القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 393
خَليليَّ إِنَّ العُمْرَ وَدَّعْتُ شَرْخَهُ
خَليليَّ إِنَّ العُمْرَ وَدَّعْتُ شَرْخَهُ / وَما في مَشيبي مِنْ تَلافٍ لِفارِطِ
أَلَمْ تَعْلَما أَنِّي أَنِسْتُ بِعُطْلَةٍ / مَخافَةَ أَنْ أُبْلَى بِخِدْمَةِ سَاقِطِ
فَلا تَدْعُوانِي لِلْكِتابَةِ إِنَّها / طَماعَةُ راجٍ في مَخِيلَةِ قانِطِ
يُنافِسُني فيها رَعاعٌ تَهادَنوا / على دَخَنٍ مِنْ بَيْنِ راضٍ وَساخِطِ
وَأَنْكَرَتِ الأَقْلامُ مِنْهُمْ أَنَامِلاً / مُهَيَّأَةً أَطْرافُها لِلْمَشَارِطِ
لَئِنْ قَدَّمَتْهُمْ عُصْبَةٌ خانَها النُّهى / فَهَلْ ساقِطٌ لَمْ يَحظَ يَوْماً بِلاقِطِ
وَأَيُّ فَتىً ما بَينَ بُرْدَيَّ قَابِضٍ / عَنِ الشَّرِّ كَفَّيهِ وَلِلْخَيْرِ باسِطِ
وَمُعْتَجرٍ بِالْحِلْمِ وَالسِّلْمُ تُبْتَغَى / وَلِلْجَأْشِ في بُحْبوحَةِ الحَرْبِ رابِطِ
وَلَكنَّنِي أَغْضَيْتُ جَفْنِي عَلى القَذَى / وَلَمْ أَرْضَ إِدْراكَ العُلا بِالوَسائِطِ
أقُولُ لِذي الباعِ الطَّويلِ عُوَيْمِرٍ / وَمِنْ شِيمَتي نُصْحُ الصَّديقِ المُخالِطِ
هُو الدَّهْرُ لا تَبْغِ الحَقيقَةَ عِنْدَهُ / وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُكْفَى أَذاهُ فَغَالِطِ
عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغي مَدايَ وَقَدْ رَأَى
عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغي مَدايَ وَقَدْ رَأَى / مَساحِبَ ذَيْلي فَوْقَ هامِ الفَراقِدِ
وَلي نَسَبٌ في الحَيِّ عالٍ يَفاعُهُ / رَحِيبُ مَسارِي العِرْقِ زاكي المَحاتِدِ
وَفيَّ مِنَ الفَضلِ الّذِي لَوْ ذَكَرْتُهُ / كَفانِيَ أَنْ أُزْهَى بِجَدٍّ وَوالِدِ
وَرِثْنا العُلا وَهْيَ الَّتي خُلِقَتْ لَنا / وَنَحْنُ خُلِقْنا لِلْعُلا وَالمَحامِدِ
أَبَاً فَأَبَاً مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَهكذا / إِلى آدَمٍ لَمْ يَنْمِنا غَيْرُ مَاجِدِ
كَبِدٌ تَذوبُ وَمَدْمَعٌ هَطِلُ
كَبِدٌ تَذوبُ وَمَدْمَعٌ هَطِلُ / فَمتى يُوَرِّعُ صَبْوَتي عَذَلُ
ماذا يَرُومُ بِهِ العَذولُ وَكَمْ / يَلْوي عَليهِ لِسانَهُ الخَطَلُ
أَمّا السُّلُوُّ فَإِنَّ مَطْلَبَهُ / صَعْبٌ وَلَكِنْ أَدْمُعِي ذُلُلُ
وَبِمُهْجَتِي رَشَأٌ كَأَنَّ بِهِ / ثَمَلاً يَميلُ بِهِ وَيَعْتَدِلُ
