القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 137
آن الأوان فوفّنا ميعادنا
آن الأوان فوفّنا ميعادنا / يا ابن الوفاء ومعدن الأنصاف
خفف علينا المثقلات وزن لنا / أوزان برّ منك غير خفاف
أني لارقب منك نوءاً صادقاً / متفجّرا بالوابل الوكاف
جود تكامل في جميع صفاته / ما عابه شيء سوى الإسراف
لك في النوال عن السحاب نيابة / وخلافة جاءت بغير خلاف
أنت الملاذ لكشف كلّ ملمّة / بل سرّ سرّ حقيقة الألطاف
لا زلت للفعل الجميل مؤاخياً / أبداً أخاء مودةٍ وتصاف
والحر أحرى بالوفاء لعهده / صينت مواعده عن الاخلاف
من معشر كانوا الهدى كانوا الندى / كانوا المنى كانوا الغِنى للعافي
بين وادي النقا وبين المصلّى
بين وادي النقا وبين المصلّى / زمن مر ما ألذ وأحلى
إن يوم اللقا لأعظم يوم / جلبته لنا المنى فاستهلا
حيّ ذاك المحلّ من حيّ نعم / طاب ما كان بالنعيم محلّا
فانثنى ذلك الزمان زمان / وكذاك المحلّ جدباً ومحلا
لا تلم بالسواد صحف الليالي / خط في لوحها القضاء فأملى
قم بنا نسأل الفلا والمطايا / كيف نيل العلى وأين استقلا
إن أيدي النياق أذرع عزّ / تذرع الحادثات حزناً وسهلا
كيف ترجى الحياة لولا المعالي / وإذا الروح فارق الجسم ولّى
خلّها في السرى تمد خطاها / فعساها ترى الثريا محلّا
يترامى بها إلى خير واد / داء شوق يصحه من أعلّا
إن براها السرى فحل براها / لبست عقد عزمة لن يحلا
شامت البارق الإلهي وهنا / فترامت كأنما هي شكلا
أخذتها تلك المطالع حتى / عقلتها تلك الأشعة عقلا
وبدا خير طالع من معالي / خادم المصطفى فأهلاً وسهلا
نور علم لا يمتري الظن فيه / أنه الشمس بل أجلّ وأعلا
وبقول النبيّ سلمان منّا / شرف يحتذي من الشمس نعلا
أحدقت بالوجود منه أمور / بالغات بها غدا الدهر طفلا
صيّرت ذاته الغيوب حيارى / ليس تدري أصدره اللوح أم لا
حلّ منه النهى بتمثال لطفٍ / كان بالجوهر الربوبيّ شكلا
كلما حاولت منى راحتيه / غصن أكرومة دنا فتدلى
ذاك روح القدس الذي مذ حواه / هيكل الدهر كان للدهر مثلا
جوهر لو يقاس بالجوهر الفر / د علاه لكان أعلى وأغلى
هيكل طلسمته أيدي المعالي / فحشت جانبي هيولاه فضلا
بأبي ناظر بمرآة عِلم / أوجه الغيب دونها تتجلى
بأبي من له المعالي تخلت / مخلصات وللمعالي تخلى
بأبي الماجد الذي اتخذته / كل بكر من الفضائل بعلا
يا أخا المكرمات إن ذنوبي / حملتني إلى معادي ثقلا
إن تكن شافعي فغير عجيب / أنت بالسيد المشفع أولى
من معيني على مدائح ندب / صح عنه الكمال نقلا وعقلا
وأخيه الفتى حذيفة لا ير / هج قولا ولا يرنق فعلا
وأمين النبي في كل سرّ / كان للمخبر الإلهي أهلا
قد رمى في الحشا لحاظاً صحاحا / فاصابت هادي الورى والمضلا
كيف يطوي النفاق أهلوه عمّن / حشى العلم فيه حاشا وكلا
لحظت مقلة الشجاعة منه / أسدا لم يزل له الموت شبلا
سيد يلتقى صدور المعالي / مثلما تلتقي الجواهر وبلا
سل قنا الخط أو ظبى الهند عنه / تلف عزَّ الدنيا بكفيه ذلّا
حبذا من نسيم وادي المصلّى
حبذا من نسيم وادي المصلّى / نفحات سرت فأهلاً وسهلا
يا زمان الحمى نعمت زمانا / حلبته أنواؤنا فاستهلا
متجر للهوى مضى في عكاظ / كان من جوهرية الروح أغلا
ومناخ للركب غير حرام / لحرام الميمين استحلا
موقف لم يدع لذي الروح روحا / يوم حزوى ولا لذي العقل عقلا
قدك يا بعد قد نزعت قلوبا / كنّ ملأى قوىً فأقوين هزلا
وانتدبناك باللقاء لداء / طالما عاده الطبيب فملّا
وأسياني أن الخليل المواسي / لم يدع للخليل في الأرض حملا
لا تكونا زيفاً إذا اشتد سبك / ولعمري كم زيّف السبك خلا
