المجموع : 137
أحلل بنفسك في أعلى مراتب ما
أحلل بنفسك في أعلى مراتب ما / يحله المرء في قاص ومن دان
وكن بنادي العلى والعز ممتنعا / تمنع ولا تخش من سلطان سلطان
ولا تخف أن يمس السوء جانبك / الحقير من محدث للسوء شيطان
فاللَه حرّمَ مسّ المحدثين لما / في الذكر والذكر فيه مثل هامان
وقف الغرام له بباب شؤونه
وقف الغرام له بباب شؤونه / فأذال بالزفرات صون مصونه
فتعاورته لواعج فلكية / حركاتها أفضت إلى تسكينه
يا للرجال متى يصح معلل / قامت قيامته لفقد قرينه
ضربته عادية النوى بجناحها / فأكب مضطجعا قتاد شجونه
ميت معد الدم من تغسيله / واللّمة البيضاء من تكفينه
إن الأولى رحلوا غداة محجّر / حجروا على المشتاق غمض جفونه
لولا تعلله بساعة أوبة / تحييه لم يمهله ريب منونه
دعني أقيد بالكواكب ناظري / فالعشق صحته بداء جفونه
لا تعذ لا ذاك الكئيب فإنما / للقلب جيران على جيرونه
أترى الزمان معاودا أو ينبرى / زمن مضى بالرمل من يبرينه
تلك الديار هي النهاية في الهوى / ساق الزمان لها نهاية هونه
نعب الغراب بها فأسمع أهلها / ما يصدع الأسماع رجع لحونه
شعب تشعبت القلوب لصدعه / كالسيف قد أبلى ملاء جفونه
فمن المجير من النوى لمدله / لا يستطيع الطير رجع حنينه
لم أنس وقفتنا وقد دب الهوى / في زيّ ملتاع الفؤاد حزينه
وتذكري تلك الهوادج بالضحى / كالروض مختلف ثمار غصونه
حمر البراقع تحتها بيض الطلى / فكأنها الطاووس في تلوينه
لا زال قبلتي الجمال وربما / زمزمت بين حطيمه وحجونه
كم ليلة أرمدت فيها ناظري / فكحلته بمدامعي ودجونه
حتى بدا خط الصباح كأنه / كنز أبان الدهر عن مخزونه
فصحت مجالا مقلتاي وربما / شقت جيوب السر عن مأمونه
كن كيف شئت فكل حيّ ميت / والحين مجموع القضاء لحينه
أتروم بعد أمين أمنك أن ترى / ذاك الأمان وأين مثل أمينه
فلقد تداعى العز وانتقض النهى / والعلم زالت نيرات فنونه
من يكفل العافين من يرعاهم / ويح الزمان عتا على مسكينه
متهلل بالمكرمات كأنما / سطر من الأنوار فوق جبينه
هو ذاك بيت قصائد الكرم الذي / جمعت معاني الرفد في مضمونه
تصدى مرائي الخافقين فتنجلي / ظلمات رؤيتها بنور يقينه
واخيبة الرواد من روض سرت / نسمات روح القدس من نسرينه
فمن المحدّث في الحياة وقد ذوى / زهر النعيم وجف ماء معينه
أي الحصون تهدمت أركانها / فليبك باكي المجد هدم حصونه
وعلى السماح فإنه من بعده / كالشمس غشاها الغمام بجونه
ما كان إلا اليمّ عبّ عبابه / يجري من الإبريز ماء عيونه
كان المجاهد في سبيل الهه / متمكنا كالطود في تمكينه
فشرى بدنياه النعيم وكم نرى / من يشتري دنيا سواه بدينه
كان المعين لكل عان قلبه / واحسرة العاني لفقد معينه
كانت عزائمه على علاتها / كحيا السحائب لا حياة بدونه
ولئن مضى فلقد تخلف بعده / قمر الوجود ومنتهى تحسينه
هذا سليمان الزمان ومن غدا / في كنز كل علا أمين أمينه
عم البدور وفي اليسار مقارنا / ليساره واليمن طوع يمينه
ورِثَ الخِلافة غير مشترك بها / من ذا ينازع ضيغما بعرينه
