المجموع : 123
هَنِيئاً لَكَ البُشْرَى بِهِنَّ فَدُمْ كَمَا
هَنِيئاً لَكَ البُشْرَى بِهِنَّ فَدُمْ كَمَا / تُرِيدُ بِنُعْمَى لِلسَّعَادَةِ جَامِعَهْ
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَحِ فَلاَ تَكُنْ / بِمَائِلِ قَلْبٍ مِنْكَ عَنْ حُبِّ رَابِعَهْ
عَنْ نَافِعٍ أَسْنِدْ حَدِيثَ أَحِبَّتِي
عَنْ نَافِعٍ أَسْنِدْ حَدِيثَ أَحِبَّتِي / يَا مَالِكاً رِقِّي بِحُسْنِ صَنَائِعِ
فَأَجَلُّ إِسْنَادٍ وَخَيْرُ رِوَايَةٍ / عِنْدِي رِوَايَةُ مَالِكٍ عَنْ نَافِعِ
لِمَنْ حِلَلٌ تِلْقَاءَ عَيْنِ أَبَاغِ
لِمَنْ حِلَلٌ تِلْقَاءَ عَيْنِ أَبَاغِ / صَوَاهِلُهَا تَصْبُو لَهُنَّ رَوَاغِ
وَأَغْزِلَةٌ يَوْمَ التَّرَحُّلِ حُكِّمَتْ / لَوَاحِظُهَا فِي صِحَّتِي وَفَرَاغِي
وَعِيسٌ كَأَمْثَالِ القِسِيِّ رَمَيْنَنِي / بِأَسْهُمِ بَيْنٍ لاَتَ حِينَ مَرَاغِ
مَتَى حَمَلَتْ حُمْرُ القِبَابِ صَوَاغِياً / فَكُلُّ قُلُوب العَاشِقِينَ صَوَاغِ
وَكُلُّ امْرِىءٍ إِنْ يَلْقَهَا مُتَكَلِّماً / وَحَادِي السُّرَى يَحْدُو فَذَلِكَ لاَغِ
كَأَنِّي بِذَاكَ الحَدْوِ أُسْقَي مُدَامَةً / لَهَا كُلَّمَا سَاغَتْ أَجَلُّ مَسَاغِ
وَمَيَّاسَةِ الأَعْطَافِ طَلَّتْ بِذِي النَّقَا / تُحَاكِي بِقَدٍّ قَضْبَهُ وَتُنَاغِي
مُحَجَّبَةٍ بِالبِيضِ دُونِيَ وَالقَنَا / وَأَثْوَابِ نَقْعٍ لاَ بِلِبْسِ سِبَاغِ
يَكَادُ لَنَا المِسْوَاكُ يَعْبُقُ مِسْكُهُ / إِذَا هِيَ غَادَتْ رَطْبَهُ بِمَضَاعِ
مِنَ الخَافِرَاتِ البِيضِ خِلْتُ دَلاَلَهَا / كَمُشْبِهِهِ يُوهِي القُوَى بِلِدَاغِ
أَقُولُ لَهَا وَالرَّأْسُ أَشْيَبُ مُنْتَضٍ / نُصُولاً وَلَكِنْ مِنْ نُصُولِ صِبَاغِ
دَعِي وَالهَوَى مَضْنَاكِ يَا أُمَّ مَالِكٍ / فَلِي فِي الهَوَى لَوْ تَعْلَمِينَ مَبَاغِ
وَلَكِنَّنِي أَشْكُو بِنِيرَانِ زَفْرَتِي / وَطُوفَانِ مَاءٍ مِنْ دُمُوعِيَ صَاغِ
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَرَى أَيْمُنَ الحِمَى / وَمَا فِيهِ مِنْ رَاغٍ أَقَامَ وَثَاغِ
وَيَا هَلْ تَرَى يَا سَعْدُ نَصْراً يَسُرُّنَا / عَلَى يَوْمِ بَيْنٍ زَاغَ كُلَّ مَزَاغِ
كَمَا سَرَّنَا نَصْرُ ابْنُ نَصْرٍ مُعَاجِلاً / عَلَى كُلِّ طَاغٍ فِي المُلُوكِ وَبَاغِ
هُمَامٌ إِذَا اصْطَفَّ العَدُوُّ فَدُونَهُ / تَلاَحٍ بِأَطْرَافِ القَنَا وَتَلاَغِ
شَدِيدُ قُوًى لَمْ يَضْغَ يَوْماً وَإِنَّهُ / لَهُ كُلّ مَلْكٍ فِي المَعَاقِلِ ضَاغِ
أَخُو عَزَمَاتٍ لِلْمَنُونِ أَمَامَهُ / مَدَى الدَّهْرِ فِي نَهْبِ النُّفُوسِ تَنَاغِ
وَلَيْثُ الوَغَى الشَّهْمُ الَّذِي لِعدَاتِهِ / بِأَسْيَافِهِ فِي التُّرْبِ أَيّ مَرَاغِ
جَرِيٌّ إِذَا زَحْفٌ أَتَى فَرِمَاحُهُ / لَهَا فِي دِمَاءِ القِرْنِ أَيَّ وَلاَغِ
ثَبُوتٌ إِذَا الحَرْبُ الضَّرُوسُ تَنَاوَلَتْ / مِنَ المَعْشَرِ القَتْلَى أَلَذَّ مَضَاغِ
جَزِيلُ اللُّهَى بِالعِزِّ مِنْ كَلِمَاتِهِ / إِلَى كُلِّ مَنْ حَطَّ الرَّكَائِبَ نَاغِ
تَنَزَّهَ عَنْ بَغْيٍ وَأَمْدَاحُهُ العُلاَ / عَلَى مَالِهِ يَوْمَ النَّوَالِ بَوَاغِ
وَبَازَغَ مِنْهُ البَدْرُ بَدْراً عَلَيْهِ قَدْ / أَنَافَ فَلاَ بُعْداً لِيَوْمِ بُزَاغِ
أَخَافَ بَنُو سَدْوِيكْشٍ الشَّرْقَ بِاسْمِهِ / وَهَابَ بِهِ مَلْقَاهُ كُلَّ وَزَاغِي
يَبِيتُ عِدَاهُ خَافِقَاتٍ رُؤُوسُهُمْ / بِضَرْبٍ عَنْ الزُّوَّاغِ غَيْرِ مُزَاغِ
وَإِنْ قَدَحَتْ نَارُ السُّيُوفِ بِمَأْزِقٍ / شَكَا غَلَيَاناً فِيهِ كُلُّ دِمَاغِ
وَمُنْضِي المَطَايَا صَادِعاً كُلَّ مَهْمَهٍ / بِهِ لِلْفُحُولِ الهَائِجَاتِ مَرَاغِ
إِذَا أَصْمَغَتْ فِي كَفِّهِ شَجَرُ القَنَا / أَتَى مِنْ نَجِيعٍ جَامِدٍ بِصَمَاغِ
مُعِيدُ طِعَانٍ كَالرّشَاءِ إِذَا ارْتَمَى / بِدَلْوٍ لَهُ تَزْهَى بِأَيِّ فَرَاغِ
مُطِيلُ قِرَابٍ مِثْل مَا فَتَحَتْ ضُحًى / بِمَرْعَى الحِمَى أَفْوَاهَهُنَّ ثَوَاغِ
إِذَا لَمْ يَكُنْ صَغْوُ الرَّعَايَا لِمُلْكِهِ / فَكُلٌّ إِلَى مَهْوَى الشَّقَاوَةِ صَاغِ
كَمِثْلِ الأَدِيمِ الحَالِمِ اخْتَلَّ أَمْرُهُ / فَلاَ يُرْتَجَى إِصْلاَحُهُ بِدِبَاغِ
حَمُولٌ عَلَى الأَبْطَالِ فِي حَوْمَةِ الوَغَى / وَمَوْجُ المَنَايَا لِلسَّمَاءِ مُنَاغِي
لَهُ الغَارَةُ الشَّعْوَاءُ تَطْمِسُ بَعْدَهَا / فَرَاغٍ عَلَى حُكْمِ الظُّبَى وَمُثَاغِ
مُرَاغِ كَمَالَ الذَّاتِ عَنْ عَيْنِ حَاسِدٍ / وَمَا حَاسِدٌ عَنْ كَبْتِهِ بِمُرَاغِ
سَرِيعُ النَّدَى لِلْمُعْتَفِينَ وَإِنَّمَا / مِطَالُ الغِنَى لِلْمُعْتَفِينَ تَبَاغِ
أَحَادِيثُ نُعْمَاهُ صِحَاحٌ وَإِنَّهَا / لَتَأْتِي بِنَوْعَيْ مُرْسَلٍ وَبَلاَغِ
مُحَمَّدٌ الأَرْضَى ابْنُ يُوسُف الَّذِي / لَهُ خَيْرُ سَمْعٍ لِلْمَدِيحِ مُصَاغِ
هُوَ البَدْرُ بَلْ أَسْمَى وَسُحْقاً لأَنْجُمٍ / إِذَا لاَحَ اتْبَاعٌ لَهُ وَصَوَاغِ
وَبُشْرَى الوَرَى طُرًّا بِمَقْدَمِهِ الَّذِي / بَغَى مِنْهُ أَمْرَ الرُّشْدِ أَكْرَمُ بَاغِي
وَأَنْطَقَ بِالأَشْعَارِ فِي الحَفْلِ أَلْسُناً / تَنَزَّهْنَ حَتَّى عَنْ مَعِيبِ لِثَاغِ
