المجموع : 604
بِاللهِ يا مُغرَىً بِهجرانِي
بِاللهِ يا مُغرَىً بِهجرانِي / وَيا مُبيحَ الدَّمعِ أَجْفاني
هَلْ في القضَايا أَنَ مَن مَا جَنَى / يَخضعُ بالعُذرِ إِلى الجَاني
إِلى كَم أُرَجِّمُ فيكَ الظّنونَا
إِلى كَم أُرَجِّمُ فيكَ الظّنونَا / وَأَدفَعُ بالشَّكِّ عَنكَ اليَقينا
وَآمُلُ عَطفَكَ بعدَ الجفاءِ / وَ قَسوةَ قَلبِكَ لي أَن تَلِينا
وَأَصبِرُ للهَجرِ صبرَ الأَسيرِ / عَلى قِدِّه صاغِراً مُستكِينا
وآبَى وَقَد خُنتَ عَهدَ الهَوى / وَلَم تَرْعَ ذِمّتَهُ أَن أَخُونا
زِدْني جَوىً يا حُبَّهُم وَأَضِلَّني
زِدْني جَوىً يا حُبَّهُم وَأَضِلَّني / يا مُرشِدي عَن مَنْهَجِ السُّلوانِ
لا تَنْهَنِي عَنهمْ فإِنَّ صَبابَتي / لا تَستَطيعُ تُطيعُ مَن يَنْهانِي
أَحْببتُهُم أَزمانَ غُصنِيَ ناضِرٌ / حَتّى عَسَا وَعَصَى بَنَانَ الحانِي
فَاِرجعْ بِيَأسِكَ لَستَ أَوَّلَ آمِرٍ / شَقَّ الغَرَامُ عصَاهُ بالعصيانِ
أَيَا هاجراً كُلَّما زِدتُ في
أَيَا هاجراً كُلَّما زِدتُ في / خُضوعِي لَهُ زَادَ هِجرانُهُ
تَرفَّقْ بقلبٍ إذا ما ذُكرْتَ / بَدا للمُحَدِّثِ كِتمانُهُ
مَحلَّكَ مِنهُ مَحَلَّ السَّوادِ / مِن ناظِرٍ أَنتَ إِنسانُهُ
يا مُعرِضاً راضياً وغَضبانَا
يا مُعرِضاً راضياً وغَضبانَا / وهاجِرِي هاجعاً ويقْظانَا
صَددتَ إمّا لِهفوةٍ فَرَطَتْ / مِنّي وإِمّا ظُلماً وعُدوانَا
طيفُكَ ما بالُهُ يُهاجرني / مَنْ أعلمَ الطيفَ بالّذي كَانَا
يا فِتنةً عرَضَتْ لي بعد ما عَزَفَت
يا فِتنةً عرَضَتْ لي بعد ما عَزَفَت / نَفْسِي عن اللّهوِ واقتَادَ الهَوى رَسَنِي
هلاّ ولَيلِيَ غِرْبيبٌ وأَنجُمه / غَوارِبٌ وَشبابي ناضِرُ الغُصُنِ
أَحببتُها في عُنفوانِ الصِّبَا
أَحببتُها في عُنفوانِ الصِّبَا / وقلتُ إنَّ الشيبَ يُسلِيني
فزادني شَيْبي جُنوناً بها / حتّى كأَنَّ الشيبَ يُغْرِيِني
وكالشبابِ الشَّيبُ لا مِيزةٌ / بينهُما عندَ المجَانِينِ
يَا هلِالاً إِذا تَبدّى يَراهُ ال
يَا هلِالاً إِذا تَبدّى يَراهُ ال / وَرى لا يَملّ رَاءُوهَ منْهُ
وتَرائِي الهلالِ في كلِّ شهرٍ / ليلةً ثُمّ تُعرِضُ العينُ عَنهُ