وانهضا نخطب العلى بالعوالي / فالأماني لم ترض بالعجز بعلا
لم ينل بالإقامة العزّ حتى / ينقل الماء بالغرابيل نقلا
إنما تقذف الهموم المطايا / مثلما تقذف السنابك نعلا
والليالي ذوات أيدٍ يعود / السهل حزناً بهنّ والحزن سهلا
وأمون تطوي من الشفّ / والوجد رباها طيّ الأكفّ السجلّا
لم تكن تعرف الهوى غير أن / الوجد منها بها عليها استدلا
شغل الرعي غيرها وطوته / إن للوامقين في الحب شغلا
جهلت ما بها اللحاة فلجّت / ربّ علم يظنه المرء جهلا
شفها من ربيع أحمد مرعى / كان أمرا من الرحيق وأحلا
ملِك غير أنه ملَكيّ / الطبع لم ترضه الثريئا محلا
عزّ بالبيض وهو للبيض عزّ / كل من لم تعزُّه البيض ذلّا
جاور المجد فهو للمجد جار / أي جدّ من ذلك المجد أعلى
كلما مدّ راحتيه ليجني / غصن أكرومة دنا فتدلى
صاحب السؤدد الذي حدثان / الدهر يبلى وذكره ليس يبلى
بأبي ذو منائح هرم الدهر / على أن يرى لجدواه مثلا
لم يزل مكثرا على المال جوراً / وإذا جار حادث كان عدلا
إن حال المليّ وهو شحيح / مثل حال النحاس بالتبريطلي
فاضل لم يقس بفضل سواه / من يساوي بصورة الطين عقلا
تجتلي العين منه أبهى مرأىً / هو أشهى للنفس من أن يملا
شيم كالكواكب الزهر تمحو / مسدفات الدجى وتهدي المضلّا
ما تخطّى الصلاح عنه ولكن / هابه ما رد الفساد فولّى
قد سقاه ساقي الهداية نهلا / وسقى سائر الخلائق علّا
شرف مثلما جلا الصقل درعا / أو كما جودت يد القين نصلا
ونِجار مؤثّل كفرند / أخلصته يد الصياقل صقلا
وأياد كأنهن رياح / خضلات يهطلن بالمزن هطلا
حسبه الحكمة التي طاوعتها / كيمياء الأحكام عقداً وحلا
منعم للعفاة لمّا تلته / بكتاب من المآرب يتلى
وبه أكثر المقل ونادى / هاتف الجود من يرى لي مقلا
كم نحاه عافٍ فعاد مليّا / لم يزل دفتر الغنى عنه يملى
كلّا رمت وصف بعض علاه / قال لي قائل البلاغة كلا
سل به المكرمات تخبرك عنه / أنه أحمد الخلائق فعلا
كن كيف شئت فما المحب بسال
كن كيف شئت فما المحب بسال / طاشت سهامك يا أخا العذال
فاعجب لمرشفه الشهي كأنه / برد يمج مجاجة الجريال
وذؤابتاه دجىً ومفرقه ضحىً / والخد نار أوقدت بزلال
ما كان أطيب عيشنا بلوى النقا / والخندريس تدار بالسلسال
واليوم بالغيم المطلّ تخاله / متشابه الغدوات بالآصال
حيث الشباب ظليلة أفياؤه / والعين سرح في مروج جمال
كلف تقاسمه الغرام فشعبة / في الواديين وشعبة في الضال
ويلاه من قصر الجفون عن الكرى / والليل أطول من منى الجهّال
وبمهجتي المى الشفاه كأنها / منثور سقط أو صحاح لآل
متبسم عن أقحوانه مرشف / تجد الغوالي فهي غير غوال
تقضي على مهج الكماة جفونه / ولو أنها جبل من الأجبال
وعدتني الآمال إن ستجود لي / ما كان أكذب موعد الآمال
إن الذي وعدت به من جودها / كالنوم ما طل مغرماً بخيال
للعامرية أربع معمورة / بين الجوانح والفؤاد البالي
دمن طللت بها الدموع كأنني / قرّبتها هدياً إلى الأطلال
يا دهر لولا من هويت لشمت بي / قبّات برق ما لها من صال
لكن أتاح لي الهوى حبّ التي / عقلت أبيّاتي بغير عقال
كانت لنا دعة فعادت لذعة / والدهر صاحب نعمة ووبال
لم أنس إذ نهضت إلى راووقها / تختال بين تمايل وملال
فسقتك حاسرة الذراع كأنها / كف الخضيب تسورت بهلال
هتكت حجابك يوم وجرة وارتدت / في بردتين تمنع ودلال
لو أن علة ودّها في صدها / ما كنت أجرع غصّة إلا علال
كاد المتيّم أن يكتّم سرّه / لولا ينمّ به لسان الحال
دارت بي الأدوار لولا أنني / أدركت من نعمان أنعم بال
