المجموع : 234
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي / يَا عَاذِلِي
وتُهْت في الأسْرَار / لَمَّا لاَحَ لِي
قد لاَحَ نُورُ الحَقِّ مِن سِرِّ الجلالْ /
وأشْرَقَتْ شمسُ المعاني والكمال /
ودَارَ كاسُ الأنْسِ ما بيْنَ الرِّجال /
وَهزَّهُم هَزَّ القضيبِ المائلِ /
حُبًّا وشوقَا للمليكِ العادلِ /
إِلى الحبيب جعلُوا مرامهم /
وفي مَحَلِّ أُنْسِهِ أقامَهُم /
شَرَّفهم بذكرِهِ وأكْرَمهم /
فَسَّلمُوا أمُورهُم للفاعلِ / في كل حكمٍ وقضاءٍ نازلِ
أيا مَحَلُّ الْجُودِ يا قطبَ الوَفا /
يا سالكاً على طَريقِ الخُلَفَا /
يا وارِثاً عِلْمَ النَّبِيِّ المصطفى /
قد جِئْتَ بالعلومِ والدلايلِ / تُحْيِي القلوبَ مِثْلَ غَيْثٍ وابِلِ
أفردهُم بحبّهِ وذِكْرِه /
مَتَّعهُم بحمدِهِ وشُكْرِهِ /
وطُهِّرَتْ قُلُوبُهم عَنْ غَيْرِه /
رَقَى بِهم لأِشْرَفَ المنازلِ / من قُرْبِ رَبِّ راحِمٍ مواصلِ
عليكَ مِن رَبَّكَ أفضلُ السَّلامْ /
وأنْتَ للْخَلْقِ دليلٌ وإِمامْ /
ثُم صلاَةُ اللهِ علَى طُولِ الدوامْ /
على حبيبِ جاءَ بالرَّسائِل / وحُبُّهُ مِن أعظمِ الوسائلِ
قُلْ لِلذي قد ملَكَني مَلْكَه
قُلْ لِلذي قد ملَكَني مَلْكَه / وغَبَّطَ الجِسْمَ بالسّقامْ
لوْلا استَوا قربِي فيك وبعدي / قَد كانَ متُ فيكْ من الغرام
يا مَن سَرَى سِرُّ في طِباعِي / أنْتَ الْقَريبْ مِنِّي الْبَعِيد
من أعْجَبِ الأشْياءِ وانت معِي / وعِشْقِي فيكْ كُلَّ يَومٍ يَزيدْ
وَأنا بتهتَكِي وانْطِباعِي / غَرامِي فِيكْ دائِم جديد
ولوْ تَرانِي وأنا في هَتْكَه / ما بيْنَ مُحِبِّينَكْ الهِيام
همْ يَشْكُو بَعْدَكَ وأنتَ عِندي / حاضِر بِقَلْبِي على الدَّوامْ
يا كَعْبَةَ الْحُسْنِ يا عِمادِي / فَنائِي فِيكْ غايةُ الثُّبُوتْ
يا كَنْزِي ما مَذْهَب اعْتقَادِي / ذِكْرُكْ لِقَلْبي أجَلُّ قُوتْ
أشْ حالْ نَقُول لَوْلاَ مَا / الأعادِي وإِنما نَلْزَمُ السُّكوت
وخَوْفي منَّك مَسَكْني مَسْكَه / فصِرْتُ كالْمُهْرِ باللّجامْ
وإِنْ تَعَدَّيْتُ فيكَ حَدِّي / تَقْتُلْنِي هَيْبَتكَ دونَ حُسام
يا شمسِ يا بَدْرِي يا حَياتِي / حُسَّادي فيكْ في الوَرَى كَثِير
وكُلُّهُم يَشْتَهُوا مَماتِي / وإِنَّما ذَاكَ لَم يَصِير
إِحْيي رُسُومِي ومُدَّ ذَاتِي / واكتُبْ لِعَبْدَك بِذَا ظَهِير
نَصُكَ لأهْلِ الدَّعاوِي صكَّه / يكُفُّوا عن جُمْلةِ الْمَلاَم
وأنا بسَيْفِ الثّنَا بِيَدِّي / نَضْرِب رقابْ أهْلِ الاتّهَام
للنَّاسِ في تحقِيقِهم مَراتِبْ / وليْسَ لِتَحْقيقِكَ انْتَها
تُورِي بِعِلْم السُّفُرْ عَجائب / يَكِلٌّ عن وصْفِها النُّهَا
وتَنْفِي مُمْكِنْ وتُبْقِي واجِب / وجَا الزَّمانِ بِيكْ كما اشْتَها
فَكِكْتَ رَمْزَ الْمُعمّى فكَّه / وأظْهرْتَ مَعْنَى الألِف بِلاَم
وجاءت سَعَادُ أسْعَدتْ لِتُبْدي / مِنْ حُسنِها ما حَوَى اللِّثام
يا وارَثَ الْعِلْمِ والسَّيادَهْ / يا مِنْ هُوَ للْخَيْر كُلُّ ذاتْ
ظَهَرْتَ في تَخْصيصْ الإرادَه / كالْغَيْثِ والْخَلْق كالْنَبات
فأنْتَ هُو كميّةُ السَّعادَه / وأنْتَ هُو أكْسِيرُ الذَّوات
ومَنْ حصَل عِنْدهْ مِنْكَ مَسكهْ / صارَ يمْشِي في الْخْلَقِ كالْعَلام
ويَفْتَخِرْ بَينَهُم ويَهْدِي / مَنْ شَا إِلى حفَرَةِ السَّلاَم
جَذَبْت كُلَّ الْوَرَى بقلْبِك / فأنْتَ مَغْناطِيسُ النُّفُوسْ
وسُسْتَهُم كُلّهُم بِقُربِكْ / كَذَا هُو الوارِثُ السَّؤوس
وكُلُّ مَنْ قد ظفِر بِحُبَّك / ما يَشْتكِي ما حَيِي ببُوس
وكُلُّ مَن كانْ بقلْبُه شَوْكَه / مِنْكَ أوْ عَتَبْ أو عذَل ولاَمْ
