القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 160
الى اللَه يرفع هذا الانين
الى اللَه يرفع هذا الانين / ليضرب فوق يد الظالمين
بلاد غدت ملجأ للطغام / وكهفا تموّج بالفاجرين
فروق أصيبت بداءٍ عضال / وأخرى أصيبت بداءٍ دفين
فيا عين نوحي على حالة / ستدمى المآقي بدمع سخين
ويا قلب صبراً لعلَّ الزمان / ينيخ على العصبة الكاذبين
ويا سيدي أجب الشعب عاما / يلبّ نداءَك طول السنين
فتلك الجواسيس أودت بنا / وهم يلعبون بدنيا ودين
أتصغى الى الزور من قولهم / وما هو منهم بقول مبين
وتنفي العباد بلا ذلة / وما هم من الفئة الآثمين
بلاد عفت بعد فخر ومجد / وملك ذوي بعد عز مكين
فراقب الآهك في ما بقى / والا عفا كله بعد حين
ولا ترج تكدير ملك صفا / بظلم كما كدر الماءَ طين
فما ايد اللَه من مالك / بغير العدالة في العالمين
ومن أين يعرف سلطان قوم / اذا ما نفى قومه أجمعين
لقد أصبحت أحقر من عليها
لقد أصبحت أحقر من عليها / فلا تطمح الى الشرف الخطيرِ
اذا ذَكرت قريش في المعالي / فلا في العير انت ولا النفير
أمل نأى عن أرض مصر وزالا
أمل نأى عن أرض مصر وزالا / أصمى القلوب وقطع الاوصالا
يا نائياً عنا وكنت محسدا / فينا كما كنت الشريف فعالا
مدت اليك يد المنون فانشبت / بقلوبنا قضبا لها ونصالا
وضعوك في نعش يضيق بماجد / ما ضاق ذرعا في العلى ومجالا
نعش تروّيه العيون بمائها / أسفا وتسقيه الدموع سجالا
ولك الخلائق نكسوا اعلامهم / حزناً وكانت قبل ذاك طوالا
جشمت نفسك همة تبغى بها / إرضاء قومك لا على أو مالا
خففت عن مصر الهموم وانما / حملتها بفراقك الاثقالا
أعزز علينا ان نواريك الثرى / ونجر بعدك للنهى اذيالا
أعزز علينا ان نراك موسدا / وعلى فضائلك الرغام انهالا
يا أخطب الشرقين قم بين الملا / واخطب عليهم ان صمتك طالا
وانظر الى قوم بكتك جفونهم / وارحم نساءً منهم ورجالا
احييت آمال العباد ولم تعش / حتى تحقق هذه الآمالا
قد اطرقوا رهبا حيالك وانثنوا / جزعا وساؤا بعد موتك حالا
إنا سنبقى ذكر فضلك خالدا / لنكون في صدق الولاء مثالا
قد كنت أفضل من يذود لسانه / عنا واصدق من يقول مقالا
فليسق شؤبوب الحيا لك موحشا / قد ضم مجدا بينه وجلالا
أمولاي شكر من حماك قريب
أمولاي شكر من حماك قريب / وحمد عن الفعل الجميل ينوب
اليك اجل الأكرمين قصيدة / يقدمها مدحا اليك اديب
شكرت اياديك الجسام فانها / لكالودق نحيي الارض وهي جديب
ارشت جناحي بعد طول انكساره / وقد طاش سهم للزمان مصيب
وأحييت ارواحا غدوت مسيحها / ولولاك كادت بالخطوب تذوب
وثبّت بيتا زلزل الدهر ركنه / واوشك ان تخنى عليه خطوب
فاصبح من فيض المكارم روضة / عليها رداء من جداك قشيب
ولولاك لم نحمد من الدهر فعله / وعشنا وكل للهموم نسيب
فلا زلت في مصر معينا لاهلها / وانت الى كل القلوب حبيب
فتحى تهنأ بما أوتيت من رتب
فتحى تهنأ بما أوتيت من رتب / لازلت ارقى من التعظيم في لقب
وافت إليك وفي إقبالها شغف / إلى ربيب العلى والعلم والأدب
إذا تحلى بها من كان عاطلها / ففيك حليتها بالمجد والحسب
ظن المضلون إن الحقد يخفضها / وأنت من رفعة في السبعة الشهب
ما للمضلين قد ساءَت ضمائرهم / وأصل حاضرهم في الناس لم يغب
قوم قد اجترحوا في الناس منقصة / وبدلوا الصدق بين الخلق بالكذب
وكيف يُنكرَ فتحى بعدما شهدت / له الورى بمداد الفضل في الكتب
تلك الادلة والاحكام شاهدة / غداة تنطقها بالمنطق الذرب
سر في طريق المعالي غير مضطلع / باللغو في أمة أودت من الشغب
واسلك سبيل الهدى والنفع في بلد / في حاجة لرجال سادة نجب
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم / الى كم ننادي والخلائق هوم
أحب بلادي أن يكون غنيها / كثير الندى يعزى اليه التكرم
أغير بلاد النيل أرض خصيبة / تجود فلا يشكو الخصاصة معدم
فلا بعد هذي الارض للناس مربع / ولا بعد هذي الدار للخلق مغنم
بلاد رقت تبغي المجرة والسهى / وليس لها الا من العلم سلّم
سراة بلاد النيل فيم تأخر / وعهدي بقومي في الخطوب التقدم
نيروا بلاداً حلق الجهل فوقها / لينجاب عن وجه البلاد التجهم
ترضون ان يسطو من الغرب مخلب / على مصر او يعلو على الرأس منسم