وإذا الليالي أنكرتك فلا تلذ / إلا بيض ظبىً وسمر عوال
بني التصويف أنتم شرّ جيل
بني التصويف أنتم شرّ جيل / لقد جئتم بأمر مستحيل
أفي القرآن قال اللَه هذا / كلوا أكل البهائم وارقصوا لي
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله / وأنت بحمد اللَه أهل الفضائل
إليك حثثنا النجب خمصاً بطونها / تشير بأعناق إليك موائل
وقافية ضلت وتاه دليلها / فجاءتك تبغى منك أهدى الدلائل
مقيدة لا يرتجى فك قيدها / بغير حسام من خطابك فاصل
أبا أحمد أشكو إليك أمانياً / تستّر عنّي وجه حقّ بباطل
إذا نحن يمّمناك توّجت عسرنا / بإكليل يسر للأسرة كافل
فلا تخلنا من همة ذات حلية / تطوق من آمالنا كل عاطل
إذا اسعدتنا منك بعض التفاتة / رجعنا بكلّيّ من السعد شامل
هات زدني من ذكر ذات دلال
هات زدني من ذكر ذات دلال / إن في ذكرها شفاء العضال
غادة كلما تنسم منها / نسمة آذنت برخص الغوالي
يا لقومي من أخت حيّ جديس / عقلت مهجتي بغير عقال
كيف أبكي الصبا وقد كان حتفي / إن شرخ الشباب شيخ الضلال
أيها اللائم المفنّد قلبي / ويك عني ما للملام ومالي
لا تزد قلبي الكليم كلوما / إن للوجد فيه وقع النبال
يا نديميّ هل إلى أم أوفى / من سبيل مساعد بالوصال
أطرباني بطيب ذكر سليمان / المعالي وباسمه غنيّا لي
حكم حكمه يعيد لعمري / مائلات الأحكام ذات اعتدال
كم له مربعاً يروقك منه / ما ترى من مسارح الآمال
وصلاح مستردف بنجاح / ونوال يسير اثر نوال
وأياد يمسحن ما تصبغ / اللأواء مسح البدور صبغ الليالي
واقتبال بكلّ حظّ سعيد / طالع يمنه طلوع الهلال
راكب للندى جواد غمام / تلثم الأرض منه وقع النعال
عزّ في الخلق مثله وعزيز / في مهافي الرياح برد الزلال
فلك قد قضى لنا نيّراه / باقتبال الفتوح والاقبال
بزغت شمس سؤدد في ذراه / زان في جيدها حليّ الكمال
كفه الريح في السماح وأما / ضربها في الوغى فدك الجبال
ليست السبعة الكواكب إلا / راميات عن قوسه بالنبال
أريحيّ كأنما خلق الجود / على ما حواه من تمثال
نمنمت داره الوفود كما نمنم / صحن الخدود ترصيع خال
من رجال تخيط أيدي المنايا / بأنابيبهم برود النزال
وكأن الكمال صيغ على / صورة تمثاله البديع المثال
يا أخا النيرين دوموا بسعد / لا أصابتكم سهام الوبال
بين جنبيك همة من جلاد / خلقت في الوغى صقال النصال
لك رأي كأنه الشهب تقضي / بالغنى والفنا بغير قتال
اليوم ماس العزّ في سرباله
اليوم ماس العزّ في سرباله / والمجد أسفر عن بديع جماله
اليوم أقبلت المكارم والعلى / يمشين مشي البدر في إقباله
اليوم عاد إلى معرسه الهدى / فأضل غاوي القوم جند ضلاله
اليوم أسعدت الأمور ببدرها / فأتم ناقصها مقام كماله
وارتاحت الأرواح منه بعارف / لا عرف للمعروف غير نواله
وتهادت الأحكام حالية به / وكفى عواطلها حليّ جلاله
طويت بعقوته سجايا أفصحت / بالصالحات البيض من أعماله
شرع عليك عداته وصلاته / لا بون بين مقاله وفعاله
هذا فتى الدنيا سليمان الذي / شغل الورى بجماله وجلاله
فالعدل في واديه حط رحاله / والجور هاب فجدّ في ترحاله
تاهت بنائله المنى فتبخترت / تيه المليح تعجبه ودلاله
اللَه أكبر فخر ينبوع النّدى / فليكرع الحرّان من سلساله
يا بدر لا تطمع بمثل كماله / يا ليث دع عنك ادعاء نزاله
فعّال ممتنع الفعال وقائل / لم تجن إلا الصدق من أقواله
ملك يعد السيف من فقرائه / وجماجم الأبطال من أمواله
ظفر الزمان بصيقل من حلمه / لولاه ما انطبعت حدود نصاله
رأي تشنّف بالعلوم كأنه / طبع الجواد يجيب قبل سؤاله
اليوم سلّ السيف من أغماده / وأراش راجي السعد طيش نباله
