المجموع : 294
سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ
سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ / وآخِرُهُ هُمومٌ وَادِّكارُ
وَتَلْقى العَاشِقينَ لَهُمْ جُسومٌ / بَراها الشَّوقُ لو نُفِخُوا لطاروا
يا مَجْلِساً أَيْنَعَتْ مِنْهُ أزاهِرهُ
يا مَجْلِساً أَيْنَعَتْ مِنْهُ أزاهِرهُ / يُنْسيكَ أَوَّلَهُ في الحُسْنِ آخِرُهُ
لم يَدْرِ هَلْ باتَ فِيهِ نَاعِماً جَذِلاً / أو باتَ في جَنّةِ الفِردوسِ سامِرُهُ
وَالعُودُ يَخْفِقُ مَثْناهُ وَمَثْلثُهُ / والصُّبحُ قدْ غَرَّدتْ فِيه عَصافِرُهُ
وَلِلْحِجارَةِ أَهْزَاجٌ إِذَا نَطَقَتْ / أَجابَها مِنْ طُيُورِ البَرِّ ناقرُهُ
وحَنَّ مِنْ بَيْنِها الكُثْبانُ عنْ نَغَمٍ / تُبْدِي عَنِ الصَّبِّ ما تُخْفي ضَمائِرُهُ
كأنَّما العُودُ فِيما بَيْنَنا مَلكٌ / يَمشي الهُوينا وتَتْلوهُ عَساكِرهُ
كَأنَّهُ إِذْ تَمَطَّى وهْيَ تَتْبعُهُ / كِسرى بنُ هُرمُز تَقْفُوهُ أَساوِرُه
ذاكَ المَصُونُ الذِي لو كان مُبْتَذلاً / ما كان يَكْسِرُ بَيْتَ الشّعْرِ كاسِرُهُ
صَوْتٌ رَشِيقٌ وَضَربٌ لو يُراجِعُهُ / سَجْعُ القَريض إذا ضَلَّتْ أَساطِرُهُ
لو كانَ زِرْيابُ حَياً ثم أُسمِعَهُ / لماتَ مِنْ حَسَدٍ إِذْ لا يُناظِرُهُ
أَشْرَقَتْ لي بُدورُ
أَشْرَقَتْ لي بُدورُ / في ظلامٍ تُنيرُ
طارَ قَلْبي بِحُبّها / مَنْ لِقَلْبٍ يطيرُ
يا بُدُوراً أنابَها الد / دَهْرََ عانٍ أسِيرُ
إنْ رَضِيْتُمْ بأنْ أَمُو / تَ فَموتِي حَقيرُ
كلُّ خَطْبٍ إنْ لم تكُو / نوا غَضِبْتُمْ يَسيرُ
غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ
غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ / وساعَدَ طَرفَهُ القَدَرُ
يُريكَ إذا بَدا وجْهاً / حَكاهُ الشَّمْسُ والقَمَرُ
بَراهُ اللَّهُ مِنْ نُورٍ / فَلا جِنٌّ ولا بَشَرُ
فَذاكَ الهمُّ لا طلَلٌ / وقَفْتَ عَلَيْهِ تَعْتَبِرُ
أهاجَكَ مَنْزِلٌ أقوى / وَغَيَّرَ آيَهُ الغِيَرُ
يَوْمُ المُحِبِّ لِطُولِهِ شَهْرُ
يَوْمُ المُحِبِّ لِطُولِهِ شَهْرُ / وَالشَّهْرُ يُحسَبُ أَنَّهُ دَهْرُ
بأَبي وَأُمِّي غادَةٌ في خدَّها / سِحْرٌ وبَيْنَ جُفُونِها سِحْرُ
الشَّمْسُ تَحْسَبُ أنَّها شَمْسُ الضُّحَى / وَالبدْرُ يَحْسَبُ أنَّها البَدْرُ
فَسَلِ الهوى عَنها يُجيبُ وَإنْ نأتْ / فَسلِ الْقِفارَ يُجيبُكَ القَفْرُ
لِمَنِ الدِّيارُ بِرامَتَينِ فَعاقِلٍ / دَرَسَتْ وغَيَّرَ آيَها القَطْرُ
