المجموع : 419
مُنِعتُ النَومَ بِالسَهَدِ
مُنِعتُ النَومَ بِالسَهَدِ / مِنَ العَبَراتِ وَالكَمَدِ
لِحُبٍّ داخِلٍ في الجَو / فِ ذي قَرحٍ عَلى كَبِدي
تَراءَت لي لِتَقتُلَني / فَصادَتني وَلَم أَصِدِ
بِذي أُشُرٍ شَتيتِ النَب / تِ صافي اللَونِ كَالبَرَدِ
ثِقالٌ كَالمَهاةِ خَري / دَةٌ مِن نِسوَةٍ خُرُدِ
وَتَمشي في تَأَوُّدِها / هُوَينا المَشيِ في بَدَدِ
كَما يَمشي مَهيضُ العَظ / مِ بَعدَ الجَبرِ في الصَعَدِ
وَفَنَّدَني الوُشاةُ بِها / وَما في ذاكَ مِن فَنَدِ
وَلَقَد قُلتُ إِذ تَطاوَلَ هَجري
وَلَقَد قُلتُ إِذ تَطاوَلَ هَجري / رَبِّ لا صَبرَ لي عَلى هَجرِ هِندِ
رَبِّ قَد شَفَّني وَأَوهَنَ عَظمي / وَبَراني وَزادَني فَوقَ جَهدي
رَبِّ حَمَّلتَني مِنَ الحُبِّ ثِقلاً / رَبِّ لا صَبرَ لي وَلا عَزمَ عِندي
رَبِّ عُلِّقتُها تُجَدِّدُ هَجري / ذاكَ وَاللَهِ مِن شَقاوَةِ جَدّي
لَيسَ حُبّي لَها بِبِدعَةِ أَمرٍ / قَد أَحَبَّ الرِجالُ قَبلي وَبَعدي
جَعَلَ اللَهُ مَن أُحِبُّ سِواكُم / مِن جَميعِ الأَنامِ نَفسَكِ يَفدي
يا صاحَ لا تَلحَني وَقُل سَدَدا
يا صاحَ لا تَلحَني وَقُل سَدَدا / إِنّي أَرى الحُبَّ قاتِلي كَمَدا
جُملٌ أَحاديثُ ذا الفُؤادِ إِذا / هَبَّ وَأَحلامُهُ إِذا رَقَدا
إِن شِئتَ حَدَّثتُكَ اليَقينَ لِكَي / تَعذِرَني أَو حَلَفتُ مُجتَهِدا
بِاللَهِ لَولا الرَجاءُ إِذ مَنَعَت / مَعروفَها اليَومَ أَن تَجودَ غَدا
إِذا لَقَد فَتَّ حُبُّها كَبِدي / إِن كانَ حُبٌّ يُفَتِّتُ الكَبِدا
ما ذاكَ مِن نائِلٍ يُنيلُ وَلا / أَسدَت فَتَجزي بِهِ إِلَيَّ يَدا
إِلّا سَفاهاً وَإِنَّني كَلِفٌ / أَحسَبُ غَيِّي مِن حُبِّها رَشَدا
أَلا تَراني مُخامِراً سَقَماً / كَحَّلَ عَيني بِمَأقِها السَهَدا
أَحبَبتُ حُبّاً مِثلَ الجُنونِ فَقَد / أَبلى عِظامي وَغَيَّرَ الجَسَدا
إِستَقبَلَت وَرَقَ الرَيحانِ تَقطِفُهُ
إِستَقبَلَت وَرَقَ الرَيحانِ تَقطِفُهُ / وَعَنبَرَ الهِندِ وَالوَردِيَّةَ الجُدُدا
أَلَستَ تَعرِفُني في الحَيِّ جارِيَةً / وَلَم أَخُنكَ وَلَم تَمدُد إِلَيَّ يَدا
وَناهِدَةِ الثَديَينِ قُلتُ لَها اِتَّكي
وَناهِدَةِ الثَديَينِ قُلتُ لَها اِتَّكي / عَلى الرَملِ مِن جَبّانَةٍ لَم تُوَسَّدِ
فَقالَت عَلى اِسمِ اللَهِ أَمرُكَ طاعَةٌ / وَإِن كُنتُ قَد كُلِّفتُ ما لَم أُعَوَّدِ
فَما زِلتُ في لَيلٍ طَويلٍ مُلَثِّماً / لَذيذَ رُضابِ المِسكِ كَالمُتَشَهِّدِ
فَلَمّا دَنا الإِصباحُ قالَت فَضَحتَني / فَقُم غَيرَ مَطرودٍ وَإِن شِئتَ فَاِزدَدِ
فَما اِزدَدتُ مِنها غَيرَ مَصِّ لِثاتِها / وَتَقبيلِ فيها وَالحَديثِ المُرَدَّدِ
تَزَوَّدتُ مِنها وَاِتَّشَحتُ بِمِرطِها / وَقُلتُ لِعَينَيَّ اِسفَحا الدَمعَ مِن غَدِ
فَقامَت تُعَفّى بِالرِداءِ مَكانَها / وَتَطلُبُ شَذراً مِن جُمانٍ مُبَدَّدِ
كَتَبتُ إِلَيكِ مِن بِلَدي
