المجموع : 380
رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب
رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب / فكانا هلالَينِ عند النَّظرْ
فلم أدرِ من حيرتي فيهما / هلالَ الدجى مِن هلال البشرْ
ولولا التورُّدُ في الوجنتين / وما راعني من سواد الشَّعَرْ
لكُنتُ أظن الهلالَ الحبيبَ / وكنتُ أظن الحبيب القمرْ
ما لي إلى مثلِكَ من شافعٍ
ما لي إلى مثلِكَ من شافعٍ / إلا تَوَلّي العترة الطاهِرَهْ
فمَن تولّى عترةً قد زكت / زُكِّيَ في الدنيا وفي الآخِرهْ
حُب عليِّ بن أبي طالبٍ / دلالة باطنةٌ ظاهِرَهْ
يا غائباً ذكرُهُ في القلب محتَضَرُ
يا غائباً ذكرُهُ في القلب محتَضَرُ / صبرتَ عنّي وما لي عنك مصطبَرُ
قد يحسن العذر ممن كان مجترِماً / وما اجتَرَمتُ فصِف لي كيف أعتذرُ
بل يُغفَر الذنب من قبل العقاب به / وأيُّ شَيءٍ إذا عاقبتَ يُغتَفَرُ
وأيّ شيء أقود القلب عنك به / وقائداه إليك السمع والبصرُ
كن حيث ما شئتَ من قربٍ ومن بَعَدٍ / فالقلب يرعاك إن لم يرعك النظرُ
غَنَّى بذكرك قلبي حين بان له / لكنَّ طرفي إلى رؤياك مفتقرُ
ألا يا مَن إذا وَلَّوهُ جارا
ألا يا مَن إذا وَلَّوهُ جارا / ألستَ ترى محبَّك كيف صارا
ويا قمراً ينير الحيل ليلاً / وشمساً تشرق الكلا نهارا
فديتُك لم أقسكَ بغصن بانٍ / ولا شَبَّهتُ خدَّك جلَّنارا
وكيف وأنت معدن كلِّ حسنٍ / إذا ما عُدَّ كنتَ له قرارا
وليس يتمُّ حُسنُ الخَلق إن لم / يكن من بعض حسنك مستعارا
لخلقك نسخة في اللوح كانت / تَخَيَّرَها مُكوِّنُها اختيارا
فكيف وقد نشأتَ اليوم فينا / تطيق قلوبنا عنك اصطبارا
فمَن تجفوه لن يرجو حياةً / ومَن واصلتَه لم يخشَ عارا
بحبِّك صار عاشقُك المُعَنّى / على العشّاق يفتخر افتخارا
إذا ما عَيَّروني فيك قالوا / حبيبك لا يزور ولن يُزَار
فقلتُ لهم رضيتُ به حبيباً / ولا وحياتِه ما ذاقَ عارا
تُطوى المنى عن طلاب غايتِهِ
تُطوى المنى عن طلاب غايتِهِ / بالناس في كُتبه إذا تُنشَرْ
وقدرُه فوق ما تملَّكه / فليس حبّي له بمستكثَرْ
اختصَّه جعفر الإمام فقد / وُفِّقَ فيما اختَصَّه جعفرْ
فكُتبُه كالعيون إن نُشِرَت / سَوَادُها من بياضها أحوَرْ
تطلع من رأيه اذا اعتكرت / ظلماءُ خطبٍ كواكبٌ تزهرْ
تُثبِت أقلامُه بها حِكَماً / تُتلى بألفاظِ لُؤلؤٍ يُنثَرْ
تجبر ما تكسر الخطوبُ وما / تكسر آراؤه فلن يجبَرْ
كأنَّما الدَّهر في تصرُّفه / يحكم تدبيرَه إذا دبَّرْ
قد وافقت يُمنَه بصيرتُه / فيا لتوفيق كلِّ ما قَدَّرْ
كأنَّما مَجمَعُ العيون له / تُجيب إطراقَه إذا فكَّرْ
يدبِّر الكونَ قبل موقعِه / فهو يرى قبل وِرده المصدرْ
إن قام للأمر كان محتضِراً / رأياً برُشدٍ من رأيه أحضَرْ
