المجموع : 111
إلى متى
إلى متى / بوصلنا تبخل ولا تلينْ
ولا تفي / فيشمتُ العُذَّل بالعاشقينْ
أنت القمرْ / يجلو الدجى نورُهُ
تحتَ الشعَرْ / يرفُّ ديجورُهْ
إذا خَطَرْ / ناداهُ مهجوره
يا مَنْ عَتَا / طُوبَى لمن قَبَّلْ
ذاك الجبينْ /
ويكتفي / من ريقكَ السلسلْ
قبلَ المنون /
أين الأملْ / من وجنةٍ تُكْسَى
وردَ الخجلْ / واكتسي الوَرْسَا
أرَى المُقَلْ / تلحظُنِي خَلْسا
يا ويلتا / إن أقصد المَقْتَلْ
سهمُ الجفون /
من أهيفِ / وَلّى وقد جَدَّلْ
بها طعين /
أينَ تريدْ / يا ذا الوزارتين
يا مَنْ وُجودْ / خِلِّهِ في هذين
ولا مزيدْ / عليكَ في شيئين
إنْ تُنْعَتا / فأنتَ في الجحفلْ
ليثُ العرينْ /
والمعْتفي / من جودكَ الأعزلْ
على يقين /
معنى الزمنْ / ومنتهى سَعدِهْ
أبو الحسنْ / إذْ كانَ من قَصد
على سَنَنْ / مِنْ جَعْفَرٍ جَدِّه
فإن أتى / ومجدُهُ الأولْ
في الغابرين /
فإنَّ في / بقيةِ المنهَلْ
ماءً معين /
أغرى السَّهَدْ / بالأعينِ الدعجِ
بدرُ البلدْ / وضيغم السَّرجِ
قلتُ وقد / مرَّ على النهجِ
قلْ يا فتى / من ذا الذي أقبلْ
أمْ من يكون /
المصحفي / فما رأت أجملْ
منه العيون /
ما للفؤادِ مالَهْ
ما للفؤادِ مالَهْ / لم يَثْنِهِ هَوْل الصدودْ
عن رشا أحورْ / لما رأى ذلَّ العبيد
تاهَ واسْتَكْبَرْ /
أساءَ بي صنيعاً / وما عرفتُ ذنبي
ولم أجد شفيعاً / إليه غيرَ حَبي
يا شادناً قريعاً / احللْ كناسَ قلبي
فإن تكنْ مُطيعاً / مستأنساً بقربي
فالموت لا مَحَالَهْ / يَعْذُبُ لي عند الورودْ
وهو بي أجدرْ / لا سيما الحسودْ
سعيَهُ نُبصِرْ /
هيهاتَ تستمالُ / أو يُعْتَدى عليها
ودونها تصالُ / منْ سِحْرِ مقلتيها
وقد مشى الجمالُ / حتى انتهى إليها
وصُفّتْ الحجالُ / منها ما لديها
ونَمت الغلالهْ / بفالكٍ من النهود
فلن يَستَتِرْ / إذا انثنى غصنُ البرود
في نَقَا المِئْزَر /
لله أي دنيا / بقرب من أُحِبْ
كمثل عهد يحيى / وللنوالِ سُحْب
يُسقي العُفَاةَ سفيا / فما يخافُ جدب
الأروعُ المحيَّا / يلقاك منه نَدْب
كالطَّوْدِ في جَلاَلهْ / كالبحرِ في إشرافِ بُنُودْ
كالمحيَّا مَنظَرْ / كالروضِ يُهدي منْ بعيد
نَشرَهُ الأعْطَر /
يا أيها السّرِي / من أشْرفِ القضاة
قد حلَّكَ العلي / بالحلم والأناةْ
فكم فت علي / وأنت في الحياة
فجدُّك القسري / مقابل العداة
يُنْمى إلى سُلالَهْ / قد ورثوا عن الجدودْ
شَرَفَ المفخرْ / همُ الدراري في السعود
بلْ همُ أفخرْ /
وظبيةٍ تَهَابُ / ضراغمَ العرينِ
وحولها الشبابُ / والطيبُ في كمينِ
إذا دَعَتْ تُجَابُ / من شِدَّةٍ ولينِ
فقلتُ حين غابوا / عنها وخلّفونِ
فُمَّيْكِ يا غَزالَهْ / بها دِمَا منَ الأسود
كيف تَغْدُرْ / إذا بدا فَخْرُ الجنود
وخَدُّهُ أسمر /
قد دَعَوْتُكَ بالأَشْجَانْ
قد دَعَوْتُكَ بالأَشْجَانْ / فَكُنْ مُجيبْ
