القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحَسن الشَّشتُري الكل
المجموع : 234
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي / يَا عَاذِلِي
وتُهْت في الأسْرَار / لَمَّا لاَحَ لِي
قد لاَحَ نُورُ الحَقِّ مِن سِرِّ الجلالْ /
وأشْرَقَتْ شمسُ المعاني والكمال /
ودَارَ كاسُ الأنْسِ ما بيْنَ الرِّجال /
وَهزَّهُم هَزَّ القضيبِ المائلِ /
حُبًّا وشوقَا للمليكِ العادلِ /
إِلى الحبيب جعلُوا مرامهم /
وفي مَحَلِّ أُنْسِهِ أقامَهُم /
شَرَّفهم بذكرِهِ وأكْرَمهم /
فَسَّلمُوا أمُورهُم للفاعلِ / في كل حكمٍ وقضاءٍ نازلِ
أيا مَحَلُّ الْجُودِ يا قطبَ الوَفا /
يا سالكاً على طَريقِ الخُلَفَا /
يا وارِثاً عِلْمَ النَّبِيِّ المصطفى /
قد جِئْتَ بالعلومِ والدلايلِ / تُحْيِي القلوبَ مِثْلَ غَيْثٍ وابِلِ
أفردهُم بحبّهِ وذِكْرِه /
مَتَّعهُم بحمدِهِ وشُكْرِهِ /
وطُهِّرَتْ قُلُوبُهم عَنْ غَيْرِه /
رَقَى بِهم لأِشْرَفَ المنازلِ / من قُرْبِ رَبِّ راحِمٍ مواصلِ
عليكَ مِن رَبَّكَ أفضلُ السَّلامْ /
وأنْتَ للْخَلْقِ دليلٌ وإِمامْ /
ثُم صلاَةُ اللهِ علَى طُولِ الدوامْ /
على حبيبِ جاءَ بالرَّسائِل / وحُبُّهُ مِن أعظمِ الوسائلِ
قُلْ لِلذي قد ملَكَني مَلْكَه
قُلْ لِلذي قد ملَكَني مَلْكَه / وغَبَّطَ الجِسْمَ بالسّقامْ
لوْلا استَوا قربِي فيك وبعدي / قَد كانَ متُ فيكْ من الغرام
يا مَن سَرَى سِرُّ في طِباعِي / أنْتَ الْقَريبْ مِنِّي الْبَعِيد
من أعْجَبِ الأشْياءِ وانت معِي / وعِشْقِي فيكْ كُلَّ يَومٍ يَزيدْ
وَأنا بتهتَكِي وانْطِباعِي / غَرامِي فِيكْ دائِم جديد
ولوْ تَرانِي وأنا في هَتْكَه / ما بيْنَ مُحِبِّينَكْ الهِيام
همْ يَشْكُو بَعْدَكَ وأنتَ عِندي / حاضِر بِقَلْبِي على الدَّوامْ
يا كَعْبَةَ الْحُسْنِ يا عِمادِي / فَنائِي فِيكْ غايةُ الثُّبُوتْ
يا كَنْزِي ما مَذْهَب اعْتقَادِي / ذِكْرُكْ لِقَلْبي أجَلُّ قُوتْ
أشْ حالْ نَقُول لَوْلاَ مَا / الأعادِي وإِنما نَلْزَمُ السُّكوت
وخَوْفي منَّك مَسَكْني مَسْكَه / فصِرْتُ كالْمُهْرِ باللّجامْ
وإِنْ تَعَدَّيْتُ فيكَ حَدِّي / تَقْتُلْنِي هَيْبَتكَ دونَ حُسام
يا شمسِ يا بَدْرِي يا حَياتِي / حُسَّادي فيكْ في الوَرَى كَثِير
وكُلُّهُم يَشْتَهُوا مَماتِي / وإِنَّما ذَاكَ لَم يَصِير
إِحْيي رُسُومِي ومُدَّ ذَاتِي / واكتُبْ لِعَبْدَك بِذَا ظَهِير
نَصُكَ لأهْلِ الدَّعاوِي صكَّه / يكُفُّوا عن جُمْلةِ الْمَلاَم
وأنا بسَيْفِ الثّنَا بِيَدِّي / نَضْرِب رقابْ أهْلِ الاتّهَام
للنَّاسِ في تحقِيقِهم مَراتِبْ / وليْسَ لِتَحْقيقِكَ انْتَها
تُورِي بِعِلْم السُّفُرْ عَجائب / يَكِلٌّ عن وصْفِها النُّهَا
وتَنْفِي مُمْكِنْ وتُبْقِي واجِب / وجَا الزَّمانِ بِيكْ كما اشْتَها
فَكِكْتَ رَمْزَ الْمُعمّى فكَّه / وأظْهرْتَ مَعْنَى الألِف بِلاَم
وجاءت سَعَادُ أسْعَدتْ لِتُبْدي / مِنْ حُسنِها ما حَوَى اللِّثام
يا وارَثَ الْعِلْمِ والسَّيادَهْ / يا مِنْ هُوَ للْخَيْر كُلُّ ذاتْ
ظَهَرْتَ في تَخْصيصْ الإرادَه / كالْغَيْثِ والْخَلْق كالْنَبات
فأنْتَ هُو كميّةُ السَّعادَه / وأنْتَ هُو أكْسِيرُ الذَّوات
ومَنْ حصَل عِنْدهْ مِنْكَ مَسكهْ / صارَ يمْشِي في الْخْلَقِ كالْعَلام
ويَفْتَخِرْ بَينَهُم ويَهْدِي / مَنْ شَا إِلى حفَرَةِ السَّلاَم
جَذَبْت كُلَّ الْوَرَى بقلْبِك / فأنْتَ مَغْناطِيسُ النُّفُوسْ
وسُسْتَهُم كُلّهُم بِقُربِكْ / كَذَا هُو الوارِثُ السَّؤوس
وكُلُّ مَنْ قد ظفِر بِحُبَّك / ما يَشْتكِي ما حَيِي ببُوس
