القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأعْمَى التُطِيليّ الكل
المجموع : 111
إلى متى
إلى متى / بوصلنا تبخل ولا تلينْ
ولا تفي / فيشمتُ العُذَّل بالعاشقينْ
أنت القمرْ / يجلو الدجى نورُهُ
تحتَ الشعَرْ / يرفُّ ديجورُهْ
إذا خَطَرْ / ناداهُ مهجوره
يا مَنْ عَتَا / طُوبَى لمن قَبَّلْ
ذاك الجبينْ /
ويكتفي / من ريقكَ السلسلْ
قبلَ المنون /
أين الأملْ / من وجنةٍ تُكْسَى
وردَ الخجلْ / واكتسي الوَرْسَا
أرَى المُقَلْ / تلحظُنِي خَلْسا
يا ويلتا / إن أقصد المَقْتَلْ
سهمُ الجفون /
من أهيفِ / وَلّى وقد جَدَّلْ
بها طعين /
أينَ تريدْ / يا ذا الوزارتين
يا مَنْ وُجودْ / خِلِّهِ في هذين
ولا مزيدْ / عليكَ في شيئين
إنْ تُنْعَتا / فأنتَ في الجحفلْ
ليثُ العرينْ /
والمعْتفي / من جودكَ الأعزلْ
على يقين /
معنى الزمنْ / ومنتهى سَعدِهْ
أبو الحسنْ / إذْ كانَ من قَصد
على سَنَنْ / مِنْ جَعْفَرٍ جَدِّه
فإن أتى / ومجدُهُ الأولْ
في الغابرين /
فإنَّ في / بقيةِ المنهَلْ
ماءً معين /
أغرى السَّهَدْ / بالأعينِ الدعجِ
بدرُ البلدْ / وضيغم السَّرجِ
قلتُ وقد / مرَّ على النهجِ
قلْ يا فتى / من ذا الذي أقبلْ
أمْ من يكون /
المصحفي / فما رأت أجملْ
منه العيون /
ما للفؤادِ مالَهْ
ما للفؤادِ مالَهْ / لم يَثْنِهِ هَوْل الصدودْ
عن رشا أحورْ / لما رأى ذلَّ العبيد
تاهَ واسْتَكْبَرْ /
أساءَ بي صنيعاً / وما عرفتُ ذنبي
ولم أجد شفيعاً / إليه غيرَ حَبي
يا شادناً قريعاً / احللْ كناسَ قلبي
فإن تكنْ مُطيعاً / مستأنساً بقربي
فالموت لا مَحَالَهْ / يَعْذُبُ لي عند الورودْ
وهو بي أجدرْ / لا سيما الحسودْ
سعيَهُ نُبصِرْ /
هيهاتَ تستمالُ / أو يُعْتَدى عليها
ودونها تصالُ / منْ سِحْرِ مقلتيها
وقد مشى الجمالُ / حتى انتهى إليها
وصُفّتْ الحجالُ / منها ما لديها
ونَمت الغلالهْ / بفالكٍ من النهود
فلن يَستَتِرْ / إذا انثنى غصنُ البرود
في نَقَا المِئْزَر /
لله أي دنيا / بقرب من أُحِبْ
كمثل عهد يحيى / وللنوالِ سُحْب
يُسقي العُفَاةَ سفيا / فما يخافُ جدب
الأروعُ المحيَّا / يلقاك منه نَدْب
كالطَّوْدِ في جَلاَلهْ / كالبحرِ في إشرافِ بُنُودْ
كالمحيَّا مَنظَرْ / كالروضِ يُهدي منْ بعيد
نَشرَهُ الأعْطَر /
يا أيها السّرِي / من أشْرفِ القضاة
قد حلَّكَ العلي / بالحلم والأناةْ
فكم فت علي / وأنت في الحياة
فجدُّك القسري / مقابل العداة
يُنْمى إلى سُلالَهْ / قد ورثوا عن الجدودْ
شَرَفَ المفخرْ / همُ الدراري في السعود
بلْ همُ أفخرْ /
وظبيةٍ تَهَابُ / ضراغمَ العرينِ
وحولها الشبابُ / والطيبُ في كمينِ
إذا دَعَتْ تُجَابُ / من شِدَّةٍ ولينِ
فقلتُ حين غابوا / عنها وخلّفونِ
فُمَّيْكِ يا غَزالَهْ / بها دِمَا منَ الأسود
كيف تَغْدُرْ / إذا بدا فَخْرُ الجنود
وخَدُّهُ أسمر /
قد دَعَوْتُكَ بالأَشْجَانْ