نيتم قصوراً شاهقات تمثلث / جبال شروري دونها ويلملم
لم تبتنوا كليّة يستقى بها / رضيع فيحيى او وضيع فيعظم
ضعتم عليّاً وهو نبع ثرائكم / وأخفيتمُ للفضل ما ليس يكتم
كم سار فيكم والعدو محلق / وكم ذاد عنكم والوشيج مقوم
أواصف هذي شيمة عربية / بتمداحها شعري يصاغ وينظم
نهضت فأخجلت القعود بنهضة / يهش لها وجه البنين ويبسم
لنا كل يوم من أياديك نعمة / تتيه بها الدنيا ورزق يقسم
تجود بألف والسراة هواجد / وما لهمُ فيها من الجود درهم
بخٍ يا ابن من سار العباد بذكرهم / وسار مديحي اثرهم حيث يمموا
يحب حصيف القوم علماً وحكمة / وهمُّ جهول القوم ثوب ومطعم
قرنت بهذا الفضل خير قرينة / لها ثوب فضل بالمحامد معلم
نظرتُ اليها من خلال عطائها / ولم يبد وجهٌ بالعفاف ملثم
فلا زلتما بدرين في أفق العلى / تنيران ما غنى من الطير أعجم
هل الحب إلا مهجة الصب تدنف
هل الحب إلا مهجة الصب تدنف / أو الشوق إلا لوعة وتلهفُ
أفق قبل حب ليس تخبو ضرامه / غداة رحيل والمدامع ذرّف
وتاللَه لولا الوجد ما بت مسهدا / بأسود يقوى السهد فيه وأضعف
أراقب اسراب الكواكب في الدجى / وهن على نهر المجرة وقف
اعاذلتي إيهاً أما فيك رأفة / تلطف من داء الهوى وتخفف
ارى فوق تأنيب الغواذل رحمة / خليق بها دامي الجوانح مدنف
فأوهِ لصب كتَّم الحب قلبه / ونمَّ عليه الساجم المتوكف
اذات التثني يطلب الصب عطفة / اذا ماس غصن من قوامك أهيف
سألتك لي وعدا مطلت وفاءه / وقلت سؤول ما لديه تعفف
ولولاك ما حليت نفسي بحلية / ولا راق عيني غير حليك زخرف
ولا بات قلبي بين جنبيَّ طائراً / يروّعه منك القلى فيرفرف
نحنّ على فوضى الكعاب ونرتمي / على قاسيات لا تحن وتعطف
اراهن مثل ابن الكناس عريكة / ومنهن قلب ابن العرينة أرأف
وما هاجني الا الجمال مع الصبا / ودل الغواني والغزال المشنف
على انه لا مرتجى غير قادم / عليه من العلياء برد مفوف
مهيب فلا الايام تبلغ مأرباً / لديه ولا رائيه بالعين يطرف
من القوم يحمون النفوس بعدلهم / فيأمن منها الجانب المتخوف
مقاحيم حرب ليس ينبو حديدهم / وهم في مجال الطعن والضرب زحف
صفوف صفوف من كماة وشجعةٍ / تكاد تميد الارض منهم وترجف
يضم اليهم كل جيش عرمرم / يموج به قاع من الارض صفصف
خميس اذا خاض المعامع في الدجى / اضاءت له الدنيا رماح واسيف
وقد طال حتى ادرك النجم باعهم / وصار سواء عضبهم والمثقف
وهم بين معوج السلاح ضراغم / لها اجمات من قنا يتقصف
فلم ار أسدا قبلهم ضاق دونها / اذا اختلط الزحفان سهل ونفنف
ولم ار تحت النقع اثبت منهمُ / امام العدى والحرب هو جاء زفزف
بيوم كان الشمس فيه مريضة / وان الضحى ليل من النقع اسدف
وبيض على هام العداة سواقط / تسيل المنايا فوقها وهي رعّف
وخيل على رغم الحزون قوارح / تقاد سمانا في الحروب فتعجف
فيا واحد الدنيا ويا خير زائر / يذل لديه الباذخ المتغطرف
انا الشاعر الآتي بمدحك اولا / ومن جاء بعدي بالقصائد مردف
ولست بمفتون بما انا قائل / ولا ليَ بين التيه والعجب موقف
طلعت على مصر ووجهك مشرق / وكل الى بدر العلى متشوف
فقالت قفوا حتى نرى المجد جهرة / ويرنو الينا المالك المتصرف
فلما تصاففنا وللمجد هيبة / رأينا من الاجلال ما ليس يوصف
فلم نر اسمى منك مجداً وسؤددا / وانت علينا بالمهابة مشرف
قدمت ترى الخزان وهو كأنه / جبال شروري او اعزّ واكثف
بناء عظيم لم يجد لافتتاحه / سواك عظيماً فيه للفخر مألف
وكم من دعيٍّ فارق الصدر عنوةً / اذا حضر المستأذنُ المتنصِّف
وبالماء تحيي الارض بعد مواتها / وبالعدل يحيى الصارخ المتلهف
وفي مصر قوم قبلوا لك راحة / لدى ذكرها ينسى ربيع وصيّف
سكارى بمدحي فيك حتى كأنما / قريضي لديهم في مديحك قرقف
مديح خليق ان تتيه حروفه / على الدر لو صيغت من الدرّ أحرف
فرض هجاءكمُ بكل لسان
فرض هجاءكمُ بكل لسان / يا عصبة عكفت على الطغيان
يا دار توفيق جمعت زعانفا / لا ينزلون بغير دار هوان
اني ابو بكر يراقب معشراً / مرقوا من الاسلام بالكفران
عكف الرجال المؤمنون على التقى / وهم على لهو وراح دنان
قوما يجيئ محمد وصديقه / مستعديا منهم الى الرحمن
قد يلصقون الى النبي نجارهم / ويعافه منهم بنو عدنان