وكُلُّ مَن كانْ بقلْبُه شَوْكَه / مِنْكَ أوْ عَتَبْ أو عذَل ولاَمْ
صارَ يُخْفِي ذاكَ العِتابْ ويُبْدِي / في حقَكَ الوُدّ والزّمام
أنا غُلامْ عبْد بْن سبْعين / ما دامتِ السَّبْعُ في الْعدَدْ
معْ أنْ لَس نَحْتَجْ أهْنا تبْيِينْ / يا قَدْ فَهِم عنّى كُلُّ أحدْ
أبداً ما هَبَّ النَّسِيم معَ الحِين / نقُل ونْوَصيِّه ونَجْتهِدْ
باللهِ إِنْ جِيْتَ أرْضَ مكهْ / بلّغ إِلى قُطْبِها السَّلامْ
عاطِرْ مُجَدَّدْ كما هُوَ عِنْدي / وَرُدْ بعْدَ السَّلام سَلام
معنى الوجودْ قَد لاحْ
معنى الوجودْ قَد لاحْ / بِلا مَلاَم
عَلَى الذي قد باحْ / مِن الغرام
بِذا الغرامْ قد باحْ / معنى الهوى
ومنْ مَلاَ الأقداح / مِن الجَوَى
سَكِرُ بِشُرْب الرَّاح / وأفنا السِّوى
قد لاح بالإصباحْ / بادِي الغرام
فَجْرُ سَنَا الإصباحِ / مَحَا الظَّلام
لَيْلَى المنا تُجْلِي / فَمَن لها
نظَرْ وقلبُوا أخْلَى / ولها بهَا
حتَّى يَرَى لَيْلَى / ينْظُرْ لها
لدَيها والأشْباح / صارَت غَمامْ
قَيْسٌ بِها صَرَّحْ / وفيها هامْ
عَيْنُ الزِّحامْ هُ السّيْرْ / لِحَيِّنَا
والاصطباحْ في الدَّيْر / لِشُرْبِنَا
فَدَعِ الفنا للْغَيْر / في حُبِّنَا
فمن طَغَى أوْ باحْ / مِنَ الأنامْ
بِسرِّنا الوضَّاح / سُلَّ الحُسام
تلاشت الأطرافْ / بِلا وَسَط
هذا هُوَ الإنْصافْ / خَلِّ الْغلَطْ
قد حارَتِ الإنْصافْ / خَلِّ الْغلَطْ
قد حارَتِ الأوصافْ / فافهمنِي قَطْ
بلابلُ الأفراحْ / للمُسْتَهَامْ
غَنَّتْ يروضِ فاح / ورَنَا الحمَامْ
اسْمَعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ
اسْمَعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصَوْتَك كما الأحُروف نظامك
لَسْ ثَمَّ غَيرَك عن الوجودْ يُتَرْجَم /
صُورَه كُلَّهْ عِنْدَكْ وفيكَ هو مَا ثَمْ /
فأنْتَ عِلْمُكْ وطورٌ منك فيك فاعْلَمْ /
فاتْبَعْ لأقصى ما فيكْ فَهْوَ إِمامَكْ /
اسمع يا نفسي كلام وهو كلامك / فكرك وصوتك كما الأحروف نظامك
تَطْلُوبُوا مِنْكَ وتَلْتفِتْ لِنَفْسَك /
في بَحْرْ عِلْمَكْ إِذا تركْت جِسْمَك /
لا تنْقَسِمْشِي أنْتَ هُ ذَاكَ قِسْمَك /
إِخْبارَكْ عَنْكَ بِوَهْمِ هُ إِنقسامكْ /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
تَفْرِض مَسافه إِذا نَظرتَ كُلَّكْ /
تَرَى بِجِسْمُكْ تحْتَك وفُوق عقْلَك /
وذِي قضَايَا ضروره وفيكَ فِعْلَك /
فكلُّ ظاهرْ مِنَ الجِسومْ مِثالَكْ /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
تدري بأنَّكَ تَدَعْ لجسمك أيْنَا /
وتعْتَقِد فِيه حرفاً أتى لمعْنى /
سكَنْتَ مَعْ أشْ تَرْحَلِ لِسَكْنَى /
لابُدَّ ترحلْ مِنْهُ إِلى مَقامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
حَجَبَهُ نونْ فاعْني المرادَ مع السِّين /
والعينْ والقافْ ولامْ وشَكْلْ مِن طِين /
فَخُذْ حقيقهْ بلا قناعْ يا مِسْكِين /
واسْكُن وداوي بذا الدواه أسقامك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
الفتقُ واقعْ مِن قِبَلِ الأسَما فانظورْ /
والرتقُ يَحْصُلْ إِذا قَفَرْتَ ذَا الصُّورْ /
فَخَل الاسما إِلى حُرُوفها واعبُورْ /
وَرُد الأحرف لنكتةِ إِنْعِدامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
اسْمع كلامي وانْتَفِع بِفَهْمُوا /
تسْكَر بخمرةٍ مِنْ دَنِ دَيْر تُعَظِّمُوا /
خَبَر في خَبْيَا قلوا إِذا تَظُنُّوا /
إِنْ كانْ وتَرْضَى أنِّي نَكُن غُلامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
يا خَبِيَّةَ الدَّيْر اعْمَلْ مَعِي ما يَلْزَم /
اسقيني بالدَّن حتى نَفيقْ ونَعْزِم /
قالتْ يا بطالْ مَعَكْ مَثَاقِيل انْضَمْ /
