القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 504
يا جاعِل النِّيلِ صِبْغَ جِلْدَتِهِ
يا جاعِل النِّيلِ صِبْغَ جِلْدَتِهِ / ذا نَسَبٍ باليَدَيْنِ مُفْتَعَلُ
ويا غريقًا بنيِلِ مِصْرَ ولَمْ / يَمَسَّ أَثوابَهُ ولا البَلَلُ
ما أَنت مِمَّنْ يُحِبُّ عائِشَةً / هذا على أَنَّ ظَهْرَكَ الجَمَلُ
لقد تَجرَّأْتَ في مجادلتي / فاثبُتْ لما جَرَّهُ لك الجَدَلُ
نازَعْتَنِي في الذي عَلِمْتَ به / فَاترُكْ حديثَ النساءِ يا رَجُلُ
قُلْتَ أَنا المُشْتَرِي ووَجْهُكَ قد / أَقْسَمَ أَلْفاً بأَنَّهُ زُحَلُ
نَمَّت بِسِرِّ غرامِهِ الأَجْفانُ
نَمَّت بِسِرِّ غرامِهِ الأَجْفانُ / لما نَأَتْ بفؤادِهِ الأَظْعَانُ
ما زَال يُخْفِيه ويُظْهرُهُ البكا / حتى استوى الإِسرارُ والإِعلانُ
ولقد طوى صُحُفَ الصبابَةِ كاتِمًا / فَبَدَا لها من دمعِهِ عُنْوانُ
لا تعذُلِيه إِن جَرَتْ عَبَرَاتُه / فالبَيْنُ جارَ عليه والهِجْرانُ
سارُوا فَهَلاَّ زَوَّدُوهُ بنظرةٍ / منهمْ وقد تَتَلَفَّتُ الغِزلانُ
إِنْ كان يحْسُنُ عند سُكَّانِ الحِمى / قتلى فأَين الحُسْنُ والإِحسانُ
ما كنتُ أَعلَمُ قبل تشتيتِ النَّوى / أَنَّ الهوى يا صاحِبَيَّ هَوانُ
بانوا فأَشرَقَتِ البدورُ طوالِعاً / وسرى النسيمُ ومادَتِ الأَغصانُ
وعلى الرّكائِب غادةٌ سَمَحَتْ بها / عَدَنٌ ولم يشعًرْ بها رضْوانُ
لما ادَّعَتْ يبرينُ منها رِدْفَها / دانَتْ لِلِينِ قِوَامِها نَعْمَانُ
عَزَّتْ فهُنْتُ ومن بَلِيَّاتِ الهوى / أَنِّي أُعِزُّكِ دائماً وأَهانُ
وعَدَت شمائِلُها الشَّمالَ فكما / هَبَّتْ هَفَوْتُ كأَنني نَشْوانُ
وعَهِدْتُها طَوْعَ الهوى إِذْ منظري / نَضْرٌ وغصنُ شَبِيبَتِي ريَّانُ
أَيامَ أَسحبُ فضلَ ذَيْلِ صَبَابتي / تيهاً كما سُحِبَتْ لها أَردانُ
يا عَيْشُ إِنْ تُفْقَدْ فَحَشْوُ جوانِحي / نارٌ وفيضُ مدامِعي طُوفانُ
ولَّى الصِّبا ولأَحمدِ بنِ محمدٍ / مجدٌ تقاصَرَ دونَهُ كِيوانُ
حَبْرٌ لنا من راحتَيْهِ وعِلْمِهِ / غيثانِ كلٌّ منهما هتَّانُ
لَبسَتْ به الإِسكندريَّةُ بهجةً / فَعنَتْ لعزِّ جلالها بَغْدانُ
وتفاخَرَتْ رُتَبُ العلا شرفًا به / قُلْ كيف لا تتفاخَرُ البُلْدَانُ
ورَنَتْ إِليه عينُ كل رئاسةٍ / حُبًّا فكلٌّ مغرَمٌ هَيْمَانُ
ونضَا مُحَيَّاهُ الدياجيَ فازْدَهَتْ / تِيهًا بُغرَّةِ وجهه الأَزِمانُ
أَوَ ما ترى رَمَضَانَ أَقبلَ ضاحكاً / ومضَى قَرينَ تأَسُّفٍ شعبانُ
وإِذا أَحبَّ الله عبداً لم يَزَلْ / لِهَواهُ في كُلِّ القلوبِ مَكانُ
في كَفِّه ولسانِهِ وجنانِهِ / مَنٌّ وإِيمانٌ لنا وأَمانُ
وعلى رياضِ بَنَانِه وبيانِه / تتغايَرُ الأَبصارُ والآذانُ
ماذا أَقولُ وقد أَبانَ فضائلاً / جَلَّتْ فلم يَفْخَرْ بها إِنسانُ
إِن قلتُ مثلُ البدر بهجَةَ منظرٍ / فالبدرُ قد يُودِي به النُّقْصانُ
لو قلتُ تحكيه الغَمامُ سماحةً / فنوالُه طولَ المدى عِقْيانُ
يا حافِظَ الدينِ استمِعْ مَدْحاً بِهِ / شَدَتِ القِيانُ وسارَتِ الرُّكْبانُ
فَلأَنْتَ في وجهِ المكارِمِ مَبْسِمٌ / خَصِرٌ وفي عين العلا إِنسانُ
عوضتني من بعدِ هَوْنٍ عِزَّةً / والمرءُ يُكرم تارةً ويُهانُ
ولقد ينوِّلِنَي سواكَ وإِنما / ما كُلُّ مرعًى مُخْصِب سَعْدانُ
أَقْرَرْتُ أَنِّي عاجِزٌ عن شكر ما / أَوْليتَني ولوانَّني سَحْبانُ
يا حافظًا علِقَتْ بذي
يا حافظًا علِقَتْ بذي / لِ نداهُ راحاتُ المطامِعْ
والمُجْتَنَى من دَوْحِه / ثَمرُ الندى والفضلِ يانِعْ
ما زالَ روضُ ثَنَاك في / أَنفاسِ ريحِ الشكرِ ضائِعْ
لا زلْتَ بدراً نورُه / في ظلمةِ الأَحداثِ ساطعْ
