المجموع : 504
يا جاعِل النِّيلِ صِبْغَ جِلْدَتِهِ
يا جاعِل النِّيلِ صِبْغَ جِلْدَتِهِ / ذا نَسَبٍ باليَدَيْنِ مُفْتَعَلُ
ويا غريقًا بنيِلِ مِصْرَ ولَمْ / يَمَسَّ أَثوابَهُ ولا البَلَلُ
ما أَنت مِمَّنْ يُحِبُّ عائِشَةً / هذا على أَنَّ ظَهْرَكَ الجَمَلُ
لقد تَجرَّأْتَ في مجادلتي / فاثبُتْ لما جَرَّهُ لك الجَدَلُ
نازَعْتَنِي في الذي عَلِمْتَ به / فَاترُكْ حديثَ النساءِ يا رَجُلُ
قُلْتَ أَنا المُشْتَرِي ووَجْهُكَ قد / أَقْسَمَ أَلْفاً بأَنَّهُ زُحَلُ
نَمَّت بِسِرِّ غرامِهِ الأَجْفانُ
نَمَّت بِسِرِّ غرامِهِ الأَجْفانُ / لما نَأَتْ بفؤادِهِ الأَظْعَانُ
ما زَال يُخْفِيه ويُظْهرُهُ البكا / حتى استوى الإِسرارُ والإِعلانُ
ولقد طوى صُحُفَ الصبابَةِ كاتِمًا / فَبَدَا لها من دمعِهِ عُنْوانُ
لا تعذُلِيه إِن جَرَتْ عَبَرَاتُه / فالبَيْنُ جارَ عليه والهِجْرانُ
سارُوا فَهَلاَّ زَوَّدُوهُ بنظرةٍ / منهمْ وقد تَتَلَفَّتُ الغِزلانُ
إِنْ كان يحْسُنُ عند سُكَّانِ الحِمى / قتلى فأَين الحُسْنُ والإِحسانُ
ما كنتُ أَعلَمُ قبل تشتيتِ النَّوى / أَنَّ الهوى يا صاحِبَيَّ هَوانُ
بانوا فأَشرَقَتِ البدورُ طوالِعاً / وسرى النسيمُ ومادَتِ الأَغصانُ
وعلى الرّكائِب غادةٌ سَمَحَتْ بها / عَدَنٌ ولم يشعًرْ بها رضْوانُ
لما ادَّعَتْ يبرينُ منها رِدْفَها / دانَتْ لِلِينِ قِوَامِها نَعْمَانُ
عَزَّتْ فهُنْتُ ومن بَلِيَّاتِ الهوى / أَنِّي أُعِزُّكِ دائماً وأَهانُ
وعَدَت شمائِلُها الشَّمالَ فكما / هَبَّتْ هَفَوْتُ كأَنني نَشْوانُ
وعَهِدْتُها طَوْعَ الهوى إِذْ منظري / نَضْرٌ وغصنُ شَبِيبَتِي ريَّانُ
أَيامَ أَسحبُ فضلَ ذَيْلِ صَبَابتي / تيهاً كما سُحِبَتْ لها أَردانُ
يا عَيْشُ إِنْ تُفْقَدْ فَحَشْوُ جوانِحي / نارٌ وفيضُ مدامِعي طُوفانُ
ولَّى الصِّبا ولأَحمدِ بنِ محمدٍ / مجدٌ تقاصَرَ دونَهُ كِيوانُ
حَبْرٌ لنا من راحتَيْهِ وعِلْمِهِ / غيثانِ كلٌّ منهما هتَّانُ
لَبسَتْ به الإِسكندريَّةُ بهجةً / فَعنَتْ لعزِّ جلالها بَغْدانُ
وتفاخَرَتْ رُتَبُ العلا شرفًا به / قُلْ كيف لا تتفاخَرُ البُلْدَانُ
ورَنَتْ إِليه عينُ كل رئاسةٍ / حُبًّا فكلٌّ مغرَمٌ هَيْمَانُ
ونضَا مُحَيَّاهُ الدياجيَ فازْدَهَتْ / تِيهًا بُغرَّةِ وجهه الأَزِمانُ
أَوَ ما ترى رَمَضَانَ أَقبلَ ضاحكاً / ومضَى قَرينَ تأَسُّفٍ شعبانُ
وإِذا أَحبَّ الله عبداً لم يَزَلْ / لِهَواهُ في كُلِّ القلوبِ مَكانُ
في كَفِّه ولسانِهِ وجنانِهِ / مَنٌّ وإِيمانٌ لنا وأَمانُ
وعلى رياضِ بَنَانِه وبيانِه / تتغايَرُ الأَبصارُ والآذانُ
ماذا أَقولُ وقد أَبانَ فضائلاً / جَلَّتْ فلم يَفْخَرْ بها إِنسانُ
إِن قلتُ مثلُ البدر بهجَةَ منظرٍ / فالبدرُ قد يُودِي به النُّقْصانُ
لو قلتُ تحكيه الغَمامُ سماحةً / فنوالُه طولَ المدى عِقْيانُ
يا حافِظَ الدينِ استمِعْ مَدْحاً بِهِ / شَدَتِ القِيانُ وسارَتِ الرُّكْبانُ
فَلأَنْتَ في وجهِ المكارِمِ مَبْسِمٌ / خَصِرٌ وفي عين العلا إِنسانُ
عوضتني من بعدِ هَوْنٍ عِزَّةً / والمرءُ يُكرم تارةً ويُهانُ
ولقد ينوِّلِنَي سواكَ وإِنما / ما كُلُّ مرعًى مُخْصِب سَعْدانُ
أَقْرَرْتُ أَنِّي عاجِزٌ عن شكر ما / أَوْليتَني ولوانَّني سَحْبانُ
يا حافظًا علِقَتْ بذي
يا حافظًا علِقَتْ بذي / لِ نداهُ راحاتُ المطامِعْ
والمُجْتَنَى من دَوْحِه / ثَمرُ الندى والفضلِ يانِعْ
ما زالَ روضُ ثَنَاك في / أَنفاسِ ريحِ الشكرِ ضائِعْ
لا زلْتَ بدراً نورُه / في ظلمةِ الأَحداثِ ساطعْ
يا أَولاً أَنا للضَّنَى / والفقرِ والأَشجانِ رابعْ