إِنْحَلْ يَنْحَل مِفْتَاحِي مِن جِزَامَك /
اسمعْ يا نفسِي كلامْ وهْوَ كلامَكْ / فِكْرَك وصُوتَك كما الأحروفْ نِظامَكْ
قد عِيلَ صَبْرِي
قد عِيلَ صَبْرِي / وبانَ سِرِّي الْمَصُون
ما هُوْ ظاهِرْ / أبَداً هُ واهِي الْجُفُون
هَلْ لِهَيَامِي / ودَائِه مِن دَوَا
رَمانِي رامِي / بِسْهم قَوْسِ النَّوَى
خَلُّوا مَلامِي / فالجِسْم واهِي الْقُوَى
والدَّمْعِ يَجْرِي / مِنْ كُلِّ عَيْنِ عُيُون
مِنْ طَرْفِ ساهِرْ / قد اسْهَرَتْهُ والشُّجُون
أنَا وقَلْبي / مَعَ الْمُنَى والْخُطُوب
في نارِ حَرْبي / الْقَلْبُ مِنْهَا يَذُوب
اللهُ رَبِّي / ماذَا تُقَاسِي الْقُلُوب
فَكُلُّ حُرِّ / يقولْ مالاَ يَهُون
لَهُ الأواخِرْ / فيَرْعَوِي للسُّكُونْ
لله كَم قَد / مَرَّ لَنَا مِنْ زَمان
عَيْشٌ مُمَهَّدْ / وَوَقْتُنا في أمانْ
فَلَوْ يُخَلَّدْ / كان يكُون شَيْ حَسَانْ
كَمْ كُنْتُ أُجْرِي / خَيْلَ الْهَوَى في فُنُون
والدَّهْرُ ناصِرْ / مُساعِدٌ لاَخؤُونْ
يا قَبي مَهْلاَ / صَبْراً لِمَا قد أتَى
فالصَّبْرُ أوْلَى / إِن ضاقَ ذَرْعُ الْفَتَى
وغَنَّ قَوْلاً / قد قِيلَ كَيْ تَثْبُتَا
يا لَيْتَ شِعْرِي / إِنْ خالَفَ اللهُ الظُّنُون
تَرَانِي صابِرْ / ما قَدَّرَ اللهْ يَكُونْ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ / وهَاءُ قُوَّةُ الْعَيْنِ
ألِفٌ هوتُ الإسْمِ /
وَلاَ مَينِ بِلاَ جِسْمِ /
وَهَاء آيَةُ الرَّسْمِ /
تَهَجَّى سِرَّ حَرْفَيْنِ / تَجِدْ إِسْماً بِلاَ أيْنِ
حُروفٌ كُلُّهَا تُتْلَى /
تَرضى الْقَلْبُ بهَا يُجْلَى /
ويُسْلاَ بَعْدُ ما يُبْلَى /
ويَدْرَجْ بينَ كَفنين / بِرَمْزَيْنِ رَقِيقَينِ
غَرامِي في الْهَوَى قد باح /
وفَجْرِي بَعد لَيلَى لاَحْ /
وصِرْتُ للْوُجُودِ مِصْباح /
وشَمْسِ بينَ قَمَرَيْن / ولاَ أدْرِي أنا أيْنِي
فَمَعْنَى حِبِّي الأتْقَى /
بأن أفْنَى بِهِ رِقَّا /
وأفْنَى في الْفَنَا حَقَّا /
فَوَجْدُ بَيْنَ فَقْدَيْنِ / وحَياةٌ في فَنَايينِ
مُنَائِي مَنْ بِه هِمْتُ /
وقُوتُ الرُّوحِ إِنْ مُتُّ /
وخَوْفَ الْبَيْنِ أنْشَدْت /
مَتَى يا قُرَّةُ الْعَيْنِ / نَجِدْ وَصْلاَ بِلاَ أيْنِ
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي / مُقَدَّسَةً عَنْ إِدْراكِ الْعِيانِ
فقالَ مُتَرْجِما عَنِّي لِسانِي / أنَا القُرآنُ والسَّبْعُ الْمَثانِي
وُوحُ الرُّوحُ لاَ رُوحُ الأوانِي /
أنَا في مَسْتوَى عَرْشِي قدِيمُ / لِذَا أنِيَّتِي العَظْمَى نَدِيمُ
وفي بَلْوَى مَحَبَّتكُم أهِيمُ / فُؤُادي عِنْدَ مَعْلومِي مُقِيمُ
يَناجِيهْ وعِنْدَكُم لِسَانِي /
سَتَرْتُ حقيقتي عَن كُلِّ فَهْم / بَمَا أظْهَرتُ مِنْ وسْمِ ورسْمِ
فإن تَطْلب تَرى صِفتي مع اسمي / فلا تَنْظُر بطَرفِك نحْو جِسمي
وعَدِّ عَنِ التَّنَعُّمِ بالمغَانِي /
وللطَّلْسمِ في الكونينِ كَسَّرْ / وحَقِّقْ سِرَّ مَعْنائِي وحرِّر
وللْمَسْجورِ مِن بَحْري ففَجِّر / وغُص في بَحْرِ ذَاتِ الذَّات تُبْصِر
عَجائِبَ لَيْسَ تَبْدُو للعيانِ /
فإنْ شاهَدتَّني في كُلِّ ذاتِ / بأسمائي عيَاناً مَعْ صِفاتِي
ستفهمْ ما خَفَى في الكائِناتِ / وأسراراً تَراءتْ مُبْهَماتِ
مُسَتَّنرَةً بأرواحِ المعاني /
فَعِنْدَ شُهودِكَ الأسْرارَ مِنْهَا / فلا تَكُ غائبَا في الكونِ عَنْهَا
وَوحِّد واتِّحدْ كيْ ما تَكُنْها / فَمَن فَهِم الإشارةَ فلْيَصُنْهَا
وإِلاَّ سوفَ يُقْتَلْ بالسِّنانِ /
فَمَن أوِرى زِنادَ الحقِّ رُدَّتْ / حقيقَتُه وعَنْهُ البَابَ سُدَّتْ
وكَعْبَتُهُ بِفاسِ الشَّرْع هُدَّتْ / كحَلاَّجِ المحبةِ إِذْ تَبَدَّتْ