قد دَعَوْتُكَ بالأَشْجَانْ / فَكُنْ مُجيبْ
وانتزحتُ عن الأوطان / وَبُحَّ الغريب
وما حَدَثَ مِن سُلْوان / على الكئيب
فواحَرَبَ قلبِ الشَّجيّ / مِنْه بَرِيّ
لا أنْقُضُ العهدا / إنّي وَفِيّ
سهامُ بَيْنٍ يا عُمَرْ / أَقْصَدْنَ عَبْدَكْ
فقلْ لي كيفَ أصْبِرْ / والقلبُ عندك
أما لَوْ سَاقَ القَدَر / ما ساقَ بَعْدَك
سأَقضي أنا الرَّمِيّ / ولا قِسيّ
للبينِ إن حَدَا / أنا المطيّ
إن جادَ القطرُ في رَسْمِ / أخْلافَ عَهْدِهْ
رماهُ جائرُ الحكمِ / من بعد شَدِّهْ
يسقي وابلُ الوسمي / ديارَ رِفْدِهْ
ثم الولي يتلى وليّ / بها صفيّ
أهدى إليَّ الوجدا / وهو خَلِيّ
لستُ أنفكُّ عَنْ ذِكْرِ / ذا الزمانْ
إذْ ليَ في الوجه والثغرِ / مُعَلّلانْ
أجيلُ الطرْفَ في بدْرِ / وَأقْحوانْ
فذا جَنِي وذا جَنِيّ / والريق رِيّ
لكن حَمَى الوردا / طَرْفٌ أبيّ
ربَّ مُدْنَفَةٍ عِشْقَا / إليه حَنّتْ
أكنَّتِ الشوق ولا رفقا / لما أَكَنَّتْ
لو لم تلقَ الذي تلقى / لما تَغَنتْ
عُذْرُه جَلِيْ وبي رُشَيّ / هابَ الكَمِيّ
منْ لحظه حَدّا والمَشْرَفِيّ /
ما الشوقُ إلا زنادْ
ما الشوقُ إلا زنادْ / يُوري بقلبي كلِّ حينْ نيرانا
ومَنْ بُلِيْ بالفراقْ / ينتابه ليلُ السليم حيرانا
يا ليتَ شعريَ هلْ / تنوي وقد ولَّتْ إياب
أيامُ حبّي الأول / إذْ ملبسي ثوبُ الشباب
مُطَرَّزاً بالعَذَلْ / وإذْ أقولُ للصّحاب
سِيرُوا كَسَيْرِ الجيادْ / وبادروا للمجونْ فُرْسانا
ومَنْ أرادَ السّباقْ / إلى كناسٍ وَرِيمْ فالآنا
قلْ أَيّةً سَلَكا / عهدُ الشبابِ المحيلْ
أضلَّ أم هلكا / أمْ لا إليه من سبيل
لا تَلْحَني في البكا / إن أخَذَتْ منّي الشّمول
وَْدي على الوجدِ زادْ / ذكرتُ والذكرى شجونْ إخوانا
ذوي حواشٍ رقاقْ / عاطيتُهُمْ بنتَ الكروم أزمانا
وليلةٍ بالخليجْ / والبدرُ قد ألقى شعاعْ
عليه ضوءٌ بهيجْ / وَفُلْكنا تجري سراعْ
أحْسِنْ بها من سروجْ / نركبها على اندفاعْ
بحرٌ إذا مدَّ كاد / من كثرة الفيضِ يكونْ طوقانا
أحشاؤه في اصطفاقْ / إن جُرِّدَتْ خيلُ النسيم فرهانا
دنيا تجلّتْ عروسْ / على بساطِ السُّنْدُسْ
فاشربْ وهات الكؤوس / فهْيَ حياةُ الأنفُسْ
وإن أتيتَ الغُروس / فاعْدِل إليها واجْلِسْ
حيث الرياضُ نجادْ / لصارمٍ راقَ العيون عُرْيانا
وللكمامِ انْشِقاقْ / عنْ زاهراتٍ كالنجوم أَلوانا
وصاحبٍ صَلُحا / للأنْسِ محمودِ الخلالْ
تلقاه مصطبحا / بين المياهِ والظلال
وإنْ عذولٌ لحا / في القهوةِ الصَّهباءِ قال
سَكْرَهْ على شاطي وادْ / قد عاتَقَتْ فيه الغصونْ أغصانا
تعدلُ مُلْكَ العراقْ / عندي فساعدْ يا نديم نَدْمانا
إذا طَلَعَتْ أنْجُمُ أزْهارِ
إذا طَلَعَتْ أنْجُمُ أزْهارِ / فحيَّ على حانةِ خَمّارِ
وَمُرَّ بي إلى روضٍ رِبْعيّ / سَقَاهُ وليٌّ بعدَ وَسْمِيّ
وألبستْهُ من كلِّ مَوْشِيّ / وَبُثَّت به خُضْرُ زَرَابيّ