صارَ يُخْفِي ذاكَ العِتابْ ويُبْدِي / في حقَكَ الوُدّ والزّمام
أنا غُلامْ عبْد بْن سبْعين / ما دامتِ السَّبْعُ في الْعدَدْ
معْ أنْ لَس نَحْتَجْ أهْنا تبْيِينْ / يا قَدْ فَهِم عنّى كُلُّ أحدْ
أبداً ما هَبَّ النَّسِيم معَ الحِين / نقُل ونْوَصيِّه ونَجْتهِدْ
باللهِ إِنْ جِيْتَ أرْضَ مكهْ / بلّغ إِلى قُطْبِها السَّلامْ
عاطِرْ مُجَدَّدْ كما هُوَ عِنْدي / وَرُدْ بعْدَ السَّلام سَلام
معنى الوجودْ قَد لاحْ
معنى الوجودْ قَد لاحْ / بِلا مَلاَم
عَلَى الذي قد باحْ / مِن الغرام
بِذا الغرامْ قد باحْ / معنى الهوى
ومنْ مَلاَ الأقداح / مِن الجَوَى
سَكِرُ بِشُرْب الرَّاح / وأفنا السِّوى
قد لاح بالإصباحْ / بادِي الغرام
فَجْرُ سَنَا الإصباحِ / مَحَا الظَّلام
لَيْلَى المنا تُجْلِي / فَمَن لها
نظَرْ وقلبُوا أخْلَى / ولها بهَا
حتَّى يَرَى لَيْلَى / ينْظُرْ لها
لدَيها والأشْباح / صارَت غَمامْ
قَيْسٌ بِها صَرَّحْ / وفيها هامْ
عَيْنُ الزِّحامْ هُ السّيْرْ / لِحَيِّنَا
والاصطباحْ في الدَّيْر / لِشُرْبِنَا
فَدَعِ الفنا للْغَيْر / في حُبِّنَا
فمن طَغَى أوْ باحْ / مِنَ الأنامْ
بِسرِّنا الوضَّاح / سُلَّ الحُسام
تلاشت الأطرافْ / بِلا وَسَط
هذا هُوَ الإنْصافْ / خَلِّ الْغلَطْ
قد حارَتِ الإنْصافْ / خَلِّ الْغلَطْ
قد حارَتِ الأوصافْ / فافهمنِي قَطْ
بلابلُ الأفراحْ / للمُسْتَهَامْ
غَنَّتْ يروضِ فاح / ورَنَا الحمَامْ
اسْمَعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ
اسْمَعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصَوْتَك كما الأحُروف نظامك
لَسْ ثَمَّ غَيرَك عن الوجودْ يُتَرْجَم /
صُورَه كُلَّهْ عِنْدَكْ وفيكَ هو مَا ثَمْ /
فأنْتَ عِلْمُكْ وطورٌ منك فيك فاعْلَمْ /
فاتْبَعْ لأقصى ما فيكْ فَهْوَ إِمامَكْ /
اسمع يا نفسي كلام وهو كلامك / فكرك وصوتك كما الأحروف نظامك
تَطْلُوبُوا مِنْكَ وتَلْتفِتْ لِنَفْسَك /
في بَحْرْ عِلْمَكْ إِذا تركْت جِسْمَك /
لا تنْقَسِمْشِي أنْتَ هُ ذَاكَ قِسْمَك /
إِخْبارَكْ عَنْكَ بِوَهْمِ هُ إِنقسامكْ /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
تَفْرِض مَسافه إِذا نَظرتَ كُلَّكْ /
تَرَى بِجِسْمُكْ تحْتَك وفُوق عقْلَك /
وذِي قضَايَا ضروره وفيكَ فِعْلَك /
فكلُّ ظاهرْ مِنَ الجِسومْ مِثالَكْ /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
تدري بأنَّكَ تَدَعْ لجسمك أيْنَا /
وتعْتَقِد فِيه حرفاً أتى لمعْنى /
سكَنْتَ مَعْ أشْ تَرْحَلِ لِسَكْنَى /
لابُدَّ ترحلْ مِنْهُ إِلى مَقامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
حَجَبَهُ نونْ فاعْني المرادَ مع السِّين /
والعينْ والقافْ ولامْ وشَكْلْ مِن طِين /
فَخُذْ حقيقهْ بلا قناعْ يا مِسْكِين /
واسْكُن وداوي بذا الدواه أسقامك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
الفتقُ واقعْ مِن قِبَلِ الأسَما فانظورْ /
والرتقُ يَحْصُلْ إِذا قَفَرْتَ ذَا الصُّورْ /
فَخَل الاسما إِلى حُرُوفها واعبُورْ /
وَرُد الأحرف لنكتةِ إِنْعِدامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
اسْمع كلامي وانْتَفِع بِفَهْمُوا /
تسْكَر بخمرةٍ مِنْ دَنِ دَيْر تُعَظِّمُوا /
خَبَر في خَبْيَا قلوا إِذا تَظُنُّوا /
إِنْ كانْ وتَرْضَى أنِّي نَكُن غُلامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
يا خَبِيَّةَ الدَّيْر اعْمَلْ مَعِي ما يَلْزَم /
اسقيني بالدَّن حتى نَفيقْ ونَعْزِم /
قالتْ يا بطالْ مَعَكْ مَثَاقِيل انْضَمْ /
