المجموع : 152
بات معناك بأعلاقه
بات معناك بأعلاقه / مستنجداً أدمع آماقه
إياك يا قلب وهذا الرشا / أو فأدرع عن سهم أحداقه
مورد الوجنة قد عنعنت / حمرتها عن دم عشاقه
تلسعني عقرب أصداغه / فيسمح الثغر بدرياقه
أطفا في ريقه لاعجي / إن برحت بي نار أعلاقه
كان حليفي في زمان الصبا / حتى تذاوى غض أوراقه
واليوم أضحى لاوياً جيده / يصرف عني لحظ أحداقه
قل للصبا إن صح عتب الصبا / أسلمت ذا القلب لإحراقه
فاذهب فدتك النفس من ذاهب / لم يمض أعلاقي بأعلاقه
قد فاتني مذ فت ربح الهوى / إذ كنت لي موسم أسواقه
دع ذا وقل يا راكباً أعيسا / يطوي الدياميم بأعناقه
عرج على الكرخ إذا جئته / وحي عني بدر آفاقه
محمداً الحسن المجتبي / من لا يضاهي حسن أخلاقه
ما طاب روح الجود حتى روى / نافحه عن طيب أعراقه
فليحل جيد الدهر في فضله / فإنه أحسن أطواقه
وليعكف الخلق على كفه / فإنها مفتاح أرزاقه
إليك مني يا حليف الندى / مدح امرء راق بأوراقه
قد كاد أن يغرق لكنهما / مدحك لا يحصي بأغراقه
ليس سوى حبك في قلبه / مغلغلاً ما بين أطباقه
ما خف ركبي عنك إلا لوى / إلى مغنيك بأعناقه
هل سلا عاشق سواي فأسلو
هل سلا عاشق سواي فأسلو / والتأسي في شرعة الحب يحلو
زججت حاجباً لها وهو قوس / وبرمتني بلحظها وهو نبل
يا هلالاً وارى البعاد سناه / عن عيوني فما لها تستهل
فلقد أبكت الحمامة عيني / فهي تملي وأدمعي تستمل
ولقد شاق لحظ عينيك قلبي / ومتى شاق قلب جرحاه نصل
أنا حرمت في هواك رقادي / لم يا منيتي دمي تستحل
كتب الذكر نصب عيني كتابا / من معانيه لم أزل فيه أتلو
يا عريباً بين الرصافة والكر / خ أقاموا لا بل بقلبي حلوا
كم هجرتم وكم وصلتم مشوقا / وكذاك الزمان هجر ووصل
لي ما بين سربكم ريم سرب / لحظ عينيه صارم لا يفل
أيها العاقد النطاق بقلبي / لك بالقلب عقدة لا تحل
لا ترعني بسيف جفينك سلا / إن روحي تسل مهما يسل
لي على الكرخ رشةٌ من دموع / داميات وغلة لا تبل
أيها المدلجون للكرخ تحدي / بهم ضمرٌ نجائب بزل
يعملات كأنهن الحنايا / تقطع البيد والمرافق فتل
قد محاها السرى فلم ير منها / إن تراءت إلا نسوع ورحل
قف على الكرخ ثم حيي غزالا / قتل الصب منه سحر ودل
عن محب يزداد فيه ولوعا / فيه ما مر بين سميعه عذل
يا حامل الوردة ما ألطفك
يا حامل الوردة ما ألطفك / فهل ترى لي اليوم إن أرشفك
يا وردة الناظر باللَه قل / بهذه الوردة من أتحفك
لا أقطف الورد ولكنني / قد كدت من روضك أن أقطفك
أنكرني أهلي ولكنهم / ما أنكروني قبل أن أعرفك
عنفني فيك فلم يلوني / فلم لوى جيدك إذ عنفك
شبهك الشمس ولكنه / قد أنصف الشمس وما أنصفك
ثقلك التمويج يا ردفه / فأنت يا ذا الخصر من خففك
وأنت يا مبسمه لؤلؤ / قد رقت ترصيفاً فمن رصفك
قتلت أسد الغيل يا طرفه / ما كان أوقواك وما أضعفك
صرعت في حدك مني الحشا / باللَه يا ذا الطرف من أرهفك
ويا بنان الكف لا تقضني / دمي فقد زانك أم طرفك
فآه يا قلبي لو أنني / ضمنت فيك اليوم من أتلفك
أخلفك الموعد ظبي الحمى / فهل له ينجز ما أخلفك
إن لم يكن يسعف في مينة / فحسبك الأقبال إذ أسعفك
في مدح من في مدحه زينة / لقائل قد قال أو قد أفك
