المجموع : 213
قاضٍ مَضى لسبيلهِ لمّا قَضى
قاضٍ مَضى لسبيلهِ لمّا قَضى / ما كانَ أوّلَ مَن قَضى ثمَّ انْقَضى
ودهشتُ حتى لستُ أدْري أنّهُ / ماضٍ قضى أو أنّه قاضٍ مَضى
رعى اللهُ أحبابَنا الظاعنينَ
رعى اللهُ أحبابَنا الظاعنينَ / وإن ضَيّعوا فيَّ شَرْطَ الحفاظْ
ولما تولّوا وأحشاؤهم / منَ النارِ مَملؤةٌ بالشُّواظْ
فدمعٌ يفيضً ونفسٌ تقيضُ / وصبرٌ يغيضُ وصبٌّ يُفاظْ
غَريرةٌ بعدُ لم تَكْعُبْ ودايَتُها
غَريرةٌ بعدُ لم تَكْعُبْ ودايَتُها / قد علّقتْ فوقَها للعَوذةِ الوَدَعا
قد غارَ في اللّحمِ كَعْباها وظَنِّيَ أنْ / سَيَطلعانِ على مَجرى الوِشاحِ مَعا
خضَمّ سَخا وهزبرٌ سَطا
خضَمّ سَخا وهزبرٌ سَطا / وسيفٌ مَضى وسنانٌ صَدَعْ
تَفاوتَ إخوانُهُ والخوانُ / يَرْفَعُ هذا وهذا يَضَعْ
ولستُ أستبدعُ ما نابَني
ولستُ أستبدعُ ما نابَني / من خُرُقٍ في فعْلهِ شائعْ
فالرفقُ والقارظُ غابا معاً / كِلاهُما لم يَكُ بالرّاجِعْ
أَهْجو متاعي بألفِ بيتٍ
أَهْجو متاعي بألفِ بيتٍ / إذْ رَدَّ بَيْتي بلا متاعِ
وأَضيع المالِ ما تَلاشى / بالمهرِ والمهدِ والرَضاعِ
أَفدي غزالاً مفرطاً في الخلافْ
أَفدي غزالاً مفرطاً في الخلافْ / كأنّهُ بعضُ غصونِ الخِلافْ
ظبيٌ غَريرٌ غرَّني حُسنُهُ / أخافُ منهُ وعليهِ أخافُ
أصونُ هُدْب ردائي ليسَ يجذبُهُ
أصونُ هُدْب ردائي ليسَ يجذبُهُ / إلا فَتىً يبذلُ الإنصافَ إن صافى
ولم يخُنْ قطُّ إلفٌ في مَوَدَّتهِ / إلا وجدتُ من الألاّفِ آلافا
وليلِ دجوجيٍّ كأنَّ صباحَهُ
وليلِ دجوجيٍّ كأنَّ صباحَهُ / يهزُّ لواءً مائساً فوقَ عَطْفهِ
تَنزَّه سَمْعي منهُ في صوتِ طائرٍ / شَدا مُشرئبَّ الجيدِ ثانيّ عطْفِهِ
فأطعمت خلاَني كباباً كعَرْفِهِ / وعاطيتُ ندماني شراباً كظرفهِ
إذا سألوني عن سوادِ عذارِ مَنْ
إذا سألوني عن سوادِ عذارِ مَنْ / غَدا لا يُصافيني وظلتْتُ أُصافيهِ
أجبتُ نمالُ المسكِ دبّتْ بوجههِ / فساخَ لِلُطْفِ الجِلدِ أَنملُها فيهِ
بالأملِ الكاذبِ والخَوفِ
بالأملِ الكاذبِ والخَوفِ / جعلتَ لي قَلبْينِ في جَوْفي
آملُ قرباً وأخافُ النّوى / فمُهجتي في راحتي أوفي
سعدتُ لو سفْتُ ثرى تربةٍ / تَسلكُها سوفَ ترى سَوْفي
قد قفل البابَ بقُفلٍ لهُ
قد قفل البابَ بقُفلٍ لهُ / من بُخلهِ خَوفاً على الأرغفَهْ
وقالَ إنْ أطعمتُ منها امْرأً / لُبابةً إني كثيرُ السّفَهْ
وطوَّلَ الشاربَ كي لا تُرى / إذا تَغدَى حركاتُ الشّفَهْ
