القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 137
أحلل بنفسك في أعلى مراتب ما
أحلل بنفسك في أعلى مراتب ما / يحله المرء في قاص ومن دان
وكن بنادي العلى والعز ممتنعا / تمنع ولا تخش من سلطان سلطان
ولا تخف أن يمس السوء جانبك / الحقير من محدث للسوء شيطان
فاللَه حرّمَ مسّ المحدثين لما / في الذكر والذكر فيه مثل هامان
وقف الغرام له بباب شؤونه
وقف الغرام له بباب شؤونه / فأذال بالزفرات صون مصونه
فتعاورته لواعج فلكية / حركاتها أفضت إلى تسكينه
يا للرجال متى يصح معلل / قامت قيامته لفقد قرينه
ضربته عادية النوى بجناحها / فأكب مضطجعا قتاد شجونه
ميت معد الدم من تغسيله / واللّمة البيضاء من تكفينه
إن الأولى رحلوا غداة محجّر / حجروا على المشتاق غمض جفونه
لولا تعلله بساعة أوبة / تحييه لم يمهله ريب منونه
دعني أقيد بالكواكب ناظري / فالعشق صحته بداء جفونه
لا تعذ لا ذاك الكئيب فإنما / للقلب جيران على جيرونه
أترى الزمان معاودا أو ينبرى / زمن مضى بالرمل من يبرينه
تلك الديار هي النهاية في الهوى / ساق الزمان لها نهاية هونه
نعب الغراب بها فأسمع أهلها / ما يصدع الأسماع رجع لحونه
شعب تشعبت القلوب لصدعه / كالسيف قد أبلى ملاء جفونه
فمن المجير من النوى لمدله / لا يستطيع الطير رجع حنينه
لم أنس وقفتنا وقد دب الهوى / في زيّ ملتاع الفؤاد حزينه
وتذكري تلك الهوادج بالضحى / كالروض مختلف ثمار غصونه
حمر البراقع تحتها بيض الطلى / فكأنها الطاووس في تلوينه
لا زال قبلتي الجمال وربما / زمزمت بين حطيمه وحجونه
كم ليلة أرمدت فيها ناظري / فكحلته بمدامعي ودجونه
حتى بدا خط الصباح كأنه / كنز أبان الدهر عن مخزونه
فصحت مجالا مقلتاي وربما / شقت جيوب السر عن مأمونه
كن كيف شئت فكل حيّ ميت / والحين مجموع القضاء لحينه
أتروم بعد أمين أمنك أن ترى / ذاك الأمان وأين مثل أمينه
فلقد تداعى العز وانتقض النهى / والعلم زالت نيرات فنونه
من يكفل العافين من يرعاهم / ويح الزمان عتا على مسكينه
متهلل بالمكرمات كأنما / سطر من الأنوار فوق جبينه
هو ذاك بيت قصائد الكرم الذي / جمعت معاني الرفد في مضمونه
تصدى مرائي الخافقين فتنجلي / ظلمات رؤيتها بنور يقينه
واخيبة الرواد من روض سرت / نسمات روح القدس من نسرينه
فمن المحدّث في الحياة وقد ذوى / زهر النعيم وجف ماء معينه
أي الحصون تهدمت أركانها / فليبك باكي المجد هدم حصونه
وعلى السماح فإنه من بعده / كالشمس غشاها الغمام بجونه
ما كان إلا اليمّ عبّ عبابه / يجري من الإبريز ماء عيونه
كان المجاهد في سبيل الهه / متمكنا كالطود في تمكينه
فشرى بدنياه النعيم وكم نرى / من يشتري دنيا سواه بدينه
كان المعين لكل عان قلبه / واحسرة العاني لفقد معينه
كانت عزائمه على علاتها / كحيا السحائب لا حياة بدونه
ولئن مضى فلقد تخلف بعده / قمر الوجود ومنتهى تحسينه
هذا سليمان الزمان ومن غدا / في كنز كل علا أمين أمينه
عم البدور وفي اليسار مقارنا / ليساره واليمن طوع يمينه
ورِثَ الخِلافة غير مشترك بها / من ذا ينازع ضيغما بعرينه