يا لَيْلَة ليسَ في ظَلمائِها نُورُ
يا لَيْلَة ليسَ في ظَلمائِها نُورُ / إلا وجُوهاً تُضاهِيها الدَّنانِيرُ
حُورٌ سَقَتني بِكأسِ المَوْتِ أعْينُها / ماذا سَقتنِيهِ تِلْكَ الأَعْيُنُ الحُورُ
إِذا ابْتَسَمْنَ فَدُرُّ الثَّغرِ مُنْتَظمٌ / وَإنْ نَطَقْنَ فَدُرُّ اللَّفظِ مَنْثُورُ
خَلِّ الصِّبا عَنْكَ واخْتُمْ بالنُّهى عَملاً / فإنَّ خاتِمةَ الأَعمالِ تكْفيرُ
الخَيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ / فَالخيْرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذُورُ
شمسٌ بدَت من حجابِ الملكِ أم قمرُ
شمسٌ بدَت من حجابِ الملكِ أم قمرُ / أم برقُ مدجِنةٍ يَعشَى له البصرُ
ورادعةٍ بأنفاسِ العبيرِ
ورادعةٍ بأنفاسِ العبيرِ / مُقنّعةِ المفارقِ بالقتيرِ
جَلتْها الكاسُ فاطَّلعتْ علينا / طُلوعَ البِكر في حُللِ الحريرِ
كأنَّ كؤوسَها يحملْنَ منها / شموساً ألبِستْ خِلعَ البُدورِ
كأنَّ مزاجَها لمّا تجلَّتْ / بصحنِ زُجاجها نارٌ بنورِ
كأنَّ أديمَها ذهبٌ عليهِ / أكاليلٌ منَ الدُّرِّ النَّثيرِ
إليكَ فَررتَ من لحظاتِ عينٍ
إليكَ فَررتَ من لحظاتِ عينٍ / خلعتَ بها القلوبَ من الصُّدورِ
تسيلُ معَ الدموعِ جفونُ عيني / كما سالَ الفؤادُ معَ الزَّفيرِ
باكرِ الروضَ في رياضِ السُّرورِ
باكرِ الروضَ في رياضِ السُّرورِ / بينَ نظمِ الربيعِ والمنثورِ
في رياضٍ منَ البنفسجِ يحكي / أثرَ العضِّ في بياضِ الصُّدورِ
وتَرى السَّوسنَ المنعَّمَ يحكي / ذهباً نابتاً على كافورِ
وَلرُبَّ خافِقَةِ الذَّوائِبِ قدْ غدَتْ
وَلرُبَّ خافِقَةِ الذَّوائِبِ قدْ غدَتْ / مَعْقُودةً بِلِوائِهِ المَنْصورِ
يَرْمي بِها الآفاقَ كُلُّ شَرَنْبَثٍ / كفَّاهُ غَيرُ مُقلَّمِ الأُظْفُورِ
لَيْثٌ تَطيرُ لهُ القُلوبُ مَخافةً / مِن بَيْنِ هَمْهَمَةٍ لهُ وَزَئيرِ
وكأنَّما يُومي إليْكَ بِطَرفِهِ / عَنْ جَمْرَتَيْنِ بِجَلمدٍ مَنْقُورِ
وإذَا جِيَادُ الخَيلِ ماطَلَها المَدى
وإذَا جِيَادُ الخَيلِ ماطَلَها المَدى / وتَقطَّعَتْ من شَأوِها المبْهُورِ
خَلُّوا عِنَاني في الرِّهانِ ومَسِّحوا / مِنِّي بِغُرَّةِ أبلق مَشْهُورِ
بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذاري
بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذاري / وهل ليلٌ يكونُ بلا نهارِ
وَأَلبَسَني النُّهى ثَوباً جَديداً / وجَرَّدَني مِنَ الثَّوْبِ المُعارِ
شَربتُ سَوادَ ذا بِبَياضِ هذا / فَبَدَّلتُ العِمامةَ بالخِمارِ