مِنْ المُحْدَثَاتِ الغُرِّ مَا مِثْلُهَا اعْتَلَى / بِهِ لِلْفُحُولِ الأَقْدَمِينَ تَرَاغِ
خَلِيلَيَّ قُولاَ لِلْغَمَامِ افْتَضِحْ فَقَدْ / شَآكَ بِجُودٍ لِلْوُفُودِ مُسَاغِ
وَقُولا لِلَيْثِ الغَابِ مَهْمَا قَدَرْتَ أَنْ / تُنَاغِيَهُ يَوْمَ الحُرُوبِ فَنَاغِي
وَخُصَّا أَمِيرَ المُسْلِمِينَ بِمِدْحَةٍ / لَهَا كَلِمٌ لَيْسَتْ تُرَى بِلَوَاغِ
وَعُوجَا عَلَيْهِ بِالهَنَاءِ كَأَنَّهُ / أَزَاهِرُ يَذْكُو عَرْفُهَا وَفَوَاغِ
وَعَنْهُ أَعِيدَالِي الحَدِيثَ وَأَنْذِرَا / بِحَيْنِ عُتَاةٍ أَمَّهُمْ وَطَوَاغِ
وَآخِرُ دَعْوَى العَبْدِ أَنْ دَامَ بَالِغاً / إِلَى كُلِّ مَا يَهْوَى أَتَمّ بَلاَغِ
طَابَ العُذَيْبُ بِطِيبِ ذِكْرِكَ وَانْثَنَى
طَابَ العُذَيْبُ بِطِيبِ ذِكْرِكَ وَانْثَنَى / فَكَأَنَّمَا مَاءُ العُذَيْبِ سُلاَفُهُ
وَاهْتَزَّ مِنْ طَرَبٍ لِلقْيَاكَ الحِمَى / فَكَأَنَّمَا بَانَاتُهُ أَعْطَافُهُ
نَظَرْتُ إِلَى رَوْضِ الجَمَالِ بِوَجْهِها
نَظَرْتُ إِلَى رَوْضِ الجَمَالِ بِوَجْهِها / وَسَقَّيْتُهُ دَمْعاً بِهِ العَيْنُ تَكْلفُ
فَصَحَّ حَدِيثُ الحُسْنِ عَنْ وَرْدِ خَدِّهَا / وَإِنْ كَانَ أَضْحَى وَهْوَ رَاوٍ مُضَعَّفُ
أَتَوْنِي فَعَابُوا مَنْ أُحِبُّ جَمَالَهُ
أَتَوْنِي فَعَابُوا مَنْ أُحِبُّ جَمَالَهُ / وَذَاكَ عَلَى سَمعِ المُحِبِّ خَفِيفُ
فَمَا فِيهِ عَيْبٌ غَيْرَ أَنَّ جُفُونَهُ / مِرَاضٌ وَأَنَّ الخَصْرَ مِنْهُ ضَعِيفُ
لِمَوْلاَيَ سَيْفِ الدِّينِ فِي الفِقْهِ بَيْنَنَا
لِمَوْلاَيَ سَيْفِ الدِّينِ فِي الفِقْهِ بَيْنَنَا / مَقَامُ اجْتِهَادٍ لَيْسَ يَلْحَقُهُ الحَيْفُ
فَتَقْلِيدُهُ فَرْضٌ عَلَى أَهْلِ عَصْرِنَا / وَلاَ عَجَب عِنْدِي إِذَا قُلِّدَ السَّيْفُ
أَشْفَقْتُ مِنْ مَرَضٍ أَتَاحَ تَخَلُّفِي
أَشْفَقْتُ مِنْ مَرَضٍ أَتَاحَ تَخَلُّفِي / يَوْمَ الرَّحِيلِ عَنِ الرِّكَابِ الأَشْرَفِ
وَطَفِقْتُ أُظْهِرُ عِبْرَةً مِنْ عَبْرَةٍ / وَأَشِبُّ نَارَيْ لَوْعَةٍ وَتَأَسُّفِ
وَالقَلْبُ فِي إِثْرِ الحمُولِ إِذَا اشْتَفَى / فَبِأَدْمُعِي وَمَثَارِ وَجْدِي يَشْتَفِي
وَعَلَيَّ لَثْمٌ لِلْمَوَاطِىءِ فِي الثَّرَى / بَعْدَ الَّذِينَ قَضَوْا بِذِلَّةِ مَوْقِفِي
وَالذَّنْبُ لِي يَوْمَ اسْتَقَلَّتْ عِيسُهُمْ / وَالخَيْلُ تَسْبَحُ فِي العَجَاجِ الأَكْثَفِ
سِرْبٌ تُقِلُّ مَتُونُهُنَّ فَوَارِساً / نَارُ الوَغَى بِسُيُوفِهِمْ لاَ تَنْطَفِي
لَكِنْ نَفَى هَمِّي حُضُورِي قَبْلَ ذَا / غَزْواً بِقُرْطُبَةٍ جَلاَ ذكْراً يَفِي
وَوَقَائِعاً بِكُمَاتِهَا قَدْ خَلَّدَتْ / شَرَفاً لِرُمْحِي وَالكُمَيْتِ المُشْرِفِ
وَرَأَيْتُ قَصْرَ بَنِي أُمَيَّة بَاكِياً / بِدُمُوعِ نَهْرٍ حَوْلَهُ مُتَلَهِّفِ
وَبَدَتْ لِعَيْنِي لاَ عَفَتْ آثَارُهُمْ / فَعَرَفْتُهَا وَكَأَنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ
لاَ يُبْعِدِ اللَّهُ الأَمِيرَ مُحَمَّداً / فَبِهِ أَزَالَ اللَّهُ كُلَّ تَخَوُّفِ
وَأَعَزَّ دِينَ الحَقِّ مِنْهُ خَلِيفَةٌ / هُوَ مَنْ عَلِمْتَ ابْنُ الخَلِيفَةِ يُوسُفِ
مَلِكُ المُلُوكِ المُخْتَلِي هَامَ العِدَى / وَالخَيْلُ تَعْثرُ فِي القَنَا المُتَقَصِّفِ
نَسَقَ الفُتُوحَ خَوَارِقاً عَادَاتُهَا / بِأَجَلِّ صُنْعٍ بَاهِرٍ وَمُكَيَّفِ
وَأَرَى عَجَائِبَ قَطُّ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا / فِي كُلِّ تَارِيخٍ وَكُلِّ مُصَنَّفِ
وَكَأَنَّمَا النَّصْرُ العَزِيزُ وَرَأْيُهُ / خَلْفَانِ ذَا عَنْ ذَاكَ لَمْ يَتَخَلَّفِ
وَكَأَنَّمَا الفَتْحُ المُبِينُ وَسَيْفُهُ / خِلاَّنِ كُلٌّ مِنْهُمَا الخِلُّ الوَفِي
فَإِذَا الجُيُوشُ لأَرْضِ قُرْطَبَةٍ كَمَا / هَاجَ البِحَارَ هُبُوبُ رِيحٍ مَعْصِفِ
وَأَعَدَّهَا مِلْءَ الأَبَاطِحِ وَالرُّبَا / جَرَّارَةً أَذْيَالَ نَقْعٍ مُرْدِفِ
وَالحَرْبُ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ إِذَا أَتَتْ / فِي بُرْدِ نَقْعٍ بِالدِّمَاءِ مُفَوَّفِ
فَاحْتَلَّ مِنْ أَرْجَائِهَا مُتَبَوَّأً / بِحُلولِهِ عَيْنُ الرَّدَى لَمْ تَطْرِفِ
وَسَدَدْتَ يَا مَلِكَ الزَّمَانِ فَضَاءَهَا / بِفَوارِسٍ كَالأُسْدِ مَهْمَا تُشْرِفِ
وَأَعَدْتَ بِالطَّعْنِ الدِّرَاكِ حُمَاتَهَا / جُزُرَ العَوَافِي مَا لَهَا مِنْ مَصْرِفِ
وَأَجَلَّ قَنْطَرَةٍ أَبَحْتَ عُبُورَهَا / لِعَصَائِبٍ مِثْلِ الذُّبَا إِنْ تَزْحَفِ
فَبَدَتْ شُمُوساً فِي البُرُوجِ وُجُوهُهُمْ / وَهِيَ الشُّمُوسُ إِذَا بَدَتْ لَمْ تُكْسَفِ
وَمَلَكْتَ مَعْقِلَهَا فَكُنْتَ كَمَالِكٍ / لِعِنَانِ طِرْفٍ بِالعِنَانِ مُصَرَّفِ
وَسَبَحْتَ فِي الوَادِي بِمِثْلِ سُيُولِهِ / خَيْلاً مَتعى يُرَمِ الرَّدَى تُسْتَهْدَفِ
وَسَطَوْتَ بِالأَعْدَاءِ سَطْوَةَ قَاهِرٍ / فِي قَتْلِهِمْ وَالجُود طَوْعاً مُسْرِفِ
وَمَلَكْتَ مِنْ أَسْوَارِهِمْ برجاله / بِالذَّاكِرِينَ اللَّهَ أَيَّ تَشَرُّفِ
وَتَرَكْتَ يَوْمَ النَّقْبِ فِيهَا مِثْلَمَا / يَشْكُونَ مِنْ صَدْعِ القُلُوبِ الرُّجَّفِ
وَعَدَتْ تَدُورُ بِهَا الجُيُوشُ وَإِنَّمَا / حُسْنُ الوِشَاحِ إِذَا يَدُورُ بِمِعْطَفِ