وأسى جروح الملك قيم أمره / راقي مخاوفه طبيب عضاله
ولعَ الكمال به ولوع متيم / لبس الهيام وجر من أذياله
تلك المعارف لو تصوّر لم يكن / تمثالها إلا على تمثاله
الشمس دون لقاه يهمل طرفها / والدهر يخفق دون خفق نعاله
صحت به العلياء بعد سقامها / وأعيد للمعهود عصر وصاله
وتحيرت منه العقول بواضح / مرآه قيد الطرف عين عقاله
للَه أكيس من تلامذة العلى / وفلاسف الحلكماء بعض عياله
فهو الملاذ وسائس الدهر الذي / راض الحرون الصعب من أهواله
وله السنان من اليراع مثقفا / صوب المنون يسيل من عساله
قلم إذا نفثت نوافث عزمه / بذ العقول العشر عشر مقاله
يتنوّع الموت الزؤام بطعنه / كتنوع الحرباء في أشكاله
وليهن مضمار البلاغة أنه / لولاه ما أتسعت فروج مجاله
قرم إذا لاقى الخميس عرمرماً / جدّت به العثرات من أجلاله
هنئت يا قمر السماء بدورة / للسعد تمسح عنه مسح وباله
دور كأنفاس النسيم تعلّة / تتراقص الأرواح باستقباله
من ذروة الشرف الرفيع قبابه / لا يستظل الحر غير ظلاله
شرف شعاعيّ كافرند الضحى / تتلألأ الدنيا بماء صقاله
وأراك يا ابن الخير غبطة ناظر / عوذت حبك بالنبي وآله
أسفرت بالحسب الأثيل كما بدا / جيد السماء مطوّقاً بهلاله
وحلا القريض بحسن وصفك منظراً / يزهو مكوفَرَه بمسكة خاله
فاعدته نشوان فيك تهزه / ندية الأنفاس من جرياله
ومضى قصارى السوء عنك / فأرّخوا البدر عاد له ارتفاع كماله
لمعاليك كلّها يا همام
لمعاليك كلّها يا همام / رقصت في حليها الأيام
ولك الرتبة التي لم يصافح / صفحها قيصر ولا بهرام
طلعت للسخاء منك جوار / منشئات كأنها الأعلام
ولقد زين المكارم مسعا / ك كما زين العقود النظام
حمدتك الحساد كرها فقلنا / ربما جادت النفوس اللئام
وحثثنا المطا إلى ذي محل / باذخ الأوج جاره لا يضام
نمت عن كل ما يسوء ولكن / لك في الخير مقلة لا تنام
قصر الناس عن مساعيك كلا / أنها الغاية التي لا ترام
أنت للوفد مربع وربيع / طرفاه الأكرام والأنعام
لك من رأيك الصقيل حسام / رأي كل امرىء لديه كهام
أنت للعالم الطبيب المداوي / كلما عنّ للجسوم سقام
أنت للملك خاتم الأمن / واليمن وللمجد مبدأ وختام
أنت من عنصر الكرام ولكن / أين من نظرة النضار الرغام
أنبتت كفّك الغنى والمعالي / مثلما ينبت الربيع الغمام
قلّ في المكرمات مثلك يا بحر / كما قلّ في الأنام الكرام
حيثما كنت ليس يألفك / اللؤم وهل يألف الضياء الظلام
أنت يا أحمد الفعال نسيم / بشذاه تروّح الأجسام
أنت للدرع لا محالة درع / يوم روع وللحسام حسام
كل فضل له إليك احتياج / مثلما احتاج للرعاء السوام
كن كما شئت من عطاء ومنع / ليس للجود في سواك مرام
وإذا لم تكن لحاجة مرء / فعليها طول الزمان السلام
لا عذر في اللوم فاعذرني ولا تلم
لا عذر في اللوم فاعذرني ولا تلم / إلمامة المرء في العتبى من اللمم
لا أبرح الحزم أن الحزم عرّفني / بغيره أن يبيت الساقط الهمم
وكم تركت أسوداً لا عرين لها / إلا معششة العقبان والرخم
يا دهر لا تشك من فقدانهم جزعاً / وجود بعض الورى شرّ من العدم
ظنوا الفريسة للطلاب ممكنة / فشاهدوا أسد الآساد في الأجسم
ما ينكر الخبّ من فضلي ومن شرفي / جسم سقيم وصبر غير ذي سقم
أين الخيام بذي الأرطى وربربها / كانت خيامهم نديّة الخيم
ساروا فما تركوا عيشاً بلا كدر / للعاشقين ولا عضواً بلا ألم
وكدت أقرع سني بعدهم ندماً / لو كان ينفع قرع السنّ من ندم
عرب ولكن أضاعوا عهد من صحبوا / فما المظنة بعد العرب بالعجم
وطول تجربة الأصحاب أوجد لي / أن لا أصاحب غير الصارم الخذم