يُصمي بسهم البديهِ شاكلةَ ال / رَميِ وقوسُ الأنَاةِ لم يُوتَرْ
لا تكذبوا ليس هذه كتبَ ال / كُتّاب لكن معادن الجوهَرْ
نَمَّ بها صامتٌ يُكاتِم إن / صامَ ولكن ينمُّ إن أفطرْ
ضامر جسمٍ تراه عن خَرَسٍ / مترجماً عن جميع ما يُضمَرْ
قد سلب العاشقين دِقَّتَهم / ولونَهم في المحسر والمنظرْ
يبصر ما أوحت النفوسُ له / وماله آلةٌ بها يُبصرْ
يرضَع من غير أُمِّه لبناً / يمجُّه فوه فهو لا يَكبَرْ
قد يُزدَرى في عيانه ولقد / يَقضي بآثارِه إذا أثَّرْ
يحفى من المشي في الرضاع فإن / عُولج منه رأيتَه أصغَرْ
حق لاثار لون عن بني ال / عبّا أن ترقص أو تنصرْ
منكّس رأسَه كهاروتَ في / بابل إذ كان مثلَه يسحَرْ
دَع ذِكرَ أقلامه فلم يكن ال / صَمصَامُ إلا بعنترٍ يُذكَرْ
أخدّاكَ وردٌ أم ثناياك جوهرُ
أخدّاكَ وردٌ أم ثناياك جوهرُ / وصدغاك مسك أم عذارك عنبرُ
وأقمرتَ يا بدرَ الملاحة كلِّها / فما ضرَّنا البدرُ الذي ليس يقمرُ
وما نظرت عيني إلى الشمس ساعةً / من الدهر إلا خلتُها لك تنظرُ
وما دمعتي تلك التي قد تحدَّرت / ولكنَّها وَدقٌ غدت تتحدَّرُ
لم أحضر المجلسَ شوقاً الى
لم أحضر المجلسَ شوقاً الى / كلامِ منصورِ بن عمّارِ
لكن ليستمتع لي ناظري / منك فأقضي بعضَ أوطاري
وما استماعي لكلام امرئٍ / يزيد في شوقي وتذكاري
كأنه في كل ما قال لي / يخبرني عن بعض أخباري
فالوصل والهجر على ما جَنى / من وصفة الجنة والنارِ
لكنَّه لمّا دعا لم يكن / شيء سوى عطفك إضماري
أيا غصناً من تحت بدرٍ على نقاً
أيا غصناً من تحت بدرٍ على نقاً / على كثُبٍ قد انكَسف البَدرُ
أغارَ عليه الدهرُ من أعين الورى / فأنبَتَ شَعراً في منابته الشَّعرُ
رياضٌ بها للزَّعفران تكاثُفٌ / وقد سيَّرت فيها سَنابكَها الحُمرُ
ألا ما لعيني أشرقت لي بنورها / فأبصرتُ بدرَ الليل زاحمه الفجرُ
لهفي على تلك المحا
لهفي على تلك المحا / سنِ والمحاجر في المَعاجرْ
وحواجبٍ كقوادم ال / خُطّافِ في حَلَق الأناجِر
أمضى وأنفذ في القلو / ب من الخناجر في الحناجر
فديتك ما للدَّهر فيك وللقلى
فديتك ما للدَّهر فيك وللقلى / خلوتُ ولكن للصيانة والسترِ
لعلّي أنال الأنس في حجب خلوةٍ / كذاك يُنال الدرُّ في غامض البحرِ
أُريد بأن يخفى على الناسِ وَقفُه / فأخفى وهل يخفى الوقوف مع البدرِ
إذا ما رأيتُ الشوق يُجري خيوله / لكشف الهوى صيَّرتُ ميدانَه صدري
ثَنى عنك طرفي لحظُ طرفك فانثنى / كذاك خُمار الخمر يُكسَر بالخمرِ
ويصبح ريحانُ الهوى حين نلتقي / نَماءَ المنى من ذلك النظر الشزرِ
وتنظر في حالي وذاك هوى المنى / وفوق المنى لو كنتَ تنظر في أمري
عذرتُ حبيبي أن أقام على هجري / لأن ذنوبي قد كثرن على العذر
