المجموع : 163
أَلا يَا نسيمَ الروحِ رِفْقاً يجسمُها
أَلا يَا نسيمَ الروحِ رِفْقاً يجسمُها / وإياك تطمعْ يا نسيم بلَثْمها
وحاذرْ تُنادي يَا نسيمُ باسمها / أغار عَلَيْهَا من أبيها وأمها
ومن لوحةِ المِسْواكِ إن لاح بالفم /
يَا لَرَكْب قَدْ سَرَوْا
يَا لَرَكْب قَدْ سَرَوْا / وفؤادي قَدْ شَرَوا
رحَموني لَوْ رأوا / ليت شِعري لَوْ دَرَوا
أيَّ قلبٍ مَلَكُوا /
لستُ أنسى مَا جرَى / حين شَدّوا للسُّرَى
نَبَذوني بالعَرَا / وفؤادي مَا درَى
أيَّ شِعْب سَلكوا /
إن عودي قَدْ ذَوَى / سَلبوا مني القُوَى
مذ رَمَوْني بالنوى / حار أربابُ الهوى
في الهوى وارتبكوا /
أهُمُ قَدْ علموا أم / عَراهم صَمَمُ
فالتصابي سَقَم / أَتُراهم سَلِموا
أم تُراهم هلكوا /
أتهجرني كذا من غير ذنبٍ
أتهجرني كذا من غير ذنبٍ / وتُعرض والهوى يَسْطو بعَضْبِ
وأسبابُ الجفا حَكمت بسَلْب / أَعِدْ نظراً إليّ فإن قلبي
لَعُمرك إِنْ أطلتَ الهجرَ فانِي /
إِلَى كم ذا الجفا والصبرُ ولَّى / وعقلي فِي مَهاوِي الهجرِ ضَلاّ
فإنْ تك قاتلي فالقتل أولى / سألتُك بالهوى العذريِّ ألا
تَضنَّ بما يُسَرُّ بِهِ فؤادي /
خليليَّ إِني للمُحبِّ وإِنْ جَنى
خليليَّ إِني للمُحبِّ وإِنْ جَنى / حريصٌ عَلَيْهِ إن تباعد أَوْ دنا
لَهُ مسكنٌ وَسْط الحشاشة قَدْ بنَى / جَزى الله خيراً من أُحبّ وإِنْ نأى
لقولِ عَذولٍ ل لقَصْد جفاءِ /
عَلَى الحِبِّ مني مَا حييتُ تحيةٌ / فإن وفائي فِي الغرام سَجيةٌ
طُبعت عَلَيْهَا والطِّباعُ جِبِلَّةٌ / فبالقلبِ منى لا تزال مودةٌ
لَهُ أبداً موصولةٌ بوفاءِ /
خبّ الضمائرِ طَلاّبونَ مَأْربهم
خبّ الضمائرِ طَلاّبونَ مَأْربهم / إن تَلْقَ أَعْذَتهم فِي النطق أكذبهم
فاستَفْتهِم تجد التَّزويقَ مَشْرَبَهم / أهلُ الحفيظة إِلاَّ أن تُجرِّبهم
وفي التجارب بعد الغَيِّ مَا يَزَعُ /
فما الجسومُ صُحيحات وإِنْ سَلِمَتْ / مَا لَمْ تكن فِي سماءِ المكْرُمات سَمَتْ
كيْفَ المَعاشُ لحرٍّ نفسة هُضِمت / فما الحياةُ ونفسي بعدما عَلِمت
أن الحياة كما لا يشتهي طَبَعُ /
عِز الفتى شرفٌ بالسيف يُعْلِنُهُ / ومجدُه من تُراث المجد يُحْصِنُهُ
فهو الجمالُ لمن قَدْ كَانَ يُحسنه / لَيْسَ الجمالُ لوجهٍ صَحَّ مارِنُهُ
أنفُ العزيزِ يقطع العز يُجْتَدَعُ /
نزلتم ووُدِّي لا تَرْوني بعينِكُمْ
نزلتم ووُدِّي لا تَرْوني بعينِكُمْ / جَهاراً وأَنْ تَقْضِي الليالي ببينكُمْ
فرحتم حشا مَا لَمْ تُجازوا بشَيْنكم / فقد فَرّق الرحمنُ بيني وبينكم