كَتَبتُ إِلَيكِ مِن بِلَدي / كِتابَ مُوَلَّهٍ كَمِدِ
كَئيبٍ واكِفِ العَينَي / نِ بِالحَسَراتِ مُنفَرِدِ
يُؤَرِّقُهُ لَهيبُ الشَو / قِ بَينَ السَحرِ وَالكَبِدِ
فَيُمسِكُ قَلبُهُ بَيَدٍ / وَيَمسَحُ عَينَهُ بِيَدِ
وَمَن كانَ مَحزوناً بِإِهراقِ عَبرَةٍ
وَمَن كانَ مَحزوناً بِإِهراقِ عَبرَةٍ / وَهى غَربُها فَليَأتِنا نَبكِهِ غَدا
نُعِنهُ عَلى الإِثكالِ إِن كانَ ثاكِلاً / وَإِن كانَ مَحروباً وَإِن كانَ مُقصَدا
وَحُسنُ الزَبَرجَدِ في نَظمِهِ
وَحُسنُ الزَبَرجَدِ في نَظمِهِ / عَلى واضِحِ اللَيتِ زانَ العُقودا
يُفَصِّلُ ياقوتُهُ دُرَّهُ / وَكَالجَمرِ أَبصَرتَ فيهِ الفَريدا
قُل لِهِندٍ وَتِربِها
قُل لِهِندٍ وَتِربِها / قَبلَ شَحطِ النَوى غَدا
إِن تَجودي فَطالَما / بِتُّ لَيلي مُسَهَّدا
أَنتِ في وُدِّ بَينِنا / خَيرُ ما عِندِنا يَدا
حينَ تُدلي مُضَفَّراً / حالِكَ اللَونِ أَسوَدا
لَم تَدرِ وَليَغفِر لَها رَبُّها
لَم تَدرِ وَليَغفِر لَها رَبُّها / ما جَشَّمَتنا أَمَةُ الواحِدِ
جَشَّمَتِ الهَولَ بَراذينَنا / نَسأَلُ عَن بَيتِ أَبي خالِدِ
نَسأَلُ عَن شَيخِ بَني كاهِلٍ / أَعيا خَفاءٌ نِشدَةَ الناشِدِ
عَفَت عَرَفاتٌ فَالمَصائِفُ مِن هِندِ
عَفَت عَرَفاتٌ فَالمَصائِفُ مِن هِندِ / فَأَوحَشَ ما بَينَ الجَريبَينِ فَالنَهدِ
وَغَيَّرَها طولُ التَقادُمِ وَالبَلى / فَلَيسَت كَما كانَت تَكونُ عَلى العَهدِ
تَرَكوا خَيشاً عَلى أَيمانِهِم / وَيَسوماً عَن يَسارِ المُنجِدِ
ما اِكتَحَلَت مُقلَةٌ بِرُؤيَتِحا
ما اِكتَحَلَت مُقلَةٌ بِرُؤيَتِحا / فَمَسَّها الدَهرَ بَعدَها رَمَدُ
نِعمَ شِعارُ الفَتى إِذا بَرَدَ ال / لَيلُ سُحَيراً وَقَفقَفَ الصَرِدُ
لا فَخرَ إِلّا قَد عَلاهُ مُحَمَّدٌ
لا فَخرَ إِلّا قَد عَلاهُ مُحَمَّدٌ / فَإِذا فَخَرتَ بِهِ فَإِنّي أَشهَدُ
إِن قَد فَخَرتَ وَقَفتَ كُلِّ مُفاخِرٍ / وَإِلَيكَ في الشَرَفِ الرَفيعِ المَقصَدُ
وَلَنا دَعائِمُ قَد تَناهى أُوَّلٌ / في المَكرُماتِ جَرى عَلَيها المَولِدُ
مَن ذاقَها حاشا النَبِيَّ وَأَهلِهِ / في الأَرضِ غَطغَطَهُ الخَليجُ المُزبِدُ
دَع ذا وَرُح بِفِناءِ خَودٍ بَضَّةٍ / مِمّا نَطَقتُ بِهِ وَغَنّى مَعبَدُ
مَع فِتيَةٍ تَندى بُطونُ أَكُفِّهِم / جَوداً إِذا هَرَّ الزَمانُ الأَنكَدُ
يَتَناوَلونَ سُلافَةً عانِيَّةً / طابَت لِشارِبِها وَطابَ المَقعَدُ
تَمشي الهُوَينا إِذا مَشَت فُضُلاً
تَمشي الهُوَينا إِذا مَشَت فُضُلاً / مَشى النَزيفِ المَخمورِ في الصَعدِ
تَظَلُّ مِن زورِ بَيتِ جارَتِها / واضِعَةً كَفَّها عَلى الكَبِدِ
يا مَن لِقَلبِ مُتَيَّمٍ سَدِمٍ / عانٍ رَهينَ مُكَلِّمٍ كَمِدِ
أَزجُرُهُ وَهوَ غَيرُ مُزدَجِرٍ / عَنها وَطَرفي مُكَحَّلُ السَهَدِ
تَخَيَّرتُ مِن نَعمانَ عَودَ أَراكَةٍ / لِهِندٍ وَلَكِن مَن يُبَلِّغُهُ هِندا