يا ويح ذياك النقيب المدعى / شرفا تراه دونه العينان
لو كان في زمن النبيّ لأنزلت / في حقه الآيات في القرآن
لكن أراد اللَه صون كلامه / فأتى به في آخر الازمان
كيف المتاب له وتلك ذنوبه / مما يكل لحصرها الملَكان
لعن الاله من العباد لئامهم / واللابسين برانس الرهبان
والبائعين اذا تقاعس حظهم / ماء الحياء بابخس الأثمان
رأيت السيد البكريّ يمشي
رأيت السيد البكريّ يمشي / وكمَّا برده متدليان
دلالة ان شيخنا في قباء / له في كل داهية يدان
أرى ابن عتيق سبى غادة / واغرى ابن يسَّى على خطفها
وقد كان من قبله جده / يقود الثريا الى إلفها
عهدت السيد البكريّ شيخا / يحلل في المحارم كل مذهب
أتى بشريعة لبنات مصر / فمن تعضل الى البكريّ تذهب
أفيقوا وانظروا البكريّ يرجو / براءة ذلك الشيخ الاثيم
أناس همهم هتك الغواني / أولئك يعرضون على الجحيم
أيا شيخ المشايخ جئت ادّاً / ونكرا لا يسوغ ولا يجوز
لقد حقدت عليك بنات مصر / كما حقدت عليك الانكليز
عثرت بحب الغانيات فلا لعا
عثرت بحب الغانيات فلا لعا / ورحت وما أبقيت للطهر موضعا
تعرض لي قوم يقولون ما له / وللشيخ حتى بات بالهجو مولعا
وما أنا الا مسلم وابن مسلم / يغار على الاسلام أنيَّ تروعا
تخذت قوافي الشعر سهماً مفوقا / فصادف من تلك المقاتل موقعا
شددت لساني ثم قلت له اتئد / لعل له عذراً يبين فيشفعا
الى ان قضى الشرع الحنيف فلم يدع / بقوس الاهاجي في ابن يوسف منزعا
وما حقه الا حسام ابن ملجم / يحز وريدا في قفاه وأخدعا
يحاول داراً بالنبيّ تطهرت / وبيتاً من النجم الملعلع أرفعا
ولو كان يدرى ما الحياء بقومه / لغطى عليهم وجهه وتقنعا
غمام دنا من بيت احمد قاتم / فهزته نكباء سرت فتقشعا
جنيت على الآداب حتى تروعت / وصلت على الاسلام حتى تفزعا
ومن كان لا يخلو من الطيش عقله / اذا ما جرى نحو الرذيلة أسرعا
فحقرت نفساً لا تزال حقيرة / وصعرت خدا بالمذلة أضرعا
وألهبت أستار العفاف بجذوة / بدا بعدها وجه الفضيلة أسفعا
طرقت بيوت الآنسات وانما / وطئت طريقاً كان من قبل مهيعا
وخلت وجاراً كنت فيه موسدا / يضارع بيتاً كالعرين ممنعا
بأي لسان قصر اللَه طوله / ذممت قضاة اللَه في الشرع أجمعا
وفندت حكماً لو به الشم أنذرت / لخرت له تلك الشواهق خشعا
وأظهرت من وهن العزيمة قوة / ومثلك من يحنى على الخزي أضلعا
فهل ينفع الايهام في الاصل بعدما / سمعنا قضاء في أصولك مقنعا
لقد ضعت في الدنيا وحسبك ضيعة / إذا كنت في حكم الشريعة أضيعا
ومثلك أحرى ان يداس بمنسم / ويلطم أني قابلوه ويصفعا
نظمت قوافي هجوه وأنا الذي / اذا صاغ شعراً في هجائك أبدعا
ولي شاغل في الحب عنك عسى الهوى / يهدّئ روعا أو يكفكف مدمعا
فليتك تدري ان قلبي مدله / يحن الى من ويندب مربعا
فكائن رأيت الخمر يحلو وذا فمي / على فمها يحسو الرحيق المشعشعا
لحى اللَه واش قد سعى بي عندها / فصادف منها لا هدى اللَه من سعى
إلى أن قضى الدهر المشت ببينها / فودعت قلبي والغزال المودعا
ليال تقضت في غرام مليحة / هي الحسن مرأى والمحاسن مسمعا
لئن صادها غيرى بناب وبرثن / وبات بها تحت الجدار ممتعا
فاني عهدت الكلب أسرع وثبة / وأحذق في صيد الغزال وأصنعا
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما / خلقت أذىً أم كنت شرّاً مجسما
نريد لك الخير الكثير تكرما / وخلقك يأبى ان تكون مكرما
فغدر واخلاف وكذب وخسة / ونفس ترى نهب الرذائل مغنما
يبين عليك اللؤم في كل حادث / تهم اليه حاسراً ومعمما
تصول على الاموات بين قبورهم / ولو كنت تجزيهم بكيت لهم دما
وتنحى على الاوطان بالقلم الذي / بريت فلا ترعى ذماراً ولا حمى
يراع اذا جردته للاذرى انبرى / وان سل في خير نبا وتثلما
وكنا رجونا الخير منك وغرنا / دهاك فقلنا عله قد تقوما
اذا أنت كالجمر الذي كان خامداً / فلما سرت ريح عليه تضرما
وأصبحت كالأفعى استكنت بحجرها / فلما سعت مجّت لعاباً مسمما
فمهلاً رويداً ان للحق صارماً / صقيلاً اذا ما هز فوقك صمما
من اليوم فليرجمك من كان مؤمناً / وان مت فليلعنك من كان مسلما
تبوأ من الدنيا المخازي وانتظر / اذا قيل في الاخرى تبوأ جهنما
لا تغترر عبد الحميد بثروة
