القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 175
مغرمُ القلبِ مدنفُ
مغرمُ القلبِ مدنفُ / وجدُهُ ليس يوصفُ
وَعَدُونا وأَخلفوا / وَوَفَينا ولم يَفُوا
أَنا ضيفٌ بربعكمْ / أينَ أينَ المضيِّف
أَنكرتْني معارفي / ماتَ مَنْ كنتُ أَعرفُ
ما بعدَ يومكَ للمعنَّى المُدْنفِ
ما بعدَ يومكَ للمعنَّى المُدْنفِ / غيرُ العويلِ وحسرةِ المتأسّفِ
ما أَجرأَ الحدثانِ كيف سطا على ال / أَسدِ المخوفِ سطا ولم يتخوَّفِ
من ذا رأَى الأسَدَ الهصورَ فريسةً / أَم أَبصرَ الصبحَ المنيرَ وقد خَفي
من ثابتُ دون الكُماةِ سواه إنْ / زلّتْ بهم أَقدامُهم في الموقفِ
ما كان أَسنى البدءَ لو لم يستتر / ما كان أَبهى الشمسَ لو لم تكسفِ
ما كنتُ أَخشى أَن تُلم ملمةٌ / يوماًن وأَنتَ لكربها لم تكشفِ
أيامُ عمرِكَ لم تزلْ مقسومةً / للّهِ بينَ تعبُّدٍ وتعرُّفِ
مُتهجِّداً لعبادةٍ أَو تالياً / من آيةٍ أَو ناظراً في مصحفِ
فُجِعَ النَّدا والبأسُ منك بحاتمٍ / وبحيدرٍ والحلمُ منك بأَحنفِ
بالملكِ فُزتَ وحُزْنَهُ عن قُدرةٍ / ومضيتَ عنه بسيرةِ المتعفِّفِ
ووُصفتَ يا أَسداً لدين محمدٍ / مدحاً بما مَلكٌ بهِ لم يُوصَفِ
وقفوتَ آثارَ الشّريعةِ كلّها / وقد اهتدى من للشريعةِ يقتفي
أأنِفْتَ من دنياكَ حين عَرَفْتَها / فلويتَ وجهَ العارفِ المتنكفِ
يا ناصرَ الدِّين استعذْ بتصَبُّرٍ / مُدْنٍ إلى مرضاةِ ربٍ مزلفِ
وتَعَزّ نجمَ الدِّين عنه مُهنّأً / أَبدَ الزَّمانِ بمُلْكِ مصرَ ويوسفِ
لا تستطيعُ سوى الدَّعاءِ فكلُّنا / إلاّ بما في الوسعِ غيرُ مُكلّفِ
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع / دي لغيرِ العطّارِ والإسكافي
هي إمّا مزاوِدٌ للعقاقي / رِ وإمّا بطائنٌ للخفافِ
يا مُهدياً فقَراً جلّتْ قلائدُها
يا مُهدياً فقَراً جلّتْ قلائدُها / عن وصفِ مُطْرٍ لها أو رَصفِ رَصافِ
ومن فضائله عن حَصْرها حَصرتْ / في العصرِ أَلْسُنُ مُدّاحٍ ووُصّافِ
رِواقُهُ في العُلى ضافٍ ومورِدهُ / في الفضلِ للمُرتجي إفضاله ضافِ
ترومُ منّيَ إنصافاً وهل عَرَفَتْ / خلائقي غير إحسانٍ وإنصافِ
فديتكَ من ظالمٍ منصفِ
فديتكَ من ظالمٍ منصفِ / وناهيكَ من باخلٍ مُسْعفِ
بلقياكَ يُشفى سقامي الممضُّ / ولكن بسفكِ دمي تشتفي
وتخلفُ وعدَكَ لي بالوصال / حنانيكَ من واعدٍ مُخلفِ
وتستحسنُ الغدرَ طبعاً ومَنْ / وَفَى من ذوي الحُسنِ حتى تفي
أَمثْلكَ كلُّ حبيبٍ جفا / ومثليَ كلُّ حبيبٍ جُفي
أَيا ليِّنَ العطفِ قاسي الفؤادِ / بعيشكَ باللّهِ لنْ واعطفِ