يا ابن الأئمة من فلاسفة العلى / وضمين طب الدهر وابن ضمينه
لو أقسم الصمصام أنك ربه / ما كان عندي حانثاً بيمينه
أنت الذي ترجى القوافل كلها / منه ولا ترجى حياة طعينه
يا من طوى علم العوالم كله / ما أكبر الإنسان في تكوينه
بأبي أبوك وأن تقشع مزنه / قلق الزمان ودام في تطمينه
رحل الهدى منذ ارتحلت فأرخوا / الدين مات أسىً لموت أمينه
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني / إذا فهت بالراوي تفوهت بالغاوي
وقالوا روى عنك الأحاديث كاذب / فقلت كما قلتم ألا كذب الراوي
يا آل بيت اللَه كل من ابتلى
يا آل بيت اللَه كل من ابتلى / لم ينج إلا فيكم أهل الولا
لكم كأبراج السماوات العلى / حفر بطيبة والغرّي وكربلا
وبطوس والزّورا وسامراء /
يا من غداة قضوا بنو الدنيا قضت / ومجامع الخيرات منذ مضوا مضت
إلا قبوراً كالبوارق أو مضت / ما جئتهم في حاجة إلا انقضت
وتبدل الضراء بالسراء /
يا رب هانفسي لديك ذليلة
يا رب هانفسي لديك ذليلة / وحمول آثامي عليّ ثقيلة
هل لي إلى نيل المفازة حيلة / مالي إذا وضعَ الحساب وسيلة
أنجو بها من حرِّ نار الموعد /
راعيت عفوك باعترافي فارعني / وجعلت كافية الولاية فاكفني
ولقد علمت بأنه لم ينجني / إلا اعترافي بالذنوب وأنني
متمسك بولاء آل محمد /
يا كراماً هم غذاء المغتدي
يا كراماً هم غذاء المغتدي / بثراهم ينجلي الطرف القذي
كيف أخشى وولاكم منقذي / يا بني الزهراء والنور الذي
ظن موسى أنه نار قبس /
قد اخذتم من يدي مولاكم / حجة الأمن لمن والاكم
وبهذا الشأن مذ أولاكم / صح عندي أن من عاداكم
أنه آخر سطر من عبس /
هذا الحمى يا فتى فانزل بحومته
هذا الحمى يا فتى فانزل بحومته / واخضع هنالك تعظيما لحرمته
وإن وصلت إلى حيّ بأيمنه / بعد البلوغ فبالغ في تحيته
واطمع بما فوق اكليل النجوم ولا / ترج الوصول إلى ما في أكلته
واحذر أسود الشرى إن كنت مقتنصا / فإن حمر ظباها دون ظبيته
للَه حيّ إذا أوتاده ضربت / يودها الصب لو كانت بمهجته
بجزعه كم قضت من مهجة جزعا / وكم هوت كبد حرّى بحرّته
قد أنشأ الغنج شيطان الغرام به / فقام يدعو إلى طاغوت فتنته
والحسن فيه لسلطان الهوى أخذت / يداه من كل قلب عقد بيعته
أقماره لحديد الهند حاملة / تحمي الشموس العذارى في أهلتهِ
صنتم صغار اللآلي في مباسمكم / عنه ونافشتموا ياقوت عبرته
فكوا أسير رقاد عنه رقكم / فادى جفونكم المرضى بصحته
يا حاكمي الجور فينا من معاطفكم / تعلموا العدل وانحوا نحو سنته
قلبي لدى بعضكم رهن وبعضكم / هذا دمي راح مطلولا بوجنته
أفدي لكم كل مخصور ذوائبه / تتلو لنا ذكر فرعون وفرقته
كأنما الخضر فيما نال شاركه / ففي المراشف منه طعم جرعته
أعيذ نفسي بكم من سحر أعينكم / فإن أصل بلائي من بليته
لولا المخافة من ظبى لحظاته
لولا المخافة من ظبى لحظاته / لجنيت وردا لاح في وجناته
الورد يحسده لحمرة خدّه / والغصن منعطف على حركاته
غفل الرقيب ففزت منه بنظرة / يا ليته قد دام في غفلاته
قالوا تسلّا عن هواه بغيره / واعشق سواه فقلت لا وحياتهِ