لَهُ شَمْسُ الحقيقةِ في التَّدانِي /
فلمَّا أنا دنا مِنْهَا تدلَّى / وبالإسمِ المعظَّم قد تَحَلَّى
تَوَحَّدْ عِنْدَ ذاكَ وما تَوَلَّى / فقالَ أنا هُوَ الحقُّ الذي لاَ
يُغَيَّرُ ذَاتَهُ مَرُّ الزَّمانِ /
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا / مِنْ شَرابِ المُحَققينْ
كُلُّ مَنْ ذَاقَ ذَا الشَّرَابْ /
وفَهِمْ مَدْلُولْ الخِطابْ /
مِنْ مَعانِي فكان قابْ /
وثَبَتْ بَعْدُ ما امْتَحَى / وتَرَكَّبْ في كلِّ حِينْ
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحُقِقين
إِنْ قَنِعْ بَعْدَما امْتَحَقْ /
مَضت الشَّبْعَهْ في الْعَرَق /
ويُقالُّوا مُورْ انْطَلَق /
مَنْ عُطيهْ قلْبُو ذاكْ جُحا / يبقى يطلُب طُولَ السِّنين
لاَ تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المحققينْ
أيْ وُصُول ثَمَّ وأي وِصال /
كما لَسْ ثَمَّ انْفِصالْ /
بِذَواتَكْ هُ الاتِّصالْ /
مَن يَدُرْ دورَةَ الرَّحى / على ذَاتُوا يَكُن فَطِين
لا تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِن شَرابِ المحقِقين
ويرى كَيْفَ يُفاض علَيْه /
مِنْ وجودِ الذي يَليْهْ /
بَعْدَ صَعقُوا يُرَدُّ لَيْهْ /
ويَرَى سِرَّ مِيمْ وَحَا / وألِفْ لاَمْ وَيَا وَسِين
لاَ تُسلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحقِقين
وَهْمْ هِي رُتْبَةُ الْفَنَا /
مَنْ شَعَرْ بِيها قالَ أنا /
والْوُصُولْ والرُّجُوعْ عَنَا /
كم حَجَبْ وَهْمُ مَنْ لَحَا / وتَركْهُم مُحَيُّرِين
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
لوْ يَكُن فانِي ما حَكَم /
بِفَناهْ ولاَ اتَّهَم /
فإذا اوْتَرْتَ لا نَنَمْ /
بِوُضُوكَ أرْكَعِ الضُّحَى / وامشِ خلْفَ الْمُقرَّبينْ
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
مُدْ خُطاكْ واتْرُكِ الْمَلَلْ /
فالْمُفِيضْ فَيْضُوا لَم تَزَل /
واسْتَمِعْ حِكْمَةَ الزَّجَلْ /
لَسْ هُو عِشقْ مَنِ اسْتَحَى / يَحْلِف أو يتْرُكْ اليمين
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي / لِمْ لاَ وقْدْ جَلاَ
غَياهِبَ الشّكِ / بِالْيَقين
أرسَلَهُ اللهُ للعبادِ / بادِي بِحكْمه
لَمَّا أبُو جاءَ بالجهادِ / هادي لأمْرِهِ
يا صاحِبِي قِفْ بكلِّ نادِي / نادِي باسمِهِ
تُعْطَي بِذِي الْقُوَّةِ المتينِ / أهْلاً ومَنْزِلاَ
في حَضْرة القُدُس / مِنْ دُونِ هونِ
مُتَمِّمَا جاء بالكمالِ / مالِي شيءٌ سِواهْ
حِبَّى هُ البرْءُ مِنْ خبا لِي / بالِي يَرْجُو رضاه
لأنَّه جَنَّةُ اتكالي / مالِي لِمَنْ رَجَا
أفْنَيْتُ في مدْحِه فُنُوني / كَيْ لا أعْزُو إِلَى
مَنْ بانَ عن / ثُلْةِ اليمين
دَعَوْتُ للحقِّ الأنامْ / نامُوا على الرَّدَى
لَمَّا انْجلَى بالهُدى الظلامْ / لاَمُوا من اهْتَدَى
لِذاكَ أضْحُوا قد اسْتقامُوا / قاموا على الْعِدى
فأذهَبَ اللهُ بالأمينِ / جَهْلاَّ لمَّا عَلاَ
وأسْفَرَ الصُّبْحُ / للْعُيونِ
إخْتَصَّهُ اللهُ بالْمعالِي / عالِي علَى الْوَرَى
اشكُوكَ يا سيِّدِي بِحالي / حالِي كما تَرَى
وها أنا أطْلُبُ انتقالي / فالِي لِمَا جرَى
وقد تَقدَّمتُ بالمكينِ / كُن لي لا أبقَى على
تأخُّرِي مَعْ / ذَوِي الْمُجُون
ملأتَ يا أحمدُ الوُجُودَ / جُوداً وَسُوداً
جَعلْتُ مَدْحَكَ الْمَجِيدَا / جِيداً مُقَلَّدَا
فاجْعلْ لَنا وجْهَكَ السَّعِيدا / عِيداً يُنْجِي غَدَا
يا سِّيدَ الْخَلْقِ كُنْ مَعِينِي / إِذْ لا حَوْلَ ولاَ
قُوَّةَ للمذنِبِ / الْمَهِينِ
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا /
مِنَ السُّرُورِ والْهَنا والْمُنَى /
