍ عادَلَك
فَإِن رَآكَ مُنعِماً / بِالبِرِّ مِنهُ عادَ لَك
يا مَن يُضيّعُ عُمرَهُ
يا مَن يُضيّعُ عُمرَهُ / مُتَمادِياً في اللَهوِ أَمسِك
وَاِعلَم بِأَنّكَ لا مَحا / لَةَ ذاهِبٌ كَذَهابِ أَمسِك
يا دارُ لا زِلتِ بِالخَيراتِ آهِلَةً
يا دارُ لا زِلتِ بِالخَيراتِ آهِلَةً / ما دارَ لِلسَعدِ نَجمٌ في ذُرى فَلَكِ
وَلِلعِدى كُلُّ ما يُخشى عَواقِبُهُ / وَكُلُّ ما تَتَرجّى خَيرهُ فَلَكِ
إِنَّ الَّذي رَهَنَ الفُؤادَ قَتُولا
إِنَّ الَّذي رَهَنَ الفُؤادَ قَتُولا / وَجهٌ أُعير مَلاحةً وَقَبُولا
وَجهٌ كَأَنَّ بِهِ ضِياءَ المُشتَري / وَكَأَنَّ فيهِ رَوضةً وَقَبولا
حاشى لِحُسنِكَ أَن يردّ مُعاره / وَلِرَهنِ وُدّي أَن يُرى مَحلولا
إِلفان مُمتَزجانِ في حُكمِ الهَوى / كَالماءِ مازجَ في الكُؤوسِ شَمولا
أَهَدَت جُفُونُكَ لِلفُؤا
أَهَدَت جُفُونُكَ لِلفُؤا / دِ مِن الغَرامِ بَلابِلا
فَالشَوقُ مِنهُ بِلا مَدى / وَالوَجدُ فيهِ بِلا بِلى
شَيخٌ لَنا دَبّ إِلى شادِنٍ
شَيخٌ لَنا دَبّ إِلى شادِنٍ / في ظُلمَةِ اللَيلِ فَأَغفى لَهُ
فَلَم يَزَل يَفتحُ أَقفَالَهُ / حَتّى عَلا بِالوَسمِ أَغفالَهُ
أَما حانَ أَن تَشفي المُستَهامَ
أَما حانَ أَن تَشفي المُستَهامَ / بَزَورةِ وَصلٍ وَتَأوي لَهُ
يُجمجِمُ عَن سُؤلِهِ هَيبَةً / وَيَعلَمُ عِلمكَ تَأويلَهُ
يا مَن يُديرُ نَرجِساً
يا مَن يُديرُ نَرجِساً / في وَردِ وَجهٍ ذابِلا
أَصبحَ جِسمي مُدنفاً / مُذ غِبتَ عَنّي ذا بِلى
يشيّدُ العاقِلُ أَقوالَهُ
يشيّدُ العاقِلُ أَقوالَهُ / وَذاكَ في الحُجّةِ أَقوى لَهُ
وَمُهَفهَفٍ تَهفُو بِلُب
وَمُهَفهَفٍ تَهفُو بِلُب / بِ المَرءِ مِنهُ شَمائِلُ
فَالرِدفُ دِعصٌ هائِلٌ / وَالقَدُّ غُصنٌ مائِلُ
وَالخَدُّ نُورُ شَقائِقٍ / تَنشَقُّ عَنهُ خَمائِلُ
وَالعَرفُ زَهوُ حَدائِقٍ / نَمَّت بِهِنَّ شَمائِلُ
وَالطَرفُ سَيفٌ ما لَهُ / إِلّا العِذارُ حَمائِلُ
خَيرُ ما اِستَعصَمَت بِهِ الكَفُّ يَوماً
خَيرُ ما اِستَعصَمَت بِهِ الكَفُّ يَوماً / في سَوادِ الخُطوبِ عَضبٌ صَقيلُ
عَن سُؤالِ اللِئام مغنٍ / وَفي العَظمِ مُغن وَلِلمَنايا رَسولُ
هَل إِلى سَلوةٍ وَصَبرٍ سَبيلُ
هَل إِلى سَلوةٍ وَصَبرٍ سَبيلُ / كَيفَ وَالرزءُ ما عَلِمتَ جَليلُ