رشأ إذا أخذ المرأة بكفه / صارت محاسنه مرأة مراته
جعل الصلاة مع الصيام فريضة / يا ليته جعل الوصال زكاته كذا
ما أجر من صلى وصام كأجر من / أحيا قتيل العشق بعد مماته
يا خجلة الأغصان منه إذا بدا / وفضيحة الغزالان من لفتتاته
يا نديميّ روّحاها فهذي
يا نديميّ روّحاها فهذي / نار نعمى بدت فلاح الفلاح
تعد الوصل ثم تلوي كما لاح / على البعد بارق لمّاح
لأذيلنّ دون وصلك دمعي / قلّ دون الهوى دم يستباح
كيف آسى على نعيم تقضى / أي سحب ما مزقتها الرياح
فانزلا منزلا قريب حماها / فعلى البعد تنكر الأشباح
واسألا الحي هل لطارق ليل / مسرح في ربوعهم أو مراح
همه أن يرى المنازل من / بعد فيرتاح قلبه الملتاح
رب قوم هم بالأيادي كرام / ولذا الطارق الملمّ شحاح
أو يرى ومضة تلوح فيهدأ / ناظر من غرامه طمّاح
حل في حيّكم كسير جناح / فعسى عندكم يراش الجناح
فتواضع فإنها خطرات / دونها أرؤس الملوك تطاح
فأجابوا بخٍ بخٍ أن للوفد / لدينا أرؤس الملوك تطاح
هل على ابن السبيل يوماً سبيل / أم مباح غدوّه والرواح
كم فرحنا بهم قديماً ولكن / جدّ جدّ الهوى فرحنا وراحوا
ليت شعري أيّ البلاد استقلوا / أروابٍ سالت بهم أم بِطاح
يقولون ما بال وجدك مضرماً
يقولون ما بال وجدك مضرماً / وأنت شجي الحال ولهان مكمد
أخانك حظ كنت ترجو وفاءه / فأشجاك أم حيّ الأحبة أبعدوا
فقلت بنفسي حاجة ما قضيتها / على مثلها أنفاس وجدي تردد
فقالوا ألم تسمع بأخبار أحمد / لها مسند في المكرمات فمسند
أنخ في مغانيه ورد من حياضه / ولا تعد إياه فأحمد أحمد
فتى حارت الفتيان منه بماجد / له في حجور المجد منشا ومولد
إذا اعترض البدر السماديّ طالعا / فأحمد أوفى منه حظاً وأسعد
له شجرات في منابتها النهى / ومن زهرها عزم وحزم وسؤدد
وحسبك منه همة أحمدية / به اللَه ينجي من يشاء وينجد
هي العزّة القعساء والرتبة التي / بسلمها فوق السماكين يصعد
فقلت جزيتم كلّ خير بنصحكم / أشرتم لعمري بالتي هي أرشد
فأرسلت آمالي غراثاً صوادياً / ومثلك للآمال مرعى ومورد
أتاك العيد مبتسم المبادي
أتاك العيد مبتسم المبادي / كبسام الرياض من الغوادي
يداعب بعضه بعضا فيزهو / كأن العيد يهزأ بالأعادي
وفيه الكون مبيض الحواشي / وفيك العز مرفوع العماد
ضربت من الجميل له طريقا / ومن بيت المفاخر منك نادي
فحفتك البشائر منه حتى / أضاءت من أشعتها البوادي
فمهلاً أحمد الأفعال مهلاً / فقد تاب الزمان من العناد
وأمسى كالعدوّ بقيد ذلّ / وألقى الدهر فاضلة القياد
فإن قطع الزمان فأنت وصل / وأن ضل الزمان فأنت هاد
وإن أخفت حوادثه بزعم / بيوت الأكرمين فأنت باد
فدس بالأخمصين رقاب قوم / تصدت للعلى من غير زاد
وبيضٍ لو ضربت بها ثبيراً / تزلزل جانباه إلى الوهاد
وشوس لا تكعكعها المنايا / تمج الموت من صم صعاد
تطير بها عوابس ضابحات / من القبّ المطهمة الجياد
بها الأرواح تنتهب انتهابا / ويغدو الشمل ان طلعت بدادِ
لأهون للعدى مما تراه / من المجد المؤثّل والأيادي
ومن لم يعشق الحسنى ولكن / طريق المجد صعب والجهاد