لذاك خلي الحسن المجتبي / أحسن من أطلق عان وفك
وذاك ذاك الصارم المنتضي / على دام العدم وفيه انسفك
فامرح على العيوق في عزة / واسحب على هامته مطرفك
يعد في تعريفه مخطئاً / يا علم الأعلام من عرفك
هل غير كرفك صارم
هل غير كرفك صارم / في الكحل قد صقلوا فرنده
كن حيث كنت فإنه / أبد الزمان يراك عنده
هو مطلق قبل الهوى / وعلقنه الأشراك بعده
هل غير خدك جمرة / تقد الجوانح وهي ورده
فانظر في قمر الدجى / يرياك طلعته وجعده
لست أنسى عهدك الماضي وإن
لست أنسى عهدك الماضي وإن / مر بالعين خيالاً لست أنسى
طفت سبعاً حول مغناك كما / قمت أقضي صلوات الشوق خمسا
أنت كالشمس دنت أنوارها / لعيون وعدتها الكف لمسا
إن شربت الكاس لا يمزجها / لك ريق لا سقاني اللَه كأسا
روض الصخر رواء مدمعي / وزفيري عاد فيه الروض يبسا
إن داء الوجد لو أبرأته / عاد ذاك الداء بالمشتاق نكسا
لا ومجري نطاقك المعقود
لا ومجري نطاقك المعقود / فوق مهتز قدك الأملود
لم تحل اللحاظ وهي سيوف / عقدة الوجد من حشا المعمود
ما أحيلاك ما ئساً تتثنى / بثياب من الصبا وبرودا
قصمت كأهلي محاسن طفل / قسم الحسن بين بيض وسود
هالة الحسن من سناه استنارت / فاستدارت بغيهب من جعود
لا تدر لي من صاب صدك صابا / إن طعم الصديد دون الصدود
أصات الركب تغليسا
أصات الركب تغليسا / وزجوا للسرى العيسا
فهل يسطيع سائقهم / يرد العيس تنكيسا
ويلويهن مبتدلاً / عن الإدلاج تعريسا
فيا لله من صنمٍ / لم أصبحت قسيسا
رميت القلب في كرب / فهل تسطيع تنفيسا
غنى النديم فأرقص الحبا
غنى النديم فأرقص الحبا / وتصفقت أكوابه طربا
عصرت زبيباً ثم ما زجها / سر الغرام فأرجت عنبا
ومن الكروم العصر جاء بها / فغدا النديم يديرها ذهبا
نار ولكن في يدي انسكبت / وطلاً ولكن مائها التهبا
لك صدغان فوق خديك لاحا
لك صدغان فوق خديك لاحا / مثلما التف بالشقيق بنفسج
يا قضيباً بقده أن تثنى / وكثيباً بردفه أن ترجرج
سعر الحسن خده فتلظى / وسقاه ماء الصبا فتموج
أو لم يدر قاتلي حرج القت / ل لعمري ولو درى ما تحرج
لهج المادحون في ولكن / أنا في غير ذكره لست ألهج
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا / كلا ولا هاج لي ترحاله برحا
ولا توسمت رسماً في منازلهم / ولا تطلعت برقاً بالغضا لمحا
أني وقد بت والآمال طوق يدى / أنادم المسعفين اللهو والفرحا
وغيهب الليل بحر ماج ملتطما / فليست الشهب إلا لؤلؤاً طفاحا
والبدر زورق تبر راح يحمله / نهر المجرة ينحو فيه حيث نحا
ترى الشقائق فيها وهي جمر غضا / يزيده الماء وقداً كلما سفحا
فاعجب لجمر يذكي الماء شعلته / والماء يطفي لهيب الجمر ما نضجا
يحمر خد ثراها من شقائقه / كأنما قبلته الريح فانجرحا
والأقحوانة ثغر بات يرمقه / للنرجس الغض طرف كلما انفتحا
وكم غزال كحيل الطرف ذي غنج / مهفهف القد في أرجائها سنحا
قد أخجل البدر حسناً فالندى عرق / في وجنة الورد من بدر السما رشحا
أما تراه لآل بات ينظمها مسرى / الصبا وبها غصن النقا اتشحا
فيا لها روضة لو كان يرمقها / طرف السنان بصدر الرمح لانشرحا
فلست أدري أأملي فيهم غزلاً / لما رأيتهم أم أنشئ المدحا
محمد الحسن الزاكي عميدهم / أكرم بذي حسب كالشمس رأد ضحى