فقُلْ لِواشٍ قد وَشَى بيْنَنا /
قد ذَهبَ البُؤُوس وزالَ العَنَا / وواصَلَ الخِلُّ ونِلْنا الْمُنَى
وزَارَ مَنْ كُنْتَُ لهُ شائِقاً /
وأصْبحَ الشَّمْلُ بِهِ مُونِقَا /
ورَوْضُ أُنْسِي مُنْعَمَّا مُورَقَا /
وطابَتِ الخْلوة عنْدَ اللُّقَا / ودارَ كَأسُ الوصلِ ما بَيْنَنا
في حَضْرة القُدْس لِذَا مَوْئِلِي /
وسَيِّدِي مُنادِي مُوَاصِلي /
يُمْزِجُهُ مِن خَمْرِه للأوَّلِ /
حَتَّى إِذا أسْكَرَنِي قالَ لي / إِشرَبْ شرابَ الأُنْسِ من قُرْبِنا
قُلْتُ لَهُ مَوْلايَ مَنْ يَغْتدَى /
بهذهِ الخمرةِ لَمَ يَهْتَدِ /
فَقال لِي لاَ والْهَوَى فابْتَدِ /
قُلتُ مَنْ السَّاقي فقالَ الذي / قالَ على الطُّورِ لِمُوسَى أنَا
أمَا اهْتَديْت بالسَّنَا اللاّئح /
والنَّارِ للْمُقْتَبِس اللاَّمِح /
حَتَّى نَظرْتَ نَظْرَةَ الْكاشِحِ /
يا مُدَّعِي الحُبِّ أما تَسْتَحِي / تنْظُرُ بالعَيْنِ إِلى غيرنا
يا فانِياً لو كُنْتَ لِي عاشِقَا /
لَم تُبْصِر إِلاّ الوَاحِدَ الْخالِقَا /
فاسمعْ كلاماً مُبتغى فائقَا /
لَوْ كُنْتَ فيما تدَّعي صادِقا / ما أبْصَرَتْ عَيْناكَ إِلاَّ أنا
أقبلْ على الْحَقِّ ودَعْ ما مَضَى /
وايأسْ مِنَ الْخَلْقِ وكُنْ مُعْرِضَا /
عَمَّن سِوانَا وانْتَصِرْ بالْقَضَا /
تَنَلْ رِضانَا وهْو نِعْمَ الرِّضَا / وتُرْفَعُ الحُجْبُ الَّتي بَيْنَنا
مَنْ بَداكْ بالْفَضْلِ مِنْهُ
مَنْ بَداكْ بالْفَضْلِ مِنْهُ / لا تُعَدِّي الْقَصْدَ عنْه
وانْظُروا في كُلِّ منْظَرْ /
واخْبُرُوا في كُلِّ مَخْبَر /
عَسَى نَفْحَهْ مِنْهُ تَظْهَرْ /
إِقْرَأ مَسْطُورَكْ ويظْهرْ / لَكْ عِلْمٌ مِن لَدُنْهُ
شَقَّ شَوْب الْوهْمِ شَقَّا /
تَرْتَفعْ عَنْكَ الْمشَقَّا /
إِنَّ مِنَّكْ لَيْكَ شُقَّا /
فافْنَى عن فَناكْ وتَرَقَّى / لِمَقامٍ أنْت مِنْهُ
فإذا حَقَّقْت ذاتَكْ /
وانْتَفى بادي صفاتَكْ /
قِفْ على طُورِ سَناتَك /
واجْعَلِ الُوجُود حَياتَكْ / وافْنَى بِهِ حَتَّى تَكُنْهُ
إِيَّاكْ أنْ تقُولْ أنا هُ /
واحْذَرْ أنْ تَكُنْ سِوَى هُ /
حَيْرَى هِ لِمَنْ هَواهُ /
وافنَى عَنْ ذاتَكْ تَرَاهُ / واطْلُبُوا فيها تَجِدْهُ
قُلْ لِي يا عبْداً مُحَقَّقْ /
كم تَدُورُ وكَمْ تُحَلَّقْ /
على ذَا الْخَلْقِ المخَلَّقْ /
يَقْتُلُوكْ إِنْ بُحْتَ بالْحَقِّ / قُلْتُ قَتْلِي فيكْ صلاحْ هُ
مَا لِلْمَلُوكْ
مَا لِلْمَلُوكْ / إلاَّ حُسْنِ ظَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
مَللَكْ رُوحِي / وبَعْضِي وكُلِّي
وَمَعْنَائِي / وجَمْعِي وجُلِّي
إِنْ لَم يَعْفُ / فمنْ لَكْ ومَنْ لِي
هُوَ مَعَكْ / وأنْت تَطْلُب أيْنُو
قَصِّرْ فَهْمَكْ / أيْنُو أيْنُو أيْنُوا
ياذَا الجاهلْ / بِجَهْلِك ما تعلم
مَعْنَى عيسى / وَلَدَتْهُ مريمْ
وإِبْراهِيمْ / ومُوسى الْمُكَلَّمْ
وقَوْلَ اللهْ / لِمُحَمَّدِ إِدنُوا
مَلَكْ قلبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
إِخْرِقْ تَنْجُو / مِنْ لُجَجْ بِحارَكْ
ومُتْ تَحْيَى / ويَنْقامْ جِدارَكْ
واخْلَعْ نَعْلَيْكْ / تَنالْ اخْتِيارَكْ
ومُتْ تَبْقَى / وتعلم بأنُّوا
هُوَ مَعَكْ / وأنْتَ تَطْلُب أيْنُو
يَا مُرِيدِيني / اتَّبِعُوا الحقيقهْ
وَاسْتَمْسِكُوا / بالعروةِ الوثيقهْ
وقُولُوا كِيفْ قالْ / شَيْخْ هذِي الطريقه
سِيدِي أبُو مَدْيَنْ / أللهْ يَرْضَى عَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنا بِعَيْنُوا
حَبيبْ قَلْبي
حَبيبْ قَلْبي / هُ الحبيب بِعيْنُوا
هُ زَيْنِي / وجَعلْني زَيْنُوا
أجْرَى حِبِّي / نِعْمَتُوا عَلَيَّا