فَرعتُ ذُؤابةَ المَجدِ المنيفِ
فَرعتُ ذُؤابةَ المَجدِ المنيفِ / بما استطرفْتُ من وُدِّ الشريفِ
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي / صلُوا بعُرا الذَّميل عُرا الوَجيفِ
فسرنا ننشّقُ القيَصومَ ورَداً / ونَحْسو أكؤْسَ السّير الذَّفيفِ
وليسَ لنا النّديمُ سوى السعالي / وليسَ لنا الغناءُ سوى العَزيفِ
فما أنْ أنختُ بهِ رِكابي / غَفرتُ جَرائرَ الزَّمنِ العَنيفِ
ولفَّ القُرْبُ بَيْتَيْنا جَميعاً / فنحنُ الآن من بابِ اللّفيفِ
أقولُ لهُ ولم أَنفَسْ بنَفْسي
أقولُ لهُ ولم أَنفَسْ بنَفْسي / عليهِ ولا التّليدِ ولا الطرّيفِ
فدىً لكَ ما تُزَرُّ عليهِ قًمْصي / وقُمْصي لا تُزرُّ على سَخيفِ
فإني منكَ في روضٍ أَريضٍ / دُللتُ بهِ على خصبٍ وَريفِ
ومن زَهَراتِ حظِّكَ في ربيعٍ / ومن ثَمَراتِ لفظكَ في خَريفِ
وكم عاشرتُ من عُصَبٍ ولكنْ / تَخذْتُكَ من أُلوفهُمُ أَليفي
وما أنا من رجالكَ في القوافي / وأصلُ اللِّعْبِ عرفانُ الحَريفِ
وأنتَ إذا ركبتَ الصّعبَ منْها / سَبقْتَ إلى مَداكَ بلاد رَدِيف
ولي حَشَفٌ وبي تَطْفيفُ كيلٍ / وها حَشَفي مَعَ الكَيلِ الطّفيفِ
فإن تَرْدُدْ عليَّ فرَهْبتي منْ / وإنْ تُحسنْ إليَّ فَرَغبتي في
ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا
ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا / فسقاهم جَفْني سحاباً وادِقا
لم أدعُ مُدْ نَزلوا العُذَيْبَ وبارِقا / إلاّ سَقَى اللهُ العُذَيبَ وبارِقا
بَخلوا على عَيني بحُسنِ لقائهم / فظلتُ للنظرِ الخَفيِّ مُسارِقا
إحدى النّوائبِ في الصّبابةِ أنّني / كنتُ الأمينَ فصرتُ فيها سارِقا
ولكَمْ خدودٍ في الخدورِ نواضرٍ / لنواظرِ الحَدَقاتِ لُحْنَ حَدائقا
ما زالتِ العَبَراتُ يمطرُ نَوْؤُها / حتى زَرعنَ على الخُدودِ شَقائقا
أينَ الفُؤادُ وكانَ عبدَ وِدادِهم / هلْ نلتُمُ يا قومِ عَبداً آبقا
كم قلتُ إذ طلعتْ شموسُ وجوههم / سُبحانَ مَنْ جَعلَ الجيُوبَ مَشارِقا
وأزجِّ قوسِ الحاجبينِ وجدْتُهُ / يَرمي بسهمِ الشفرِ نَحوي اشِقا
والحسنُ أخرسُ ناطقٌ بكمالِهِ / في وجههِ أَفديهِ أخرَس ناطِقا
خصرٌ يقولُ العاشقونَ لحُبِّهِ / يا لَيتَنا كُنا عليهِ مَناطقا
سقياً لليلٍ ما تُذُوكرَ عَهْدُهُ / إلا شققتُ من القَميصِ بنَائقا
لمّا بَدا الكفُّ الخَضيبُ رأيتَني / جَذْلانَ للعَنمِ الخَصيبِ مُرافِقا