افتوا بفرقتنا ظلماً وليس لنا / سوى المحرم حبس الروح من حكم
نزورهم وإذا ازورت نواظرهم / غيظا علينا كحلناها بفيض دم
لا تحسبن اقتحام الحرب موبقة / ما صح شرط أبي يحيى لمقتحم
يقضي ابن آوى ولم يهرم له عمر / والأسد تدرك أقصى غاية الهرم
لا تركب الأمر حتى تستشير به / شهماً وأن كنت عين الحاذق الفهم
وليقنعنك من خلّ إشارته / وفي الإشارة ما يغني عن الكلم
خلفت خلفي قوماً كلما عزموا / على اصطناع يد خافوا من العدم
وكم شفعت إلى جيل بمنصلت / إن الحسام شفيع غير متهم
تركت نصح سميري غير ملتفت / ورحت اضرب أكباد المطا الرسم
حتى وقفت على أرض مقدسة / يعطّر الافق منها منقب الكرم
أرض لاحمدنا كشّاف معضلنا / فكّاك موثقنا من ربقة اللمم
مفري القبائل من أدنى نحائره / حمرٌ من التبر أو حمر من النعم
أحلى من الماء إلا أن بطشته / لو شابت السحب لم تمطر سوى النقم
تؤمّ كل الورى بالخير أنمله / كأنها وكلاء اللَه في الأمم
وربما خبط الأعناق يوم وغى / خبط العصا ورق البانات والسلم
تنال من بيضه الأيام مأمنها / كأنها ضربت بيضاً على قمم
لا زال يجبر كسراً غير منجبر / منها ويخرم رتقاً غير منخرم
أن قسته بملوك الأرض خلت له / وزن التفاوت بين البهم والبهم
ما للعلى مسكن في غير دارته / هيهات أن تسكن الأرواح في الرمم
جاءت إليه المعالي قبل دعوته / سعيا على الراس لا سعيا على القدم
ترى البلاد نشاوي من مدامته / شرب النديم على الأوتار والنغم
زار الأقاليم جدواه فزينها / يا حسن ما صنعته الشهب في الظلم
لولا مساعيه زاد اللَه حكمتها / لأصبح الملك جرحاً غير ملتئم
إذا المنايا تبدّت وهي كالحة / فاعجب له من بشوش غير مبتسم
لما درت أنه المولى لها وقفت / في الحرب بين يديه موقف الخدم
إذا انبرى لعطا أو مدّ كفّ سطا / فاقرا السلام على الآجال والنعم
لا يمسح اللوم جوداً فيه منطبعاً / وكيف ينمسح المطبوع في الشيم
سمح بخيل بردّ الثلائذين به / والبخل يحسب أحياناً من الحِكم
لا يقبل النصح في اسداء عارفة / وفي النصيحة ما يدعو إلى التهم
إليك يا أحمد المسعى سعت إبلي / تؤمّ رعي أنيق غير منهشم
تشكو إليك زمانا قد أضر بها / كما أضرت بخطٍ عشرة القلم
وأنت أهل بأن ترعى أذمتها / في ذمة اللَه أهل الرعي للذمم
فتّ الأوائل ما قدمت من قدم / في الصالحات وأن فاتوك في القدم
فاهنأ بعيد سعيد عاد عائده / بكل متحد بالخير ملتحم
يهنيك عيد الخير والنعم
يهنيك عيد الخير والنعم / بسيادة سادت ذوي الهمم
للَه شيمتك التي جعلت / للمجد بيت قصيدة الكرم
أنت الطبيب المستجار به / مما تلمّ طوارق الألم
داويت أمراض العراق بما / أوتيت من حكم ومن حِكم
طلعت سعود علاك لامعة / لمعان بارقة على علم
إن المآثر ما لها اثر / إلا بأحمد أحمد الأمم
يرد البلاد صنيع نائله / كورود عافية على سقم
رأت الرئاسة منه ذا لبن / ملئت براثنه من الهمم
بأبي الذي ضمنت مواهبه / إن لا بقاء لحادث عمم
فالناس في فرح وفي طرب / والملك في عزّ وفي حشم
والأرض راقصة بساكنها / فرحاً بمالئها من النعم
كل الجميل نتاج همته / أن الرياض ولائد الديم
فطن لكل فضيلة يقظ / لولاه جفن الغيّ لم ينم
رامي العدى في كل بائقة / ملئت كنانتها من النقم
سيف واين السيف من بطل / بطلت لديه شجاعة البهم
آسٍ أتى الدنيا وقد عقمت / طمعاً وأنقذها من العقم
قطب المعالي وابن بجدتها / ربّ القنا والسيف والقلم
ظلّ على الفقراء يسترهم / بسحاب جدواه من العدم
عدل المقام أبت عدالته / إلا ائتلاف الذئب والغنم
ندب جميل الخلق ذو خلق / بالخير متحد وملتحم