يا أَولاً أَنا للضَّنَى / والفقرِ والأَشجانِ رابعْ
صالت عليَّ يدُ الزما / نِ بحَدِّ أَسيافٍ قواطعْ
ولقد صبرتُ لصرفِه / ظنًّا بأَنَّ الصَّبْرَ نافِعْ
فرأَيتُ أَمري لا يزا / لُ إِليك في الحاجاتِ راجعْ
وعلمتُ أَنك حافظٌ / ما في ذَراهُ قطُّ ضائعْ
لكنْ مَنْ في منزلي / أَمسى كما أَمسَيْتُ جائعْ
وعدمت موضِعَ دِرْهَمٍ / أَمْرِي به دِرَ المنافعْ
واشفَعْ لعبدِكَ عند صر / فِ زمانِهِ يا خَيْرَ شافعْ
واسلَمْ متى ما قُرِّطَتْ / بمدائحي فيك المسَامعْ
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ / فاسْتَرَقَتْ هِزَّةَ الأَماليدِ
ودبَّ خمرُ السُّرَى بأَذْرُعِها / فَهْيَ على البِيدِ في عَرَابِيدِ
وغازَلَتْها الصَّبا بمأْلُكَةٍ / تُفَجِّرُ الماءَ في الجلاميدِ
تحملُ عن روضِ عالِجٍ خَبَرًا / تُسْنِدُه عن ظِبائِهِ الغِيدِ
أَجرى عليه السحابُ دَمْعَ شجٍ / وفَرَّقَ البرقُ قَلْبَ معمودِ
فأَغرق الريحَ بين أربُعِها / موجُ وجَيفٍ ببحْرِ تَوْخِيدِ
وخيَّلَتْ ماءَهم يبُلُّ صدًى / وموْرِدُ الآلِ غيرُ مورودِ
في ذِمَّةِ الشوقِ مُهْجَةٌ رَكَضَتْ / تَتْبَعُ زُورًا مِنَ المواعيدِ
أَهدَى إِليها الخيالُ إِذ كحلوا / جفون أَحْداقِها بتَسْهِيدِ
وانْعَطَفُوا للأَراكِ وَهْيَ على / عهدٍ من البانِ غيرِ معهودِ
عُذْرٌ يَهُزُّ الجفاءُ دوحَتَه / تحت صَدُوحِ المَلالِ غِرِّيدِ
وناصحٍ يمحَضُ المَوَدَّةَ لي / وليس في نصحِه بمَوْدودِ
ظنَّ فؤادي معي فأَنَّبَهُ / وهو من الوجدِ غيرُ موجودِ
سارَ وجيشُ الغرامِ يتبَعُه / تحت لواءٍ عليه معقودِ
يخبِطُ مجهولَةً تضِلُّ بها / على اعترافٍ مناخِرُ السِّيدِ
عَرَّج عنها الصباحُ منطلقاً / وعادَ والليلُ رَهْنُ تَقْيِيدِ
يلقى المُرَجِّين من أَسِرَّتِهِ / بِشْرٌ كفيلٌ بحُسْنِ تمهيدِ
ويغتَدِي عند كُلِّ نازِلَةٍ / غَوْثَ صريخٍ وغَيْثَ مَصْدودِ
ويبسُط العُذْرَ عن مُقَصِّرِهِ / بطُولِ طَوْلٍ عليه مَمْدودِ
لا يعرفُ الثَّعْلَبُ المقيمُ بها / لولا الثَّرَيَّا مكانَ عُنْقُودِ
من عَلِقَ البِيضَ صارَمَتْ يَدُهُ / حبالَ تلك الغدائِرِ السُّودِ
وعِمَّةُ الشيبِ لا خُدِعْتَ بها / أَخْلَقُ شيءٍ أَوانَ تَجْديدِ
واللهوُ خِدْنُ الصِّبا فمُذْ فُقِدَتْ / أَيامُه لم يكن بمحمودِ
وأَغبَنُ الناسِ من أَلَمَّ به / فقْدُ سوادٍ وفَوْتُ تسويدِ
وفي بنِي الدهرِ كُلُّ مُعْضِلَةٍ / مِنَ الذي فاتَ والمواجِيدِ
إِن أَسكروني بخمرِ لَوْمِهِمُ / فَقَدْ رَمَوْا عِرْضَهُمْ لِعِرْبيدِ
ومُوعِدٍ صاحَ بي فقلتُ له / رُبَّ وعيدٍ يطيحُ في البيدِ
قد أَقسم الحمدُ لا يسيرُ إِلى / غيرِ أَبى القاسِمِ بن حَمُّودِ
في يَدِهِ لِلنَّوالِ معركة / أَرى بها البخل صارم الجيدِ
وعنده للضيوف نار قِرًى / تعْرِفُها البُزْلُ كلما نُودي
وتلتقي كُتْبُهُ الكتائِبَ في / جيشٍ من الخَطِّ صائِدِ الصِّيدِ
بكُلِّ لفظٍ كأَنه نَفَسٌ / غَيْرِ مُمِلٍّ بِطُولِ تَرْدِيدِ
صَحَّتْ معانِيهِ فاقْتَسَمْنَ إِلى / فَضْلِ ابتكار وحُسْنِ تَوْليدِ
وربما اسْتَضْحَكَ الخميسُ به / عن أَهْرَتِ الماضِغَيْنِ صِنْدِيدِ
يهوَى قوامَ القناةِ ذَا هَيَفٍ / وَوَجْنَةَ العَضْبِ ذاتَ توريدِ
دَوْحَةُ مجدٍ تميدُ ناضِرَةً / بمُيَّسٍ من غُصونِهِ مِيدِ
عَرَضْتُ منها لِنارِ تجربَتِي / عُودًا ففاحَتْ روائِحُ العودِ
نِعَمُ اللِّه كالوُحوشِ فما تَأْ
نِعَمُ اللِّه كالوُحوشِ فما تَأْ / لَفُ إِلا الأَخايِرَ النُّسَّاكا
نَفَّرَتْها ذنوبُ قوم وقد مَد / دَ لها البِرُّ والقُّقَى أَشْرَاكا
سَفَرتْ عنكَ أَوْجُهُ الأَسْفارِ
سَفَرتْ عنكَ أَوْجُهُ الأَسْفارِ / وجَرَتْ بالمُنَى إِليكَ الجوارى
