القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 393
أَسَمْراءُ عَهْدي بالخُطوبِ قَرِيبُ
أَسَمْراءُ عَهْدي بالخُطوبِ قَرِيبُ / وَعُودي بأَيْدي النَّائِباتِ صَلِيبُ
وَكُلُّ خَليلٍ كُنْتُ أَرْقُبُ عَطْفَهُ / تَوَلَّى بِذَمٍّ وَالزَّمانُ مُرِيبُ
وَقد كُنْتُ أُصْفِيه المَوَدَّةَ وَالظُّبَا / على الهامِ تَبْدُو مَرَّةً وَتَغيبُ
نَأَى عامِرٌ لا قَرَبَّ اللهُ دارَهٌ / وَآواهُ رَبْعٌ بِالغُمَيْرِ جَديبُ
رَأَى مُسْتَقَرَّ السَّمْعِ مِنْ أَمِّ رَأْسِهِ / يَصَمُّ وَأُدْعَى لِلْعُّلا فَأُجِيبُ
يُعَيِّرُني أَنِّي غَريبٌ بِأَرْضِهِ / أَجَلْ أَنَا في هذا الأنامِ غَرِيبُ
وَيُظْهِرُ لي نُصْحاً وَلِلْغِلِّ تَحتَهُ / دَواعٍ بِكِلْتا مُقْلَتَيْهِ تُهيبُ
وَيَرْتادُ مِنّي أَنْ أَضُمَّ على القذَى / جُفُوني وَهَلْ يَرْضَى الهَوانَ أرَيبُ
وَكَفِّي بِهَزِّ المَشْرَفَيِّ لَبيقةٌ / وَباعي بِتَصْريفِ القَناةِ رَحيبُ
أَفِقْ جَدَّ ثَدْيَيْ أُمِّكَ الثُّكْلُ وَانْثَنى / شَبا السَّيْفِ عَنْ فَوْدَيْكَ وَهو خَضِيبُ
فَلا غَرْوَ أَنْ يَسْتَودِعَ المَجْدَ هَمّهُ / أَغَرُّ طُوالُ السّاعِدَينِ نَجيبُ
يُحاولُهُ مُذْ شَدَّ عِقْدَ إِزارِهِ / إِلى أَنْ مَشَى في وَفْرتَيه مَشِيبُ
وَمِنُ نَكَدِ الأيّامِ أَنْ يَبْلُغَ المُنَى / أَخُو اللُّؤمِ فِيها وَالكَرِيمُ يَخيبُ
سأَطْلُبُ عِزَّ الدَّهْرِ ما دامَ ضافِياً / عَلَيَّ رِداءٌ لِلشَّبابِ قَشِيبُ
وَلي هِمَّةٌ تَأْبَى مُقامي على الأَذى / ضَجيعَ الهُوَيْنى ما أَقَامَ عَسيبُ
وَعَاذِلَةٍ هَبَّتْ وَللنَّجْمِ لَفْتَةٌ
وَعَاذِلَةٍ هَبَّتْ وَللنَّجْمِ لَفْتَةٌ / إِلى الفَجْرِ تَلْحاني وَلَمْ تَدْرِ ما خَطْبي
وَتَزْعُمُ أَنَّ المَرْءَ في طَلَبِ العُلا / يَميلُ بِهاديه إِلى مَرْكَبٍ صَعْبِ
إِذَا أَنَا لَمْ أَمْلِكْ على الدهرِ طَاعَتي / وَأَصْبَحتُ مَطْويَّ الضُّلوعِ على عَتْبِ
وَمَا اسْتَرْعَفَتْ مِنْ لَبَّةِ القِرْنِ صَعْدَتِي / وَلَمْ يَتَلَمَّظْ بَيْنَ أَوْداجِه عَضْبي