وانتزحتُ عن الأوطان / وَبُحَّ الغريب
وما حَدَثَ مِن سُلْوان / على الكئيب
فواحَرَبَ قلبِ الشَّجيّ / مِنْه بَرِيّ
لا أنْقُضُ العهدا / إنّي وَفِيّ
سهامُ بَيْنٍ يا عُمَرْ / أَقْصَدْنَ عَبْدَكْ
فقلْ لي كيفَ أصْبِرْ / والقلبُ عندك
أما لَوْ سَاقَ القَدَر / ما ساقَ بَعْدَك
سأَقضي أنا الرَّمِيّ / ولا قِسيّ
للبينِ إن حَدَا / أنا المطيّ
إن جادَ القطرُ في رَسْمِ / أخْلافَ عَهْدِهْ
رماهُ جائرُ الحكمِ / من بعد شَدِّهْ
يسقي وابلُ الوسمي / ديارَ رِفْدِهْ
ثم الولي يتلى وليّ / بها صفيّ
أهدى إليَّ الوجدا / وهو خَلِيّ
لستُ أنفكُّ عَنْ ذِكْرِ / ذا الزمانْ
إذْ ليَ في الوجه والثغرِ / مُعَلّلانْ
أجيلُ الطرْفَ في بدْرِ / وَأقْحوانْ
فذا جَنِي وذا جَنِيّ / والريق رِيّ
لكن حَمَى الوردا / طَرْفٌ أبيّ
ربَّ مُدْنَفَةٍ عِشْقَا / إليه حَنّتْ
أكنَّتِ الشوق ولا رفقا / لما أَكَنَّتْ
لو لم تلقَ الذي تلقى / لما تَغَنتْ
عُذْرُه جَلِيْ وبي رُشَيّ / هابَ الكَمِيّ
منْ لحظه حَدّا والمَشْرَفِيّ /
ما الشوقُ إلا زنادْ
ما الشوقُ إلا زنادْ / يُوري بقلبي كلِّ حينْ نيرانا
ومَنْ بُلِيْ بالفراقْ / ينتابه ليلُ السليم حيرانا
يا ليتَ شعريَ هلْ / تنوي وقد ولَّتْ إياب
أيامُ حبّي الأول / إذْ ملبسي ثوبُ الشباب
مُطَرَّزاً بالعَذَلْ / وإذْ أقولُ للصّحاب
سِيرُوا كَسَيْرِ الجيادْ / وبادروا للمجونْ فُرْسانا
ومَنْ أرادَ السّباقْ / إلى كناسٍ وَرِيمْ فالآنا
قلْ أَيّةً سَلَكا / عهدُ الشبابِ المحيلْ
أضلَّ أم هلكا / أمْ لا إليه من سبيل
لا تَلْحَني في البكا / إن أخَذَتْ منّي الشّمول
وَْدي على الوجدِ زادْ / ذكرتُ والذكرى شجونْ إخوانا
ذوي حواشٍ رقاقْ / عاطيتُهُمْ بنتَ الكروم أزمانا
وليلةٍ بالخليجْ / والبدرُ قد ألقى شعاعْ
عليه ضوءٌ بهيجْ / وَفُلْكنا تجري سراعْ
أحْسِنْ بها من سروجْ / نركبها على اندفاعْ
بحرٌ إذا مدَّ كاد / من كثرة الفيضِ يكونْ طوقانا
أحشاؤه في اصطفاقْ / إن جُرِّدَتْ خيلُ النسيم فرهانا
دنيا تجلّتْ عروسْ / على بساطِ السُّنْدُسْ
فاشربْ وهات الكؤوس / فهْيَ حياةُ الأنفُسْ
وإن أتيتَ الغُروس / فاعْدِل إليها واجْلِسْ
حيث الرياضُ نجادْ / لصارمٍ راقَ العيون عُرْيانا
وللكمامِ انْشِقاقْ / عنْ زاهراتٍ كالنجوم أَلوانا
وصاحبٍ صَلُحا / للأنْسِ محمودِ الخلالْ
تلقاه مصطبحا / بين المياهِ والظلال
وإنْ عذولٌ لحا / في القهوةِ الصَّهباءِ قال
سَكْرَهْ على شاطي وادْ / قد عاتَقَتْ فيه الغصونْ أغصانا
تعدلُ مُلْكَ العراقْ / عندي فساعدْ يا نديم نَدْمانا
إذا طَلَعَتْ أنْجُمُ أزْهارِ
إذا طَلَعَتْ أنْجُمُ أزْهارِ / فحيَّ على حانةِ خَمّارِ
وَمُرَّ بي إلى روضٍ رِبْعيّ / سَقَاهُ وليٌّ بعدَ وَسْمِيّ
وألبستْهُ من كلِّ مَوْشِيّ / وَبُثَّت به خُضْرُ زَرَابيّ