وسَخَّرْ لِي / كُلَّها الْمَشِيَّا
ونَظَرْ لِي / وشَفَقْ عَلَيَّا
وايْشْ ما كانْ / إِنَّمَا هُ مِنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْني زَيْنُوا
هُ حَلاَّنِي / بِسمْعِ ونُطْقِ
ويَأتِيني / كُلَّ يَوْمَ بِرِزق
كَذَا يَفْعَلُ / الْحَبيبْ بِحَقِّ
وَأدْنَانِي / وقَرُبْتَ مِنُّوا
هُو زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
مِنَ الصَّانِعْ / تُطْلَبُ الصِّناعَهْ
وإِنْ ضَيَّعْهَا / مِنُّوا هِ الإضاعَهْ
فَلاَشْ نَسْأل / وأنَا نَعْلَم أنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت / لَسْ لُو ثانِي
هُ حياتِي / وهُ يُحَرِّكْ لِسانِي
مَعِي محبوبْ / لَس هُ بحال كُل محبوب
أشْ مَا نَطلُوبْ / يَقُلْ لِي خُوذْ أشْ ما تَطْلُوب
أنَا مَعَكْ / إِيَّاكْ تَقُل عَنِّي محْجُوب
أنَا أُسَّكْ / وأنْتَ أُسُّ بَياني
وأنَا كُلَّكْ / إِيَّاكْ تَرَى لِي ثانِي
وصِفاتِي / أثبتُّ مِنْهَا صفاتكْ
وَحَياتِي / جَعَلْتُ مِنْها حياتكْ
حَرَكَاتِي / بَقُدْرتِي لا بِذاتَك
أنَا أنْتَ / إِذَا فَهِمْتَ الْمَعانِي
لَسْ نَغِيب عَنَّك / إِذا دَرَيْتْ كِفْ تَرَانِي
أنَا وَحْدِي / لَسْ ثَمَّ حَدْ أمَامِي
وَسَلاَمِي / نُقْرِيهْ أنَا لِي سَلامِي
وَأشْ ما نَسْمَعْ / ما نسْمعْ إِلاَّ كَلاَمِي
أنَا نَنْطِقْ / مِن خَلْفِ هَذِي الأواني
وأنَا دايمْ / كُلُّ الأوانِ أوانِي
احذرْ أيْنَك / إِيَّاكْ يَغُرُّكْ مِثالَكْ
وظهوركْ / كانَ السببْ في زَوالكْ
نَصْبُ عَيْنَك / يَلْعَبْ بصُورَةْ خَيالَكْ
إِذَا يَصْعَدِ / الْمَا لِرُوسِ السَّوانِي
يَلْوِي هَابِطْ / وَهُ يقُولْ مَنْ ثَنانِي
ولاَ يَصْعَدْ / إِلاَّ لشمْسٍ مُضِيَّا
ولا يَغْرُبْ / إِلاَّ في عَيْنِ حَمِيتَّا
رِيتو راجع / وهُ يُرَجِّعْ شَجِيَّا
قُلْت لُو إِبكي / واهْرِقْ دُمُوعَكْ هَتَانِ
بِدُمُوعكْ / تَصْعَدْ لِحُورِ الْجِنانِ
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح / لَسْلَكْشِي ثانِي
وكُنْ فَقيرْ وارْمِي السِّلاحْ / وفي ضَمانِي
أطْلُبْ كَمَالَكْ يا فلانْ / إِنْ كُنْتَ عاقِلْ
لا تلتفتْ لقولِ كَانْ / مَطْلَبكْ حاصِلْ
وامْحُ المكانْ مع الزَّمانْ / فالْكُلُّ باطِلْ
وإِيَّاكْ لا تُنْكِرْ اصْطِلاحْ / فَفِيهْ مَعانِي
تَحْتُو مَراتِبْ مِلاحْ / حُسْنُوا سَباتني
إِجْمَعْ وفَرِّقْ اجْتَمِع / وانْفِي وأثْبِتْ
واحْيَا ومُتْ خَلِّ الْجَزَعْ / سَتَحْيَا إِنْ مُتْ
واخْلَعْ عِذارَكْ وانْطَبِع / واشْطَحْ واسكُت
وكُنْ بحالِي في اصْطِباحْ / كَمَا تَرَانِي
واسْكَرْ وسَلِّمْ لِلْصِحَاحْ / فَهُمْ أوَانِي
فانْ شَعِرْتَ بالوجودْ / قَدْ لاَحْ في ذَاتَكْ
هُودِسْ ولاَزِمِ الجحودْ / فَذاكْ صِفاتَكْ
واضْرِبْ بِتُرْسَكْ للقعود / والْقِي عَصاتَك
وقُلْ لِعَقْلَكْ اسْتَراح / نَخْلَعْ عِنانِي
وقُلْ لوهمكْ الرَّواحْ / مَعْ كُلِّ فانِي
في ذَا الْمَقاْم تَظْهَر صحِيحْ / عَبْداً مُحَقَّق
تُحْفَظْ عَنِ الفعلِ القبيحْ / وتَتْبع الْحَقْ
وكُلُّ ما تَرَاهْ مَلِيحْ / نَظْرَكْ هُ مُطْلَقْ
مَن قال نعم وقْت أن يُصاح / بِلاَ تَوانِي
ثُمَّ يَسمَعْ الجوابْ صُراح / بِلَنْ تَرانِي
إِعْمَلْ عَلى فَكِّ الرُّمُوز / فالتَّوْبَا سَبْعِينْ
فإنْ فَهِمْتَهْ سَتفُوز / مِنْ ذَرْعِ سَبْعِين
واسْألْ في كُلِّ ما يَعُوزْ / عبْدَ ابْنِ سبْعِين
في سَاعْ يُلْقِي لَكْ سِباح / شَرْحِ الْمَثانِي
يُرْجِعْ لَكَ الْمِسَا صَباحْ / والْبُعْدُ دانِي
إِنْ كُنْتَ تَفْهَم ذَا الْغَزَل / وإِلاَّ فَسَلِّم
عرُوضُهُ قَدِ انْعمَل / فيما تقدَّم
رُمُوز بِقانُون الزَّجَل / منْظُومْ لِيُفْهَم