إِذا أَنتَ لَم تَعشَق وَلَم تَدرِ ما الهَوى / فَكُن حَجَرا مِن يابِسِ الصَخرِ جَلمَدا
تَأَطَّرنَ حَتّى قُلتُ لَسنَ بَوارِحاً / وَذُبنَ كَما ذابَ السَديفُ المُسَرهَدُ
أَلا حَبَّذا حَبَّذا حَبَّذا
أَلا حَبَّذا حَبَّذا حَبَّذا / حَبيبٌ تَحَمَّلتُ مِنهُ الأَذى
وَيا حَبَّذا بَردُ أَنيابِهِ / إِذا أَظلَمَ اللَيلُ وَاِجلَوَّذا
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ / غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ
لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها / فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ
تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ / وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ
وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت / وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ
وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها / نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ / لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ
عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها / يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ
أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ / يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ
بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها / بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ
قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ / أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ
أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن / وَعَيشِكِ أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ
فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ / سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ
لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا / عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ
رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت / فَيَضحى وَأَمّا بِالعَشيِّ فَيَخصَرُ
أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت / بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ
قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ / سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ
وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ / وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ
وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها / فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ
وَلَيلَةَ ذي دَورانَ جَشَّمتِني السُرى / وَقَد يَجشَمُ الهَولَ المُحِبُّ المُغَرِّرُ