فَبئْسَ سَليلُ الحَيِّ مَنْ بَشَّرَتْ بِه / قَوابِلُهُ حُمْشَ الشَّوَى مِنْ بَنِي حَرْبِ
وَمُشْتَمِلٍ على كَرَمٍ وَحَزْمٍ
وَمُشْتَمِلٍ على كَرَمٍ وَحَزْمٍ / شَباةُ يَراعِهِ ظُبَةُ الحُسامِ
زَجَرْتُ إِليهِ أَصْهَبَ داعِرِيَّاً / مُرَاحَاً سَوْطُهُ تَعِبَ الخِطامِ
فَمَتَّعَ ناظِرِي بِأَغَرَّ طَلْقٍ / بِهِ فَضَلاتُ بِشْرٍ وَابْتِسامِ
وَهَزَّتْهُ المَكارِمُ لابْنِ أَرْضٍ / نَزيعِ الدَّارِ مِنْ نَفَرٍ كِرامِ
فَراحَ كَأَنَّهُ ثَمِلٌ أُدِيرَتْ / عَليهِ الكَأْسُ تَرْعَفُ بِالمُدامِ
وأَوانِسٍ هِيفِ الخُصورِ إِذا مَشَتْ
وأَوانِسٍ هِيفِ الخُصورِ إِذا مَشَتْ / وَدَّتْ غُصونٌ أَنّهُنَّ قُدودُ
وَبِكُلِّ مَرْمَى نَظْرَةٍ مِنْ وامِقٍ / تَحْكي مَبَاسِمُهُنَّ فيه عُقودُ
خَدٌّ وَخالٌ يُعْشَقانِ كَأَنَّما / نُقِطَتْ بِحبّاتِ القُلوبِ خُدودِ
وَمُشْبِلَةٍ شَمْطاءَ تَبْكي مِنَ النَّوَى
وَمُشْبِلَةٍ شَمْطاءَ تَبْكي مِنَ النَّوَى / وقَد غَيَّبَتْ عَنْ غَابِها أَسَداً وَرْدا
وَتَحْتَ حَبابِ الدَّمْعِ عَيْنٌ رَويَّةٌ / مِنَ الدَّمِ وَالأحشاءُ مُضْمِرَةٌ وَجْدا
إِذا طَرَق الرَّكْبُ العِراقيُّ أرْضَها / بِحَيْثُ تُظِلُّ السُّمْرُ مُقْرَبَةً جُرْدا
وَيَحمي ذِمارَ الجارِ كلُّ ابْنِ حُرَّةٍ / يَكادُ مِنَ الإكرامِ يُوْطِئُهُ خَدَّا
تَولّتْ بِقَلْبٍ يَسْتَطيرُ شَرارُهُ / إِذا قَدَحَتْ أَيْدي الهُمومِ بِهِ زَنْدا
وَقَالتْ نِساءُ الحَيِّ أَيْنَ ابْنُ أُخْتِنا / أَلا أَخْبِرونَا عَنْهُ حُيِّيتُمُ وَفْدا
رَعاهُ ضَمانُ اللهِ هَلْ في بِلادِكمْ / أَخْو كَرَمِ يَرْعَى لِذي حَسَبٍ عَهْدا
فَإِنَّ الّذي خَلَّفْتُموهُ بِأَرْضِكُمْ / فَتىً مَنْ رَأَى آباءهُ ذَكَرَ المَجْدا
أَبَغْداذُ كَمْ تُنْسيهِ نَجْداً وَأَهْلَهُ / أَلا خَابَ من يَشْري بِبغْدادِكُمْ نَجْدا
فَدَتْهُنَّ نَفْسي لو سَمِعْنَ بِما أرى / رَمَى كُلُّ جِيدٍ مِنْ تنَهُّدِها عِقْدا
أَلَسْتُ مُقيماً في أُناسٍ وِدادُهُمْ / يُشابُ بِغِلٍّ حينَ أَمْحَضُهُمْ وُدّا
وَيَثْلِمُ عِرْضِي عِنْدَهُمْ كلُّ كاشِحٍ / وَأَدْفَعُ عَنْ أَعْراضِهِمُ أَلسُناً لُدّا