نشا بحجر المعالي فانتشت طربا / ومدرقى متنها اهتزت له مرحا
شكائم الدهر ملقاة بساحته / بها يرد جماح الدهر ماجمحا
فليهنئ الكرخ من علياه في ملك / غلامه الدهر يجري حسبما اقترح
مخائل الجود لم تخلب ببارقة / وليس يخبو زناد الفضل ما قدحا
يا دهر كن طوعه مادمت فهو فتى / كصخرة الواد لم تعبأ بمن نطحا
يا أيها القمر المرخي أشعته / تهدي لساحته الغادين والروحا
إليك در قصيد رصفته يدا / فكر بغير رياض الود ما سرحا
فلك من الشعر في البحر البسيط سرى / مسرى النسيم وفي آدابه سبحا
ما كنت أهلاً لفوزي في مديحكم / لكنني لم أجد عن ذاك منتدحا
ولو نظمت دراري الأفق أجمعها / مدائحاً لك لاستقللها مدحاً
فهاكها جملاً أعيت مفصلها / فمتن فضلك لا يحصيه من شرحا
ولم أزدك علاً لكن لتبلغني / منك الوداد وحسبي ذلكم منحا
وأنت كالبدر أغناه تبلجه / للناظرين له عن مدح من مدحا
رويداً سائق النوق
رويداً سائق النوق / فما ودعت معشوقي
فبالأحداج لي رشأ / رمى سهماً بلا فوق
بسهم اللحظ يرشقني / وقلبي جد مرشوق
كأن القلب يوم سرى / هوى من فوق عيوق
فليت العيس لا رحلت / ولا قامت على سوق
فقد خفت بمنبلج / من اللألاء مخلوق
فذي علي وذي نهلي / ومصبوحي ومغبوقي
إشارتي لها أبداً / ومفهومي ومنطوقي
فإن هبت روائحها / سباني عرف منشوق
كمسك أو كغالية / بفهر الحي مسحوق
فليت العين ما نظرت / غزالاً مر في السوق
رماني سهم ناظره / وما ارتد على فوق
فذي الأشراك تعلقني / وما كنت بمعلوق
دب من صدغه على الخد عقرب
دب من صدغه على الخد عقرب / كلما رامه المتيم يلسب
فبنفسي أفدي بديع جمال / مستهام الفؤاد المعذب
مترف تقطف اللواحظ منه / ورد خدين بالجمال مشرب
أرسل الجعد خيفة من رقيب / فهو شمس في جنح ليل تحجب
حاول الستر بالنقاب ولكن / أحرقته أنواره فتلهب
فهو ما انفك مسفراً لعيون / أن بدا مسفراً لنا أو تنقب
لو سرى في الشراة يوم كقاح / لاختشت حربه سراة المهلب
أنت يا قائد الجمال جموحا / كيف يدنو إليك قائد مقنب
وهو غصن النقا إذا ما تثني
وهو غصن النقا إذا ما تثني / وهلال السما إذا ما تبدى
زر برديه فوق روض جمال / تقطف العين منه زهراً مندى
فبأهلي هذا وإن عز أهلي / وبروحي أفديه وهو المفدى
فتكت بي سيوف تلك اللحاظ
فتكت بي سيوف تلك اللحاظ / في مغاني مني وسوق عكاظ
كم تخوفتها فلما لقتني / لم يفدني تخوفي واحتفاظي
يا منزل الحي بدار السلام
يا منزل الحي بدار السلام / جاد مغانيك ملث الغمام
من أهيف الخصر هضيم الحشا / تقعده الأرداف عند القيام
يميس كالصعدة مهزوزة / يحملها الأرعن يوم الزحام
برق تألق بالثوية لامعا
برق تألق بالثوية لامعا / فانهل دمعي هاملاً أو هامعا
بالغور حيث الغور منزل جيرة / نزلوا هناك أباطحاً وأجارعا
فترى الغوير بهم سماء محاسن / وتراهم فيه البدور طوالعا
فلهم حننت متى حننت صبابة / ولهم أرقت متى أرقت مدامعا
أسفي على زمن مضى في قربهم / لو عاد منه ما تقضي راجعا
فرض الغرام على المحب المدنف
فرض الغرام على المحب المدنف / حج المنازل مألفاً في مألف
فبكل مصقول الشبيبة مترف /
قف في ديارهم أعز الموقف / إن الديار محصبي ومعرفي