فَبِتُّ رَقيباً لِلرِفاقِ عَلى شَفا / أُحاذِرُ مِنهُم مَن يَطوفُ وَأَنظُرُ
إِلَيهِم مَتى يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ / وَلى مَجلِسٌ لَولا اللُبانَةُ أَوعَرُ
وَباتَت قَلوصي بِالعَراءِ وَرَحلُها / لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِمَن جاءَ مُعوِرُ
وَبِتُّ أُناجي النَفسَ أَينَ خِباؤُها / وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ
فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيّا عَرَفتُها / لَها وَهَوى النَفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ
فَلَمّا فَقَدتُ الصَوتَ مِنهُم وَأُطفِئَت / مَصابيحُ شُبَّت في العِشاءِ وَأَنوُرُ
وَغابَ قُمَيرٌ كُنتُ أَرجو غُيوبَهُ / وَرَوَّحَ رُعيانُ وَنَوَّمَ سُمَّرُ
وَخُفِّضَ عَنّي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ ال / حُبابِ وَرُكني خَشيَةَ الحَيِّ أَزوَرُ
فَحَيَّيتُ إِذ فاجَأتُها فَتَوَلَّهَت / وَكادَت بِمَخفوضِ التَحِيَّةِ تَجهَرُ
وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني / وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ
أَرَيتَكَ إِذ هُنّا عَلَيكَ أَلَم تَخَف / وُقيتَ وَحَولي مِن عَدُوِّكَ حُضَّرُ
فَوَ اللَهِ ما أَدري أَتَعجيلُ حاجَةٍ / سَرَت بِكَ أَم قَد نامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ
فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى / إِلَيكِ وَما عَينٌ مِنَ الناسِ تَنظُرُ
فَقالَت وَقَد لانَت وَأَفرَخَ رَوعُها / كَلاكَ بِحِفظٍ رَبُّكَ المُتَكَبِّرُ
فَأَنتَ أَبا الخَطّابِ غَيرُ مُدافَعٍ / عَلَيَّ أَميرٌ ما مَكُثتُ مُؤَمَّرُ
فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي / أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ / وَما كانَ لَيلى قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ
وَيا لَكَ مِن مَلهىً هُناكَ وَمَجلِس / لَنا لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُكَدِّرُ
يَمُجُّ ذَكِيَّ المِسكِ مِنها مُفَلَّجٌ / رَقيقُ الحَواشي ذو غُروبٍ مُؤَشَّرُ
تَراهُ إِذا تَفتَرُّ عَنهُ كَأَنَّهُ / حَصى بَرَدٍ أَو أُقحُوانٌ مُنَوِّرُ
وَتَرنو بِعَينَيها إِلَيَّ كَما رَنا / إِلى رَبرَبٍ وَسطَ الخَميلَةِ جُؤذَرُ
فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ / وَكادَت تَوالي نَجمِهِ تَتَغَوَّرُ
أَشارَت بِأَنَّ الحَيَّ قَد حانَ مِنهُمُ / هُبوبٌ وَلَكِن مَوعِدٌ مِنكَ عَزوَرُ
فَما راعَني إِلّا مُنادٍ تَرَحَّلوا / وَقَد لاحَ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ
فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ / وَأَيقاظَهُم قالَت أَشِر كَيفَ تَأمُرُ
فَقُلتُ أُباديهِم فَإِمّا أَفوتُهُم / وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ
فَقالَت أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ / عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ
فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ / مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ
أَقُصُّ عَلى أُختَيَّ بِدءَ حَديثِنا / وَما لِيَ مِن أَن تَعلَما مُتَأَخَّرُ
لَعَلَّهُما أَن تَطلُبا لَكَ مَخرَجاً / وَأَن تَرحُبا صَدراً بِما كُنتُ أَحصُرُ
فَقامَت كَئيباً لَيسَ في وَجهِها دَمٌ / مِنَ الحُزنِ تُذري عَبرَةً تَتَحَدَّرُ
فَقامَت إِلَيها حُرَّتانِ عَلَيهِما / كِساءانِ مِن خَزٍّ دِمَقسٌ وَأَخضَرُ
فَقالَت لِأُختَيها أَعينا عَلى فَتىً / أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ
فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا / أَقِلّي عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ
فَقالَت لَها الصُغرى سَأُعطيهِ مِطرَفي / وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرِ
يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً / فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ
فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي / ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي / أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ
وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً / أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا / لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
فَآخِرُ عَهدٍ لي بِها حينَ أَعرَضَت / وَلاحَ لَها خَدُّ نَقِيٌّ وَمَحجَرُ
سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا نُعمُ قَولَةً / لَها وَالعِتاقُ الأَرحَبيّاتُ تُزجَرُ
هَنيئاً لِأَهلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها ال / لَذيذُ وَرَيّاها الَّذي أَتَذَكَّرُ
وَقُمتُ إِلى عَنسٍ تَخَوَّنَ نَيَّها / سُرى اللَيلِ حَتّى لَحمُها مُتَحَسِّرُ
وَحَبسي عَلى الحاجاتِ حَتّى كَأَنَّها / بَقِيَّةُ لَوحٍ أَو شِجارٌ مُؤَسَّرُ
وَماءٍ بِمَوماءٍ قَليلٍ أَنيسُهُ / بَسابِسَ لَم يَحدُث بِهِ الصَيفَ مَحضَرُ
بِهِ مُبتَنىً لِلعَنكَبوتِ كَأَنَّهُ / عَلى طَرَفِ الأَرجاءِ خامٌ مُنَشَّرُ
وَرِدتُ وَما أَدري أَما بَعدَ مَورِدي / مِنَ اللَيلِ أَم ما قَد مَضى مِنهُ أَكثَرُ
فَقُمتُ إِلى مِغلاةِ أَرضٍ كَأَنَّها / إِذا اِلتَفَتَت مَجنونَةٌ حينَ تَنظُرُ
تُنازِعُني حِرصاً عَلى الماءِ رَأسَها / وَمِن دونِ ما تَهوى قَليبٌ مُعَوَّرُ
مُحاوِلَةً لِلماءِ لَولا زِمامُها / وَجَذبي لَها كادَت مِراراً تَكَسَّرُ
فَلَمّا رَأَيتُ الضَرَّ مِنها وَأَنَّني / بِبَلدَةِ أَرضٍ لَيسَ فيها مُعَصَّرُ