بُليتُ بذنبٍ فوق ذنبي لشقوتي / وما أوجع العَقر الأليم على العقرِ
وما أنا إلا مثل جابر عَظمِه / فلمّا بَرَا ثَنّى بكَسرٍ على الجَبرِ
أسأتُ إلى من لم يزل بيَ محسناً / فحقّي بأن أُرمي بقاصمة الظهرِ
أيعرف قدري ثم أجهل قدرَهُ / فلا عرف الرحمن من دونها قدري
حراميَّة منّي أتيه على الذي / بداخله تيه على الشمس والبدر
فيا ليلةً أدركتُها وحُرمتُها / وكنت كمحرومٍ رأى ليلة القدرِ
فيا نعمةً فاتت ويا محنةً أتت / فموتٌ على فَوتٍ وقتلٌ على كفرِ
أبا حسنٍ ما حيلتي ووسيلتي / أبِن لي فإني قد تحيَّرتُ في أمري
أأصبر للهجران أم أطلب الرضا / وهيهات أن ترضى وهيهات من صبري
أغار عليه لستُ أملك وصلَه
أغار عليه لستُ أملك وصلَه / وأخيب عشاق الملاح غيورُها
كأحمق لم يمكنه يدخل قريةً / فقال أنا دهقانها وأميرُها
فراقك فيه حسرتي وتنغّصي
فراقك فيه حسرتي وتنغّصي / ولو عُدتَ عادت لذتي وسروري
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا / أتذكرها أم أنتَ غير ذَكُور
فمن عينك النجلاء كانت بليتي / فويلاه من غنجٍ بها وفتورِ
تفرَّقتِ اللذّات عنّي لفقدكم / تفرُّقَ أجنادٍ لفقد أمير
صبرتُ والصبر يُعقب الظَّفرا
صبرتُ والصبر يُعقب الظَّفرا / فاستأنس الشادنُ الذي نفرا
فلو ترى كأسَه على فمه / حسبتَ شمساً تقبِّلُ القمرا
تشرب عيناه خمر وجنته / فيَسكر الطرفُ وهو ما سكرا
لم يخلق اللَهُ في خلائقه / أحسنَ من محسنٍ إذا قدرا
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقد الزُّنّارِ
وإذا تنزَّه ناظري في روضةٍ / حنَّ الفؤاد إلى جنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهداً عن غامض الأسرارِ
قد يستَدلُّ بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدّخَان فثَمَّ موقِد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاء كلِّ مُهتَّك الأستارِ
فتجنَّبِ الأشرارَ تَجنُب شرَّهم / واختر لنفسك صحبة الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّار يُدعى فاجراً / وكذاك بَرّاً لاذ بالأبرارِ
ولأهلِه شَرَطٌ أذاهُ وغَيُّه / مَن أعجبَته مذاهبُ الشطّارِ
بَهرَجتَ جسمك والظنون جهابذٌ / عُكفٌ عليك وأنت كالدينارِ
ما بال ذكرك بالمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمَّن يعرِّض نفسَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حرّاً فدونك صحبة الأحرارِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ / في الحسن قد أمسى بغير نظيرِ
اللَهُ صوَّره بديعَ محاسنٍ / كيما يكون نموذجاً للحورِ
فلذاكَ زخرف وجهَه بدقائقٍ / فتنت وكحَّلَ طرفَه بفتورِ
وكأنَّ عارضَه صفيحةُ جوهرٍ / متنمنماً فيها عِذارَ غَريرِ