لهم مقام بالحطيم مدرس / مأوى الحجاج الديار ومحبس
عرس به يا سعد فهو معرس /
واخلع نعالك فالمقام مقدس / واسع بمنعرج اللواء وطوف
واحرم ولب واعتمر في جمعهم / اذكر ربارب سرحهم في جمعهم
واتل بذكرك آية في شرعهم /
واحجج بأبناء الغرام لربعهم / واربع على دمن الخليط وخيف
طف مثلثاً بالدراسات ومربعا / نبك مصيفاً للخليط ومربعا
فبأجرع الغورين بورك أجرعا /
قد رمت أن أرد الحمام وأجرعا / لما طربت لدى الحمام الهتف
يا صاحبي ترتلاً وترنما / وبمألف السر بين منا أن جزتما
عوجا صدور اليعملات وسلما /
فبمألف السر بين من قنن الحمى / بالغور حياه الحيا من مألف
قلب تعلق بالحمول وزمزما / إذ أم ركبهم الحطيم وزمزما
ترميه أقواس التفرق اسهما /
قلب توزعه الصبابة اسهماً / في كل خدر ظاعن أو نفنف
يشكو تتابع نبلة في نبلة / من قوس جائرة النوى أو مقلة
وقد استقلت عيسهم في رحلة /
ملكته ويح الشوق كل ربحلة / خصت بحسن للضياغم متلف
برزت أميراً في جيوش متونها / لو لم يفض بالحب غرب شؤنها
وتدرعت بالشعر فوق متونها /
تستل عضباً من مريض جفونها / ينبيك عن حد الحسام المرهف
أخذت سلاح الحب عن فتيانه / فتسل عضباً ريع من سطواته
أسد العرينة في ذرى هضباته /
وتهز لدنا قد شكت وخزاته / كبدي كهز الذابل المتقصف
ظلت قلوب العاشقين خلالها / تشكو سهام جفونها ونصالها
هل كيف زجرت بالقصي نبالها /
بيضاء قد صبغ الحياء جمالها / بمعصفر من لونها ومفوف
اللَه من أدما بسفح رباعها / برزت كضبية حاجرٍ بتلاعها
وقف الغراء بمنحني أضلاعها /
قد خد منها الخد يوم وداعها / بدموع طرفٍ للتفرق مطرف
للَه شاكية الفراق لدهرها / سجرت صباوتها الضلوع بجمرها
فإذا وجفن ضلوعها من سجرها /
جعلت يديها في جناجن صدرها / خوفاً على تلك الضلوع الريف
أدرت أميمة إذ حدا بنياقها / حاد حديت القلب خلف حقاقها
إني بعيد وداعها وعناقها /
لي غلة لا تنطفي لفراقها / أي والهوى لي غلة لا تنطفي
يوري بتذكار الترحل زندها / حرى يوجج نار حزن بعدها
بضلوع مضني لا يبارح وجدها /
وغذا تأجج بالأضالع وقدها / أرسلت منهمر الدموع الوكف
قد ضاق في عيني واسع رحبها / لما تجاوبت الحداة بركبها
فبحق هاتيك البطاح وسربها /
كن منصفي يا عاذلي في حبها / في حبها يا عاذلي كن مصفي
خفت رواتكها كراشق نصلها / تطوي الفلا من حزنها أو سهلها
فإذا تغنى سائق في رحالها /
رقصت أيادي الراتكات بأهلها / رقصات منهز المعاطف هيف
بأبي القلائص بالخليط نوازحا / تطوي القفار أهاضباً وصحاصحا
قد زج مهن الحداة طلائحاً /
ظعنت يجشمها الغرام أبطاحاً / من أهل عقد وقاع صعضف
لم يبق لي بعد الخليط تصبراً / ولتلك أعضائي مقطعة العرى
وأنا الفدا للظاعنين تنفرا /
خبت رواحلهم تهش إلى السرى / في كل مصقول الشبيبة مترف
فبقيت أبكي في لوى فلواتهم / أطلاهم من مهجتي وحياتهم
أدروا وقد طربو الرجع حداتهم /
أبقوا أسير الشوق في عرصاتهم / يكبي المنازل في عيون ذرف
ظعن الخليط وشب ورى زناده / بفؤاد من لعب الأسى بفؤاده
ومتى يمل الدمع من لبعاده /
يجد الدامع من هتون عهاده / أصفى شراباً من سلاف القرقف
يغني النهار بلوعة في لوعة / تذكو بسائل دمعة في دمعة
وإذا الكواكب قد سفرن بطلعة /