وَأَنْصُرُهُمْ وَالسَّيْفُ يَدْمَى غِرارُهُ / وَأُخْذَلُ فِيهمْ وَهْوَ يَعْتَنِقُ الغِمْدا
وَهُمْ في غَواشِي نَشْوَةٍ مِنْ ثَرائِهِمْ / وَلا خَيْرَ في مَالٍ إِذا لَمْ يُفِدْ حَمْدا
فَمَنْ لي على غَيِّ التَّمَنِّي بَصاحِبٍ / سَليمِ نَواحِي الصَّدْرِ لا يَحْمِلُ الحِقْدا
يَعُدُّ الغِنَى فَضْفاضَةً ذاتَ رَفْرَفٍ / وَصَمْصامَةً عَضْباً وَذا خُصَلٍ نَهْدا
وَلَوْلا افْتِراشُ الذِّئْبِ لِلْغَدْرِ صَدْرُهُ / لَما كُنْتُ أَتْلَو في مطالِبَها الأُسْدا
سَقى اللهُ مِنْ رَمْلَتَيْ عالِجٍ
سَقى اللهُ مِنْ رَمْلَتَيْ عالِجٍ / أَشَمَّ بِذَيْلِ الغَمامِ انْتَطَقْ
وَلَيْلاً أَحَمَّ الحَواشِي جَثا / على صَفْحَةِ الأرْض مِنْهُ غَسَقْ
وَعِنْدي أَغَنُّ أَظُنُّ الصَّباحَ / إِذا لاحَ مِنْ وَجْههِ مُسْتَرَقْ
وَلَمَّا رَأَيْنا رِداءَ الدُّجَى / لَقىً بِيَدِ الفَجْرِ عَنا يُشَقّ
جَرَتْ عَبْرَةٌ رَقْرَقَتْها النَّوى / على وَجْنَةٍ هِيَ مِنْها أَرَقّ
وَكُنْتُ إِذا زارَني مَوْهِناً / أَذُود الكَرى وأُناجِي الأرَقْ
وَيَقْصُرُ لَيْلِيَ حَتّى يَكا / دُ يَعْلَقُ ذَيْلَ الصَّباحِ الشَّفَقْ
وَزَوْرٍ أَتَى وَاللَّيْلُ يَحْدُو رِكابَهُ
وَزَوْرٍ أَتَى وَاللَّيْلُ يَحْدُو رِكابَهُ / وَما لِقِلاصِ النَّجْمِ فيهِ مُنيخُ
أُحَدِّثُهُ سِرَّاً وَلِلْبَدْرِ نَحْوَنا / تَلَفُّتُ واشٍ وَالنُّجومُ تُصيخُ
وَمَشْبوحِ الأَشاجِعِ ناشِريٍّ
وَمَشْبوحِ الأَشاجِعِ ناشِريٍّ / لَهُ في خِنْدِفَ الشَّرَفُ الرَّفيعُ
يُناغِي العِزَّ في يَدِهِ حُسامٌ / يَمُجُّ دَمَاً مَضارِبُهُ صَنيعُ
وَيَسْكُنُ جارُهُ وَالأُفْقُ كابٍ / بِحَيْثُ يَحُلُّ حَبْوَتَهُ الرَّبيعُ
زَجَرْتُ إليهِ نَاجِيَةً ذَمولاً / تُحاذِرُ أَنْ يُلِمَّ بِهِ القَطيعُ
إذا أَلْقَتْ كَلاكِلَها لَدَيْهِ / فَلا غَشَّى مَناسِمَها النَّجيعُ
اَأُمَيْمَ إِنْ لَمْ تَسْمَحي بِزيارَةٍ
اَأُمَيْمَ إِنْ لَمْ تَسْمَحي بِزيارَةٍ / بُخْلاً فَجُودي بِالخيالِ الطَّارِقِ
وَاللهِ لا يَمْحو الوُشاةُ وَلا النَّوى / سِمَةً لِحُبِّكِ في ضَمِيرِ العاشِقِ