مَن يُعْجِبُوا عِشْقُ الْمِلاَح / يُرْسِل في شانِي
يُعْجِبْنِي يا قَوْمِ إِفْتِتاح / وَرْدِ الزَّوانِي
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ / لِمَن رآنِي
أنا الْمُحبُّ والحبيب / لَس ثَمَّ ثانِي
يا قاصِدَ عَيْنَ الْخَبرْ / غطَّاهْ غَيْنَك
إِرْجَع لِذاتكَ واعْتَبِر / ما ثَمَّ غيْرَك
فالخيرُ مِنَّك والْخبَرْ / والسِّرُّ عِنْدَك
وأنْتَ مِرآةُ النَّظَر / قُطْبُ الزَّمانِ
وفِيك يُطْوَى ما انْتَشَرْ / مِنَ الأوانِي
اسْمَعْ كلامِي والْتَهِم / إِنْ كُنْتَ تَفْهام
لأنَّ كَنْزَك قد عَرَى / عن كلِّ طَلْسام
مِنْهُ الْمُكَلِّم والْكَلِيم / على طُور الأفْهام
اسْمَعْ نِدايَ مِن قرِيب / بِلاَ أذانِ
وشمسُ ذاتِي لا تَغِيب / عَنِ العيانِ
أنْظُر جَمالِي شاهداً / في كلِّ إِنْسانْ
كالماءِ يَجْرِي نافِذاً / في أُسْ الأغصان
يُسْقَى بِماءٍ واحِد / والزَّهْرُ ألْوانْ
فاسْجُد لِهَيْبَةْ ذِي الْجَلال / عِنْدَ التَّدانِي
ولْتَقْرَأ آياتِ الكمالْ / سَبْعاً مَثانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي / عسَى يَرَانِي
قُطْبُ الهُدَى رَوْحي ورَيْحاني / سَكَنْ جنانِي
مُجْلِي الصَّدَى عَن قلبي اَلْعانِي / غايَةْ أمانِي
هُوَ الْهِدايَهْ يُهْتدَى / وهْ شفيعنا غَدَ
بِحُبِّهِ نَبْقَى كَذَا دايمْ / سَكْرانْ هايِمْ
وَصْلُوا نعِم نُورِي وبُرْهانِي / وإٍصلاح زمانِي
قلْبي يَهِيم في حُبِّهِ فانِي / يا كُلّ مَنْ رآني
رُوحِي فِداه نعَم وجُثْمانِي / نُوروا كَسانِي
بِه اهْتَدَى مَنْ قد هَدَ / ى وبسيفه قَهَرَ الْعِدَى
بحبه نبقَى كذَا دايِمْ / سَكْرانَ هايِمْ
بَدْرٌ بَدَا سِرَّا وإِعْلانِ / شمْسُ الْمعانِي
نبِيٌّ كرِيمْ مَكَّي وعدنانِي / حُسْنُوا سَبانِي
صَدْرِي سَكَنْ وباحْ كتماني / اللهْ أعْطانِي
قُطْبُ الهدى غَيْثُ الندى / وبه أنانَنْكِ العِدَى
بِحُبِّهِ نبقى كذَا دايِم / سكرانَ هايِم
ربِّي الكريم بِمدْحُوا بَهانِي / ورَفَعْ شانِي
فضْلُوا عَمِيم بالخيرِ والآنِي / وأصْبَحْتُ هانِي
إِرمِ السِّلاحْ لِحُكْمِ ربَّانِي / وفي ضَمانِي
إِرْمِ العِدَى كَي تُفْتَدى / وتكُن عتيق لمحمَّدا
بحبِّهِ نَبْقَى كذَا دايم / سَكْرانَ هايِم
صلُّوا عليهِ معشرَ إِخواني / طُولَ الدَّوامِ
وارْضُوا عَلى أصْحابِه الأعيان / سادَه كِرام
مَوْلاى عتِيق وعُمَر وعُثمانِ / وعَلِي إِمامِ
السُّعَدَا الشُّهَدا / الْمُتَّقِينَ السُّؤْدَدَا
بحُبِّهِ نبقى كذا دايم / سكْرَانَ هايم
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني / وما فِيَّا شيْ يُعْجِبْنِي
وما لِي غَرِيم إِلاّ أنا / باللهِ خلِصُونِي مِنِّي
وأنا إِليّ سبب تَعْذِيبي / وأنا إِليَّ سبب تنْكِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقْرِيبي / وأنا إِليَّ سبب تَبْعِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقييدي / وأنَا إِليَّ سبب إِطلاَقِي
وأنَا نِيَتِي أمْحَتْني / وَمحْوي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غَريم إِلاَّ أنا / بالله خَلصُونِي مني
أنَا ما أنا خَلُونِي / أنَا في الأنَا لَم أبوحْ
ولِي بِي مَعانِي تظهرْ / ولِي بِي معانِي تُشْرَح
إِني مُحْتَجِبٌ في إِنِّي / ومَنْ لي بإِنِّي أفْرَح
تهَتْكَتُ فِيَّا دَهْرِي / وهَتْكِي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنَا / بالله خَلِصُونِي منِّي
بالله يا أنا أفْرَغْ عنِّي / كَفَى ما جَرَى لِي مِنَّكْ
كَم لَك في الْخطايَا تُوقِعْني / وواتَّبِعَك ولا أفْرَعْ عَنَّك