فَجعتني الأَيّامُ لَمّا أَلَمّت / بِصَديقٍ وَجدي عَلَيهِ طَويلُ
بِأَبي القاسمِ الَّذي أَقسَمَ المَج / دُ يَميناً أَن لَيسَ مِنهُ بَديلُ
حسنُ خَلقٍ وَمَخبرٍ ورُواءٍ / قَد عَلَته قَسامَةٌ وَقَبُولُ
كانَ مَغنى الوَفاء وَالبِرّ إِن حا / لَ زَمانٌ فَوُدُّه ما يَحُولُ
كانَ زَينَ النَدى في العِلمِ وال / آدابِ تَرعى رِياضَهُنَّ العُقولُ
كانَ بَدرَ النُهى فَحانَ أفُولُ / كانَ شَمسَ الحجى فَحانَ أَصيلُ
كانَ كَهفي عَلى الحَوادِث ما عا / شَ عَلَيها بِرَأيِهِ أَستَطيلُ
لَهفَ نَفسي عَلى شَمائِلِ حُرٍّ / سُحِبَت لِلشَمالِ فيها ذُيولُ
كَيفَ أَسلُو عَن صاحِبٍ لَيسَ مِنهُ / خَلفٌ يَشتَفي بِهِ لي غَليلُ
لَيسَ هَيهاتَ لي إِلَيهِ سَبيل / إِنَّ دَهري بِمثلِهِ لَبَخيلُ
زانَهُ العَقلُ وَالحَصافَةُ وَالرَأ / يُ وَحُسنُ البَيانِ وَالتَحصيلُ
وَعَفافٌ يُثنيهِ عَن مَوقِفِ الشَك / كِ إِذا أَطلَقَ العِنانَ الجَهولُ
مسعدٌ في الرَخاءِ سَمحٌ شَفيقٌ / وَلَهُ في النائِباتِ برّ وصولُ
صادِقُ الوُدِّ ثابِتٌ لا كَخلٍّ / هُوَ مُستَكرِهُ الإِخاءِ مَلولُ
خُلُقٌ كَالزلال زَلَّ عَنِ الصَخ / رِ وَنَفسٌ لِلعَيبِ عَنها زَليلُ
وَاِجتِنابٌ لِما يُعابُ مِنَ الأَم / رِ وَعَرضٌ مِنَ الدَناءِ صَقيلُ
حافِظٌ لِلكِتابِ يَعنيهِ مِنهُ / رافِداه التَنزيلُ وَالتَأويلُ
قائِمٌ في الدُجى حَليفُ صَلاةٍ / مِن سَنا وَجهِهِ عَلَيها دَليلُ
مَن يَكُن بَعدَهُ العَزاءُ جَميلاً / فَاِجتِنابُ العَزاءِ مِنهُ جَميلُ
ما عَلاهُ الصَفيحُ في اللَحدِ حَتّى / غالَني بَعدَهُ البكا وَالعَويلُ
أَيّ مَرأى وَمَنظَرٍ لا يَهولُ / مِن خَليلٍ عَلَيهِ تربٌ مَهيلُ
لَيسَ ما سالَ مِن جُفونِيَ دَمعاً / هِيَ نَفسي تَذوبُ ثُمَّ تَسيلُ
فَعَلَيهِ سَلامُ ذي العَرشِ يُهدي / هِ إِلى حَشوِ قَبرِهِ جِبريلُ
وَأَتاهُ مِن رَحمَةِ اللَهِ كَفلٌ / هُوَ بِالخُلدِ في الجِنانِ كَفيلُ
سُقيت بِالذُنوبِ مِنها عِظامٌ / ما لِعُظمِ الذُنوبِ فيها مَقيلُ
وَإِذا جادَتِ الغَوادي بِوَبلٍ / فَسَقاهُ مِنها سَحابٌ مَخيلُ
كَيفَ يَنساكَ مَن تَرَكتَ عَلَيهِ / حَسرَةً لا تني وَوَجداً يَطولُ
ما لِلّيالي رَمَتني
ما لِلّيالي رَمَتني / بِسَهمِها في القَذالِ
صَفَت مَشارِعُ لَهوي / فَشُبنَها بِالقَذى لي