سباني بسحرِ الأعينِ النّجْلِ
سباني بسحرِ الأعينِ النّجْلِ / غزالٌ يشوبُ الهجر بالوصلِ
تَكَنَّفَنِي فيه أولو العَذْلِ / رويدكمْ فالعذلُ لا يُسلي
خلعتُ لكم جُلّي وأعْذَارِي / أنا سابقٌ والحبُّ مضماري
أَبى القلب أن يَسْلُوَ عن ذِكرِ / نَدَامى كمثل الأنجم الزُّهْرِ
عليهم أكاليلٌ من الزهرِ / قطعتُ بهم والدهر لا يدري
أصائلَ سِتّبعد أسْحارِ / كأنَّ مُدامنا منْ جُلَّنَارِ
أبا القاسمِ أفديكَ منْ نَدْبِ / أناملُهُ أَنْدى من السُّحْبِ
على مُعْتَفِيه وعلى الصَّحْبِ / وتاللهِ لا أخْشَى من الجَدْبِ
ولا زَمَنٍ أنكدَ من جَارِ / وأنتَ عليه خيرُ أنصاري
وخودِ عُرْبٍ شَفَّها البُعْدُ / وعادَ إليها إلْفُها بَعْدُ
فعادَ الهنا واستحكمَ الودُّ / تقولُ وقد ساعدها السعد
دَنَتْ دارُ من أهواهُ مِن داري / وزار وما كانَ بزوَّارِ
أحلى منَ الأمْنِ / يرتابُ في قربي وَيَفْرَقُ
في وجهِهِ سُنّهْ / يشجى بها العذْلُ وَيَشْرَقُ
اللهَ ما أقربْ / على مُحِبيّهِ وأبْعَدا
حلوُ اللّمى أشْنب / آسى الضنا فيه وأَسْعَدا
أحْبِبْ به أحْبِب / ويا تجنّيه طال المدى
أما ترى حُزني / ناراً على قلبي تُحَرِّقُ
حسبي به جنّة / يا ماءُ يا ظلّ يا رونَقُ
أعاذَك اللهُ / من كلّ ما ألقى وقد فَعَل
بي منكَ تيّاه / يُسرُّ أن أشْقَى ولا أمَل
ألهو بذكراه / من حيث لا أبقى ولا عَدَل
أَعيا على ظنّي / ملآنَ من عُجْبِ مُعوِّقُ
سطا فلا جُنّةْ / تَقِي ولا نَصْلُ يُطبّقُ
يا زينة الدنيا / من كلِّ ما استهواك أو وفّرك
آلاءِ ذي تُقْيا / يخافُ لو سمّاك لَشَهّرْكْ
من أعجبِ الأشيا / في الحبِّ أن يهواك منْ لم يرَك
فإن يُسَلْ يكني / وحالُهُ يُنْبي فَيَصْدُقُ
بأَنك الظنّة / يُومي بك الحفل أو ينطق
لا تنخدعْ عنّي / فإنّهُ الصبرُ أو الرَّدى
وثقْ فإن أكني / إن رابني الدهر وفَنّدا
واخجلتي منّي / حتى مَ أغترُّ ولا جدا
مالي وللحُسْن / عَهْدٌ من الحبِّ لا يَخْلَقُ
إن قلتُ بي جِنّة / فأين ما أقلو وأفرقٌ
ألقاكَ عن عُفرِ / فلا أناجيكا إلا اشتياقْ
والله ما أدري / قد التوى فيكا أمري وضاقْ
أشدو وما عُذْري / ألا أقاضيكا إلى العناق
يا ربّ ما اصبرني / نرى حبيب قلبي ونعشقو
لو كانْ يكن سُنّهْ / فيمنْ لقي خِلُّو يعَنّقو
حُلْوُ المجاني
حُلْوُ المجاني / ما ضَرَّهُ لو أجْنَاني
كما عَنَاني / شُغْلي به وعَناني
حُبُّ الجمالِ / فرضٌ على كلِّ حرِّ
وفي الدلالِ / عُذْرٌ لخِلاعِ العُذُرِ
هل في الوصالِ / عَوْنٌ على طولِ الهجرِ
أو في التداني / شيءٌ يَفِي باشجاني
وفي ضماني / أنْ يَنْتَهي مَنْ يلحاني
كيف السبيلُ / إلى اختلاسِ التلاقي
جاشَ الغليلُ / فالنفسُ بين التراقي
أين العذولُ / من لوعتي واشتياقي
وما أَراني / إلا سأَثْني عناني
عَنِ الغَواني / فليس لي قلبٌ ثانِ
سَمَا عليُّ / لإمرةِ المسلمينا
