المجموع : 393
خَليليَّ إِنَّ العُمْرَ وَدَّعْتُ شَرْخَهُ
خَليليَّ إِنَّ العُمْرَ وَدَّعْتُ شَرْخَهُ / وَما في مَشيبي مِنْ تَلافٍ لِفارِطِ
أَلَمْ تَعْلَما أَنِّي أَنِسْتُ بِعُطْلَةٍ / مَخافَةَ أَنْ أُبْلَى بِخِدْمَةِ سَاقِطِ
فَلا تَدْعُوانِي لِلْكِتابَةِ إِنَّها / طَماعَةُ راجٍ في مَخِيلَةِ قانِطِ
يُنافِسُني فيها رَعاعٌ تَهادَنوا / على دَخَنٍ مِنْ بَيْنِ راضٍ وَساخِطِ
وَأَنْكَرَتِ الأَقْلامُ مِنْهُمْ أَنَامِلاً / مُهَيَّأَةً أَطْرافُها لِلْمَشَارِطِ
لَئِنْ قَدَّمَتْهُمْ عُصْبَةٌ خانَها النُّهى / فَهَلْ ساقِطٌ لَمْ يَحظَ يَوْماً بِلاقِطِ
وَأَيُّ فَتىً ما بَينَ بُرْدَيَّ قَابِضٍ / عَنِ الشَّرِّ كَفَّيهِ وَلِلْخَيْرِ باسِطِ
وَمُعْتَجرٍ بِالْحِلْمِ وَالسِّلْمُ تُبْتَغَى / وَلِلْجَأْشِ في بُحْبوحَةِ الحَرْبِ رابِطِ
وَلَكنَّنِي أَغْضَيْتُ جَفْنِي عَلى القَذَى / وَلَمْ أَرْضَ إِدْراكَ العُلا بِالوَسائِطِ
أقُولُ لِذي الباعِ الطَّويلِ عُوَيْمِرٍ / وَمِنْ شِيمَتي نُصْحُ الصَّديقِ المُخالِطِ
هُو الدَّهْرُ لا تَبْغِ الحَقيقَةَ عِنْدَهُ / وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُكْفَى أَذاهُ فَغَالِطِ
عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغي مَدايَ وَقَدْ رَأَى
عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغي مَدايَ وَقَدْ رَأَى / مَساحِبَ ذَيْلي فَوْقَ هامِ الفَراقِدِ
وَلي نَسَبٌ في الحَيِّ عالٍ يَفاعُهُ / رَحِيبُ مَسارِي العِرْقِ زاكي المَحاتِدِ
وَفيَّ مِنَ الفَضلِ الّذِي لَوْ ذَكَرْتُهُ / كَفانِيَ أَنْ أُزْهَى بِجَدٍّ وَوالِدِ
وَرِثْنا العُلا وَهْيَ الَّتي خُلِقَتْ لَنا / وَنَحْنُ خُلِقْنا لِلْعُلا وَالمَحامِدِ
أَبَاً فَأَبَاً مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَهكذا / إِلى آدَمٍ لَمْ يَنْمِنا غَيْرُ مَاجِدِ
كَبِدٌ تَذوبُ وَمَدْمَعٌ هَطِلُ
كَبِدٌ تَذوبُ وَمَدْمَعٌ هَطِلُ / فَمتى يُوَرِّعُ صَبْوَتي عَذَلُ
ماذا يَرُومُ بِهِ العَذولُ وَكَمْ / يَلْوي عَليهِ لِسانَهُ الخَطَلُ
أَمّا السُّلُوُّ فَإِنَّ مَطْلَبَهُ / صَعْبٌ وَلَكِنْ أَدْمُعِي ذُلُلُ
وَبِمُهْجَتِي رَشَأٌ كَأَنَّ بِهِ / ثَمَلاً يَميلُ بِهِ وَيَعْتَدِلُ
كَالمِسْكِ في لَوْنٍ وَفي أَرَجٍ / يُمْتارُ مِنْهُ العَنْبَرُ الشَّمِلُ