فليس عتابٌ باطنٌ وكلام /
فبالخَدْع منكم والخيانة موقنُ / ومَكركمُ وَسْط الحشاشةِ مُكْمَنُ
وَمَا أنا منكم بالصداقة مؤمن / ولا ظاهر غَمزُ الحواجبِ مُعْلَن
ولا لومَ فيما بَيْنَنا وخصامُ /
نصحتُك والعلى تُنْبِيك عني
نصحتُك والعلى تُنْبِيك عني / باني فيك أُرْمَى بظَنِّ
فإن قال الحسود ونال مني / فأبلغْ حاسدي عني بأني
كَبا برقٌ يحاول بي لَحاقا /
إذَا مَا كنتَ شهماً ذا سُمُوِّ / فلا تدعِ الأعادي فِي هُدُوِّ
فزَعزِعهم ولا تكُ ذا حُنُوِّ / وهل تُعنى الرسائلُ فِي عدو
إذَا هي لَمْ تكن بِيضاً رِقاقا /
إذَا اختبر الأنامَ أخٌ أديبُ / فإني حاذق بهمُ طبيبُ
عَراني من تجاربهم مَشيب / إذَا مَا الناسُ جربهم لبيب
فإني قَدْ أكلتهمُ ذَواقا /
لقد نَشَرُوا النِّفاقَ لهم شِراعاً / وَقَدْ مَدّوا من التزويق باعا
فما أرجو الخَلْقَ انتفاعاً / فلم أر ودهم إِلاَّ خداعا
ولم أر دينَهم إِلاَّ نفاقا /
أودُّ لِقاكم من حُنُوٍّ وشَفْقَةِ
أودُّ لِقاكم من حُنُوٍّ وشَفْقَةِ / فأنتم أخِلائي ويا خيرَ رفقةِ
فها أنا أدعو من فؤادي بحُرقة / وأسألكم من غير حملِ مَشَقَّة
زيارتَنا إن الوصال مُعظَّمُ /
فها هيَ نفسي بَيْنَكم تَحْملونَها / عَلَى أيِّ حكمٍ فِي الهوى تتركونها
لديكم حياتي أينما تَنْبذونها / وهبتُكم روحي عسى تَقْبلونها
ففي الوصلِ خُلدٌ والصدود جهنمُ /
لِحاظُك تُصمِي القلبَ إن هي راشتِ
لِحاظُك تُصمِي القلبَ إن هي راشتِ / نصبتِ شِراكَ الحبِّ صِدْتِ حُشاشتي
فكيف خلاصي والهوى منك صائدُ /
يَا من بني بسوادِ القلب منزلَهُ
يَا من بني بسوادِ القلب منزلَهُ / وصَيَّر المُقْلة النَّجْلاَ مَعْقِلَهُ
يا آخِرٌ فِي الهوى قَدْ صرت أَوْله / أنت السلوُّ لقلبي والغرامُ لَهُ
فما أمرَّك فِي قلبي وأحلاكْ /
أعاتبه فِي الهجرِ شوقاً لعَتْبه
أعاتبه فِي الهجرِ شوقاً لعَتْبه / فيضرب صَفْحاً إِنْ رآني بقربِهِ
أيفعل صَبٌّ مثلَ هَذَا بصَبِّه / أرى كل محبوبٍ يَجُور بحبه
يُفتِّت أكبادَ المحبين بالهجر /
هو البحرُ إِنْ عَزَّت من المُزْنِ مَطْرة
هو البحرُ إِنْ عَزَّت من المُزْنِ مَطْرة / كريمٌ إِلَيْهِ الجودُ خُلْقٌ وفِطْرَة
مَحا الفقرَ حَتَّى مَا لذي الحاجِ خَطْرة / إذَا قطرتْ من جودِ كَفَّيه قَطْرة
محت من قراطيسِ السَّماحِ اسمَ حاتمِ /
نَبيتُ وقوسُ الهجرِ يرمي بأَسْهُمِ
نَبيتُ وقوسُ الهجرِ يرمي بأَسْهُمِ / وَلَمْ نشْكُ من حَرِّ الهوى لمتيَّمِ
صبرنا ول أنّا سُقينا بعَلْقَم / نرى الذل فِي شكوى الغرام لمُغْرَم