إِنْحَلْ يَنْحَل مِفْتَاحِي مِن جِزَامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
قد عِيلَ صَبْرِي
قد عِيلَ صَبْرِي / وبانَ سِرِّي الْمَصُون
ما هُوْ ظاهِرْ / أبَداً هُ واهِي الْجُفُون
هَلْ لِهَيَامِي / ودَائِه مِن دَوَا
رَمانِي رامِي / بِسْهم قَوْسِ النَّوَى
خَلُّوا مَلامِي / فالجِسْم واهِي الْقُوَى
والدَّمْعِ يَجْرِي / مِنْ كُلِّ عَيْنِ عُيُون
مِنْ طَرْفِ ساهِرْ / قد اسْهَرَتْهُ والشُّجُون
أنَا وقَلْبي / مَعَ الْمُنَى والْخُطُوب
في نارِ حَرْبي / الْقَلْبُ مِنْهَا يَذُوب
اللهُ رَبِّي / ماذَا تُقَاسِي الْقُلُوب
فَكُلُّ حُرِّ / يقولْ مالاَ يَهُون
لَهُ الأواخِرْ / فيَرْعَوِي للسُّكُونْ
لله كَم قَد / مَرَّ لَنَا مِنْ زَمان
عَيْشٌ مُمَهَّدْ / وَوَقْتُنا في أمانْ
فَلَوْ يُخَلَّدْ / كان يكُون شَيْ حَسَانْ
كَمْ كُنْتُ أُجْرِي / خَيْلَ الْهَوَى في فُنُون
والدَّهْرُ ناصِرْ / مُساعِدٌ لاَخؤُونْ
يا قَبي مَهْلاَ / صَبْراً لِمَا قد أتَى
فالصَّبْرُ أوْلَى / إِن ضاقَ ذَرْعُ الْفَتَى
وغَنَّ قَوْلاً / قد قِيلَ كَيْ تَثْبُتَا
يا لَيْتَ شِعْرِي / إِنْ خالَفَ اللهُ الظُّنُون
تَرَانِي صابِرْ / ما قَدَّرَ اللهْ يَكُونْ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ / وهَاءُ قُوَّةُ الْعَيْنِ
ألِفٌ هوتُ الإسْمِ /
وَلاَ مَينِ بِلاَ جِسْمِ /
وَهَاء آيَةُ الرَّسْمِ /
تَهَجَّى سِرَّ حَرْفَيْنِ / تَجِدْ إِسْماً بِلاَ أيْنِ
حُروفٌ كُلُّهَا تُتْلَى /
تَرضى الْقَلْبُ بهَا يُجْلَى /
ويُسْلاَ بَعْدُ ما يُبْلَى /
ويَدْرَجْ بينَ كَفنين / بِرَمْزَيْنِ رَقِيقَينِ
غَرامِي في الْهَوَى قد باح /
وفَجْرِي بَعد لَيلَى لاَحْ /
وصِرْتُ للْوُجُودِ مِصْباح /
وشَمْسِ بينَ قَمَرَيْن / ولاَ أدْرِي أنا أيْنِي
فَمَعْنَى حِبِّي الأتْقَى /
بأن أفْنَى بِهِ رِقَّا /
وأفْنَى في الْفَنَا حَقَّا /
فَوَجْدُ بَيْنَ فَقْدَيْنِ / وحَياةٌ في فَنَايينِ
مُنَائِي مَنْ بِه هِمْتُ /
وقُوتُ الرُّوحِ إِنْ مُتُّ /
وخَوْفَ الْبَيْنِ أنْشَدْت /
مَتَى يا قُرَّةُ الْعَيْنِ / نَجِدْ وَصْلاَ بِلاَ أيْنِ
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي / مُقَدَّسَةً عَنْ إِدْراكِ الْعِيانِ
فقالَ مُتَرْجِما عَنِّي لِسانِي / أنَا القُرآنُ والسَّبْعُ الْمَثانِي
وُوحُ الرُّوحُ لاَ رُوحُ الأوانِي /
أنَا في مَسْتوَى عَرْشِي قدِيمُ / لِذَا أنِيَّتِي العَظْمَى نَدِيمُ
وفي بَلْوَى مَحَبَّتكُم أهِيمُ / فُؤُادي عِنْدَ مَعْلومِي مُقِيمُ
يَناجِيهْ وعِنْدَكُم لِسَانِي /
سَتَرْتُ حقيقتي عَن كُلِّ فَهْم / بَمَا أظْهَرتُ مِنْ وسْمِ ورسْمِ
فإن تَطْلب تَرى صِفتي مع اسمي / فلا تَنْظُر بطَرفِك نحْو جِسمي
وعَدِّ عَنِ التَّنَعُّمِ بالمغَانِي /
وللطَّلْسمِ في الكونينِ كَسَّرْ / وحَقِّقْ سِرَّ مَعْنائِي وحرِّر
وللْمَسْجورِ مِن بَحْري ففَجِّر / وغُص في بَحْرِ ذَاتِ الذَّات تُبْصِر
عَجائِبَ لَيْسَ تَبْدُو للعيانِ /
فإنْ شاهَدتَّني في كُلِّ ذاتِ / بأسمائي عيَاناً مَعْ صِفاتِي
ستفهمْ ما خَفَى في الكائِناتِ / وأسراراً تَراءتْ مُبْهَماتِ
مُسَتَّنرَةً بأرواحِ المعاني /
فَعِنْدَ شُهودِكَ الأسْرارَ مِنْهَا / فلا تَكُ غائبَا في الكونِ عَنْهَا
وَوحِّد واتِّحدْ كيْ ما تَكُنْها / فَمَن فَهِم الإشارةَ فلْيَصُنْهَا
وإِلاَّ سوفَ يُقْتَلْ بالسِّنانِ /
فَمَن أوِرى زِنادَ الحقِّ رُدَّتْ / حقيقَتُه وعَنْهُ البَابَ سُدَّتْ
وكَعْبَتُهُ بِفاسِ الشَّرْع هُدَّتْ / كحَلاَّجِ المحبةِ إِذْ تَبَدَّتْ
لَهُ شَمْسُ الحقيقةِ في التَّدانِي /