عانقتُ بدراً دونَهُ بدرُ الدُّجى / أَرأيتَ للدرِ المُنيرِ مُعانقا
ولثمتُ مَبسمَهُ اللذيذَ وراقَني / رَشْفُ الرُّضابِ فذقتُ رِيقاً رائِقا
لم يلتمس ماءَ الحياةِ بجَهْدِهِ / لو كانَ ذُو القَرنينِ منهُ ذائقا
حتّى استْبَاحَ سَنا الصباحِ حمى الدجى / وابْتَزَّ منهُ الضّوءُ جُنْحاً غاسِقا
ورأيتُ هاماتِ الظَّلامِ كأنّها / قد شِبنَ من هَول الصَّباحِ مَفارِقا
أيقنتُ أنَّ الدهرَ يسلبُ ما كسا / ظلماً ويظهرُ للسُّرورِ عَوائقا
أَمِنَ الفَساد أذى الكسادِ فلن ترى / إلا نفاقاً في البريّةِ نافِقا
يا نفسُ جُوبي القَفرَ واجْتابي الدُّجى / وَهَبي أحاديثَ النُّفوسِ مَخارِقا
فلسوفَ تُسفِرُ سفرةٌ عن طائلٍ / ويُوافقُ الأملُ القَضاءَ السابِقا
ما لينُ مالينٍ إذا أنا لم أجدْ / عيشاً غضيضاً في ذَرَاهُ مُوافقا
لولا التمسُّكُ بالإمامِ وحبلِهِ / لغَدَوتُ في حَلْقِ المنيّةِ زالِقا
فارقتُ حضرتَهُ وعدتُ مُراجعاً / لمّا بلوتُ من اللثامِ خَلائقا
كيفَ التخلُّفُ عن جوادٍ أَجتلى / في كلِّ عضوٍ من نَداهُ شائقا
خفتُ الفَناءَ عليَّ يومَ هجرتُهُ / ونزلتُ صحنَ فِنائيَ المُتَضائقا
فتركتُ أوطاني إليهِ خارجاً / عَنْها كما قمّصْتَ سَهماً مارقا
هبةُ الإلهِ أبو محمدٍ الذي / راعى منَ الخُلُقِ الحَميدِ حَقائقا
أَسدى إلي منَ العَطاءِ جلائلاً / تذرُ المَعاني في الثّناءِ دَقائقا
تستل همته العلية دائباً / سيفاً لهامهات الأعادي فالقا
نعم تشد على العفاة عقودها / وتُعِدُّ أطواقاً لهم ومَخانِقا
ما قَولُهُ في خادمٍ كًهلٍ الحجى / يلفيهِ في عددِ السِّنينَ مُراهقا
خلّى أباهُ وقومَه مُتَرحِّلاً / عنهم وخلّفَ في الخدورِ عَواتِقا
وغّدا بخدمتِهِ الشّريفةِ لاحِقاً / لا كانَ قطُّ بمَنْ سِواهُ لاحِقا
هَل يستحقُّ لدى الإمامِ المُرْتَجى / عزاً يسكنُ منهُ قلباً خافِقا
حَلَّ النِّقابَ فَراقَهُ
حَلَّ النِّقابَ فَراقَهُ / ثم اسْتحل فِراقَهُ
إن فاتَكَ الشرفُ الرفي
إن فاتَكَ الشرفُ الرفي / عُ وما استطعتَ بهِ لِحاقا
فابْخلُ بمائِكَ أنْ يُرا / قَ وجُدْ بخُبزكَ أنْ يُذاقا
عشقتُ لشقوتي رشأ رَشيقا
عشقتُ لشقوتي رشأ رَشيقا / رضيتُ بهِ منَ الدُّنيا عَشيقا
سقيماً ناحلاً طرفاً وخَصراً / ثَقيلاً بارداً رِدفاً ورِيقا
أقولُ والقلبُ لهُ وقدةٌ
أقولُ والقلبُ لهُ وقدةٌ / يُحْشى الحَشا منها بمثلِ الحَريق
يا رِدْفَهُ رِقَّ على خَصرِه / فإنّهُ حُمِّلَ ما لا يُطيقْ