كَالمِسْكِ في لَوْنٍ وَفي أَرَجٍ / يُمْتارُ مِنْهُ العَنْبَرُ الشَّمِلُ
فَجَلا صَباحَ الشَّيْبِ حِينَ حَكى / لَيْلَ الشَّبيبَةِ ثَغْرُهُ الرَّتَلُ
يا لائِمي وَجَوانِحِي دَمِيَتْ / وَجْداً بِهِ وَالْقَلْبُ مُخْتَبَلُ
تَهْوَى الظِّباءَ الكُحْلَ أَعْيُنُها / وَتَعِيبُ ظَبْياً كُلُّهُ كَحَلُ
قَدْ صِيغَ مِنْ حَبِّ القلوبِ كَما / نَفَضَتْ عَلَيْهِ سَوادَها المُقَلُ
مَقيلُ النَّصْرِ في ظُلَلِ القَتامِ
مَقيلُ النَّصْرِ في ظُلَلِ القَتامِ / وَمَسْرَى العِزِّ في ظُبَةِ الحُسامِ
وَلي هِممٌ جَثَمْنَ على ضُلوعٍ / تُلَفُّ مِنَ الهُمومِ على كِلامِ
تَمُرُّ بِها الخُطوبُ وَهُنَّ شُوسٌ / فَتَقْرِفُها بِأَظْفارٍ دَوامِ
وَقَلْبي يَطْمئِنُّ بِهِ الْتِياحٌ / أَضُمُّ حَشايَ مِنْهُ عَلى ضِرامِ
وَلا أَصْبو إِلى رِيٍّ ذَليلٍ / إِذا صَادَفْتُ عِزِّي في أُوامِي
سَتُجْلَى غَمْرَةُ الحَدَثانِ عَنِّي / وَما مَلَكتْ عَلَيَّ يَدٌ زِمامِي
فَضَوءُ الصُّبْحِ مُرْتَقَبٌ لِسارٍ / تَرَدَّد بَيْنَ أَثْناءِ الظَّلامِ
وَقَوافٍ مُلْسِ المُتونِ شِدادِ ال
وَقَوافٍ مُلْسِ المُتونِ شِدادِ ال / أَسْرِ غُرٍّ مَصْقُولَةِ الأَطرافِ
لَمْ يَشِنْها إِجازَةٌ وَسِنادٌ / وَحَلَتْ إِذْ خَلَتْ مِنَ الإصرافِ
وإِذا ما رُواتُها انْتَقَدوها / حَسِبوها لآلِئَ الأَصْدافِ
صُغْتُها في النَّسيبِ وَالفَخْرِ حَتّى / عُدَّ فيها الإعْجازُ مِنْ أَوْصافي
وَمَتى زَلَّ عَنْ لِساني مَديحٌ / هُوَ أَدْنَى مُروءَةِ الأَشْرافِ
فَأَنا المُسْتَعيرُ مَعْناهُ مِمَّا / قَالَهُ المَادِحُونَ في الأَسْلافِ
وَكَواعِبٍ تَشْكو الوُشاةَ كَما شَكَتْ
وَكَواعِبٍ تَشْكو الوُشاةَ كَما شَكَتْ / أَرْدافَها عِنْدَ القِيامِ خُصورُها
وتُريكَ أُدْحِيَّ الظَّليمِ حِجالُها / وَتَضُمُّ غِزْلانَ الصَّريمِ خُدورُها
وَإِذا رَنَتْ وَلَعَ الفُتورُ بِمُهْجَتِي / مِنْ أَعْيُنٍ مَلَكَ القُلوبَ فُتُورُها
حَسُنَتْ لَيالي الوَصْلِ حِيْنَ تَشَابَهَتْ / وَجَناتُها في حُسْنِها وَبُدُورُها
وَصَدَدْتُ عَنْ تِلْكَ المَراشِفِ عِفَةًّ / فَالرِّيقُ خَمْرٌ وَالحَبابُ ثُغورُها
وَغادَةٍ لَوْ رَأَتْها الَّشْمُس ما طَلَعَتْ
وَغادَةٍ لَوْ رَأَتْها الَّشْمُس ما طَلَعَتْ / وَالرّيمُ أَغْضَى وَخُوطُ البانِ لَمْ يَمِسِ
عانَقْتُها بِرِداءِ اللَّيْلِ مشْتَمِلاً / حَتّى انْتَبَهْتُ بِبَرْدِ الحَلْي في الغَلَسِ
