القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّيّد الحِمْيري الكل
المجموع : 222
من كانَ معتذِراً من شتمِه عمراً
من كانَ معتذِراً من شتمِه عمراً / فابنُ النجاشيِّ منهُ غيرُ مُعتَذرِ
وابنُ النجاشِي بَراءٌ غيرَ محتشمٍ / في دينِه من أبي بكرٍ ومن عمرِ
واختل من طلحة المزهو جبته
واختل من طلحة المزهو جبته / سهم بكف قديم الكفر غدار
في كف مروان مروان اللعين أرى / رهط الملوك ملوكاً غير أخيار
وأول مؤمنٍ صلَّى وزَكّى
وأول مؤمنٍ صلَّى وزَكّى / بخاتَمهِ على رَغمِ الكُفورِ
وقد وجبَ الولاءُ له علينا / بذلك في الجِهار وفي الضَّميرِ
وأخبرنا الإلهُ بما وَقاهمْ / ولقَّاهم هناك من السُّرورِ
وأكرمهم لِما صبروا جميعاً / بجنّابٍ وألوانِ الحريرِ
فلا شمساً يَرون ولا حَميماً / ولا غَسّاقَ بين الزمهريرِ
ذاك قيمُ النارِ من قِيلُهُ
ذاك قيمُ النارِ من قِيلُهُ / خُذي عدوّي وذَري ناصِري
ذاك علي بن أبي طالبٍ / صهرُ النبيّ المصطفى الطاهرِ
حدّثنا وهبٌ وكان امرأ / يَصدق بالمنطقِ عن جابرِ
أنّ عليّاً عاينَ المصطفى / ذا الوحيِ من مُقتَد قادِرِ
عاينَه من جوعِه مُطِرقاً / صلّى عليه اللهُ من صابرِ
وظلَّ كالوالِه مّما رأى / بِصِهرِه ذي النسب الفاخرِ
يجولُ إذْ مرّ بذي حائطٍ / يَسقي بدلوٍ غير مستأجِرِ
قال له ما أنتَ لي جاعلٌ / بكلّ دلوٍ مُترَعٍ ظاهرِ
فقال ما عندي سوى تمرةٍ / بكلّ دلوٍ غيرَ ما غادرِ
فأترع الدلَو إمامُ الهدى / يَسقي به الماءَ من الخاسرِ
حتى استقى عشرينَ دلواً على / عَشر بقولِ العالِمِ الخابِرِ
ثم أتى بالتمرِ يَسعى به / إلى أخيه غيرَ مستأثِرِ
فقال ما هذا الذي جئتَنا / به هداكَ اللهُ من زائرِ
فاقتصَّ ما قد كان من أمرِه / في عاجلِ الأمر وفي الآخر
فضمَّه ثم دعا ربَّه / له بخيرٍ دائمٍ ما طِرِ
قولا لسّوارٍ أبي شملةٍ
قولا لسّوارٍ أبي شملةٍ / يا واحداً في النَوْك والعارِ
ما قلتُ في الطير خلافَ الذي / رويتَه أنت بآثارِ
وخبر المسجدِ إذ خصَّه / محلَّلا من عَرصة الدارِ
إن جُنُباً كان وإن طاهِراً / في كلّ إعلانٍ وإسرارِ
وأخرج الباقين منه معاً / بالوحي من إنزالِ جَبَّارِ
حُبّاً عليّاً وحُسيناً معاً / والحَسَن الطُهرَ لأطهارِ
وفاطماً أهلَ الكساءِ الأولى / خُصّوا بإكرامٍ وإِيثارِ
فمبغضُ الله يَرى بُغضَهم / يَصيرُ للخِزيِ وللنّارِ
عليهِ من ذي العرشِ في فعلِه / وسمٌ يراه الغائبُ الزاري
وأنت يا سوّار رأسٌ لهم / في كلِّ خِزي طالبُ الثارِ
تَعيب من آخاهُ خيرُ الورى / من بين أطهارٍ وأخيارِ