شَفافَةٌ مِنْ غِنىً في الأَمنِ مُجْزِيَةٌ
شَفافَةٌ مِنْ غِنىً في الأَمنِ مُجْزِيَةٌ / والحِرْصُ لَيْسَ على عِرْضٍ بِمَأْمُونِ
وَقَدْ قَنِعْتُ فَجَأْشِي لا يُقَلْقِلُهُ / بَيْضاءُ كِسْرَى وَلا صَفْراءُ قارونِ
بَني مَطَرٍ حالَفْتُمُ الذُّلَّ أَنْ سَمَتْ
بَني مَطَرٍ حالَفْتُمُ الذُّلَّ أَنْ سَمَتْ / إِلَيْنا اللَّيالي بِالخُطوبِ الطَّوارِقِ
فَآبَكُمُ هَلاّ فَزِعْتُمْ إِلى ظُباً / تَلَمَّظُّ ما بَيْنَ الطُّلَى والْمَفارِقِ
وَكَيْفَ تَقَلَّدْتُمْ وَأَنتمْ أَذِلَّةٌ / حَمائِلَ تُوهي مِنْكُمُ كُلَّ عاتِقِ
وَطَأْطَأْتُمُ أَعْناقَكُمْ عِنْدَ مَحْفِلٍ / تَرُومُ الرَّذايا فِيه شَأْوَ السَّوابِقِ
فَما لَكُمُ يا فَرَّقَ اللهُ بَيْنَكُمْ / مُرِمِّينَ في العَزَّاءِ خُرْسَ الشَّقاشِقِ
عُلاً بِمَناطِ السُّها تَسْتنيرُ
عُلاً بِمَناطِ السُّها تَسْتنيرُ / كَما يَتَأَلَقُ وَهْناً صَبيرُ
وَمَجْدٌ رَفيعُ الذُّرا دُونَهُ / لِطالِبِ شَأْوِيَ طَرْفٌ حَسيرُ
وَلِلْخِلِّ مِنْ شِيَمِي رَوْضَةٌ / وفي راحَتي لِعُفاتِي غَديرُ
وَلا بُدَّ مِنْ وَقْعَةٍ تَرْتَمي / بِأَيْدٍ تَطيحُ وَهامٍ تَطيرُ
وَيَوْمُ الأَعادِي طَويلٌ بِها / وَعُمْرُ الرُّدَينِيّ فيها قَصيرُ
وَقَدْ أَمْكَنَتْ فُرَصٌ في الوَرَى / وَلكنْ مَكَرِّيَ فيها عَسيرُ
فَهُمْ ثَلَّهٌ غَابَ أَرْبابُها / وَنامَ الرِّعاءُ فَأَيْنَ المُغِيرُ
أَنَا ابْنُ المُلُوكِ الصِّيدِ مِنْ فَرْعِ خِنْدِفٍ
أَنَا ابْنُ المُلُوكِ الصِّيدِ مِنْ فَرْعِ خِنْدِفٍ / وَفي الأَزْدِ خالي لِلغَطارِفَةِ الزُّهْرِ
مِنَ السّاحِبينَ السّابِغاتِ إِلى الوَغَى / كأَنَّهُمُ بُزْلٌ تَناهَضْنَ في غُدْرِ
يُزيرونَ أَطْرافَ القَنا ثُغَرَ العِدا / وَقَد أَقْعَتِ الجُرْدُ المَذاكِي على قُتْرِ
وَفِيَّ إِذا ما ضُنَّ بِالرِّفْدِ جُودُهُمْ / وَإِقْدامُهُمْ عِنْدَ الرُّدَيْنِيَّةِ السُّمْرِ
وَلَكنْ رَمَتْني بِابْنِ آخِرِ لَيْلَةٍ / خُطوبٌ أَذَلَّتْ مِدْرَهَ القَوْمِ لِلْغُمْرِ
يَغُلُّ يَدَيْهِ الصَّحْوُ حَتّى إِذا انْتَشى / حَبا بِالقَليلِ النَّزْرِ فَالشُّكرُ لِلسُّكْرِ