ولو كانت بنو الدنيا سواء / لما عرف الصلاح من الفساد
يرى البخلاء أن المال ذخر / وبذل الذخر أذخر للجواد
ورب مولع بالشح حتى / رأى طرق الضلالة كالرشاد
ويهجر بالمكارم وهو أحرى / بذاك الهجر ما بين العباد
يروم بجهله أخماد ذكر / سرى كالبرق مخترق البلاد
فذرهم لا أبالهم يقاسوا / حرارات الضغائن والسهاد
فطرف المجد ساه فيك شوقا / كطرفك فيه ممتنع الرقاد
ملكت المجد والعلياء طفلا / فلا بدع إذا هجر المعادي
تحرك للجميل طباع قوم / غيوث الجود آساد الجلاد
قروم لا يرون الموت ذمّاً / إذا نادى إلى شرف مناد
سيوفهم لها أبداً مجيج / وهن إلى العدى أبداً صواد
على العلياء كم بذلوا نفيساً / وأنفسهم على البيض الحداد
فلو فدت العلى قوماً لكانت / لهم يوم المنية خير فاد
ولا سيما سليمان المعالي / نكال العاديات على الأعادي
فتى روى القنا والسيف حتى / بنى في المجد كالهرمين نادي
من الذكر الخلود له عماد / تشين بحسنها ذات العماد
وكان الناس جسماً وهو روح / وعيناً وهو انسان السواد
مبادي الجود أذهب ما عفاها / وأنت اليوم خاتمة المبادي
ولم يمت الذي يتلوه شهم / يقرب للعلى نهج البعاد
محل المكرمات محل حرّ / عليه الدهر بالأزمات باد
له أيد لفرط العذل يشكو / عليهن الطريف إلى التلاد
وحلم لفظه كالدر ينسى / به قس الزمان وحلم عاد
فيا من أضحت الركبان فيه / إذا سارت تراقصت البوادي
وأمسى الدهر من طرب يغني / كأن القفر عيس وهو حاد
تورك منكب العلياء واصدع / بما تهوى السراة بلا تماد
فإن العيش والأيام تمضي / وحاشا ما تحب إلى النفاد
وما يأتي غد إلا كيوم / عليك مضى وليس بمستعاد
ويبقى للفتى ذكر جميل / إلى يوم التغابن والتناد
ومن لم يحو في الدنيا جميلا / فلن يلقى الجميلة في المعاد
نقدت بني الزمان وكان ظني / مصيبا فيهم قبل انتقادي
فما شاهدت إلا بعض ناس / كنجم والبواقي من جماد
ودونك من قديم الودّ بكراً / تترجم عنه خالصة الوداد
إذا ذكرت علاك تهيم شوقاً / وشوق البكر عن حسن اعتقاد
ومحض الودّ تبرزه القوافي / ولولا ذاك ما عرف انقيادي
محبك حيثما اتجهت ركابي / وضيفك حيث كنت من البلاد
أحمد أوحد المحامد طراً
أحمد أوحد المحامد طراً / علم العلم مورد الورّاد
مدرك للصلاح كل محل / ساطح للعلاء كل مهاد
واسع الحلم والمكارم ملك / حكمه حاطم حدود الحداد
كم محا أرسماً للؤم ومكرٍ / وكسا أهلها سواد السواد
أحمد العود عوده وسطاه / ماسح الهام حاسم الأعواد
لاح مرآه طالعاً كهلال / ولهاه للدهر كالأمداد
كرم هام كسّح ركام / أو كمهر معوّد للطراد
كرم معدم المحول محال / عده وهو أول الأعداد
كم وكم شدّ ساعداه حساما / صلدَ الحدّ صادعاً للصّلاد
أسعد مطلع السعود علاه / وحماه مسارح الروّاد
أودع اللَه صدره كل سر / هو للعلم مصدر الإمداد
حكم ما دعاه للسكر إلا / كأس راح لها وكاس وداد
حكم ملؤها مراد علوم / وسماح ممهد للمراد
كامل كله كمال وحلم / أسد وارد دم الآساد
داحر مارد المكارم رام / سهمه سهم سؤدد وسداد
عاكر للعدو كل مرام / وهو للملك طالع الاسعاد