فرفعْنا لك الكواكِبَ يا بدْ / رَ الدياجي على الهلال السَّاري
وركِبْنَا على عذابٍ بِحارًا / أَنْزَلَتْنَا على عذابِ بِحارِ
واعتسافُ الأَخطارِ يُحْمَدُ ما كا / نَ طريقاً إِلى ذوي الأَخطارِ
ما امتطَيْنا أُخْتَ السحائِبِ إِلا / لتُوافي بنا أَخا الأَمطارِ
كلُّ نونٍ من المراكِبِ فيها / أَلِفاتٌ مصفُوفَةٌ لِلصَّوارى
تقسم الماءَ والهواءَ لساقٍ / وجناحٍ من عائِمٍ طَيَّارِ
وهْيَ ضِدَّانِ من جوانِحِ ليلٍ / قد أُقيمَتْ ومن جَنَاحَيْ نهارِ
صُوِّرَتْ كالفُيولِ لولا قلوعٌ / أَبْرزَتْها في صُورةِ الأَطيارِ
عوَّضَتْنا الأَوطانَ عندَكَ والأَو / طارَ بَعْدَ الأَوطانِ والأَوطارِ
فاستحقَّتْ بأَن تُعَوَّض عُودًا / بَعْدَ عُودٍ وعَنْبَرًا بَعْدَ قَارِ
إِنما أَنت يا أَبا القاسِمِ القا / سِمُ للجودِ لا على مقدارِ
صُقِلَتْ صَفْحَتَا صِقِلِّيِةٍ مِنْ / كَ فوافَتْ كالصَّارمِ البَتَّارِ
وكَسَتْها خِلالُكَ الزُّهْرُ طِيبًا / أَرَّجَتْهُ مَجَامِرُ الأَزهار
وسَقَتْهَا بَنَانُ كَفِّكَ رِيًّا / سَلْسَلَتْهُ سُلاَفَةُ الأَنهارِ
وأَياديكَ إِنَّهُنَّ ثمارٌ / حَمَلَتْهَا معاطِفُ الأَحرارِ
ومَسَاعِيكَ إِنَّهُنَّ نجومٌ / أَطلَعَتْها مشارقُ الأَقدارِ
ومعالِيكِ إِنَّهُنَّ شموسٌ / مشرقاتٌ على سَماءِ الفخارِ
أَنتَ بالفضلِ في بَنِي الحَجَرِ السَّا / دَةِ مِثْلُ الياقوتِ في الأَحجار
ولكَ البيتُ في الرئاسةِ كالبي / تِ أَتَتْهُ الزُّوَّارُ
فتراهُ وللمديحِ طَوافٌ / حولَهُ فَوْقَ أَيْنُقِ الأَفْكارِ
بمعانٍ ترمي أَيادِيك بالجَمْ / رِ خلالَ القلوب لا بالجِمارِ
كُلُّ عذراءَ وَشَّحَتْ لكَ يا شم / سَ المعالي دُرَّ النجومِ الدَّرارى
لو غَدتْ غادةً لراقَكَ منها / تحت عَقْدِ الزُّنَّارِ حَلُّ الإِزار
وبحَقٍّ نمّقت أَقطارَ شعرى / حينَ طَالَعْتُهُ بمِثْلِ القِطارِ
لم نَقُلْ فيك بعضَ ما أًنت فيه / أَيْنَ أَعشارُهُ من المِعْشارِ
وبيُمْناكَ طير يُمْنٍ وسعدٍ / أَصَفُر الظَّهْرِ أَسْوَدُ المِنْقارِ
قَلَمٌ دَبَّر الأَقالِيم فالكُتْ / بُ له من كتائِبِ المِقْدارِ
يا طِرازَ الديوانِ في المُلْكِ أَصبحْ / تَ طرازَ الديوانِ في الأَشعارِ
وَبَنُوكَ الذين مهما دجا الخَطْ / بُ أَرَوْنَا مَطَالِعَ الأَقمارِ
فأَبو بكرٍ الذي أَحْرَزَ المجِ / دَ بسَعْيِ الرَّوَاح والإبْتِكارِ
وتلاه فيما بَلاَهُ أَخوهُ / عُمَرٌ عاشَ أَطْوَلَ الأَعمارِ
ولعُثْمانَ حَظُّ عُثمانَ إِلا / في الذي دَارَ من حَدِيثِ الدَّارِ
حفِظَ اللُّه منكَ جُمْلَةَ فَضْلٍ / بانَ في حِفْظِها صَنيعُ الباري
أَنْتَ كاسٍ من المَحَامِدِ والصِّحّ / ة عارٍ من الصنا والعارِ
فهناءُ الورى بعيدَيْنِ هذا / للعَوَافِي وذاك للإفطار
فاستَمِعْها مدائحاً في انتظامٍ / مُنِحَتْ من مَنَائِحٍ في انتثارِ
وعليك السَّلاَمُ مني فإِنِّي / عنكَ غادٍ أَو رائِحٌ أَو ساري
شاقَني الأَهلُ والديارُ وذو البُعْ / دِ مُعَنًّى بأَهلِهِ والدِّيارِ
وعزيزٌ عَلَيَّ سَيْرِي ولَوْ كُنْ / تُ أُوَلَّى في يومِ سَيْري يَساري
لِيَ في القُرْبِ منكَ والبُعْدِ عَنْهُمْ / خَبرٌ مُعْجِبٌ من الأَخبارِ
لَذَّةٌ في دوامِ كَرْبٍ وسَيْرٌ / في انتهاكٍ وجَنَّةٌ في نار
فإِذا شِئْت فالمَجَرَّةُ نَهْرٌ / لي فيه بنات نعش سُماري
وبِكفِّي منَ النجومِ كثيرٌ / هُوَ ما قد وَهَبْتَ من دِينار
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا / نستفيدُ الغِمارَ من ضَحْضَاحِ
نَظَرَتْ في قرارِها بعيونٍ / غَازَلَتْنَا بأَسْرَعِ الالْتماحِ
تسرِق اللحظَةَ اخْتِلاسًا وتُغْضِي / نظرةَ الصَّبِّ خاف إِنكارَ لاح