صالت عليَّ يدُ الزما / نِ بحَدِّ أَسيافٍ قواطعْ
ولقد صبرتُ لصرفِه / ظنًّا بأَنَّ الصَّبْرَ نافِعْ
فرأَيتُ أَمري لا يزا / لُ إِليك في الحاجاتِ راجعْ
وعلمتُ أَنك حافظٌ / ما في ذَراهُ قطُّ ضائعْ
لكنْ مَنْ في منزلي / أَمسى كما أَمسَيْتُ جائعْ
وعدمت موضِعَ دِرْهَمٍ / أَمْرِي به دِرَ المنافعْ
واشفَعْ لعبدِكَ عند صر / فِ زمانِهِ يا خَيْرَ شافعْ
واسلَمْ متى ما قُرِّطَتْ / بمدائحي فيك المسَامعْ
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ / فاسْتَرَقَتْ هِزَّةَ الأَماليدِ
ودبَّ خمرُ السُّرَى بأَذْرُعِها / فَهْيَ على البِيدِ في عَرَابِيدِ
وغازَلَتْها الصَّبا بمأْلُكَةٍ / تُفَجِّرُ الماءَ في الجلاميدِ
تحملُ عن روضِ عالِجٍ خَبَرًا / تُسْنِدُه عن ظِبائِهِ الغِيدِ
أَجرى عليه السحابُ دَمْعَ شجٍ / وفَرَّقَ البرقُ قَلْبَ معمودِ
فأَغرق الريحَ بين أربُعِها / موجُ وجَيفٍ ببحْرِ تَوْخِيدِ
وخيَّلَتْ ماءَهم يبُلُّ صدًى / وموْرِدُ الآلِ غيرُ مورودِ
في ذِمَّةِ الشوقِ مُهْجَةٌ رَكَضَتْ / تَتْبَعُ زُورًا مِنَ المواعيدِ
أَهدَى إِليها الخيالُ إِذ كحلوا / جفون أَحْداقِها بتَسْهِيدِ
وانْعَطَفُوا للأَراكِ وَهْيَ على / عهدٍ من البانِ غيرِ معهودِ
عُذْرٌ يَهُزُّ الجفاءُ دوحَتَه / تحت صَدُوحِ المَلالِ غِرِّيدِ
وناصحٍ يمحَضُ المَوَدَّةَ لي / وليس في نصحِه بمَوْدودِ
ظنَّ فؤادي معي فأَنَّبَهُ / وهو من الوجدِ غيرُ موجودِ
سارَ وجيشُ الغرامِ يتبَعُه / تحت لواءٍ عليه معقودِ
يخبِطُ مجهولَةً تضِلُّ بها / على اعترافٍ مناخِرُ السِّيدِ
عَرَّج عنها الصباحُ منطلقاً / وعادَ والليلُ رَهْنُ تَقْيِيدِ
يلقى المُرَجِّين من أَسِرَّتِهِ / بِشْرٌ كفيلٌ بحُسْنِ تمهيدِ
ويغتَدِي عند كُلِّ نازِلَةٍ / غَوْثَ صريخٍ وغَيْثَ مَصْدودِ
ويبسُط العُذْرَ عن مُقَصِّرِهِ / بطُولِ طَوْلٍ عليه مَمْدودِ
لا يعرفُ الثَّعْلَبُ المقيمُ بها / لولا الثَّرَيَّا مكانَ عُنْقُودِ
من عَلِقَ البِيضَ صارَمَتْ يَدُهُ / حبالَ تلك الغدائِرِ السُّودِ
وعِمَّةُ الشيبِ لا خُدِعْتَ بها / أَخْلَقُ شيءٍ أَوانَ تَجْديدِ
واللهوُ خِدْنُ الصِّبا فمُذْ فُقِدَتْ / أَيامُه لم يكن بمحمودِ
وأَغبَنُ الناسِ من أَلَمَّ به / فقْدُ سوادٍ وفَوْتُ تسويدِ
وفي بنِي الدهرِ كُلُّ مُعْضِلَةٍ / مِنَ الذي فاتَ والمواجِيدِ
إِن أَسكروني بخمرِ لَوْمِهِمُ / فَقَدْ رَمَوْا عِرْضَهُمْ لِعِرْبيدِ
ومُوعِدٍ صاحَ بي فقلتُ له / رُبَّ وعيدٍ يطيحُ في البيدِ
قد أَقسم الحمدُ لا يسيرُ إِلى / غيرِ أَبى القاسِمِ بن حَمُّودِ
في يَدِهِ لِلنَّوالِ معركة / أَرى بها البخل صارم الجيدِ
وعنده للضيوف نار قِرًى / تعْرِفُها البُزْلُ كلما نُودي
وتلتقي كُتْبُهُ الكتائِبَ في / جيشٍ من الخَطِّ صائِدِ الصِّيدِ
بكُلِّ لفظٍ كأَنه نَفَسٌ / غَيْرِ مُمِلٍّ بِطُولِ تَرْدِيدِ
صَحَّتْ معانِيهِ فاقْتَسَمْنَ إِلى / فَضْلِ ابتكار وحُسْنِ تَوْليدِ
وربما اسْتَضْحَكَ الخميسُ به / عن أَهْرَتِ الماضِغَيْنِ صِنْدِيدِ
يهوَى قوامَ القناةِ ذَا هَيَفٍ / وَوَجْنَةَ العَضْبِ ذاتَ توريدِ
دَوْحَةُ مجدٍ تميدُ ناضِرَةً / بمُيَّسٍ من غُصونِهِ مِيدِ
عَرَضْتُ منها لِنارِ تجربَتِي / عُودًا ففاحَتْ روائِحُ العودِ
نِعَمُ اللِّه كالوُحوشِ فما تَأْ
نِعَمُ اللِّه كالوُحوشِ فما تَأْ / لَفُ إِلا الأَخايِرَ النُّسَّاكا
نَفَّرَتْها ذنوبُ قوم وقد مَد / دَ لها البِرُّ والقُّقَى أَشْرَاكا
سَفَرتْ عنكَ أَوْجُهُ الأَسْفارِ
سَفَرتْ عنكَ أَوْجُهُ الأَسْفارِ / وجَرَتْ بالمُنَى إِليكَ الجوارى