وقال في خُمِّ له معلِناً / ما لم يُلقّوْه بإِنكارِ
من كنتُ مولاه فهذا له / مَولىً فكونوا غيرَ كفَّارِ
فعوِّلوا بعدي عليهِ ولا / تَبغوا سرابَ المهمِهِ الجاري
من كنتُ مولاهُ فهذا له / مَولىً فلا تَأبوا بتكفارِ
جاروا على أحمدَ في جارِه / واللهُ قد أوصاهُ بالجارِ
هو جارُه في مسجدٍ طاهرٍ / ولم يكن من عَرصة الدارِ
أربى بما كان وأربى بما / في كلّ إعلانٍ وإسرارِ
وأخرجَ الباقين منهُ معاً / بالوحيِ من إنزال جَبَّارِ
يا عَجَباً لابن عطاءٍ رَوى
يا عَجَباً لابن عطاءٍ رَوى / وربّما صرّحَ بالمنكَرِ
عن سيّد الناس أبي جعفرٍ / فلم يقلْ صِدقاً ولم يبرُرِ
دفنتُ عمّي ثمّ غادرتُه / حليفَ لِبنٍ وتراب ثَري
ما قال ذا قطّ ولو قاله / قلنا انتفاءً من أبي جعفرِ
قال بُنيا النبيّ وابناهُ والبرَّ
قال بُنيا النبيّ وابناهُ والبرَّ / ة والرُّوحُ ثالثٌ في قَرارِ
إذ دعا شبّراً شُبير فقال ال / طُهر للطاهراتِ والأطهارِ
لصراعٍ فقالَ أحمدُ هيّا يا / حَسنٌ شُدَّ شِدّة المِغوارِ
قالت البَرّةُ البتولةُ لّما / سمعتْ قولَه بلا إنكارِ
أتجرّي الكبيرَ والناسُّ طُرّاً / يَقصِدون الصغارَ دونَ الكبارِ
قال إذ كنتُ فاعلاً إن من يك / نِفُ هذا عن الورى مُتواري
إن جبريل قائلٌ مثلَ قولي / فتى النجدِ والنَّدى والوَقارِ
وصفتُ لك الحوضَ يا ابنَ الحُصين
وصفتُ لك الحوضَ يا ابنَ الحُصين / على صفةِ الحارثِ الأعورِ
فإنْ تُسقَ منه غَداً شُربةً / تَفُزْ من نَصيبِكَ بالأوفرِ
فما ليَ ذنبٌ سوى أنّني / ذكرتُ الذي فرَّ عن خَيبَرِ
ذكرتُ امرأ فرَّ عن مِرْحَبٍ / فِرار الحمارِ من القَسْوَرِ
فأنكرَ ذاك جليسٌ لكمْ / زنيمٌ أخو خُلُقٍ أعورِ
لَحاني بحبِّ إمامِ الهُدى / وفاروقِ أمّتِنا الأكبرِ
سأحلقُ لحيتَه إنّها / شُهودٌ على الزُّورِ والمُنْكَرِ
أتيتُ دعيَّ بني العنبرِ
أتيتُ دعيَّ بني العنبرِ / أروم اعتِذاراً فلم أُعْذَرِ
فقلتُ لنفسي وعاتبتُها / على اللؤمِ في فِعلها أقصِري
أيعتذرُ الحرُّ ممّا أتى / إلى رجلٍ من بني العنبرِ
أبوكَ ابنُ سارق عنزِ النبيِّ / وأمّك بنت أبي جَحدرِ
ونحنُ على زعْمِك الرافضو / نَ لأهلِ الضلالةِ والمُنْكَرِ
دونكموها يا بَني هاشمٍ
دونكموها يا بَني هاشمٍ / فجدِّدُوا من آيِها الطامِسا
دونكموها لا علا كعبُ من / أمسى عليكم مُلْكَها نافِسا
دونَكموها فالبَسوا تاجَها / لا تَعدَموا منكمْ لهُ لابِسا
خلافة الله وسلطانه / وعنصر كان لكم دارسا
قد ساسها قبلكم ساسة / ما اختار إلا منكم فارسا