قد صَفَتْ واعتلى الحَبابُ عليها / فهي سِيَّانِ مع كؤوس الرَّاحِ
يا لَها أَسْهُمٌ بواطِنُ لولا / زَرَدٌ ظاهرٌ لأَيدِي الرِّياح
أَيُّ دِرْعٍ موْضُونَةِ النِّسْجِ تمتدُّ / السَّواقِي عنها بمِثْل الصِّفاح
في جِنانٍ له حُلِيُّ العَذَارَى / وحِلاَها في مَعْطِفِ وَوِشاح
من قُدودٍ نُهودُها عِوَضُ الرُّمَّ / انِ تزهو بنُهَّدِ التفاح
ورُبًى وَرَّدَتْ خدودَ شَقيقٍ / وجَلَتْ بالحيا ثُغورَ أَقاحِي
وقِداحٍ بها افتَسمْنَا المسرَّا / تِ جَزُورًا بحَضْرَةِ الأَقداحِ
ظَفِرَ الإِغْتِباقُ منها بحَظٍّ / لم يَخِبْ عنه وافِدُ الاصْطِباحِ
ومُغَنٍّ تناولَتْ يدُهُ العو / دَ فعادَتْ لنا على الاقْتِراح
جَسَّ أَوتارَهُ فأَفْسَدَ منها / صالِحاً صار في يد الإِصْطِلاح
بَيْنَ ريحٍ من المزَامِيرِ أَسْرَى / بَيْنَ أَجسامِنا مع الأَرْواح
وصِباحٍ قَدْ عَقَّدُوا طُرُزَ اللي / لِ جَمَالاً على وُجوهِ الصَّباح
يبعث الرَّقْصُ مِنْهُمُ حركَاتٍ / سَرَقَتْ بعْضَها طِوالُ الرِّماح
هكذا هكذا وإِلا فلا لا / طُرُقُ الجدِّ غَيْرُ طُرْقِ المِزاحِ
لا أَشْرَبُ الرَّاحَ إِلاَّ
لا أَشْرَبُ الرَّاحَ إِلاَّ / ما بَيْنَ شادٍ وشادِنْ
وإِن فَنِيتُ فعندي / إِلى مَعَادٍ معادِنُ
قُمْ يا نديمِي فأَنْصِتْ / والليلُ داجٍ لِداجنْ
غَنَّى وناحَ فَنَزَّعْ / تُ ثوبَ خاشٍ مُخَاشِنْ
طاوِعْ على القَصْفِ والعَزْ / ف كُلَّ حاسٍ وحاسِنْ
وانهَضْ بطيشِكَ عن سِمْ / تِ ذي وَقَارٍ وقارِنْ
هاتِ الكُمَيْتَ وأَهلاً / منها بصَافٍ وصافِنْ
أَثُورُ من ذِي ومن ذا / بكُلِّ غابٍ بغابِنْ
وإَن رَمَتْني الليالي / يوماً بدَاهٍ أُدَاهِنْ
كافورَةٌ في الثَّلْج مدفونَةٌ
كافورَةٌ في الثَّلْج مدفونَةٌ / يومَ شَمالٍ بُكْرَةٌ في جَبَلْ
لِي في المَصِيفِ طَرِيقٌ
لِي في المَصِيفِ طَرِيقٌ / مأْمونَةُ الطرفَيْنِ
إِذا ارْتَمَى بِشرارِ السَّ / مومِ في الخافِقَيْنِ
أَطفأَته بَعتادٍ / من الأَميرِ حُسَيْنِ
وإِنْ تزايَدَ شيئاً / فماءُ رأْسِ العَيْنِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ /
أَبلاه فَقْدُ سلَّه ورَدِّهِ /
والجُودُ أَولَى صاقلٍ لِحَدِّه /
والشعرُ مثلُ الروضِ حَوْكُ بُرْدِه /
أَبيضُه يضحكُ عن مُسْوَدِّه /
تختالُ بين آسِه وَوَرْدِه /
وإِنما ضامِنُ رِيِّ ورْدِه /
وهَزَّ أَعطافِ قدودِ مُلْدِه /
ما فاضَ من غيثِ الندى وجوْده /
والحافظُ المطلِعُ نَجْمَ سَعْدِه /
يحدو له ببَرْقِه ورَعْدِه /
غيثاً يَضيعُ الغيثُ دون ثَمْدِه /
فكلُّ خير عندَهُ من عِنْدِه /
حَبْرٌ جلا الظلماءَ وَرْيُ زَنْده /
والويلُ والويلُ لِمَنْ لَمْ يَهْدِهِ /
بدرُ علاهُ في سماءِ مَجْده /
ذو نسبٍ يُريكَ عند عَدِّه /
دُرًّا أَجادَ المجدُ نَظْمَ عِقْدِه /
ورونقاً كالعَضْبِ بل فِرِنْدِهِ /
كِسْرَى به مفتخِرٌ من مَهْدِهِ /
يرويهِ عن والِدِه وجَدِّه /
وعبدُهُ الخادِمُ وابْنُ عَبْدِه /
قد أَنطقَ الجودُ لِسانَ حَمْدِهِ /
يطلبُ منه اليومَ فَرْضَ بَعْدِهِ /
وَهْوَ يُحاشِي فَضْلَهُ من رَدِّه /
هذي المَحاسِنُ قد أُوتيتَها هَذِي
هذي المَحاسِنُ قد أُوتيتَها هَذِي / فكلُّ شخصٍ تعاطى شَأْوَها هاذِي
أَقْسَمْتُ بالنَّحْلِ إِنَّ النحلَ قائلةٌ / مَاذِي الحلاوَةُ مِمَّا تُحْسِنُ الماذِي
أَنْفَذِتَ شِعراً فَأَنْفَذْتَ القُوَى فَجَرى / شَكْوَى وشُكْرٌ لإِنفاذٍ وإِنْفَاذِ
وقُمْتَ لي في جفاءٍ من صِقِلِّيَةٍ / بلُطْفِ مِصْرَ عليه ظَرْفُ بغْداذِ
إِنْ كان طبْعُكَ من ماءٍ ورقَّتِهِ / فإِنَّ ذاكَ فِرِنْدٌ بَيْنَ فولاذِ
وما وَهَمْتُ ففي التلميذِ مَعْرِفَتي / حقًّا لأَنَّكَ معروفٌ بأُسْتَاذي