لم يَخُنُ عهدَكَ الذي لم يُطع في / كَ نَصيحاً فلِمْ فَداكَ تَخُنْهُ
كلّ حُسنٍ في الخَلقِ مُجتمِعٌ في / كَ فبِاللهِ لا تَشِنْهُ وصُنْهُ
إن تكُن ما رَأَيْتَ مَن جَمَع الإح / سانَ والحُسنَ في المِلاحِ فكُنْهُ
قُل لِمن أَوحَشَ بالهَج
قُل لِمن أَوحَشَ بالهَج / رِ جُفونِي من كَراهَا
والّذِي أَوهَم عَيني / أَنَّ في النَّومِ قَذَاهَا
يا مَلُولاً قَلَّما اِستُر / عِي عُهوداً فَرعاهَا
يا ظَلُوماً كلَّمَا اسْتَع / طَفْتُهُ صَدَّ وتَاهَا
زِدتَ في تِيهكَ والشيْ / ءُ إِذا زَادَ تَناهَى
تَتَقَضّى دولةُ الحُس / نِ وإِن طَالَ مَدَاهَا
رَاحَتِي لو سَمِعَ الشّك / وى إِلَيهِ وَوَعَاهَا
غيرَ أَنَّ الصُّمَّ لاَ تَس / مَعُ نَجوَى مَن دَعاهَا
وَهوَ لو نَادى عِظامي / رِمّةً لَبّى صَداهَا
مُتِلفٌ بالهَجر نَفسي / وإِليهِ مُشْتَكاهَا
مُستَقِلٌّ كُلَّ ما تَل / قاهُ فيهِ مِن أَذَاهَا
تَخفَى عَلَيَّ ذُنُوبُه في حبِّهِ
تَخفَى عَلَيَّ ذُنُوبُه في حبِّهِ / ويَرى ذُنوبي قبلَ أَن أَجْنِيها
فَكأَنَّه عَيني تَرى عَيبِي وَلا / يَبْدُو لِيَ العيبُ الّذِي هُوَ فِيها
نُبِّئتُ أَنَّهمُ بعدَ البِعادِ نَسَوا
نُبِّئتُ أَنَّهمُ بعدَ البِعادِ نَسَوا / عَهدِي وقالُوا مضَى أَمسٌ بما فيهِ
وهمْ على كلِّ حَالٍ من هَوىً وقِلىً / إِنسانُ عَيني قبيحٌ بي تنَاسِيهِ
وكلَّما اقْتَرفُوا ذنباً يُزهِّدُني / أَقامَ حبِّي لَهُم عُذراً يُعفّيهِ
يَغالِطُني فيكم هَوايَ فأَنْثَنِي
يَغالِطُني فيكم هَوايَ فأَنْثَنِي / إِليكُم عَلى إِنكار ما قَدْ بَدَا لِيَا
كَعَطْفَةِ أُمِّ البَوِّ تَرأَمُ شِلْوَهُ / وقَد رَابَها منْه الّذي لَيس خَافيا
يَا سَائِلي عمّا بِيَهْ
يَا سَائِلي عمّا بِيَهْ / سرُّ المُحِبِّ عَلانِيَه
أُنظُر إلى جَسَدي لِتُخْ / برَكَ العظامُ العَارِيَه
عَن مُهجَةٍ بالهجرِ قَد / تَلِفَتْ وعَينٍ جَارِيَه
وصَبَابَةٍ لا أَستَطي / عُ أَبُثُّها هيَ مَا هِيَه
ولِمَنْ أَلومُ وإِنَّما / عَيني عليَّ الجَانِيَه
يا قمرٌ أعْجَبُ مَا فيهِ
يا قمرٌ أعْجَبُ مَا فيهِ / دُرّ بديعُ النّظِم في فيهِ
قد زدتَ في التّيه ومن لا يَرَى / مثلاً لَه يُعذَرُ في التّيهِ
أَأَحبَابَنَا مَن غَابَ عَمَّن يَودُّهُ