فرفعْنا لك الكواكِبَ يا بدْ / رَ الدياجي على الهلال السَّاري
وركِبْنَا على عذابٍ بِحارًا / أَنْزَلَتْنَا على عذابِ بِحارِ
واعتسافُ الأَخطارِ يُحْمَدُ ما كا / نَ طريقاً إِلى ذوي الأَخطارِ
ما امتطَيْنا أُخْتَ السحائِبِ إِلا / لتُوافي بنا أَخا الأَمطارِ
كلُّ نونٍ من المراكِبِ فيها / أَلِفاتٌ مصفُوفَةٌ لِلصَّوارى
تقسم الماءَ والهواءَ لساقٍ / وجناحٍ من عائِمٍ طَيَّارِ
وهْيَ ضِدَّانِ من جوانِحِ ليلٍ / قد أُقيمَتْ ومن جَنَاحَيْ نهارِ
صُوِّرَتْ كالفُيولِ لولا قلوعٌ / أَبْرزَتْها في صُورةِ الأَطيارِ
عوَّضَتْنا الأَوطانَ عندَكَ والأَو / طارَ بَعْدَ الأَوطانِ والأَوطارِ
فاستحقَّتْ بأَن تُعَوَّض عُودًا / بَعْدَ عُودٍ وعَنْبَرًا بَعْدَ قَارِ
إِنما أَنت يا أَبا القاسِمِ القا / سِمُ للجودِ لا على مقدارِ
صُقِلَتْ صَفْحَتَا صِقِلِّيِةٍ مِنْ / كَ فوافَتْ كالصَّارمِ البَتَّارِ
وكَسَتْها خِلالُكَ الزُّهْرُ طِيبًا / أَرَّجَتْهُ مَجَامِرُ الأَزهار
وسَقَتْهَا بَنَانُ كَفِّكَ رِيًّا / سَلْسَلَتْهُ سُلاَفَةُ الأَنهارِ
وأَياديكَ إِنَّهُنَّ ثمارٌ / حَمَلَتْهَا معاطِفُ الأَحرارِ
ومَسَاعِيكَ إِنَّهُنَّ نجومٌ / أَطلَعَتْها مشارقُ الأَقدارِ
ومعالِيكِ إِنَّهُنَّ شموسٌ / مشرقاتٌ على سَماءِ الفخارِ
أَنتَ بالفضلِ في بَنِي الحَجَرِ السَّا / دَةِ مِثْلُ الياقوتِ في الأَحجار
ولكَ البيتُ في الرئاسةِ كالبي / تِ أَتَتْهُ الزُّوَّارُ
فتراهُ وللمديحِ طَوافٌ / حولَهُ فَوْقَ أَيْنُقِ الأَفْكارِ
بمعانٍ ترمي أَيادِيك بالجَمْ / رِ خلالَ القلوب لا بالجِمارِ
كُلُّ عذراءَ وَشَّحَتْ لكَ يا شم / سَ المعالي دُرَّ النجومِ الدَّرارى
لو غَدتْ غادةً لراقَكَ منها / تحت عَقْدِ الزُّنَّارِ حَلُّ الإِزار
وبحَقٍّ نمّقت أَقطارَ شعرى / حينَ طَالَعْتُهُ بمِثْلِ القِطارِ
لم نَقُلْ فيك بعضَ ما أًنت فيه / أَيْنَ أَعشارُهُ من المِعْشارِ
وبيُمْناكَ طير يُمْنٍ وسعدٍ / أَصَفُر الظَّهْرِ أَسْوَدُ المِنْقارِ
قَلَمٌ دَبَّر الأَقالِيم فالكُتْ / بُ له من كتائِبِ المِقْدارِ
يا طِرازَ الديوانِ في المُلْكِ أَصبحْ / تَ طرازَ الديوانِ في الأَشعارِ
وَبَنُوكَ الذين مهما دجا الخَطْ / بُ أَرَوْنَا مَطَالِعَ الأَقمارِ
فأَبو بكرٍ الذي أَحْرَزَ المجِ / دَ بسَعْيِ الرَّوَاح والإبْتِكارِ
وتلاه فيما بَلاَهُ أَخوهُ / عُمَرٌ عاشَ أَطْوَلَ الأَعمارِ
ولعُثْمانَ حَظُّ عُثمانَ إِلا / في الذي دَارَ من حَدِيثِ الدَّارِ
حفِظَ اللُّه منكَ جُمْلَةَ فَضْلٍ / بانَ في حِفْظِها صَنيعُ الباري
أَنْتَ كاسٍ من المَحَامِدِ والصِّحّ / ة عارٍ من الصنا والعارِ
فهناءُ الورى بعيدَيْنِ هذا / للعَوَافِي وذاك للإفطار
فاستَمِعْها مدائحاً في انتظامٍ / مُنِحَتْ من مَنَائِحٍ في انتثارِ
وعليك السَّلاَمُ مني فإِنِّي / عنكَ غادٍ أَو رائِحٌ أَو ساري
شاقَني الأَهلُ والديارُ وذو البُعْ / دِ مُعَنًّى بأَهلِهِ والدِّيارِ
وعزيزٌ عَلَيَّ سَيْرِي ولَوْ كُنْ / تُ أُوَلَّى في يومِ سَيْري يَساري
لِيَ في القُرْبِ منكَ والبُعْدِ عَنْهُمْ / خَبرٌ مُعْجِبٌ من الأَخبارِ
لَذَّةٌ في دوامِ كَرْبٍ وسَيْرٌ / في انتهاكٍ وجَنَّةٌ في نار
فإِذا شِئْت فالمَجَرَّةُ نَهْرٌ / لي فيه بنات نعش سُماري
وبِكفِّي منَ النجومِ كثيرٌ / هُوَ ما قد وَهَبْتَ من دِينار
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا / نستفيدُ الغِمارَ من ضَحْضَاحِ
نَظَرَتْ في قرارِها بعيونٍ / غَازَلَتْنَا بأَسْرَعِ الالْتماحِ
تسرِق اللحظَةَ اخْتِلاسًا وتُغْضِي / نظرةَ الصَّبِّ خاف إِنكارَ لاح