لو خُيِّر المِنبرُ فرسانَه / ما اختارَ إلاّ منكمُ فارِسا
والمُلْكُ لو شُوِورَ في سائسٍ / لما ارتضى غيرَكم سائسا
لم يُبْقِ عبدُ الله بالشام من / آل أبي العاص امرأ عاطِسا
فلستُ من أن تملكوها إلى / هبوطِ عيسى منكمُ آيِسا
وعصبةٍ فتَّشت عنّي وعن حَسبي
وعصبةٍ فتَّشت عنّي وعن حَسبي / فزادها حَسَداً بحثٌ وتفتيشُ
يُخفي على أغبياءِ الناسِ مَعرفتي / أنّي النهارُ وهمْ فيه الخفافيشُ
ألم يكُ لما دعاهُ الرسولُ
ألم يكُ لما دعاهُ الرسولُ / أجاب النبيَّ ولم يُدْهَشِ
فصلَّى هنيئاً له القبلتينِ / على أُنسِهِ غيرَ مُستوحِشِ
إن جبريلَ أتى ليلاً إلى
إن جبريلَ أتى ليلاً إلى / طاهرٍ من بعد ما كان هَجَعْ
بَحَنوطٍ طيّبٍ من جَنّةٍ / في صِرار حُلَّ منه فَسَطَعْ
فدعا أحمدُ من كان بهِ / واثِقاً عندَ مَعَضّاتِ الجَزَعْ
أوثقَ الناسِ معاً في نفسِه / عند مكروهٍ إذا الخطبُ وَقَعْ
قسَّم الصُرَّةَ أثلاثاً فلم / يألُ عن تسويةِ القَسمِ الشَرَعْ
قال جزءٌ لي وجزءٌ لابنتي / ولك الثالثُ فاقبِضْها جُمَعْ
فإذا مِتُّ فحنّطني بها / ثمّ حنّطها بهذا لا تَدَعْ
إنّها أسرع أهلي مِيتةً / ولَحاقاً بي فلا تُكْثِرْ جَزَعْ
فمضى واتَّبَعَتْهُ والِهاً / بعدَ غيض جُرِّعَتْهُ ووَجَعْ
وصيُّ رسول الله والأوّلُ الذي
وصيُّ رسول الله والأوّلُ الذي / أنابَ إلى دارِ الهُدى حين أيفَعا
غلاماً فصلَّى مُسْتَسِرّاً بدينِه / مخافةَ أن يُبغى عليه فيُمنعا
بمكّةَ إذ كانت قريشٌ وغيرُها / تظلُّ لأوثانٍ سجوداً وركعَّا
شريكُ رسولِ الله في البُدُن التي / حَداها هدايا عامَ حجٍّ فودَّعا
فلم يعُد أن وافى الهَديُّ محلّه / دَعا بالهدايا مُشْعَرات فصرَّعا
بكفّيهِ ستّاً بعد ستّين بَكرةً / هدايا له قد ساقها مائةً معا
وفازَ عليُّ الخيرِ منه بأينُقٍ / ثلاثينَ بل زادت على ذاك أربعا
فنحَّرها ثم اجتذى من جَميعها / جُذى ثم ألقى ما اجتذى منه أجمعا
بِقِدرٍ فأغلاها فلمّا أتت أتى / بها قد تهرّى لحمُها وتميَّعا
فقال له كلّ واحسُ منها ومثلما / تَراني بإذنِ الله صنعُ فاصنَعا
ولم يُطْعِما خَلقاً من الناسِ بِضعةً / ولا حسوةً من ذاك حتى تَضلَّعا
وفي يوم بدرٍ حينَ بارزَ شيبة
وفي يوم بدرٍ حينَ بارزَ شيبة / بِعَضبِ حُسامٍ والأسنَّةُ تَلمَعُ
فبادره بالسيف حتى أذاقه / حِمام المنايا والمنيّاتُ تَرْكَعُ
وصيّره نهباً لذئبٍ وقَشْعَمٍ / عليه من الغِربان سودٌ وأبقَعُ
وفي يوم جاءَ المشركونَ بجمعِهم / وعمرو بن عبدٍ في الحديدِ مقنَّعُ
فجدَّله شِلواً صريعاً لوجهِهِ / رَهيناً بقاعٍ حولَه الضَّبْعُ تَخْمَعُ