يا ابن الأئمة من فلاسفة العلى / وضمين طب الدهر وابن ضمينه
لو أقسم الصمصام أنك ربه / ما كان عندي حانثاً بيمينه
أنت الذي ترجى القوافل كلها / منه ولا ترجى حياة طعينه
يا من طوى علم العوالم كله / ما أكبر الإنسان في تكوينه
بأبي أبوك وأن تقشع مزنه / قلق الزمان ودام في تطمينه
رحل الهدى منذ ارتحلت فأرخوا / الدين مات أسىً لموت أمينه
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني / إذا فهت بالراوي تفوهت بالغاوي
وقالوا روى عنك الأحاديث كاذب / فقلت كما قلتم ألا كذب الراوي
يا آل بيت اللَه كل من ابتلى
يا آل بيت اللَه كل من ابتلى / لم ينج إلا فيكم أهل الولا
لكم كأبراج السماوات العلى / حفر بطيبة والغرّي وكربلا
وبطوس والزّورا وسامراء /
يا من غداة قضوا بنو الدنيا قضت / ومجامع الخيرات منذ مضوا مضت
إلا قبوراً كالبوارق أو مضت / ما جئتهم في حاجة إلا انقضت
وتبدل الضراء بالسراء /
يا رب هانفسي لديك ذليلة
يا رب هانفسي لديك ذليلة / وحمول آثامي عليّ ثقيلة
هل لي إلى نيل المفازة حيلة / مالي إذا وضعَ الحساب وسيلة
أنجو بها من حرِّ نار الموعد /
راعيت عفوك باعترافي فارعني / وجعلت كافية الولاية فاكفني
ولقد علمت بأنه لم ينجني / إلا اعترافي بالذنوب وأنني
متمسك بولاء آل محمد /
يا كراماً هم غذاء المغتدي
يا كراماً هم غذاء المغتدي / بثراهم ينجلي الطرف القذي
كيف أخشى وولاكم منقذي / يا بني الزهراء والنور الذي
ظن موسى أنه نار قبس /
قد اخذتم من يدي مولاكم / حجة الأمن لمن والاكم
وبهذا الشأن مذ أولاكم / صح عندي أن من عاداكم
أنه آخر سطر من عبس /
هذا الحمى يا فتى فانزل بحومته
هذا الحمى يا فتى فانزل بحومته / واخضع هنالك تعظيما لحرمته
وإن وصلت إلى حيّ بأيمنه / بعد البلوغ فبالغ في تحيته
واطمع بما فوق اكليل النجوم ولا / ترج الوصول إلى ما في أكلته
واحذر أسود الشرى إن كنت مقتنصا / فإن حمر ظباها دون ظبيته
للَه حيّ إذا أوتاده ضربت / يودها الصب لو كانت بمهجته
بجزعه كم قضت من مهجة جزعا / وكم هوت كبد حرّى بحرّته
قد أنشأ الغنج شيطان الغرام به / فقام يدعو إلى طاغوت فتنته
والحسن فيه لسلطان الهوى أخذت / يداه من كل قلب عقد بيعته
أقماره لحديد الهند حاملة / تحمي الشموس العذارى في أهلتهِ
صنتم صغار اللآلي في مباسمكم / عنه ونافشتموا ياقوت عبرته
فكوا أسير رقاد عنه رقكم / فادى جفونكم المرضى بصحته
يا حاكمي الجور فينا من معاطفكم / تعلموا العدل وانحوا نحو سنته
قلبي لدى بعضكم رهن وبعضكم / هذا دمي راح مطلولا بوجنته
أفدي لكم كل مخصور ذوائبه / تتلو لنا ذكر فرعون وفرقته
كأنما الخضر فيما نال شاركه / ففي المراشف منه طعم جرعته
أعيذ نفسي بكم من سحر أعينكم / فإن أصل بلائي من بليته
لولا المخافة من ظبى لحظاته
لولا المخافة من ظبى لحظاته / لجنيت وردا لاح في وجناته
الورد يحسده لحمرة خدّه / والغصن منعطف على حركاته
غفل الرقيب ففزت منه بنظرة / يا ليته قد دام في غفلاته
قالوا تسلّا عن هواه بغيره / واعشق سواه فقلت لا وحياتهِ