فَبِتُّ أَحْمِيهِ خَوْفاً أَنْ يُنَبِّهَها / وَأَتَّقِي أَنْ أُذيبَ العِقْدَ بِالنَّفَسِ
النُّجْحُ تَحْتَ خُطا المَهْرِيَّةِ النُّجُبِ
النُّجْحُ تَحْتَ خُطا المَهْرِيَّةِ النُّجُبِ / وَالعِزُّ فَوْقَ ظُبا الهِنْدِيَّةِ القُضُبِ
وَالعَزْمُ يُوقِظُ داعِي الحَزْمِ نائِمهُ / وَهَل تَدورُ الرَّحَى إلا على القُطُبِ
فَما الثَّواءُ بِأَرْضٍ لِلْمُقيم بِها / إِلى الهُوَيْنى حَنينُ الوُلَّهِ السُّلُبِ
أَقْذَى الزَّمانُ بِها شِرْبي وَرَنَّقَهُ / ماذا تُريدُ اللَّيالي مِنْ فَتىً غُرُبِ
مَتى أُرَوِّي غَليلَ السُّمْرِ مِنْ ثُغَرٍ / يَمِدْنَ فيهنَّ كَالأشْطانِ فِي القُلُبِ
فَهُنَّ أَزْوَيْنَ إِبْلي وَالمِياهُ دَمٌ / وَقَدْ تَوَشَّحَتِ الغُدْرانُ بِالعُشُبِ
أُزْهَى بِنَفْسي وَإِنْ أَصْبَحْتُ في مُضَرٍ / أَلْوي على العِزِّ مِنْ بَيْتي قُوى الطنُبِ
فَالعُودُ مِنْ حَطَبٍ لولا رَوائِحُهُ / وَالنَّخْلُ تُكْرَمُ لِلأَثْمار لا العُسُبِ
وَقَدْ جَعَلْتُ مَرادَ الطَّرَفِ غَيْر مَهاً / يَهْزُزْنَ في المَشْي أَغْصانَاً على كُثُبِ
إِنَّ العُيونَ عَنِ العَلْياءِ نابِيَةٌ / وَمَسْرَحُ العَيْنِ مِنّي مَسْبَحُ الشُّهُبِ
هِيَ الّتي لا تَزالُ الدَّهْرَ ناظِرَةً / إِلى عُلاً وَلِسُؤَّالٍ وفي كُتُبُ
وَقَدْ شَكَتْ فَشَفاهَا اللهُ وَارْتَجَعتْ / لَحْظاً أَحَدَّ مِنَ المَأْثُورَةِ الرُّسُبِ
وَالشَّمْسُ تَرْنو بِعَيْنٍ لا يُغَيِّضُ مِنْ / أَنْوارِها ما يُوارِيها مِنَ السُّحُبِ
وَالمَشْرَفِيّةُ لا تَنْبو مَضارِبُها / فيها المَضاءُ وَإِن رُدَّتْ إِلى القُرُبِ
فَأَصْبحَ المَجْدُ مَسْروراً بِعافِيةٍ / أُلاعِبُ الظِّلَّ في أَثْوابِها القُشُبِ
وَأَشْرَقَ الدَّهْرُ حَتّى خِلْتُ صَفْحَتَهُ / تُقَدُّ مِنْ وَجَناتِ الخُرَّدِ العُرُبِ
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ / وَظَلَّتْ خَياشِيمُ الأَبَارِيق تَرْعُفُ
بِرَوْضٍ تَمَشَّى بَيْنَ أَزْهَارِهِ الصَّبا / فَتَحْسَبُها مَذْعُورَةً حِينَ تَرْجُفُ
وَقَدْ مَزَجَتْ ظَمْياءُ بالرّيقِ راحَها / فَلَمْ أَدْرِ مِنْ أَيِّ المُدامَيْنِ أَرْشُفُ
وَقُلْتُ لَهَا شِيمي لِحاظَكِ وَارْفُقِي / بِلُبِّي وَخَلِّي البابِلِيَّةَ تَعْنُفُ
فَطرْفُكِ لا صَهْباءُ يَنْزو حَبابُها / قَويتِ على قَتْلي بِهِ وَهْوَ يَضْعُفُ