يرعى الكواكب لا يلذ بهجعة / بنواح ساجعة الحمام الهتف
لما غدوتم للتفرق مغنماً / عللت نفسي بالوصال لعلما
يشفي التعلل بالوصال متيما /
عرضت فيكم يا أحبة بعدما / صرحت خوفاً من ملام معنف
هام الفؤاد وناظري ما هو ما / خذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما
لما أغار الدهر فيك واتهما /
شأني أبيت مرقرقاً شأني دما / أعرف شأني فيك أم لم تعرف
قد شط عن مضني هواك رقاده / إذ بات مفترشاً لديك قتاده
قلقاً لبين الظاغين وساده /
متلهفاً يشجي الخلي فؤاده / في طول ترجيع وطول تلهف
عبد الرضا ما رام سخطاً أو دنا / أأسر لاحي حبه أم أعلنا
يا من تحكم في الفؤاد وأفتنا /
قد رمت أمحضك الوداد وها أنا / لم يثنني عما أروم معنفي
أصبحت في غير الهوى لم أبتذل / أوصلت من بعد الجفا أم لم تصل
ينبيك عما قلت دمع منهمل /
فامنن وجد واسمح واعطف وصل / وارفق وبادر بالزيارة واسعف
جفت الجفون رقادها لما جفا / وصفا الوداد ووده ما إن صفا
أدعوك متبول الحشا متلهفا /
يا متلفي كن واصلي بعد الجفا / بعد الجفا كن واصلي يا متلفي
أعن الغوير أخذت قلبي مرتعا / لما غدا روض الصبابة ممرعا
وشربت من جفني المسهد أدمعا /
للَه ريم رام قلبي مرتعا / والورد من وجناته لم يقطف
ووضئ وجه إن ظلام أردنا / ما شاقه قمر تبلج موهنا
ألا تردى من حياه الديجنا /
وقضيب بان ما أنثني إلا انثنى / في طير قلب بالضلوع مرفرف
ألفت لاعج حبه بتردد / فذوت رياض تصبري وتجلدي
وانا الفداء لشادن متنهد /
بددت فيه الصبراي تبدد / لما غدوت بلاعج متألف
أني كلفت بحبه عن غيره / والحب لا يبقي قوادم طيره
اللَه من ظبي بسفح غويره /
لو شام منه الثغر راهب ديره / لقلى الصلاة بجنح ليل مسدف
وغدا أصماً لو رآك مشنفا / لم يصغ للاحي ألح وعنفا
واجتاز عن سبل النقا وتعسفا /
ورمى المدارع لو رآك مهفهفا / في برد حسن بالشباب مفوف
كم بت من حرم الغرام بجذوة / مضني الفؤاد بطعنى وبسطوة
أدعو فأشجي الساجعات بدعوتي /
يا مر جفي في حبه من جفوة / من جفوة في حبه يا مرجفي
أشكو الصبابة في تضرم وقدها / وبدا لعيني هولها في حدها
ومذ اغتذى قلبي بغاية جهدها /
ضعفت متوني عن تحمل بردها / والقلب عن حمل الهوى لم يضف
يا بارقاً بين الغوير وبارق / حييت من زور تلوح وبارق
قل للخليط عدتك أيدي طارق /
كن مسعفي بخيال طيف طارق / قد قل في حكم الصبابة مسعفي
نعم استقلوا ظاعنين عن اللوى / واشتاق قلبي في تشوقه الهوى
وطووا بساط البيد شوقاً فانطوى /
وقد استقل بركبه حادي النوى / وأغار في قلب اللهوف المدنف
حبسوا لدى التوديع في رمل النقا / خيلاً تخيلها الصبا أو أينقا
قد ضم شيقهم عناقاً شيقا /
كشح إلى كشح تقارب والتقى / بعد التباعد مرشفاً من مرشف
زموا ففاض الدمع مني راجسا / والواحد قد أورى لدى مقابسا
أدعو فأطمع بالتلاقي آيسا /
يا سائق الأظعان عرج حابساً / بالركب وارحم حسرتي وتلهفي
حكم الهوى بطليقهم وحبيسهم / من ظاعن مخلف بدريسهم
عند الوداع ومهجتي برسيسهم /
حبسوا كما شاء الوداع بعيسهم / والدمع يسفحه الحياء بمطرفي
هل ضمة لغصونهم هل ضمة / ام هل لنشر القرب منهم شمة
أدعو وأجفان البكا منهمة /