فما تركَ الوجدُ لي مُسْكَةً / ولا منَّةً ليَ لمْ تَضْعُفِ
تلافَ قصدُّكَ لي متلفٌ / فؤادي من الأَسفِ المتلفِ
وإن كنتَ لابدَّ لي قاتلاً / بما صنعَ الوجدُ بي فاكتفِ
تناهيتَ في قتلتي عامداً / فحيثُ انتهيتَ بقتلي قفِ
ثناياكَ بُرئيَ في رَشْفها / وقد طالَ سُقمي ولم أَرشُفِ
أَنجو ومن قدَّك السّمهريِّ / لحَيْني وفي جفنكَ المَشْرَفي
أَيا مسرفاً في عذابي اقتصدْ / أَعيذكَ من شَطَطِ المُسرفِ
نحوليَ من خصرِكَ النّاحلِ / السّقيمِ كعاشقكَ المُدْنَففِ
ومن سُقمِ لحظكَ ذاكَ المريضِ / شفائي وأُشفى أَنا لو شُفي
على خَطْفِ قلبي يحل الشّبا / كَ عقدُ وشاحكَ في مُخْطَفِ
أَنا المستهامُ بذاكَ القوام / وذاكَ الموشّحِ والمعْطَفِ
وذاك المقبّلِ والمبسمِ ال / مفدَّى المقدَّمِ والقرقفِ
بخدِّكَ من وَهَجٍ شعلةٌ / أَحاطتْ بقلبي فما تنطقي
فإنْ تُخْفِ ألحاظُكَ القاتلاتُ / دمي فبخديّكَ ما يختفي
غدا عاذلي عاذراً مذْ رأَى / عذاركَ كالقمرِ الأَكلفِ
وقال أَرى خدَّه مرهفاً / ولا عيبَ في خَصْرِه المُرهفِ
أَقاحٍ وآسٌ ووردٌ لها اج / ماعٌ على غُصن أَهيف
ترفّقْ رفيقي فليستْ الذي / يعنِّفُ في الحبِّ لم يَعْنُفِ
عرامٌ عرا وزمانٌ عَدا / فهل ظالمٌ منهما منصفي
زمانٌ خلا من جميلٍ فليس / لغير ذوي نقصهِ يَصْطفي
جنى ظلمةَ الفضلِ حظي المنيرُ / ولولا سنا الشَّمسِ لم تُكْسَفِ
ويا ليتَ دهري إذا لم يكنْ / بسؤليَ يُسْعفُ لم يَعْسُفِ
أَيبلغُ دهريَ قصدي وقد / قصدتُ بمصرَ ذُرَى يوسفِ
ويوسفُ مصر بغيرِ التُّقى / وبذلُ الصَّنائع لم يوصفِ
فَسرْ وافتحِ القدسَ واسفكْ بهِ / دماءً متى تجرها ينظفِ
وأهدِ إلى الأَسْبار البتار / وهُدّ السُّقوفَ على الأسقفِ
وخلِّصْ من الكفرِ تلكَ البلادَ / يُخلِّصُكَ اللّهُ في الموقفِ
القلب كما عهدتم ذو لهف
القلب كما عهدتم ذو لهف / والجسم كما عهدتم ذو دنفِ
ما أَعلم مقصودكم من تلفي / من بعدكمُ يا أسفي يا أسفي
إنَّ الخطوبَ على عداكَ مخوفُها
إنَّ الخطوبَ على عداكَ مخوفُها / وكذا الليالي سالمتكَ صُروفُها
وقضى القضاءُ برتبةٍ لكَ في العُلى / شمّاءَ لم يُفْرَعْ إليكَ مُنيفُها
وأَتتكَ أَقدارُ السّماءِ أَتتكَ من / خيراتها أَنواعُها وصُنوفُها
وتحمّلي ريحَ الشمالِ تحيّةً / عنِّي حَكاكِ رقيقُها ولطيفُها
ليَعُودَ في ريح الجَنُوبِ جوابُها / إن كان يحتملُ القويَّ ضعيفُها
وصفِ الحسينَ تجدْ وراه محاسناً / يا صاحِ يُكْرَمُ ضيفُها ومُضيفُها
مَنْ هَمُّهُ في المكرماتِ حريصُها / مَنْ نفسُهُ في المخزياتِ عَيُوفُها