سباني بسحرِ الأعينِ النّجْلِ
سباني بسحرِ الأعينِ النّجْلِ / غزالٌ يشوبُ الهجر بالوصلِ
تَكَنَّفَنِي فيه أولو العَذْلِ / رويدكمْ فالعذلُ لا يُسلي
خلعتُ لكم جُلّي وأعْذَارِي / أنا سابقٌ والحبُّ مضماري
أَبى القلب أن يَسْلُوَ عن ذِكرِ / نَدَامى كمثل الأنجم الزُّهْرِ
عليهم أكاليلٌ من الزهرِ / قطعتُ بهم والدهر لا يدري
أصائلَ سِتّبعد أسْحارِ / كأنَّ مُدامنا منْ جُلَّنَارِ
أبا القاسمِ أفديكَ منْ نَدْبِ / أناملُهُ أَنْدى من السُّحْبِ
على مُعْتَفِيه وعلى الصَّحْبِ / وتاللهِ لا أخْشَى من الجَدْبِ
ولا زَمَنٍ أنكدَ من جَارِ / وأنتَ عليه خيرُ أنصاري
وخودِ عُرْبٍ شَفَّها البُعْدُ / وعادَ إليها إلْفُها بَعْدُ
فعادَ الهنا واستحكمَ الودُّ / تقولُ وقد ساعدها السعد
دَنَتْ دارُ من أهواهُ مِن داري / وزار وما كانَ بزوَّارِ
أحلى منَ الأمْنِ / يرتابُ في قربي وَيَفْرَقُ
في وجهِهِ سُنّهْ / يشجى بها العذْلُ وَيَشْرَقُ
اللهَ ما أقربْ / على مُحِبيّهِ وأبْعَدا
حلوُ اللّمى أشْنب / آسى الضنا فيه وأَسْعَدا
أحْبِبْ به أحْبِب / ويا تجنّيه طال المدى
أما ترى حُزني / ناراً على قلبي تُحَرِّقُ
حسبي به جنّة / يا ماءُ يا ظلّ يا رونَقُ
أعاذَك اللهُ / من كلّ ما ألقى وقد فَعَل
بي منكَ تيّاه / يُسرُّ أن أشْقَى ولا أمَل
ألهو بذكراه / من حيث لا أبقى ولا عَدَل
أَعيا على ظنّي / ملآنَ من عُجْبِ مُعوِّقُ
سطا فلا جُنّةْ / تَقِي ولا نَصْلُ يُطبّقُ
يا زينة الدنيا / من كلِّ ما استهواك أو وفّرك
آلاءِ ذي تُقْيا / يخافُ لو سمّاك لَشَهّرْكْ
من أعجبِ الأشيا / في الحبِّ أن يهواك منْ لم يرَك
فإن يُسَلْ يكني / وحالُهُ يُنْبي فَيَصْدُقُ
بأَنك الظنّة / يُومي بك الحفل أو ينطق
لا تنخدعْ عنّي / فإنّهُ الصبرُ أو الرَّدى
وثقْ فإن أكني / إن رابني الدهر وفَنّدا
واخجلتي منّي / حتى مَ أغترُّ ولا جدا
مالي وللحُسْن / عَهْدٌ من الحبِّ لا يَخْلَقُ
إن قلتُ بي جِنّة / فأين ما أقلو وأفرقٌ
ألقاكَ عن عُفرِ / فلا أناجيكا إلا اشتياقْ
والله ما أدري / قد التوى فيكا أمري وضاقْ
أشدو وما عُذْري / ألا أقاضيكا إلى العناق
يا ربّ ما اصبرني / نرى حبيب قلبي ونعشقو
لو كانْ يكن سُنّهْ / فيمنْ لقي خِلُّو يعَنّقو
حُلْوُ المجاني
حُلْوُ المجاني / ما ضَرَّهُ لو أجْنَاني
كما عَنَاني / شُغْلي به وعَناني
حُبُّ الجمالِ / فرضٌ على كلِّ حرِّ
وفي الدلالِ / عُذْرٌ لخِلاعِ العُذُرِ
هل في الوصالِ / عَوْنٌ على طولِ الهجرِ
أو في التداني / شيءٌ يَفِي باشجاني
وفي ضماني / أنْ يَنْتَهي مَنْ يلحاني
كيف السبيلُ / إلى اختلاسِ التلاقي
جاشَ الغليلُ / فالنفسُ بين التراقي
أين العذولُ / من لوعتي واشتياقي
وما أَراني / إلا سأَثْني عناني
عَنِ الغَواني / فليس لي قلبٌ ثانِ
سَمَا عليُّ / لإمرةِ المسلمينا