وَتَسَاقَطَتْ هَامُ العُدَاةِ كَأَنَّهَا / نَوْرٌ بِغَيْرِ يَدِ الرَّدَى لَمْ يُقْطَفِ
وَلَقَدْ دَعَاكَ الفَتْحُ دَعْوَةَ طَائِعٍ / لِلْقَتْلِ أَوْ لإسَارِهِمْ مُتَشَوِّفِ
لَكِنْ حَقَنْتَ دِمَاءَ قَوْمِكَ مُرْجِئاً / لِلْفَتْحِ إِرْجَاءً بِمَا تَرْجُو يَفِي
وَأَتَيْتَ فِي أَعْدَاءِ قَوْمِكَ بِالَّتِي / تَمْحُوهُمُ بِالسَّيْفِ مَحْوَ الأَحْرُفِ
وَتَرَكْتَهُمْ وَالتَّرْكُ أَخْذٌ عَاجِلٌ / لَهُمُ إِذَا مَا شِئْتَ دُونَ تَكَلُّفِ
فَأَذِقْهُمُ جُوعاً وَعَفْواً وَانْتَظِرْ / تَهْوِينَ أَمْرِهِمْ وَعُقْبَى المُتْرفِ
وَالكُلُّ مُعْتَقَلٌ هُنَاكَ مُثَقَّفٌ / مُتَوَقِّعٌ لِلْحَادِثِ المُتَخَوَّفِ
فَانْهَضْ بِمُعْتَقَلٍ لِمُعْتَقَلٍ وَلاَ / تَغْفَلْ طِعَانَ مُثَقَّفٍ بِمُثَقَّفِ
وَإِذَا بَدَا مِنهُمْ لِحَبْلِكَ صَارِمٌ / فَاشْدُدْ عَلَيْهِ بِصَارِمٍ لَكَ مُرْهَفِ
وَالسَّيْفُ أَمْضَى مَا يَكُونُ مُحَرَّفاً / فَتَوَلَّ كُلَّ مُحَرِّفٍ بِمُحَرَّفِ
وَلَقَدْ نَسِيتُ وَمَا نَسِيتُ مَوَاقِعاً / حَكَمَ الظُّهُورُ بِنُجْحِهَا المُتَعَرَّفِ
وَشَهِدْتُ طَاغِيَةَ النَّصَارَى خَادِماً / فِيهِنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ خِدْمَةَ مُنْصِفِ
مُتَطَأْطِئاً لَكَ حَاسِراً عَنْ رَأْسِهِ / يَرْجُو وَيَأْمَلُ مِنْكَ نَيْلَ تَعَطُّفِ
وَالرُّومُ رَامَتْ أَنْ تَجُودَ بِرَأْفَةٍ / فَالوَيْلُ كُلُّ الوَيْلِ إِنْ لَمْ تَرْأَفِ
وَلَقَدْ وَهَى مَا حَوْلَ قُرْطُبَةٍ فَلَمْ / تَتْرُكْ جُيُوشُكَ مِثْلَ قَاعٍ صَفْصَفِ
وَأَطَلْتَ إِحْرَاقِ الزُّرُوعِ وَقَدْ شَكَا / زُرَّاعُهَا أَزَمَاتِ دَهْرٍ مُجْحِفِ
فَكَأَنَّهَا أَجْسَادُهُمْ وَهِيَ الَّتِي / فِي غَيْرِ نَارِ جَهَنَّمٍ لَمْ تُقْذَفِ
وَتَرَكْتَ أَرْضَ الرُّومِ وَهيَ كَأَنَّهَا / قِطَعٌ مِنَ اللَّيْلِ البَهِيمِ المُغْدِفِ
وَقَدِمْتَ أَسْعَدَ مَقْدَمٍ يُرْضِي كَمَا / قَدِمَ الشِّفَاءُ عَلَى العَلِيلِ المُدْنِفِ
لَكِنْ كَرَرْتَ إِلَى النَّصَارَى رَاجِعاً / وَالحَزْمُ مِمَّا تَحْتَفِيهِ وَتَصْطَفِي
وَالمَجْدُ لَيْسَ يَنَالُهُ إِلاَّ امْرُؤٌ / عَنْ تَرْكِهِ اللَّذَّاتِ لَمْ يَتَوَقَّفِ
وَعَلَى العُلاَ أَنْ لاَ يُبِيحَ طِلاَبَهُ / إِلاَّ لأَرْوَعَ عَزْمُهُ لَمْ يَضْعُفِ
وَغَزَوْتَ قُرْطُبَةً فَأَنْسَيْتَ الَّذِي / قَدَّمْتَ مِنْ غَزْوٍ لَهَا مُتَخَطَّفِ
وَتَرَكْتَ جَمْعَ كُمَاتِهَا وَكَأَنَّهُمْ / أَعْجَازُ نَخْلٍ عُوجِلَتْ بِتَقَصُّفِ
وَغَدَوْا وَمَا لِبَنِي أَبِيهِمْ نَاصِرٌ / غَيْرُ الصَّبَابَةِ وَالدُّمُوعِ الذُّرَّفِ
وَطَفِقْتَ جَيَّاناً فَأَخْفَيْتَ الَّذِي / قَدْ كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَمْ يَخْتَفِ
وَمَلأْتَ مُتَّسَعَ الفَضَاءِ غَنَائِماً / أَخَذَتْ بِهِنَّ الأَرْضُ أَعْظَمَ زُخْرُفِ
فَاهْنَأْ بِبُشْرَى إِثْرَ بُشْرَى أُنْجِزَتْ / وَالوَعْدُ وَعْدُ اللَّهِ لَيْسَ بِمُخْلَفِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّكَ المَلِكُ الَّذِي / لَوْلاَهُ مَا كَانَ الضَّلاَلُ بِمُنْتَفِ
مَلِكٌ تَخَلَّدَ فِي الطُّرُوسِ مَدِيحُهُ / وَالوَشْيُ أَطْرَفُ مَا يَكُونُ بِمُطْرَفِ
وَإِذَا تُجَازُ المَعْلُوَاتُ فَإِنَّهُ / أَبَداً لَهُ المِرْبَاعُ مِنْهَا وَالصَّفِي
جَمَعَ العُلاَ مِنْ مَالِهِ وَثَنَائِهِ / فَالحَفْلُ بَيْنَ مُفْرِّقٍ وَمُؤَلِّفِ
وَالنَّفْسُ وَالمَالُ النَّفِيسُ كِلاَهُمَا / يَشْكُو لَنَا مِنْهُ بِأَعْظَمِ مُتْلِفِ
مَلِكٌ يَمَانٍ بِاليَمَانِي مُصْلَتاً / كَشَفَ الخُطُوبَ وَنَفْعُهُ لَمْ يُكْشَفِ
أَعْدَتْ قُلُوبَ عُدَاتِهِ رَايَاتُهُ / بِخُفُوقِهَا أَعْدَاءَهَا غَيْر الخَفِي
وَبِسَيْفِهِ فِي الحَرْبِ أَصْبَحَ مُخْفِراً / ذِمَمَ الدُّرُوعِ عَلَى الكَمِيِّ المُرْجِفِ
وَكَأَنَّهَا وَالرُّمْحُ يُوْحِي هَتْكَهَا / نَهْرٌ بِهِ سَبْحٌ لِغُصْنٍ أَهْيَفِ
هُوَ فِي النَّدَى بَحْرٌ وَلَكِنْ لَفْظُهُ / دُرٌّ لأُذْنِ المَرْءِ خَيْرُ مُشَنِّفِ
وَلَدَتْ تَمَاماً لاَ خِدَاجاً سُعْدُهُ / أُمُّ السُّعُودِ وِلاَدَةً لَمْ تُخْلَفِ
وإِمَامُ وَزْنِ زَمَانِهِ المَلْكُ الَّذِي / لَمْ يَلْفَ خَطْباً طَارِقاً إِلاَّ كُفِي
وَلَقَدْ رَمَتْ مِنْهُ البِلاَدُ بِأَغْبَرٍ / لِرِكَابِهِ وَالخَيْل فِيهَا مُوجِفِ
وَاسْتَوْسَقَتْ مِنْهُ لأَرْوَعَ بَاسِلٍ / بِالذُّلِّ لِلنَّفْسِ النَّفِيسَةِ مُسْعِفِ
قَدْ أَرْعَفَ الأَقْلاَمَ مِسْكُ ثَنَائِهِ / وَالمِسْكُ إِنْ يَفْغَمْ أُنُوفاً تَرْعَفِ
لاَ زَالَ فِي المُلْكِ الرَّفِيعِ شِعَارُهُ / مَا عَزَّ مِنْ سَيْفٍ لَهُ أَوْ مُصْحَفِ
رَعَى اللَّهُ مِعْطَارَ النَّسِيمِ فَإِنَّهُ
رَعَى اللَّهُ مِعْطَارَ النَّسِيمِ فَإِنَّهُ / رَأَى مِنْ غُصُونِ البَانِ مَا شَاءَ مِنْ عَطْفِ
وَأَبْدَى حَدِيثَ الغَيْثِ وَهْوَ مُسَلْسَلٌ / لِذَاكَ لَعَمْرِي لَيْسَ يَخْلُو مِنَ الضَّعْفِ
أَيَا مَلِكَ الأَمْلاَكِ غَرْباً وَمَشْرِقَا
أَيَا مَلِكَ الأَمْلاَكِ غَرْباً وَمَشْرِقَا / وَذَا الدُّرَّةِ الغَرَّاءِ دَامَ لَهَا البَقَا
