المجموع : 375
رأيتُ رِجالاً يطلُبونَ مساءَتِي
رأيتُ رِجالاً يطلُبونَ مساءَتِي / بجهدِهمُ من غيرِ ذَحْلٍ ولا وِتْرِ
وما سبقتْ منِّي إليهم اساءَةٌ / ولكنّهمْ مالُوا عليَّ مع الدهرِ
فهلّا اكتفَوْا بالدهرِ فيما يسوؤُني / أما فيهِ ما يَشفي الصدورَ من الغمرِ
فانْ أَصطلِحْ والدهرَ أَجعَلْ مودَّتِي / ويُسري لمن واسَى وساعدَ في العُسْرِ
رشَأٌ فُتورُ لِحَاظِهِ
رشَأٌ فُتورُ لِحَاظِهِ / يروي عن المَلَكينِ سِحْرا
متلثِّمٌ ولِثَامُهُ / غَيْمٌ يُوارِي منه بَدْرا
إنْ خُصَّ حُسْنٌ بالصِّوا / نِ فحسنُه أولَى وأحْرَى
يُخفِي اللثامُ مباسِماً / منهُ مُفَدَّاةً وثَغْرا
ثغرٌ هو الإغريضُ قد / جُعِلَ اللثامُ عليه قِشْرَا
لمَّا اعتنقنا للوَدا / عِ وصارَ سِرُّ البَيْنِ جَهْرَا
وأحسَّ بالزفراتِ من / نَفَسِي وقد أُلهبْنَ جَمْرا
ردَّ اللِّثامَ على مبا / سِمَ ضُمِّنَتْ بَرَداً وخَمْرا
خوفاً عليهِ أنْ يذو / بَ بَحَرِّ أنفاسي وحِذْرا
وَلَوَ اَنَّنِي مُكِّنْتُ من / ها هِلْتُها دُرَّاً وعِطْرا
أقولُ لهُ وأنضاءُ المِهارِ
أقولُ لهُ وأنضاءُ المِهارِ / طلائحُ قد ونينَ من السِّفَارِ
تعزَّ أخا العُرَيْبِ فما بنجدٍ / لنا أخرى الليالي من قَرارِ
أتطمعُ في شَميمِ عَرارِ نجدٍ / وهل بعدَ العشيّةِ من عَرارِ
ستطْلُبُ منهُمُ داراً بدارٍ / وترضى دونَهم جاراً بجار
وما فارقتُهمْ طوعاً ولكنْ / قضاءٌ ما ملكتُ لهُ اختياري
همومٌ قد مُنِيتُ بها طِوالٌ / لأيام مَضَيْنَ به قِصارِ
باللّهِ يا ريحُ إن مُكِّنْتِ ثانيةً
باللّهِ يا ريحُ إن مُكِّنْتِ ثانيةً / من صُدغِه فأقيمي فيه واستترِي
وراقبي غفلةً منهُ لتنتهزِي / لي فُرصةً وتعودي منه بالظَّفَرِ
وباكرِي وِرْدَ عذبٍ من مُقَبَّلِهِ / مقابل الطعمِ بين الطِيبِ والخَصرِ
وإن قَدَرتِ على تشويشِ طُرَّتِه / فشوِّشِيها ولا تُبقي ولا تَذَرِي
ولا تَمَسِّي عِذاريهِ فتفتضحِي / بنفجةِ المِسْكِ بين الوِرْدِ والصَّدَرِ
ثم اسلُكي بين بُرْدَيْهِ على عَجَلٍ / واستبضعي الطيب وأْتِيني على قَدَرِ
ونبِّهينيَ دون القوم وانتفضي / عليَّ واللّيلُ في شكٍّ من السَّحَرِ
لعلَّ نفحةَ طِيْبٍ منكِ ثانيةً / تقضِي لُبانةَ قلبٍ عاقِرِ الوطرِ
أفدِي التي طرقَتْنِي في ولائِدِها
أفدِي التي طرقَتْنِي في ولائِدِها / بين العوائدِ كيما تأخذَ الخبرا
فصادفتْ نِضْوَ أسفارٍ طليحَ هوى / بالحبِّ مرتدياً بالسُقْمِ مُؤْتزرا
معذَّباً بذماءٍ لو يُرَدُّ إِلى / جُثمان مَيْتٍ ألُوفٍ منه ما نُشِرَا
وأقبلت نحوَ إحداهُنَّ قائِلةً / والدمعُ ينثرُ من أجفانِها دُرَرا