درعه للملوك درع دلاص / ما أراها إلا عماد العماد
أروع أورع أمام همام / همه طال أطول الأطواد
سر مسراه للأمور ملاك / وهلاك للمال والحساد
معدم العدم مهلك كل عسر / أسد الأسد واحد الآحاد
شهرَ المحرّمَ سيفه من غمده
شهرَ المحرّمَ سيفه من غمده / ليقطع الأكياد صارم حده
وقد استهل كمنجل من أفقه / فذوت زروع الصبر خشية حصده
أنى يجيل الطرف فيه ناظراً / ودم الحسين يجول في افرنده
لبس العراق سواده حتى غدا / من يوم عاشوراء شامة خده
إن الحمام غداة من دمه اكتسى / برداً تعثر خجلة في برده
وكسا المنايا السود ثوباً احمراً / فزهت وأزرت بالشقيق وورده
نهر المجرّة قد تحير إذ يجري / ذاك العبيط بجزره وبمده
ودعائم العرش المجيد تزلزلت / وتمزقت غيظاً سرادق مجده
أيامه العشر استحالت عينها / حاءً لدى متأنق في نقده
وتواجد الفلك الأثير لواقد / وقد الوجود فوجده من وقده
وجميع أملاك السماوات العلى / عزّت أبا الزهرا بفلذة كبده
ولقد عرت مهد البسيطة هزّة / فاهتز طفل نباتها في مهده
والدهر شاب الفود منه لوقعة / قد أشعلت بالشيب فحمة فوده
وتقلصت شفة المنون من الظما / حنقاً فآثره الحسين بورده
فتجددت تلك المآتم واكتسب / جدد الحداد عليه أمة جدّه
شهر به الإيمان تاقت نفسه / للنزع والقرآن مات بجلده
فقضى ولكن للشهادة حقها / ومضى ولكن للنعيم بخلده
في جنة الفردوس ما من سيّد / إلا وقام له بخدمة عبده
والحور والولدان محدقة به / أضحت فسل جيد العلى عن عقده
ما عندنا هدي سوى أرواحنا / لا والذي أرواحنا من عنده
فانساق أبطؤها لعاجل حتفه / أسفاً فهل من حيلة في ردّه
والشوق يعلوه بدره برقه / والتوق يحدوه بنعرة رعده
زحفت جنود المارقين على ابن من / كانت ملائكة السما من جنده
قدر تمزق فيه درع تصبري / ووهي الذي قدّرته من سرده
قبر بساحة كربلا فاقت على / بحبوبة الفردوس ساحة لحده
ولقد غدا غاب النبوّة / والفتوّة والأبوّة خالياً من أسده
وجد الوجود بقاءه بفنائه / من بعد من فقد الوجود لفقده
سل عن مجرّده من القمم التي / قد زعزعت من تحت أرجل جرده
ما شام برقاً في يد يوم الوغى / من قبله أحد ولا من بعده
شمس الظهيرة ترسه في كفّه / بزغت فأطلعت النجوم لضده
عن جده وأبيه قد أخذ العلى / وسواه من عدنانه ومعدّه
لن يقبل الرحمن توبة مؤمن / عن نفسه بالروح إن لم يفده
من كفّ والده أمير النحل ما / في الحوض فوزاً ذاق لذّة شهده
فأبوه كان يمدّ إلا نفسَه / بقفيزه وبصاعه وبمده
الجدّ أحمد وألأب الكرّار / والأمّ البتول فهل تقاس بهنده
والأصل عبل والنجّار مطهّم / والفرع سبط خالص من جدّه
فورى زناد حفاظه شرراً به / حمي الوطيس وتلك عادة زنده
كافورة الصبح استحالت عنبرا / فاستنشق الملكوت نفحة ندّه
بجهاده الكفار حمّل عاتق الفك / المحدب فوق غاية جهده
منناً بها ملأ المقعر فاحتوى / منها على ما جاز غاية حدّه
أسل الدموع ولا تسل عما جرى / في غور حائر كربلاء ونجده
نهر النهار غداة فجرّ فجره / عن عمره انكشف الفجور وزيده