فلمَّا أنا دنا مِنْهَا تدلَّى / وبالإسمِ المعظَّم قد تَحَلَّى
تَوَحَّدْ عِنْدَ ذاكَ وما تَوَلَّى / فقالَ أنا هُوَ الحقُّ الذي لاَ
يُغَيَّرُ ذَاتَهُ مَرُّ الزَّمانِ /
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا / مِنْ شَرابِ المُحَققينْ
كُلُّ مَنْ ذَاقَ ذَا الشَّرَابْ /
وفَهِمْ مَدْلُولْ الخِطابْ /
مِنْ مَعانِي فكان قابْ /
وثَبَتْ بَعْدُ ما امْتَحَى / وتَرَكَّبْ في كلِّ حِينْ
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحُقِقين
إِنْ قَنِعْ بَعْدَما امْتَحَقْ /
مَضت الشَّبْعَهْ في الْعَرَق /
ويُقالُّوا مُورْ انْطَلَق /
مَنْ عُطيهْ قلْبُو ذاكْ جُحا / يبقى يطلُب طُولَ السِّنين
لاَ تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المحققينْ
أيْ وُصُول ثَمَّ وأي وِصال /
كما لَسْ ثَمَّ انْفِصالْ /
بِذَواتَكْ هُ الاتِّصالْ /
مَن يَدُرْ دورَةَ الرَّحى / على ذَاتُوا يَكُن فَطِين
لا تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِن شَرابِ المحقِقين
ويرى كَيْفَ يُفاض علَيْه /
مِنْ وجودِ الذي يَليْهْ /
بَعْدَ صَعقُوا يُرَدُّ لَيْهْ /
ويَرَى سِرَّ مِيمْ وَحَا / وألِفْ لاَمْ وَيَا وَسِين
لاَ تُسلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحقِقين
وَهْمْ هِي رُتْبَةُ الْفَنَا /
مَنْ شَعَرْ بِيها قالَ أنا /
والْوُصُولْ والرُّجُوعْ عَنَا /
كم حَجَبْ وَهْمُ مَنْ لَحَا / وتَركْهُم مُحَيُّرِين
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
لوْ يَكُن فانِي ما حَكَم /
بِفَناهْ ولاَ اتَّهَم /
فإذا اوْتَرْتَ لا نَنَمْ /
بِوُضُوكَ أرْكَعِ الضُّحَى / وامشِ خلْفَ الْمُقرَّبينْ
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
مُدْ خُطاكْ واتْرُكِ الْمَلَلْ /
فالْمُفِيضْ فَيْضُوا لَم تَزَل /
واسْتَمِعْ حِكْمَةَ الزَّجَلْ /
لَسْ هُو عِشقْ مَنِ اسْتَحَى / يَحْلِف أو يتْرُكْ اليمين
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي / لِمْ لاَ وقْدْ جَلاَ
غَياهِبَ الشّكِ / بِالْيَقين
أرسَلَهُ اللهُ للعبادِ / بادِي بِحكْمه
لَمَّا أبُو جاءَ بالجهادِ / هادي لأمْرِهِ
يا صاحِبِي قِفْ بكلِّ نادِي / نادِي باسمِهِ
تُعْطَي بِذِي الْقُوَّةِ المتينِ / أهْلاً ومَنْزِلاَ
في حَضْرة القُدُس / مِنْ دُونِ هونِ
مُتَمِّمَا جاء بالكمالِ / مالِي شيءٌ سِواهْ
حِبَّى هُ البرْءُ مِنْ خبا لِي / بالِي يَرْجُو رضاه
لأنَّه جَنَّةُ اتكالي / مالِي لِمَنْ رَجَا
أفْنَيْتُ في مدْحِه فُنُوني / كَيْ لا أعْزُو إِلَى
مَنْ بانَ عن / ثُلْةِ اليمين
دَعَوْتُ للحقِّ الأنامْ / نامُوا على الرَّدَى
لَمَّا انْجلَى بالهُدى الظلامْ / لاَمُوا من اهْتَدَى
لِذاكَ أضْحُوا قد اسْتقامُوا / قاموا على الْعِدى
فأذهَبَ اللهُ بالأمينِ / جَهْلاَّ لمَّا عَلاَ
وأسْفَرَ الصُّبْحُ / للْعُيونِ
إخْتَصَّهُ اللهُ بالْمعالِي / عالِي علَى الْوَرَى
اشكُوكَ يا سيِّدِي بِحالي / حالِي كما تَرَى
وها أنا أطْلُبُ انتقالي / فالِي لِمَا جرَى
وقد تَقدَّمتُ بالمكينِ / كُن لي لا أبقَى على
تأخُّرِي مَعْ / ذَوِي الْمُجُون
ملأتَ يا أحمدُ الوُجُودَ / جُوداً وَسُوداً
جَعلْتُ مَدْحَكَ الْمَجِيدَا / جِيداً مُقَلَّدَا
فاجْعلْ لَنا وجْهَكَ السَّعِيدا / عِيداً يُنْجِي غَدَا
يا سِّيدَ الْخَلْقِ كُنْ مَعِينِي / إِذْ لا حَوْلَ ولاَ
قُوَّةَ للمذنِبِ / الْمَهِينِ
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا /
مِنَ السُّرُورِ والْهَنا والْمُنَى /
فقُلْ لِواشٍ قد وَشَى بيْنَنا /