لا تغترر عبد الحميد بثروة / جاءتك عفوا من ذوى السادات
الفخر ان يغنى الشريف بكده / والعار ان يغنى من الزوجات
ما أنت الا مقتر طلب الجدى / فاعانه العباس بالصدقات
هل ذاك ليل مقمرُ
هل ذاك ليل مقمرُ / أم وجه ليلى مسفرُ
وقوام بان مائس / أم قدها متبخترُ
هي ظبية لكنها / لمحبها تتنمرُ
وهي التي قد غادرت / عقلى يغيب ويحضر
والوجد هتاك الفتى / لكنني متستر
وكأن قلبي منزل / بسوى الهوى لا يعمر
يهوى بمصر ظباءها / ويحب من يتمصر
قل للتي مرت على / قدم الشبيبة تخطر
لو قدمت نحوي الهوى / فالقلب لا يتأخر
يا اخت مقتحم الوغى / وبه العجاج الاكدر
القلب فيك متيم / وبأن يساعد اجدر
انا والهوى كلف الى / وصف الكواعب اصور
فانظر تجد قبعاته / ن على الخمائل تؤثر
فالورد زاه فوقها / وسط الكمائم أحمر
والزهر أبيض ناصع / فيها وآخر أصفر
والياسمين زها بها / وكذلك النيلوفر
فكأنها روض على / وشى الغدائر مزهر
والريش ما بين الزهو / ر معسجد ومعصفر
فكأن طيراً فوقها / تطوى الجناح وتنشر
والقرط في آذانه / ن مذهب ومجوهر
كالقلب في خفقانه / لكنه لا يشعر
وحواجب من فوقها / يزهو الجبين الازهر
وعيونهن نواعس ترمي / الخلى فيسهر
ولها فعال في الحشا / فوق الذي يتصور
وخدودهن بها لظى / في مهجتي يتسعر
لو كان من ورد الخدو / د طلا فمنها يعصر
وقناعهن مثقب / والوشي فيه مشجر
فكأنه شرك به / من كل خود جؤذر
والجيد فيه قلائد / فوضي جلاها الجوهر
فكأنها في نظمها / عبرات عين تنثر
وخصورهن تدق عن / درك العيون وتصغر
والبند يحكى خاتما / والخصر فيه الخنصر
روحي فداءُ خريدة / في الحسن رئم أحور
فتانة من دونها / سمر القنا تتكسر
والاسد حول كناسها / ربضت وباتت تزأر
لم أنس يوم فراقها / يا ليتها تتذكر
في ليلة كنا بها / نبدي الغرام ونضمر
ولنا الجزيرة قد خلت / أنا والغزال الاعفر
والنيل يجري هادئاً / حينا وحينا يزخرُ
فكأنني في جنة / قد فاض فيها الكوثر
ولقد نسيت بقربها / دهري ومثلي يعذر
وصفا الزمان مع التي / هي كالهلال وأبهر
حتى رأت بين الدجى / شبحاً يغيب ويظهر
قالت رقيب مختف / او صاحب متنكر
وبدت تودعني وفي / اذيالها تتعثر
ونأت بها دراجة / لمثال ذلك تدخر
دراجة من حسنها / فيها السراج ينورُ
كالنجم يسطع في الظلا / م ومن بعيد يبصر
تعدو فلم يسمع لها / الا نفير يزمر
فكأنها في عدوها / طير يطير ويصفر
لا تشتكي ظمأ بها / ابداً ولا تتضور
جوالة من خلفها / ريح الصبا تستحسر
سيارة عن سبقها / تعيي العتاق الضمر
واذا تقضى منظر / لم يبق الا مخبر
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل / اللَه في مغرم للحسن ممتثل
خذي ضماناً على عينيك من دنف / هيهات ينسى ضمان الاعين النجل
لولا رضاك بما في القلب من ألم / لما رضيت بجرح غير مندمل
أرعيت سمعاً الى العذال فابتدعوا / فيّ الحديث ومن يسمع لهم يخل
أصانع أنا في العذال سيئة / أم غيرة الحب تدعوهم الى العذل
قولي لهم حال عن ودي ليتئدوا / ويشهد اللَه أني عنه لم أحل
فيم امتناعك عن معطيك مهجته / حباً وجوداً على ما فيك من بخل
مازال يضعف من سهد يؤرقه / حتى غدا جسمه أعفى من الطلل
مالي حببت التي في طي نظرتها / غض يدل على شيء من الملل
غد عبارة وعد من مماطلة / خالت حياتي في الدنيا بلا أجل
اذا جلست إليها في مغازلة / ردت عليّ بلحظيها ولم تقل
وان رأتني تجافت وادعت سبباً / كأنها لدواعي الصوم في شغل
خير الملوك ولا أدعو سوى ملك / يتلو عليه القوافي فكر مرتجل
وافاك شهر ببرد الدين مشتمل / يرنو لوجه بنور اللَه مشتمل
هلاله مسفر والشك يحجبه / كأنه منك بين الزهر في خجل
قد عاد يلثم كفاً أنت باسطها / بين الخلائق للاحسان والقبل
يأتي ويمضي وفي لألائه يدل / وما لنورك في الابصار من بدل
لقد اقمت قناة الملك فاعتدلت / بمستتب من الآراء معتدل
وقد اعدت الى الاسلام نضرته / حتى ارتدى روضه باليانع الخضل
وبت ترعى الرعايا في مراقدها / وصرت تحمي ذمار الفازع الوجل
وكان قبلك قلب السيف مضطربا / فقر بعدك قلب السيف في الخلل
سست البلاد وقوما ان دعوتهمُ / جاؤا اليك زرافات على عجل
قوماً اذا شهروا اسيافهم فزعت / جوانب الارض من سهل ومن جبل