تجد الأعادي منه مرغمها / وكذاك رغم الخيل باللجم
شرس العريكة ليس يقنعها / إن الخطوب لها من الخدم
إن الأنام بظل دولته / أمنوا أمان الوحش في الحرم
لك كل رائحة وغادية / أذنت بنشر دوارس رمم
شيم كرائم جلّ منشئها / هي سيدات كرائم الشيم
إن المكارم منطق ذرب / أوتيت منه جوامع الكلم
أطلقتها من أوج دارتها / زهر النجوم فواضح الظلم
لما سمحت بكلّ عارفه / أسدى إليك الشكر كل فم
وإذا الزمان كبا بذي ادب / كنت المعدّ لزلة القدم
لهجت بك الأيام حامدة / كالطير ساجعة على سلم
يا من أباح لعصره مننا / كانت له كالروح للنسم
وأفاك هذا العيد ملتمساً / رفداً فنال الرفد من أمم
وأتيت أطلب منك عائدة / والعود من شأن وأبل الديم
شكراً لما أوتيت من كرم / قلّدتني نعماً على نعم
ألا برق يشام من الشآم
ألا برق يشام من الشآم / فينقع ومضه غلَل الأوام
برغم اللوم بايَعَ كل قلب / غزال الواديين بلا احتشام
غلام في مراشفه نسيم / يعيد الشيخ في سنّ الغلام
أدار لثامه خجلا وصوناً / وما أدراك ما تحت اللثام
يقرب من فمي فمه فأخشى / على برد يذوب من الضرام
وتنذرني محاسنه بوجد / يفاجي الصبر بالموت الزؤام
تبطنت السرى فتعاورتني / مقلبة القلوب على اضطرام
وما ان شبت من كبر ولكن / لواردة الخطوب على ازدحام
وزهدني عن الأموال أني / ارى الأموال أوثان اللئام
أصد عن المثالث والمثاني / وتطربني أحاديث الكرام
ولا يخفى عليّ كلوح قوم / على أفواهها اثر ابتسام
ولا أرضى بأهل الجهل صحباً / ولو أني دفعت إلى الحمام
ولا أنسى جميل الصنع طبعا / ولو أني أعمّر ألف عام
وانطلق بالصواب ولا أبالي / ولو ألقيت في الكرب العظام
إذا كان الكلام لغير غيّ / فما فضل السكوت على الكلام
ولي زمن بذي سلم تقضّى / على أيام ذي سلم سلامي
بحيث الربع موشيّ الحواشي / وذاك الجو نديّ الغمام
قفي يا أمّ عمرو وانظريني / يبن لك كيف عاقبة الغرام
خذي لي من عريب قبا ذماما / فإن العرب تعرف بالذمام
أعيراني قلوصكما لعلّى / أعرّس في حمى ذاك المقام
متى تدنو الخيام بآل ميّ / ونمرح بين هاتيك الخيام
وترفع لي الحدوج مكللات / بحسن وسامة منهم وسام
فهل يا دهر عندك ما تمنت / من الشّبم البرود ذوو الأوام
ومن طلب الشفاء من الأفاعي / فبشّره بموبقة السّقام
ومن يأمل سمواً فليعرّج / بأحمد صاحب الهمم السوامي
أمير في إمارته انتباه / أنام الحادثات عن الأنام
همام لا يغرّك من سواه / فكم تحت الحمائل من كهام
هو الجبل المطلّ على الثريا / كاطلال الجبال على الأكام
أرى العلياء سائرة إليه / كما يسري الهلال إلى التمام
يذود عن الرياسة كل ذود / كليث عن فريسته يحامي
له اطعام عارفة وعز / وللكرماء أطعام الطعام
إذا الآمال لم تستغن عنه / فإن الماء حاجة كل ظام
ترى أهل الممالك في ذراه / تقاد كأنها بعض السوام
وتلقح من عطاياه الأماني / لقاح الأرض من نطف الغمام
وتسخط من قواضبه الهوادي / ولا سخط الجموح على اللجام
متى قيست به الاشراف هانت / وأين الخف من شرف السنام
تيقظت الخطوب فمذ رأته / قليل النوم عدن إلى المنام
لمثلك أيها الملك المفدّى / أطاع الناس من سام وحام
ضربت على الرياسة كل سدّ / يزيف همة الملك الهمام
وحساد دحمتهم حسوماً / بخطب مثل بارقة الحسام
حللت من المكارم والمعالي / محلّ الطوق من عنق الحمام
وكم أنفذت سهمك في عويص / رماه من العناية كل رام
طلعت على العدى كصفيح برق / يشق خطوط دائرة الظلام
رميت بك المنى فأصاب سهمي / وما الشفعاء إلا كالسهام
جمالك لم يزل للعيد عيداً / يعيد شوارد النعم الجسام