وأهلكهم ربّي ورُدُّوا بِغيظهم / كما أُهلِكَتْ عادُ الطغاةِ وتُبَّعُ
وفي خاصفِ النّعلِ البيانُ وعبرةٌ / لِمعتَبِرٍ إذ قال والنّعلُ تُرقَعُ
لأصحابه في مجمعٍ إن منكم / وأنفسُكم شوقاً إليه تَطلَّعُ
إماماً على تأويلِه غيرُ جائِرٍ / يُقاتل بَعدي لا يَصِلّ ويَهْلَعُ
فقال أبو بكرٍ أنا هو قالَ لا / فقال أبو حفصٍ أنا هو فاسْفَعُ
فقال لهم لا لا ولكنّه أخي / وخاصفُ نَعلي فاعرِفوهُ المُرَقِّعُ
وفي طائرٍ جاءت به أم أيمنٍ / بيانٌ لمن بالحقِّ يَرضى ويَقْنَعُ
فقال إلهي آتِ عبدَك بالذي / تُحبّ وحبُّ اللهِ أعلى وأَرفَعُ
ليأكلَ من هذا معي وينالَه / فجاءَ عليٌّ من يَصُدُّ ويَمنَعُ
فقال له إنّ النبيَّ ورده / على حاجةٍ فارجع وكلٌّ ليَرجعُ
فعادَ ثلاثاً كلّ ذاكَ يَرُّده / فأهوى بتأييدِ إلى الباب يَقْرَعُ
فاسمَعهُ القرعَ الوصيُّ لِبابِهِ / فقال له ادخل بعدَما كادَ يرجعُ
وقال له يَشكو وقد جئتُ مرّةً / وأخرى وأخرى كلَّ ذلك أَدفعُ
فَسَرَّ رسولَ الله أكلُ وصيِّهِ / وأنفُ الذي لا يَشتهي ذاك يُجدعُ
وقال له ما إن يُحبّك صادِق / من الناس إلاّ مؤمنٌ متورِّعُ
ويَقلاك إلاّ كافرٌ ومنافقٌ / يفارقُ في الحقّ الأنامَ ويَخَلَعُ
فلمّا قضى وحي النبيّ دعا له / ولم يكُ صلّى العصرَ والشمسُ تَنْزِعُ
فرُدّت عليهِ الشمسُ بعد غُروبِها / فصار لها في أوّلِ الليلِ مَطلَعُ
وأسكنه في مَسجد الطُّهر وحدَه / وزوَّجه واللهُ من شاءَ يَرفَعُ
مجاوِرُهُ فيه الوصيُّ غيرُه / وأبوابهم في مسجدِ الطُّهرِ شُرَّعُ
فقال لهم سُدّوا عن اللهِ صادقاً / فضَنُّوا بها عن سَدِّها وتمنَّعوا
فقامَ رجالٌ يذكرونَ قرابةً / وما ثمّ فيما يبتغي القومُ مَطمَعُ
فعاتبه في ذاك منهم معاتِبٌ / وكان له عمّاً وللعمّ مَوْضِعُ
فقالَ له أخرجتَ عمَّكَ كارهاً / وأسكنتَ هذا إن عمّك يَجْزَعُ
فقال له يا عمّ ما أنا بالذي / فعلتُ بكم هذا بل الله فاقنعوا
وقد كان في يوم الحدائقِ عبرةٌ / وقولِ رسولِ الله والعينُ تَدمِعُ
فقال عليّ ممّ تَبكي فقال مِن / ضغائنَ قومٍ شَرُّهم أتوقّعُ
علكَ وقد يُبدونها بعد مِيتتي / فماذا هُديتَ اللهُ في ذاك يُصنَعُ
وفي يومِ ناجاه النبيُّ محمدٌ / يُسِّر إليه ما يُريد ويُطْلِعُ
فقال أطال اليوم نَجوى ابن عمّه / مناجاتُه بغيٌّ وللبغيِ مَصرع
فقال لهم لست الغداة انتجيته / بل الله ناجاه فلم يتورعوا
فأبصر ديناراً طَريحاً فلم يزل / مُشيراً به كَفاً يُنادي ويُسمِعُ
فمال به والليلُ يَغشى سوادُه / وقد همَّ أَهل السُّوقِ أن يتصدَّعوا
