القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 380
رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب
رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب / فكانا هلالَينِ عند النَّظرْ
فلم أدرِ من حيرتي فيهما / هلالَ الدجى مِن هلال البشرْ
ولولا التورُّدُ في الوجنتين / وما راعني من سواد الشَّعَرْ
لكُنتُ أظن الهلالَ الحبيبَ / وكنتُ أظن الحبيب القمرْ
ما لي إلى مثلِكَ من شافعٍ
ما لي إلى مثلِكَ من شافعٍ / إلا تَوَلّي العترة الطاهِرَهْ
فمَن تولّى عترةً قد زكت / زُكِّيَ في الدنيا وفي الآخِرهْ
حُب عليِّ بن أبي طالبٍ / دلالة باطنةٌ ظاهِرَهْ
يا غائباً ذكرُهُ في القلب محتَضَرُ
يا غائباً ذكرُهُ في القلب محتَضَرُ / صبرتَ عنّي وما لي عنك مصطبَرُ
قد يحسن العذر ممن كان مجترِماً / وما اجتَرَمتُ فصِف لي كيف أعتذرُ
بل يُغفَر الذنب من قبل العقاب به / وأيُّ شَيءٍ إذا عاقبتَ يُغتَفَرُ
وأيّ شيء أقود القلب عنك به / وقائداه إليك السمع والبصرُ
كن حيث ما شئتَ من قربٍ ومن بَعَدٍ / فالقلب يرعاك إن لم يرعك النظرُ
غَنَّى بذكرك قلبي حين بان له / لكنَّ طرفي إلى رؤياك مفتقرُ
ألا يا مَن إذا وَلَّوهُ جارا
ألا يا مَن إذا وَلَّوهُ جارا / ألستَ ترى محبَّك كيف صارا
ويا قمراً ينير الحيل ليلاً / وشمساً تشرق الكلا نهارا
فديتُك لم أقسكَ بغصن بانٍ / ولا شَبَّهتُ خدَّك جلَّنارا
وكيف وأنت معدن كلِّ حسنٍ / إذا ما عُدَّ كنتَ له قرارا
وليس يتمُّ حُسنُ الخَلق إن لم / يكن من بعض حسنك مستعارا
لخلقك نسخة في اللوح كانت / تَخَيَّرَها مُكوِّنُها اختيارا
فكيف وقد نشأتَ اليوم فينا / تطيق قلوبنا عنك اصطبارا
فمَن تجفوه لن يرجو حياةً / ومَن واصلتَه لم يخشَ عارا
بحبِّك صار عاشقُك المُعَنّى / على العشّاق يفتخر افتخارا
إذا ما عَيَّروني فيك قالوا / حبيبك لا يزور ولن يُزَار
فقلتُ لهم رضيتُ به حبيباً / ولا وحياتِه ما ذاقَ عارا
تُطوى المنى عن طلاب غايتِهِ
تُطوى المنى عن طلاب غايتِهِ / بالناس في كُتبه إذا تُنشَرْ
وقدرُه فوق ما تملَّكه / فليس حبّي له بمستكثَرْ
اختصَّه جعفر الإمام فقد / وُفِّقَ فيما اختَصَّه جعفرْ
فكُتبُه كالعيون إن نُشِرَت / سَوَادُها من بياضها أحوَرْ
تطلع من رأيه اذا اعتكرت / ظلماءُ خطبٍ كواكبٌ تزهرْ
تُثبِت أقلامُه بها حِكَماً / تُتلى بألفاظِ لُؤلؤٍ يُنثَرْ
تجبر ما تكسر الخطوبُ وما / تكسر آراؤه فلن يجبَرْ
كأنَّما الدَّهر في تصرُّفه / يحكم تدبيرَه إذا دبَّرْ
قد وافقت يُمنَه بصيرتُه / فيا لتوفيق كلِّ ما قَدَّرْ
كأنَّما مَجمَعُ العيون له / تُجيب إطراقَه إذا فكَّرْ
يدبِّر الكونَ قبل موقعِه / فهو يرى قبل وِرده المصدرْ