ولو سكنتْ فِي حَبَّةِ القلبِ نَبْلُهُ /
أرى الدهرَ طبعاً يسيء الوَرَى
أرى الدهرَ طبعاً يسيء الوَرَى / ويُرْغم أنفَ أُسودِ الشَّرَى
فهل لي بمُهْرٍ يجوبُ الذَّرَى / أطوفُ المَشارِقَ عَلِّي أَرَى
بلاداً تَطِيب لأحرارِها /
فقمت وهَمِّي بدهري يَنوء / أُعالج أيامي عَساها تَبُوء
فطُفتُ البُكورَ وطفت الغُدوء / فلم أرَ إِلاَّ أموراً تسوء
وتَصْدَعُ أكبادَ نُظّارها /
فما لي بعيشٍ وثوبٍ يَشِفّْ / وخَودٍ قَطوفٍ وطَرْف دَنِفْ
أيَهْنأ عيشٌ لحُرٍّ أَسِف / عدمتُ حياتي إِذَا لَمْ أقف
حياتي عَلَى نفع أقطارِها /
فكم غال ذا الدهرُ من أُمَّة / وخان أُناساً بلا حُرمة
فليس لذا الدهرِ من ذمةٍ / ولستُ بأولِ ذي همة
تَصدَّى الزمانُ لإنكارِها /
قَدْ أَتتْني الدُّنا بما لست أدرِي
قَدْ أَتتْني الدُّنا بما لست أدرِي / جَرَّعتْني كأسَ صابٍ ومُرِّ
حار فِيهَا بعدَ التجاربِ فكري / فتفكرتُ فِي عواقب أمري
فرأيت النَّجا ارتكابَ العظائمْ /
لما رأوني لَمْ أقُمْ
لما رأوني لَمْ أقُمْ / ظَنّوا العقودَ من السَّأَمْ
ولقد كنتُ عَلَى ضَرَم / لا بدَّ من شررٍ يَعُمّْ
الجو والأعدا مَصَبُّهْ /
إِن الهِزَبْر إِذَا كَمَنْ / لا يستطيبُ لَهُ الوَسَنْ
فاحذرْه لا تكُ فِي أَمَن / ارقبْ خُفوقِي إن سَكنْ
تُ فعاصِفِي يُرْجَى مَهبُّهْ /
ها إِنَّ زَنْدِي قُدِّحا / أبداً فؤادي مَا صَحا
ما لَمْ أَذَرْهُم شُبَّحاً / لا ينظر العاصون حا
لِي إنما المنظور غبُّهْ /
فَسِرُّ غرامي فِي الهوى لا أُذِيعُهُ
فَسِرُّ غرامي فِي الهوى لا أُذِيعُهُ / وسهميَ من إِرْثِ التُّقى لا أَبيعُهُ
فأعصِي الهوى طوراً وطوراً أُطيعه / فللهِ مني جانبٌ لا أُضيعه
وللهو مني والخلاعة جانبُ /
منحتُك قلبي فِي الهوى وسَرائِري
منحتُك قلبي فِي الهوى وسَرائِري / وتَخفِض قدري ثُمَّ تعلو نَظائِري
لَعُمرك هَذَا فِي هواك لَضائِرِي / فإني وإِنْ حَنَّت إِلَيْكَ ضمائري
فما قدرُ حبي أن يَذِلَّ لَهُ قدري /
جعلتُك زندي فِي الهوى وبواترِي
جعلتُك زندي فِي الهوى وبواترِي / فما لِي أراكَ اليومَ تُبدي سَرائرِي
أتطلب ذلي إِذ جعلتك ناصري / فإني وإن حنت إِلَيْكَ ضمائري
فما قدر حبي أن يذلَّ لَهُ قدري /
قَفَوْتُ أبي حياً وبعدَ مماتِهِ
قَفَوْتُ أبي حياً وبعدَ مماتِهِ / وَلَمْ أَقْترِفْ عيشاً يَشين بذاتِهِ
عن المرءِ لا تسأل وسَلْ عن صفاته / أنا ابنُ الَّذِي لَمْ يُخزِني فِي حياته
ولم أُخزِه لما تَغيَّب فِي الرَّجَمْ /