يمشون للحرب والهيجاء مسعرة / كأنهم من حنايا البيض في ظلل
بيض مواض على الاعداء مرهفة / كالبرق في ومض والرعد في زجل
وأدرع مثل ظهر الصل لاوية / أيدي الفوارس بالخطية الذبل
أدب عداك فقد ضلوا بذي شطب / ماضي الغرارين يقصيهم عن الزلل
ظنوا فؤادك هياباً لحادثة / قحمتها غير هياب ولا وكل
وكيف ينفذ سهم الغدر في ملك / على المهيمن والفرقان متكل
كادوا فلم يثمروا من غرس كيدهم / ولا انتهى سعيهم الا الى الفشل
هم ناوأوك على جهل بغايتهم / فغودروا بين ضرب البيض والاسل
وذدتهم وزجاج الرمح عاملة / والسيف يلعب بالاجسام والقلل
لا تغفر الاثم من قوم نرى بهم / سوء السريرة عنوانا على الدخل
وانصر برأيك أقواما حميتهم / من طارئ الدهر أو من طارق الغيل
ناؤوا زماناً بعبء الظلم واحتملوا / من المذلة عبأً غير محتمل
حتى وليت فحل العدل بينهمُ / وفكت الناس من شكُل ومن عُقُل
فلا برحت لهذا الدين تكلأه / حتى يعود الى أيامه الاول
طلع الهلال فأنجدوا وأغاروا
طلع الهلال فأنجدوا وأغاروا / وبدا النبيّ فكبر الانصار
القوا عصا التسيار حيث تبلجت / للمهتدين وللهدى أنوار
يا أسعد الايام فيك تثبتت / للمصطفى قدم وقر قرار
فيك اطمأَن على الهداية معشر / درجوا على نهج الرشاد وساروا
وأقيم للدين الحنيف دعائم / فيها من الشم الطوال وقار
انا نطالع غرة ميمونة / لك تجتلي أنوارها الاقطار
فانشر صحيفتك الجريرة علها / تنبي بما أوحى به المقدار
يا عام ان قدومك استبشار / ألديك عما نبتغي اسرار
خبر بما تدري فان قلوبنا / ظمآى الى يوم الجلاء حرار
خبر بما تدري لعلك ذاكر / أملا تنال بذكره الاوطار
انظر الى هذي الخلائق نظرة / تنبئك كيف تجمع الاحرار
اليوم تجمعنا المآرب والمنى / ويحفنا الاجلال والاكبار
جادت بلاديَ بالرفاهة ديمة / وهمي عليها بالعلي مدرار
نعم الشعور ونعم ود خالص / هو للرجال المخلصين شعار
مرت بنا السنوات حالكة الدجى / حتى جلاها منكم الاسفار
فطلعتمُ والخطب ساج ليله / متهللين كأنكم اقمار
بكم الدهور تفاخرت وبمثلكم / تزهى الدهور وتعجب الاعصار
ذودوا عن الدار التي تحويكم / جدرانها حتى تصان الدار
وابنوا الرجال على أشم موطد / يبقى البناءُ وتحمد الآثار
اليوم نغرس كل غرس يانع / يرجي له الافراخ والاثمار
لا تكتموا بين الجوانح مبدأ / أحرى به الاعلان لا الاسرار
أسمى المبادئ ما تبلج نوره / كالصبح لا شك ولا انكار
ايا كمُ كيد العدو فانه / مذق اللسان مذبذب خوار
ما انفك يبغي ان يشتت شملكم / غاو مضل مارق غدار
لا تتركوه على الضلال فبئسما / شاعت بسيء ذكره الاخبار
ما زال يبتدع الصغائر ضلة / حتى احتوته مذلة وصغار
ان المهانة في الحياة جزاؤه / وعقابه بعد الممات النار
فليحذر السرحان في غلوائه / من ان يثور الضيغم الهصار
وعليكم الانحاء يوم حسابه / وعليَّ يوم هجائه الاشعار
واذا نكثت ولم أقم بهجائه / باتت مطلقة لدي نوار
ما للعداة تجول في طغيانها / جول السكيت اذا خلال المضمار
عابوا علينا ان نناضل وافتروا / انا على الوطن المحبب عار
قالوا لكم حزب عرته هزة / أخذت لها اركانه تنهار
اللَه لو نظروا القضاء يصونه / بيمينه وتحوطه الاقدار
ما كانت الغوغاء من أعوانه / كلا ولا عبثت به الاغمار
هي امة رجت المعاليَ فانبرى / منها صغار للعلى وكبار
عجزوا فقالوا أزمة نزلت بنا / فتساقطت نوب وحل دمار
وتقولوا أنا نحاول ثورة / تهتز فيها للسيوف شفار
قالوا سخرتم بالصليب وخنتمُ / عهد الجوار فليس ثم جوار
قالوا دعوتم للتعصب دعوة / هلعت لهول سماعها الامصار
قالوا نهضتم نهضة قال الورى / فيها أتلكم نهضة أم ثار
قالوا نكثتم بالامير وانه / خير امرئ يرعى لديه ذمار
قالوا وقالوا كل شيءٍ مفترى / املت به الاحقاد والاوغار
حتى لقد صرنا مظنة كيدهم / ان كان يكو بالامير قطار
وهو الذي تثب القلوب لصونه / وتجله الاسماع والابصار
قد صورونا للاجانب صورة / إما بدت تقذي لها الانظار
قد صورونا جحفلا متأهباً / في إثره الاهوال والاخطار
قد مثلونا في التعصب مثلما / قد شاءت الآثام والاوزار
كذب قد ابتدعوه حتى مالهم / في مصر الا الكيد والاضرار
بان الضلال من الهدى وبدا لنا / في منهج الحق القويم منار
يا أمة ثبتت على كيد العدى / لا تجزعي ان الثبات فخار