إن قام للأمر كان محتضِراً / رأياً برُشدٍ من رأيه أحضَرْ
يُصمي بسهم البديهِ شاكلةَ ال / رَميِ وقوسُ الأنَاةِ لم يُوتَرْ
لا تكذبوا ليس هذه كتبَ ال / كُتّاب لكن معادن الجوهَرْ
نَمَّ بها صامتٌ يُكاتِم إن / صامَ ولكن ينمُّ إن أفطرْ
ضامر جسمٍ تراه عن خَرَسٍ / مترجماً عن جميع ما يُضمَرْ
قد سلب العاشقين دِقَّتَهم / ولونَهم في المحسر والمنظرْ
يبصر ما أوحت النفوسُ له / وماله آلةٌ بها يُبصرْ
يرضَع من غير أُمِّه لبناً / يمجُّه فوه فهو لا يَكبَرْ
قد يُزدَرى في عيانه ولقد / يَقضي بآثارِه إذا أثَّرْ
يحفى من المشي في الرضاع فإن / عُولج منه رأيتَه أصغَرْ
حق لاثار لون عن بني ال / عبّا أن ترقص أو تنصرْ
منكّس رأسَه كهاروتَ في / بابل إذ كان مثلَه يسحَرْ
دَع ذِكرَ أقلامه فلم يكن ال / صَمصَامُ إلا بعنترٍ يُذكَرْ
أخدّاكَ وردٌ أم ثناياك جوهرُ
أخدّاكَ وردٌ أم ثناياك جوهرُ / وصدغاك مسك أم عذارك عنبرُ
وأقمرتَ يا بدرَ الملاحة كلِّها / فما ضرَّنا البدرُ الذي ليس يقمرُ
وما نظرت عيني إلى الشمس ساعةً / من الدهر إلا خلتُها لك تنظرُ
وما دمعتي تلك التي قد تحدَّرت / ولكنَّها وَدقٌ غدت تتحدَّرُ
لم أحضر المجلسَ شوقاً الى
لم أحضر المجلسَ شوقاً الى / كلامِ منصورِ بن عمّارِ
لكن ليستمتع لي ناظري / منك فأقضي بعضَ أوطاري
وما استماعي لكلام امرئٍ / يزيد في شوقي وتذكاري
كأنه في كل ما قال لي / يخبرني عن بعض أخباري
فالوصل والهجر على ما جَنى / من وصفة الجنة والنارِ
لكنَّه لمّا دعا لم يكن / شيء سوى عطفك إضماري
أيا غصناً من تحت بدرٍ على نقاً
أيا غصناً من تحت بدرٍ على نقاً / على كثُبٍ قد انكَسف البَدرُ
أغارَ عليه الدهرُ من أعين الورى / فأنبَتَ شَعراً في منابته الشَّعرُ
رياضٌ بها للزَّعفران تكاثُفٌ / وقد سيَّرت فيها سَنابكَها الحُمرُ
ألا ما لعيني أشرقت لي بنورها / فأبصرتُ بدرَ الليل زاحمه الفجرُ
لهفي على تلك المحا
لهفي على تلك المحا / سنِ والمحاجر في المَعاجرْ
وحواجبٍ كقوادم ال / خُطّافِ في حَلَق الأناجِر
أمضى وأنفذ في القلو / ب من الخناجر في الحناجر
فديتك ما للدَّهر فيك وللقلى
فديتك ما للدَّهر فيك وللقلى / خلوتُ ولكن للصيانة والسترِ
لعلّي أنال الأنس في حجب خلوةٍ / كذاك يُنال الدرُّ في غامض البحرِ
أُريد بأن يخفى على الناسِ وَقفُه / فأخفى وهل يخفى الوقوف مع البدرِ
إذا ما رأيتُ الشوق يُجري خيوله / لكشف الهوى صيَّرتُ ميدانَه صدري
ثَنى عنك طرفي لحظُ طرفك فانثنى / كذاك خُمار الخمر يُكسَر بالخمرِ
ويصبح ريحانُ الهوى حين نلتقي / نَماءَ المنى من ذلك النظر الشزرِ
وتنظر في حالي وذاك هوى المنى / وفوق المنى لو كنتَ تنظر في أمري
عذرتُ حبيبي أن أقام على هجري / لأن ذنوبي قد كثرن على العذر