إلى بيِّعٍ سَمحِ اليدينِ مباركٍ / توسّم فيه الخيرَ والخيرُ يُتْبَعُ
فقال له بِعني طعاماً فباعَهُ / فقال لك الدينارُ والحَبُّ أجمَعُ
فلا ذلك الدينارُ أُحميَ تِبره / ولا الحَب ممّا كان في الأرضِ يُزرَعُ
فبايعه جبريلُ والضيفُ أحمدٌ / فثمَّ تناهى الخير والبرّ أجمع
وفي أهلِ نجرانٍ عشيَة أقبلوا / إليه وحَجُّوا بالمسيحِ فأبدَعوا
وردُّوا عليه القولَ كُفراً / وقد سمِعوا ما قال فيه وأروعوا
فقال تعالوا نَدعُ أبناءَنا معاً / وابناءَكم ثُمّ النساءَ فأجمَعوا
وأنفسَنا ندعو وأنفسَكم معاً / ليجمعَنا فيه من الأصلَ مَجْمَعُ
فقالوا نعم فاجمع نُباهِلْكَ بُكرةً / وللقومِ فيه شِرّة وتسرُّعُ
فجاؤوا وجاء المصطفى وابنُ عمّه / وفاطمُ والسِبطانِ كي يَتضرّعوا
إلى اللهِ في الوقتِ الذي كان بينهم / فلمّا رَأَوْهم أحجموا وتَضعضعوا
فقال له مه يا بُريدةُ لا تَقل / فإن برغمي في عليِّ تَتَبُّعُ
فمنِّي عليَّ يا بُريدةُ لم يَزل / وإنّي كذا منه على الحقِّ نُطْبَعُ
وليُّكُم بَعدي علي فايقنوا / وقائِعَهُ بعد الوقيعةِ تُسرِعُ
بتوبته مستعجلاً خابَ إنّه / بِسبِّ علي في لَظىً يَتَدرَّعُ
ألا طرقتنا هندُ والرَّكبُ هُجَّعُ
ألا طرقتنا هندُ والرَّكبُ هُجَّعُ / وطافَ لها منّي خيالٌ مروِّعُ
عجبتُ لها أنّى سَرت فَتَعسَّفَتْ / ظلامَ الدجى والليل أعبسُ أسفَعُ
فأنَّى اهتدت للركبِ والركبُ مُعْرِسٌ / بحيث يَظلّ الطيرُ والوحشُ تَرْتَعُ
وعَهدي بها ترتاعُ من صوتِ وَطئِها / ومَن فَيَّها بين المقاصيرِ تَجزعُ
فقلتُ لها يا هندُ أهلاً ومرحباً / وبتُّ بِها من لَيلتي أتمتَّعُ
بِضَمٍّ وتقبيلٍ على غير رِقبةٍ / وطيبِ عناق ليس فيه تمنُّعُ
ألا حظُ منها الوجهَ كالشمسِ تطلعُ / وألثُمُ منها الثغرَ كالمِسك يَسطعُ
وأرشُف من فيها رُضاباً كأنّه / مُعتّقه راحٌ بماءٍ تُشَعْشَعُ
فيا طيبَ ليلٍ بتّ فيه مُمَتَّعاً / إلى أن بدا وجهٌ من الصّبحِ يَشنُعُ
فقمتُ حزيناً آكلُ الكفَّ حسرةً / وأعلم أن قد كنتُ في النوم أُخدَعُ
أما تَرحمي يا هندُ صبّا متيَّماً / وكادَ اشتياقاً قلبُه يَتقطَّعُ
يبيتُ وقد قرَّتْ بوصِلكِ عينُه / ويُضحي وما في نظرةِ منك يَطمَعُ
فيا ليتَ شعري هل لديكِ لِوامقٍ / سبيلٌ وإلاّ هل عن الحبِّ مَرجعُ
بلى في هوى آل النبيِّ محمدٍ / لمثلي تَعلٍّ عن هَواك ومَقنَعُ
ألا أنّما العبدُ الذي هو مؤمنٌ / يقيناً هو المرءُ الذي يَتَشَّيعُ
إذا أنا لم أهوَ النبيًّ وآلهَ / فمن غيرُهم لي في القيامةِ يَشفعْ