وإذا حوى عشراتِ آدابٍ فتىً / فله على رُغْمِ الحسودِ أُلُوفُها
كن يا ابنَ حرّازٍ لودِّي مُحرِزاً / لك في العهودِ تَليدُها وطريفُها
أَنا أَحنفٌ في الحلمِ عن أَمثالهم / وشريعتي ما عشتُ فيه حنيفُها
لي همّةٌ تأْبى الدَّنايا قد سمتْ / وأَعزَّ نفسي بأسُها وعُزوفُها
ولكم عراني حادثٌ ثم انجلى / عنِّي كما يعرو البدورَ خُسوفُها
أَهدى السّقامَ إلى النّحافةِ بُعْدُكم / والسُّمرُ يُحسَدُ في الطِّعانِ نحيفُها
ماذا تَسُرُّ ولايةٌ عُمّالُها / في ذلّة وعزيزُها مصروفُها
في الحظِ منصرَفٌ حكى مُتصرِّفاً / هي لفظةٌ وبنقطةٍ تصحيفُها
يروقُني في المها مُهَفْهَفُها
يروقُني في المها مُهَفْهَفُها / ومن قدودِ الحسانِ أَهيفُها
ومن عيون الظِّباءِ أَفترُها / ومن خصورِ الملاحِ أَنحفُها
ما سقمي غيرُ سُقمِ أَعْيُنها / ثم شِفائي الشِّفاهُ أَرشُفُها
يُسْكرني قَرقفٌ يشعشعُها / لحظُ الطَّلا لا الطِّلا وقرقفُها
يا ضعفَ قلبي من أَعينٍ نُجلٍ / أقتلها بالقلوبِ أضْعَفُها
ومن عذارٍ كأَنّه حَلقٌ / واحكَمَ في سروهِ مُضعِّفُها
ومن خدودِ حُمرٍ مورَّدةٍ / أَدومُها للحياءِ أَطرَفُها
في سلبِ لُبِّي تلطّفتْ فأَتى / نحوي بخطِّ الصِّبا مُلطِّفُها
يا منكراً من هوىً بُليتُ بهِ / علاقةً ما يكادُ يَعْرِفُها
دَعْ سرَّ وجدي فما أَبوحُ به / وخلِّ حالي فلستُ أَكشفُها
واصرفْ كؤوسَ الملامِ عن فئةٍ / عن شرعةِ الحبِّ لستَ تصرفُها
من شُرَفِ الحبِّ حلَّ في مُهَجٍ / أَقْبَلُها للغرامِ أَشْرَفُها
لا يستطيبُ السُّلوَّ مُغرمُها / ولا يلذُّ الشّفاءَ مُدْنَفُها
فالقلبُ في لوعةٍ أُعالجُها / والعينُ في عبرةٍ أُكفكفُها
كأنَّ قلبي وحُبَّ مالكهِ / مصْرٌ وفيها المليكُ يوسفُها
هذا بسلبِ الفؤادِ يظلمني / وهو بقتلِ الأَعداءِ يُنصفُها
الملكُ النّاصرُ الذي أَبداً / بعزِّ سلطانهِ يُشرِّفُها
قامَ بأَحوالها يُدبرها / حسناً وأَثقالها يُخفِّفُها
بعدلهِ والصّلاحِ يعمرُها / وبالنَّدى والجميل يكنفُها
من دنسِ الغادرين يَرْحَضُها / ومن خباثِ العدا يُنظِّفها
وإنَّ مصراً بملكِ يوسفها / جنّةُ خُلْدٍ يروقُ زُخرفُها
وإنّه في السَّماحِ حاتمها / وإنّهُ في الوقارِ أَحْنَفُها
كم آملٍ بالنّدى يُحقِّقُهُ / ومنيَّةٍ بالنَّجاحِ يُسعفُها
وليس يُوليك وَعْدَ عارفةٍ / إلاّ وعندَ النِّجازِ يُضعفُها
حكّمَ في مالهِ العُفاةَ فما / يَنْفُذُ فيه إلاّ تصرَّفُها
وإنَّ شَمْلَ اللُّها يُفَرِّقُهُ / لمكرماتٍ له يُؤلِّفُها
ذو شرفٍ مكرماتُهُ سَرَفُ / ويستحقُّ الثّناءَ مُسرِفُها