فَجَلا صَباحَ الشَّيْبِ حِينَ حَكى / لَيْلَ الشَّبيبَةِ ثَغْرُهُ الرَّتَلُ
يا لائِمي وَجَوانِحِي دَمِيَتْ / وَجْداً بِهِ وَالْقَلْبُ مُخْتَبَلُ
تَهْوَى الظِّباءَ الكُحْلَ أَعْيُنُها / وَتَعِيبُ ظَبْياً كُلُّهُ كَحَلُ
قَدْ صِيغَ مِنْ حَبِّ القلوبِ كَما / نَفَضَتْ عَلَيْهِ سَوادَها المُقَلُ
مَقيلُ النَّصْرِ في ظُلَلِ القَتامِ
مَقيلُ النَّصْرِ في ظُلَلِ القَتامِ / وَمَسْرَى العِزِّ في ظُبَةِ الحُسامِ
وَلي هِممٌ جَثَمْنَ على ضُلوعٍ / تُلَفُّ مِنَ الهُمومِ على كِلامِ
تَمُرُّ بِها الخُطوبُ وَهُنَّ شُوسٌ / فَتَقْرِفُها بِأَظْفارٍ دَوامِ
وَقَلْبي يَطْمئِنُّ بِهِ الْتِياحٌ / أَضُمُّ حَشايَ مِنْهُ عَلى ضِرامِ
وَلا أَصْبو إِلى رِيٍّ ذَليلٍ / إِذا صَادَفْتُ عِزِّي في أُوامِي
سَتُجْلَى غَمْرَةُ الحَدَثانِ عَنِّي / وَما مَلَكتْ عَلَيَّ يَدٌ زِمامِي
فَضَوءُ الصُّبْحِ مُرْتَقَبٌ لِسارٍ / تَرَدَّد بَيْنَ أَثْناءِ الظَّلامِ
وَقَوافٍ مُلْسِ المُتونِ شِدادِ ال
وَقَوافٍ مُلْسِ المُتونِ شِدادِ ال / أَسْرِ غُرٍّ مَصْقُولَةِ الأَطرافِ
لَمْ يَشِنْها إِجازَةٌ وَسِنادٌ / وَحَلَتْ إِذْ خَلَتْ مِنَ الإصرافِ
وإِذا ما رُواتُها انْتَقَدوها / حَسِبوها لآلِئَ الأَصْدافِ
صُغْتُها في النَّسيبِ وَالفَخْرِ حَتّى / عُدَّ فيها الإعْجازُ مِنْ أَوْصافي
وَمَتى زَلَّ عَنْ لِساني مَديحٌ / هُوَ أَدْنَى مُروءَةِ الأَشْرافِ
فَأَنا المُسْتَعيرُ مَعْناهُ مِمَّا / قَالَهُ المَادِحُونَ في الأَسْلافِ
وَكَواعِبٍ تَشْكو الوُشاةَ كَما شَكَتْ
وَكَواعِبٍ تَشْكو الوُشاةَ كَما شَكَتْ / أَرْدافَها عِنْدَ القِيامِ خُصورُها
وتُريكَ أُدْحِيَّ الظَّليمِ حِجالُها / وَتَضُمُّ غِزْلانَ الصَّريمِ خُدورُها
وَإِذا رَنَتْ وَلَعَ الفُتورُ بِمُهْجَتِي / مِنْ أَعْيُنٍ مَلَكَ القُلوبَ فُتُورُها
حَسُنَتْ لَيالي الوَصْلِ حِيْنَ تَشَابَهَتْ / وَجَناتُها في حُسْنِها وَبُدُورُها
وَصَدَدْتُ عَنْ تِلْكَ المَراشِفِ عِفَةًّ / فَالرِّيقُ خَمْرٌ وَالحَبابُ ثُغورُها
وَغادَةٍ لَوْ رَأَتْها الَّشْمُس ما طَلَعَتْ
وَغادَةٍ لَوْ رَأَتْها الَّشْمُس ما طَلَعَتْ / وَالرّيمُ أَغْضَى وَخُوطُ البانِ لَمْ يَمِسِ
عانَقْتُها بِرِداءِ اللَّيْلِ مشْتَمِلاً / حَتّى انْتَبَهْتُ بِبَرْدِ الحَلْي في الغَلَسِ