رشأ إذا أخذ المرأة بكفه / صارت محاسنه مرأة مراته
جعل الصلاة مع الصيام فريضة / يا ليته جعل الوصال زكاته كذا
ما أجر من صلى وصام كأجر من / أحيا قتيل العشق بعد مماته
يا خجلة الأغصان منه إذا بدا / وفضيحة الغزالان من لفتتاته
يا نديميّ روّحاها فهذي
يا نديميّ روّحاها فهذي / نار نعمى بدت فلاح الفلاح
تعد الوصل ثم تلوي كما لاح / على البعد بارق لمّاح
لأذيلنّ دون وصلك دمعي / قلّ دون الهوى دم يستباح
كيف آسى على نعيم تقضى / أي سحب ما مزقتها الرياح
فانزلا منزلا قريب حماها / فعلى البعد تنكر الأشباح
واسألا الحي هل لطارق ليل / مسرح في ربوعهم أو مراح
همه أن يرى المنازل من / بعد فيرتاح قلبه الملتاح
رب قوم هم بالأيادي كرام / ولذا الطارق الملمّ شحاح
أو يرى ومضة تلوح فيهدأ / ناظر من غرامه طمّاح
حل في حيّكم كسير جناح / فعسى عندكم يراش الجناح
فتواضع فإنها خطرات / دونها أرؤس الملوك تطاح
فأجابوا بخٍ بخٍ أن للوفد / لدينا أرؤس الملوك تطاح
هل على ابن السبيل يوماً سبيل / أم مباح غدوّه والرواح
كم فرحنا بهم قديماً ولكن / جدّ جدّ الهوى فرحنا وراحوا
ليت شعري أيّ البلاد استقلوا / أروابٍ سالت بهم أم بِطاح
يقولون ما بال وجدك مضرماً
يقولون ما بال وجدك مضرماً / وأنت شجي الحال ولهان مكمد
أخانك حظ كنت ترجو وفاءه / فأشجاك أم حيّ الأحبة أبعدوا
فقلت بنفسي حاجة ما قضيتها / على مثلها أنفاس وجدي تردد
فقالوا ألم تسمع بأخبار أحمد / لها مسند في المكرمات فمسند
أنخ في مغانيه ورد من حياضه / ولا تعد إياه فأحمد أحمد
فتى حارت الفتيان منه بماجد / له في حجور المجد منشا ومولد
إذا اعترض البدر السماديّ طالعا / فأحمد أوفى منه حظاً وأسعد
له شجرات في منابتها النهى / ومن زهرها عزم وحزم وسؤدد
وحسبك منه همة أحمدية / به اللَه ينجي من يشاء وينجد
هي العزّة القعساء والرتبة التي / بسلمها فوق السماكين يصعد
فقلت جزيتم كلّ خير بنصحكم / أشرتم لعمري بالتي هي أرشد
فأرسلت آمالي غراثاً صوادياً / ومثلك للآمال مرعى ومورد
أتاك العيد مبتسم المبادي
أتاك العيد مبتسم المبادي / كبسام الرياض من الغوادي
يداعب بعضه بعضا فيزهو / كأن العيد يهزأ بالأعادي
وفيه الكون مبيض الحواشي / وفيك العز مرفوع العماد
ضربت من الجميل له طريقا / ومن بيت المفاخر منك نادي
فحفتك البشائر منه حتى / أضاءت من أشعتها البوادي
فمهلاً أحمد الأفعال مهلاً / فقد تاب الزمان من العناد
وأمسى كالعدوّ بقيد ذلّ / وألقى الدهر فاضلة القياد
فإن قطع الزمان فأنت وصل / وأن ضل الزمان فأنت هاد
وإن أخفت حوادثه بزعم / بيوت الأكرمين فأنت باد
فدس بالأخمصين رقاب قوم / تصدت للعلى من غير زاد
وبيضٍ لو ضربت بها ثبيراً / تزلزل جانباه إلى الوهاد
وشوس لا تكعكعها المنايا / تمج الموت من صم صعاد
تطير بها عوابس ضابحات / من القبّ المطهمة الجياد
بها الأرواح تنتهب انتهابا / ويغدو الشمل ان طلعت بدادِ
لأهون للعدى مما تراه / من المجد المؤثّل والأيادي