سيري الى طلب الجلاء ولا تني / نمنح من العلياء ما نختار
أفريد لا تخذل بلادك بعدما / جمعت لديك اولئك الانصار
هذي الشبيبة قل لها لا تحجمي / ما في ثبات المقدمين شنار
لك من يراع الكاتبين صوارم / ولديك منهم جحفل جرار
ترمي العداة اليك سهم سمومها / ويذود عنك الواحد القهار
دعهم كما شاؤوا ليوم حسابهم / فلهم كما شاء الهوى اطوار
إنا قد اخترناك خير مدافع / يرضى به الرحمن والمختار
يا ناشرين لواء العدل في الأمم
يا ناشرين لواء العدل في الأمم / اللَه في أمة أنّت من الألم
مدوا إلينا يدا بيضاءَ نشكرها / عند التحدث شكر الروض للديم
إذا سكتنا يكاد الغيظ يقتلنا / وإن نطقنا رعينا وادي النقم
إنا منينا بأقوام جبابرة / ما بين مغتصب منهم ومحتكم
لو استطاعوا لساقونا أمامهمُ / ما بين متهم منا ومجترم
قد ساءَهم اذ أحسوا اننا نفر / نبغي الحياة فساقونا الى العدم
جاؤوا إلينا وفي أيمانهم شرف / يموهون به في العهد والقسم
قالوا لنا اننا جئنا بلادكمُ / نبني لكم ركن مجد غير منهدم
كذ لكم ننصف المظلوم من فئة / رنت اليكم بطرف الطامع النهم
وقال ذو أمرهم لا ظلم يفجعكم / لمستبد ولا عسف لمنتقم
حتى تخدرت الاعصاب وانسدلت / على العقول سجوف البطل والوهم
ولم يزالوا على هذا الدهاء وهم / لا يقصدون سوى الاخماد للهمم
حتى اذا انتبهت منا جوارحنا / وأدرك الحال فهم الحاذق الفهم
حكوا القلوب فأذكوها وربمّا / أدى الى النار حك البارد الشبم
وأوهموا اننا جئنا نطالبهم / شأن الجحود بحق غير مهتضم
ولو اردنا جزيناهم بما اكتسبوا / شر الجزاء ولكنا ذوو كرم
وما دروا اننا قوم اذا اجتمعوا / للذود سدوا طريق العارض العرم
فلا تغرنّهم منا ملاينة / فالنار قد تنتضي من ناضر السلم
ما نحن الا كسرّ الزند مكتمم / ان أحرجونا حكينا النار في الضرم
فلا عهود لهم ترعى ولا ذمم / كما استباحوا لدينا النكث في الذمم
صبوا على مصر سوطا من تعنتهم / وأججوا في حشاها جمر بغيهم
هم أحرجونا بهذا الضيم من زمن / فان هممنا بدفع الضيم لم نلم
ولو حكمنا على رغم بلادهمُ / لمزقونا بحد الصارم الخذم
هنالك الحقد يطغيهم فيخرجهم / خوف الهوان خروج الاسد من أجم
هنالك الموت لا تزجى سفائنه / الا الى زاخر بالموت ملتطم
هنالك البيض تحكي البرق ساطعة / اذا سنا البرق لم يسطع ولم يشم
هنالك السيف لا يملى شكايته / الا على الهام في طرس من اللمم
هنالك الشعب لا ترضيه معذرة / في طي جملتها من بلا نعم
ان اقتحام خطوب الدهر علمهم / ان لن تقاد العلى الا لمقتحم
طوبى لقوم اذا سلوا الظبا بلغوا / ما ليس يبلغ بالقرطاس والقلم
يا قائمين بأمر النيل حسبكم / ما أحرج القوم من ظلم وم غشم
ناموا هنيئا قريري العين ان لنا / عينا من الشعب لم تغفل ولم تنم
وأنت يا شعب وادي النيل كن حكما / فليس غيرك من مستنصف حكم
كم امة حكمت في مصر وارتحلت / عنها حليفة جد بعد لم يقم
سل امة الروم هل ابقت لنا اثرا / يبقى على الدهر او سل امة العجم
مضوا ولم يتركوا في مصر مأثرة / ينبيك عنها لسان النيل والهرم
هذي عجائب هذا القطر من زمن / وتلك حالات وادي النيل من قدم
فلا تفكوا عرى القربى ولو رجعت / عنكم شفار الظبا مخضوبة بدم
ولا تضيعوا من الدستور فرصته / فتقرعوا السن من ذل ومن ندم
إن تيأسوا فانتهاء اليأس مسكنة / او تسأموا فاحتمال الذل في السأم
ما نال قط المعالي وهي دانية / قوم نيام وشعب غير ملتئم
خير لنا الموت من عيش نكابده / مع الهوان اذا كنتم ذوي شمم
ما بال عينك بالمدامع تسجم
ما بال عينك بالمدامع تسجم / رفقاً بنفسك فالقضاء محتم
قد عادت الذكرى فجدد عودها / بين الحشا جرحاً يثور فيؤلم
يا يوم كامل كنت يوماً قاتماً / كالليل اقبل وهو اسود اقتم
يا يوم لا كانت طلائعك التي / بالنحس أنذر وجهها المتجهم
ماذا حبوت القوم حتى انهم / أحيوك بالذكرى كانك موسم
انت الذي سلبت يداك رجاءهم / حتى غدا في كل بيت ماتم
انت الذي اذكيت ناراً لم يزل / بين الجوانح جمرها يتضرم
كيف العزاء وما لنا من بعده / عين تقر ولا فؤاد ينعم
يا موت مالك والبدور بافقها / حتى كانك بالبدور متيم
يا موت لا تزد القلوب من الاسى / ومن الهموم فكل قلب مفعم
