المجموع : 194
قَد أَبى لي خِضابَ شَيبي فُؤاد
قَد أَبى لي خِضابَ شَيبي فُؤاد / فِيه وَجدٌ بِكَتمِ سِرّي وَلُوعُ
خافَ أَن يُحدِثَ الخِضابُ نُصُولاً / وَنُصولُ الخِضابِ سرٌّ يَذيعُ
وَما المَرءُ في دُنياهُ إِلّا كَهاجِعٍ
وَما المَرءُ في دُنياهُ إِلّا كَهاجِعٍ / تَراءت لَهُ الأَحلامُ وَهيَ خَوادِعُ
ينعِّمُهُ طَيفٌ مِنَ اللَهوِ باطِلٌ / وَيُوقِظُهُ نَومٌ مِنَ الدَهرِ فاجِعُ
أَمرانِ يَعيا بِهما ذُو الحِجى
أَمرانِ يَعيا بِهما ذُو الحِجى / وَكُلُّ مالٍ فيهِما ضائِعُ
المَنزِلُ الواسِعُ يَشقى بِهِ / بانيهِ ثُمَّ السَفَرُ الشاسِعُ
يا مَن غَدا في الجَمعِ يُتعِبُ نَفسَهُ
يا مَن غَدا في الجَمعِ يُتعِبُ نَفسَهُ / كَيما يَزيدَ عَقارهُ وَضَياعَه
مَن ظَلَّ في التَجميعِ يُنفِقُ عُمرَهُ / فَمَتى يَكونُ بِأَكلِهِ اِستمتاعُه
أَفنَيتَ عُمرَكَ في حُطامٍ حُزتَهُ / باقٍ عَلَيكَ أَثامُهُ وَضَياعُه
مَن لي بِشَملِ المُنى وَالأُنسِ أَجمَعُهُ
مَن لي بِشَملِ المُنى وَالأُنسِ أَجمَعُهُ / بِشادِنٍ حَلَّ فيهِ الحُسنُ أَجمَعُه
ما زالَ يُعرِضُ عَن وَصلي وَأَخدَعُه / فَالآنَ قَد لانَ بَعدَ الصَدِّ أَخدَعُه
فَإِن لا تَرحَمي سُقمي فَردّي
فَإِن لا تَرحَمي سُقمي فَردّي / عَلى أَجفانِها بَعضَ الهُجوعِ
يا راكِباً أَضحى يَحُثُّ مَطيِّه
يا راكِباً أَضحى يَحُثُّ مَطيِّه / لِيَؤمَّ مَروَ عَلى الطَريقِ المَهيَعِ
أَبلِغ بِها قَوماً أَثاروا فِتنَةً / ظَلّت بِها الأَكبادُ رَهنَ تَقَطّعِ
إِذ أَقدمُوا ظُلماً عَلى سُلطانِهِم / بِالغَدرِ وَالخَلعِ الذَميمِ المُفظعِ
وَبحلِّ عَقدِ لِوائِهِ وَإِباحَةٍ / لِحَريمِهِ وَجَنابِهِ المتمنِّعِ
أَبلغهُمُ أَنّي اِتَخَذتُ لِفِعلِهم / فَألاً لَهُ في القَومِ أَسوأُ مَوقِعِ
أَمّا اللِواءُ وَحلّهُ فَمخبِّرٌ / عَن حَلِّ عِقدٍ مِنهُمُ مُستَجمِعِ
وَالخَلعُ يُخبِرُ أَن سَتُخلَعُ مِنهُم ال / أَرواحُ بِالقَتلِ الأَشَدِّ الأَشنَعِ
وَالغَدرُ يُنبئ أَن تُغادِر في الوَغى / أَشلاؤُهُم لِنُسورِهِ وَالأَضبُعِ
وَالفِرقَتانِ فَشاهِدٌ مَعناهُما / بِتَفَرّقٍ لِجمُوعِهِم وَتَصَدُّعِ
فَتَسمَّعوا لَمقالَتي وَتَأَهّبوا / بِذَميمِ بَغيِكُمُ لِسوءِ المَصرَعِ
فَاللَهُ لَيسَ بِغافِلٍ عَن أَمرِكُم / حَتّى يُحِلَّ بِكُم عُقوبَةَ مُوجِعِ
أَعدَدتُ مُحتَفِلا لِيَومِ فَراغي