ومن لم يعشق الحسنى ولكن / طريق المجد صعب والجهاد
ولو كانت بنو الدنيا سواء / لما عرف الصلاح من الفساد
يرى البخلاء أن المال ذخر / وبذل الذخر أذخر للجواد
ورب مولع بالشح حتى / رأى طرق الضلالة كالرشاد
ويهجر بالمكارم وهو أحرى / بذاك الهجر ما بين العباد
يروم بجهله أخماد ذكر / سرى كالبرق مخترق البلاد
فذرهم لا أبالهم يقاسوا / حرارات الضغائن والسهاد
فطرف المجد ساه فيك شوقا / كطرفك فيه ممتنع الرقاد
ملكت المجد والعلياء طفلا / فلا بدع إذا هجر المعادي
تحرك للجميل طباع قوم / غيوث الجود آساد الجلاد
قروم لا يرون الموت ذمّاً / إذا نادى إلى شرف مناد
سيوفهم لها أبداً مجيج / وهن إلى العدى أبداً صواد
على العلياء كم بذلوا نفيساً / وأنفسهم على البيض الحداد
فلو فدت العلى قوماً لكانت / لهم يوم المنية خير فاد
ولا سيما سليمان المعالي / نكال العاديات على الأعادي
فتى روى القنا والسيف حتى / بنى في المجد كالهرمين نادي
من الذكر الخلود له عماد / تشين بحسنها ذات العماد
وكان الناس جسماً وهو روح / وعيناً وهو انسان السواد
مبادي الجود أذهب ما عفاها / وأنت اليوم خاتمة المبادي
ولم يمت الذي يتلوه شهم / يقرب للعلى نهج البعاد
محل المكرمات محل حرّ / عليه الدهر بالأزمات باد
له أيد لفرط العذل يشكو / عليهن الطريف إلى التلاد
وحلم لفظه كالدر ينسى / به قس الزمان وحلم عاد
فيا من أضحت الركبان فيه / إذا سارت تراقصت البوادي
وأمسى الدهر من طرب يغني / كأن القفر عيس وهو حاد
تورك منكب العلياء واصدع / بما تهوى السراة بلا تماد
فإن العيش والأيام تمضي / وحاشا ما تحب إلى النفاد
وما يأتي غد إلا كيوم / عليك مضى وليس بمستعاد
ويبقى للفتى ذكر جميل / إلى يوم التغابن والتناد
ومن لم يحو في الدنيا جميلا / فلن يلقى الجميلة في المعاد
نقدت بني الزمان وكان ظني / مصيبا فيهم قبل انتقادي
فما شاهدت إلا بعض ناس / كنجم والبواقي من جماد
ودونك من قديم الودّ بكراً / تترجم عنه خالصة الوداد
إذا ذكرت علاك تهيم شوقاً / وشوق البكر عن حسن اعتقاد
ومحض الودّ تبرزه القوافي / ولولا ذاك ما عرف انقيادي
محبك حيثما اتجهت ركابي / وضيفك حيث كنت من البلاد
أحمد أوحد المحامد طراً
أحمد أوحد المحامد طراً / علم العلم مورد الورّاد
مدرك للصلاح كل محل / ساطح للعلاء كل مهاد
واسع الحلم والمكارم ملك / حكمه حاطم حدود الحداد
كم محا أرسماً للؤم ومكرٍ / وكسا أهلها سواد السواد
أحمد العود عوده وسطاه / ماسح الهام حاسم الأعواد
لاح مرآه طالعاً كهلال / ولهاه للدهر كالأمداد
كرم هام كسّح ركام / أو كمهر معوّد للطراد
كرم معدم المحول محال / عده وهو أول الأعداد
كم وكم شدّ ساعداه حساما / صلدَ الحدّ صادعاً للصّلاد
أسعد مطلع السعود علاه / وحماه مسارح الروّاد
أودع اللَه صدره كل سر / هو للعلم مصدر الإمداد
حكم ما دعاه للسكر إلا / كأس راح لها وكاس وداد
حكم ملؤها مراد علوم / وسماح ممهد للمراد
كامل كله كمال وحلم / أسد وارد دم الآساد
داحر مارد المكارم رام / سهمه سهم سؤدد وسداد
