المجموع : 130
تُسائلنى دِرعى أهذى هي النَّبْلُ
تُسائلنى دِرعى أهذى هي النَّبْلُ / لعلَّ الذي شبّهتَه الأعينُ النُّجلُ
رَميْنَ سهاما في الجسوم جراحُها / وما أنتَ من سهو به يخرُج العقلُ
متى ما تَجِدْ لي الشمسَ في غسَق الدُّجَى / أجِدْ لك قلبا ماله في الهوى شغلُ
ولولا اتّفاقُ الناس في الحبِّ أنه / قديمٌ لقلتُ لوعتى مالَها قَبْلُ
أيا حادىَ الأظعان أَعجلْ فإنها ال / منايا وبعضُ البِرِّ أن يؤجَرَ القتلُ
ويا قلبُ أقرِرْ بالذي كنتَ جاحدا / فقد ضجِر اللاحى وقد فنِىَ العذلُ
يزيد الحسانَ البيضَ في اللؤم رغبةً / تصوُّرُنا أنْ منهُمُ يحسُن البُخلُ
يا آل عَوفٍ أنجدوا الصّبَّا
يا آل عَوفٍ أنجدوا الصّبَّا / ولطالما فرَّجتمُ الكَرْبا
كان ابتداء أخيكُمُ مِقَةً / ثم استحالت بعدَ ذا حَربا
كُفُّوا ظباءً في مَسارحكم / تَسبى إذا غُزيتْ ولا تُسْبَى
وخذوا يدى اليمنَى معاهِدةً / أن لا تعاوِد مقلتى الحُبَّا
قالوا حلَلنا عنهُ رِبقَتَهُ / صدقَوا وشَدّوا العينَ والقلبا
أتنساها على خَيْفِ
أتنساها على خَيْفِ / مِنىً تَهوِى أبابيلا
وقد ألبسها الوخدُ / مِن المَرْو خلاخيلا
رُبىً فيها ترى الحام / ل قد شابَهَ محمولا
فذا بالنُّسك منحورا / وذا بالحبّ مقتولا
أتدرِى أيّها أَسر / عُ للأرواح ترحيلا
هل البِيضَ المباتيرَ / أم البيضَ العَطابيلا
وليس الخدُّ مصقولا / بدون السيف مصقولا
أمَن يقطعُ في غِمدٍ / كمن يقطع مسلولا
ألا يا زاجرَ السان / ح ما أحسنتَ تأويلا
جرَى اليمنّى وما صادف / تَ حبلَ الوصل موصولا
أرَى الخِدرَ لما يصن / عُ بى سُكَّانُهُ غِيلا
أظنُّك تبتغى حلَبَ الثغورِ
أظنُّك تبتغى حلَبَ الثغورِ / ولو عُوِّضْتَ بالماء النميرِ
وتطلبُ من حَمامِ الأيك لحنا / يَهيج بلابلَ القلب الذَّكورِ
يا كاهنَ الحبِّ خبرّنى مَن الجانى
يا كاهنَ الحبِّ خبرّنى مَن الجانى / عينى التي عِشقت أم طَرْفَى الرانى
ولو علِمتَ الذي يجرى على كبدي / لقلتَ إنهما في الحبِّ سِيّانِ
قد علمَتْ ليلة الحمى ورَعِى
قد علمَتْ ليلة الحمى ورَعِى / والبدرُ فيها فريسةُ الطمعِ
أُغمِضُ عينىَّ عن محاسنها / والقلبُ ما تذكر الجفونُ يعى
تزجرُنا خيفة الإمامِ عن الصَّ / بوةِ زجرَ المشيبِ والصَّلعِ
القائمِ المنتضِى صوارمَه / على رءُوس ألأهواءِ والبدَعِ
بذكر أسمائِه التي شرُفَت / يُعرَفُ فضلُ الأعيادِ والجُمعِ
لا مجدَ إلا للإمام القائِم
لا مجدَ إلا للإمام القائِم / وإن ادّعتهُ عصابةٌ من هاشمِ