أُمَيمَ سَلِي عَني مَعَدّاً وَيَعْرُباً
أُمَيمَ سَلِي عَني مَعَدّاً وَيَعْرُباً / فَما أَنا عَمَّا يُعْقِبُ المَجْدَ ذاهِلُ
هَلِ الطّارِقُ المُعْتَرُّ يَهْتِفُ في الدُّجَى / بِمثْلي إِذا اسْتَغْوَتْهُ بِيدٌ مَجاهِلُ
وَيَأْلَفُني وَهْوَالغَريبُ كَأَنَّهُ / نَسِيبي وَسَيْفِي مِنْ دَمِ الكُومِ نَاهِلُ
فَمِنْ أُنْسِهِ بي كادَ يَحْسَبُني الوَرى / قَليلَ القِرَى وَالبَيْتُ بِالضَّيْفِ آهِلُ
عَرَضَتْ ناشِئَةُ المُزْنِ لَنا
عَرَضَتْ ناشِئَةُ المُزْنِ لَنا / فَاسْتَهَلَّتْ مِنْ أُصَيْحابِي دُموعُ
هَزَّهُمْ بِالمَرْجِ ذِكْرى بابِلٍ / أنَّها مَرْمىً على العِيسِ شَسُوعُ
فَتَجاذَبْنا على أَكْوارِها / ذِكَراً تَنْقَدُّ مِنْهُنَّ الضُّلُوعُ
وَسَرى الطَّيْفُ فَلَمْ تَشْعُرْ بِهِ / مُقَلٌ لَمْ يَسْرِ فيهنَّ الهُجوعُ
يَسْتَعِيرُ المَاء مِنْ أَجْفانِها / عَارِضٌ دَاني الرَّبَابَيْنِ هَمُوعُ
وَمِنَ النّارِ التي تُضْمِرُها / أَضْلُعِي يَقْتَبِسُ البَرْقُ اللَّمُوعُ
لا سُقِيتُنَّ الحَيا مِنْ إِبلٍ / تَذْرَعُ الأرْضَ بِصَحْبي وَتَبوعُ
فَارَقَتْ بَغْداذَ وَالقَلْبُ بِها / كَلِفٌ لا فَارَقَتْهُنَّ النُّسوعُ
وَبِنا شَوْقٌ إِلَيْها وَبِها / مِثْلُهُ لا أَجْدَبَتْ مِنْها الرُّبوعُ
وَغَدَتْ تَمْري بِها أَخْلافَها / سُحُبٌ تَشْرَقُ مِنْهُنَّ الضُّروعُ
وَلَئِنْ غِبْنا فَكَمْ مِنْ ظَاعِنٍ / وَلَهُ بَعْدَ تَنائِيهِ رُجوعُ
إنّما نَحنُ بُدورٌ وَكَذا / شِيمَةُ البَدْرِ مَغِيبٌ وَطُلوعُ
لَحَى اللهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَةً
لَحَى اللهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَةً / لِضَرَّاء يَرْمِينا بِها فَيُصِيبُ
وَيُنْجِدُ بِي طَوْراً وَطَوْراً يَغُورُ بي / كَأَنِّي على ما في البِلادِ رَقِيبُ
وَلَما أَزارَتْني النَّوَى أَرْضَ عامِرٍ / بَكَى صَاحِبي وَالحَيُّ مِنْهُ قَريبُ
فَلِيمَ وَمَعْذُورٌ على الهَمِّ والبُكا / رَمِيٌّ بِما يُقْذِي العُيونَ كَئِيبُ