ومن يسقني رِيّاُ من الحوضِ شربةً / هنالك إلاّ أصلعُ الرأسِ أنزَعُ
ومَن قائلٌ للنار إذْ ما وَرَدْتُها / ذَرى ذا وجُلُّ الناسِ في النّارِ وقَّعُ
ومن بِلواءِ الحمدِ ثَمَّ يُظلّني / سواهُ وشمسُ الحشرِ في الوجهِ تَلذَعُ
عليٌّ وصيُّ المصطفى ووزيرُه / وناصرُه والبيضُ بالبيضِ تُقرَعُ
وأكرمُ خلق الله صنو محمد / ومن ليس عن فضلٍ إذا عُدّ يُدفعُ
ومن معه صلّى وصامَ لربِّهِ / وللاّت قومٌ ساجدونَ وركَّعُ
فذاك أمير المؤمنينَ ومن له / فضائلُ ما كادتْ لخِلقٍ تَجَمَّعُ
هو الخاطرُ المختالُ يَمشي بِسيفِهِ / إلى أهلِ بدرٍ والأَسَّنةُ تُنْزَعُ
وقد زُفّت الحربُ العوانُ إليهمُ / عليها حِليٌّ من قواضبَ تَلمَعُ
فجاشت لها نفسُ الشجاعِ مخافةً / وقصّر عنها الفارسُ المتسرِّعُ
واحجم عنها المسلمونَ ولم يكن / ليثبتَ إلاّ رابطُ الجأشِ أروعُ
مشى باذِلاً للموتِ في الله نفسَهُ / وأيّده واللهُ ما شاء يَصنعُ
هناك بَرى هامَ الكُماةِ بصارمٍ / له من سيوفِ الهند ما مَسّ يَقْطَعُ
وفي خيبرٍ فاسأل به آل خيبرٍ / أَمِن ضربِهم بالسيفِ هل كان يَشبَعُ
ألم يُردِ فيها مَرحباً فارسَ الوغى / صَريعاً لجنبيهِ ذئابٌ وأَضبُعُ
أما فتحَ الحصنَ المَشيدَ بناؤُّهُ / وقد كاعَ عنه قبل ذلك تُبَّعُ
ومن قَلعتَ يُمنى يديه رِتاجه / وقد قصَّرت عنه أكفٌّ وأذرعُ
ومن ذا سَبى منه حصاناً كريمَةَ / يَذُبّ هُمامُ القومِ عنها ويَدفعُ
فقرَّ رسولُ الله عيناً بقربِها / وقد طَمِعَتْ منها نفوسٌ تَطلَّعُ
ومن ذا له قال النبيُّ محمدٌ / غداةَ تَبوكٍ حين قالوا وشنّعوا
فغَمّ أميرَ المؤمنين مقالُهم / وكادت أماقيه من الحُزنِ تَدمَعُ
فقام رسول الله فيهم مبلِّغاُ / لهم فضلّه لو كان ذلك يَنجَعُ
فقالَ عليٌّ فاعلموا من نبيّكمْ / كهارونَ من موسى فكفُّوا وأَقلِعوا
ومن ذا لهم في يوم خُمٍّ أقامَه / وقال لهم فيه مَقالاً فأجمعوا
فقال فمن قد كنتُ مولاه منكمُ / فهذا له مَولىً يُطاعُ ويُسمَعُ
ومن حملته الريحُ فوق سحابةٍ / بقدرةِ ربٍّ قدرَ من شاء يَرفعُ
ومرّ بأصحابِ الرقيمِ مسلِّماً / فردّوا من الكهفِ السلامَ فأسمعوا
ومن فجَّر الصخرَ الأصمَّ لجندِه / ففاضَ معيناً منه للقوم يَنُبعُ
ومن لصلاةِ العَصر عند غُروبها / تُرَدُّ له والشمسُ بيضاُ تَلمَعُ
فصلّى صلاةَ العصرِ ثم انثنتْ له / تَسير كَسَيرِ البرقِ والبرقُ مُسرعُ
فيا لائمي في حُبّهم كُفَّ إنّني / بحبِّ أميرِ المؤمنينَ لَمولَعُ
ولا دِنْتُ إلاّ حبَّ آل محمدٍ / ولا شيءً منه في القيامة أنفَعُ