إذا الأعياد أطربت البرايا / فأنت مدام هاتيك المدام
يا ليلة حتى الصباح سهرتنا
يا ليلة حتى الصباح سهرتنا / قابلت فيها بدرها بأخيه
أحييتها وأمتّها عن حاسد / ما شأنه إلا الحديث يشيه
ومعانقي حلو الشمائل أهيف / جمعت ملاحة كل شيء فيه
يختال معتدلا ويعتنق الصبا / متحركا بقوامه يثنيه
علقت يدي بعذاره وبخده / هذا أقبّله وذا أجنيه
حسد الصباح الليل لما ضمّنا / غصنين فرّق بيننا داعيه
وأشلاء دار بالحمى تلبس البلى
وأشلاء دار بالحمى تلبس البلى / ومنها بكفي كل نائبة شلو
نات دعد عنها فهي تشكو كخصرها / نحولا بنفسي ذلك الناحل النضو
تسائلني أترابها هل تحبّها / لها وأبيها من مودتي الصفو
أتحسبن قلبي خاليا من غرامها / وأين فؤاد من مودتها خلو
عفى اللَه عنها فهي روحي وإن جنت / عليها ومرجو لذي الهفوة العفو
أرى عينها نشوى ولي نشوة الهوى / فما لي أو تصحو نواظرها صحو
وأعلم أن الجور مرّ مذاقه / ولكنه منها وفي حبّها حلو
خيال روى ريّاه أطيب ما يروى
خيال روى ريّاه أطيب ما يروى / عن البان عن خبت الأناعم عن أروى
سرى يتخطلى كل باد وحاضر / إلى مضجع يقرأ السلام على السلوى
حنينا إلى أوقات نجد ويالها / ليالي كانت للهوى ملسكاً رهوا
تجافتك ليلى وأدعيت وصالها / إذا الفعل لم يصدق فلا حبذا الدعوى
وميدان لهو للتصابي جرت به / كميت حميانا إلى الغاية القصوى
تطوف بها بيض كأن قدودها / رياض حست كاس الحيافا نثنت نشوى
سكرنا فأنكرنا على عصر صحونا / ومن ذاق طعم السكر لم يشته الصحوا
قطعنا من الأهواء كل علاقة / إذا نحن أدركنا المرام فلا غروا
ولما حبسناها على أيمن الغضا / وكل حشاً منا بجمرته تكوى
فضضنا ختاما من حديث لو أنه / ينقص على رضوى لغنّى له رضوى
نشير إلى حرون طورا وتارة / إلى سفح يبرينٍ ودار الهوى حزوى
أأحبابنا أين القرى لنزيلكم / فقد ركبوها في سبيلكم عشوا
وهل عندكم للعائرين أقالة / فأسمح خلق اللَه من ينفق العفوا
تنادوا وهم نصب العيون كأننا / على طول ذاك الناي لم نفترق عضوا
وللَه قلبي حيث طاب لطيبهم / إذا كرم الثاوي فقد كرم المثوى
ولما زففنا العيس والنجم في الدجى / كحيل الأماقي يشبه الرشأ الأحوى
طرقنا م الدهناء ينت مجاشع / فقيل التصابي بالخلاعة نهوى
ويوم سقت كأسا وثنت بأختها / وهزّ نسيم السكر أعطافنا زهوا
فقبّلت منها الغصن حلواً ثماره / وما كل غصن يحمل الثمر الحلوا
فكنا وقد لف العناق جسومنا / كشارب ماء اليم يظما ولا يروى
كذبت الهوى إن لم أجد مر صابه / على كبدي أحلى من المنّ والسلوى
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي / فأثبتت الدوح الذي يثمر الشجوا
وكم في هوى الحسناء ماحٍ ومثبت / فلا تنكروا الإثبات منها ولا المحوا
ولما أتتني بعد يأس تعودني / شكوت إليها حيث لا تنفع الشكوى
وما الخل إلا من يسرك فعله / فيأبى الذي تأبى ويهوى الذي تهوى
كفاك من الإنسان فحوى فعاله / دليلا كما أن الكلام له فحوى
عقيلة فهر متعينا بنظرة / ألم تعلمي أن الصبا كلّا يذوي
خِفي اللَه في هتك النفوس فإنها / جميعا بعيني عالم السر والنجوى
وليل تورّكنا به صفحة السرى / تخال بساط الأرض من تحننا يطوى
نؤم به أشياخ قوم كأنها / نوافح برء رعرعت جسداً نضوا
المجد بالجدّ واللدن الرديني
المجد بالجدّ واللدن الرديني / والخيل مختالة بالهندوانيّ
حدّث عن السعد أن السعد مركزه / على مساعدة الحكم الربوبي
أن العوالم لولا الحظ ما انطبعت / طباعها بين علويّ وسفليّ
كم خط خطّ امرىءٍ مجداً فحققه / حكماً وأبطل دعوى كل خطيّ