قد صَفَتْ واعتلى الحَبابُ عليها / فهي سِيَّانِ مع كؤوس الرَّاحِ
يا لَها أَسْهُمٌ بواطِنُ لولا / زَرَدٌ ظاهرٌ لأَيدِي الرِّياح
أَيُّ دِرْعٍ موْضُونَةِ النِّسْجِ تمتدُّ / السَّواقِي عنها بمِثْل الصِّفاح
في جِنانٍ له حُلِيُّ العَذَارَى / وحِلاَها في مَعْطِفِ وَوِشاح
من قُدودٍ نُهودُها عِوَضُ الرُّمَّ / انِ تزهو بنُهَّدِ التفاح
ورُبًى وَرَّدَتْ خدودَ شَقيقٍ / وجَلَتْ بالحيا ثُغورَ أَقاحِي
وقِداحٍ بها افتَسمْنَا المسرَّا / تِ جَزُورًا بحَضْرَةِ الأَقداحِ
ظَفِرَ الإِغْتِباقُ منها بحَظٍّ / لم يَخِبْ عنه وافِدُ الاصْطِباحِ
ومُغَنٍّ تناولَتْ يدُهُ العو / دَ فعادَتْ لنا على الاقْتِراح
جَسَّ أَوتارَهُ فأَفْسَدَ منها / صالِحاً صار في يد الإِصْطِلاح
بَيْنَ ريحٍ من المزَامِيرِ أَسْرَى / بَيْنَ أَجسامِنا مع الأَرْواح
وصِباحٍ قَدْ عَقَّدُوا طُرُزَ اللي / لِ جَمَالاً على وُجوهِ الصَّباح
يبعث الرَّقْصُ مِنْهُمُ حركَاتٍ / سَرَقَتْ بعْضَها طِوالُ الرِّماح
هكذا هكذا وإِلا فلا لا / طُرُقُ الجدِّ غَيْرُ طُرْقِ المِزاحِ
لا أَشْرَبُ الرَّاحَ إِلاَّ
لا أَشْرَبُ الرَّاحَ إِلاَّ / ما بَيْنَ شادٍ وشادِنْ
وإِن فَنِيتُ فعندي / إِلى مَعَادٍ معادِنُ
قُمْ يا نديمِي فأَنْصِتْ / والليلُ داجٍ لِداجنْ
غَنَّى وناحَ فَنَزَّعْ / تُ ثوبَ خاشٍ مُخَاشِنْ
طاوِعْ على القَصْفِ والعَزْ / ف كُلَّ حاسٍ وحاسِنْ
وانهَضْ بطيشِكَ عن سِمْ / تِ ذي وَقَارٍ وقارِنْ
هاتِ الكُمَيْتَ وأَهلاً / منها بصَافٍ وصافِنْ
أَثُورُ من ذِي ومن ذا / بكُلِّ غابٍ بغابِنْ
وإَن رَمَتْني الليالي / يوماً بدَاهٍ أُدَاهِنْ
كافورَةٌ في الثَّلْج مدفونَةٌ
كافورَةٌ في الثَّلْج مدفونَةٌ / يومَ شَمالٍ بُكْرَةٌ في جَبَلْ
لِي في المَصِيفِ طَرِيقٌ
لِي في المَصِيفِ طَرِيقٌ / مأْمونَةُ الطرفَيْنِ
إِذا ارْتَمَى بِشرارِ السَّ / مومِ في الخافِقَيْنِ
أَطفأَته بَعتادٍ / من الأَميرِ حُسَيْنِ
وإِنْ تزايَدَ شيئاً / فماءُ رأْسِ العَيْنِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ /
أَبلاه فَقْدُ سلَّه ورَدِّهِ /
والجُودُ أَولَى صاقلٍ لِحَدِّه /
والشعرُ مثلُ الروضِ حَوْكُ بُرْدِه /
أَبيضُه يضحكُ عن مُسْوَدِّه /
تختالُ بين آسِه وَوَرْدِه /
وإِنما ضامِنُ رِيِّ ورْدِه /
وهَزَّ أَعطافِ قدودِ مُلْدِه /
ما فاضَ من غيثِ الندى وجوْده /
والحافظُ المطلِعُ نَجْمَ سَعْدِه /
يحدو له ببَرْقِه ورَعْدِه /
غيثاً يَضيعُ الغيثُ دون ثَمْدِه /
فكلُّ خير عندَهُ من عِنْدِه /
حَبْرٌ جلا الظلماءَ وَرْيُ زَنْده /
والويلُ والويلُ لِمَنْ لَمْ يَهْدِهِ /
بدرُ علاهُ في سماءِ مَجْده /
ذو نسبٍ يُريكَ عند عَدِّه /
دُرًّا أَجادَ المجدُ نَظْمَ عِقْدِه /
ورونقاً كالعَضْبِ بل فِرِنْدِهِ /
كِسْرَى به مفتخِرٌ من مَهْدِهِ /
يرويهِ عن والِدِه وجَدِّه /
وعبدُهُ الخادِمُ وابْنُ عَبْدِه /
قد أَنطقَ الجودُ لِسانَ حَمْدِهِ /
يطلبُ منه اليومَ فَرْضَ بَعْدِهِ /
وَهْوَ يُحاشِي فَضْلَهُ من رَدِّه /
هذي المَحاسِنُ قد أُوتيتَها هَذِي
هذي المَحاسِنُ قد أُوتيتَها هَذِي / فكلُّ شخصٍ تعاطى شَأْوَها هاذِي
أَقْسَمْتُ بالنَّحْلِ إِنَّ النحلَ قائلةٌ / مَاذِي الحلاوَةُ مِمَّا تُحْسِنُ الماذِي
أَنْفَذِتَ شِعراً فَأَنْفَذْتَ القُوَى فَجَرى / شَكْوَى وشُكْرٌ لإِنفاذٍ وإِنْفَاذِ
وقُمْتَ لي في جفاءٍ من صِقِلِّيَةٍ / بلُطْفِ مِصْرَ عليه ظَرْفُ بغْداذِ
إِنْ كان طبْعُكَ من ماءٍ ورقَّتِهِ / فإِنَّ ذاكَ فِرِنْدٌ بَيْنَ فولاذِ
وما وَهَمْتُ ففي التلميذِ مَعْرِفَتي / حقًّا لأَنَّكَ معروفٌ بأُسْتَاذي