صوبت اسهمك التي فوقتها / نحو القلوب فلم تخنك الاسهم
هي وقعة جلل اثارت لوعة / منها تصدع يذبل ويلملم
هي قرحة نغرت فسال صديدها / والداء ينغر جرحه اذ يقدم
يا زهرة عنها تفتحت العلى / وسقي منابتها الربيع المرهم
لك في قلوب المسلمين محبة / لا تنقضي وعربي هو لا تفصم
فاسأل بلاد العرب هلا أبصرت / مسعاك تنجد في البلاد وتتهم
واسأل بلاد الترك هل لك بينها / صيت كصيت الفاتحين معظم
واسأل بلاد الفرس هل لك بينها / ذكر على الشاهات بات يقدم
واسأل بلاد الهند هل لك بينها / مجد على هام السماك مخيم
واسأل بلاد الشام هلا ابصرت / ذكراك تعرق في البلاد وتشئم
واسأل بلاد النيل هل لك بينها / ذكر من الهرم المشيد أدوم
واسأل بلاد المسلمين جميعها / تنبئك انك كنت نعم القيم
يكفيك فخراً بعد موتك انه / لم يأل جهداً في مديحك مسلم
لبيك يا من كنت مأرب امة / لولاك ما كنت تعز وتكرم
لبيك يا طوداً تهدم ركنه / فأريتنا كيف الجبال تهدم
لبيك يا بدرا تقلص ظله / ولكم اضاء به الطريق المبهم
انظر الينا من سمائك نظرة / تهدى الورى فالشك داج مظلم
همت الى العدوان بعدك عصبة / خانوا مواثيق البلاد وأجرموا
حلفوا برب البيت ان لا يصدقوا / وعلى الخيانة والغواية أقسموا
واستأسدوا وهم الذئاب مهانة / لما ثوى تحت التراب الضيغم
واشدهم كيداً وأمرسهم اذى / ذاك الذي تاقت اليه جهنم
لو كنت حاضر أمره لأريته / كيف اعوجاج المارقين يقوم
وأريته أين السبيل الى الهدى / حتى يبين له الطريق الاقوم
ما لاح الا لاح تحت قبائه / لؤم امام الناظرين مجسم
هل غيره بالمخزيات ملفح / او غيره بالمزريات معمم
هو شر من وطئت له وجه الثرى / قدم وأخبث من يدب وألأم
ظهرت عليه للغواية شارة / وبدا عليه للخيانة ميسم
ونضى على الاوطان صارم حقده / ومضى ونار الحقد في تدمدم
والحق يبرأ غير مكترث بما / يرويه عنه الحانق المتحدم
فدعوه يبتدع الضلال سفاهة / ودعوه يقترف الذنوب ويأثم
فمن البلية زجر من لا يرعوى / عن غيه وخطاب من لا يفهم
ولتحذر الاحداث نفث سمومه / عند التقلب فهو صل ارقم
وليسقط الغاوي فعند سقوطه / يدري بما اقترفت يداه ويعلم
وهمت مطامعه بانا معشر / لدن القناة فساء ما يتوهم
من ذل بين العالمين فعيشه / لو كان يدريه الذليل محرم
قومي ولا ادعو سواكم معشراً / أخشى عليهم ان يقال استسلموا
قومي لقد حان التيقظ فانشدوا / مجداً لكم ضيعتموه ونمتم
من بات ينشد حقه متوخياً / فيه الثبات فانه لا يهضم
ردوا الى القسطاط سابق عهدها / حتى يضوع اريجها المتنسم
هي روضة المعمور فاسقوا دوحها / بالعلم يورق فرعها المتهشم
وانضوا من العرفان أو آياته / والفخر الا الحاذق المتعلم
لم يألف الجهل المذمم خامل / في الناس الا عاش وهم ذمم
هذي المعاهد ناطقات انها / لم يبق منها اليوم الا الارسم
فابنوا الرجال بهمة تعلو السهى / حتى يطال الشامخ المتسنم
سيروا على قدم الثبات ولا تنوا / واسعوا الى طلب الجلاء وأقدموا
لم يبلغ النصر المؤثل معشر / وطدوا نفوسهم على ان يهزموا
أفريد يا ابن الاكرمين تحية / من شاعر لعقود مدحك ينظم
أفريد تقرئك السلام معاشر / مدوا اليك يد الولاء وسلموا
حصنت بيضتهم وصنت ذمارهم / بعزيمة قد أصغرت ما استعظموا
ركبوا مطايا الحزم نحو رئيسهم / اذ انت بينهم الاجلّ الاحزم
فاضرب برأيك في مواقف جمة / فالرأي في بعض المواقف مخذم
واحمل بعزمك حملة تعنو لها / بيض الصوارم والقنا المتحطم
ان الملوك على ضخامة ملكهم / لم يفضلوك وأنت انت وهم هم
لولا وراثة ملكهم ما زانهم / عرش ولا حاط الركاب عرمرم
حكموا على الدنيا وانت حيالهم / ملك على عرش القلوب محكم
نفس تجشمت الصعاب وراقها / ان في سبيل اللَه ما تتجشم
فاذا حكمت فان حكمك نافذ / واذا امرت فان امرك مبرم
ايها خليفة كامل في امة / ان قدتها نحو الردى لا تحجم
أودي فظن المارقون وأوهموا / ان ليس بعد الليث من يتقدم
حتى تقدمت الصفوف فكنته / سيفاً اذا ما هز لا يتثلم
فسقى ضريحاً بات فيه موسداً / ودق يرن به الاجش المرزم
وعليه من صلوات ربك رحمة / ما ناح فوق الايك طير اعجم
هون عليك ولا تظن خلودا
هون عليك ولا تظن خلودا / عهد المظالم لا يطول بعيدا