وَقَالوا يَمانٍ رَوَّعَتْهُ مَهامِهٌ / أَبَتْ أَنْ يَرى فيها المَواردَ ذِيبُ
وَثَاروا إِلى نِضْوي يُفَدُّونَ فَوْقَهُ / أُشَيْعِثَ يُدْعَى لِلندى فَيُجيبُ
وَمَنْ بَاتَ مَرْهومَ الرِّداءِ بِدَمْعِهِ / فَما في دُموعي لِلخُطوبِ نَصيبُ
وَقَالتْ سُلَيْمى إِذْ رَأَتْني لِتِرْبها / وَراقَهُما وَجْهٌ أَغَرُّ مَهيبُ
أَظُنُّ الفَتى مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِنْ يَكُنْ / أَبُوهُ أَبَا سُفْيانَ فَهْوَ نَجيبُ
أَرَى وَجْهَهُ طَلْقاً يُضيءُ جَبينَهُ / وَأَحْسَبُ أَنَّ الصَّدْرَ مِنْهُ رَحيبُ
سَليهِ يُكلِّمْنا فإِنَّ اخْتِيالَهُ / على ما بِهِ مِنْ خَلَّةٍ لَعَجيبُ
فَقُلْتُ غُلامٌ مِنْ أُمَيَّةَ شَاحِبٌ / بِأَرْضِكُما نائي المَزارِ غَريبُ
وَلَيْسَ بِبدْعٍ أَنْ يُخَفِّضَ جَأْشَهُ / على عُدْمِهِ حيثُ المَرادُ جَديبُ
فَمِنْ شِيَمِ الأَيّامِ أَنْ يُسْلَبَ الغِنى / حَسيبٌ وَأَنْ يُكْسَى الهَوانَ أَديبُ
فقالَتْ وَلم تَمْلِكْ سَوابِقَ عَبْرَةٍ / أَقمْ عِنْدَنا إنَّ المَحلَّ خَصيبُ
وَحَوْلَكَ مِنْ حَيَّيْكَ قَيسٍ وَخِنْدِفٍ / كُهولٌ مَكاريمُ الضُّيوفِ وَشِيبُ
وما عَلِمَتْ أَنِّي لأَمْرٍ أَرُومُهُ / أَطوفُ وَراجِي اللهِ ليسَ يَخيبُ
فَلا أَلِفَتْ نَفْسي العُلا إِنْ طَوَيْتُها / على اليَأْسِ ما حَنَّتْ روائِمُ نِيبُ
وَذي هَيَفٍ لَلْبَرْقِ مِنْهُ ابْتِسامَةٌ
وَذي هَيَفٍ لَلْبَرْقِ مِنْهُ ابْتِسامَةٌ / وراءَ غَمامٍ عَنْ مَدامِعِهِ أَبْكي
أَظُنُّ مَهاةَ الرَّمْلِ عن لَحَظاتِهِ / إِذَا نَظَرَتْ تَحْكي مِنَ السِحْرِ ما تَحْكي
فَهَلْ نَهْلَةٌ مِنْ رِيقَةٍ هِي واللَّمى / بِفِيهِ رِحيقٌ في خِتامٍ مِنَ المِسْكِ
وَعَليلَةِ اللَّحَظاتِ يَشْكو قُرْطها
وَعَليلَةِ اللَّحَظاتِ يَشْكو قُرْطها / بُعْدَ المَسافَةِ مِنْ مَناطِ عُقُودِها
حَكَتِ الغَزالَةَ وَالغَزالَ بِبُعْدِها / وَبِصَدِّها وَبِوَجْهها وَبِجيدِها
فَمنالُ تِلكَ إِذا نَأَتْ كَوِصالِها / وَنِفارُ ذاكَ وَإِنْ دَنَتْ كَصُدودِها
هِي في الفُؤادِ وَفيهِ نيرانُ الهَوى / فَبِمَدْمَعَيَّ تَلوذُ عِنْدَ وَقُودِها