الله يَعْلَمُ لولا أَنتَ ما جُعِلَتْ / يَدِي على كَبِدٍ للبَيْنِ أَفْلاذِ
هُوَ النَّادي وأَنتَ به أُنادي
هُوَ النَّادي وأَنتَ به أُنادي / فيامروي الحيا موري الزنادِ
لسانك أَم سنانك دار فيما / أَراه من الجدال أَو الجلادِ
يبرز في اطِّلاع واضطلاع / وتبرز في اتِّقاد وانتقادِ
وكم لك في الفصاحة من أَياد / ملكت بها الفخار على إِيادِ
قريض يدعيه الجو زُهراً / ينظمها بأَجياد الدآدي
وترسيل يراه الروض زهراً / ينثّره براحات الوهادِ
من الشعراءِ أَضحى فيك قلبي / يهيم صبابة في كل وادِ
تخذتك من صقلِّية خليلا / فكنت الورد يقطف من قتادِ
وشمتك بين أَهليها صفيّا / فكنت الجمر يقبس من زنادِ
وما هي إِذ تحوزك غير صدر / حتى الأَضلاع منك على فؤادِ
فإِن وسعتك حيزوماً وآلا / فما ضاقت حيازيم البلادِ
مرادي أَن أَراك ولست أَشدو / عذيرك من خليلك من مرادِ
بأَرضٍ نعمة النعمان فيها / تزاد لمن يقصر عن زيادِ
وإِنِّي عنكَ بَعْدَ غَدٍ لَغَادٍ / وقلبي عن فنائِكَ غيرُ غادِ
فأَبْعَدَ بُعْدَنَا بُعْدُ التَّدانِي / وَقرَّبَ قُرْبَنَا قُرْبُ البِعادِ
بَعَثْتَ به حَنَانًا أَمْ جِنانا
بَعَثْتَ به حَنَانًا أَمْ جِنانا / وصُلْتَ بهِ لِسانًا أَم سِنانا
وقلَّدْتَ الطُّروسَ به كلاماً / يُفَصَّلُ في التَّرائِبِ أَم جُمَانا
قريضٌ زارَ بل روضٌ أَرِيضٌ / فآتانا المحاسِنَ إِذ أَتانا
نُعانِي أَو نعايِنُ منه لفظاً / مُعاناً بالبلاغة لا مُعانَى
يَروعُ وقد يروقُ فأَيُّ بِيضٍ / تَذَكِّرُنا القيونَ أَوِ القِيانا
قرأْنا من محاسِنِها فنوناً / وكِدْنا أَن نُسَمِّيهَا قُرَانا
شرائِعُ مُوجِباتٌ أَن تُدَانَا / بدائِعُ مانِعاتٌ أَنْ تُدانَى
فلو حَسَّانُ فازَ بها لَحلَّى / بجوهَرِها قلائِدَهُ الحِسانا
ولو رامَ ابْنُ هانِىٍءٍ اتِّصالاً / بصعب مَرَامِها يوماً لهانا
ولو أَنِّي أَطَقْتُ أَطَلْتُ قولي / فلم أَتْرُكْ فلاناً أَو فلانا
أَبا حَسَنٍ ملَكْتَ الحُسْنَ طُرًّا / فأَسْقِطْ شانِياً أَوْ فَاعْلُ شَانا
نَصَبْتَ على صِقِلِّيَةٍ لواءً / هَدَانا في دُجَى خطبٍ دَهانا
بدا عَلَمًا فكنتَ عليه نارًا / ولولا الحِلْمُ سَمَّيْتُ الدُّخانا
وكم رُزِقَ المكانَةَ من أُناسٍ / لَوِ اختيروا لما وَجَدوا مكانا
فديتُكَ من خليلِ لي خليلٍ / كُفيتُ به الزَّمانَةَ والزَّمانا
وقد شاهَدْتُ إِخوانًا ولكِنْ / هُمُ الإِخوانُ إِن نظروا الخِوانا
وكم من تَسْكُنُ الأَجفانُ منه / إِذا أَسكنته منك الجِفانا
أَندَى وجهٍ وَسِيمِ
أَندَى وجهٍ وَسِيمِ / وشذا عرف نسيمِ
واصطباحات مُدامٍ / بين راحاتِ نديمِ
وسماعٌ من رخيمِ الدَّ / لِّ ذي صوتٍ رخيمِ
ونعيمٌ دارُنا اللدَّ / ةُ من دارِ النعيمِ
وصباحٌ من سرورٍ / شقَّ ليلاً من همومِ
أَم بُنَيَّاتُ كريمٍ / لا بُنَيَّاتُ كروم
أَطْلَعَتْ منها ليالِي النِّ / قْسِ أَمثالَ النجومِ
وتجلَّى الطِّرْسُ منها / بحِلى الدُّرِّ النظمِ
صاغها فِكْرُ عَلِيٍّ / صاغَها فِكْرُ عَلِيمِ
ببلاغَاتٍ بها جُرَّ / خِطامُ ابْنِ الخَطيمِ
وتَمامٌ لم يَنَلْهُ / حاجِبٌ بين تميمِ
ومَعاني حِكَمٍ أَزْ / رَتْ بلُقْمانَ الحيكمِ
وكلامٌ صِرْتُ مذخُو / طِبْتُهُ مِثْلَ الكليمِ
من خليلٍ وجليلٍ / وحَمِيٍّ وحميمِ
ي المُحَيَّا الزاهرِ الغُرَّ / ة في الدهرِ البهيمِ
والأَيادي المُسْتَخِفَّا / تِ بأَعباءِ الغيومِ
دُونَهَ إِنْ حُقِّقَتْ أَو / صافُ أَربابِ العلومِ
كلُّ عينٍ كلُّ لامٍ / كل ياءٍ كلُّ مِيمِ
سَلَّمَ اللُّه علاهُ / من حلا لَيلِ السَّلِيمِ
ما أَمالَ الريحُ عِطْفَيْ / غُصُن الريحِ القويمِ
وأَبغضت فيكِ النَّخْلَ والنَّخلُ يانعٌ