صُبْحٌ جَلِيُّ / راقَ النُّهَى والعيونا
سَمْحٌ أَبِيُّ / يُرْضيكَ شَدّاً ولينا
كالهُنْدُواني / وكالغَمامِ الهتَّانِ
وَفْقُ الأماني / وملءُ عَيْنِ الزمانِ
دعِ القِتَالا / فقد كفاكَ القتالا
جدٌّ تَعالى / عن كلِّ خطْبٍ تعالى
غالَ النّصالا / وَغَلَّلَ الأبطالا
كالدهرِ وانِ / وما به من توانِ
كالشمسِ داني / على تنائي المكان
هاتِ البشارةْ / فتلك قد امكنتكا
تلك الإشارة / أغنتهم وأغنتكا
أما الإمارة / فاسمعْ لها إذا غنّتكا
وإِشْ كان دَهَاني / يا قومْ وإِشْ كانَ بَلاني
وإِشْ كان دَعَاني / تبدلْ حبيبي بثانِ
غُصْنٌ يميسُ على كثبانِ
غُصْنٌ يميسُ على كثبانِ / رَيّانَ أمْلَدْ
بين القَوامِ وبين اللين / يكاد يَنْقَد
بمهجتي أوطفُ تياهُ /
مهفهفٌ ينثني عطفاه /
بالأسد قد فتكتْ عيناه /
سطا فسلَّ من الأجفان / سيفاً مؤيد
أنا القتيلُ به في الحين / دمي تقلّد
راموا مرامهم عُذالي /
ولستُ عن حبّه بالسالي /
إنَّ السلوَّ من المحال /
وكيف يحسنُ بي سلواني / عن حبِّ أغْيَدْ
لو بعتُ به نفسي وديني / لكنت أرْشد
صل مستهامك يا بابكر /
فقد بلغتَ المدى مِن هجري /
كم قد طَوتْكَ ضروبُ فكري /
والشوقُ يفضحُ لي كتماني / والدمعُ يَشْهَدْ
وقد حَرَمتَ الكرى جفوني / ولستُ أسعد
قَدٌّ كمثلِ القضيب ناعمْ /
يهتَزُّ مثلَ اهتِزازِ الصارم /
بدرٌ بدا تحتَ ليلٍ فاحم /
قد مازجَ الوردَ بالسَوْسانِ / منه على الخَدْ
ونفحه عنْ شَذَا دارينِ / أذكى من النّد
يا حُسْنَها من فتاةٍ رُوْدِ /
زارتْهُ يومَ صباحِ العيدِ /
غنّت على رأسْهِ في العُودِ /
خلِّ سِوَاري وَخُذْ همياني / حبيبي أحمدْ
واطلعْ معي للسريرْ حَيّوني / تَرْقُدْ مُجَرَّدْ
ما حالُ القلوب
ما حالُ القلوب / وفي غمضِ الجفونِ
عيونٌ ظُباها أَمْ / ضَى سهامِ المنونِ
قسيُّ الحواجبْ / سهامها عيناهُ
كنوني كاتب / قد خطَّهنَّ اللهُ
وخضرةُ شارب / مع ما حوت شفتاهُ
من درٍّ وَطِيبْ / لو بعتُ روحي وديني
في رَشْفِ لماها / ما كنتُ بالمغبونِ
يا مَنْ يتعززْ / اخضعْ لعبد العزيزِ
إن كنت تميّزْ / جمالَهُ تميزِي
والخدَّ المطرَّز / بأَبدعِ التطريز
والخالَ العجيبْ / قد جالَ في النسرينِ
كزنجيٍّ ناها / في روض الياسمينِ
لا أُصغي لّلاحي / يلج في تعذالي
ووجهُ الصلاحِ / حبي لهذا الغزالِ
مَنْ هوَ في الملاحِ / من الطراز العالي
قَدٌّ كالقضيبْ / في الانثنا واللينِ
وخصرٌ إن ضاها / به لرقّةِ ديني
كشفتُ القناعا / مُسْتَوْهِباً منه قُبْلَهْ
فاستحيا امتناعا / أظنها منه خجله
فقلتُ انخضاعا / ما قال قيسٌ لعبله
أما أنا حبيبي / نطيش من غرشوني
شيم غين رشاها / ألا نغرش منوني
يا حبّ لذة قد أدنفت فاتئد
يا حبّ لذة قد أدنفت فاتئد / إن كنت لست بذي بغض فلا تزد
ويا لذيذة لا واللّه ما خطرت / بالقلب ذكراك إلا فتّ في عضدي
أتحسبين فؤادي عنك منصرفاً / وقد حللت محل الروح من جسدي