فُؤادٌ دَنا مِنْهُ الغَرامُ جَريحُ
فُؤادٌ دَنا مِنْهُ الغَرامُ جَريحُ / وَجَفْنٌ نَأَى عَنْهُ الرُّقادُ قَريحُ
فَلِلْوَجْدِ قَلْبِي وَالمَدامِعُ لِلْبُكا / إِذا لاحَ بَرْقٌ أَوْ تَنَفَّسَ رِيحُ
أُكَلِّفُ عَيْنِي أَنْ تَجُودَ بِمائِها / وَإِنِّي بِهِ لولا الهَوَى لَشَحيحُ
وَيَعْذُلُني خِلِّي وَيَزْعُمُ أَنَّهُ / نَصيحٌ وَهَلْ في العاذِلينَ نَصيحُ
وَلَوْ أَنْصَفَ الواشُونَ رَقِّ لِذي الشّجى / خَلِيٌّ ومَا لامَ السَّقيمَ صَحيحُ
فَما لِغُرابِ البَيْنِ يَنْعَبُ بَعْدَما / أَتَتْ دُونَ مَنْ أَهْوَى مَهامِهُ فيحُ
بِفيهِ الثَّرَى قد فَرَّقَتْ بَيْنَنا النَّوَى / نَأَى عَنْهُ فَرخاهُ فَفيمَ يَصيحُ
وَساجِيةَ الأَلْحاظِ تَفْتُرُ إِنْ رَنَتْ
وَساجِيةَ الأَلْحاظِ تَفْتُرُ إِنْ رَنَتْ / فَتَحْسَبُها مَمْلوءَةً مِنْ رُقادِها
أُعَلّلُ نَفْسي بِالمُنى وَيَشوقُني / سَنا البَرْقِ يَسْري مَوْهِناً مِنْ بِلادِها
وَما لِيَ مِنْها غَيْرُ داءٍ مُخامِرٍ / يُبَرِّح بي في قُرْبِها وَبِعادِها
وَأَرْعَى نُجومَ اللَّيْلِ وَالعَيْنُ ثَرَّةٌ / تُرَاقِبُها مَطْروفَةً بِسُهادِها
فَلَيْتَ بَياضَ الصُّبْحِ يَبْدو لِمُقْلَةٍ / كَأَنَّ الدُّجَى مَخْلُوقَةٌ مِنْ سَوادِها
لَوَيْتُ على الرُّمْحِ الرُدَيْنِيِّ مِعْصَما
لَوَيْتُ على الرُّمْحِ الرُدَيْنِيِّ مِعْصَما / وَزُرْتُ العِدا وَالحَرْبُ فاغِرَةٌ فَما
وَقَدْ زَعَمُوا أَنِّي أُلِينُ عَريكَتي / لَهُمْ إِذْ تَوَسَّدْتُ الخَمَاصَةَ مُعْدِما
أَمَا عَلِمُوا أَنِّي وَإِنْ كُنْتُ مُقْتِراً / أُرَوِّي مِنْ القِرْنِ الحُسامَ المُصَمِّما
وَيُشْرِقُ وَجْهي حِيْنَ يُنْسَبُ والِدي / وَتَلْقَى عليه لِلسِّيادَةِ مَيسِما
وَإِنْ ذَكَروا آباءَهُمْ فَوُجوهُهُمْ / تُشَبِّهُها قِطْعاً مِنَ اللَّيلِ مُظْلِما
وَلَلْفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ أَبٍ ذي دَناءَةٍ / إذَا هُزَّ لِلْفَخْرِ ابْنهُ عادَ مُفْحَما
مَتى حُصِّلَت أَنْسابُ قَيْسٍ وَخِنْدِفٍ / فَلي مِنْ رَوابِيهنَّ أَشْرَفُ مُنْتَمى
وَإِنْ نُشِرَتْ عَنْها صَحيفَةُ ناسِبٍ / رَأَيْتَ بُدوراً مِنْ جُدودي وَأَنْجُما
لَهُمْ أَوْجُهٌ عِنْدَ الفَخارِ تَزينُها / عَرانِينُ ما شَمَّتْ هَواناً وَمَرْغَما
