المجموع : 228
أَفِدني فَعِلمُكَ مُستَظرَفُ
أَفِدني فَعِلمُكَ مُستَظرَفُ / وَبَحرُكَ في العِلمِ لا يُنزَفُ
فَمِثلُكَ مَن يُتحِفُ السائِلين / وَمِثلِيَ بِالعِلمِ مَن يُتحَفُ
لَقَد كُنتُ أَسمَعُ فيكَ الصِفاتِ / وَفَضلُكَ فَوقَ الَّذي يوصَفُ
وَذي حيلَةٍ في الشَيبِ ظَلَّ يَحوطُهُ
وَذي حيلَةٍ في الشَيبِ ظَلَّ يَحوطُهُ / فَيَخضِبُهُ طَوراً وَطَوراً يُنَتِّفُ
وَما لَطُفَت لِلشَيبِ حيلَةُ عالِمٍ / عَلى الدَهرِ إِلّا حيلَةُ الشَيبِ أَلطَفُ
وَغادَروكَ بِلا أَصلٍ وَلا طَرَفٍ
وَغادَروكَ بِلا أَصلٍ وَلا طَرَفٍ / فَما بَقاؤُكَ بَعدَ الأَصلِ وَالطَرفِ
رَكِبوا المَراكِبَ وَاِغتَدَوا
رَكِبوا المَراكِبَ وَاِغتَدَوا / زُمَراً إِلى بابِ الخَليفَه
وَصَلوا البُكورَ إِلى الرَوا / حِ لِيَبلُغوا الرُتَبَ الشَريفَه
حَتّى إِذا ظَفِروا بِما / طَلَبوا مِنَ الحالِ اللَطيفَه
وَغَدا المُوَلّى مِنهُمُ / فَرِحاً بِما تَحوي الصَحيفَه
وَتَعَسَّفوا مِن تَحتِهِم / بِالظُلمِ وَالسِيَرِ العَنيفَه
خانوا الخَليفَةَ عَهدَهُ / بِتَعَسُّفِ الطُرُقِ المَخوفَه
باعوا الأَمانَةَ بِالخِيا / نَةِ وَاِشتَرَوا بِالأَمنِ جيفَه
عَقَدوا الشُحومَ وَأَهزَلوا / تِلكَ الأَماناتِ السَخيفَه
ضاقَت قُبورُ القَومِ وَاِت / تَسَعت قُصورُهُم المُنيفَه
مِن كُلِّ ذي أَدَبٍ وَمَع / رِفَة وَآراءٍ حَصيفَه
مُتفَقِّهٍ جَمَعَ الحَدي / ثَ إِلى قِياسِ أَبي حَنيفَه
فَأَتاكَ يَصلُحُ لِلقَضا / ءِ بِلِحيَةٍ فَوقَ الوَظيفَه
لَم يَنتَفِع بِالعِلمِ إِذ / شَغَفَتهُ دُنياهُ الشَغوفَه
نَسِيَ الإِلَهَ وَلاذَ في / الدُنيا بِأَسبابٍ ضَعيفَه
كَذَبتَ وَمَن يَكذِب فَإِنَّ جَزاءهُ
كَذَبتَ وَمَن يَكذِب فَإِنَّ جَزاءهُ / إِذا ما أَتى بِالصِدقِ أَلا يُصَدَّقا
إِذا عُرِفَ الكَذّابُ بِالكِذبِ لَم يَكُن / لَدى الناسِ ذا صِدقٍ وَإِن كانَ صادِقا
وَمِن آفَةِ الكَذّابِ نِسيانُ كِذبِه / وَتَلقاهُ ذا حِفظٍ إِذا كانَ حاذِقا
قُل لِهارونَ إِن حَلَل
قُل لِهارونَ إِن حَلَل / تَ بِهِ قَولَ ذي مِقَه
أَطبَقَ المَوتُ وَالنُفو / سُ عَلى اللَهوِ مُطبِقَه
كَيفَ يَلهو مَن لَيسَ مِن / عُشرِ يَومٍ عَلى ثِقَه
أَيُّها النادِبُ الشَبابَ الَّذي قَد
أَيُّها النادِبُ الشَبابَ الَّذي قَد / كُنتَ تَجفوهُ مَرَّةً وَتَعِقُّه
لَو بَكَيتَ الشَبابَ عُمرَ اللَيالي / لَم تَكُن باكِياً بِما يَستَحِقُّه
أَعارَكَ مالَهُ لِتَقومَ فيهِ
أَعارَكَ مالَهُ لِتَقومَ فيهِ / بِطاعَتِهِ وَتَقضِيَ فَضلَ حَقِّه
فَلَم تَشكُرهُ نِعمَته وَلَكِن / قَويتَ عَلى مَعاصيهِ بِرِزقِه
تُجاهِرُهُ بِها عَوداً وَبَدءاً / وَتَستَخفي بِها مِن شَرِّ خَلقِه
مُروءةُ مُعسِرٍ عَفٍّ قَنوع
مُروءةُ مُعسِرٍ عَفٍّ قَنوع / يُقَدِّرُ في مَعيشَتِهِ وَيُمسِك
تَزيدُ عَلى مُروءةِ كُلِّ مُثرٍ / يَروحُ وَيَغتَدي جَمَّ التَمَلُّك
وَأَكثَرُ مِن سَخائِكَ بِالعَطايا / سَخاءُ النَفسِ عَمّا لَيسَ تَملِك