بنتم فخلد عندي وشك بينكم / شوقاً نفى جلدي لا بل سبى خلدي
هيهات يسلو فؤادي عنكم أبداً / أني ووجدي بكم باق على الأبد
أم الوفاءُ لحيني ما فتنت بكم / والناس قد فتنوا بالمال والولد
اللَه يعلم أني مذ عرفتكم / لم يخلُ قلبي من خبل ومن كمد
ولا إتكال لعيني بعد فرقتكم / إلا على مفننيها الدمع والسهد
ترى جفونك أرضاها الذي صنعت / بي أنها نفثت بالسحر في عقد
أتترك الناس صرعى لا حراك بهم / ولا سبيل إلى عقل ولا قود
من كان يفظع طعم الموت في فمه / فإنه في فمي أحلى من الشهد
فإن سقمي أضحى ما له أمد / والموت أروح من سقم بلا أمد
بما بلحظك من غنج ومن حور / وما بعطفك من عطف ومن أود
مُنّي على هائم بالحب مختبل / بالشوق مرتهن بالحزن منفرد
أضحى أسير صدود بل قتيل نوى / رمته منها بسهم عنه لم يحد
يخشى على حبك الحساد يفضحه / فما يبوح به يوماً إلى أحد
وان بكى فبدا للعاذلين فعن / غير اختيار ولكن عادة الكمد
أما كفى حزناً أن قد ظميت وقد / عاينت عذب الحيا يجري على البرد
قد أرهفت دونه سيفان من دعج / بلحظ أحوى لطيف القد ذي غيد
ورد شهي حماه الموت منصلتاً / فظلت حيران لم أصدر ولم أرد
وما عجوز لها ابن واحد بصرت / به يخوض الوغى في ملتقى كبد
يوماً بأجزع مني يوم قولهم / أضحى لداعي تنائينا غداة غد
أضحت على الأحد الأنواء باكية / فلم ينل أحد ما نلت في الأحد
لقيت بعلة واللذات قد ذهبت / بنا وقد مات صرف الدهر من حسد
غنت فلو أن ميتاً كان يسمعها / لعاد حياً كأن لم يرد يومَ ردي
فهل يسكن عذالي وان جهدوا / ما حركت حركُ الأوتار في كبدي
يا لذّ ما لك في قتلي بلا سبب / وأنت سؤلي في قرب وفي بعد
رفقاً بقلبي يا قلبي فإنك قد / أسكنت منه الأسى في السهل والجلد
لم تنطقي قط الا ظلت أفرق من / أن أستطار فلم أبدىء ولم أعد
ولا مددت يداً للعود عامدة / إلا وضعت عليه أن يذوب يدي
يا نازح الدار سل خيالك
يا نازح الدار سل خيالك / ينبيك أن صرت كالخيال
أحبب به زائراً ألما /
أباح ورداً ما كان يحمى /
من مبسم ذي غروب ألمى /
أكرع في برده وأظما /
أعجب بهِ مورداً أنالك / زيادة الظمء بالسؤال
شكوت للطَّيفِ حسن عهدي /
وإن يكن ذاك ليس يجدي /
فكم شفى غلَّتي ووجدي /
وأنت مغرىً بطول صدّ /
وكلما أرتجي نوالك / ضنت بإسعافِيَ الليالي
يا منظراً قيّد العيونا /
فمن ترى ما سواه دونا /
أذلت عهد الهوى المصونا /
هجرك ما خلت أن يكونا /
من ذا الذي ظالماً أحالك / يا ليتهُ ذاق بعض حالي
فرّق بين الكرى وبيني /
يوم صدود ويوم بين /
فكيف يقضي مليّ ديني /
إن كان شيئاً تقرّ عيني /
بعدك لا أجتلي جمالك / وأنت مني خليّ بال
لما اجتليت الزمان قربه /
ضمّن بعض الحديث عتبه /
إذ ظن أني سلوت حبه /
غنّيتهُ أستميل قلبه /
علَّ حبيبي خطر ببالك / أني بغيرك شغلت بالي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025