قد ذَهبَ البُؤُوس وزالَ العَنَا / وواصَلَ الخِلُّ ونِلْنا الْمُنَى
وزَارَ مَنْ كُنْتَُ لهُ شائِقاً /
وأصْبحَ الشَّمْلُ بِهِ مُونِقَا /
ورَوْضُ أُنْسِي مُنْعَمَّا مُورَقَا /
وطابَتِ الخْلوة عنْدَ اللُّقَا / ودارَ كَأسُ الوصلِ ما بَيْنَنا
في حَضْرة القُدْس لِذَا مَوْئِلِي /
وسَيِّدِي مُنادِي مُوَاصِلي /
يُمْزِجُهُ مِن خَمْرِه للأوَّلِ /
حَتَّى إِذا أسْكَرَنِي قالَ لي / إِشرَبْ شرابَ الأُنْسِ من قُرْبِنا
قُلْتُ لَهُ مَوْلايَ مَنْ يَغْتدَى /
بهذهِ الخمرةِ لَمَ يَهْتَدِ /
فَقال لِي لاَ والْهَوَى فابْتَدِ /
قُلتُ مَنْ السَّاقي فقالَ الذي / قالَ على الطُّورِ لِمُوسَى أنَا
أمَا اهْتَديْت بالسَّنَا اللاّئح /
والنَّارِ للْمُقْتَبِس اللاَّمِح /
حَتَّى نَظرْتَ نَظْرَةَ الْكاشِحِ /
يا مُدَّعِي الحُبِّ أما تَسْتَحِي / تنْظُرُ بالعَيْنِ إِلى غيرنا
يا فانِياً لو كُنْتَ لِي عاشِقَا /
لَم تُبْصِر إِلاّ الوَاحِدَ الْخالِقَا /
فاسمعْ كلاماً مُبتغى فائقَا /
لَوْ كُنْتَ فيما تدَّعي صادِقا / ما أبْصَرَتْ عَيْناكَ إِلاَّ أنا
أقبلْ على الْحَقِّ ودَعْ ما مَضَى /
وايأسْ مِنَ الْخَلْقِ وكُنْ مُعْرِضَا /
عَمَّن سِوانَا وانْتَصِرْ بالْقَضَا /
تَنَلْ رِضانَا وهْو نِعْمَ الرِّضَا / وتُرْفَعُ الحُجْبُ الَّتي بَيْنَنا
مَنْ بَداكْ بالْفَضْلِ مِنْهُ
مَنْ بَداكْ بالْفَضْلِ مِنْهُ / لا تُعَدِّي الْقَصْدَ عنْه
وانْظُروا في كُلِّ منْظَرْ /
واخْبُرُوا في كُلِّ مَخْبَر /
عَسَى نَفْحَهْ مِنْهُ تَظْهَرْ /
إِقْرَأ مَسْطُورَكْ ويظْهرْ / لَكْ عِلْمٌ مِن لَدُنْهُ
شَقَّ شَوْب الْوهْمِ شَقَّا /
تَرْتَفعْ عَنْكَ الْمشَقَّا /
إِنَّ مِنَّكْ لَيْكَ شُقَّا /
فافْنَى عن فَناكْ وتَرَقَّى / لِمَقامٍ أنْت مِنْهُ
فإذا حَقَّقْت ذاتَكْ /
وانْتَفى بادي صفاتَكْ /
قِفْ على طُورِ سَناتَك /
واجْعَلِ الُوجُود حَياتَكْ / وافْنَى بِهِ حَتَّى تَكُنْهُ
إِيَّاكْ أنْ تقُولْ أنا هُ /
واحْذَرْ أنْ تَكُنْ سِوَى هُ /
حَيْرَى هِ لِمَنْ هَواهُ /
وافنَى عَنْ ذاتَكْ تَرَاهُ / واطْلُبُوا فيها تَجِدْهُ
قُلْ لِي يا عبْداً مُحَقَّقْ /
كم تَدُورُ وكَمْ تُحَلَّقْ /
على ذَا الْخَلْقِ المخَلَّقْ /
يَقْتُلُوكْ إِنْ بُحْتَ بالْحَقِّ / قُلْتُ قَتْلِي فيكْ صلاحْ هُ
مَا لِلْمَلُوكْ
مَا لِلْمَلُوكْ / إلاَّ حُسْنِ ظَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
مَللَكْ رُوحِي / وبَعْضِي وكُلِّي
وَمَعْنَائِي / وجَمْعِي وجُلِّي
إِنْ لَم يَعْفُ / فمنْ لَكْ ومَنْ لِي
هُوَ مَعَكْ / وأنْت تَطْلُب أيْنُو
قَصِّرْ فَهْمَكْ / أيْنُو أيْنُو أيْنُوا
ياذَا الجاهلْ / بِجَهْلِك ما تعلم
مَعْنَى عيسى / وَلَدَتْهُ مريمْ
وإِبْراهِيمْ / ومُوسى الْمُكَلَّمْ
وقَوْلَ اللهْ / لِمُحَمَّدِ إِدنُوا
مَلَكْ قلبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
إِخْرِقْ تَنْجُو / مِنْ لُجَجْ بِحارَكْ
ومُتْ تَحْيَى / ويَنْقامْ جِدارَكْ
واخْلَعْ نَعْلَيْكْ / تَنالْ اخْتِيارَكْ
ومُتْ تَبْقَى / وتعلم بأنُّوا
هُوَ مَعَكْ / وأنْتَ تَطْلُب أيْنُو
يَا مُرِيدِيني / اتَّبِعُوا الحقيقهْ
وَاسْتَمْسِكُوا / بالعروةِ الوثيقهْ
وقُولُوا كِيفْ قالْ / شَيْخْ هذِي الطريقه
سِيدِي أبُو مَدْيَنْ / أللهْ يَرْضَى عَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنا بِعَيْنُوا
حَبيبْ قَلْبي
حَبيبْ قَلْبي / هُ الحبيب بِعيْنُوا
هُ زَيْنِي / وجَعلْني زَيْنُوا
أجْرَى حِبِّي / نِعْمَتُوا عَلَيَّا
وسَخَّرْ لِي / كُلَّها الْمَشِيَّا
ونَظَرْ لِي / وشَفَقْ عَلَيَّا