وَأَعْظَمَ سُلْطَانٍ حَوَى المَجْدَ وَالعُلاَ / وَكَانَ لَهُ فِي دُرَّةِ العِزِّ مُرْتَقَى
وَأَكْرَمَ مَلْكٍ شَرَّفَ اللَّهُ قَدْرَهُ / وَزَيَّنَهُ بِالعِلْمِ وَالحِلْمِ وَالتُّقَى
وَمَنْ حَازَ مُلْكَ العُدْوَتَيْنِ بِعزْمَةٍ / لأنْبَائِهَا أَضْحَى الطِّعَانُ مُصَدّقَا
وَيَا خَيْرَ مَنْ قَادَ الجِيَادَ إِلَى الوغَى / وَأَرْعَدَ فِي جَوِّ الأَعَادِي وَأَبْرَقَا
وَقَامَ مَقَامَ الجَيْشِ فِي الحَرْبِ وَحْدَهُ / وَبِالسَّيْفِ بَيْنَ الرُّشْدِ وَالغَيِّ فَرَّقَا
وَيَا نُخْبَةَ القَوْمِ الَّذِينَ سُعُودُهُمْ / أَخَذْنَ عَلَى الأَيَّامِ عَهْداً وَمَوْثِقَا
وَخَيْرَ المُلُوكِ الصِّيدِ مِنْ آلِ خَزْرَجٍ / غِيَاثِ الوَرَى وَالحَيْنُ بِالأَرْضِ أَحْدَقَا
وَمَنْ شَهِدَ الهَادِي الرَّسُولُ بِجُودِهِمْ / شَهَادَةَ صِدْقٍ حُكْمُهَا الشَّرْعُ حَقَّقَا
وَجَاءَ لَنَا القُرْآنُ يُتْلَى بِمَدْحِهِمْ / فَأَعْجَزَ عَنْهُ أَلْسُنَ الخَلْقِ أَنْطَقَا
وَيَا رَجُلَ الدُّنْيَا وَوَاحِدَهَا الَّذِي / بِأَذْيَالِهِ كُلُّ الكَمَالِ تَعَلَّقَا
وَيَا خَيْرَ مَرْجُوٍّ وَخَيْرَ مُؤَمَّلٍ / بِأَكْرَمِ أَخْلاَقِ الكِرَامِ تَخَلَّقَا
هَنِيئاً لَكَ العِيدُ السَّعِيدُ وَإِنَّهُ / لَعِيدُ مُعِيدٌ بِالمَسَرَّةِ مُلْتَقَى
وَأَسْعَدُ أَمْلاَكٍ حَلاَ العِيدَ يَوْمَهَا / وَيَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ بِهِ الكَوْنُ أَشْرَقَا
وَبُشْرَاكَ بِالفَتْحِ المُبِينِ وَدَوْلَةٍ / لَهَا أَيُّ فَخْرٍ ذِكْرُهُ الأَرْضَ طَبَّقَا
وَأَقْبَلُ دُنْيَا قَدْ أَتَتَكْ سُعُودُهَا / كَمَا شَعْشَعَ السَّاقِي الرَّحِيقَ المُعَتَّقَا
وَأَنْتَ لأَهْلِ الأَرْضِ خَيْرُ خَلِيفَةٍ / تَخَيَّرَ أَعْلاَقَ المَفَاخِرِ وَانْتَقَى
وَأَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ دِينَ مُحَمَّدٍ / وَجَمَّعْتَ مِنْ أَحْزَابِه ما تَفَرَّقَا
وَدَوَّخْتَ أَرْضَ الرُّومِ بِالسَّيْفِ فَاتِحاً / مِنَ النَّصْرِ بَاباً كَانَ قَبْلَكَ مُغْلَقَا
وَجَاهَدْتَهُمْ خَيْرَ الجِهَادِ مُمَتَّعاً / بِأَيِّ نَعِيمٍ كَانَ لِلْمُعْتَدِي شَقَا
وَصَيَّرْتَ قَلْبَ المُخْفِقِ السَّعْيَ خَافِقاً / وَغَادَرْتَ سَعْيَ الخَافِقِ القَلْبَ مُخْفِقَا
وَأَنْتَ ابْنُ نَصْرِ نَاصِر الدِّينِ وَالَّذِي / نَمَاهُ أَبُو الحَجَّاجِ فِي المَجْدِ مُغْرِقَا
وَشَيَّدَ إِسْمَاعِيلُ بَيْتَ عَلاَئِهِ / فَمَا زَالَ مِنْ رِضْوَى أَشَدَّ وَأَوْثَقَا
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا بِنْتَ فِكْرٍ أَبَى بِهِ / لِيَ الشِّعْرُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُفَلِّقَا
عَلَى أَنَّنِي أدْرِي بِأَنِّي مُقَصِّرٌ / وَلَوْ فُقْتُ أَهْلَ الأَرْضِ فِي الشِّعْرِ مَنْطِقَا
وَعَادَ لِيَ البَرْقُ اللَّمُوحُ يَرَاعُهُ / وَآفَاقُهُ طِرْساً لِكَتْبِي وَمُهْرَقَا
فَكُنْ قَابِلاً عُذْرِي وَجُدْ مُنْعِماً وَكُنْ / عَلَيَّ بِمَبْذُولِ الرِّضَى مُتَصَدِّقَا
أَطَالَ لَكَ اللَّهُ الخِلاَفَةَ مَا سَرَى / نَسِيمٌ وَمَا غَنَّى الحَمَامُ وَشَوَّقَا
وَلَكِنْ بِهِ عَبْدٌ لِخَيْرِ خَلِيفَةٍ
وَلَكِنْ بِهِ عَبْدٌ لِخَيْرِ خَلِيفَةٍ / جَوَادٌ يُنِيلُ الرِّفْدَ أَوْ يَبْذُلُ الأُنْسَا
فَمَهْمَا شَكَتْ بِاليُبْسِ بِسْكرَةٌ حَبَا / بِبَعْضِ عَطَايَا فَارِسٍ فَزَكَتْ غَرْسَا
كَأَنَّ ابْنَ مُزْنٍ يَخْلِفُ المُزْنَ عِنْدَمَا / يَجُودُ إِمَامٌ لَمْ يَدَعْ هَدْيَهُ لَبْسَا
وَمَهْمَا عَلاَ وَاسْوَدَّ يَوْماً قَتَامُهَا / فَأَشْبَهَ مَنْ أَضْحَى بِهَا حَالُ مَنْ أَمْسَى
جَلاَ عَدْلُ مَوْلاَنَا الخَلِيفَةِ فارسٍ / شُمُوساً هَدَتْ أَنْوَارُهَا الجِنَّ والإِنْسَا
وَمَا تَشْرُفُ الأَوْطَانُ إِلاَّ بِمَنْ حَوَتْ / وَمَا قَدْرُ جِسْمِ المَرْءِ إِنْ يَفْصِلِ النَفْسَا
وكُلُّ بِلاَدِ اللَّهِ طُرّ بِفَارِسٍ / سَتَسْعَدُ يَوْماً مَثْلَ مَا سَعَدَتْ أَمْسَا
وَإِنَّ بِلاَدَ الزَّابِ بَعْدَ حُلُولِهِ / بِهَا لَحَقِيقٌ أَنْ تُحَبَّ وَلاَ تُنْسَا
وَلاَ خُسْرَ عِنْدِي بَعْدَهَا لاِبْنِ هَانِىءٍ / بِمَدْحٍ لَهَا مَا صَافَحَ القَلَمُ الطِّرْسَا
وَإِنْ كَانَ فِيهَا جَعْفَرٌ جَعْفَراً فَقَدْ
وَإِنْ كَانَ فِيهَا جَعْفَرٌ جَعْفَراً فَقَدْ / جَرَتْ أَنْمُلُ المَوْلَى بِهَا أَبْحُراً خَمْسَا
بُشْرَى الإِمَامِ بِفَتْحِ حَضْرَةِ فَاسِ / وَتَبَدُّلِ الإِيحَاشِ بِالإِينَاسِ
وَوُصُولِ مَنْ قَدْ كَانَ سُلْطَاناً بِهَا / لِبَسَاطِكَ المُزْهَى بِخَيْرِ أُنَاسِ
وَقُدُومِ أَمْلاَكٍ لِبَابِكَ قَدْ أَتَتْ / مَعَهُ تُرَجِّي مِنْكَ خَيْرَ مُوَاسِ
وَلَكَ الهَنَاءُ بِبَيْعَةٍ لَكَ طَهَّرَتْ / مَرَّاكُشَ الغَرَّاءَ مِنْ أَرْجَاسِ
وَمَنَالِ مُلْكِ العُدْوَتَيْنِ وَإِنَّهُ / مُلْكٌ تَسَنَّى بِالنَّدَا وَالبَاسِ
وَفَوَارِسٍ مِنْ أَرْضِ أَنْدَلُسٍ أَتَتْ / كَالأُسْدِ حَامِيَةٍ عَنِ الأَخْيَاسِ
وَرُمَاةِ حَرْبٍ أَنْفَذُوا بِسِهَامِهِمْ / مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ أَجَلَّ لِبَاسِ