لقد أسأنا فإنْ حُمَّ القَضاءُ فيا / لهفي عليه وإنْ يسلمْ فقد ظَفِرَا
ثم انثنتْ فأمرَّتْ بَرْدَ أنْمُلِها / على حرارةِ كبْد تصدعُ الحَجَرا
وساقطتْ كلماتٍ عند فُرقَتِها / منها عِذابٌ ومنها تقذفُ الشَّررَا
وفارقتنِي على مِيعَادِ ثانيةٍ / من الزيارةِ تَنْفِي الهَمَّ والفِكرَا
فإنْ سلمتُ فمَنْ مثلي وإن تكنِ ال / أُخرى فقد نِلْتُ من إِلمامِها وطَرا
بعثَتْ إليِّ تلومُنِي في هَجْعَةٍ
بعثَتْ إليِّ تلومُنِي في هَجْعَةٍ / أهدتْ إِليَّ خَيالَها المذعُورا
وتقولُ ما للطَّيفِ أبطأَ بعدَما / كنَّا اشترطنا أنْ يُقيمَ يسِيرا
فأجبْتُها بالعُذْرِ وهو مُبَيَّنٌ / لو كان يُنْصِفُ لائِمٌ معذُورَا
أطبقتُ أجفانِي عليه وسُمْتُه / خوضَ الدُّموعِ فما أطاقَ عُبورَا
يا قاسِيَ القلبِ لم يترُكْ صنيعُكَ مِنْ
يا قاسِيَ القلبِ لم يترُكْ صنيعُكَ مِنْ / قلبي المعذَّبِ لا عيناً ولا أثَرَا
شَطَّ المزارُ فلا كُتْبٌ ولا خَبَرٌ / ما ضرَّ لو كنتَ تُهْدِي الكُتْب والخَبَرا
تلاعبَ الدهرُ بِي من بعدِ فُرقتِكُمْ / وذُقْتُ من بعدِ صفوِ العيشةِ الكَدَرا
بي منكَ ما لو غَدا بالماء كدَّرهُ / من الكآبة أو بالنجمِ لانكدَرا
بقِيْتُ بعدَكَ لا سَمْعٌ ولا بَصَرٌ / وكيف أبقى وكنتَ السمعَ والبصَرا
لا تَنْسَ عهدِي وإن طالَ الزمانُ به / فشرُّ ما صَحِبَ الإنسانُ من غَدَرا
استودِعِ القلبَ ذكري إنَّه حجرٌ / والنقشُ يبقَى إِذا ما استُودِعَ الحَجَرا
تاللّهِ ما استحسنَتْ من بعدِ فُرقَتِكُمْ
تاللّهِ ما استحسنَتْ من بعدِ فُرقَتِكُمْ / عيني سِواكم ولا استمتعتُ بالنَّظَرِ
إنْ كان في الأرضِ شيءٌ بعدكم حَسنٌ / فإنَّ حبَّكُمُ غَطَّى على بَصَري
لاحظتُه والبدرُ ليلةَ تَمِّهِ
لاحظتُه والبدرُ ليلةَ تَمِّهِ / قد لاح فوقَ قميصِه المزرورِ
فرأيتُ صُدْغيهِ وقد سَالا على / وَجَناتِه مِسْكاً على كافورِ
وكأنَّ خَطَّ عِذارِه في خدِّهِ / سَطْرَا ظلامٍ في صحيفةِ نُورِ
عُجْنَا إِلى الجِزْعِ الذي مَدَّ في
عُجْنَا إِلى الجِزْعِ الذي مَدَّ في / أرجائِه الغيمُ بِساطَ الزَّهَرْ
حولَ غديرٍ ماؤهُ المنتمي / إِلى بناتِ المُزْنِ يشكو الخَصَرْ
لو لاذتِ الريحُ سَموماً به / لانقلبتْ وهي نَسيمُ السَّحَرْ
حصباؤهُ دُرٌّ ورَضْرَاضُهُ / سُحالةُ العسجدِ حولَ الدررْ
وقد كَستْهُ الريحُ من نَسْجِها / دِرْعاً به يلقى نِبَالَ المَطَرْ
وألبَستْهُ الشمسُ من ضوئِها / نوراً به يَخْطَفُ نورَ البَصَرْ
كأنها المرآة مجلوَّةً / على بِساطٍ أخضرٍ قد نُشِرْ
ألمْ تَرَ أَنّ جُنْدَ الوردِ وافَى
ألمْ تَرَ أَنّ جُنْدَ الوردِ وافَى / بصُفْرٍ من مَطارفِهِ وحُمْرِ