وما بِعْتُ الهَوى بَيعاً بِشَرطٍ / وَلا اسْتَثْنَيْتُ فيهِ بِالخِيارِ
مُسْتَوْحِشاً مِنْ جَميعِ النَّاسِ كُلِّهمِ
مُسْتَوْحِشاً مِنْ جَميعِ النَّاسِ كُلِّهمِ / كأَنَّما النَّاسُ أَقْذاءٌ على بَصَري
أتَلهو بَينَ باطِيةٍ وَزيرِ
أتَلهو بَينَ باطِيةٍ وَزيرِ / وأنتَ مِنَ الهلاكِ على شفيرِ
فيا مَنْ غَرَّهُ أَمَلٌ طويلٌ / يُؤَدِّيهِ إلى أجَلٍ قَصيرِ
أَتَفْرحُ والمَنِيَّةُ كُلَّ يَوْمٍ / تُريكَ مَكانَ قَبرِكَ في القُبورِ
هِيَ الدُّنيا وَإنْ سَرَّتْكَ يَوْماً / فَإنَّ الحُزْنَ عَاقِبَةُ الغُّرورِ
سَتُسْلبُ كُل ما جَمَّعْتَ مِنْها / بِعارِيةٍ تُرَدُّ إلى المُعيرِ
وتَعتاضُ اليقينَ مِنَ التَّظَنِّي / ودارَ الحقِّ مِنْ دارِ الغرورِ
نَعَبَ الغُرابُ فقُلْتُ أَكذَبُ طائرٍ
نَعَبَ الغُرابُ فقُلْتُ أَكذَبُ طائرٍ / إنْ لَمْ يُصَدّقهُ رُغاءُ بَعيرِ
رِدُّ الجمالِ هُوَ المُحَقِّقُ لِلنَّوى / بَل شرُّ أحْلاسٍ لَهُنَّ وكُورِ
نُورٌ تَولَّدَ مِنْ شَمْسٍ وَمِن قَمرِ
نُورٌ تَولَّدَ مِنْ شَمْسٍ وَمِن قَمرِ / في طَرْفِهِ قَدَرٌ أَمْضَى مِنَ القَدَرِ
أَصلى فُؤادِي بِلا ذنبٍ جَوَى حُرَقٍ / لم يُبْقِ مِنْ مُهْجَتي شَيْئاً ولم يذَرِ
لا وَالرَّحِيقِ المُصَفَّى مِنْ مَراشِفِهِ / وما بِخَدَّيْهِ مِنْ خالٍ وَمِنْ طُرَرِ
ما أَنْصَفَ الحُبُّ قَلْبي في حُكومَتِهِ / ولا عَفا الشَّوقُ عَنِّي عَفْوَ مُقْتَدِرِ
جَمالٌ يَفُوتُ الوهمَ في غايَةِ الفِكرِ
جَمالٌ يَفُوتُ الوهمَ في غايَةِ الفِكرِ / وطَرْفٌ إذا ما فاهَ يَنْطقُ بالسِّحْرِ
وَوجهٌ أَعارَ البَدرَ حُلَّة حاسِدٍ / فَمِنْهُ الَّذِي يسْوَدُّ في صَفْحَةِ البَدْرِ
وصَحائحٍ مَرضى العُيونِ شَحائحٍ
وصَحائحٍ مَرضى العُيونِ شَحائحٍ / بِيضِ الوجُوهِ نَواعمِ الأَبْشارِ
أَضْنَينَني بِلواحِظٍ تَشكو الضَّنَى / وَكَسَوْنَني ما هُنَّ مِنْهُ عَوارِي
بِجَوىً حَوَتْهُ مُهْجَتي عَنْ مُقْلَتي / والجارُ قَدْ يَشْقَى بِذَنبِ الجارِ
أَنا في اللَّذَّاتِ مَخْلوعُ العِذارِ
أَنا في اللَّذَّاتِ مَخْلوعُ العِذارِ / هائمٌ في حُبِّ ظَبيٍ ذِي احْورارِ
صُفْرَةٌ في حُمْرَةٍ في خَدِّهِ / جَمعتْ رَوضَةَ وَردٍ وَبَهارِ
بِأبِي طَاقةُ آسٍ أقْبَلَتْ / تَتَثَنَّى بَينَ حِجْلٍ وسِوارِ
قادَني طَرْفي وقلبي للهوَى / كيف مِن طرْفي ومِن قَلبي حِذاري
لو بغيرِ الماءِ حَلْقي شَرِقٌ / كنتُ كالغَضّان بالماء اعتصاري