بُليتُ بذنبٍ فوق ذنبي لشقوتي / وما أوجع العَقر الأليم على العقرِ
وما أنا إلا مثل جابر عَظمِه / فلمّا بَرَا ثَنّى بكَسرٍ على الجَبرِ
أسأتُ إلى من لم يزل بيَ محسناً / فحقّي بأن أُرمي بقاصمة الظهرِ
أيعرف قدري ثم أجهل قدرَهُ / فلا عرف الرحمن من دونها قدري
حراميَّة منّي أتيه على الذي / بداخله تيه على الشمس والبدر
فيا ليلةً أدركتُها وحُرمتُها / وكنت كمحرومٍ رأى ليلة القدرِ
فيا نعمةً فاتت ويا محنةً أتت / فموتٌ على فَوتٍ وقتلٌ على كفرِ
أبا حسنٍ ما حيلتي ووسيلتي / أبِن لي فإني قد تحيَّرتُ في أمري
أأصبر للهجران أم أطلب الرضا / وهيهات أن ترضى وهيهات من صبري
أغار عليه لستُ أملك وصلَه
أغار عليه لستُ أملك وصلَه / وأخيب عشاق الملاح غيورُها
كأحمق لم يمكنه يدخل قريةً / فقال أنا دهقانها وأميرُها
فراقك فيه حسرتي وتنغّصي
فراقك فيه حسرتي وتنغّصي / ولو عُدتَ عادت لذتي وسروري
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا / أتذكرها أم أنتَ غير ذَكُور
فمن عينك النجلاء كانت بليتي / فويلاه من غنجٍ بها وفتورِ
تفرَّقتِ اللذّات عنّي لفقدكم / تفرُّقَ أجنادٍ لفقد أمير
صبرتُ والصبر يُعقب الظَّفرا
صبرتُ والصبر يُعقب الظَّفرا / فاستأنس الشادنُ الذي نفرا
فلو ترى كأسَه على فمه / حسبتَ شمساً تقبِّلُ القمرا
تشرب عيناه خمر وجنته / فيَسكر الطرفُ وهو ما سكرا
لم يخلق اللَهُ في خلائقه / أحسنَ من محسنٍ إذا قدرا
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقد الزُّنّارِ
وإذا تنزَّه ناظري في روضةٍ / حنَّ الفؤاد إلى جنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهداً عن غامض الأسرارِ
قد يستَدلُّ بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدّخَان فثَمَّ موقِد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاء كلِّ مُهتَّك الأستارِ
فتجنَّبِ الأشرارَ تَجنُب شرَّهم / واختر لنفسك صحبة الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّار يُدعى فاجراً / وكذاك بَرّاً لاذ بالأبرارِ
ولأهلِه شَرَطٌ أذاهُ وغَيُّه / مَن أعجبَته مذاهبُ الشطّارِ
بَهرَجتَ جسمك والظنون جهابذٌ / عُكفٌ عليك وأنت كالدينارِ
ما بال ذكرك بالمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمَّن يعرِّض نفسَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حرّاً فدونك صحبة الأحرارِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ / في الحسن قد أمسى بغير نظيرِ
اللَهُ صوَّره بديعَ محاسنٍ / كيما يكون نموذجاً للحورِ
فلذاكَ زخرف وجهَه بدقائقٍ / فتنت وكحَّلَ طرفَه بفتورِ
وكأنَّ عارضَه صفيحةُ جوهرٍ / متنمنماً فيها عِذارَ غَريرِ