أَأَحبَابَنَا مَن غَابَ عَمَّن يَودُّهُ / فَسِيّانِ عِندي بُعدُهُ واِقترابُهُ
إِذا المَيْتُ وَارَى شَخْصَهَ عَفَرُ الثّرَى / فَهل يُدنِيَنْهُ أن يَقِلَّ تُرابُهُ
وكلُّ غريبِ الدّارِ فالأَرضُ دونَهُ / وإِن كان حيّاً فالحِمامُ اغتِرابُهُ
ألَمياءُ إِن شَطَّت بِنَا الدّارُ عَنوةً
ألَمياءُ إِن شَطَّت بِنَا الدّارُ عَنوةً / فَدارَاكِ أَجفاني القريحَةُ والخِلبُ
تَدانت بِنَا الأَهواءُ والبعدُ بَينَنا / وما فُرقَةُ الأَحبابِ حَزْنٌ ولا سَهبُ
ولكنَّما البينُ المُشِتُّ هُوَ القِلى / وإنْ قَربُوا والبُعْدُ أن يَبعُدَ القلبُ
وكم مَهْمَهٍ تَستهوِلُ الشمسُ قطعَه / طَوتْهُ لنا الأَشواقُ نَحوَكِ والحبُّ
عقَلتُ بِهِ العيسَ المراسيلَ بالوَجى / إليك فأَدنَتنا المطهَّمَةُ القُبُّ
فلَمّا وصلْنَا بَرقَعيدَ تَحاشدت / عليَّ صَبَاباتِي وعنّفَني الرّكبُ
ولَجَّ اشتياقٌ كنتُ أَتّهِم النّوَى / علَيهِ إِلى أَن زَادَ سَورَتَه القُربُ
فأَيقنْتُ أَن لا قُربَ يَشفي من الجوَى / ولا يَنْقَضي ذا الحبُّ أو ينقضِي النّحْبُ
يا آمِري بالصّبرِ إِن
يا آمِري بالصّبرِ إِن / نَ البَينَ موعِدُهُ الغُروبُ
والصّبرُ محمودُ العَوا / قِبِ لَو أَطاقَتْهُ القُلوبُ
لَكنْ أَباهُ عَليَّ أَح / شاءٌ يُقَلقِلُها النّحيبُ
ومَدامِعٌ كالبَحرِ لا / يُرجَى لِمُفْعَمِهِ نُضُوبُ
يا دَهرُ مالَكَ لا يَصُد
يا دَهرُ مالَكَ لا يَصُد / دُكَ عن إساءَتِيَ العِتابُ
أَمْرَضْتَ مَن أَهوَى ويَأْ / بَى أَن أُمَرِّضَه الحجابُ
لو كُنْتَ تُنصِفُ كانت ال / أَمراضُ بي ولَهُ الثّوابُ
عَلامَ يا دهرُ بالعُدوَانِ تَحبِسُني
عَلامَ يا دهرُ بالعُدوَانِ تَحبِسُني / في غيرِ جِنْسِي وَلم أُفقَدْ ولم أَغِبِ
هَلاّ بأَدنَى العذَابَيْنِ اقتَنَعْتَ لنَا / فالذَّبحُ أَرْوَحُ من تَعذيبِ مُغتَرِبِ
رَمتْنا اللَّيالي بافتراقٍ مُشَتِّتٍ
رَمتْنا اللَّيالي بافتراقٍ مُشَتِّتٍ / أَشَتَّ وأَنْأَى من فِراقِ المُحَصَّبِ
تَخَالَفَتِ الأَهواءُ وانْشقَتِ العَصَا / وشَعَّبَهُمْ وشَكُ النَّوَى كلَّ مَشْعَبِ
وقد نَثَر التوديعُ من كلّ مُقلةٍ / على كلِّ خدٍّ لؤْلُؤاً لم يُثَقَّبِ