وعزمةٍ بالهدى تكفّلَها / وهمةٍ للعلى تَكلُّفُها
يوسف مصرَ التي ملاحمُها / جاءَتْ بأَوصافهِ تعرِّفُها
كُتْبُ التّواريخِ لا يُزيِّنُها / إلاّ بأَوصافهِ تُعرِّفُها
ومَنْ يميرُ العُفاةَ في سنةٍ / أَسمنُها للجذوبِ أَعجفُها
آياتُ دين الإلهِ ظاهرةٌ / فيكَ ويُثني عليكَ مُصْحَفُها
كم جحفلٍ بالعراءِ ذي لجبٍ / بالصّفِّ منه يضيفُ صَفْصَفُها
كالبحرِ طامي العُبابِ لاعبةٌ / بموجهِ للرِّياحِ أَعْصَفُها
كتيبةٌ منتضىً مهنّدُها / إلى الرَّدَى مُشْرَعٌ مُثقّفُها
غادَرْتَها للنسورِ مأكَلَةً / حيثُ بأَشلائها تُضيفِّها
منتصفاً من رؤوسِ طاعنةٍ / بباتراتِ الظُّبى تُنصفِّها
وحُطتَ دمياطَ إذْ أَحاطَ بها / مَنْ برجومِ البلاءِ يَقْذِفُها
لاقتْ غواةُ الفرنج خيبتَها / فزادَ من حسرةٍ تأسُّفُها
فرَّ فريرِيُّها وأَزعجها / نداء داويِّها تلهفُها
يمطرُ مطرانُها العذابَ كما / يُردَى بهدِّ السُّقوفِ أَسقُفُها
تكسرُ صلبانَها وتنكسُها / لقصمِ أَصْلابها وتَقصفها
أوردتَ قلبَ القلوب أَرشيةً / من القنا للدَّماءِ تنزفُها
وليتها سفكها معاملُها / عاملُها والسّنانُ مُشرفُها
تعسّفَتْ نحوكَ الطّريقَ فما / أَجدى سوى هُلكها تَعسُّفُها
وحسبها في العمى تهافتُها / بل لسهامِ الرَّدى تهدُّفُها
يُمضي لكَ اللّهُ في قتالهمُ / عزيمةً للجهادِ تُرهفُها
إن أظلمتْ سُدْفَةٌ أَنَرْتَ لها / أَبهى ليالي البدورِ مُسدفُها
بشائرُ الدِّين في إزالته / مواعد اللّهِ ليس يُخلفُها
أَدركتَ ما أَعجزَ الملوكَ وقد / باتَ إلى بعضهِ تَشوُّفُها
جاوزتَ غاياتِ كلِّ منقبةٍ / يعزُّ إلاَّ عليكَ موقفُها
وإنَّ طُرْقَ العلاءِ واضحةٌ / آمنُها في السُّلوكِ أَخوفُها
صلاح دينِ الهدى لقد سَعدَتْ / مملكةٌ بالصّلاحِ تُتحفُها
عندي بشكرِ النُّعمى ثمارُ يدٍ / زاكيةُ الغرسِ أَنتَ تَقطفُها
فاقبلْ نقوداً من الفضائلِ لا / يصابُ إلاَّ لديكَ مَصْرَفُها
أَصدافُ دُرِّي إليكَ أَحملُها / وعن جميعِ الملوكِ أَصدِفُها
إنْ لم تُصخْ لي فهذه دُرري / لأَيِّ مَسلكٍ سواكَ أَرصفُها
وهل لآمالنا سوى مَسلكٍ / ينقدُها برَّهُ ويُسْلفُها
دنيا من الفضلِ قد خَلَتْ وبدا / للنقص في أَهلهِ تَعيفُّهُا
وهل يروحُ الرَّجاءُ في نَفَرٍ / كلهُمُ في العُلى مُزَيّفُها
وقد عطفتْ لي فضائلي ووفتْ / لكنْ حظوظي أَعيا تعطُّفُها
وفضليَ الشّمسُ في مطالعها / لكنَّ جهلَ الزَّمانِ يكسفُها
قد أَعربتْ فيكَ بالثَّنا كلمي / وحاسدي ضَلّةً يُحرِّفُها
أَسدى لنا شيركوه عارفةً / يوسفُ من بعدهما سيخلفُها