قد خطَّ فيه الشَّكلُ خَطَّ لبَاقَةٍ / منقوشةٍ من ظلمةٍ في نورِ
فالآن يُعذرُ من يهيم بحبِّه / إذ حصَّنَته ملاحةُ التعذيرِ
ماء البشاشة ضاحك في وجههه / أبداً كوجهِ مبشِّرٍ بسرورِ
دَلُّ الملاحِ يهزُّه فكأنَّه / وردٌ يُقَبِّل غُرَّةَ المنثورِ
كلُّ المِلاح إذا تراه تحسَّروا / حسداً كحسرة عاشقٍ مهجورِ
إني لأحسب حُسنَه متفرِّداً / إذ كان منفرداً بغير نظيرِ
كم عاشقٍ بفناء عرصة دارِه / كركوع موسى في فناء الطورِ
فإذا بدا بلوائه فكأنهم / أسرى وقد بَصُروا بوجهِ أميرِ
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها / وأنك في روض المحاسن زهرُها
ووجه لو اَنَّ الأعين العور كُحِّلت / ببهجته يوماً لراجَعَ بصرُها
وللجُدَري فيه رسوم محاسنٍ / يُرى فيه آثارَ المحاسن أثرُها
على قامةٍ مازال يُغبَط ردفُها / ويُحسَدُ ساقاها ويُرحَم خصرُها
فتسعة أعشار الملاحة قُسِّمَت / عليك وفي كلِّ الخلائق عُشرُها
وقد نُقِشت نقشَ الدنانير عدنا / صفاتك إلا أن عقلك تبرُها
محاسن زاد العقل فيها محاسناً / فيحسن مرآها ويحسن ذكرُها
لذكرك طِيبٌ في النفوس لو اَنَّه / لجسمك لم يُجلَب من الهند عطرُها
فصارت بك الأيامُ أعيادَ لذَّةٍ / فما كاد أضحاها يبين وفِطرُها
تقلِّبُ طرفاً لو تقلَّبَ سحرُهُ / على الأرض لم يظهر ببابل سِحرُها
فلو كنتَ في سوق الجواهر ضاحكاً / إذا عُرِضَت لم يغلُ في السوق قَدرُها
أرى لك قبل الأُنس مزح تَظرُّفٍ / كذلك قبل الشمس يطلع فجرُها
وما عابَ نفسَ المرء كثرةُ مزحها / إذا قلَّ منها خلف ذلك نُكرُها
وطبعاً وأخلاقاً إذا بانَ كشفُها / تبيَّن من تحت التكشُّف سترُها
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً / وطيباً ولكن في التظرُّفِ سكرُها
خلائق يُرضي اللهَ في السرِّ صونُها / ويرضي عباد اللَه في الجهر نشرُها
فيكثر عند الناس في ذاك حمدُها / ويكثر عند اللَه في ذاك أجرُها
فمن الحقائق والخصو
فمن الحقائق والخصو / رِ إلى الترائبِ والنحورِ
ومن الوجوه إلى العيو / نِ إلى الخدودِ إلى الثغورِ
طباعَكَ فالزَمها وخلِّ التكلُّفا
طباعَكَ فالزَمها وخلِّ التكلُّفا / فإن الذي غطيته قد تكشَّفا
فلِم تتعاطى ما تعوَّدتَ ضدَّه / إذا كنتَ خوّاناً فِلم تدَّعي الوَفا
أتذكر قولي إنني منك خائفٌ / ألست تخاف الله إن كنتَ منصِفا
غدرتَ ولم تُغدَر وخُنتَ ولم تُخَن / ومرَّرت ما احلولى وكدَّرتَ ما صفا
فما هي إلا أن أعيش منغَّصاً / لنقضك عهدي أو أموتَ تأسُّفا
فلم يتهنَّأ بالوصال مروَّعٌ / بغدرٍ ولا عيش لمن كان مُدنَفا
إذا خفتُ أمراً ثم أبصرتُ صاحبي / يكاتمني ازددتُ منه تخوُّفا
أأحمدُ لِم تخلِف فإنك خائفٌ / ولن يُعذر الغدّارُ إلا ليُخلِفا