من لم يوال الخمس اصحاب العبا / إتيان خمس فروضه لم يجده
من لم ينم في حبهم عن مدحهم / للَه قام بشكره وبحمده
حياه رضواه الجنان من الرضا / بعراره وبشيحه وبرنده
يا من بدائع حسنه قد أبدعت
يا من بدائع حسنه قد أبدعت / في العاشقين فانجدوا وأغاروا
ماذا الذي أغراك أن تقلا فتى / تجري بواديك الصبّا فيَغار
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها / ودع عنك شمطاء طوتها دهورها
فإن بياض العين للعين ظلمة / وإن سواد العين للعين نورها
مالي أراك تطول فخراً في الورى
مالي أراك تطول فخراً في الورى / قل لي بأيّ قد بلغت المفخرا
أبرأي رسطاليس أم برضاعه / أم لطف تبريز حكى الاسكندرا
أم نسبة ملمومة بمحمد / ومحمد جد التقيّ بلا مرا
أما العلوم فقد جهلت وجوهها / فكأن هيكل ذاتها ما صورا
وكذا المناقب كلهن عدوتها / وعدتك إذ كل لكل أنكرا
والشعر ما أحرزت منه شعرة / وإلى المعاد أظن أن لا تشعرا
والنحو ما وردت ركابك نحوه / فترى هنالك مورداً أو مصدرا
إن الفخور لجائر في قصده / واللَه يمقت من بغى وتجبرا
فاخفض جناحك لا تكن متكبرا / ما شيمة النجباء ان تتكبرا
لا تفخرن فما يحق بمن غدا / من طينة مسنونة أن يفخرا
والمرء يفصح فعله عن أصله / وكفى بفعل المرء عنه مخبرا
أرسل اللحظ للقتال نذيرا
أرسل اللحظ للقتال نذيرا / ليته بالوصال جاء بشيرا
فترى العاشقين في الحب أما / شاكراً وصله وأما كفورا
أن أهل الهوى يخافون يوما / بالجفا كان شره مستطيرا
فوقاهم منه ولقاهم من / وجهه الغضّ نضرةً وسرورا
وجزاهم من وجنتيه بما قد / صبروا عنه جنّة وحريرا
ليته لو شفى سقامي بريق / وسقاني منه شراباً طهورا
كلما لاح لي رأيت بدوراً / من سنا وجهه وملكا كبيرا
عارضاه ووجنتاه عذولي / لفؤادي سلاسلاً وسعيرا كذا
وإذا ما رأيت فضل دموعي / تحسب الدمع لؤلؤاً منثورا
يا حبيبي ارجع إلى اللَه فينا / أنه كان بالعباد بصيرا
يا صاح لا تلق الزمان ولا تثق
يا صاح لا تلق الزمان ولا تثق / بالبِشر منه فإنه متصنع
وببرّه لا تستغر فإنه / فخّ بحبته يكيد ويخدع
كم في بنيه ظالماً متظلماً / كالذئب يقتنص الغزال ويظلع
إني عرضت على قوم سموا حسباً
إني عرضت على قوم سموا حسباً / شعري فلم يشعروا هيهات موقعه
لا تعرضن على الفحام قافية / من باع دراً على الفحام ضيعه
أين الألى سارت هوادجهم ضحى
أين الألى سارت هوادجهم ضحى / قطعوا من الدنيا علائق مطمع
رفعوا الستور عن الخدور / وسارت الأقمار بين موشح وموشع
عد يا حمام على الغنا بعد العنا / واطرب على الأفنان يوما واسجع
هذا سليمان الزمان وكفّه / ما بين مغرب شمسه والمطلع
ملك متى أو ما بخاتمه تجد / أعصى العصاة لديه أطوع طيّع
ملك لو أنّ رحى الأنام تعطلت / لأدارها من راحتيه باصبع
من آل حمير لو تقدم عصره / لتنعلت قدماه جبهة تبع
مهلاً فقد غرقت بنائلك الورى / والمعصرات تعاف ما لم تقلع
الحرب سيف أنت صيقل حدّه / لولاك كانت مدية لم تقطع
لو رمت من زمر الكواكب جحفلا / هبطت إليك من المحل الأرفع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025