أَنتَ قمينٌ بكلِّ تالدة / إنّكَ يا ابنَ الكرامِ تُطرِفُها
ليلُ الشّبابِ تَولَّى
ليلُ الشّبابِ تَولَّى / والشّيبُ صبحٌ تأَلّقْ
ما الشَّيبُ إلاّ غبارٌ / من ركضِ عُمري تَعلّقْ
ركبتُ لمّا تكهَّلْ / تُ بعدَ أَدْهَمَ أبلَق
وضاعَ مفتاحُ وصل ال / حسان فالبابُ مُغلقْ
ولا حِزامي وثيقٌ / ولا عناني مُطلقْ
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف / يؤرَّخ فيها ثمَّ يُمحى ويُمحقُ
ولم أَرَ في دهري كدائرةِ المنى / تُوسِّعُها الآمالُ والعمرُ ضيقُ
ليس في الدُّنيا جميعاً
ليس في الدُّنيا جميعاً / بلدةٌ مثل دمشقِ
ويسلينيَ عنها / في سبيلِ اللّهِ عشقي
والتُّقى الأَصلُ ومن يت / رُكُها يَشْقَى ويُشقي
كم رشيقٍ شاغل عن / ه بسهمِ الغَزْوِ رشقي
وامتشاقُ البيضِ يُغني / عنه بالأَقلامِ مشقي
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل / بٍ ولاطفْهُ حين يأتي بحذْقِ
فأَخو السُّكرِ لا يخاطبُهُ الصّا / حي إلى أَنْ يُفيق إلاَّ برِفقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ / للمحبيّن كافلٌ بالتلاقِ
ولعلَّ الأيامَ تسمَحُ بالوص / لِ ونَقضي لُبانةَ المشتاقِ
يا أَخلائي الكرامَ المضاهي / نَ بطيبِ العُروقِ طيبَ العِراقِ
يا صبوراً على الصّبابةِ بعدي / لكَ طولُ البقاءِ ما أَنا باقِ
فأجرْني من النّوى بالتلاقي / وارثِ لي إذ لاقيتَ ما أَنا لاق
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى / في ذنب ذا المغرب لا أرتقي
غارتْ فيَ الشّمسُ فمن أَجل ذا / لم تُبقني أَطلعُ في المشرقِ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ / وفُزْ باجتماعِ الشملِ قبلَ التفرُّقِ
هلموا نسابقُ نحوَ مشمس جِلِّق / وثم لما نهوى على الأكل نلتقي
تصفَّرُ شوقاً لانتظارِ قدومنا / ومن يتعشّقْ ذا الفضائل يشتقِ
وما رمقْت للشوقِ رُمدُ عيونهِ / فإنْ تترفّقْ منه تنظرْ وترفقِ
إذا حضَرتْ أَطباقُهُ غابَ رشدُنا / لما يتلاقى من مشوقٍ وشَيِّقِ
لأَنَّ مذابَ الشَّهدِ فيه مجسّدٌ / أَجدّ له عهدُ الرَّحيقِ المعتَّقِ
وما اصفرَّ إلا خوفَ أيدي جناته / فليس له أمنٌ من المتطرِّق
حكى جمراتٍ بالفضا قد تعلّقتْ / فيا عجبي من جمرةِ المتعلِّقِ
كأنَّ نجومَ الأرضِ فوقَ غصونهِ / فيا حيرتي من نجة المتألِّقِ
وجَنّاتُها محمّرةٌ وَجَناتُها / فَمَنْ يَرَها مثلي يحبَّ ويعشقِ
بدتْ بينَ أوراقِ الغصونِ كأنَّها / كَراتُ نُضارٍ في لجينٍ مُطرَّقِ
تساقِطُها أَشجارُها فكأَنَّها / دنانيرُ في أيدي الصَّيارفِ ترتقي