قد خطَّ فيه الشَّكلُ خَطَّ لبَاقَةٍ / منقوشةٍ من ظلمةٍ في نورِ
فالآن يُعذرُ من يهيم بحبِّه / إذ حصَّنَته ملاحةُ التعذيرِ
ماء البشاشة ضاحك في وجههه / أبداً كوجهِ مبشِّرٍ بسرورِ
دَلُّ الملاحِ يهزُّه فكأنَّه / وردٌ يُقَبِّل غُرَّةَ المنثورِ
كلُّ المِلاح إذا تراه تحسَّروا / حسداً كحسرة عاشقٍ مهجورِ
إني لأحسب حُسنَه متفرِّداً / إذ كان منفرداً بغير نظيرِ
كم عاشقٍ بفناء عرصة دارِه / كركوع موسى في فناء الطورِ
فإذا بدا بلوائه فكأنهم / أسرى وقد بَصُروا بوجهِ أميرِ
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها / وأنك في روض المحاسن زهرُها
ووجه لو اَنَّ الأعين العور كُحِّلت / ببهجته يوماً لراجَعَ بصرُها
وللجُدَري فيه رسوم محاسنٍ / يُرى فيه آثارَ المحاسن أثرُها
على قامةٍ مازال يُغبَط ردفُها / ويُحسَدُ ساقاها ويُرحَم خصرُها
فتسعة أعشار الملاحة قُسِّمَت / عليك وفي كلِّ الخلائق عُشرُها
وقد نُقِشت نقشَ الدنانير عدنا / صفاتك إلا أن عقلك تبرُها
محاسن زاد العقل فيها محاسناً / فيحسن مرآها ويحسن ذكرُها
لذكرك طِيبٌ في النفوس لو اَنَّه / لجسمك لم يُجلَب من الهند عطرُها
فصارت بك الأيامُ أعيادَ لذَّةٍ / فما كاد أضحاها يبين وفِطرُها
تقلِّبُ طرفاً لو تقلَّبَ سحرُهُ / على الأرض لم يظهر ببابل سِحرُها
فلو كنتَ في سوق الجواهر ضاحكاً / إذا عُرِضَت لم يغلُ في السوق قَدرُها
أرى لك قبل الأُنس مزح تَظرُّفٍ / كذلك قبل الشمس يطلع فجرُها
وما عابَ نفسَ المرء كثرةُ مزحها / إذا قلَّ منها خلف ذلك نُكرُها
وطبعاً وأخلاقاً إذا بانَ كشفُها / تبيَّن من تحت التكشُّف سترُها
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً / وطيباً ولكن في التظرُّفِ سكرُها
خلائق يُرضي اللهَ في السرِّ صونُها / ويرضي عباد اللَه في الجهر نشرُها
فيكثر عند الناس في ذاك حمدُها / ويكثر عند اللَه في ذاك أجرُها
فمن الحقائق والخصو
فمن الحقائق والخصو / رِ إلى الترائبِ والنحورِ
ومن الوجوه إلى العيو / نِ إلى الخدودِ إلى الثغورِ
طباعَكَ فالزَمها وخلِّ التكلُّفا
طباعَكَ فالزَمها وخلِّ التكلُّفا / فإن الذي غطيته قد تكشَّفا
فلِم تتعاطى ما تعوَّدتَ ضدَّه / إذا كنتَ خوّاناً فِلم تدَّعي الوَفا
أتذكر قولي إنني منك خائفٌ / ألست تخاف الله إن كنتَ منصِفا
غدرتَ ولم تُغدَر وخُنتَ ولم تُخَن / ومرَّرت ما احلولى وكدَّرتَ ما صفا
فما هي إلا أن أعيش منغَّصاً / لنقضك عهدي أو أموتَ تأسُّفا
فلم يتهنَّأ بالوصال مروَّعٌ / بغدرٍ ولا عيش لمن كان مُدنَفا
إذا خفتُ أمراً ثم أبصرتُ صاحبي / يكاتمني ازددتُ منه تخوُّفا
أأحمدُ لِم تخلِف فإنك خائفٌ / ولن يُعذر الغدّارُ إلا ليُخلِفا