فَبِتُّ أَحْمِيهِ خَوْفاً أَنْ يُنَبِّهَها / وَأَتَّقِي أَنْ أُذيبَ العِقْدَ بِالنَّفَسِ
النُّجْحُ تَحْتَ خُطا المَهْرِيَّةِ النُّجُبِ
النُّجْحُ تَحْتَ خُطا المَهْرِيَّةِ النُّجُبِ / وَالعِزُّ فَوْقَ ظُبا الهِنْدِيَّةِ القُضُبِ
وَالعَزْمُ يُوقِظُ داعِي الحَزْمِ نائِمهُ / وَهَل تَدورُ الرَّحَى إلا على القُطُبِ
فَما الثَّواءُ بِأَرْضٍ لِلْمُقيم بِها / إِلى الهُوَيْنى حَنينُ الوُلَّهِ السُّلُبِ
أَقْذَى الزَّمانُ بِها شِرْبي وَرَنَّقَهُ / ماذا تُريدُ اللَّيالي مِنْ فَتىً غُرُبِ
مَتى أُرَوِّي غَليلَ السُّمْرِ مِنْ ثُغَرٍ / يَمِدْنَ فيهنَّ كَالأشْطانِ فِي القُلُبِ
فَهُنَّ أَزْوَيْنَ إِبْلي وَالمِياهُ دَمٌ / وَقَدْ تَوَشَّحَتِ الغُدْرانُ بِالعُشُبِ
أُزْهَى بِنَفْسي وَإِنْ أَصْبَحْتُ في مُضَرٍ / أَلْوي على العِزِّ مِنْ بَيْتي قُوى الطنُبِ
فَالعُودُ مِنْ حَطَبٍ لولا رَوائِحُهُ / وَالنَّخْلُ تُكْرَمُ لِلأَثْمار لا العُسُبِ
وَقَدْ جَعَلْتُ مَرادَ الطَّرَفِ غَيْر مَهاً / يَهْزُزْنَ في المَشْي أَغْصانَاً على كُثُبِ
إِنَّ العُيونَ عَنِ العَلْياءِ نابِيَةٌ / وَمَسْرَحُ العَيْنِ مِنّي مَسْبَحُ الشُّهُبِ
هِيَ الّتي لا تَزالُ الدَّهْرَ ناظِرَةً / إِلى عُلاً وَلِسُؤَّالٍ وفي كُتُبُ
وَقَدْ شَكَتْ فَشَفاهَا اللهُ وَارْتَجَعتْ / لَحْظاً أَحَدَّ مِنَ المَأْثُورَةِ الرُّسُبِ
وَالشَّمْسُ تَرْنو بِعَيْنٍ لا يُغَيِّضُ مِنْ / أَنْوارِها ما يُوارِيها مِنَ السُّحُبِ
وَالمَشْرَفِيّةُ لا تَنْبو مَضارِبُها / فيها المَضاءُ وَإِن رُدَّتْ إِلى القُرُبِ
فَأَصْبحَ المَجْدُ مَسْروراً بِعافِيةٍ / أُلاعِبُ الظِّلَّ في أَثْوابِها القُشُبِ
وَأَشْرَقَ الدَّهْرُ حَتّى خِلْتُ صَفْحَتَهُ / تُقَدُّ مِنْ وَجَناتِ الخُرَّدِ العُرُبِ
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ / وَظَلَّتْ خَياشِيمُ الأَبَارِيق تَرْعُفُ
بِرَوْضٍ تَمَشَّى بَيْنَ أَزْهَارِهِ الصَّبا / فَتَحْسَبُها مَذْعُورَةً حِينَ تَرْجُفُ
وَقَدْ مَزَجَتْ ظَمْياءُ بالرّيقِ راحَها / فَلَمْ أَدْرِ مِنْ أَيِّ المُدامَيْنِ أَرْشُفُ
وَقُلْتُ لَهَا شِيمي لِحاظَكِ وَارْفُقِي / بِلُبِّي وَخَلِّي البابِلِيَّةَ تَعْنُفُ
فَطرْفُكِ لا صَهْباءُ يَنْزو حَبابُها / قَويتِ على قَتْلي بِهِ وَهْوَ يَضْعُفُ