لَوْ أنَّك غَريب فَرَّجْتَك / وخَيَّبْتُ فِيكَ ظنَّك
لكن الذِي منْ أجْلُه / تَمْزِيقِي لَقد جَننِي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنا / بالله خَلِصُونِي مِنِّي
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن النَّاس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
أش عليّا يا صاحب / مِن جمِيع الخَلايقْ
إِفْعَل الخيرَ تنْجُو / واتبعْ أهلَ الحقائق
لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ / إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق
خُذ كلاَمِي في قُرْطاس / واكتُبُوا حِرْزَ عَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
ثم قول مبين / ولا يحتاج عبارة
أشَ عَلَى حَدْ مِن حَدْ / إِفْهَمُوا ذِي الإشاره
وانْظُرُوا كِبْرَ سِنِّي / والعصي والغَزَارَه
هكذا عِشْتُ في فاسْ / وكَذاكْ هُونْ هُونِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وما أحْسَنْ كَلامُوا / إِذْ يَخْطُر في الأسْواق
وتَرَى أهْلَ الحوانتْ / تلْتفِتْ لو بالأعناقْ
بغرارة في عنقوا / وعكيكز وأقراق
شُوَيْخْ مَبْنِي عَلى أساس / كما أنْشَا اللهُ مَبْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
لَرْ تَرَى ذا الشويَّخ / مَا أرَقُّوا بمعنى
إِلتفتْ لِي وقالْ لِي / أش نراكْ تَتْبَعْنا
أنَا نَنْصِبْ لِي زَنْبِيل / يَرْحَمُوا من رَحِمْنا
وأقامُوا بَيْن أجناسْ / ويقُول دَعْنِي دَعْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
مَنْ عَمِلْ يا بْنِي طَيِّبْ / ما يُصِيب إِلاَّ طَيِّب
لِعُيوبُوا سَينْظُر / وفِعالُوا يُعَيِّب
والْمُقارِبْ بِحالِي / يَبْقَى بَرَّا مُسَيِّب
مَنْ مَعُوا طِيبَةَ أنفاس / يدْرِي عُذْرَ المغنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وكَذاكْ إِشْتِغالُوا / بالصَّلاهْ على مُحَمَّد
والرِّضَا عَنْ وَزِيروا / أبي بَكْرِ الْمُمَجَّدْ
وعُمَر قائِلَ الحقِّ / وشَهِيد كُلِّ مَشْهَد
وعَلِي مُفْتِي الأرْجاس / إِذا يَضْرِبْ مايْثِني
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
يا إِلهِي رَجَوْتُك / جُدْ عَلَيَّا بِتَوْبَه
بالنَّبي قَد سألتُكْ / والكرامِ الأحِبه
الرِّجِيم قد شَغَلْني / وأنا مَعُوا في نُشْبَه
قد مَلاَ قلْبي وَسْوَاس / مِمَّا هُ يَبْغِي مِنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
تَمَّ وَصْفُ الشُّوَيِّخْ / في مَعانِي نِظامي
وإِنِّي خَوَّاص ونُقْرِي / لأهْلِ فَنِّي سَلامِي
وإِذا جَوَّزُونِي / نقُل أوَّلْ كَلامِي
شُوَيْخْ من أرضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي / عِشْقُ ذَا المليحْ فَنِّي
وشُرْبِي مَعُو بالْكاسْ /
والْحَضْرَهْ مَعَ الْجَلاَّس /
وحَوْلِي رِفاقْ أكْياسْ /
قد شالُوا الْكَلَفْ عنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
أيَّ مَذْهَبٍ تَدْرِينِي /
الشَّرِيعَةُ تُحْيِيني /
والحقِيقهْ تُفْنيني /
واعْلَم أنَّني سُنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
وعْلَم أنْ ليْسَ في الدَّار /
غيركْ فاقطعِ الأخبارْ /
وادخُلْ معِي المِضْمَار /
أو مَوْر لا تُصَدِّعْني /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
لَوْ تَرانِي في دارِي /
وحِينْ نَرْفَعُ اسْتارِي /
وحِبي مَعي عَارِي /
بِوَصْلُوا يُمَتّعْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
فَدَعني ومِنْ وهْمَكْ /
فأنْتَ غُلام نَفْسَكْ /
هذا الْكَوْن هُ دارْ نُوْمكْ /
إِستيْقظْ تَرَى حُسْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025