قَصَرتُ لَها مِن جانِبِ الحَوضِ مُنشَأً / جَديداً كَقابِ الشِبرِ أَو هُوَ أَصغَرُ
إِذا شَرَعَت فيهِ فَلَيسَ لِمُلتَقى / مَشافِرِها مِنهُ قِدى الكَفِّ مُسأَرُ
وَلا دَلوَ إِلّا القَعبُ كانَ رِشاءَهُ / إِلى الماءِ نِسعٌ وَالأَديمُ المُضَفَّرُ
فَسافَت وَما عافَت وَما رَدَّ شُربَها / عَنِ الرَيِّ مَطروقٌ مِنَ الماءِ أَكدَرُ
يَقولُ خَليلي إِذ أَجازَت حُمولُها
يَقولُ خَليلي إِذ أَجازَت حُمولُها / خَوارِجَ مِن شَوطانَ بِالصَبرِ فَاِظفَرِ
فَقُلتُ لَهُ ما مِن عَزاءٍ وَلا أَسىً / بِمُسلٍ فُؤادي عَن هَواها فَأَقصِرِ
وَما مِن لِقاءٍ يُرتَجى بَعدَ هَذِهِ / لَنا وَلَهُم دونَ اِلتِفافِ المُجَمَّرِ
فَهاتِ دَواءً لِلَّذي بي مِنَ الجَوى / وَإِلّا فَدَعني مِن مَلامِكَ وَاِعذِرِ
تَباريحَ لا يَشفي الطَبيبُ الَّذي بِهِ / وَلَيسَ يُؤاتيهِ دَواءُ المُبَشِّرِ
وَطَورَينِ طَوراً يائِسٌ مَن يَعودُهُ / وَطَوراً يُرى في العَينِ كَالمُتَحَيِّرِ
صَريعُ هَوىً ناءَت بِهِ شاهِقِيَّةٌ / هَضيمُ الحَشى حُسّانَةُ المُتَحَسَّرِ
قَطوفٌ أَلوفٌ لِلحِجالِ غَريرَةٌ / وَثيرَةُ ما تَحتَ اِعتِقادِ المُؤَزَّرِ
سَبَتهُ بِوَحفٍ في العِقاصِ مُرَجَّلٍ / أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَكَوِّرِ
وَخَدٍّ أَسيلٍ كَالوَذِيلَةِ ناعِمٍ / مَتى يَرَهُ راءٍ يُهِلُّ وَيُسحِرُ
وَعَينَي مَهاةٍ في الخَميلَةِ مُطفِلٍ / مُكَحَّلَةٍ تَبغي مَراداً لِجُؤذَرِ
وَتَبسِمُ عَن غَرٍّ شَتيتٍ نَباتُهُ / لَهُ أُشُرٌ كَالأُقحُوانِ المُنَوِّرِ
وَتَخطو عَلى بَردِيَّتَينِ غَذاهُما / سَوائِلُ مِن ذي جَمَّةٍ مُتَحَيِّرِ
مِنَ البيضِ مِكسالُ الضُحى بَختَرِيَّةٌ / ثَقالٌ مَتى تَنهَض إِلى الشَيءِ تَفتِرُ
فَلَمّا عَرَفتُ البَينَ مِنها وَقَبلَهُ / جَرى سانِحٌ لِلعائِفِ المُتَطَيِّرِ
شَكَوتُ إِلى بَكرٍ وَقَد حالَ دونَها / مُنيفٌ مَتى يُنصَب لَهُ الطَرفُ يَحسِرِ
فَقُلتُ أَشِر قالَ اِئتَمِر أَنتَ مُؤيَسٌ / وَلَم يَكبُروا فَوتاً فَما شِئتِ فَأمُرِ
فَقُلتُ اِنطَلِق نَتبَعهُمُ إِنَّ نَظرَةً / إِلَيهِم شِفاءٌ لِلفُؤادِ المُضَمَّرِ
فَرُحنا وَقُلنا لِلغُلامِ اِقضِ حاجَةً / لَنا ثُمَّ أَدرِكنا وَلا تَتَغَبَّرِ
سِراعاً نَغُمُّ الطَيرَ إِن سَنَحَت لَنا / وَإِن يَلقَنا الرُكبانُ لا تَتَحَيَّرِ
فَلَمّا أَضاءَ الفَجرُ عَنّا بَدا لَنا / ذُرى النَخلِ وَالقَصرُ الَّذي دونَ عَزوَرِ
فَقُلتُ اِعتَزِل ذِلَّ الطَريقِ فَإِنَّنا / مَتى نُرَ تَعرِفنا العُيونُ فَنُشهَرِ
فِظِلنا لَدى العَصلاءِ تَلفَحُنا الصَبا / وَظَلَّت مَطايانا بِغَيرِ مُعَصَّرِ
لَدُن غُدوَةٌ حَتّى تَحَيَّنتُ مِنهُمُ / رَواحاً وَلانَ اليَومُ لِلمُتَهَجِّرِ
فَلَمّا أَجَزنا الميلَ مِن بَطنِ رابِغٍ / بَدَت نارُها قَمَراً لِلمُتَنَوِّرِ
فَقُلتُ اِقتَرِب مِن سِربِهِم تَلقَ غَفلَةً / مِنَ الرَكبِ وَاِلبِس لِبسَةَ المُتَنَكِّرِ