إذا العدلُ والتوحيدُ كانا وحبُّه / بقلبي فإنّي العابدُ المُتطَوِّعُ
أنا السيّد القوَال فيهم مدائحاً / تمرُّ بقلبِ الناصِبينَ فتَصدَعُ
قفْ بالديارِ وحيّها يا مَرْبَعُ
قفْ بالديارِ وحيّها يا مَرْبَعُ / واسأل وكيفَ يُجيب من لا يَسْمعُ
إنّ الديار خلتْ وليس بِجوِّها / إلا الضوابِحُ والحمامُ الوُقَّعُ
ولقد تكونُ بها أوانسُ كالدُّمى / جُمْل وعزُّة والرَّبابُ وبَوْزَعُ
حورٌ نواعمُ لا تُرى في مثلِها / أمثالهن من الصيانةِ أربَعُ
فَغَرِينَ بعد تألّفِ وتَجمُّعٍ / والدهرُ صاحِ مشتِّتٌ ما تَجمَعُ
فاسلمْ فإنّك قد نزلتَ بمنزلٍ / عندَ الأمير تَضرُّ فيه وتَنْفَعُ
تُؤتى هواكَ إذا نطقتَ بحاجةٍ / فيهِ وتَشفعُ عنده فيشفِّعُ
قلْ للأميرِ إذا ظفِرتَ بخلوةٍ / منه ولم يكُ عندَه من يَسمعُ
هبْ للذي أحببتَه في أحمدٍ / وبنيهِ إنّك حاصدٌ ما تَزرَعُ
يختصّ آل محمدٍ بمحبّةٍ / في الصدرِ قد طُوِيَتْ عليها الأضْلُعُ
من ناكثين وقاسيطن الأرْوعُ
من ناكثين وقاسيطن الأرْوعُ / حول الأمين وقال هات ليسمعوا
قم يا ابن مذعورٍ فأنشِد نَكِّسوا / خَضْعَ الرِّقابِ بعينٍ لا تُرفَعُ
لولا حِذارُ أبي بُجير أظهروا / شنانَهم وتَفرَّقوا وتَصدَّعوا
لا تجزَعوا فلقد صَبرنا فاصبِروا / سبعينَ عاماً والأنوفُ تُجَدَّعُ
إذا لا يزال يقومُ كل عَروبةٍ / منكم بصاحبنا خطيبٌ مِصقَعُ
مسحنفِرٌ في غَيِّه متتابعٌ / في الشتم مَثِّلُهُ بِخيلٍ يَسْجَعُ
لِيَسُرَّ مخلوقاً ويُسخِطَ خالقاً / إن الشقيَّ بكلّ شرٍّ مولعُ
لأمِّ عمرٍو باللِّوى مَربَعُ
لأمِّ عمرٍو باللِّوى مَربَعُ / طامسةٌ أعلامُهُ بلْقعُ
تروحُ عنه الطيرُ وحشيّةً / والأُسدُ من خِيفَتِه تَفْزَعُ
برسمِ دارٍ ما بها مؤنِسٌ / إلاّ صِلالٌ في الثَّرى وقَّعُ
رُقشٌ يخاف الموتُ من نَفْثِها / والسمُّ في أنيابها مُنْقَعُ
لما وقفنَ العِيسَ في رسمِه / والعينُ من عِرفانِهِ تَدمَعُ
ذكرتُ ما قد كنتُ ألهو بهِ / فبتُّ والقلبُ شجٍ مُوجَعُ
كأنّ بالنارِ لما شَفَّني / من حبِّ أَرْوى كَبِدي تُلذَعُ
عجبتُ من قومٍ أتَوْا أحمداً / بخُطّةٍ ليس لها موضِعُ
قالوا له لو شئتَ أعلمتَنا / إلى مَن الغايةُ والمَفْزَعُ
إذا توفيتَ وفارَقْتَنا / وفيهمُ في الملكِ من يَطمعُ
فقالَ لو أعلمتكم مَفزَعاً / ماذا عَسيتمْ فيه أن تَصنعوا
صنيعُ أهلِ العِجلِ إذْ فارقوا / هارون فالتَركُ لهُ أوْسَعُ
وفي الذي قال بيانٌ لمن / كان له أُذنٌ بها يَسمَعُ
ثم أتتهُ بعدَ ذا عَزمةٍ / من ربِّه ليس لها مَدفَعُ
أبلِع وإلاّ لم تكنْ مُبلغاً / واللهُ منهم عاصمٌ يَمنعُ