وَإِذا شَكَوْتُ نَسَبْتُ في شِعْري بِها / شَكْوى الحَمامِ تَنوحُ في تَغْريدِها
عَرَضَتْ لَنا تَخْتالُ بَيْنَ كَواعِبٍ / وَالرَّوْضُ يُذْهِلُ حُورَها عن غِيْدِها
إِذْ شَقَّ أَرْدِيَةَ الشَّقيقِ بِهِ الحيا / فَحَكيْنَهُ بِقلوبِها وَخُدُودِها
مجْدٌ على هامَةِ العَيُّوقِ مَرْفوعُ
مجْدٌ على هامَةِ العَيُّوقِ مَرْفوعُ / راقَ الوَرى مِنْهُ مَرْئِيٌ وَمَسْمُوعُ
وَسُؤْدَدٌ لم يَجُبَّ الدَّهْرُ غارِبَهُ / وَغَيْرُهُ في نَدِيِّ الحَيِّ مَدْفوعُ
طَرْفُ الحَسودِ غَضيضٌ دونَ غَايَتِه / وَسِنُّهُ بِبنان العَجْز مَقْروعُ
وَقَدْ وَرِثْناهُما غُرّاً جَحا جِحةً / أَريبُهُمْ في الندى بِالحمْدِ مَخْدوعُ
لكنَّنا في زَمانٍ لَيْتَ دابِرَهُ / بِما يَشُقُّ على الأَوْغادِ مَقْطوعُ
غَاضَ الكرامُ كما فاضَ اللِّئامُ بِهِ / فَالخَيْرُ مُجْتَنَبٌ وَالشَّرُّ مَتْبوعُ
وَما لَهُمْ نَسَبٌ لكنْ لَهم نَشَبٌ / وَكُلُّ لُؤْمٍ بِهِ في النّاسِ مَرْقوعُ
وَهَلْ يَضُرُّهُمُ أَنْ ليسَ عَمَّهُمُ / عَمرُو العُلا هاشِمٌ وَالخَالَ يَرْبوعُ
وَهُمْ شِباعٌ رِواءٌ في الغِنى وَلَنا / أَحْسابُ آلِ أَبي سُفيَانَ وَالْجوعُ
رَعى اللهُ نَفْسي ما أَشَدَّ اصْطبارَها
رَعى اللهُ نَفْسي ما أَشَدَّ اصْطبارَها / وَلو طَلَبَتْ غَيْرَ العُلا ما تَعَنَّتِ
إِذا ذُكِرَ المَجْدُ التَّليدُ تَلَفَّتَتْ / إِليهِ بِعَيْنَيْ ثاكِلٍ وَأَرَنَّتِ
فَليتَ اعْتِراضَ اليَأْسِ دونَ رَجائِها / ثَنى غَرْبَها أَوْ أَدْرَكَتْ ما تَمَنَّتِ
وَلولا دَواعي هِمَّةٍ أُمَوِيَّةٍ / تُذَكِّرُها أجْدادَها لاطْمَأَنَّتِ
تَحِنُّ إِلى حَرْبٍ أَخُوضُ غِمارَها / بِجُرْدٍ يُبارِينَ القَنا في الأَعِنَّةِ
وَيَوْمٍ عَبُوسٍ ضَيِّقٍ حَجَراتُهُ / تُضاحِكُهُ تَحْتَ العَجَاجِ أَسِنَّتِي
وَلَمَّا رَأَتْ أَنّ الثَّراَء يَخُونُها / لَوَتْ جِيدَها عَما تَمنَّتْ وَظَنَّتِ
وَما اسْتَهْدَفَتْ لِلْذُّلِّ حينَ تَكَدَّرَتْ / عَلَيْها اللَّيالي فَالقَناعَةُ جُنَّتي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025