عاكر للعدو كل مرام / وهو للملك طالع الاسعاد
درعه للملوك درع دلاص / ما أراها إلا عماد العماد
أروع أورع أمام همام / همه طال أطول الأطواد
سر مسراه للأمور ملاك / وهلاك للمال والحساد
معدم العدم مهلك كل عسر / أسد الأسد واحد الآحاد
شهرَ المحرّمَ سيفه من غمده
شهرَ المحرّمَ سيفه من غمده / ليقطع الأكياد صارم حده
وقد استهل كمنجل من أفقه / فذوت زروع الصبر خشية حصده
أنى يجيل الطرف فيه ناظراً / ودم الحسين يجول في افرنده
لبس العراق سواده حتى غدا / من يوم عاشوراء شامة خده
إن الحمام غداة من دمه اكتسى / برداً تعثر خجلة في برده
وكسا المنايا السود ثوباً احمراً / فزهت وأزرت بالشقيق وورده
نهر المجرّة قد تحير إذ يجري / ذاك العبيط بجزره وبمده
ودعائم العرش المجيد تزلزلت / وتمزقت غيظاً سرادق مجده
أيامه العشر استحالت عينها / حاءً لدى متأنق في نقده
وتواجد الفلك الأثير لواقد / وقد الوجود فوجده من وقده
وجميع أملاك السماوات العلى / عزّت أبا الزهرا بفلذة كبده
ولقد عرت مهد البسيطة هزّة / فاهتز طفل نباتها في مهده
والدهر شاب الفود منه لوقعة / قد أشعلت بالشيب فحمة فوده
وتقلصت شفة المنون من الظما / حنقاً فآثره الحسين بورده
فتجددت تلك المآتم واكتسب / جدد الحداد عليه أمة جدّه
شهر به الإيمان تاقت نفسه / للنزع والقرآن مات بجلده
فقضى ولكن للشهادة حقها / ومضى ولكن للنعيم بخلده
في جنة الفردوس ما من سيّد / إلا وقام له بخدمة عبده
والحور والولدان محدقة به / أضحت فسل جيد العلى عن عقده
ما عندنا هدي سوى أرواحنا / لا والذي أرواحنا من عنده
فانساق أبطؤها لعاجل حتفه / أسفاً فهل من حيلة في ردّه
والشوق يعلوه بدره برقه / والتوق يحدوه بنعرة رعده
زحفت جنود المارقين على ابن من / كانت ملائكة السما من جنده
قدر تمزق فيه درع تصبري / ووهي الذي قدّرته من سرده
قبر بساحة كربلا فاقت على / بحبوبة الفردوس ساحة لحده
ولقد غدا غاب النبوّة / والفتوّة والأبوّة خالياً من أسده
وجد الوجود بقاءه بفنائه / من بعد من فقد الوجود لفقده
سل عن مجرّده من القمم التي / قد زعزعت من تحت أرجل جرده
ما شام برقاً في يد يوم الوغى / من قبله أحد ولا من بعده
شمس الظهيرة ترسه في كفّه / بزغت فأطلعت النجوم لضده
عن جده وأبيه قد أخذ العلى / وسواه من عدنانه ومعدّه
لن يقبل الرحمن توبة مؤمن / عن نفسه بالروح إن لم يفده
من كفّ والده أمير النحل ما / في الحوض فوزاً ذاق لذّة شهده
فأبوه كان يمدّ إلا نفسَه / بقفيزه وبصاعه وبمده
الجدّ أحمد وألأب الكرّار / والأمّ البتول فهل تقاس بهنده
والأصل عبل والنجّار مطهّم / والفرع سبط خالص من جدّه
فورى زناد حفاظه شرراً به / حمي الوطيس وتلك عادة زنده
كافورة الصبح استحالت عنبرا / فاستنشق الملكوت نفحة ندّه
بجهاده الكفار حمّل عاتق الفك / المحدب فوق غاية جهده
منناً بها ملأ المقعر فاحتوى / منها على ما جاز غاية حدّه
أسل الدموع ولا تسل عما جرى / في غور حائر كربلاء ونجده
نهر النهار غداة فجرّ فجره / عن عمره انكشف الفجور وزيده