وايْشْ ما كانْ / إِنَّمَا هُ مِنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْني زَيْنُوا
هُ حَلاَّنِي / بِسمْعِ ونُطْقِ
ويَأتِيني / كُلَّ يَوْمَ بِرِزق
كَذَا يَفْعَلُ / الْحَبيبْ بِحَقِّ
وَأدْنَانِي / وقَرُبْتَ مِنُّوا
هُو زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
مِنَ الصَّانِعْ / تُطْلَبُ الصِّناعَهْ
وإِنْ ضَيَّعْهَا / مِنُّوا هِ الإضاعَهْ
فَلاَشْ نَسْأل / وأنَا نَعْلَم أنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت / لَسْ لُو ثانِي
هُ حياتِي / وهُ يُحَرِّكْ لِسانِي
مَعِي محبوبْ / لَس هُ بحال كُل محبوب
أشْ مَا نَطلُوبْ / يَقُلْ لِي خُوذْ أشْ ما تَطْلُوب
أنَا مَعَكْ / إِيَّاكْ تَقُل عَنِّي محْجُوب
أنَا أُسَّكْ / وأنْتَ أُسُّ بَياني
وأنَا كُلَّكْ / إِيَّاكْ تَرَى لِي ثانِي
وصِفاتِي / أثبتُّ مِنْهَا صفاتكْ
وَحَياتِي / جَعَلْتُ مِنْها حياتكْ
حَرَكَاتِي / بَقُدْرتِي لا بِذاتَك
أنَا أنْتَ / إِذَا فَهِمْتَ الْمَعانِي
لَسْ نَغِيب عَنَّك / إِذا دَرَيْتْ كِفْ تَرَانِي
أنَا وَحْدِي / لَسْ ثَمَّ حَدْ أمَامِي
وَسَلاَمِي / نُقْرِيهْ أنَا لِي سَلامِي
وَأشْ ما نَسْمَعْ / ما نسْمعْ إِلاَّ كَلاَمِي
أنَا نَنْطِقْ / مِن خَلْفِ هَذِي الأواني
وأنَا دايمْ / كُلُّ الأوانِ أوانِي
احذرْ أيْنَك / إِيَّاكْ يَغُرُّكْ مِثالَكْ
وظهوركْ / كانَ السببْ في زَوالكْ
نَصْبُ عَيْنَك / يَلْعَبْ بصُورَةْ خَيالَكْ
إِذَا يَصْعَدِ / الْمَا لِرُوسِ السَّوانِي
يَلْوِي هَابِطْ / وَهُ يقُولْ مَنْ ثَنانِي
ولاَ يَصْعَدْ / إِلاَّ لشمْسٍ مُضِيَّا
ولا يَغْرُبْ / إِلاَّ في عَيْنِ حَمِيتَّا
رِيتو راجع / وهُ يُرَجِّعْ شَجِيَّا
قُلْت لُو إِبكي / واهْرِقْ دُمُوعَكْ هَتَانِ
بِدُمُوعكْ / تَصْعَدْ لِحُورِ الْجِنانِ
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح / لَسْلَكْشِي ثانِي
وكُنْ فَقيرْ وارْمِي السِّلاحْ / وفي ضَمانِي
أطْلُبْ كَمَالَكْ يا فلانْ / إِنْ كُنْتَ عاقِلْ
لا تلتفتْ لقولِ كَانْ / مَطْلَبكْ حاصِلْ
وامْحُ المكانْ مع الزَّمانْ / فالْكُلُّ باطِلْ
وإِيَّاكْ لا تُنْكِرْ اصْطِلاحْ / فَفِيهْ مَعانِي
تَحْتُو مَراتِبْ مِلاحْ / حُسْنُوا سَباتني
إِجْمَعْ وفَرِّقْ اجْتَمِع / وانْفِي وأثْبِتْ
واحْيَا ومُتْ خَلِّ الْجَزَعْ / سَتَحْيَا إِنْ مُتْ
واخْلَعْ عِذارَكْ وانْطَبِع / واشْطَحْ واسكُت
وكُنْ بحالِي في اصْطِباحْ / كَمَا تَرَانِي
واسْكَرْ وسَلِّمْ لِلْصِحَاحْ / فَهُمْ أوَانِي
فانْ شَعِرْتَ بالوجودْ / قَدْ لاَحْ في ذَاتَكْ
هُودِسْ ولاَزِمِ الجحودْ / فَذاكْ صِفاتَكْ
واضْرِبْ بِتُرْسَكْ للقعود / والْقِي عَصاتَك
وقُلْ لِعَقْلَكْ اسْتَراح / نَخْلَعْ عِنانِي
وقُلْ لوهمكْ الرَّواحْ / مَعْ كُلِّ فانِي
في ذَا الْمَقاْم تَظْهَر صحِيحْ / عَبْداً مُحَقَّق
تُحْفَظْ عَنِ الفعلِ القبيحْ / وتَتْبع الْحَقْ
وكُلُّ ما تَرَاهْ مَلِيحْ / نَظْرَكْ هُ مُطْلَقْ
مَن قال نعم وقْت أن يُصاح / بِلاَ تَوانِي
ثُمَّ يَسمَعْ الجوابْ صُراح / بِلَنْ تَرانِي
إِعْمَلْ عَلى فَكِّ الرُّمُوز / فالتَّوْبَا سَبْعِينْ
فإنْ فَهِمْتَهْ سَتفُوز / مِنْ ذَرْعِ سَبْعِين
واسْألْ في كُلِّ ما يَعُوزْ / عبْدَ ابْنِ سبْعِين
في سَاعْ يُلْقِي لَكْ سِباح / شَرْحِ الْمَثانِي
يُرْجِعْ لَكَ الْمِسَا صَباحْ / والْبُعْدُ دانِي
إِنْ كُنْتَ تَفْهَم ذَا الْغَزَل / وإِلاَّ فَسَلِّم
عرُوضُهُ قَدِ انْعمَل / فيما تقدَّم
رُمُوز بِقانُون الزَّجَل / منْظُومْ لِيُفْهَم