نرضَى لدينِ الله والدنيا الذي / رضِىَ النبىُّ لبُرْدِه والخاتمِ
أُقسم بالعادياتِ ضَبْحا
أُقسم بالعادياتِ ضَبْحا / حقًّا وبالمورياتِ قَدْحا
بأنكم توسعون مَقْتا / من زادكمِ عِفة ونصحا
في كلّ يوم لكم سطورٌ / تُكتبُ بالعهد ثم تُمحَى
وكلُّ ما يُبتَنَى عِشاءً / يُهدَمُ بعد التّمام صُبحا
كالأفق إن غام في جَنوبٍ / هبّت شَمالٌ له فأضحىَ
آمالُنا فيكُمُ هَباءٌ / أضرَبَ عنها الرجالُ صفحا
من همُّه أخذُ رأسِ مالى / فكيف أرجو لديهِ ربحا
يا ليتهم حين صَيَّروا خَدَما
يا ليتهم حين صَيَّروا خَدَما / عُمَّالَ كمل حُكما
جَرَوا على ذلك القياسِ بأن / تصيرَ عُمّالُهم لهم خَدما
بعينيك إضرامُهم للأكمْ
بعينيك إضرامُهم للأكمْ / بحمُرِ القِبابِ وحُمرِ النَّعَمْ
تَخَيّلها الضيفُ نارَ القِرىَ / وما هي إلا قلوبُ الأممْ
ورقَّ الحُداةُ لإنصاتِهم / فأبدلْنَها بالسياطِ النَّغَمْ
لقد كذَب الفالُ لما زجرتُ / ظباءَ سُليمٍ بوادى السَّلمْ
فما كنَّ إلا الجوى والسى / وطولَ السهادِ وفرطَ السَّقَمْ
أترجو لمن قد هَوِى صحّةً / وما علَّة الحبِّ إلا لَمَمْ
ولما رأى البُرءَ في عَذْله / رماه الهوى بالعمى والصَّمَمْ
تظنُّ السحائبَ أجفانَهُ / لو أنَّ السحائبَ تهِمى بدمْ
ولولا الغرامُ لما شاقَه / حَمامٌ دَعَا أو غزالٌ بَغَمْ
غداً تراها جُنَّحاً على الغضا
غداً تراها جُنَّحاً على الغضا / تطلُب عهدا من زمان قد مضَى
ما بالها خاشعةً أبصارُها / إلا إذا برقُ العقيق أو مَضا
مُروعه تحسَبُ في هاماتها / صوارما منه عليها تُنتَضَى
حنّتْ إلى ركب الحجاز تشتكى / إليه من أهلِ العُذَيبِ مَرَضا
مالكَ في الركبِ غريمٌ ماطلٌ / بلَى على الحىّ ديونٌ تقُتَضَى
قال وهل ترجو الوفاءَ عندهم / كأنها على الأجَلِّ المُرتضَى
وقائلٍ لِمْ هجرتَ الشعرَ من زمنٍ
وقائلٍ لِمْ هجرتَ الشعرَ من زمنٍ / فقلتُ قولَ امرىءٍ من خَيرهِ يئسِ
رأيتُ هجوى أناسا معجزا لهمُ / وخاب مدحى فبعتُ النُّطقَ بالخرس
قل لابن قُرَّانٍ مقالةَ ناصحٍ
قل لابن قُرَّانٍ مقالةَ ناصحٍ / أخطأتَ حين نكحتَ حُوراً عِينا
عَلِقتْ حِبالُك ظبيةً وتركتَها / وكأنها لم تجو منك قرينا
نا لله أقسم أنها إن لم تعُدْ / بعدَ البَكارةِ لاقَحا ولَبونا
تَركتْكَ كاسم أبيكَ تفتَحُ قافَهُ / وتزيدُ فيه بعد راءٍ نونا
إذا فُتنَ الإنسانُ يوما بمنظَرٍ
إذا فُتنَ الإنسانُ يوما بمنظَرٍ / فإنى إلى النارنج مائلةٌ نفسى
تظنُّ السماءَ خُضرةً شجراتِهِ / وتحسَبه ما بينها كُرَة الشمسِ