لِيَقْصِدْ مُسِرُّ الضِّغْنِ فينا بِذَرْعِهِ / وَلا يَسْتَثِرْ مِنا بِوادِيهِ ضَيْغَما
فَإنَّ المَنايا حينَ يُضْمِرْنَ غُلَّةً / لَيَلْعَقْنَ مِنْ أَطْرافِ أَرْماحِنا الدَّما
وَأَغْيَدَ يَحْوي وَجْهُهُ الحُسْنَ كُلَّهُ
وَأَغْيَدَ يَحْوي وَجْهُهُ الحُسْنَ كُلَّهُ / وَيُنْكِرُ أَنَّ البَدْرَ فيهِ شَريكُهُ
أَتاني وَفي يُمْناهُ كَأْسٌ كَأَنَّها / مِنَ التِّبْرِ يُعْلَى باللُّجَيْنِ سَبيكُهُ
فَنازَعْتُهُ الصَّهْباءَ طَوْراً وَتارَةً / جَنَى الرِّيقِ حَتَّى نَمَّ بالصُّبْحِ دِيكُهُ
أَلا بِأَبي بِلادُكِ يا سُلَيْمى
أَلا بِأَبي بِلادُكِ يا سُلَيْمى / وَما ضَمَّ العُذَيْبُ مِنَ الرُّبوعِ
وَلي نَفَسٌ إِذا هَيَّجْنَ وَجْدِي / يَكادُ يُقيمُ مُعْوَجَّ الضُّلوعِ
فَلَمْ أُزِرِ الدِّيارَ الطَّرْفَ حَتّى / نَفَضْتُ بِهِنَّ أَوْعِيَةَ الدُّموعِ
وَغِيدٍ أَنْكَرَتْ شَمَطِي فَظَلَّتْ
وَغِيدٍ أَنْكَرَتْ شَمَطِي فَظَلَّتْ / تُغَمِّضُ دونَهُ طَرْفاً مَريضا
وَشيمتُها التَّزاوُرُ عَنْ مَشيبٍ / يَرُدُّ حَبيبَ غانِيَةٍ بَغيضا
فَما ارْتاعَتْ مِنَ الحَيّاتِ سُوداً / كَما ارْتاعَتْ مِنَ الشَّعَراتِ بِيضا
رَغِمَ الأَراذِلُ إِذْ وَرِثْنا سُؤْدَداً
رَغِمَ الأَراذِلُ إِذْ وَرِثْنا سُؤْدَداً / عَوْداً له أَثَرٌ عَلَيْنا بَيِّنُ
وَتَيَقَّنوا أَنّي إذا اشْتَجَرَ القَنا / خَشِنٌ وَعِطْفِي في السَّماحَةِ لَيِّنُ
وَإذا هُمُ رَغِمُوا وَقَدْ بَسَطَ العُلا / باعي فَذاكَ لَدَيَّ رَغْمٌ هَيِّنُ
وَمُكاشِحٍ نَهْنَهْتُهُ عَنْ غايَةٍ
وَمُكاشِحٍ نَهْنَهْتُهُ عَنْ غايَةٍ / زَأَرَ الأُسودُ الغُلْبُ دونَ عَرينِها
إِنّا مُعاوِيُّونَ نَبْسُطُ أَيْدِياً / في المَكْرُماتِ شِمالُها كَيَمينِها
مِنْ كُلِّ ذي حَسَبٍ نَمَتْهُ حُرَّةٌ / غَرَّاءُ لاحَ العِتْقُ فَوْقَ جَبينِها
خَضِلِ البَنانِ إِليهِ يُزْجي المُجْتَدي / وَجْنَاءَ أَبْلَى السَّيْرُ ثِنْيَ وَضَينِها
وَإذا العُفاةُ تَيَمَّمَتْنا عِيسُهُمْ / لَمْ يَذْكُروا أَوْطانَهُمْ بِحَنِينِها
تَقْرو مَراتِعَ وُشِّحَتْ بِمَناهِلٍ / تَخْتالُ بَينَ نَميرِها وَمَعينِها
وَلَنا إِذا العَرَبُ اعْتَزَتْ جُرْثُومَةٌ / خُلِقَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ مِنْ طِينِها
وَمُفِيقِينَ مِنَ اللَّهْ
وَمُفِيقِينَ مِنَ اللَّهْ / وِ نَشاوَى مِنْ مِراحِ