وأَبغضت فيكِ النَّخْلَ والنَّخلُ يانعٌ / ويُعْجِبُنِي من أَجلِكِ السِّدْرُ والضَّالُ
أُحِبّ لِجَرَّاكِ السماوَةَ والغَضَا / ولو أَنَّ صِنْفَيْهِ وُشاةٌ وعُذَّالُ
أَبْلَيْتُ بَعْدَكَ في الأَنامِ ظُنوني
أَبْلَيْتُ بَعْدَكَ في الأَنامِ ظُنوني / فَظَفِرْتُ عندَهُمُ بكُلِّ ضنِين
وشدا لأَهلٍ دونَ أَهلِك راجِعاً / لولا يَقِيني في عُلاكَ يَقِيني
وخَرَجْتُ أَطوِي عن بَلَرْمَ صحيفةً / ما نُشِّرَتْ إِلا لكَيْ تطوِيني
فحَلَلْتُ ثِرْمَةَ وهي تصحيفُ اسْمِها / لولا حُسَيْنُ النَّدْبُ ذُو التحسينِ
في جحيثُ شبَّ الحَرُّ حَجْرَةَ قَيْظِهِ / وبقيت في مِقْلاَهُ كالمُقْلِينِ
وشربتُ ماءَ المُهْلِ قبلَ جَهَنَّمٍ / وشفَعْتُهُ بمطاعِمِ الغِسْلِينِ
حتى إِذا اسْتَفْرَغْتُ فيها طاقَتِي / ومَلأْتُ من أَسَفِي ضُلوعَ سفيني
أَجفَلْتُ عن جُلْفُوذَ إِجفالَ امْرِئٍ / بالدََيْنِ يُطْلَبُ ثَمَّ أَوْ بالدِّين
مَعَ أَنَّها بَلَدٌ أَشَمُّ يَحُفُّهُ / رَوضٌ يُشَمُّ فمن مُنىً وَمَنونِ
يُجري بأَعْيُنِنا عيونَ مياهِهِ / محفوفةً أَبداً بحُورٍ عِينِ
وتَرَكْتُها والنَّؤْءُ يُنْزِلُ رَاحِتي / عَنْ مالِ قارونٍ على قارونِ
وَجَعَلْتُ بَقْطِشَ عن لَبِيرِي جانباً / وركِبْتُ جُونَا كالدِّياجي الجونِ
كَيفَ الخلاصُ على مِلاصَ وسُورُها / من حيثُ دُرْتُ به يدور قريني
وجعلتُ أُنْشِدُ حيث أَنْشَد صاحبي / من ذا يُمَسِّينِي على مَسِّيني
فحلَلْتُها وَحَلَلْتُ عَقْدَ عزائمي / بَيدَيْ أَبِي السِّيدِ المبادرِ دوني
فأَقامَني تِسْعِينَ يوماً لم تَزَلْ / نفسي بها في عُقْدَةِ التسعينِ
بتخلُّفٍ لا يستَقِلُّ جناحُه / ولوِ اسْتَطارَ بريشَتَيْ جِبْرينِ
بَرْدٌ جَرَى في مَعْطِفَيْه وكَفِّهِ / وَكَلامِهِ وَعِجَانِهِ الَمْعجونِ
ثُم استقَلَّتْ بي على عِلاَّتِها / مجنونَةٌ سُحِبَتْ على مجنونِ
هَوْجَاءُ تُقْسِمُ والرياحُ تقودُها / بالنُّونِ أَنَّا من طعامِ النّونِ
حَتى إذا ما البحرُ أَبْدَتْهُ الصَّبا / ذا وجنَة بالموجِ ذاتِ غُصونِ
أَلقَتْ به النكباءُ راحةَ عابثٍ / قَلَبَتْ ظُهورَ مياهِهِ لِبطُونِ
وتكفلت سُرْقوسَةٌ بأَمانِنا / في ملجإٍ للخائفينَ أمِين
وَأَعادنا والبَرُّ أَوْطَأُ مَرْكِباً / بَحْرٌ صحِبْنَا ماءَهُ بالطِّينِ
وَأَتى كتابُكَ بِالمُثولِ فقادَني / بجميلِ رأْيٍ لم يَزَلْ يَحْدُوني
ولوِ اغْتَدَى بالصِّين رَبْعُكَ شاقَنِي / شوقي وفَرْطُ صبابَتي للصِّبن
من بعدِ ما أَغْضَتْ جفونُكَ مرة / عني وكِدْتَ لِقَوْلِهِ تَجْفُوني
وسعَى به الواشِي إليك فكادَ أَنْ / يَثْنِيك بالبُهْتانِ أَو يَثْنِيني
فركِبْتُ فوق مَطَا أَقبَّ مُضَمَّرٍ / في مُهْرَقِ البَيْداءِ مِثْلَ النُّونِ
لو لم يكُنْ هادِيهِ جِذْعاً مُشْرِقَّاً / ما كانَ من عِطْفَيْهِ كالعُرْجُونِ
وسَمَتْ حوافِرُهُ الفَلاَ بِأَهِلَّةٍ / هي من مَجَرِّ السُّمْرِ فوقَ غُصونِ
حَتى رَمَى رَحْلَ الربيبِ بعَزْمِةٍ / مَا قلتُ لِنْتِي لِي على لِنْتِينِ
وَعَلاَ عِقَابَّا لو عَلاَ بحَراكِه / فيها عُقابٌ باتَ رَهْنَ سُكونِ
وَسَما أَبُو ثَوْرٍ إِليه بقَلْعَةٍ / فِي رأْسِ أَشْمَطَ شامِخِ العِرْنينِ
خِلْتُ الصُّقورَ به الصُّفُونَ وهكذا / خَطَا صقورٍ سُطِّرَتْ وصُفُونِ
وانصاعَ فِي ذاتِ اليمينِ تَفَاؤُلاً / يَقْضِي له بالطَّائِرِ الميمونِ
ورمى بثَرْمَةَ دونه مُتَسَامِياً / لَبَلَرْمَ والأَعلَى خلافُ الدُّونِ
وأَقامَني أَرعى جبينَك ثانياً / فَسَجَدْتُ أُلْصِقُ بالترابِ جبيني
وَبَسَطْتُ كفِّي في خزائِنِكِ التي / ما باتَ فيها المالُ بالمخزونِ