فعندها قام النبيُّ الذي / كان بما يأمرُهُ يَصدَعُ
يَخطب مأموراً وفي كفِّه / كفُّ عليٍّ نورُها يَلْمَعُ
رافِعُها أكرمْ بكفِّ الذي / يَرفع والكفِّ التي تُرفعُ
يَقولُ والأملاكُ من حولِهِ / والله فيهم شاهدٌ يَسمَعُ
من كنتُ مولاه فهذا له / مولىً فلم يَرضَوا ولم يَقنعوا
فاتّهموه وانحنت منهمُ / على خلافِ الصادقِ الأضلُعُ
وضلّ قوم غاظَهم قولُه / كأنّما آنافهمْ تُجدَعُ
حتى إذا وارَوْهُ في قبرِه / وانصرفوا من دفِنهِ ضيَّعوا
ما قال بالأمسِ وأوصى به / واشتروا الضُرَّ بما يَنفعُ
وقطّعوا أرحامَه بعدَهُ / فسوف يُجزون بما قطّعوا
وأزمعوا غدراً بمولاهمْ / تبّاً لما كانوا به أزمَعوا
لا هم عليه يَردوا حوضَهُ / غداً ولا هُوْ فيهمُ يَشفعُ
حوضٌ له ما بين صَنعا إلى / أيلةَ أرضِ الشامِ أو أوسَعُ
يُنصبُ فيه علمٌ للهُدى / والحوضُ من ماءٍ له مُترَعُ
يَفيض من رحمته كوثرٌ / أبيضُ كالفضّةِ أو أنصَعُ
حَصاهُ ياقوتٌ ومَرجانة / ولؤلؤٌ لم تَجنِهِ إصْبَعُ
بَطحاؤه مِسك وحافاتُه / يَهتزُّ منها مونِقٌ مُونِعُ
أخضرُ ما دونَ الجَنى ناضرٌ / وفاقعٌ أصفرُ ما يَطلُعُ
والعِطرُ والرّيحانُ أنواعُهُ / تَسطعُ إن هبَّتْ به زَعْزَعُ
ريحٌ من الجنَّةِ مأمورةٌ / دائمةٌ ليس لها مَنزعُ
إذا مَرته فاحَ من ريحِه / أزكى من المِسك إذا يَسطَعُ
فيه أباريقُ وقِدْحانُه / يَذبُّ عنها الأنزعُ الأصْلَعُ
يذبُّ عنه ابن أبي طالبٍ / ذبَّكَ جَربى إبلٍ تَشْرَعُ
إذا دنوا منه لكي يَشربوا / قيلَ لهم تبّاً لكم فارجِعوا
دونكموا فالتمسوا مَنهلاً / يُريكم أو مَطعماً يُشْبعُ
هذا لمن والى بني أحمدٍ / ولم يكنْ غيرَهمُ يَتْبَعُ
فالفوزُ للشاربِ من حوضِه / والويلُ والذلُّ لمن يَمنَعُ
فالناسُ يومَ الحَشرِ آياتُهم / خَمسٌ فمنهمْ هالكٌ أربَعُ
قائدُها العِجلُ وفِرعونها / وسامريُّ الأمةِ المُفْظِعُ
ومارقٌ من دينه مِخْدَجٌ / أسودٌ عبدٌ لُكَعٌ أَوْكَعُ
ورايةٌ قائِدُها وجهُه / كأنّه الشمسُ إذا تطلُعُ
غداً يلاقي المصطفى حيدرٌ / ورايةُ الحمدِ له تُرفَعُ
مولىً له الجنّةُ مأمورةٌ / والنارُ من إجلالِه تَفْزَعُ
إمامُ صدقٍ وله شيعةٌ / يُرووا من الحوض ولم يُمنعوا
بذاك جاءَ الوحيُ من ربِّنا / يا شيعةَ الحقِّ فلا تَجزعوا
إن كنتَ من شيعةَ الهادي أبي حسنٍ
إن كنتَ من شيعةَ الهادي أبي حسنٍ / حقّاً فأعدِدْ لريبِ الدهرِ تِجفافا
إن البلاءَ مُصيبٌ كُلَّ شيعتِهِ / فاصبِر ولا تك عند الهمِّ مِقْصافا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025