يا ليت شعري والحوادث جمة / تعدو علي بصارم ومثقف
ملكته يوم البين أجناد الجوى / وطوى الفؤاد الحب منه فانطوى
هل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى /
أم ينصف المشتاق من بعد النوى / من كان من قبل النوى لم ينصف
أنجدت في صد وقلبي متهم / قد ضمه ليل لصدك مظلم
ولكم أقول ومهجتي تتضرم /
أني على الود المقيم مخيم / لم ألف عنه مساعة من مصرف
أغدو بدمع للتباعد دافق / وفؤاد مضني بالأضالع خافق
أصفيت حتى لست فيه بماذق /
دائي عضال من تجن صادق / في وده فعسى بقربي يشتفي
عاتبتني لما جنيت جناية / أسمعت مني في هواك حكاية
قد حدت عن طرق الوداد غواية /
أرأيت هل يبدي الوداد هداية / لمجانب عن طرقة متعسف
قسماً بما ضم الحمى من ديمة / تسبي الجآذر في تلفت ظبية
كلا وإن أبديت صدق آلية /
قسماً برب الراقصات وفتية / تخذت غواربها مصيف مصيف
وبمجرمين تطوفوا من شرعه / وبكل من لبى بواكف دمعه
وبحي ذياك المقام وجمعه /
وبذي المشاعر والمقام وجمعه / وبكل حبر بالحجيج مخيف
وبمن تطاوف للتطوف خطوه / وبمن سما أوج الكواكب شأوه
خير البرية والمعلى صنوه /
للود ما يرنق صفوه / في طول إعراض وطول تخلف
بعيشك إن ناجت سراك النواجيا
بعيشك إن ناجت سراك النواجيا / وللذكوات البيض قدت المذاكيا
فعرج على وادي الغري مناديا /
ألا أيها الوادي أجلك واديا / تضمنت ميمون النقية حيدرا
إمام هدى عم البرية عدله / اقام بواد فاخر الشهب رمله
فانت وحق المرتجي فيك فضله /
حقيق لك الفخر الذي ليس مثله / فلا الفلك الأعلى يساويك مفخرا
وهادي رشاد يقتفي الحق أثره
وهادي رشاد يقتفي الحق أثره / أبان سبيلاً عبق الطيب نشره
فقل لامرء لم يشرح اللَه صدره /
سبيل علي شرف اللَه قدره / سبيل علي طيب العبقان
فما نفحات الرند من نفحاته / إذا نفحت بالطيب ست جهاته
وكم فاح بالمعتل من نسماته /
يضوع عبيق المسك من حجراته / كما ضاع نشراً نابت العلجان
خصيب ووجه الأرض ينصاح مجدنا / وينجح إن لم ينجح السعي مطلبا
ومذ شمت برقاص لم يكن منه مخلبا /
أنخت بجنبيه ركائب شزباً / فعدن سمانا وانقلبت كسلطان
أما وأريج في شذى عرفه الشذي / ومرقد سر ما مشى فيه محتذي
لئن كان حبي من شظى النار منقذي /
فكم في حماه يحتمي العاثر الذي / المت خطاياه عليه بنيران
بكيت فلا بكت ورقاء فرع
بكيت فلا بكت ورقاء فرع / لتسعدني على دمع بدمع
وليلة شاقني سكان جمع /
أرقت فهل لنائحة بسلع / هجوع فوق مشتبك الغصون
مولهة طواها الوجد طيا / تؤرق في مناحتها الشجيا
عداها الغمض كم طفقت عشيا /
تردد بالنياحة والثريا / بافق الجو ترقبها عيوني
تؤم لألفها نجداً وغورا / ولم تر من ذوات الطوق زورا
فها هي إذ رماها البين جورا /
تنوح لألفها طوراً وطوراً / لأكناف المحصب والحجون
أنوح كنوحها طرفي ظلام / وما وجدت كوجدي من غرامي
لقد ناح الحمام على حمام /
ونحت لمعشر غرٍّ كرام / سروا بالقلب عن شبح قطين
جنت في إلفها مر التجني / فما أغنت فتيلاً إذ تغني
على أفنانها في كل فن /
تطارحني الهديل وبيد أني / مذاب حشاشتي رعفت جفوني
تنوح ومدمعي طوفان نوح / ولي كبد تضج من الجروح
لئن علمت الحان الصدوح /
فيا بنت الأراكة لا تنوحي / فلي كبد تقطع بالحنين