الله يَعْلَمُ لولا أَنتَ ما جُعِلَتْ / يَدِي على كَبِدٍ للبَيْنِ أَفْلاذِ
هُوَ النَّادي وأَنتَ به أُنادي
هُوَ النَّادي وأَنتَ به أُنادي / فيامروي الحيا موري الزنادِ
لسانك أَم سنانك دار فيما / أَراه من الجدال أَو الجلادِ
يبرز في اطِّلاع واضطلاع / وتبرز في اتِّقاد وانتقادِ
وكم لك في الفصاحة من أَياد / ملكت بها الفخار على إِيادِ
قريض يدعيه الجو زُهراً / ينظمها بأَجياد الدآدي
وترسيل يراه الروض زهراً / ينثّره براحات الوهادِ
من الشعراءِ أَضحى فيك قلبي / يهيم صبابة في كل وادِ
تخذتك من صقلِّية خليلا / فكنت الورد يقطف من قتادِ
وشمتك بين أَهليها صفيّا / فكنت الجمر يقبس من زنادِ
وما هي إِذ تحوزك غير صدر / حتى الأَضلاع منك على فؤادِ
فإِن وسعتك حيزوماً وآلا / فما ضاقت حيازيم البلادِ
مرادي أَن أَراك ولست أَشدو / عذيرك من خليلك من مرادِ
بأَرضٍ نعمة النعمان فيها / تزاد لمن يقصر عن زيادِ
وإِنِّي عنكَ بَعْدَ غَدٍ لَغَادٍ / وقلبي عن فنائِكَ غيرُ غادِ
فأَبْعَدَ بُعْدَنَا بُعْدُ التَّدانِي / وَقرَّبَ قُرْبَنَا قُرْبُ البِعادِ
بَعَثْتَ به حَنَانًا أَمْ جِنانا
بَعَثْتَ به حَنَانًا أَمْ جِنانا / وصُلْتَ بهِ لِسانًا أَم سِنانا
وقلَّدْتَ الطُّروسَ به كلاماً / يُفَصَّلُ في التَّرائِبِ أَم جُمَانا
قريضٌ زارَ بل روضٌ أَرِيضٌ / فآتانا المحاسِنَ إِذ أَتانا
نُعانِي أَو نعايِنُ منه لفظاً / مُعاناً بالبلاغة لا مُعانَى
يَروعُ وقد يروقُ فأَيُّ بِيضٍ / تَذَكِّرُنا القيونَ أَوِ القِيانا
قرأْنا من محاسِنِها فنوناً / وكِدْنا أَن نُسَمِّيهَا قُرَانا
شرائِعُ مُوجِباتٌ أَن تُدَانَا / بدائِعُ مانِعاتٌ أَنْ تُدانَى
فلو حَسَّانُ فازَ بها لَحلَّى / بجوهَرِها قلائِدَهُ الحِسانا
ولو رامَ ابْنُ هانِىٍءٍ اتِّصالاً / بصعب مَرَامِها يوماً لهانا
ولو أَنِّي أَطَقْتُ أَطَلْتُ قولي / فلم أَتْرُكْ فلاناً أَو فلانا
أَبا حَسَنٍ ملَكْتَ الحُسْنَ طُرًّا / فأَسْقِطْ شانِياً أَوْ فَاعْلُ شَانا
نَصَبْتَ على صِقِلِّيَةٍ لواءً / هَدَانا في دُجَى خطبٍ دَهانا
بدا عَلَمًا فكنتَ عليه نارًا / ولولا الحِلْمُ سَمَّيْتُ الدُّخانا
وكم رُزِقَ المكانَةَ من أُناسٍ / لَوِ اختيروا لما وَجَدوا مكانا
فديتُكَ من خليلِ لي خليلٍ / كُفيتُ به الزَّمانَةَ والزَّمانا
وقد شاهَدْتُ إِخوانًا ولكِنْ / هُمُ الإِخوانُ إِن نظروا الخِوانا
وكم من تَسْكُنُ الأَجفانُ منه / إِذا أَسكنته منك الجِفانا
أَندَى وجهٍ وَسِيمِ
أَندَى وجهٍ وَسِيمِ / وشذا عرف نسيمِ
واصطباحات مُدامٍ / بين راحاتِ نديمِ
وسماعٌ من رخيمِ الدَّ / لِّ ذي صوتٍ رخيمِ
ونعيمٌ دارُنا اللدَّ / ةُ من دارِ النعيمِ
وصباحٌ من سرورٍ / شقَّ ليلاً من همومِ
أَم بُنَيَّاتُ كريمٍ / لا بُنَيَّاتُ كروم
أَطْلَعَتْ منها ليالِي النِّ / قْسِ أَمثالَ النجومِ
وتجلَّى الطِّرْسُ منها / بحِلى الدُّرِّ النظمِ
صاغها فِكْرُ عَلِيٍّ / صاغَها فِكْرُ عَلِيمِ
ببلاغَاتٍ بها جُرَّ / خِطامُ ابْنِ الخَطيمِ
وتَمامٌ لم يَنَلْهُ / حاجِبٌ بين تميمِ
ومَعاني حِكَمٍ أَزْ / رَتْ بلُقْمانَ الحيكمِ
وكلامٌ صِرْتُ مذخُو / طِبْتُهُ مِثْلَ الكليمِ
من خليلٍ وجليلٍ / وحَمِيٍّ وحميمِ
ي المُحَيَّا الزاهرِ الغُرَّ / ة في الدهرِ البهيمِ
والأَيادي المُسْتَخِفَّا / تِ بأَعباءِ الغيومِ
دُونَهَ إِنْ حُقِّقَتْ أَو / صافُ أَربابِ العلومِ
كلُّ عينٍ كلُّ لامٍ / كل ياءٍ كلُّ مِيمِ
سَلَّمَ اللُّه علاهُ / من حلا لَيلِ السَّلِيمِ
ما أَمالَ الريحُ عِطْفَيْ / غُصُن الريحِ القويمِ