مَن يُعْجِبُوا عِشْقُ الْمِلاَح / يُرْسِل في شانِي
يُعْجِبْنِي يا قَوْمِ إِفْتِتاح / وَرْدِ الزَّوانِي
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ / لِمَن رآنِي
أنا الْمُحبُّ والحبيب / لَس ثَمَّ ثانِي
يا قاصِدَ عَيْنَ الْخَبرْ / غطَّاهْ غَيْنَك
إِرْجَع لِذاتكَ واعْتَبِر / ما ثَمَّ غيْرَك
فالخيرُ مِنَّك والْخبَرْ / والسِّرُّ عِنْدَك
وأنْتَ مِرآةُ النَّظَر / قُطْبُ الزَّمانِ
وفِيك يُطْوَى ما انْتَشَرْ / مِنَ الأوانِي
اسْمَعْ كلامِي والْتَهِم / إِنْ كُنْتَ تَفْهام
لأنَّ كَنْزَك قد عَرَى / عن كلِّ طَلْسام
مِنْهُ الْمُكَلِّم والْكَلِيم / على طُور الأفْهام
اسْمَعْ نِدايَ مِن قرِيب / بِلاَ أذانِ
وشمسُ ذاتِي لا تَغِيب / عَنِ العيانِ
أنْظُر جَمالِي شاهداً / في كلِّ إِنْسانْ
كالماءِ يَجْرِي نافِذاً / في أُسْ الأغصان
يُسْقَى بِماءٍ واحِد / والزَّهْرُ ألْوانْ
فاسْجُد لِهَيْبَةْ ذِي الْجَلال / عِنْدَ التَّدانِي
ولْتَقْرَأ آياتِ الكمالْ / سَبْعاً مَثانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي / عسَى يَرَانِي
قُطْبُ الهُدَى رَوْحي ورَيْحاني / سَكَنْ جنانِي
مُجْلِي الصَّدَى عَن قلبي اَلْعانِي / غايَةْ أمانِي
هُوَ الْهِدايَهْ يُهْتدَى / وهْ شفيعنا غَدَ
بِحُبِّهِ نَبْقَى كَذَا دايمْ / سَكْرانْ هايِمْ
وَصْلُوا نعِم نُورِي وبُرْهانِي / وإٍصلاح زمانِي
قلْبي يَهِيم في حُبِّهِ فانِي / يا كُلّ مَنْ رآني
رُوحِي فِداه نعَم وجُثْمانِي / نُوروا كَسانِي
بِه اهْتَدَى مَنْ قد هَدَ / ى وبسيفه قَهَرَ الْعِدَى
بحبه نبقَى كذَا دايِمْ / سَكْرانَ هايِمْ
بَدْرٌ بَدَا سِرَّا وإِعْلانِ / شمْسُ الْمعانِي
نبِيٌّ كرِيمْ مَكَّي وعدنانِي / حُسْنُوا سَبانِي
صَدْرِي سَكَنْ وباحْ كتماني / اللهْ أعْطانِي
قُطْبُ الهدى غَيْثُ الندى / وبه أنانَنْكِ العِدَى
بِحُبِّهِ نبقى كذَا دايِم / سكرانَ هايِم
ربِّي الكريم بِمدْحُوا بَهانِي / ورَفَعْ شانِي
فضْلُوا عَمِيم بالخيرِ والآنِي / وأصْبَحْتُ هانِي
إِرمِ السِّلاحْ لِحُكْمِ ربَّانِي / وفي ضَمانِي
إِرْمِ العِدَى كَي تُفْتَدى / وتكُن عتيق لمحمَّدا
بحبِّهِ نَبْقَى كذَا دايم / سَكْرانَ هايِم
صلُّوا عليهِ معشرَ إِخواني / طُولَ الدَّوامِ
وارْضُوا عَلى أصْحابِه الأعيان / سادَه كِرام
مَوْلاى عتِيق وعُمَر وعُثمانِ / وعَلِي إِمامِ
السُّعَدَا الشُّهَدا / الْمُتَّقِينَ السُّؤْدَدَا
بحُبِّهِ نبقى كذا دايم / سكْرَانَ هايم
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني / وما فِيَّا شيْ يُعْجِبْنِي
وما لِي غَرِيم إِلاّ أنا / باللهِ خلِصُونِي مِنِّي
وأنا إِليّ سبب تَعْذِيبي / وأنا إِليَّ سبب تنْكِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقْرِيبي / وأنا إِليَّ سبب تَبْعِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقييدي / وأنَا إِليَّ سبب إِطلاَقِي
وأنَا نِيَتِي أمْحَتْني / وَمحْوي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غَريم إِلاَّ أنا / بالله خَلصُونِي مني
أنَا ما أنا خَلُونِي / أنَا في الأنَا لَم أبوحْ
ولِي بِي مَعانِي تظهرْ / ولِي بِي معانِي تُشْرَح
إِني مُحْتَجِبٌ في إِنِّي / ومَنْ لي بإِنِّي أفْرَح
تهَتْكَتُ فِيَّا دَهْرِي / وهَتْكِي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنَا / بالله خَلِصُونِي منِّي
بالله يا أنا أفْرَغْ عنِّي / كَفَى ما جَرَى لِي مِنَّكْ
كَم لَك في الْخطايَا تُوقِعْني / وواتَّبِعَك ولا أفْرَعْ عَنَّك
لَوْ أنَّك غَريب فَرَّجْتَك / وخَيَّبْتُ فِيكَ ظنَّك