فُؤادٌ دَنا مِنْهُ الغَرامُ جَريحُ
فُؤادٌ دَنا مِنْهُ الغَرامُ جَريحُ / وَجَفْنٌ نَأَى عَنْهُ الرُّقادُ قَريحُ
فَلِلْوَجْدِ قَلْبِي وَالمَدامِعُ لِلْبُكا / إِذا لاحَ بَرْقٌ أَوْ تَنَفَّسَ رِيحُ
أُكَلِّفُ عَيْنِي أَنْ تَجُودَ بِمائِها / وَإِنِّي بِهِ لولا الهَوَى لَشَحيحُ
وَيَعْذُلُني خِلِّي وَيَزْعُمُ أَنَّهُ / نَصيحٌ وَهَلْ في العاذِلينَ نَصيحُ
وَلَوْ أَنْصَفَ الواشُونَ رَقِّ لِذي الشّجى / خَلِيٌّ ومَا لامَ السَّقيمَ صَحيحُ
فَما لِغُرابِ البَيْنِ يَنْعَبُ بَعْدَما / أَتَتْ دُونَ مَنْ أَهْوَى مَهامِهُ فيحُ
بِفيهِ الثَّرَى قد فَرَّقَتْ بَيْنَنا النَّوَى / نَأَى عَنْهُ فَرخاهُ فَفيمَ يَصيحُ
وَساجِيةَ الأَلْحاظِ تَفْتُرُ إِنْ رَنَتْ
وَساجِيةَ الأَلْحاظِ تَفْتُرُ إِنْ رَنَتْ / فَتَحْسَبُها مَمْلوءَةً مِنْ رُقادِها
أُعَلّلُ نَفْسي بِالمُنى وَيَشوقُني / سَنا البَرْقِ يَسْري مَوْهِناً مِنْ بِلادِها
وَما لِيَ مِنْها غَيْرُ داءٍ مُخامِرٍ / يُبَرِّح بي في قُرْبِها وَبِعادِها
وَأَرْعَى نُجومَ اللَّيْلِ وَالعَيْنُ ثَرَّةٌ / تُرَاقِبُها مَطْروفَةً بِسُهادِها
فَلَيْتَ بَياضَ الصُّبْحِ يَبْدو لِمُقْلَةٍ / كَأَنَّ الدُّجَى مَخْلُوقَةٌ مِنْ سَوادِها
لَوَيْتُ على الرُّمْحِ الرُدَيْنِيِّ مِعْصَما
لَوَيْتُ على الرُّمْحِ الرُدَيْنِيِّ مِعْصَما / وَزُرْتُ العِدا وَالحَرْبُ فاغِرَةٌ فَما
وَقَدْ زَعَمُوا أَنِّي أُلِينُ عَريكَتي / لَهُمْ إِذْ تَوَسَّدْتُ الخَمَاصَةَ مُعْدِما
أَمَا عَلِمُوا أَنِّي وَإِنْ كُنْتُ مُقْتِراً / أُرَوِّي مِنْ القِرْنِ الحُسامَ المُصَمِّما
وَيُشْرِقُ وَجْهي حِيْنَ يُنْسَبُ والِدي / وَتَلْقَى عليه لِلسِّيادَةِ مَيسِما
وَإِنْ ذَكَروا آباءَهُمْ فَوُجوهُهُمْ / تُشَبِّهُها قِطْعاً مِنَ اللَّيلِ مُظْلِما
وَلَلْفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ أَبٍ ذي دَناءَةٍ / إذَا هُزَّ لِلْفَخْرِ ابْنهُ عادَ مُفْحَما
مَتى حُصِّلَت أَنْسابُ قَيْسٍ وَخِنْدِفٍ / فَلي مِنْ رَوابِيهنَّ أَشْرَفُ مُنْتَمى
وَإِنْ نُشِرَتْ عَنْها صَحيفَةُ ناسِبٍ / رَأَيْتَ بُدوراً مِنْ جُدودي وَأَنْجُما
لَهُمْ أَوْجُهٌ عِنْدَ الفَخارِ تَزينُها / عَرانِينُ ما شَمَّتْ هَواناً وَمَرْغَما
لِيَقْصِدْ مُسِرُّ الضِّغْنِ فينا بِذَرْعِهِ / وَلا يَسْتَثِرْ مِنا بِوادِيهِ ضَيْغَما
فَإنَّ المَنايا حينَ يُضْمِرْنَ غُلَّةً / لَيَلْعَقْنَ مِنْ أَطْرافِ أَرْماحِنا الدَّما
وَأَغْيَدَ يَحْوي وَجْهُهُ الحُسْنَ كُلَّهُ
وَأَغْيَدَ يَحْوي وَجْهُهُ الحُسْنَ كُلَّهُ / وَيُنْكِرُ أَنَّ البَدْرَ فيهِ شَريكُهُ
أَتاني وَفي يُمْناهُ كَأْسٌ كَأَنَّها / مِنَ التِّبْرِ يُعْلَى باللُّجَيْنِ سَبيكُهُ
فَنازَعْتُهُ الصَّهْباءَ طَوْراً وَتارَةً / جَنَى الرِّيقِ حَتَّى نَمَّ بالصُّبْحِ دِيكُهُ
أَلا بِأَبي بِلادُكِ يا سُلَيْمى
أَلا بِأَبي بِلادُكِ يا سُلَيْمى / وَما ضَمَّ العُذَيْبُ مِنَ الرُّبوعِ
وَلي نَفَسٌ إِذا هَيَّجْنَ وَجْدِي / يَكادُ يُقيمُ مُعْوَجَّ الضُّلوعِ
فَلَمْ أُزِرِ الدِّيارَ الطَّرْفَ حَتّى / نَفَضْتُ بِهِنَّ أَوْعِيَةَ الدُّموعِ
وَغِيدٍ أَنْكَرَتْ شَمَطِي فَظَلَّتْ
وَغِيدٍ أَنْكَرَتْ شَمَطِي فَظَلَّتْ / تُغَمِّضُ دونَهُ طَرْفاً مَريضا
وَشيمتُها التَّزاوُرُ عَنْ مَشيبٍ / يَرُدُّ حَبيبَ غانِيَةٍ بَغيضا
فَما ارْتاعَتْ مِنَ الحَيّاتِ سُوداً / كَما ارْتاعَتْ مِنَ الشَّعَراتِ بِيضا
رَغِمَ الأَراذِلُ إِذْ وَرِثْنا سُؤْدَداً
رَغِمَ الأَراذِلُ إِذْ وَرِثْنا سُؤْدَداً / عَوْداً له أَثَرٌ عَلَيْنا بَيِّنُ
وَتَيَقَّنوا أَنّي إذا اشْتَجَرَ القَنا / خَشِنٌ وَعِطْفِي في السَّماحَةِ لَيِّنُ
وَإذا هُمُ رَغِمُوا وَقَدْ بَسَطَ العُلا / باعي فَذاكَ لَدَيَّ رَغْمٌ هَيِّنُ
وَمُكاشِحٍ نَهْنَهْتُهُ عَنْ غايَةٍ
وَمُكاشِحٍ نَهْنَهْتُهُ عَنْ غايَةٍ / زَأَرَ الأُسودُ الغُلْبُ دونَ عَرينِها
إِنّا مُعاوِيُّونَ نَبْسُطُ أَيْدِياً / في المَكْرُماتِ شِمالُها كَيَمينِها
مِنْ كُلِّ ذي حَسَبٍ نَمَتْهُ حُرَّةٌ / غَرَّاءُ لاحَ العِتْقُ فَوْقَ جَبينِها
خَضِلِ البَنانِ إِليهِ يُزْجي المُجْتَدي / وَجْنَاءَ أَبْلَى السَّيْرُ ثِنْيَ وَضَينِها
وَإذا العُفاةُ تَيَمَّمَتْنا عِيسُهُمْ / لَمْ يَذْكُروا أَوْطانَهُمْ بِحَنِينِها
تَقْرو مَراتِعَ وُشِّحَتْ بِمَناهِلٍ / تَخْتالُ بَينَ نَميرِها وَمَعينِها
وَلَنا إِذا العَرَبُ اعْتَزَتْ جُرْثُومَةٌ / خُلِقَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ مِنْ طِينِها
وَمُفِيقِينَ مِنَ اللَّهْ