وإن تكن قسمة الأقدار معطية / فلا تدع جانب العضب الجزرازيّ
إن السيوف لها صحف فإن نشرت / قضت على كل منشور ومطويّ
وما حديث الأماني غير وسوسة / فاقرأ السلام على أهل الأمانيّ
للَه دفّاقة الرايات خافقة / جرارة أذيل اللأم اليمانيّ
كأنها ودم الأبطال يخضبها / روض يوشح بالزهر الشقيقيّ
ورب شهبٍ على شهب كأنهم / في البيد سارية الركب السماويّ
كأن أوجههم والطعن يونقها / زهر ينمنم بالطل الجمانيّ
يسوسها من ليوث اللَه ذو لبد / نهّاب أفئدة هتّاك ماذيّ
شلّال عادية فرّاس عفرية / سيف من الرشد مسلول على الغيّ
لدّاغ كل شروس الباس أحوسه / بكل ناب سنان أفعوانيّ
حرّاق ما نسجته كل داجية / بكوكب ثاقب الآراء دريّ
وفكرة حرّة في قلب صاحبها / منابت الحزم والعلم الرياضيّ
يرى من البيض بيض الهند مصلته / ولا شباب سوى النقع الغدافيّ
إذا الكتائب لاقتها كتائبه / وجدتها بين منشور ومطويّ
لو مثلت خيله للأسد غائرة / لجفلت دونها أجفال وحسي
ويستمد مداد النصر من قلم / يصرف الملك بالرقم الإراديّ
إذا نظرت إليه أو سمعت به / وجدت أعجب مسموع ومرئيّ
هذا سليمان لم تقنع عزائمه / الا بطاعة انسيّ وجنيّ
تنبي أياديه عن خيل مسومّة / وعبقريّ من الديباج موشيّ
الواحد الحسن لم تلمع أسرته / إلا وعوذته بالواحد الحيّ
الصائد الجيش قد غص الفضاء به / ولا حبالة إلا صدر خطيّ
والقائد الشقر تحت النقع تحسبها / زهر الكواكب في ليل دجوجيّ
يمتاحه السيف عريانا فيصدره / مقمصاً بقميص أرجوانيّ
إن طار جيش العدى من ذكره هرباً / فقد يروع القطا ريح القطاميّ
وفارس كل يوم ثوبه عبق / بنافح من دم الفرسان مسكيّ
إذا تذكر يوم الطعن أطربه / أطراب مدّكر العصر الشبابيّ
ولم يقس بالسماويات جوهره / ألا قياس سماويّ بأرضيّ
ليت الزمان ومن فيه فدا ملك / دارت به كرة الأفق العراقيّ
إذا المآرب حجّت أوج دارته / عادت بأطيب من أنفاس داريّ
إن الدروع إذا لاقت أسنته / كانت كنسج البناء العنكبوتيّ
إذا الملوك رأته خفّ أوقرها / فعاد أطيش من جسم رياحيّ
أراهم الغيث والهيجاء قائظة / والغيث في القيظ أمر غير عادي
تلهو السيوف بهم ملهى أغيلمة / في ملعب شرق باللهو أنسيّ
إذا الأمانيّ في أشواطها كدحت / فليس يدركها غير اليمانيّ
كان أسيافه نار وهامهم / قوم عكوف على الدين المجوسيّ
يغشاهم الموت مأموراً بزورتهم / ولا يزاور عنهم غير منهيّ
يامن جلاء الغواشي من طبائعه / والشمس تختص بالضوء النهاريّ
ما آنست من مواضيك الوغى قبساً / إلا اهتدت بشهاب منك قدسيّ
لقد سبقت من الماضين أمجدها / ولم يفتك سوى السبق الزمانيّ
وربّ حيّ من الإقيال زرتهم / بزاخر من عباب الحتف لجيّ
غزوتهم والردينيات كاشرة / عن نابها كثرة اللّيث العرينيّ
فالرقش كالرقش إلا أن نقشتها / تعيي فلاسفة العلم الطبيعي
وللحمام أغاريد كما اختلفت / ورق الحمائم بالنوح الغراميّ
أعقمت أصلابهم غزواً فلم يلدوا / سوى المخاوف والوهم الدغاميّ
يهزّ رعبك في الأغماد فضبهم / ولا اهتزاز القضيب الخيزرانيّ
لا يصحب البشر قلباً رعته أبداً / ولو تعلل بالصرف السلافيّ
وقال في حظك الأوفى مؤرخه / حييت بالسعد والفتح الإلهيّ
وذي مرقد شمس العلى كقبابه
وذي مرقد شمس العلى كقبابه / وجبهة دار الملك دون ترابه
ألم تره مع عظم وسع رحابه / تزاحم تيجان الملوك ببابه
و يكثُرُ في يومِ السلامِ ازدحامها /
بباطنه آيات وحي تنزلت / ورسل وأملاك به قد توسلت
لذاك سلاطين لديه تذللت / إذا ما رأته من بعيد ترجلّت
وإن هي لم تفعل ترجّل هامها /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025