أتَى مستلْئِماً في الشوكِ منهُ / نِصالَ زُمُرَّدٍ وتِراسَ تِبْرِ
فجلَّى بالسرورِ هُمومَ قلبي / وطاردَ بالنشاطِ بناتِ صدري
فما عذري إِذا أنا لم أقابِلْ / أياديَهُ بشُكْرٍ أو بسُكْرِ
ونَيلوفَرٍ أعناقُه أبداً صُفْرُ
ونَيلوفَرٍ أعناقُه أبداً صُفْرُ / كأنَّ بهِ سُكراً وليس به سُكْرُ
إِذا انفتحتْ أوراقُه فكأنَّها / وقد ظَهرتْ ألوانُها البيضُ والصُّفْرُ
أناملُ صَبَّاغٍ صُبِغْنَ بنيلةٍ / وراحتُهُ بيضاءُ في وسطِها تبرُ
قد أشعلَ الروضُ ناراً في شقائقهِ
قد أشعلَ الروضُ ناراً في شقائقهِ / ودسَّ مِكواتَهُ فيها من القَارِ
وأرسلَ البلبلَ الغِرّيدَ يُطْرِبُها / إياكَ والروضَ فالمِكواةُ في النارِ
وترى شقائقَها خلالَ رِياضِها
وترى شقائقَها خلالَ رِياضِها / أوفتْ مطارِفُهَا على أزهارِها
وكأنَّها والريحُ يصقلُ خَدَّها / والسُّحْبُ تملؤُها بصَوبِ قَطارِهَا
أقداحُ ياقوتٍ لطافٌ أُتْرِعَتْ / راحاً فباتَ المِسْكُ سُؤرَ قرارِهَا
وكأنَّها وَجَناتُ غيدٍ أحدَقَتْ / بخدُودِها حُمْراً خطوطُ عِذارِها
نارنْجُنَا في لونِه
نارنْجُنَا في لونِه / وشَكلِه المُدَوَّرِ
يحكي كُراتِ سُفُنٍ / مصبوغةٍ بالعُصْفُرِ
ملفوفةً في خِرَقٍ / من الحريرِ الأخضرِ
أو كَنهودٍ ظَهَرَتْ / من تحت لاذٍ أحمَرِ
حِقاقُ تِبْرٍ ضُمِّنَتْ / حشواً بديعَ المنظرِ
أبريسَمٌ كبَّتُه / مبلولةٌ لم تُعْصَرِ
كُراتُ دَسْتَنْبُويَةٍ نُضِّدَتْ
كُراتُ دَسْتَنْبُويَةٍ نُضِّدَتْ / مختلفاتِ الشَّكْلِ والمنظَرِ
فمستديرُ الشكلِ ذو سُمْرَةٍ / كأنَّهُ جُمْجُمةُ العنبرِ
ولابسٌ للنورِ ذو نُمرةٍ / والحسنُ كلُ الحُسْنِ للأَنْمرِ
وعسجديُّ اللونِ ذو صُفْرَةٍ / ضُمَّ إِلى تِرْبٍ لهُ أحمرِ
كأنّهُ المِرِّيخُ في لونِه / قارنَهُ في بُرْجِه المُشْتَرِي
وسَفرْجَلٍ عُنِيَ المصيفُ بحفظهِ
وسَفرْجَلٍ عُنِيَ المصيفُ بحفظهِ / فكساهُ قبلَ البَرْدِ خَزَّاً أخضرَا
صَوْغٌ من الذهبِ المصَفَّى نَشْرُهُ / مسكٌ إِذا حضرَ النَّدِيَّ تعطَّرَا
يحكِي نهودَ الغانياتِ وتحتَها / سُرَرٌ لهنَّ حُشِينَ مِسْكاً أذْفَرَا
يُزْهَى بملمسِه وطيبِ مذاقهِ / ومَشمِّهِ ويروقُ عينَكَ منظرَا
وحولَ ميادينِ الرياضِ تراصفَتْ
وحولَ ميادينِ الرياضِ تراصفَتْ / نظائرُ أشباهٍ ملابسُها خُضْرُ
تلاقتْ أعاليها وأشَّتْ أصولُها / فقد عجزتْ عن خَرْقِها الريحُ والقَطْرُ
وقد قُرِضَتْ منها جِعادُ لِمَامها / وقامتْ صفوفاً مثلما قُوِّمَ السَّطْرُ
فديتُكَ قد حانَ وقتُ الصَّبوح
فديتُكَ قد حانَ وقتُ الصَّبوح / ولاحَ الصَّبَاحُ ولم تَحْضُرِ