وَمُفِيقِينَ مِنَ اللَّهْ / وِ نَشاوَى مِنْ مِراحِ
أَلِفُوا الجِدَّ وَلَمْ يَنْ / تَهِجُوا طُرْقَ المِزاحِ
فَهُمُ الأُسْدُ عَلى جُرْ / دٍ عِتاقٍ كَالسِّراحِ
يَمْتَطي أَبْطالُهُمْ مِنْ / هُنَّ أَثْباجَ الرِّياحِ
سَحَبُوا أَذْيالَ نَقْعٍ / لَيْلُهُ وَحْفُ الجَناحِ
بِوجوهٍ تُجْتَلَى مِنْ / هَا تَباشِيرُ الصَّباحِ
وَرَدُوا المَوْتَ ظِماءً / تَحْتَ أَظْلالِ الرِّماحِ
وَالضُّبَيْبِيَّاتُ خُوصٌ / وَبِها نُجْلُ الجِراحِ
فَشَفَتْ غُلَّتَهُمْ بِالدْ / دَمِ أَطْرافُ الصِّفاحِ
وَأَفادَ البَأْسُ نُعْمَى / أَتْلَفُوها بِالسَّماحِ
رَأَتْ أُمُّ عَمْروٍ ما أُعاني فعَرَّضَتْ
رَأَتْ أُمُّ عَمْروٍ ما أُعاني فعَرَّضَتْ / بِشَكْوَى وفي فَيْضِ الدُّموعِ بَيانُها
وَقَدْ كُنْتُ أَهْوَى مَبْسِماً وَجُمانَهُ / فَقَدْ شَغَفَتْني مُقْلَةٌ وَجُمانُها
وَمَنْ يَبْغِ ما أَبْغِي مِنَ المَجْدِ لَمْ يُبَلْ / نَوائِبَ تَتْلُو البِكْرَ مِنْها عَوانُها
رَعى اللهُ نَفْساً بَيْنَ بُرْدَيَّ مُرَّةً / على أَيِّ خَطْبٍ لَيْسَ يُلْقَى جِرانُها
يُفِيءُ إِلَيْها الدَّهْرُ كُلَّ عَظيمَةٍ / وَلا يَزْدَهيها فَهْيَ ثَبْتٌ جَنانُها
وَيَعْلَمُ أَنّي أَستَنيمُ إِلى الرَّدى / بِها حِينَ يَسْتَشْري عَلَيْها هَوانُها
وَأَبْرَحُ ما أَلْقَى رِئاسَةُ عُصْبَةٍ / أَخَسُّ زَمانٍ نالَ مِنِّي زَمانُها
يَحومُ عَلَيْها صَارِمِي وَغِرارُهُ / وَتَصْبو إِلَيْها صَعْدَتي وَسِنانُها
وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْها يَمُدُّ إِلى العُلا / يَداً نَشَأَتْ في الفَقْرِ شُلَّ بَنانُها
وَيَأْمَلُ مِنّي أَنْ أُسِفَّ بِهِمَّتِي / إِليهِ وَما شَأْنُ اللِئامِ وَشَانُها
وَلَوْ أَمْكَنَتْنِي وَثْبَةٌ أُمَوِيَّةٌ / لأَلْجَمْتُهُ سَيْفِي فَهذا أَوانُها
نِقَمِي تَتْبَعُها نِعَمي
نِقَمِي تَتْبَعُها نِعَمي / وَيَميني دَرَّةُ الدِّيَمِ
لَيْتَ شِعْري وَالمُنى خُدَعٌ / هَلْ أُرَوِّي صارِمي بِدَمِ
وَجِباهُ الصِّيدِ لاثِمَةٌ / ما تَمَسُّ الأَرْضُ مِنْ قَدَمي
تَقْتَفي الأَفْواهُ مَوْطِئَها / راعِياتٍ حُرْمَةَ الكَرَمِ
أَتَراهُ خَدَّ غَانِيَةٍ / مَدَّ لِلْتَقْبيلِ كُلَّ فَمِ
وَالعُلا إِرْثي وَلَسْتُ أَرَى / حاجِزاً عَنْها سِوى العَدَمِ
كَيفَ أَرْجُو أَنْ أَفُوزَ بِها / في زَمانٍ ضَاقَ عَنْ هِمَمِي