لكن الذِي منْ أجْلُه / تَمْزِيقِي لَقد جَننِي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنا / بالله خَلِصُونِي مِنِّي
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن النَّاس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
أش عليّا يا صاحب / مِن جمِيع الخَلايقْ
إِفْعَل الخيرَ تنْجُو / واتبعْ أهلَ الحقائق
لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ / إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق
خُذ كلاَمِي في قُرْطاس / واكتُبُوا حِرْزَ عَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
ثم قول مبين / ولا يحتاج عبارة
أشَ عَلَى حَدْ مِن حَدْ / إِفْهَمُوا ذِي الإشاره
وانْظُرُوا كِبْرَ سِنِّي / والعصي والغَزَارَه
هكذا عِشْتُ في فاسْ / وكَذاكْ هُونْ هُونِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وما أحْسَنْ كَلامُوا / إِذْ يَخْطُر في الأسْواق
وتَرَى أهْلَ الحوانتْ / تلْتفِتْ لو بالأعناقْ
بغرارة في عنقوا / وعكيكز وأقراق
شُوَيْخْ مَبْنِي عَلى أساس / كما أنْشَا اللهُ مَبْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
لَرْ تَرَى ذا الشويَّخ / مَا أرَقُّوا بمعنى
إِلتفتْ لِي وقالْ لِي / أش نراكْ تَتْبَعْنا
أنَا نَنْصِبْ لِي زَنْبِيل / يَرْحَمُوا من رَحِمْنا
وأقامُوا بَيْن أجناسْ / ويقُول دَعْنِي دَعْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
مَنْ عَمِلْ يا بْنِي طَيِّبْ / ما يُصِيب إِلاَّ طَيِّب
لِعُيوبُوا سَينْظُر / وفِعالُوا يُعَيِّب
والْمُقارِبْ بِحالِي / يَبْقَى بَرَّا مُسَيِّب
مَنْ مَعُوا طِيبَةَ أنفاس / يدْرِي عُذْرَ المغنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وكَذاكْ إِشْتِغالُوا / بالصَّلاهْ على مُحَمَّد
والرِّضَا عَنْ وَزِيروا / أبي بَكْرِ الْمُمَجَّدْ
وعُمَر قائِلَ الحقِّ / وشَهِيد كُلِّ مَشْهَد
وعَلِي مُفْتِي الأرْجاس / إِذا يَضْرِبْ مايْثِني
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
يا إِلهِي رَجَوْتُك / جُدْ عَلَيَّا بِتَوْبَه
بالنَّبي قَد سألتُكْ / والكرامِ الأحِبه
الرِّجِيم قد شَغَلْني / وأنا مَعُوا في نُشْبَه
قد مَلاَ قلْبي وَسْوَاس / مِمَّا هُ يَبْغِي مِنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
تَمَّ وَصْفُ الشُّوَيِّخْ / في مَعانِي نِظامي
وإِنِّي خَوَّاص ونُقْرِي / لأهْلِ فَنِّي سَلامِي
وإِذا جَوَّزُونِي / نقُل أوَّلْ كَلامِي
شُوَيْخْ من أرضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي / عِشْقُ ذَا المليحْ فَنِّي
وشُرْبِي مَعُو بالْكاسْ /
والْحَضْرَهْ مَعَ الْجَلاَّس /
وحَوْلِي رِفاقْ أكْياسْ /
قد شالُوا الْكَلَفْ عنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
أيَّ مَذْهَبٍ تَدْرِينِي /
الشَّرِيعَةُ تُحْيِيني /
والحقِيقهْ تُفْنيني /
واعْلَم أنَّني سُنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
وعْلَم أنْ ليْسَ في الدَّار /
غيركْ فاقطعِ الأخبارْ /
وادخُلْ معِي المِضْمَار /
أو مَوْر لا تُصَدِّعْني /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
لَوْ تَرانِي في دارِي /
وحِينْ نَرْفَعُ اسْتارِي /
وحِبي مَعي عَارِي /
بِوَصْلُوا يُمَتّعْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
فَدَعني ومِنْ وهْمَكْ /
فأنْتَ غُلام نَفْسَكْ /
هذا الْكَوْن هُ دارْ نُوْمكْ /
إِستيْقظْ تَرَى حُسْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي