القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : التِّهامي الكل
المجموع : 105
حَيَيتُما من دمنتي طَلينِ
حَيَيتُما من دمنتي طَلينِ / عطلين موحشتين مقفرتينِ
عفّى عراصهما عَلى طول البلى / نوء الرَشا وَبَوارح الفرعَينِ
وَمَحاهما مِن آلِ محوة وَالصَبا / أَذيال غاديتين رائِحتينِ
وَكأَنَّما أَبقين من رسميهما / طِرسَين مِن أَثوابِ ذي القرنَينِ
يا مَن رأى ظعن الخَليط كَأَنَّها / نَخل الرُبا أَو دوم ذي الحَدَقَينِ
يقطنَ بِالأَحداجِ بطن مقضب / قَلَتِ الرُبا وَمَشارِق الجَبَلَينِ
مِن كُلِّ أَلباب الرِجالِ كَأَنَّما / صِفر الحَشا سَحّارَة العَينَينِ
تَصطادُ أَلباب الرِجالِ كَأَنَّما / تَرمي بِبَعض عَزائِمِ المَلَكَينِ
وَكأَنَّ مبسمها وَلؤلؤ عقدها / دُرَّين مؤتَلِفَين مُنتَظِمَينِ
وَإِذا مَشَت قطف الخُطى فَكَأَنَّها / ملكُ الخَورَنَقِ ماسَ في بُردَينِ
تَزهو عَلى القَمَرِ المُنير بِوَجهِها / وَتَتيهُ من حُسنِ عَلى الثقلينِ
فَبِنَرجَسِ العَينَينِ سِحر إِن رَنَت / أَو أَسفَرَت فَشَقائق الخَدَّيَنِ
وَلَها سِلاحٌ لا يَضُرُّ دُنوّه / وَالبُعدُ منه جالِبٌ لِلحَينِ
لَحَظاتٌ طرفٍ كالسُيوفِ جُفونُها / أَجفانُها وَفَصيلتا نَهدَينِ
وَلَها قوام ما رأَيت مِثاله / تَهتَزُّ فيهِ كاِهتِزار رُدَيني
رَيّانَة الخِلخالِ ظامئة الحَشا / هُركولة خُرعوبة الساقَينِ
رَيّا العِظام نَديَّة أَعطافها / رَخصُ البَنانِ دَقيقة الخَصرَينِ
قَد كانَ لي عَيش بِهِنَّ فَخانَهُ / صرف النَوى وَتَقَلُّبِ العَصَرَيِ
أَيام لَم يَرُعِ المُحِّبينَ النَوى / عَنّا وَلضم يَنعق غراب البَينِ
قالَت بُريهَة إِذ شجتها رِحلَتي / وَرَنَت بِناظرتين باكِيَتَين
فَكأَنَّ أَدمُعَها وَلَفظ عِتابِها / دَرَّين مفترقين مُنتَثِرَينِ
أَنّى تُريدُ تَرَحُّلاً عَن أَرضِنا / نَفديك بالأَبَوَينِ وَالأَخَوَينِ
فَأَجبتها صَبراً فَإِنّي ناهِض / عَنكِ الغُداةَ صَبيحَةِ الإِثنَينِ
وَلأقتُلَنَّ العُدمَ قتلةَ ثائِرٍ / بِالجودِ من نَفحاتِ كَفِّ حُسَينِ
الماجِدِ ابنِ أَبي هِشام ذي النَدى / مَحض الفَخارِ مُهَذَّبِ الجَدَّينِ
وَرِث المَعالي عَن أَبيهِ وَجَدِّهِ / فَنَشا بِمَجدٍ معلم الطَرفَينِ
بَيت السَماحِ جَماهِريٌّ مجده / تَعلو بِهِ يَمَنٌ عَلى النَجمَينِ
يُغضي لَهيبته الزَمان إِذا اِنتَضى / عَضَبُ المَنابِرِ باتِر الحَدَّينِ
مُتَقَلدٌ من رأيِهِ وَحُسامِهِ / سيفين قَد نيطا إِلى كَتِفَينِ
نِعَمٌ تُباحُ لِراغِبٍ أَو راهِبٍ / جَمُّ المَواهِبِ باسِطِ الكَفَّينِ
حازَ الفخار بِجِدِّهِ وَبِجَدِّهِ / فَهوَ المفضَّلُ كامِل الشَرفَينِ
يا أَيُّها المولى الأَجَلُّ ومن لَهُ / هِمَمٌ تَجاوَزَ مطلع القَمَرَينِ
ما أَنتَ فاعِلٌ الغُداةَ بِشاعِرٍ / رَثِّ الثِيابِ مشعَّثِ القَدَمَينِ
قَد طافَ في طَلَبِ العُلى وادي القُرى / وَالعز من عَدَنٍ إِلى السِرينِ
وَإِلى عُمانَ وَفارِس ثُمَّ اِنتَحى / بِالرَيّش نَحوَ جَزيرَة البَحرَينِ
وَأَقامَ في شيرازَ سَبعَةَ أَشهُرِ / وَأَناب مِن كُلِّ بِخُفِّ حُنَينِ
وَأَنا عَلى الأَيّامِ أَعتَبُ عاتِبٍ / وَبذاك يَقضي بينهنَّ وَبَيني
لا زلت في رُتَبِ المَعالي ساحِباً / ذَيلَ المَكارِمِ مُسبَل الكُمَّينِ
ما نَوَّر الأَصباحَ جِلبابَ الدُجى / وَتَجاوبا طيران في غُصنَينِ
قُل لِلَّذي وَردُ خَدِّهِ القاني
قُل لِلَّذي وَردُ خَدِّهِ القاني / في لَجِّ بَحرِ الغَرامِ أَلقاني
ما نِلتُ من ثغر ريقَك الهاني / عَن ثَغرِ الأَنامِ أَلهاني
قالوا قُتلت بِصارِمٍ من طَرفِهِ
قالوا قُتلت بِصارِمٍ من طَرفِهِ / فيما زَعمت وَما نَراهُ بَقاني
فَأَجَبتُ خير البيض ما سَبَقَ الدِما / فَمَضى وَلَم يَتَخَضَّب القُربانِ
أَحياهُ بَعدَ اللَهِ إِذ حَيَّاهُ
أَحياهُ بَعدَ اللَهِ إِذ حَيَّاهُ / طَيف يُسرّي الهَمّ عَنهُ سُراهُ
أَهدى السَلام عَلى تَنائي أَرضِهِ / يا حَبَّذا المُهدى ومن أَهداهُ
أَهداهُ أَحوَرَ مِن ظباء تِهامَةٍ / كالظَبّي الحاظ الظباء ظُباهُ
كَلَّت ملاحظُ مُقلتيه وَإِنَّما / لحظ العُيونِ أَكلُّه أَمضاهُ
يُعدي وَلا يزراه سقم جُفونِهِ / وَالسَيف لَيسَ يَضرُّهُ حَدَّاهُ
ما العَيش غير جواره في رَوضَةٍ / يَنضافُ رَيّاها إِلى رَيّاهُ
يَثني النَسيم الأُقحوانُ بِمِثلِهِ / فيها كَما تَتَلاثَم الأَفواهُ
نَفسي الفِداء لَهُ عَلى هِجرانِهِ / أَبَداً وَمَن لي أَن أَكون فِداهُ
أَستودع اللَهَ الحِجازَ وَأَهله / وَسَقاهم سَيلَ الحَيا وَسَقاهُ
أَهوى الحِجاز وَطلحه وَسيالِهِ / وَأَراكه وَبشامه وَعضاهُ
فَسَقى الإِلَهَ سهولَهُ وَحزونه / وَمروجَهُ ووهادَهُ وَرُباهُ
غَيثاً يُطبِّق بِالفلاة فَيَستَوي / بِالرَوضِ منظر أَرضِهِ وَسَماهُ
جوداً كجوديد ابن عمران الَّذي / بَهَرَ الأَنامَ سَناؤُهُ وَسِناهُ
يَحكي الشَريف أَبا عليِّ جودِهِ / يَتَوَسَّم الوَسميُّ في سيماهُ
كَيَمين عَبّاسٍ أَبي الحسن الَّذي / بَهَرَ الأَنامَ سَناؤُهُ وَسِناهُ
ضَحِكَ الزَمانُ وَكانَ عَبّاساً لَنا / بِنَوالِ عَبّاسٍ وَطيب ثَناهُ
ملك يُقِرُّ بِفَضلِهِ وَبِبَذلِهِ / وَبِعَدلِهِ أَصحابَهُ وَعِداهُ
جبل الأَنامِ عَلى الخِلافِ وَلا أَرى / رَجُلَينِ يَختَلِفانِ في عَلياهُ
قَد صاغَهُ الرَحمَنُ مِن كَرَمٍ فَلَو / لمسته راحة باخِلٍ أَعداهُ
اليمن في يُمناهُ كَيفَ تَصَرَّفَت / أَحواله وَاليُسر في يُسراهُ
ساسَ الأَقاليمَ العِظام بِكَفِّهِ / قلم يَفُلُّ شَبا الخُطوبِ شَباهُ
يَجلو جَبيناً لِلعُفاةِ تَرَقرَقَت / وَتَدَفَّقَت للبشر فيهِ مياهُ
وَيُبَشِّر العافين بِشر جَبينه / بِالنُجح قَبلَ يَنالهم جَداوه
وَلِجودِهِ مِن نَفسِهِ داعٍ إِذا / ناداهُ حَيَّ عَلى النَدى لَبّاهُ
يَدري الجَوادَ إِذا استَوى في مَتنِهِ / أَنَّ الفَقير إِلى الحِزام سِواهُ
فَكَأَنَّهُ لِثَباتِهِ في طَرفِهِ / عضو تَمَكَّن في سواء قُراهُ
لا يَقتَني العليا إِلّا بِالظُبى / قدماً إِذا ونيَت صُدور قَناهُ
فالبيض السنة نَواطِق مالها / إِلّا الجَماجِمُ وَالرِقابُ شِفاهُ
ماضي العَزيمِ لَو اِستَنابَ عَزيمَةً / عَن كُلِّ حَدِّ مُهَنَّدٍ أَغناهُ
يا مَن يُفَنِّدُهُ عَلى إِعطائِهِ / لَومُ السَحائِبِ أَن تَشُحَّ سَقاهُ
أَتَلومَهُ في الجودِ وَهوَ رَضاعة / قِدماً ومن بعد الرَضاعِ غَذاهُ
فَإِذا نَهاهُ عاذِلٌ عَن جودِهِ / لَم يُثنِهِ وَكأَنَّهُ أَغراهُ
لا يُستَطاع لِفَضلِهِ وَصفٌ وَلَو / أَنَّ العِبادَ بأَسرِهم أَفواهُ
فَقَد اِغتَدى في كُلِّ شَيء كامِلاً / فَوَقاه مِن عَينِ الكَمالِ اللَهُ
إِقدام حَيدَرَةٍ وَبأس مُحَمَّدٍ / فيهِ وَلا يعدوهما أَبواهُ
نَسَباً تَرى عنوانه في وَجهِهِ / فَلَو أَنَّ أُميّا يَراهُ قَراهُ
أَشبهتَ في العَلياء جَدَّكَ أَحمَداً / إِنَّ الأَكارِمَ في العُلى أَشباهُ
قُسِمَ النَدى فَجَرى الأَنام بِأَسرِهِم / مِنهُ اسمه وَحويتُمُ مَعناهُ
فَمَنِ ادَّعى بَعدَ النَبيِّ وَآلِهِ / مَعنى الفَضائِلِ كُذِّبَت دَعواهُ
لَو يَنسِل المَعروف كنتَ إِبناً لَهُ / أَو كانَ مَولوداً لَكُنتَ أَباهُ
أَنتَ الرَبيع وَكَيف يَحيا مَوضِع / غير الرَبيع بِهِ فَما أَحياهُ
مَن كانَ نَحو ابنِ الإِمامَةِ سَيره / فالنُجح وَالتَوفيق مُكتَنِفاهُ
سَيف لَهُ في وَجهِ شفرة وَجهِهِ / وَجه إِذا كُلُّ الوجوهِ لَجاهُ
ما قالَ لا مُذ كانَ إِلّا قوله / عِندَ الشَهادَةِ لا إِلَه سِواهُ
وَقَد اِعتَزمت عَلى الرَحيلِ فَإِن رأى / إِمضاءُ أَمرِ وَليِّهِ أَمضاهُ
وَلَقَد علمت بِأَنَّ مَوتي عِندَهُ / هَزَلاً يَفوق العَيش عند سِواهُ
لِكِنَّهُ هَجَمَ الشِتاء وَعِندَهُ / مِمَّن تَكون تِهامَة مَثواهُ
يا أَيُّها الملك الَّذي لَم أَغتَرِب / عَن أَرضِ قَومي خُطوَةَ لَولاهُ
أَيَجوز أَن أَشكو إِضاقَة عيشة / وَالمال عندك واهِن وَالجاهُ
مُتَصَرِّف أَنّى يَشاءُ بِرأيِهِ / وَيَمينه لا في يَمين سِواهُ
وَكَذاكَ ظفر اللَيث في يَد غَيرِهِ / يَنبو وَيفري الهام في يُمناهُ
قَلَم بِخِلقَتِهِ المَنايا وَالمُنى / كالصِلِّ فيهِ سُمّه وَشفاهُ
قَطُّ العِدى في قَطِّهِ وَمِدادِهِ / تَنفيس مُدَّة كل مَن والاهُ
يا مَن يَلومُ المُعصِراتُ عَلى النَدى / وَالمزن أَكرَم أَن يَضنَّ نَباهُ