صُبْحٌ جَلِيُّ / راقَ النُّهَى والعيونا
سَمْحٌ أَبِيُّ / يُرْضيكَ شَدّاً ولينا
كالهُنْدُواني / وكالغَمامِ الهتَّانِ
وَفْقُ الأماني / وملءُ عَيْنِ الزمانِ
دعِ القِتَالا / فقد كفاكَ القتالا
جدٌّ تَعالى / عن كلِّ خطْبٍ تعالى
غالَ النّصالا / وَغَلَّلَ الأبطالا
كالدهرِ وانِ / وما به من توانِ
كالشمسِ داني / على تنائي المكان
هاتِ البشارةْ / فتلك قد امكنتكا
تلك الإشارة / أغنتهم وأغنتكا
أما الإمارة / فاسمعْ لها إذا غنّتكا
وإِشْ كان دَهَاني / يا قومْ وإِشْ كانَ بَلاني
وإِشْ كان دَعَاني / تبدلْ حبيبي بثانِ
غُصْنٌ يميسُ على كثبانِ
غُصْنٌ يميسُ على كثبانِ / رَيّانَ أمْلَدْ
بين القَوامِ وبين اللين / يكاد يَنْقَد
بمهجتي أوطفُ تياهُ /
مهفهفٌ ينثني عطفاه /
بالأسد قد فتكتْ عيناه /
سطا فسلَّ من الأجفان / سيفاً مؤيد
أنا القتيلُ به في الحين / دمي تقلّد
راموا مرامهم عُذالي /
ولستُ عن حبّه بالسالي /
إنَّ السلوَّ من المحال /
وكيف يحسنُ بي سلواني / عن حبِّ أغْيَدْ
لو بعتُ به نفسي وديني / لكنت أرْشد
صل مستهامك يا بابكر /
فقد بلغتَ المدى مِن هجري /
كم قد طَوتْكَ ضروبُ فكري /
والشوقُ يفضحُ لي كتماني / والدمعُ يَشْهَدْ
وقد حَرَمتَ الكرى جفوني / ولستُ أسعد
قَدٌّ كمثلِ القضيب ناعمْ /
يهتَزُّ مثلَ اهتِزازِ الصارم /
بدرٌ بدا تحتَ ليلٍ فاحم /
قد مازجَ الوردَ بالسَوْسانِ / منه على الخَدْ
ونفحه عنْ شَذَا دارينِ / أذكى من النّد
يا حُسْنَها من فتاةٍ رُوْدِ /
زارتْهُ يومَ صباحِ العيدِ /
غنّت على رأسْهِ في العُودِ /
خلِّ سِوَاري وَخُذْ همياني / حبيبي أحمدْ
واطلعْ معي للسريرْ حَيّوني / تَرْقُدْ مُجَرَّدْ
ما حالُ القلوب
ما حالُ القلوب / وفي غمضِ الجفونِ
عيونٌ ظُباها أَمْ / ضَى سهامِ المنونِ
قسيُّ الحواجبْ / سهامها عيناهُ
كنوني كاتب / قد خطَّهنَّ اللهُ
وخضرةُ شارب / مع ما حوت شفتاهُ
من درٍّ وَطِيبْ / لو بعتُ روحي وديني
في رَشْفِ لماها / ما كنتُ بالمغبونِ
يا مَنْ يتعززْ / اخضعْ لعبد العزيزِ
إن كنت تميّزْ / جمالَهُ تميزِي
والخدَّ المطرَّز / بأَبدعِ التطريز
والخالَ العجيبْ / قد جالَ في النسرينِ
كزنجيٍّ ناها / في روض الياسمينِ
لا أُصغي لّلاحي / يلج في تعذالي
ووجهُ الصلاحِ / حبي لهذا الغزالِ
مَنْ هوَ في الملاحِ / من الطراز العالي
قَدٌّ كالقضيبْ / في الانثنا واللينِ
وخصرٌ إن ضاها / به لرقّةِ ديني
كشفتُ القناعا / مُسْتَوْهِباً منه قُبْلَهْ
فاستحيا امتناعا / أظنها منه خجله
فقلتُ انخضاعا / ما قال قيسٌ لعبله
أما أنا حبيبي / نطيش من غرشوني
شيم غين رشاها / ألا نغرش منوني
يا حبّ لذة قد أدنفت فاتئد
يا حبّ لذة قد أدنفت فاتئد / إن كنت لست بذي بغض فلا تزد
ويا لذيذة لا واللّه ما خطرت / بالقلب ذكراك إلا فتّ في عضدي