من لم يوال الخمس اصحاب العبا / إتيان خمس فروضه لم يجده
من لم ينم في حبهم عن مدحهم / للَه قام بشكره وبحمده
حياه رضواه الجنان من الرضا / بعراره وبشيحه وبرنده
يا من بدائع حسنه قد أبدعت
يا من بدائع حسنه قد أبدعت / في العاشقين فانجدوا وأغاروا
ماذا الذي أغراك أن تقلا فتى / تجري بواديك الصبّا فيَغار
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها / ودع عنك شمطاء طوتها دهورها
فإن بياض العين للعين ظلمة / وإن سواد العين للعين نورها
مالي أراك تطول فخراً في الورى
مالي أراك تطول فخراً في الورى / قل لي بأيّ قد بلغت المفخرا
أبرأي رسطاليس أم برضاعه / أم لطف تبريز حكى الاسكندرا
أم نسبة ملمومة بمحمد / ومحمد جد التقيّ بلا مرا
أما العلوم فقد جهلت وجوهها / فكأن هيكل ذاتها ما صورا
وكذا المناقب كلهن عدوتها / وعدتك إذ كل لكل أنكرا
والشعر ما أحرزت منه شعرة / وإلى المعاد أظن أن لا تشعرا
والنحو ما وردت ركابك نحوه / فترى هنالك مورداً أو مصدرا
إن الفخور لجائر في قصده / واللَه يمقت من بغى وتجبرا
فاخفض جناحك لا تكن متكبرا / ما شيمة النجباء ان تتكبرا
لا تفخرن فما يحق بمن غدا / من طينة مسنونة أن يفخرا
والمرء يفصح فعله عن أصله / وكفى بفعل المرء عنه مخبرا
أرسل اللحظ للقتال نذيرا
أرسل اللحظ للقتال نذيرا / ليته بالوصال جاء بشيرا
فترى العاشقين في الحب أما / شاكراً وصله وأما كفورا
أن أهل الهوى يخافون يوما / بالجفا كان شره مستطيرا
فوقاهم منه ولقاهم من / وجهه الغضّ نضرةً وسرورا
وجزاهم من وجنتيه بما قد / صبروا عنه جنّة وحريرا
ليته لو شفى سقامي بريق / وسقاني منه شراباً طهورا
كلما لاح لي رأيت بدوراً / من سنا وجهه وملكا كبيرا
عارضاه ووجنتاه عذولي / لفؤادي سلاسلاً وسعيرا كذا
وإذا ما رأيت فضل دموعي / تحسب الدمع لؤلؤاً منثورا
يا حبيبي ارجع إلى اللَه فينا / أنه كان بالعباد بصيرا
يا صاح لا تلق الزمان ولا تثق
يا صاح لا تلق الزمان ولا تثق / بالبِشر منه فإنه متصنع
وببرّه لا تستغر فإنه / فخّ بحبته يكيد ويخدع
كم في بنيه ظالماً متظلماً / كالذئب يقتنص الغزال ويظلع
إني عرضت على قوم سموا حسباً
إني عرضت على قوم سموا حسباً / شعري فلم يشعروا هيهات موقعه
لا تعرضن على الفحام قافية / من باع دراً على الفحام ضيعه
أين الألى سارت هوادجهم ضحى
أين الألى سارت هوادجهم ضحى / قطعوا من الدنيا علائق مطمع
رفعوا الستور عن الخدور / وسارت الأقمار بين موشح وموشع
عد يا حمام على الغنا بعد العنا / واطرب على الأفنان يوما واسجع
هذا سليمان الزمان وكفّه / ما بين مغرب شمسه والمطلع
ملك متى أو ما بخاتمه تجد / أعصى العصاة لديه أطوع طيّع
ملك لو أنّ رحى الأنام تعطلت / لأدارها من راحتيه باصبع
من آل حمير لو تقدم عصره / لتنعلت قدماه جبهة تبع
مهلاً فقد غرقت بنائلك الورى / والمعصرات تعاف ما لم تقلع
الحرب سيف أنت صيقل حدّه / لولاك كانت مدية لم تقطع
لو رمت من زمر الكواكب جحفلا / هبطت إليك من المحل الأرفع