أَعدَدتُ مُحتَفِلا لِيَومِ فَراغي / رَوضاً غَدا إِنسانَ عَينِ الباغي
رَوضاً يَرُوضُ هُمُومَ قَلبي حُسنُهُ / فيهِ لِكَأسِ اللَهوِ أيُّ مَساغِ
وَإِذا بَدَت قُضبانُ رِيحانٍ بِهِ / حَيَّت بِمِثلِ سَلاسِلِ الأَصداغِ
صَدفَ الحَبيبُ بِوَصلِهِ
صَدفَ الحَبيبُ بِوَصلِهِ / فَجَفا رُقادي إِذ صَدَف
وَنَثَرتُ لُؤلُؤَ عَبرَةٍ / أَضحى لَها جَفني صَدَف
أَبا جَعفرٍ هَل فَضَضتَ الصَدف
أَبا جَعفرٍ هَل فَضَضتَ الصَدف / وَهَل إِذ رَمَيتَ أَصَبتَ الهَدف
وَهَل جُبتَ لَيلاً بِلا حِشمَةٍ / لِطُولِ السُرى سُدَفاً في سُدَف
وَأَخٍ إِذا ما شَطَّ عَني رَحلُهُ
وَأَخٍ إِذا ما شَطَّ عَني رَحلُهُ / أَدنى إِلَيّ عَلى النَوى مَعروفهُ
كَالكَرمِ لَم يَمنَعهُ بُعدُ عَريشِهِ / مِن أَن يُقرّبَ لِلجُناةِ قُطُوفَهُ
لَنا صَديقٌ إِن رَأى
لَنا صَديقٌ إِن رَأى / مُهفهفاً لاطَفه
فإِن يَكُن في دَهرِنا / ذُو أُبنَةٍ لاطَ فهو
رُبَّما أَمتَعَ القَليل
رُبَّما أَمتَعَ القَليل / مِنَ المالِ أَو كَفى
وَإِذا زادَ كَثرَةً / وَعَدا القَدرَ أَتلَفا
كَسِراجٍ مُنَوّرٍ / إِن طَفا دُهنُهُ اِنطَفى
لِلأقحُوانِ عَلى مَلاحَتِهِ وَخزُ
لِلأقحُوانِ عَلى مَلاحَتِهِ وَخزُ / بِقَلبٍ يَشتَكي العِشقا
مَقلُوبُه في اللَفظِ يُخبِرُني / أَن الأَحِبّةَ قَد نَأَوا حَقّا
تَقصيرُكَ الذَيلَ حَقّاً
تَقصيرُكَ الذَيلَ حَقّاً / أَبقى وَأَنقى وَأَتقَى
ماذا عَلَيهِ لَو أَباحَ رِيقَه
ماذا عَلَيهِ لَو أَباحَ رِيقَه / لِقلبِ صَبٍّ يَشتَكي حَرِيقَه
رَأَيتُ الهِلالَ وَقَد حَلّقَت
رَأَيتُ الهِلالَ وَقَد حَلّقَت / نُجومُ الثُرَيّا لِكَي تَسبِقَه
فَشَبَّهتُهُ وَهوَ في إِثرِها / وَبَينَهُما الزَهرَةُ المُشرِقَه
كِرامٍ بِقَوسٍ رَأى طائِراً / فَحَلّق في إَثرِهِ بُندقَه
ما سَبى عَقلي المدام الرَحيقُ
ما سَبى عَقلي المدام الرَحيقُ / بَل جُفونٌ نَشوانُها لا يفيقُ
حينَ غُصنُ الشَبابِ غَضٌّ وَريقٌ / وَمَزاجُ الشَبابِ غَضٌّ وَريقُ
ثُمَّ بانَ الصبا وَعَفَّ التَصابي / وَتَجافى الهَوى وَخَفَّ الحَريقُ
تَفرَّقَ قَلبي في هَواهُ فَعِندَهُ
تَفرَّقَ قَلبي في هَواهُ فَعِندَهُ / فَريقٌ وَعِندي شُعبَةٌ وَفَريقُ
إِذا ظَمِئَت نَفسي أَقولُ لَهُ اِسقِني / فَإِن لَم تَكُن راحٌ لَدَيكَ فَريقُ
لا تُصبِحَنَّ بِالحَياةِ ذا ثِقه
لا تُصبِحَنَّ بِالحَياةِ ذا ثِقه / فَكُلُّ نَفسٍ لِلماتِ ذائِقَه