وأَبغضت فيكِ النَّخْلَ والنَّخلُ يانعٌ
وأَبغضت فيكِ النَّخْلَ والنَّخلُ يانعٌ / ويُعْجِبُنِي من أَجلِكِ السِّدْرُ والضَّالُ
أُحِبّ لِجَرَّاكِ السماوَةَ والغَضَا / ولو أَنَّ صِنْفَيْهِ وُشاةٌ وعُذَّالُ
أَبْلَيْتُ بَعْدَكَ في الأَنامِ ظُنوني
أَبْلَيْتُ بَعْدَكَ في الأَنامِ ظُنوني / فَظَفِرْتُ عندَهُمُ بكُلِّ ضنِين
وشدا لأَهلٍ دونَ أَهلِك راجِعاً / لولا يَقِيني في عُلاكَ يَقِيني
وخَرَجْتُ أَطوِي عن بَلَرْمَ صحيفةً / ما نُشِّرَتْ إِلا لكَيْ تطوِيني
فحَلَلْتُ ثِرْمَةَ وهي تصحيفُ اسْمِها / لولا حُسَيْنُ النَّدْبُ ذُو التحسينِ
في جحيثُ شبَّ الحَرُّ حَجْرَةَ قَيْظِهِ / وبقيت في مِقْلاَهُ كالمُقْلِينِ
وشربتُ ماءَ المُهْلِ قبلَ جَهَنَّمٍ / وشفَعْتُهُ بمطاعِمِ الغِسْلِينِ
حتى إِذا اسْتَفْرَغْتُ فيها طاقَتِي / ومَلأْتُ من أَسَفِي ضُلوعَ سفيني
أَجفَلْتُ عن جُلْفُوذَ إِجفالَ امْرِئٍ / بالدََيْنِ يُطْلَبُ ثَمَّ أَوْ بالدِّين
مَعَ أَنَّها بَلَدٌ أَشَمُّ يَحُفُّهُ / رَوضٌ يُشَمُّ فمن مُنىً وَمَنونِ
يُجري بأَعْيُنِنا عيونَ مياهِهِ / محفوفةً أَبداً بحُورٍ عِينِ
وتَرَكْتُها والنَّؤْءُ يُنْزِلُ رَاحِتي / عَنْ مالِ قارونٍ على قارونِ
وَجَعَلْتُ بَقْطِشَ عن لَبِيرِي جانباً / وركِبْتُ جُونَا كالدِّياجي الجونِ
كَيفَ الخلاصُ على مِلاصَ وسُورُها / من حيثُ دُرْتُ به يدور قريني
وجعلتُ أُنْشِدُ حيث أَنْشَد صاحبي / من ذا يُمَسِّينِي على مَسِّيني
فحلَلْتُها وَحَلَلْتُ عَقْدَ عزائمي / بَيدَيْ أَبِي السِّيدِ المبادرِ دوني
فأَقامَني تِسْعِينَ يوماً لم تَزَلْ / نفسي بها في عُقْدَةِ التسعينِ
بتخلُّفٍ لا يستَقِلُّ جناحُه / ولوِ اسْتَطارَ بريشَتَيْ جِبْرينِ
بَرْدٌ جَرَى في مَعْطِفَيْه وكَفِّهِ / وَكَلامِهِ وَعِجَانِهِ الَمْعجونِ
ثُم استقَلَّتْ بي على عِلاَّتِها / مجنونَةٌ سُحِبَتْ على مجنونِ
هَوْجَاءُ تُقْسِمُ والرياحُ تقودُها / بالنُّونِ أَنَّا من طعامِ النّونِ
حَتى إذا ما البحرُ أَبْدَتْهُ الصَّبا / ذا وجنَة بالموجِ ذاتِ غُصونِ
أَلقَتْ به النكباءُ راحةَ عابثٍ / قَلَبَتْ ظُهورَ مياهِهِ لِبطُونِ
وتكفلت سُرْقوسَةٌ بأَمانِنا / في ملجإٍ للخائفينَ أمِين
وَأَعادنا والبَرُّ أَوْطَأُ مَرْكِباً / بَحْرٌ صحِبْنَا ماءَهُ بالطِّينِ
وَأَتى كتابُكَ بِالمُثولِ فقادَني / بجميلِ رأْيٍ لم يَزَلْ يَحْدُوني
ولوِ اغْتَدَى بالصِّين رَبْعُكَ شاقَنِي / شوقي وفَرْطُ صبابَتي للصِّبن
من بعدِ ما أَغْضَتْ جفونُكَ مرة / عني وكِدْتَ لِقَوْلِهِ تَجْفُوني
وسعَى به الواشِي إليك فكادَ أَنْ / يَثْنِيك بالبُهْتانِ أَو يَثْنِيني
فركِبْتُ فوق مَطَا أَقبَّ مُضَمَّرٍ / في مُهْرَقِ البَيْداءِ مِثْلَ النُّونِ
لو لم يكُنْ هادِيهِ جِذْعاً مُشْرِقَّاً / ما كانَ من عِطْفَيْهِ كالعُرْجُونِ
وسَمَتْ حوافِرُهُ الفَلاَ بِأَهِلَّةٍ / هي من مَجَرِّ السُّمْرِ فوقَ غُصونِ
حَتى رَمَى رَحْلَ الربيبِ بعَزْمِةٍ / مَا قلتُ لِنْتِي لِي على لِنْتِينِ
وَعَلاَ عِقَابَّا لو عَلاَ بحَراكِه / فيها عُقابٌ باتَ رَهْنَ سُكونِ
وَسَما أَبُو ثَوْرٍ إِليه بقَلْعَةٍ / فِي رأْسِ أَشْمَطَ شامِخِ العِرْنينِ
خِلْتُ الصُّقورَ به الصُّفُونَ وهكذا / خَطَا صقورٍ سُطِّرَتْ وصُفُونِ
وانصاعَ فِي ذاتِ اليمينِ تَفَاؤُلاً / يَقْضِي له بالطَّائِرِ الميمونِ
ورمى بثَرْمَةَ دونه مُتَسَامِياً / لَبَلَرْمَ والأَعلَى خلافُ الدُّونِ
وأَقامَني أَرعى جبينَك ثانياً / فَسَجَدْتُ أُلْصِقُ بالترابِ جبيني
وَبَسَطْتُ كفِّي في خزائِنِكِ التي / ما باتَ فيها المالُ بالمخزونِ