وَلَفظُكَ حينَ تَلفِظُ في جَميع
وَلَفظُكَ حينَ تَلفِظُ في جَميع / وَلا تَكذِب مُقَدِّمَةٌ لِفِعلِك
فَزِنهُ إِن أَرَدتَ القَولَ وَزناً / وَإِلّا هَدّ مِن أَركانِ نُبلِك
يا رَبِّ كُن لي وَلِيّاً
يا رَبِّ كُن لي وَلِيّاً / بِالحِفظِ حَتّى أُطيعَك
فَإِن ذَمَمتَ صَنيعي / فَقَد حَمَدتُ صَنيعَك
أَو كُنتُ أعصيكَ إِنّي / أُحِبُّ فيكَ مُطيعَك
لا تَسأَلَنَّ المَرءَ عَمّا عِندَه
لا تَسأَلَنَّ المَرءَ عَمّا عِندَه / وَاِستَملِ ما في قَلبِهِ مِن قَلبِكا
إِن كانَ بُغضاً كانَ عِندَك مِثلُهُ / أَو كانَ حُبّاً فازَ مِنكَ بِحُبِّكا
كُلُّ مَن حَلَّ سُرَّ مَن رَا مِنَ النا
كُلُّ مَن حَلَّ سُرَّ مَن رَا مِنَ النا / سِ وَمَن قَد يُداخِلُ الأَملاكا
لَو رَأى الكَلبَ ماثِلاً بِطَريق / قالَ لِلكَلبِ يا جُعِلتُ فِداكا
لا تَلتَمِس مِن مَساوي الناس ما سَتَروا
لا تَلتَمِس مِن مَساوي الناس ما سَتَروا / فَيهتِكَ اللَهُ سَتراً عَن مَساويكا
وَاِذكُر مَحاسِنَ ما فيهِم إِذا ذُكِروا / وَلا تَعِب أَحَداً مِنهُم بِما فيكا
وَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن كُلِّ فانٍ بِه / غِنىً لِكُلّ وثق بِاللَهِ يَكفيكا
حَتّى تَبَدّى الصُبحُ يَتلو الدُجى
حَتّى تَبَدّى الصُبحُ يَتلو الدُجى / كَالحَبشِيِّ اِفتَرَّ لِلضَحِكِ
بَكَيتُ لِقُربِ الأَجَل
بَكَيتُ لِقُربِ الأَجَل / وَبُعدِ فَواتِ الأَمَل
وَوافِدِ شَيب طَرا / بِعَقبِ شَبابٍ رَحَل
شَبابٌ كَأَن لَم يَكُن / وَشَيبٌ كَأَن لَم يَزَل
طَواكَ بَشيرُ البَقاء / وَحَلَّ بَشيرُ الأَجَل
طَوى صاحِبٌ صاحِبا / كَذاكَ اِختِلافُ الدُوَل
قَطَعَ الدَهرُ بِأَسبابِ العِلَل
قَطَعَ الدَهرُ بِأَسبابِ العِلَل / وَأَعارَ السَهوَ أَيّامَ الأَجَل
أَلِفَ اللَذَّةَ حَتّى اِعتادَها / وَاِشتَهى الراحَةَ وَاِستَوطا الكَسَل
فَهوَ الدَهر يُقَضّي أَمَلاً / وَلَعَلَّ المَوتَ في طَيِّ الأَمَل
يُحسِنُ القَولَ إِذا قالَ وَلا / يَتَحَرّى حَسَناً فيما فَعَل
صَيَّر القَولَ بِجَهلِ عَمَلا / ثُمَّ أَجراهُ عَلى مجرى العَمَل
لَيتَهُ كانَ كَما قالَ وَلا / يَقطَعُ الأَيّامَ إِلّا بِالجَدَل
أَيُّها الشَيخُ المُعَل
أَيُّها الشَيخُ المُعَل / لِلُ نَفسَهُ وَالشَيبُ شامِل
وَاللَيلُ يَطوي لا يُفَت / تَر وَالنَهارُ بِكَ المَنازِل
اِعلَم بِأَنَّكَ نائِمٌ / فَوقَ الفِراشِ وَأَنتَ راحِل
يَتَعاقَبانِ بِكَ الرَدى / لا يَغفَلانِ وَأَنتَ غافِل
أَيُّها المَغرورُ مَهلاً
أَيُّها المَغرورُ مَهلاً / فَلَقَد أوتيتَ جَهلا
كَم إِلى كَم تُحسِنُ القَو / لَ وَلا تُحسِنُ فِعلا
ظاهِرٌ يَجمُلُ وَالبا / طِنُ لا يَخفى عَلى رَبِّكَ كَلّا
إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ
إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ / عَلى نِعَم ما كُنتُ قَطُّ لَها أَهلا
مَتى اِزدَدتُ تَقصيراً تَزِدني تَفَضُّلاً / كَأَنِّيَ بِالتَقصيرِ أَستَوجِبُ الفَضلا