وَأَتَوْا لِحَبَّاتِ القُلُوبِ بِذُرَّبٍ / بَلَغَتْ مَبَالِغَ صَفْوِ خَمْرِ الكَاسِ
فَاعْجَبْ لِجَيْشٍ إِثْرَ جَيْشٍ قَادِمٍ / بِبَوَارِقٍ لَكِنْ مِنَ الأَفْرَاسِ
أَبْدَى بِهِ مَلِكُ المُلُوكِ مُحَمَّدٌ / عِزًّا رَمَى الأَعْدَاءَ بِالاتْعَاسِ
وَعَلَى بِلاَدِ العُرْبِ أَمْضَى حُكْمَهُ / فَالعَدْلُ فِيهَا قَائِمُ القِسْطَاسِ
هَذِي عَجَائِبُ لَمْ تَخُطَّ بِمِثْلِهَا / أَقْلاَمُ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الأَطْرَاسِ
هَذِي صَنَائِعُ بَلَّغَتْ كُلَّ المُنَى / فَلَهُنَّ كُلُّ النَّاسِ لَيْسَ بِنَاسِ
أَثَرُ التَّوَكُّلِ ذَاكَ وَالصِّدْقِ الَّذِي / وَافَى النُّفُوسَ مُعَطَّرَ الأَنْفَاسِ
وَلَسَوْفَ يَمْلِكُ مِصْرَ وَالشَّامَ الَّذِي / قَدْ لاَنَ فِيهِ كُلُّ قَلْبِ قَاسِ
وَتُقِيمُ مَنْآدَ العِرَاقِ بِدَوْلَةٍ / تُغْنِيكَ أَسْعُدُهَا عَنِ الحُرَّاسِ
أَخَلِيفَةَ اللَّهِ الَّذِي أَيَّامُهُ / أَرْبَتْ عَلَى الأَعْيَادِ وَالأَعْرَاسِ
وَأَجَلَّ سُلْطَانٍ لَهُ الفَضْلُ الَّذِي / ثَبَتَتْ مَبَانِيهِ عَلَى أَسَاسِ
وَأَعَزَّ مَنْ رَكِبَ الخُيُولَ وَقَادَهَا / مُعْتَاضَةً بِالنَّقْعِ عَنْ إِحْلاَسِ
قُبَّ البُطُونِ لَوَاحِقاً أَقْرَابُهَا / أَبَداً تُغَادِي حَرْبَهَا وَتُمَاسِي
أَقْسَمْتُ أَنَّكَ فِي الخَلاَئِفِ لَلَّذِي / أَنْسَى بَنِي مَرْوَانَ وَالعَبَّاسِ
وَحَوَى مَكَارِمَ أَعْجَزَتْ أَوْصَافُهَا / نَظْمَ الفُحُولِ العِلْيَةِ الأَكْيَاسِ
وَمَآثِراً مَأْثُورةً أَحْكَامُهَا / عَضَدَ المُحَقِّقُ نَصَّهَا بِقِيَاسِ
مِنْ آلِ نَصْرٍ مِنْ مَعَالِي خَزْرَجٍ / آوٍ إِلَى جَبَلٍ لَعَمْرِي رَاسِي
ابْنُ الخَلِيفَةِ يُوسُفَ المَلِكِ الَّذِي / لاَنَتْ بِهِ الأَيَّامُ بَعْدَ شِمَاسِ
مَوْلاَي إِنِّي عَبْدُكَ المُثْنِي عَلَى / نُعْمَاكَ مَا بَقِيَتْ قُوَى إِحْسَاسِي
وَأَنَا الَّذِي مَا زِلْتُ دَهْرِي شَاكِراً / لَكَ مِثْلَ قَوْمِي المُخْلِصِينَ وَنَاسِي
وَإِذَا دَعَوتَ لِخِدْمَةٍ فَأَنَا الَّذِي / آتِي عَلَى وَجْهِي إِلَيْكَ وَرَاسِي
عَبْدٌ وَحَقِّكَ نَاطِقٌ بِمَحَامِدٍ / مَرْضِيَّةِ الأَنْوَاعِ وَالأَجْنَاسِ
وَيَوَدُّ لَوْ أَهْدَى إِلَيْكَ فُؤَادَهُ / فِي طَيِّ مَا يُهْدِيهِ مِنْ قِرْطَاسِ
وَأَقرَّ إِذْ كَتَبَ المَدِيحَ سَوَادَهُ / فِي كَتْبِهِ عِوَضاً مِنَ الأَنْفَاسِ
وَلَدَيَّ حُبٌّ فِيكَ لِي فَخْرٌ بِهِ / آيَاتُهُ تُتْلَى عَلَى الجُلاَّسِ
وَتَشَيُّعٌ أَجْنِي بِهِ ثَمَرَاتِ مَا / أَوْدَعْتُ رَوْضَ مُنَايَ مِنْ إِغْرَاسِ
وَبِخِدْمَةٍ لَكَ لِي أَجَلُّ تَشَرُّفٍ / أَثْوَابُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَدْنَاسِ
وَصِلِ الَّذِي عَوَّدْتَنِي مِنْ حُرْمَةٍ / تَنْظُرْ بِذَلِكَ مَا الحَسُودُ يُقَاسِي
وَاجْعَلْ مَكَانِي فِي الأُلى بِكَ عَرَّفُوا / صِدْقَ الرَّجَاءِ وَنَسْجَ حُكْمِ البَاسِ
لاَ زِلْتَ فِي السَّعْدِ المُجَدَّدِ مَا نَثَا / عَرْفُ الصَّبَا أَعْطَافَ قُضْبِ اليَاسِ
أَيَا عَجَباً كَيْفَ تَهْوَى المُلُوكُ
أَيَا عَجَباً كَيْفَ تَهْوَى المُلُوكُ / مَحَلِّي وَمَوْطِنَ أَهْلِي وَنَاسِي
وَتَحْسُدُنِي وَهْيَ مَخْدُومَةٌ / وَمَا أَنَا إِلاَّ خَدِيمٌ بِفَاسِ
وَمُمَنَّعٍ رُفِعَتْ بِعُلْوِ هِضَابِهِ
وَمُمَنَّعٍ رُفِعَتْ بِعُلْوِ هِضَابِهِ / نَارٌ تُضِيءُ بِجُنْحِ لَيْلٍ دَامِسِ
إِنْ أَمَّ مِنْهُ القَابِسُونَ مُوَطَّأً /
يَا بَدْرُ بَادِرْ إِلَيَّ بِالكَاسِ
يَا بَدْرُ بَادِرْ إِلَيَّ بِالكَاسِ / فَرُبَّ خَيْرٍ أَتَى عَلَى بَاسِ
وَلاَ تُقَبِّلْ يَدِي فَإِنَّ فَمِي / أَوْلَى بِهَا مِنْ يَدِي وَمِنْ رَاسِي
يَا خَيْرَ مَلْكٍ سَمَا بِأَرْضِ أَنْدَلُسٍ
يَا خَيْرَ مَلْكٍ سَمَا بِأَرْضِ أَنْدَلُسٍ / وَلِلْجِهَادِ بِهَا نَحْوَ العُدَاةِ مَشَى
وأَفْضَلَ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بِهَا / وَالشَّاغِلَ الرُّومَ عَنْ أَسَائِهِمْ دَهَشَا
وَأَكْرَمَ العَادِلِينَ النَّاصِرِينَ لَهَا / نَصْراً قُلُوبُ العِدَى بِالرُّعْبِ مِنْهُ حَشَا
بُشْرَاكَ بِالفَتْحِ وَالنَّصْرِ العَزِيزِ وَمَا / أَحْرَزْتَ مِنْ شَرَفٍ فِي العَالَمِينَ فَشَا
وَدَوْلَةٍ وَسَمَتْ غُفْلَ العِدَى وَسَمَتْ / فَالسَّعْدُ مُذْ نَشَأَتْ مِلْءَ العُيُونِ نَشَا
غَرَّاءَ بِالنُّورِ فِي الآفَاقِ صَادِعَةٍ / كَالشَّمْسِ يَجْلُو سَنَاهَا اللَّيْلَ وَالغَبَشَا
وَقِيلَ مَمْلَكَةٌ قَدْ أَصْعَدَتْ فَإِلَى / مَا شَبَّ مِنْ نَارِهَا وَفْدُ الفَخَارِ عَشَا
سَقَى رُبُوعَ بَنِي نَصْرٍ وَأَرْضَهُمُ / غَيْثٌ مَتَى جَادَهَا لَمْ تَشتَكِ العَطَشَا
وَكَرَّمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أُسْرَةً بِهِمُ / قَامَ الجِهَادُ الَّذِي بِالكُفْرِ قَدْ بَطَشَا
وَمَا ابْنُ يُوسُفَ إِلاَّ رَحْمَةٌ نَفَحَتْ / عَنْ أَيِّ رُوحٍ بِهِ دِينُ الهُدَى انْتَعَشَا
مُحَمَّدٌ فَاضِلُ الدُّنْيَا وَعَالِمُهَا / وَالمَالِكُ الرُّومَ وَالأَتْرَاكَ وَالحَبَشَا