أَلِفُوا الجِدَّ وَلَمْ يَنْ / تَهِجُوا طُرْقَ المِزاحِ
فَهُمُ الأُسْدُ عَلى جُرْ / دٍ عِتاقٍ كَالسِّراحِ
يَمْتَطي أَبْطالُهُمْ مِنْ / هُنَّ أَثْباجَ الرِّياحِ
سَحَبُوا أَذْيالَ نَقْعٍ / لَيْلُهُ وَحْفُ الجَناحِ
بِوجوهٍ تُجْتَلَى مِنْ / هَا تَباشِيرُ الصَّباحِ
وَرَدُوا المَوْتَ ظِماءً / تَحْتَ أَظْلالِ الرِّماحِ
وَالضُّبَيْبِيَّاتُ خُوصٌ / وَبِها نُجْلُ الجِراحِ
فَشَفَتْ غُلَّتَهُمْ بِالدْ / دَمِ أَطْرافُ الصِّفاحِ
وَأَفادَ البَأْسُ نُعْمَى / أَتْلَفُوها بِالسَّماحِ
رَأَتْ أُمُّ عَمْروٍ ما أُعاني فعَرَّضَتْ
رَأَتْ أُمُّ عَمْروٍ ما أُعاني فعَرَّضَتْ / بِشَكْوَى وفي فَيْضِ الدُّموعِ بَيانُها
وَقَدْ كُنْتُ أَهْوَى مَبْسِماً وَجُمانَهُ / فَقَدْ شَغَفَتْني مُقْلَةٌ وَجُمانُها
وَمَنْ يَبْغِ ما أَبْغِي مِنَ المَجْدِ لَمْ يُبَلْ / نَوائِبَ تَتْلُو البِكْرَ مِنْها عَوانُها
رَعى اللهُ نَفْساً بَيْنَ بُرْدَيَّ مُرَّةً / على أَيِّ خَطْبٍ لَيْسَ يُلْقَى جِرانُها
يُفِيءُ إِلَيْها الدَّهْرُ كُلَّ عَظيمَةٍ / وَلا يَزْدَهيها فَهْيَ ثَبْتٌ جَنانُها
وَيَعْلَمُ أَنّي أَستَنيمُ إِلى الرَّدى / بِها حِينَ يَسْتَشْري عَلَيْها هَوانُها
وَأَبْرَحُ ما أَلْقَى رِئاسَةُ عُصْبَةٍ / أَخَسُّ زَمانٍ نالَ مِنِّي زَمانُها
يَحومُ عَلَيْها صَارِمِي وَغِرارُهُ / وَتَصْبو إِلَيْها صَعْدَتي وَسِنانُها
وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْها يَمُدُّ إِلى العُلا / يَداً نَشَأَتْ في الفَقْرِ شُلَّ بَنانُها
وَيَأْمَلُ مِنّي أَنْ أُسِفَّ بِهِمَّتِي / إِليهِ وَما شَأْنُ اللِئامِ وَشَانُها
وَلَوْ أَمْكَنَتْنِي وَثْبَةٌ أُمَوِيَّةٌ / لأَلْجَمْتُهُ سَيْفِي فَهذا أَوانُها
نِقَمِي تَتْبَعُها نِعَمي
نِقَمِي تَتْبَعُها نِعَمي / وَيَميني دَرَّةُ الدِّيَمِ
لَيْتَ شِعْري وَالمُنى خُدَعٌ / هَلْ أُرَوِّي صارِمي بِدَمِ
وَجِباهُ الصِّيدِ لاثِمَةٌ / ما تَمَسُّ الأَرْضُ مِنْ قَدَمي
تَقْتَفي الأَفْواهُ مَوْطِئَها / راعِياتٍ حُرْمَةَ الكَرَمِ
أَتَراهُ خَدَّ غَانِيَةٍ / مَدَّ لِلْتَقْبيلِ كُلَّ فَمِ
وَالعُلا إِرْثي وَلَسْتُ أَرَى / حاجِزاً عَنْها سِوى العَدَمِ
كَيفَ أَرْجُو أَنْ أَفُوزَ بِها / في زَمانٍ ضَاقَ عَنْ هِمَمِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025