ملك إِذا قسناهُ أَو قُسنا بِهِ / قالَت بَدائِع فَضلِهِ حاشاهُ
ينميه من زيدانٍ يشبه مَعشَرٌ / لَهُمُ من الشَرَفِ الرَفيع ذراهُ
مِن كُلِّ وَضّاحٍ إِذا أَفنى النَدى / من كَفِّهِ المال اِقتَنى بقناهُ
ليهن كلاك مَداها القَصيّ
ليهن كلاك مَداها القَصيّ / وَمجد يُؤَثَّل عَنها سَنىِّ
لَقَد حَلَّ سؤددك المُرتَقى / الَّذي لا يَروم إِلَيهِ الهوادِجَ
وَذَلَّ بِعَزمِكَ صرف الزَمانِ / حَتّى أَطاعَكَ منه العَصيّ
وَرُضتَ الحَوادِثَ ذا حِنكَةٍ / فَصَيَّرَت ما اِعوَجَّ مِنها سَوي
وَأَنتَ عَميد العُلى لَم تَزَل / وَأَنتَ لك اليَعمل الشَدقَميّ
وَقائلة رَعَتها خِلَّة / أَلَيسَ لَكَ اليَعمل الشَدقميّ
وَهَذا ابن يَحيى إِلى فَضلِهِ / تُنَضُّ الرِكابَ وَتنظى المَطيّ
فَعِش في ذُراهُ فَإِنَّ الوَرى / لَهُم رغد العيش مِنهُ الهَنيّ
جناب مَريع لِوُرّادِهِ / بِوادٍ خَصيب وَشُربٍ رَويّ
فَلَمّا تيممته قاصِداً / تكنَّفني مِنه جود سَنيّ
وَقابَلَني البَدرُ من وَجهِهِ / وَناطقني مصقع هبرَزيِّ
يَجُرُّ العُقول بِأَلفاظِهِ / فَيَرتَدُّ عَقلاً لَدَيهِ الدَهيِّ
وَقورٌ تُراع لَهُ هَيبَة / لَذيذ الفَكاهِةِ عَذب شَهيّ
كَأَنَّ تألَّقّ آرائِهِ / سَنا البَرق يَفتَرُّ عَنهُ الحَبيّ
يَشُفُّ العُيون بإِيماضِها / كَأَنَّ القَضاء لَدَيهِ نَجيّ
إِذا ما اِنتَضى العَزمُ أَقلامَهُ / تَذَلَّلَ طَوعاً لَهُ السَمهَريّ
وَلَم يَنُجُ مِنهُنَّ حَدُّ الظُبى / وَلا الزُعف وَالزَرد التُبَعيّ
فَتِلكَ اليَراع اللَواتي لَها / شَباة يَفض بِها السابِريّ
يَشُبُّ بِأَطرافِهِنَّ الوَغى / فَتَضحى وَللهام فيها هَويّ
يزين المَهارِق مِن لُبسِهِ / كَما فَوَّقَ الزَرد الأَتحَميّ
كَنورِ الحَديقَةِ في رَوضَةٍ / تَتابَع وَسميّها وَالوَليّ
تَروقُ العُيونُ بِأَزهارِها / وَتَبسِمُ عَن نَشرِها العَنبَريّ
فَحينَ تقيلتُ أَظلالها / ظَلَلتُ وَبالي لَدَيهِ رَخيّ
بِحالٍ قَعدتُ بِها عاطِلاً / فَصيغ لَها من نَداهُ الحُليّ
فَتىً يَفعَل المكرمات الجِسام / وَيسترهن بِطَرف حَييّ
وَلما صَفا لي ريق الحَياةِ / وَساغ لي العَذب مِنهُ المَريّ
بَذَلتُ حَدائِقَ شُكري لَهُ / واِتبعتُ فيهنَّ مَدحاً جَنيّ
فَقُلتُ الَّذي رامَ مَسعي أَبي حسن / لَقَد خابَ سَعياً بَطيّ
إِذا هوَ خُودِعَ عَن مالِهِ / تَخادَعَ وَهوَ النَبيه الدَريّ
منحتك عَذراء زُفَّت إِلَيكَ / كَما اِزدَلَفَت لِلهَداء الهَديّ
إِذا ما ثَنى التيه أَعطافها / تَضَوَّع من نشرها المَندَليّ
فَقَد قَصَّرَ المَدحُ عَن شُكرِ مَن / أَطاعَ لَهُ الدَهر قَسراً أَبيّ
تَمَلَّ العُلى ما بَدا كَوكَبٌ / وَما أَعقَبَ اللَيلَ صُبحَ ذَكيّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025