مِن صَفْوَةِ العَرَبِ الغُرِّ الَّذِينَ لَهُمْ / حَدِيثُ فَضْلٍ بِأَلْوَاحِ العُلاَ انْتَقَشَا
مِن سِرِّ خَزْرَجَ فِي عَلْيَاءِ شَاهِقَةٍ / زُهْرُ النُّجُومِ لَهَا قَدْ وُطِّئتْ فُرُشَا
مِنْ آلِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ فِي ذُرَى شَرَفٍ / مُحَكِّمٍ حُبُّهُ فِي مُهْجَةٍ وَحَشَا
ذُو العَدْلِ أَذْهَبَ عَنَّا الضُّرَّ أَجْمَعَهُ / فَلَوْ سَرَى عَدْلُهُ لِلصُّلِّ مَا نَهَشَا
بَاتَتْ تُحَدِّثُ عَنْ نَجْدٍ وَمَا فِيهَا
بَاتَتْ تُحَدِّثُ عَنْ نَجْدٍ وَمَا فِيهَا / فَخِلْتُ دُرًّا سُقُوطُ اللَّفْظِ مِنْ فِيهَا
وَطَارَحْتْنِي شُجُوناً كَانَ يَنْشُرُهَا / وَجْدِي القَدِيمُ وَكَانَ الكَتْمُ يَطْوِيهَا
إِيهٍ عَلَى الجِيرَةِ الغَادِينَ دَارُهُمُ / نَجْدٌ وَعَنْ مُنْجِدِي مِنْ غُرِّ أَهْلِيهَا
وَأَعْصُرٌ ذَهَبَتْ عَنِّي وَقَدْ خَتَمَتْ / رَحِيقَ أُنْسِي بِمِسْكٍ مِنْ لَيَالِيهَا
وَقَدْ نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى وَإِنْ هِيَ قَدْ / أَضْحَى غُرُورُ الأَمَانِي مِنْ أَمَانِيهَا
بُدُورُ تِمٍّ عَلَى قُضْبٍ عَلَى كُثُبٍ / تَبْدُو بِأُفْقَيْنِ مِنْ قَلْبِي وَوَادِيهَا
أَمَّا الرُّبُوعُ فَصَبْرِي يَومَ كَاظِمَةٍ / مِمَّنْ عَدَتْهُ عَنِ البُغْيَا عَوَادِيهَا
كَأَنَّ خَيْمَاتِهَا الأَلْفَاظُ نَاصِعَة / وَالغِيدَ فِيهَا بَدِيعٌ مِنْ مَعَانِيهَا
مِنْ كُلِّ طَالِعَةٍ فِي البِيدِ تُبْعِدُهَا / أَيْدِي النَّوَى وَأَمَانُ الصَّبِّ يُدْنِيهَا
شَمْسٌ إِذَا غَرُبَتْ أَبْدَتْ لَنَا شَفَقاً / مِنْ أَدْمُعٍ بِدَمِي انْهَلَّتْ غَوَادِيهَا
وَمَا نَسَأْتُ بِدَوْحِ البَانِ نَاعِمَةً / تَثْنِي عَلَى الرِّيحِ إِنْ هَبَّتْ فَتَثْنِيهَا
كَأَنَّمَا القُضْبُ تَسْهُو عَنْ تَحِيَّتِهَا / غِبَّ الحَيَا فَسُجُودُ السَّهْوِ يُجزِيهَا
وَبِالأَبَاطِحِ مِعْطَارُ الأَصَائِلِ إِنْ / عُلَّتْ صَبَاهَا فَآسِي الآسِ يَشْفِيهَا
لِعَنْبَرِ الغَيْمِ فِيهَا كُلُّ مُشْغِلَةٍ / بِمَجْمَرِ البَرْقِ أَيْدِي الرِّيحِ تُذْكِيهَا
مُقَبِّلٌ لِخُدُودِ الوَرْدِ شَادِنُهَا / وَرَاشِفٌ لِثُغُورِ الزَّهْرِ شَادِيهَا
حَكَتْ يَدُ الغَيْثِ مِنْ نَوْرٍ لَهَا حُلَلاً / تَخْتَالُ فِيهَا لِمِثْقَالٍ يُوَافِيهَا
مَا رَاعَ جَيْشُ الصَّبَا لَيْلاً غَمَامَتَهَا / إِلاَّ وَبَانَتْ سُيُوفُ البَرْقِ تَحْمِيهَا
هِيَ الَّتِي زُرْتُهَا وَهْناً وَأَرْبُعُهَا / بِعَاطِرَاتِ غَوَانِيهَا تُحَلِّيهَا
وَبَاتَ يَهْفُو ارْتِيَاحاً غُصْنُ بَانَتِهَا / لَمَّا رَأَى الوُرْقَ تَبْكِينِي وَأَبْكِيهَا
وَالرَّوْضُ يَكْتُمُ أَسْرَاراً كَمَائِمَهُ / لِلزَّهْرِ لَكِنْ لِسَانُ الرِّيحِ يُفْشِيهَا
مُضَمَّخُ البُرْدِ مِنْ طِيبِ النَّوَاسِمِ إِنْ / أَضْحَتْ تُدَانِيهِ أَوْ أَضْحَى يُدَانِيهَا
كَأَنَّ عَاطِرَهَا ذِكْرُ الرَّسُولِ وَقَدْ / أَغْرَى الرَّكَائِبَ بِالأَشْوَاقِ حَادِيهَا
مُحَمَّدٌ خَاتِمُ الأَرْسَالِ أَوَّلُهَا / فِي الفَضْلِ شَمْسُ هَوَاهَا بَدْرُ نَادِيهَا
خَيْرُ الخَلاَئِقِ عَالِيهَا وَسَافِلِهَا / خَيْرُ البَرِيَّةِ مَاضِيهَا وَآتِيهَا
ألعَاقِبُ الحَاشِرُ المَاحِي الَّذِي بَهَرَتْ / آياتُهُ فَلِسَانُ الصِّدْقِ يُمْلِيهَا
خَرَّتْ لِمَوْلِدِهِ الأَصْنَامُ حَاكِيَةً / هَامَاتِ مَشْيَخَةٍ كَانَتْ تُحَيِّيهَا
وَالجِنُّ فِي الأُفْقِ قَدْ عَادَتْ مَقَاعِدهَا / لِلسَّمْعِ فَالشُّهْبُ قَبْلَ السَّمْعِ تَرْمِيهَا
وَارْتُجَّ إِيوَانُ كِسْرَى مُظْهِراً عِبَراً / عِبَارَةُ الفُرْسِ عَنْهَا لاَ تُوَافِيهَا
وَالنَّهْرُ غِيضَ لَهُمْ وَالنَّارُ قَدْ طُفِيَتْ / كَأَنَّ مَا فَاضَ مِنْ مَاءٍ سَرَى فِيهَا
وَالبَدْرُ شُقَّ لَهُ فِي لَيْلَةٍ كَرُمَتْ / فَلَمْ تُدَاجِ أَخَا التَّقْوَى دَيَاجِيهَا
وَالشَّمْسُ قَدْ رَدَّهَا مِنْ بَعْدِمَا غَرُبَتْ / فَحُبُّهُ لِعَلِيٍّ ظَلَّ يُعْلِيهَا
وَالجِذْعُ حَنَّ لَهُ كُلَّ الحَنِينِ فَمَا / أَشْجَى بِطِيبَةَ جِذْعاً كَادَ يُعْدِيهَا
كَأَنَّمَا الوُرْقُ إِذْ غَنَّتْ بِأَغْصُنِهِ / قَدْ عَلَّمَتْهُ فَأَضْحَى بَعْدُ يَحْكِيهَا
وَأَرْسَلَ المَاءَ نَبْعاً مِنْ أَصَابِعِهِ / هَذَا وَنَبْعُ النَّدَى لَوْ شَاءَ كَافِيهَا
وَالسُّحْبُ جَادَتْ بِسُحْبِ الغَيْثِ حِينَ دَعَا / فَأَضْحَكَ النَّوْرَ وَسْطَ الرَّوْضِ بَاكِيهَا
وَظَلَّلَتْهُ الغَمَامُ الوُطْفُ وَاقِيَةً / شَمْساًعَلَى الأَرْضِ لاَ شَمْسٌ تُضَاهِيهَا
وَأَقْبَلَتْ نَحْوَهُ الأَشْجَارُ مُعْجَلَةً / غُصُونُهَا لَيْسَ يَثْنِيهَا تَثَنِّيهَا
وَعَادَ سَيْفاً قَضِيبُ النَّخْلِ فِي يَدِهِ / فَالْهَامُ كَالرُّطَبِ انْثَالَتْ لِجَانِيهَا
رَدَّ حُنَيْناً لأَهْلِ الكُفْرِ مُنْهَزِماً / بِقَبْضَةِ الرَّمْلِ قَبْلَ البِيضِ يُمْضِيهَا
وَإِنَّ أَنْدَلُساً هَذِي لَمُعْجِزَةٌ / بَقَاؤهَا وَقَرارٌ فِي نَوَاحِيهَا
لَكِنْ مَتَى خَشِيَتْ إِتْلاَفَهَا فَعَلَى / رَبِّ الوَرَى وَبَنِي نَصْرٍ تَلاَفِيهَا
وَقَدْ أَطَلَّ زَمَانَ الفَتْحِ طُولُ نَدَى / مُحَمَّدٍ غَوْثِ أَهْلِيهَا وَحَامِيهَا
مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي الحَجَّاجِ خِيرَةِ مَنْ / أَرْضَى الإِلهَ بِسَعْيٍ فِي مَرَاضِيهَا
فَمِنْ فُرُوضٍ يُمِيتُ العَائِقَاتِ لَهَا / وَسُنَّةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ يُحْيِيهَا
صَحَّتْ أَحَادِيثُ بِيضِ الجُودِ عَنْ يَدِهِ / فَكُلُّ عَافٍ تُرَوِّيهِ وَيَرْوِيهَا
لاَ عُذْرَ لِلتَّارِكِ الأَشْعَارَ فَهْيَ بِهِ / كُثْرٌ بَوَاعِثُهَا كُثْرٌ دَوَاعِيهَا
خَيْرُ المُلُوكِ الَّتِي جَلَّتْ عُلاً فَغَدَتْ / حُمْراً وَقَائِعُهَا بِيضاً أَيادِيهَا
اَلقَاتِلُ المَحْلَ قَتْلَ المُشْبِهِينَ لَهُ / مِنْ الأَعَادِي الَّتِي مَا زَالَ يَكْفِيهَا
فَمِنْ سَحَابِ نَدَى يُرْضِيهِ هَامِلُهَا / وَمِنْ سَحَابِ دَمٍ يَشْفِيهِ هَامِيهَا
مِنْ آلِ يَعْرُبَ فِي العَدِّ الصَّرِيحِ لَهُ / مَحَاتِدٌ رَقِيَتْ أَعْلَى مَرَاقِيهَا
مِنْ سِرِّ قَحْطَانَ فِي أَسْمَى ذَوَائِبِهَا / من بِيتَةٍ لَيْسَ مِنْ نَجْمٍ يُسَامِيهَا
مِنْ ضِئْضِىءِ الخَزْرَجِ الغُرِّ الَّذِينَ هُمُ / مَا هُمْ إِذَا مَا دَعَا لِلحَرْبِ دَاعِيهَا
الرَّاكِبُونَ إِلَى الهَيْجَاءِ ضَامِرَةً / قُبَّ البُطُونِ مُنِيفَاتٍ هَوَادِيهَا
يَجْلُو بِصُبْحِ حَجُولٍ كَادَ يَبْهَرُهَا / بِالنُّورِ لَيْلَ عَجَاجٍ كَادَ يُخْفِيهَا
وَالمُرْسِلُونَ لَهَا وَالأَرْضُ بَحْرُ دَمٍ / سَفَائِناً بِأْسُهُمْ لا الرِّيحُ مُجْرِيهَا
وَالمُنْهِدُونَ وَسُمْرُ الخَطِّ مُشْرَعَةٌ / كَتَائِباً بَاتَتِ التَّقْوَى تُنَاجِيهَا
كَتَائِبٌ لِمَعَالِيهِمْ مُنَاسِبَةٌ / يُحْصَى الحَصَى قَبْلَ أَنْ يَنْفَكَّ مُحْصِيْهاً
أُولَئِكَ القَوْمُ أَنْصَارُ النَّبِيِّ وَمَنْ / تَلاَ مَدَائِحَهُمْ فِي الآي تَالِيهَا
وَإِنْ يُحَاكِ بَنُو نَصْرٍ فِعَالَهُمُ / فَالأُسْدُ أَشْبَالُهَا فِعْلاً تُحَاكِيهَا
وَحَضْرَةٍ زَيَّنَتْهَا بُقْعَةٌ جُعِلَتْ / وُسْطَى لِعِقْدٍ نَفِيسٍ مِنْ مَبَانِيهَا
يَاقُوتَةٍ فَهْيَ بِالحَمْرَاءِ قَدْ دُعِيَتْ / لاَ زَالَ جَوْهَرُ أَمْدَاحِي يُوَافِيهَا
وَكَمْ بِغَرْنَاطَةٍ مِنْ بُقْعَةٍ حَمَلَتْ / أَبْنَاءَ نَصْرٍ فَهَزَّتْ عِطْفَهَا تِيهَا
اَلمِسْكُ تُرْبُ مَوَاطٍ لِلْكِرَامِ بِهَا / وَالدُّرُّ مَهْمَا مَشَوْا حَصْبَا أَرَاضِيهَا
مِنْ آلِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ سَادَةٍ نُجُبٍ / تُرْوَى الحِسَانُ العَوَالِي عَنْ عَوَالِيهَا
إِنْ يَشْتَكِ السَّيْفُ فِي يَوْمِ الوَغَى قِصَراً / فَوَصْلُهُ خَطْوُهَا زَحْفاً وَأَيْدِيهَا
لِلَّهِ دَرُّ إِمَامٍ جَاءَهَا خَلَفاً / وَزَادَ عِزَّ مَعَالٍ فِي مَعَالِيهَا
لاَ عَيْبَ فِيهِ يَقِي عَيْنَ الكَمَالِ سِوَى / أَنَّ السَّيُوفَ بِضَرْبِ الهَامِ يُفْنِيهَا
أَبْقَتْ لَنَا كُلَّ مَنْ نَرْجُوهُ دَوْلَتُهُ / وَمَا نُؤَمِّلُهُ فَاللَّهُ يُبْقِيهَا
أَضْحَى وَجِيهُ الدِّينِ أَسْبَقَ سَابِقٍ
أَضْحَى وَجِيهُ الدِّينِ أَسْبَقَ سَابِقٍ / فِي العِلْمِ وَالعَلْيَاءِ والخُلُقِ النَّزِيهْ
عَجِبَ الوَرَى مِنْ سَبْقِهِ وَتَعَجَّبُوا / فَأَجَبْتُهُمْ لاَ تُنْكِرُوا سَبْقَ الوَجِيه
أَيَا دَارِيَ الأَوْلَى بِمُنْعَرِجِ اللِّوَى
أَيَا دَارِيَ الأَوْلَى بِمُنْعَرِجِ اللِّوَى / أَعِنْدَكِ عِلْمٌ بِالَّذِي جَرَّتِ النَّوَى
وَمَا فَعَلَ الحَيُّ الَّذِينَ تَرَحَّلُوا / وَأَبْقَوْا بِقَلْبِي لاَعِجَ الوَجْدِ وَالجَوَى
وَشَبُّوا شُجُونِي فَاحْتَمَى الرَّمْلُ لاَ احْتَمَى / وَأَجْرَوْا دُمُوعِي فَارْتَوَى البَانُ لاَ ارْتَوَى
وَحَانَ بِمَرْعَى العِيسِ مَا كَانَ يُخْتَشَى / مِنْ الكَبِدِ الحَرَّى فَسُرْعَانَ مَا ذَوَى
وَقَدْ كَانَ لِي خَمْرٌ مِنَ الرِّيقِ مُسْكِرٌ / فَبُدِّلْتُهُ لَكِنْ بِخَمْرٍ مِنَ الهَوَى
وَفِي الجِيرَةِ الغَادِينَ بَدْرُ مَنَازِلٍ / تَحَيَّرَ مِنْهَا الطَّرْفُ وَالقَلْبُ إِذْ ثَوَى
وَلِلَّهِ صَبٌّ دَانَ بِالحُبِّ مُخْلِصاً / وَلَكِنَّهُ مَا ضَلَّ يَوْماً وَمَا غَوَى
وَمَا إِنْ نَوَى إِلاَّ الوَفَاءَ وَإِنَّمَا / لِكُلِّ امْرِىءٍ فِي السِّرِّ والجَهْرِ مَا نَوَى
وَيَا بِأَبِي حَسْنَاءَ مِنْ غُنْجِ طَرْفِهَا / هُوَ الدَّاءُ لَكِنْ مِنْ مَرَاشِفِهَا الدَّوَا
تَزِيدُ غَرَامِي شِدَّةً بَعْدَ شِدَّةٍ / وَلَكِنْ بِضَعْفِ الخَصْرِ قَدْ أَعْدَتِ القُوَى
بَعِيدَةٌ مَهْوَى القِرْطِ أَقْسَمْتُ إِنَّهُ / لأَبْعَدُ مِنْ نَجْمِ السَّمَاءِ إِذَا هَوَى
وَمَا زَالَ غُصْنُ البَانِ يَحْكِي قَوامَهَا / فَلَمَّا رَأَتْ مِنْهُ الصَّبَا الحَسَدَ التَوَى
وَآيَةُ شَمْسٍ فِي فُؤَادِيَ أُفْقُهَا / إِذَا مَا تَبَدَّتْ أُخْتُهَا فَهُمَا سَوَى
تَنَاءَتْ بِهَا أَيْدِي الرِّكَابِ فَأَدْمُعِي / تَصُوبُ وَقَلْبِي بِالفِرَاقِ قَدِ اكْتَوَى
وَمَا رَاعَنِي بِالجَزْعِ إِلاَ ضَعائِنٌ / تُذَكِّرُنِي عَهْداً قَدِيماً بِذِي طُوَى
وَأَسْرَابُ غِرْبَانٍ بِكُحْلِ عُيُونِهَا / رَوَاقِعُ مَا تُبْدِي السُّيُوفُ مِنَ الكُوَى
وَرَبْعٌ كَبَاقِي الوَشْمِ بِالنَّعْفِ دَارِسٌ / أَصَمُّ الصَّدَى بَادِي البِلَى طَامِسُ الصُّوَى