ومشمشُ بُستانِ الزّكي بشهدِهِ / شهادتُهُ تقضي فَزكّ وصَدِّقِ
يقولُ رفيقي في دمشقَ تعجباً / أَما لكَ بستانٌ مقالة مشفقِ
فقلتُ إلى بابِ البريدِ وسوقِهِ / لأَمثالنا تُجنى بساتين جِلِّقِ
ولو كانَ لي بالسّهمِ سهمٌ وجدت لي / منالي بأيامِ الثِّمارِ ومرفقي
إذا كنتَ مُبتاعاً من السُّوقِ مشمشي / فما ليَ إلاّ لذَّةُ المتسوِّقِ
وما لي بأرباب البساتينِ خلطة / فيصبح في حيطاتها مُتسلّقي
كرامٌ وثوقي في الشِّتاءِ بودّهم / ولكنّهم في الصّيفِ ينسونَ موثقي
وما ثم من يجدي ويقري ويقتني / ثنائي سوى المحيي الكريم الموفّقِ
وذلكَ يومٌ واحدٌ ليس غيره / أَمنْ أَجلِ يومٍ واحدٍ قلتَ لي اسبقِ
على أَنّني لو قيلَ بالصّينِ دعوةٌ / أثرتُ إليها لوعةَ المتحرِّقِ
فإنْ جئتَ قبلي جِلِّقاً فارمِ منعماً / حديثي ينادي المنعمينَ وحَلِّقِ
لعلَّ كريماً ينتخي لضيافتي / بمشمشةٍ عندَ القدومِ وينتقي
فلا تنسَ نشوَ الدِّينِ نشوةَ خاطري / وقلْ عن صبوحي كيف شئت ورقِّقِ
وهاتِ وساعدني وخُذْ من قريحتي / لطيمةَ داريٍ من الحمدِ واعبقِ
دمشقُ تقصدُ عظمي
دمشقُ تقصدُ عظمي / بعرقةٍ أيِّ عرقهْ
إخفاقُهُ لرجائي / فيها وللقلبِ خَفْقَهْ
أَقمتُ فيها وحيداً / كالدُّرِّ ضمّتْهُ حُقَّهْ
قد نزلنا في جوارِكْ
قد نزلنا في جوارِكْ / وحللنا قربَ دارِكْ
وسرينا في الدّياجي / فهدنا ضوءُ ناركْ
فتدارَكْ أَمرَنا اليو / مَ بطَولٍ متداركْ
وتفرّدْ باغتنامِ الشُّ / كرِ من غيرِ مشاركْ
عجبتُ من الموتِ كيف اهتدى
عجبتُ من الموتِ كيف اهتدى / إلى مَلكٍ في سجايا مَلَلكْ
وكيف ثَوَى الفَلَكُ المستدي / رُ في الأرضِ والأرضُ وسط الفَلَكْ
أَما الغبارُ فإنَّهُ
أَما الغبارُ فإنَّهُ / مما أَثارَتْهُ السَّنابكْ
والجوُّ منه مظلمٌ / لكنْ أَنارَ به السَّنابكْ
يا دهرُ لي عبدُ الرَّحي / مِ فلستُ أَخشى مسَّ نابكْ
بانقيادي لمرادكْ
بانقيادي لمرادكْ / وبِصدقي في وِدادِكْ
وبُسقياكَ من الحِف / ظِ عُهودي بعهادِكْ
لا تحمِّلْ قلبيَ المش / تاقَ أَثقالَ بعادِكْ
ما على الوجدِ فؤادي / صابراً مثل فؤادِكْ
ولقد أَضحى على رُغ / مِ العدا طَوْعَ قيادِكْ
واعتقادي في وِدادي / ك صحيحٌ كاعتقادِكْ
واعتضادي بكَ في كُ / لِّ المعاني كاعتضادِكْ
لَبِّ مَنْ لو لم يُؤمِّلْ / منكَ عُرْفاً لم يُنادِكْ
وأَصِبْ مَرمَى مرامي / فمُرادي من مُرادِكْ
واعتمدْ ما يُحرزُ الدَّهْ / رُ به شكرَ عمادِكْ
أَجْرِه في بعثِكَ الكُت / بَ على مشكورِ عادِكْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025