فَإِنَّكَ لا تَعبى إِلَيها مُبَلِّغاً / وَإِن تَلقَها دونَ الرِفاقِ فَأَجدِرِ
فَقالَت لِأَترابٍ لَها اِبرَزنَ إِنَّني / أَظُنُّ أَبا الخَطّابِ مِنّا بِمَحضَرِ
قَريباً عَلى سَمتٍ مِنَ القَومِ تُتَّقى / عُيونُهُمُ مِن طائِفينَ وَسُمَّرِ
لَهُ اِختَلَجَت عَيني أَظُنُّ عَشِيَّةً / وَأَقبَلَ ظَبيٌ سانِحٌ كَالمُبَشِّرِ
فَقُلنَ لَها لا بَل تَمَنَّيتِ مُنيَةً / خَلَوتِ بِها عِندَ الهَوى وَالتَذَكُّرِ
فَقالَت لَهُنَّ اِمشينَ إِمّا نُلاقِهِ / كَما قُلتُ أَو نَشفِ النُفوسَ فَنُعذِرُ
وَجِئتُ اِنسِيابَ الأَيمِ في الغيلِ أَتَّقى ال / عُيونَ وَأُخفي الوَطءَ لِلمُتَقَفِّرِ
فَلَمّا اِلتَقَينا رَحَّبَت وَتَبَسَّمَت / تَبَسُّمَ مَسرورٍ وَمَن يَرضَ يُسرَرِ
فَيا طيبَ لَهوٍ ما هُناكَ لَهَوتُهُ / بِمُستَمَعٍ مِنها وَيا حُسنَ مَنظَرِ
أَلا لَيتَ حَظّي مِنكِ أَنِّيَ كُلَّما
أَلا لَيتَ حَظّي مِنكِ أَنِّيَ كُلَّما / ذَكَرتُكِ لَقّاكِ المَليكُ لَنا ذِكرا
فَعالَجتِ مِن وَجدٍ بِنا مِثلَ وَجدِنا / بِكُم قَسمَ عَدلٍ لا مُشِطّا وَلا هَجرا
لَعَلَّكِ تَبلينَ الَّذي لَكِ عِندِنا / فَتَدرينَ يَوماً إِن أَحَطتِ بِهِ خُبرا
لِكَي تَعلَمي عِلماً يَقيناً فَتَنظُري / أَيُسراً أُلاقي في طِلابِكِ أَم عُسرا
فَقالَت وَصَدَّت أَنتَ صَبٌّ مُتَيَّمٌ / وَفيكَ لِكُلِّ الناسِ مُطَّلِبٌ عُذرا
مَلولٌ لِمَن يَهواكَ مُستَطرِفُ الهَوى / أَخو شَهَواتٍ تَبذُلُ المَذقَ وَالنَزرا
فَقُلتُ لَها قَولَ اِمرِئٍ مُتَجَلِّدٍ / وَقَد بَلَّ ماءُ الشَأنِ مِن مُقلَتي نَحرا
سَلَبتِ هَداكِ اللَهُ قَلبي فَأَنعِمي / عَلَيهِ وَرُدّي إِذ ذَهَبتِ بِهِ قَمرا
وَقَطَّعتِ قَلبي بِالمَواعِدِ وَالمُنى / وَغُصتِ عَلى قَلبي فَأَوثَقتِهِ أَسرا
فَما لَيلَةٌ تَمضي عَلى الناسِ تَنجَلي / وَلَم أُذرِ فيها عَبرَةً تُخضِلُ النَحرا
عَلَيكِ وَلَم أَشرَق بَريقٍ وَلَم أَجِد / مِنَ الحُبِّ سَوراتٍ عَلى كَبِدي فَطرا
وَلَكِنَّ قَلبي سيقَ لِلحَينِ نَحوَكُم / فَجِئتُ فَلا يُسراً لَقيتُ وَلا صَبرا
يَقولُ عَتيقٌ إِذ شَكَوتُ صَبابَتي
يَقولُ عَتيقٌ إِذ شَكَوتُ صَبابَتي / وَبَيَّنَ داءٌ مِن فُؤادي مُخامِرُ
أَحَقّاً لَئِن دارُ الرَبابِ تَباعَدَت / أَوِ اِنبَتَّ حَبلٌ أَنَّ قَلبَكَ طائِرُ
أَفِق قَد أَفاقَ العاشِقونَ وَفارَقوا ال / هَوى وَاِستَمَرَّت بِالرِجالِ المَرائِرُ
زَعِ القَلبَ وَاِستَبقِ الحَياءَ فَإِنَّما / تُباعِدُ أَو تُدني الرَبابَ المَقادِرُ
فَإِن كُنتَ عُلِّقتَ الرَبابَ فَلا تَكُن / أَحاديثَ مَن يَبدو وَمَن هُوَ حاضِرُ
أَمِت حُبَّها وَاِجعَل قَديمَ وِصالِها / وَعِشرَتِها أَمثالَ مَن لا تُعاشِرُ
وَهَبها كَشَيءٍ لَم يَكُن أَو كَنازِحٍ / بِهِ الدارُ أَو مَن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