حبيبي أما استحييتَ منّي تخونني / وتَزوي ثمارَ الوصل عني لتُقطفا
ولِم تقبل العذرَ الذي بانَ زَيفُه / وهل مستجادٌ درهمٌ قد تزيَّفا
تحيَّرت لا أدري أأرضى بما أرى / فأكمد أم أجفو الحبيب فأتلَفا
فلي نفس حرٍّ لا يطيق خيانةً / ولي قلب صبٍّ ليس يقوى على الجفا
ففي الغدر تنغيصٌ وفي الهجر محنةٌ / وقد نالني منك الغِدَارُ مضعَّفا
ظننا بكم ظنّاً جميلاً لمَيلكم / إلينا ولكن ذلك الظن أخلفا
إذا غاب ماءُ الغُصنِ عن روضة المنى / فحقّ لأغصان المنى أن تُقَصَّفا
إذا رحل الإنصاف عن عرصة الهوى / فما للرضا عذرٌ بأن يتخلَّفا
وما أوحش الإلفين حنَّا / اذا افترقا من بعد ما قد تألفا
لقد كنتَ لي نِعمَ الحبيب تبرُّني / وأرحمَ بي من والديَّ وأرأفا
فما كان أحلى أُنسنا وحديثنا / ليالي كان الدهر بالوصل أسعفا
وما كان ذاك الوصل وصلاً لطيبه / ولكنَّه برق لعقلي تخطَّفا
تعطفت لي بالعطف حتى كأنما / جريتَ بمجرى الروح بل كنتَ ألطفا
فإن تَتَّخِذ مني بديلاً فإنني / تبدَّلتُ من بعد السرور تلهُّفا
سلامٌ على الدنيا إذا لم أجد بها / حبيباً ودوداً بالمودَّة منصفا
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ / ومَلَّ فمن ذا الذي استعطَفَهْ
فلا أحدٌ في الرضا ساءَهُ / ولا أحد في القلى عنَّفَه
وكان زكيّاً كما قد علمتُ / فما ذا التعدّي وما ذا السَّفَه
وفي الناس من يتجنّى الذنوبَ / وذا قد تجاوز حدَّ الصِّفَه
ولا كلُّ مَن كانَ ذا قوَّةٍ / يناوي الضعيفَ إذا استضعفه
وزعَّمني صدفاً خاوياً / من الدرِّ مثل الذي صرَّفَه
ولو شئتُ عرَّفتُه مَن أنا / وإن كانَ لي جيِّد المعرفَه
وإبليس يعرف مَن رَبُّه / ولكنَّ طغيانه سرَّفه
سأحلم حتى يقولوا شأى / معاويةَ الحلمَ أو أحنَفَه
لأن ركائب عهد الوفا / على طلل العهد مستعطَفَه
وما أولَعَ المرء بالموبقات / وعند الحقائق ما أضعفَه
تراني أُحَبِّكُ طول الحياة / لساناً بما ساءَه أو شَفَه
أأهجوه حتّى يقول الأنامُ / أنَصرٌ هجاه لقد شرَّفَه
وسَل مَن تعرَّض لي في الهجا / ءِ عن عِرضِه أين قد خَلَّفَه
وذو الجهل ينصف من ضامه / سَفاهاً ويظلم من أنصَفَه
ماذا يضرُّ الحبيبَ لو عطفا
ماذا يضرُّ الحبيبَ لو عطفا / فأنصف المستهامَ وانتصفا
لا تخلف الوعدَ لي أيا سَكَني / فإن في خلفه ليَ التلفا
هجرك إن دامَ لي بغير وفاً / قضيتُ وجداً بغصَّتي أسفا
لا خير في الوعد لا تمام له / كأنَّه البرق لاح واختطفا
سهام عين الحبيب تقتلني / كأن في مهجتي لها هدفا
ما حلَّ هذا وليس ذا حسناً / أن تتركنّي متيَّماً دنفا
يا ليت شعري متى يكون لنا / وقتٌ نرى الشمل فيه مؤتلفا
ما أقبح التيه بالمِلاح ومَن / كان مليحاً فلا يكن صلفا