ذاتُ أيدٍ ثلاثةٍ أبدَ الده
ذاتُ أيدٍ ثلاثةٍ أبدَ الده / رِ ترى فوقَ رأسِها أيديها
شرِبَتْ ما سقيتَها من شراب / ثم تشقيكَ مثلَ ما تَسقيها
خَرْاُ آذانها مَغابِنُ أيدي / ها ويافُوخها مقرٌّ لِفيها
قالوا ابن مالكَ قَرنانٌ فقلت لهم
قالوا ابن مالكَ قَرنانٌ فقلت لهم / كذبتُمُ وأثمِتم بل له ذَنَبُ
لو كان يملِك قرنا كان ينطح عن / شاةٍ كلُّ تيسٍ فوقَها يثبُ
عيوبٌ لابن مالكَ قد كفَتنى
عيوبٌ لابن مالكَ قد كفَتنى / عَناءَ الذمِّ فيه والأهاجى
بلى قالوا له جارٌ جرىءٌ / على نِسوان عمال الخراجِ
وليس بطالبٍ منهنّ شيأ / سوى طلب الديوك من الدَّجاجِ
له رمحٌ بأسفلِ حالبيْهِ / يجيد الطعنَ في يوم الهياجِ
وقد نقَهتْ عليه عِرسُ يحيَى / على وجه التداوى والعلاجِ
لأنَّ بها على ما قيل يَبْسا / وأنّ صديقَها رطبُ المِزاجِ
فحاز النَّيكَ رِحْمٌ فيلسوفٌ / ببرهانٍ صحيحٍ واحتجاجِ
فلا تفْرِر بها شرقا وغربا / فما أحدٌ من الحدثانِ ناجِ
ليحَيى بن عبد اللهِ عِرسٌ كريمةٌ
ليحَيى بن عبد اللهِ عِرسٌ كريمةٌ / تعاتبُه أن صاغهُ اللهُ ساقطا
فما يمنعُ البطنَ الخميصةَ زانياً / ولا يحرمِ الظهرَ الموطَّأ لائطا
فأىّ سبيليْها أراد سلوكَه / اصاب له فيه شريكا مخالطا
ولو حَمَل الثَّورُ السمائِى قَرنَهُ / لخرَّ من الأفلاكِ بالأرض هابطا
ومن كان ذاك الوجهُ مِرآةَ وجههِ / فلا نُكرَ أنْ يُمسِى ويُصبحَ ساخطا
عَبوسٌ تظلُّ العينُ منه قريحةً / كأنّ عليه للقَتادةِ حائطا
ألا ضلَّةً للقوم ردُّوا ولايةً / إليك ولو كانت تُغِلُّ قَرارِطا
فما استحفظوا إلا ذؤيْبا مُغاورا / وما استودعوا إلا لُصَيْصا مغالطا
فلا تبتهج بعاجل الأمر فيهمُ / فسوف تَرى في أخدَعيْك المَشارِطا
ستلقَى أليمَ الأخذ للعظم كاسرا / وللّحم مِنضاجا وللجِلد سامِطا
وإن تنجُ لا يُنجيك منسطواته / بنفسك إلا أن تُحلَّ الخرائطا
فأعدِدْ لهم ما خنتَ فيه سواهُمُ / وعَدِّك لم تنظر يعينيك واسطا
ويا بَردَها عند الفؤادِ بأن تَرى / على قارعات الطُّرْق كفيّك باسِطا
يا دُرَّة البحر لو أنصفت نفسك ما
يا دُرَّة البحر لو أنصفت نفسك ما / جعلتها سِلكَ دُملوجٍ وخَلخالِ
كم ذى حُلِىٍّ وقد أزرَى به عَطَلٌ / وعاطل ليس يدرى أنه حالِ
لولا الهوى لم يبتْ سكَّانُ كاظمةٍ / ممّن منازلهم حِجْرٌ على بالِ
علَى مَن تبيعُ متاعَ الأدبْ
علَى مَن تبيعُ متاعَ الأدبْ / وتنثُرُ دُرَّ كلام العرَبْ
ومن يستحقُّ حُلِىَّ المديح / يصاغُ له كحُلِىّ الذهبْ