وجاء الطُّهَاة بما عندَهمْ / وحَثَّ السُقاةُ على المُسْكرِ
ومُدَّ القُباطِيُّ فوقَ الخِوا / ن يلمعُ كالقمر المُزْهِرِ
وحان الصلاةُ على ابنِ الشهيد / فحيَّ على دفنِه تؤجَرِ
وفوق المِنَصَّةِ مجلوَّةٌ / علينا عرائسُ من كسكرِ
بناتُ المؤذن ذاك الذي / يؤذّن والصبحُ لم يُسفِرِ
سُبينَ وعُرِّينَ من بعد ما / ذُبحنَ فيا لكَ من منكرِ
فلما سُلبنَ الثيابَ أُبتلينَ / بسوداءَ موحشةِ المنظرِ
أصابعُها الحُجْنُ مسنونَةٌ / نواشبُ منهنَّ في المنحرِ
فزارتْ بهن سواءَ الجحيم / ترنَّحُ باللّهبِ المُسْعَرِ
فمصلوبةٌ سُمِّرتْ كفُّها / إِلى جِيدها وهي لم تَشْعُرِ
ومنقوبةُ البطنِ في جوفِهَا / كُراتٌ من الذهبِ الأحمرِ
وأُخرجنَ منها إلينا يُسَقْ / نَ سوقَ العُصاةِ إِلى المحشرِ
كأنَّ تماثيلَ كافورِه / تَضمَّخُ بالمِسْكِ والعنبرِ
لُجَيْنٌ إِذا قَشَرَتْهُ الأكُفُّ / وتبرٌ إِذا هي لم تُقْشَرِ
وقدَّمَ طبَّاخُنَا رُزَّةً / عليها لِثامٌ من السُّكَّرِ
بها احتجبَ البدرُ تحت الغَمام / فلم تَتَجلَّ ولم تُسْتَرِ
تَرى للدِّهانِ على وَجْهِهَا / عُيوناً تدورُ بلا مَحجِرِ
وسِرباً نواعِمَ مخلوقةً / من اللَّوزِ والسكّرِ العسكري
قريبانِ في مِئْزَرٍ واحدٍ / فلِله ما ضُمَّ في مِئْزَرِ
ثِقالُ المآزرِ قُبُّ البطو / نِ غيرُ سِمانٍ ولا ضُمَّرِ
كأنَّ الفواقِعَ قد فُصِّلَتْ / عليها جَلابيبُ لم تُزْرَرِ
تَراها لِرقَّةِ أبشارِهَا / تُخَبِّرُ عن حَشْوِها المُضْمَرِ
شَرِبْنَ من الدُّهْنِ حتى رَوِين / وغُرّقْنَ في لُجِّه الأخضرِ
كأنَّ َكواعب قد أُبرِزَتْ / من الخُلدِ تسبحُ في الكوْثرِ
صحائفُ في طَيِّهِنَّ النَّعِيمُ / لطائفُ صِيْنَتْ ولم تُنْشَرِ
تَدُلُّ بمنظَرِها المُجْتَلَى / على أنَّها حلوةُ المَخْبَرِ
تذوبُ إِذا رفعتَهْا الأكف / فُ قبلَ الوصولِ إِلى الحَنْجَرِ
فبادِرْ إلينا فدتْكَ النفوس / ولا تتوقفْ ولا تَفْتُرِ
وشاركْ صنائِعَك الأقدمِي / نَ في العزفِ والخَمْرِ والمَيْسِرِ
مِلْنا إِلى النَّشْر الذي تلتقِي
مِلْنا إِلى النَّشْر الذي تلتقِي / إليه أنفاسُ الصَّبَا عاطِرَه
ثم خلعْنا لُجُمَ الخيلِ في / رياضهِ المونقةِ الناضِرَه
حولَ غديرٍ ماؤُه دارعٌ / والأرضُ من رقَّتِه حاسِرَه
فالشمس إنْ حاذَتْهُ رأْدَ الضُّحَى / حسناءُ في مرآتِها ناظِرَه
والشهب إن حاذَتْهُ جُنحَ الدُّجَى / تسبحُ في لُجَّتِه الزاخِرَه
قد ركّب الخضراء فيه فمن / حصبائِه أنجُمُها الزاهِرَه
يخصَر إن مرَّ بأرجائِه / لفحُ سَمومٍ في لَظَى الهاجِرَه
أنموذجُ الماءِ الذي جاءَنا ال / وعدُ بأنْ نُسْقَاهُ في الآخِرَه