وَقَفْتُ بِهِ أَبْكِي وَأَسْفَحُ أَدْمُعاً / عَلَى مِثْلِهَا وَدَّ الغَمَامُ لَوْ احْتَوَى
وَلَمْ أَنْسَ سَيْرِي فِي دَيَاجٍ كَأَنَّهَا / جُيُوشُ ابْنِ نَصْرٍ خَافِقٍ فَوْقَهَا اللِّوَى
كَرِيمٌ لَهُ الغَايَاتُ فِي البَأْسِ وَالنَّدَى / إِذَا جَدَّ جِدُّ الطَّعْنِ أَوْ شُكِيَ الطَّوَى
فَعَنْ نَافِعٍ مِنْهُ التَّكَرُّمُ مُسْنَدٌ / وَعَنْ عَاصِمٍ مِنْهُ التَّفَرُّسُ قَدْ رَوَى
وَمِنْ بَأْسِهِ نَارٌ بِخَيْرِ يَدٍ وَمِنْ / نَدَاهُ بِهَا لِلْمُحْتَدِي مَنْهَلٌ رَوَى
وَمَا شَرَّفَ العَبْدَ المُطِيعَ سِوَى التُّقَى / وَقَلْبٍ عَلَى عِلْمٍ لَدُنِّيٍّ انْطَوَى
وَكَمْ ثَمَّ مِنْ وَادٍ وَلَكِنْ بِقُدْسِهِ / تَشَرَّفَ لَمَّا مَرَّ مُوسَى بِذِي طُوَى
هُمَامٌ أَطَاعَتْهُ البِلاَدُ وَأَهْلُهَا / وَلاَ عِزَّ إِلاَّ جَلَّ مِنْهُ بِمُسْتَوَى
هُوَ النَّارُ وَالنَّاسُ الهَوَاءُ إِذَا بَدَا / وَلاَ شَكَّ أَنَّ النَّارَ تَعْلُو عَلَى الثَّوَى
مِنَ الخَزْرَجِيِّينَ الَّذِينَ سُيُوفُهُمْ / بِهِنَّ النَّوَى عَنْ أَهْلِ مِلَّتِنَا الْتَوَى
مِنَ القَاتِلِينَ المَحْلَ بِالجُودِ صَوْبُهُ / يَنُوبُ مَنَابَ السُّحْبِ وَالنَّجْمُ قَدْ هَوَى
هُوَ الغَيْثُ مَهْمَا بَلَّ أَرْضاً فَبَرْقُهُ / حُسَامٌ بِهِ جَنْبَ المُنَاجِزِ قَدْ كَوَى
وَلَيْثٌ إِذَا مَا ظَلَّ يَهْدِرُ غَاصَ فِي / دِمَاءِ العِدَى الذِّئْبُ الذي إِثْرَهُ عَوَى
أَمِيرٌ لَهُ قَدْ أَنْجَزَ اللَّهُ وَعْدَهُ / وَمَا إِنْ لَوَى الدِّيْنَ الَّذِي كَانَ قَدْ لَوَى
وَخَصَّصَهُ الفَتْحَ المُبِينَ بِمَا اقْتَنَى / وَأَوْطَأَهُ مَا كَانَ مِنْ أَرْضِهِمْ رَوَى
وَأَشْبَهَ بِشْراً فِي اسْتِوَاءٍ فَلَيْتَهُ / بِحَرْبٍ عَلَى أَرْضِ العِرَاقِ قَدِ اسْتَوَى
جَرِيٌ أَحَبَّ الأَرْضَ تُشْرِقُ بِالقَنَا / وَكُلُّ مُحِيطٍ مِنْ مَدَائِنِهِ احْتَوَى
إِذَا نَشَرَ الأَعْلاَمَ أَقْبَلَ زَاحِفاً / بِجَيْشٍ بَرُودَ البِيدِ لِلطَّعْنِ قَدْ طَوَى
حَلِيفُ ضِرَابٍ خَيْلُهُ بِدَمِ العِدَى / لَهُنَّ إِذَا عَبَّ الفَوَارِسُ مُرْتَوَى
مُثِيرُ عَجَاجٍ حَلَّقَ النِّسْرُ فَوْقَهُ / فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الطَّعْنَ مِنْ جَنْبِهِ اشْتَوَى
لَهُ جَمَعَ اللَّهُ الشَّجَاعَةَ كُلَّهَا / فَكَانَ سِوَاهُ مِنْ شُجَاعٍ كَلاَ سِوَى
هَنِيئاً أَمِيرَ المُسْلِمِينَ بِمَقْدَمٍ / سَعِيدٍ حَوَى مِنْ بَهْجَةِ الحُسْنِ مَا حَوَى
وَعَوْدٍ إِلَى جَنَّاتِ أَشْرَفِ حَضْرَةٍ / غَدَتْ وَهْيَ لِلأَعْدَاءِ نَزَّاعَةُ الشَّوَى
وَيَا خُسْرَ عَاصٍ مَرَّ عَنْكَ مُغَاضِباً / وَيَا فَوْزَ مَطْرُودٍ إِلَى بَابِكَ انْطَوَى
مَا ضَرَّ طَيْفَكَ لَوْ أَقَامَ قَلِيلاَ
مَا ضَرَّ طَيْفَكَ لَوْ أَقَامَ قَلِيلاَ / وَلَعَلَّنِي أَشْفِي بِذَاكَ غَلِيلاَ
طَيْفٌ أَتَى لَيْلاً وَنَجْدٌ دَارُهُ / صَبًّا بِأَكْنَافِ الشَّآمِ نَزِيلاَ
لَكِنَّهُ لَمْ يُبْقِ غَيْرَ صَبَابَةٍ / تَسْرِي لَعَمْرِي بُكْرَةً وَأَصِيلاَ
وَغَدَا خَلِيلِي بَعْدَهُ بَرِحَ الأَسَى / يَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْهُ خَلِيلاَ
وَلَقَدْ أَرِقْتُ لِبَارِقٍ وَدَّ الدُّجَى / لَوْ كَانَ قَبَّلَ ثَغْرَهُ تَقْبِيلاَ
وَأَثَارَ شَوْقِي بِالغُوَيْرِ حَمَائِمٌ / تَبْكِي بِأَغْصَانِ الأرَاكِ هَدِيلاَ
وَنَوَاسِمٌ أَهْدَتْ إِلَيَّ تَحِيَّةً / مِنْ ظَاعِنٍ عَنِّي أَطَالَ رَحِيلاَ
وَنَأَى وَخَلَّفَ دُونَ أَكْثِبَةِ الحِمَى / رَبْعاً غَدَا بَعْدَ الفِرَاقِ مَحِيلاَ
كَالأَرْضِ أَرْضِ الكُفْرِ لَمَّا حَلَّهَا / جَيْشُ ابْنِ نَصْرٍ بُدِّلَتْ تَبْدِيلاَ
وَأَبَادَ أَهْلِيهَا الأَمِيرُ مُحَمَّدٌ / بِالسَّيْفِ أَسْمَعَهُمْ هُنَاكَ صَلِيلاَ
وَأَدَامَ وَطْأَهُمُ بِخَيْلٍ أَسْمَعَتْ / فِي الحَرْبِ حَمْحَمَةً لَهَا وَصَهِيلاَ
مَلِكُ المُلُوكِ وَنُخْبَةُ البَيْتِ الَّذِي / قَدْ طَابَ أَعْرَاقاً وَعَزَّ قَبِيلاَ
مِنْ ضِئْضِىءِ الأَنْصَارِ أَكْرَمِ أُسْرَةٍ / نَصَرُوا النَّبِيَّ فَفُضِّلُوا تَفْضِيلاَ
الفَائِزِينَ بِجَنَّةٍ طَابَتْ شَذًى / وَقُطُوفُهَا قَدْ ذُلِّلَتْ تَذْلِيلاَ
مِنْ آلِ سَعْدٍ ذَلِكَ بْنِ عُبَادَةٍ / مَوْلًى بِنَصْرِ الدِّينِ كَانَ كَفِيلاَ
وَعَلَى أَبِي قَيْسٍ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ / أَثْنَى وَكَمَّلَ بِرَّهُ تَكْمِيلاَ
وَمُحَمَّدٌ ذَاكَ ابْنُ يُوسُفَ وارثٌ / عَلْيَاءَهُمُ وَالتَّاجَ وَالإِكْلِيلاَ
ألمَاجِدُ ابْنُ المَاجِدِينَ فَفَخْرُهُ / فِي مَحْفَلِ الأَشْرَافِ أَقْوَمُ قِيلاَ
خَيْرُ السَّلاَطِينِ الَّذِينَ هُمُ هُمُ / وَالحَرْبُ تُوضِحُ لِلْحَمَامِ سَبِيلاَ
قَوْمٌ إِذَا دُعِيَتْ نَزَالِ رَأَيْتَهُمْ / كَالأسْدِ تَحْمِي عَنْ شُبُولٍ غِيلاَ
مَوْلاَيَ إِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ مَادِحاً / وَعَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ جِئْتُ دَخِيلاَ
فَاصْفَحْ وَكُنْ بي مِنْ قَبُولِكَ مُظْهِراً / يَا صَاحِبَ الوَجْهِ الجَمِيلِ جَمِيلاَ