أتحسبين فؤادي عنك منصرفاً / وقد حللت محل الروح من جسدي
بنتم فخلد عندي وشك بينكم / شوقاً نفى جلدي لا بل سبى خلدي
هيهات يسلو فؤادي عنكم أبداً / أني ووجدي بكم باق على الأبد
أم الوفاءُ لحيني ما فتنت بكم / والناس قد فتنوا بالمال والولد
اللَه يعلم أني مذ عرفتكم / لم يخلُ قلبي من خبل ومن كمد
ولا إتكال لعيني بعد فرقتكم / إلا على مفننيها الدمع والسهد
ترى جفونك أرضاها الذي صنعت / بي أنها نفثت بالسحر في عقد
أتترك الناس صرعى لا حراك بهم / ولا سبيل إلى عقل ولا قود
من كان يفظع طعم الموت في فمه / فإنه في فمي أحلى من الشهد
فإن سقمي أضحى ما له أمد / والموت أروح من سقم بلا أمد
بما بلحظك من غنج ومن حور / وما بعطفك من عطف ومن أود
مُنّي على هائم بالحب مختبل / بالشوق مرتهن بالحزن منفرد
أضحى أسير صدود بل قتيل نوى / رمته منها بسهم عنه لم يحد
يخشى على حبك الحساد يفضحه / فما يبوح به يوماً إلى أحد
وان بكى فبدا للعاذلين فعن / غير اختيار ولكن عادة الكمد
أما كفى حزناً أن قد ظميت وقد / عاينت عذب الحيا يجري على البرد
قد أرهفت دونه سيفان من دعج / بلحظ أحوى لطيف القد ذي غيد
ورد شهي حماه الموت منصلتاً / فظلت حيران لم أصدر ولم أرد
وما عجوز لها ابن واحد بصرت / به يخوض الوغى في ملتقى كبد
يوماً بأجزع مني يوم قولهم / أضحى لداعي تنائينا غداة غد
أضحت على الأحد الأنواء باكية / فلم ينل أحد ما نلت في الأحد
لقيت بعلة واللذات قد ذهبت / بنا وقد مات صرف الدهر من حسد
غنت فلو أن ميتاً كان يسمعها / لعاد حياً كأن لم يرد يومَ ردي
فهل يسكن عذالي وان جهدوا / ما حركت حركُ الأوتار في كبدي
يا لذّ ما لك في قتلي بلا سبب / وأنت سؤلي في قرب وفي بعد
رفقاً بقلبي يا قلبي فإنك قد / أسكنت منه الأسى في السهل والجلد
لم تنطقي قط الا ظلت أفرق من / أن أستطار فلم أبدىء ولم أعد
ولا مددت يداً للعود عامدة / إلا وضعت عليه أن يذوب يدي
يا نازح الدار سل خيالك
يا نازح الدار سل خيالك / ينبيك أن صرت كالخيال
أحبب به زائراً ألما /
أباح ورداً ما كان يحمى /
من مبسم ذي غروب ألمى /
أكرع في برده وأظما /
أعجب بهِ مورداً أنالك / زيادة الظمء بالسؤال
شكوت للطَّيفِ حسن عهدي /
وإن يكن ذاك ليس يجدي /
فكم شفى غلَّتي ووجدي /
وأنت مغرىً بطول صدّ /
وكلما أرتجي نوالك / ضنت بإسعافِيَ الليالي
يا منظراً قيّد العيونا /
فمن ترى ما سواه دونا /
أذلت عهد الهوى المصونا /
هجرك ما خلت أن يكونا /
من ذا الذي ظالماً أحالك / يا ليتهُ ذاق بعض حالي
فرّق بين الكرى وبيني /
يوم صدود ويوم بين /
فكيف يقضي مليّ ديني /
إن كان شيئاً تقرّ عيني /
بعدك لا أجتلي جمالك / وأنت مني خليّ بال
لما اجتليت الزمان قربه /
ضمّن بعض الحديث عتبه /
إذ ظن أني سلوت حبه /
غنّيتهُ أستميل قلبه /
علَّ حبيبي خطر ببالك / أني بغيرك شغلت بالي