وكذاكَ قيلَ المالُ ليس بِصَيِّنٍ / إلا لِعِرْضٍ لم يَكُنْ بمصونِ
وقضاءُ دَيْنِ الجُودِ أَنت إِمامُهُ / قالَ الصَّلاةُ هِي اقتضاءُ دُيوني
فلذا ترى شُكْرَ الغَنِيِّ مُؤَبَّداً / في راحَتَيْكَ بدعوةِ المسكينِ
يا مَالِئَ الدَّسْتِ الذي مُذْ حازَهُ / حَلَّوْهُ باسمَيْ هالَةٍ وعَرينِ
ومُقَلِّدَ الديوانِ والإِيوانِ من / أَوصافِهِ بالجوهرِ المكنونِ
حاشي خلالَكَ أَن تعودَ مطالِبي / عنه إِلَيَّ بصَفْقَةِ المغبونِ
وبذاكَ قد ضُمِنَ النجاحُ وإِنَّهُ / لَنَدَى يَدٍ وافَى بأَلْفِ ضمينِ
ولديكَ آمالي تَجُرُّ ذيولَها / في أَرضِ نُجْح أَو ثَرَى تمكينِ
فاشحَذْ لسانِي في صفاتِكَ إِنه / يُزْري بِحَدِّ المُرْهَفِ المسنونِ
فَمعِينُ فضلِكَ كلَّما أَورَدْتَني / يوماً مناهِلَه أَجلُّ مَعِينِ
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع / عال فِيه وتحمَدُ الأَفعالا
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا / وأَطَعْنَا الصِّبا فيكف الصُّباتا
وخشِينا فواتَ لَذَّةِ عيشٍ / قَلَّما ساعدَ الخليعَ مُوَاتَى
فالسُّقاةَ السُّقاةَ أَسعدكَ الل / ه على حَثِّكَ السُّقاة السُّقاتا
هاتِ بنتَ الكرومِ واستعِملِ اللحْ / ن لمعنىً عندي وقُلْ لِيَ هاتَا
عَلَّمَ المُعْجِزُ المسيحيُّ عينَيْ / هِ فأَحْيَا بلَحْظِها أَوْ أَماتا
فأَدارَ الكؤوسَ تُلْهِي عن الهَمِّ / سريعاً وما يَجوز اللَّهَاتا
ما ركبْنَا منها الكُمَيْتَ فثُرْنَا / في نواحِي الهُمومِ إِلا كُماتا
أَيُّها العاذِلُ المُفَنِّدُ فيها / لاتَ حينَ الملام وَيْحَكَ لاتَا
جَعَلَتْنَا المدامُ نُصْبِحُ أَحيا / ءً ونُمْسِي في حُكْمِها أَمواتا
فإِذا ما سَأَلْتَ عنِّي فاسْأَلْ / كيف أُضْحِي ولا تَسَلْ كيفَ باتا
ليَ كالنَّخْلَةِ السَّحوقِ حديثٌ / غَيْرَ أَنِّي كما غَرَسْتُ النَّواتا
كنتُ لا أَرْهَبُ الليوثَ وقددا / رَزمانِي حَتَّى رَهِيْتُ الشَّاتا
وَلَوَ آنِّي قذفتُ يوما حَصَاةً / بِيَدَيْ فِطْنَتِي أَصَبْتُ الحَصَاتَا
قُلْ لمَنْ مَا لَهُ سِلاحٌ يَدَعْ من / جَرَّدَ العضبَ واسْتَجَرَّ القناتا
وهنياً له أبو القاسم النَّدْ / بُ نهانِي بما أَقولُ النُّهَاتا
هو بَحْرٌ وما يُكَدِّرُهُ الحا / سِدُ أَنْ باتَ فِيه يُلْقِي القَذَاتا
قد سَعَى بي الوشاةُ نحو عُلاهُ / فسعَوْا لي فلا عَدِمْتُ الوشاتا
حَرَّكوا لي الشَّباةَ منه وظنُّوا / أَنهم جرَّدوا عَلَيَّ الشَّباتا
فَدَعَا من بَلَرْمَ حَجِّي فلبَّيْ / تُ وَكانَتْ سُرْقُوسَةَ الميقاتا
وامتَطْيُت الفلاةَ أَقْتَحِمُ الهو / لَ وَلولاهُ مَا امتطيْتُ الفلاتا
فِي جبالٍ أَرسى الشتاءُ عليها / قاطناً لا يخافُ عنها الشَّتاتا
كلُّ سامِي الذُّرى تُسَامِقُه الشم / سُ فيعتدُّ نحوَها مِرْقاتا
وقيلٌ أَن يركَبَ الركْبَ في السَّعْ / يِ لمغناهُ المَوْتَ لا المَوْماتا
وَهْوَ قَدْ جَدَّ واسْتَجَدَّ على شَرْ / طِ أَبُوَّاتِهِ وقال وماتا
واقتسمنا مكانَ عارِضِ غيثٍ / عِشْتُ في ظلَّهِ وكنتُ النَّباتا
واقْتَضَتْ عنده الرَّفاهَةُ أَنِّي / صارَ يومي سَبْتاً ونَوْمِي سُباتا
وتَبَحَّرْتُ في لغاتِ أُناسٍ / لَمْ تَزَلْ عَنْ مَسَامِعِي مُلْغَاتا
قد عدمتُ الوفاءَ منمهم ولولا / عَطْفَةٌ منه ما عَدِمْتُ الوَفَاتا
ثم حَيَّيْتُ وجْهَهُ فتأَمل / تُ حياءً يُولِي الحَيَا والحياتا
كرمٌ ينجِزُ العِداتِ وسلطا / نٌ على رسمه يُبيدُ العُداتا
يرقبُ الداءَ والدّواءَ إِذا ما / قيلَ قَد قَرَّبُوا إِليهِ الدَّواتا
ويداهُ في الغَرْبِ أَغْرَبُ شيءٍ / ما تَرَى النَّيلَ منهما والفُراتا
وحبالٍ في الله رَثَّتْ فما با / تَ إِلى أَنْ لَمْ يُبْق منها انْبِتَاتا