حبيبي أما استحييتَ منّي تخونني / وتَزوي ثمارَ الوصل عني لتُقطفا
ولِم تقبل العذرَ الذي بانَ زَيفُه / وهل مستجادٌ درهمٌ قد تزيَّفا
تحيَّرت لا أدري أأرضى بما أرى / فأكمد أم أجفو الحبيب فأتلَفا
فلي نفس حرٍّ لا يطيق خيانةً / ولي قلب صبٍّ ليس يقوى على الجفا
ففي الغدر تنغيصٌ وفي الهجر محنةٌ / وقد نالني منك الغِدَارُ مضعَّفا
ظننا بكم ظنّاً جميلاً لمَيلكم / إلينا ولكن ذلك الظن أخلفا
إذا غاب ماءُ الغُصنِ عن روضة المنى / فحقّ لأغصان المنى أن تُقَصَّفا
إذا رحل الإنصاف عن عرصة الهوى / فما للرضا عذرٌ بأن يتخلَّفا
وما أوحش الإلفين حنَّا / اذا افترقا من بعد ما قد تألفا
لقد كنتَ لي نِعمَ الحبيب تبرُّني / وأرحمَ بي من والديَّ وأرأفا
فما كان أحلى أُنسنا وحديثنا / ليالي كان الدهر بالوصل أسعفا
وما كان ذاك الوصل وصلاً لطيبه / ولكنَّه برق لعقلي تخطَّفا
تعطفت لي بالعطف حتى كأنما / جريتَ بمجرى الروح بل كنتَ ألطفا
فإن تَتَّخِذ مني بديلاً فإنني / تبدَّلتُ من بعد السرور تلهُّفا
سلامٌ على الدنيا إذا لم أجد بها / حبيباً ودوداً بالمودَّة منصفا
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ / ومَلَّ فمن ذا الذي استعطَفَهْ
فلا أحدٌ في الرضا ساءَهُ / ولا أحد في القلى عنَّفَه
وكان زكيّاً كما قد علمتُ / فما ذا التعدّي وما ذا السَّفَه
وفي الناس من يتجنّى الذنوبَ / وذا قد تجاوز حدَّ الصِّفَه
ولا كلُّ مَن كانَ ذا قوَّةٍ / يناوي الضعيفَ إذا استضعفه
وزعَّمني صدفاً خاوياً / من الدرِّ مثل الذي صرَّفَه
ولو شئتُ عرَّفتُه مَن أنا / وإن كانَ لي جيِّد المعرفَه
وإبليس يعرف مَن رَبُّه / ولكنَّ طغيانه سرَّفه
سأحلم حتى يقولوا شأى / معاويةَ الحلمَ أو أحنَفَه
لأن ركائب عهد الوفا / على طلل العهد مستعطَفَه
وما أولَعَ المرء بالموبقات / وعند الحقائق ما أضعفَه
تراني أُحَبِّكُ طول الحياة / لساناً بما ساءَه أو شَفَه
أأهجوه حتّى يقول الأنامُ / أنَصرٌ هجاه لقد شرَّفَه
وسَل مَن تعرَّض لي في الهجا / ءِ عن عِرضِه أين قد خَلَّفَه
وذو الجهل ينصف من ضامه / سَفاهاً ويظلم من أنصَفَه
ماذا يضرُّ الحبيبَ لو عطفا
ماذا يضرُّ الحبيبَ لو عطفا / فأنصف المستهامَ وانتصفا
لا تخلف الوعدَ لي أيا سَكَني / فإن في خلفه ليَ التلفا
هجرك إن دامَ لي بغير وفاً / قضيتُ وجداً بغصَّتي أسفا
لا خير في الوعد لا تمام له / كأنَّه البرق لاح واختطفا
سهام عين الحبيب تقتلني / كأن في مهجتي لها هدفا
ما حلَّ هذا وليس ذا حسناً / أن تتركنّي متيَّماً دنفا
يا ليت شعري متى يكون لنا / وقتٌ نرى الشمل فيه مؤتلفا
ما أقبح التيه بالمِلاح ومَن / كان مليحاً فلا يكن صلفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025