وكذاكَ قيلَ المالُ ليس بِصَيِّنٍ / إلا لِعِرْضٍ لم يَكُنْ بمصونِ
وقضاءُ دَيْنِ الجُودِ أَنت إِمامُهُ / قالَ الصَّلاةُ هِي اقتضاءُ دُيوني
فلذا ترى شُكْرَ الغَنِيِّ مُؤَبَّداً / في راحَتَيْكَ بدعوةِ المسكينِ
يا مَالِئَ الدَّسْتِ الذي مُذْ حازَهُ / حَلَّوْهُ باسمَيْ هالَةٍ وعَرينِ
ومُقَلِّدَ الديوانِ والإِيوانِ من / أَوصافِهِ بالجوهرِ المكنونِ
حاشي خلالَكَ أَن تعودَ مطالِبي / عنه إِلَيَّ بصَفْقَةِ المغبونِ
وبذاكَ قد ضُمِنَ النجاحُ وإِنَّهُ / لَنَدَى يَدٍ وافَى بأَلْفِ ضمينِ
ولديكَ آمالي تَجُرُّ ذيولَها / في أَرضِ نُجْح أَو ثَرَى تمكينِ
فاشحَذْ لسانِي في صفاتِكَ إِنه / يُزْري بِحَدِّ المُرْهَفِ المسنونِ
فَمعِينُ فضلِكَ كلَّما أَورَدْتَني / يوماً مناهِلَه أَجلُّ مَعِينِ
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع / عال فِيه وتحمَدُ الأَفعالا
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا / وأَطَعْنَا الصِّبا فيكف الصُّباتا
وخشِينا فواتَ لَذَّةِ عيشٍ / قَلَّما ساعدَ الخليعَ مُوَاتَى
فالسُّقاةَ السُّقاةَ أَسعدكَ الل / ه على حَثِّكَ السُّقاة السُّقاتا
هاتِ بنتَ الكرومِ واستعِملِ اللحْ / ن لمعنىً عندي وقُلْ لِيَ هاتَا
عَلَّمَ المُعْجِزُ المسيحيُّ عينَيْ / هِ فأَحْيَا بلَحْظِها أَوْ أَماتا
فأَدارَ الكؤوسَ تُلْهِي عن الهَمِّ / سريعاً وما يَجوز اللَّهَاتا
ما ركبْنَا منها الكُمَيْتَ فثُرْنَا / في نواحِي الهُمومِ إِلا كُماتا
أَيُّها العاذِلُ المُفَنِّدُ فيها / لاتَ حينَ الملام وَيْحَكَ لاتَا
جَعَلَتْنَا المدامُ نُصْبِحُ أَحيا / ءً ونُمْسِي في حُكْمِها أَمواتا
فإِذا ما سَأَلْتَ عنِّي فاسْأَلْ / كيف أُضْحِي ولا تَسَلْ كيفَ باتا
ليَ كالنَّخْلَةِ السَّحوقِ حديثٌ / غَيْرَ أَنِّي كما غَرَسْتُ النَّواتا
كنتُ لا أَرْهَبُ الليوثَ وقددا / رَزمانِي حَتَّى رَهِيْتُ الشَّاتا
وَلَوَ آنِّي قذفتُ يوما حَصَاةً / بِيَدَيْ فِطْنَتِي أَصَبْتُ الحَصَاتَا
قُلْ لمَنْ مَا لَهُ سِلاحٌ يَدَعْ من / جَرَّدَ العضبَ واسْتَجَرَّ القناتا
وهنياً له أبو القاسم النَّدْ / بُ نهانِي بما أَقولُ النُّهَاتا
هو بَحْرٌ وما يُكَدِّرُهُ الحا / سِدُ أَنْ باتَ فِيه يُلْقِي القَذَاتا
قد سَعَى بي الوشاةُ نحو عُلاهُ / فسعَوْا لي فلا عَدِمْتُ الوشاتا
حَرَّكوا لي الشَّباةَ منه وظنُّوا / أَنهم جرَّدوا عَلَيَّ الشَّباتا
فَدَعَا من بَلَرْمَ حَجِّي فلبَّيْ / تُ وَكانَتْ سُرْقُوسَةَ الميقاتا
وامتَطْيُت الفلاةَ أَقْتَحِمُ الهو / لَ وَلولاهُ مَا امتطيْتُ الفلاتا
فِي جبالٍ أَرسى الشتاءُ عليها / قاطناً لا يخافُ عنها الشَّتاتا
كلُّ سامِي الذُّرى تُسَامِقُه الشم / سُ فيعتدُّ نحوَها مِرْقاتا
وقيلٌ أَن يركَبَ الركْبَ في السَّعْ / يِ لمغناهُ المَوْتَ لا المَوْماتا
وَهْوَ قَدْ جَدَّ واسْتَجَدَّ على شَرْ / طِ أَبُوَّاتِهِ وقال وماتا
واقتسمنا مكانَ عارِضِ غيثٍ / عِشْتُ في ظلَّهِ وكنتُ النَّباتا
واقْتَضَتْ عنده الرَّفاهَةُ أَنِّي / صارَ يومي سَبْتاً ونَوْمِي سُباتا
وتَبَحَّرْتُ في لغاتِ أُناسٍ / لَمْ تَزَلْ عَنْ مَسَامِعِي مُلْغَاتا
قد عدمتُ الوفاءَ منمهم ولولا / عَطْفَةٌ منه ما عَدِمْتُ الوَفَاتا
ثم حَيَّيْتُ وجْهَهُ فتأَمل / تُ حياءً يُولِي الحَيَا والحياتا
كرمٌ ينجِزُ العِداتِ وسلطا / نٌ على رسمه يُبيدُ العُداتا
يرقبُ الداءَ والدّواءَ إِذا ما / قيلَ قَد قَرَّبُوا إِليهِ الدَّواتا
ويداهُ في الغَرْبِ أَغْرَبُ شيءٍ / ما تَرَى النَّيلَ منهما والفُراتا