مِنْ قُرَيْشَ الذين هُمْ جَبَلُ الفخ / رِ إِذَا كان غَيْرُهُمْ مِرْدَاتا
عُدَّ مِنهُمْ في السَّبْقِ مَنْ يَعْبُدُ الل / هَ تعالَتْ صِفاتُه واللاَّتا
لا كَمَنْ ماتَتِ المَنَاسِبُ منهُ / فَهْوَ يُحْيِي أَرضَ المِحالِ المَوَاتا
لو غَدَا المَجْدُ صُورَةً كان منها / أَخْمَصاً حافِياً وكُنْتَ الشَّواتَا
وأَنا المُوضِحُ الدَّليلَ بلَفْظٍ / ما ارتضى تُوضِيحاً ولا المِقراتا
لِيَ طَبْعٌ لانَتْ لديهِ القوافي / فلوِ اختارَ لم يَدَعْ بَعْدُ هاتا
أَبْدَى الفِرِنْدُ نجابَةَ النَّصْلِ
أَبْدَى الفِرِنْدُ نجابَةَ النَّصْلِ / والفَرْعُ يُظْهرُ طِيبَةَ الأَصْل
والنِّبْلُ قد نَفَضَتْ كِنَانَتَهُ / بِيَدِ السَّدادِ مسدِّدَ النَّبْل
لا تَعْجَبُوا لِلَّيْثِ حينَ غَدَا / وَيَدَاهُ قَد عَقَدا على شِبْلِ
فِي الشمس والبدرِ المينرِ إِذَا / جاءَا بِنجمٍ صِحَّةُ النَّسْلِ
والفضلُ مَا اضطردَتْ مناسِبُه / حتى انْتَهَتْ منه أَبَا الفضلِ
ثَمَدْ يُرى كأَبِيهِ بَحْرَ نَدَّى / والوَبْلُ أَوْلُهُ مِنَ الطَّلِّ
فَتَرى أَسِرَّته وأُسْرَتَه / متقدِّمَيْنِ بحُجَّةٍ فَصْلِ
زيدَتْ بنو الحَجَرِ الكرامُ بِهِ / حَجَراً يُفْجِّرُ أَعيُنَ البَذْلِ
أَهلاً وسهلاً بل يقِلُّ له / أَن يلتقي بالأهلِ والسهلِ
السعدُ والإِقبالُ طالَعُه / وهما كذا قالا له قبلي
وافَى وقد أوفَى الهلالُ معاً / فقضى الحسودُ برُتْبَةِ المِثْل
أَنا لا أُشَبِّهُهُ بغُرَّتِه / فأَجَلُّ منه إِخمَصُ الرِّجْل
والغيثُ صِنْوُ أَبيهِ قد شَحَذَتْ / كفَّاهُ سيف الخصبِ للمحلِ
والأَرضُ قد نزَعَتْ غلائلُها / ما في الصدورِ لها من الغِلِّ
والدهرُ قد عَدَلَتْ حكومتُه / ولطالَ ما عَدَلَتْ عن العَدْلِ
مَلأَ الملاَ بسعيدِ غُرَّتِه / فجميعُ ذلك عنه يستملي
وإِذا رأَيت الحُسْنَ من حَسَنٍ / فاطْرَبْ لصِدْقِ الإِسْمِ والفعلِ
بحرُ مناسِبُه إِلى حَجَرٍ / تُرْبِي مفاخِرُهُ على الرَّمْل
آباؤهُمْ شَتَّى فضائِلُهُمْ / وهو المُلَقَّب جامِعَ الشملِ
وعلى البِقاعِ له خيامُ ندّى / أَطنابُها مستجمَعُ السُّبْلِ
وبه قريشٌ جدَّدَتْ شرفاً / قد كانَ شِيدَ بِخاتَمِ الرُّسْلِ
لو قلتُ للساعي ليدرِكَه / ارْجِعْ عَمِيتَ بمَسْلَكٍ غُفْلِ
هذِي البسالَةُ دونَ نهضَتِها / ما شئتَ من مُتَمَنِّع بَسْلِ
وقف السوابِقُ دونَ غَايَتِه / ومضَى على الغُلَوَاءِ يَسْتَغْلِي
حَطُّوا فقاموا تحتَ طاعَتِه / لما رأَوْهُ قامَ بالتِّقْلِ
وله سحابٌ نزلت بمَنْصِبِه / فتعلَّقَتْ بالشَّيْخِ والطِّفل
فإِذا اختَبَرْتَ وجَدْتَ معرفةً / صارَ الفتى فيها أَخا الكَهْلِ
إِن كانَ بعضُ الناسِ حين يَرَى / فلُرَّب بعضٍ وهو كالكُلُ
فِقْهٌ تَبِينُ المُشْكِلاتُ به / وتروحُ مُطْلَقَةً من الشُّكْل
وهُدىً مُبِينٌ لم يُخَلِّ أَخا / جَهْلٍ ولَوْ أَضْحَى أَبا جَهْل
وكتابَةٌ من حُسْنِ صُورَتِها / تُغْنِي عن التَنْقِيطِ والشَّكْلِ
وسكونُ خاشٍ صِيغَ من مَهَل / منه حَراكٌ صِيغ من مُهْل
ولَرُبَّ أَجوافَ فيه قعقعةٌ / وكما عَلِمْتَ مَخارِقُ الطَّبْل
يا مَنْ أَعادَتْنِي له سَنَةٌ / ضنَّتْ عَلى عِدَة فَكانَتْ لِي
صلَّيْتُ باسْمِ أَخيكَ ممتدِحاً / فَنَجوْتُ من لَهَبِ الهوى المُصْلِي
ومدحْتُكُمْ في طَيِّ مِدْحَته / حُكْماً ولَمَّا أُبْلَ بالنَّبْلِ
والآنَ تَمَّ لديكَ مُفْتَرَضِي / وأَصَبْتُ من نَفَلٍ ومن نَفْل
ورأَيتُ منصِبَكُمْ فقلتُ له / ما لَمْ يُخَالَفْ فيهِ بالفِعْلِ
والناسُ غَيْرَكَ للفضولِ أَتَوْا / وأَتَيْتَ وَحْدَكَ أَنْتَ للفَضْلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025