فَإِن أَنتَ لَم تَفعَل وَلَستَ بِفاعِلٍ / وَلا قابِلٍ نُصحاً لِمَن هُوَ زاجِرُ
فَلا تَفتَضِح عَيناً أَتَيتَ الَّذي تَرى / وَطاوَعتَ هَذا القَلبَ إِذ أَنتَ سادِرُ
وَما زِلتُ حَتّى اِستَنكَرَ الناسُ مَدخَلي / وَحَتّى تَراءَتني العُيونُ النَواظِرُ
قِف بِالدِيارِ عَفا مِن أَهلِها الأَثَرُ
قِف بِالدِيارِ عَفا مِن أَهلِها الأَثَرُ / عَفّى مَعالِمَها الأَرواحُ وَالمَطَرُ
بِالعَرصَتَينِ فَمَجرى السَيلِ بَينَهُما / إِلى القَرينِ إِلى ما دونَهُ البُسُرُ
تَبدو لِعَينَيكَ مِنها كُلَّما نَظَرَت / مَعاهِدُ الحَيِّ دَوداةٌ وَمُحتَضَرُ
وَرُكَّدٌ حَولَ كابٍ قَد عَكَفنَ بِهِ / وَزَينَةٌ ماثِلٌ مِنهُ وَمُنعَفِرُ
مَنازِلُ الحَيِّ أَقوَت بَعدَ ساكِنِها / أَمسَت تَرودُ بِها الغِزلانُ وَالبَقَرُ
تَبَدَّلوا بَعدَها داراً وَغَيَّرَها / صَرفُ الزَمانِ وَفي تَكرارِهِ غِيَرُ
وَقَفتُ فيها طَويلاً كَي أُسائِلَها / وَالدارُ لَيسَ لَها عِلمٌ وَلا خَبَرُ
دارُ الَّتي قادَني حَينٌ لِرُؤيَتِها / وَقَد يَقودُ إِلى الحَينِ الفَتى القَدَرُ
خَودٌ تُضيءُ ظَلامَ البَيتِ صورَتُها / كَما يُضيءُ ظَلامَ الحِندِسِ القَمَرُ
مَجدولَةُ الخَلقِ لَم توضَع مَناكِبُها / مِلءُ العِناقِ أَلوفٌ جَيبُها عَطِرُ
مَمكورَةُ الساقِ مَقصومٌ خَلاخِلُها / فَمُشبَعٌ نَشِبٌ مِنها وَمُنكَسِرُ
هَيفاءُ لَفّاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها / تَكادُ مِن ثِقَلِ الأَردافِ تَنبَتِرُ
تَفتُرُ عَن واضِحِ الأَنيابِ مُتَّسِقٍ / عَذبِ المُقَبَّلِ مَصقولٍ لَهُ أُشُرُ
كَالمِسكِ شَيبَ بِذَوبِ النَحلِ يَخلِطُهُ / ثَلجٌ بِصَهباءَ مِمّا عَتَّقَت جَدَرُ
تِلكَ الَّتي سَلَبَتني العَقلَ وَاِمتَنَعَت / وَالغانِياتُ وَإِن واصَلنَنا غُدُرُ
قَد كُنتُ في مَعزِلٍ عَنها فَقَيَّضَني / لِلحَينِ حينَ دَعاني لِلشَفا النَظَرُ
إِنّي وَمَن أَعمَلَ الحُجّاجُ خَيفَتَهُ / خَوصَ المَطايا وَما حَجّوا وَما اِعتَمَروا
لا أَصرِفُ الدَهرَ وُدّي عَنكِ أَمنَحُهُ / أُخرى أُواصِلُها ما أَورَقَ الشَجَرُ
أَنتِ المُنى وَحَديثُ النَفسِ خالِيَةً / وَفي الجَميعِ وَأَنتِ السَمعُ وَالبَصَرُ
يا لَيتَ مَن لامَنا في الحُبِّ مَرَّ بِهِ / مِمّا نُلاقي وَإِن لَم نُحصِهِ العُشُرُ
حَتّى يَذوقَ كَما ذُقنا فَيَمنَعَهُ / مِمّا يَلَذُّ حَديثُ النَفسِ وَالسَهَرُ
دَسَّت إِلَيَّ رَسولاً لا تَكُن فَرِقاً / وَاِحذَر وُقيتَ وَأَمرُ الحازِمِ الحَذَرُ
إِنّي سَمِعتُ رِجالاً مِن ذَوي رَحِمي / هُمُ العَدُوُّ بِظَهرِ الغَيبِ قَد نَذَروا
أَن يَقتُلوكَ وَقاكَ القَتلَ قادِرُهُ / وَاللَهُ جارُكَ مِمّا أَجمَعَ النَفَرُ
السِرُّ يَكتُمُهُ الإِثنانِ بَينَهُما / وَكُلُّ سِرٍّ عَدا الإِثنَينِ مُنتَشِرُ
وَالمَرءُ إِن هُوَ لَم يَرقُب بِصَبوَتِهِ / لَمحَ العُيونِ بِسوءِ الظَنِّ يَشتَهِرُ