وحبالٍ في الله رَثَّتْ فما با / تَ إِلى أَنْ لَمْ يُبْق منها انْبِتَاتا
مِنْ قُرَيْشَ الذين هُمْ جَبَلُ الفخ / رِ إِذَا كان غَيْرُهُمْ مِرْدَاتا
عُدَّ مِنهُمْ في السَّبْقِ مَنْ يَعْبُدُ الل / هَ تعالَتْ صِفاتُه واللاَّتا
لا كَمَنْ ماتَتِ المَنَاسِبُ منهُ / فَهْوَ يُحْيِي أَرضَ المِحالِ المَوَاتا
لو غَدَا المَجْدُ صُورَةً كان منها / أَخْمَصاً حافِياً وكُنْتَ الشَّواتَا
وأَنا المُوضِحُ الدَّليلَ بلَفْظٍ / ما ارتضى تُوضِيحاً ولا المِقراتا
لِيَ طَبْعٌ لانَتْ لديهِ القوافي / فلوِ اختارَ لم يَدَعْ بَعْدُ هاتا
أَبْدَى الفِرِنْدُ نجابَةَ النَّصْلِ
أَبْدَى الفِرِنْدُ نجابَةَ النَّصْلِ / والفَرْعُ يُظْهرُ طِيبَةَ الأَصْل
والنِّبْلُ قد نَفَضَتْ كِنَانَتَهُ / بِيَدِ السَّدادِ مسدِّدَ النَّبْل
لا تَعْجَبُوا لِلَّيْثِ حينَ غَدَا / وَيَدَاهُ قَد عَقَدا على شِبْلِ
فِي الشمس والبدرِ المينرِ إِذَا / جاءَا بِنجمٍ صِحَّةُ النَّسْلِ
والفضلُ مَا اضطردَتْ مناسِبُه / حتى انْتَهَتْ منه أَبَا الفضلِ
ثَمَدْ يُرى كأَبِيهِ بَحْرَ نَدَّى / والوَبْلُ أَوْلُهُ مِنَ الطَّلِّ
فَتَرى أَسِرَّته وأُسْرَتَه / متقدِّمَيْنِ بحُجَّةٍ فَصْلِ
زيدَتْ بنو الحَجَرِ الكرامُ بِهِ / حَجَراً يُفْجِّرُ أَعيُنَ البَذْلِ
أَهلاً وسهلاً بل يقِلُّ له / أَن يلتقي بالأهلِ والسهلِ
السعدُ والإِقبالُ طالَعُه / وهما كذا قالا له قبلي
وافَى وقد أوفَى الهلالُ معاً / فقضى الحسودُ برُتْبَةِ المِثْل
أَنا لا أُشَبِّهُهُ بغُرَّتِه / فأَجَلُّ منه إِخمَصُ الرِّجْل
والغيثُ صِنْوُ أَبيهِ قد شَحَذَتْ / كفَّاهُ سيف الخصبِ للمحلِ
والأَرضُ قد نزَعَتْ غلائلُها / ما في الصدورِ لها من الغِلِّ
والدهرُ قد عَدَلَتْ حكومتُه / ولطالَ ما عَدَلَتْ عن العَدْلِ
مَلأَ الملاَ بسعيدِ غُرَّتِه / فجميعُ ذلك عنه يستملي
وإِذا رأَيت الحُسْنَ من حَسَنٍ / فاطْرَبْ لصِدْقِ الإِسْمِ والفعلِ
بحرُ مناسِبُه إِلى حَجَرٍ / تُرْبِي مفاخِرُهُ على الرَّمْل
آباؤهُمْ شَتَّى فضائِلُهُمْ / وهو المُلَقَّب جامِعَ الشملِ
وعلى البِقاعِ له خيامُ ندّى / أَطنابُها مستجمَعُ السُّبْلِ
وبه قريشٌ جدَّدَتْ شرفاً / قد كانَ شِيدَ بِخاتَمِ الرُّسْلِ
لو قلتُ للساعي ليدرِكَه / ارْجِعْ عَمِيتَ بمَسْلَكٍ غُفْلِ
هذِي البسالَةُ دونَ نهضَتِها / ما شئتَ من مُتَمَنِّع بَسْلِ
وقف السوابِقُ دونَ غَايَتِه / ومضَى على الغُلَوَاءِ يَسْتَغْلِي
حَطُّوا فقاموا تحتَ طاعَتِه / لما رأَوْهُ قامَ بالتِّقْلِ
وله سحابٌ نزلت بمَنْصِبِه / فتعلَّقَتْ بالشَّيْخِ والطِّفل
فإِذا اختَبَرْتَ وجَدْتَ معرفةً / صارَ الفتى فيها أَخا الكَهْلِ
إِن كانَ بعضُ الناسِ حين يَرَى / فلُرَّب بعضٍ وهو كالكُلُ
فِقْهٌ تَبِينُ المُشْكِلاتُ به / وتروحُ مُطْلَقَةً من الشُّكْل
وهُدىً مُبِينٌ لم يُخَلِّ أَخا / جَهْلٍ ولَوْ أَضْحَى أَبا جَهْل
وكتابَةٌ من حُسْنِ صُورَتِها / تُغْنِي عن التَنْقِيطِ والشَّكْلِ
وسكونُ خاشٍ صِيغَ من مَهَل / منه حَراكٌ صِيغ من مُهْل
ولَرُبَّ أَجوافَ فيه قعقعةٌ / وكما عَلِمْتَ مَخارِقُ الطَّبْل
يا مَنْ أَعادَتْنِي له سَنَةٌ / ضنَّتْ عَلى عِدَة فَكانَتْ لِي
صلَّيْتُ باسْمِ أَخيكَ ممتدِحاً / فَنَجوْتُ من لَهَبِ الهوى المُصْلِي
ومدحْتُكُمْ في طَيِّ مِدْحَته / حُكْماً ولَمَّا أُبْلَ بالنَّبْلِ
والآنَ تَمَّ لديكَ مُفْتَرَضِي / وأَصَبْتُ من نَفَلٍ ومن نَفْل
ورأَيتُ منصِبَكُمْ فقلتُ له / ما لَمْ يُخَالَفْ فيهِ بالفِعْلِ
والناسُ غَيْرَكَ للفضولِ أَتَوْا / وأَتَيْتَ وَحْدَكَ أَنْتَ للفَضْلِ