أسمعتم قصف المدافع ممطراً / مثوى الطغاة صواعقاً ورعودا
ما كان ضر الظالمين لو أنهم / صدقوا الاله مواثقاً وعهودا
ألفوا الشقاق فاججوا جمراً له / كانت عظام الابرياء وقودا
عبر تخبر كل طاغ انه / يوما ملاق حتفه المورودا
عبر ترد الجائرين وحسبهم / عظة ان اغتبقوا العذاب شديدا
عبر تضاعف للبغاة حسابهم / وكفى عليهم بالاله شهيدا
جاروا فان سئلوا اجابوا انهم / يقفون آباء لهم وجدودا
ان الملوك اذا استبدوا أصبحت / أيامهم رهن الحوادث سودا
ورأوا قلوب العاملين حقيبة / ملئت ضغائن نحوهم وحقودا
حتى اذا شهر المضيم حسامه / كانت له مهج الجفاة غمودا
هم أججوا بيد التعسف فتنة / حفروا لهم في جوفها اخدودا
ماذا يؤَمله القويّ ببطشه / حتى يعد سلاسلا وقيودا
تركوه في أقصى البلاد مقيداً / حيران يلتمس الحياة شريدا
وهو الذي كانت تموج بلفظة / منه البطاح جحافلاً وبنودا
أيام لا يسطو القضاء بصرفه / الا وبات بأمره مردودا
أيام لا قدر يرى جبروته / الا تكفأ خاشعاً رعديدا
تركوه منصدع الفؤاد من الاسى / لا يستفيق ولا يذوق هجودا
تركوه يبكي الحي أزهر ناضراً / والقصر محتشد الرحاب مشيدا
والبحر ملتطم العباب بفلكه / والمجد أجمع طارفا وتليدا
والغيد في أفق الجمال تألقت / مثل النجوم قلائداً وعقودا
والساحرات نواظراً ولواحظاً / والفاتنات سوالفاً وخدودا
وغوانيا هن الظباء محاجراً / وجواريا هن الغصون قدودا
والحظ معتنق السماك محلقاً / والعيش مخضر الجناب رغيدا
واليانعات وما حوت من نضرة / والباسقات وطلعها المنضودا
ان التذكر هاجني فارثوا له / بين الملوك وودعوه حميدا
تاللَه يا عبد الحميد لو أنني / رمت المزيد لما وجدت مزيدا
عودت شعبك أن يعيش مشرداً / وكذاك راقك أن يرى مصفودا
أعزز علينا أن نراك خليفة / نائي المزار عن البلاد طريدا
كم طؤطئت هام لديك لمعشر / تلوا جبينهم لديك سجودا
فانزل على ضيق المقام بمنزل / قفر وودع قصرك المعهودا
قضى الخلاف فنم بسربك آمناً / سبحان ربك مبدئاً ومعيدا
يا حزب تركيا الفتاة تحية / من شاعر يزجي الثناء قصيدا
قد كان قبلك للسعاية مسلك / واليوم بات طريقها مسدودا
هذي فروق تموجت بجموعكم / كالغاب يجمع أشبلا وأسودا
اللابسين اذا ادلهمت نكبة / حلق الحديد مضاعفاً مسرودا
الخائضين عباب كل ملمة / يلقون فيها الفوز والتأييدا
الزاحفين بكل ليث أغلب / عبل السواعد يصرع الصنديدا
فاشهر من الآراء رأيا كلما / عجموه عند الروع كان سديدا
حقق لهم ما يبتغون فانهم / القوا لك المفتاح والاقليدا
يبقى لك التاريخ في صفحاته / ذكراً على مر الدهور مجيدا
يا جيش عثمان وأشجع من نضى / يوم الخطوب سنوراً وحديدا
انهض بارضك نهضة ترضي النبيّ / وقف هنالك موقفاً مشهودا
وانشر لواءك ان تحت خفوقه / ظلا على من ينضوي ممدودا
واسترجع الملك القديم وعهده / وارفع عليه لواءك المعقودا
أمحمد يا صاحب العرش الذي / أصبحت سلطاناً عليه جديدا
جدد زمان الراشدين وعدلهم / لتعد بين المالكين رشيدا
وادأب على الشورى وسابق عهدها / ليكون عصرك بالوفاق سعيدا
فلقد عرفت من الشريعة انها / ساوت لديها سيداً ومسودا
وانف قبور الوائدين فانها / ضمت زماناً شعبك الموؤُودا
القت عليك الحادثات بوعظها / درساً اذا أخذوه عنك مفيدا
قد كنت تمشي في السجون ودورها / مشياً كمشي المثقلات وئيدا
عبر تريك قضاءَ ربك ماثلا / فخف الاله القادر المعبودا
انظر اخاك اليوم بين هواجس / تركته رعديداً وكان جليدا
أنت الاحق بعقد بيعتها ضحى / وهو الاحق بان يعيش وحيدا
ولئن عدلت فسوف تسمع شاعراً / لبقا بتنسيق الثناء مجيدا
يطرى امير المؤمنين ويجتلى / يوم التيمن وجهه المسعودا
يا مصر كيف نراك أول امة / تبني لها ذكر العلاء وطيدا
هذي فروق تفاخرت برجالها / وبهم تناهت رفعة وصعودا
خير البرية أمة لا تنثني / عن عزمها أو تبلغ المقصودا
يا أمة التاريخ هلا همة / شماء تدني المطلب المنشودا
قد شفنا صرف الزمان بائه / حتى غدونا أعظما وجلودا
لاتهملوا فالداء ان يهمل يكن / داءً يبرح بالجسوم عهيدا
نفد المداد من الدواة ولم نزل / نشكو خمولاً منكم وجمودا
فتجاذبوا حبل الاخاء وزحزحوا / حجرا على قلب البلاد صلودا
إن لا يكن مجد فبئست عيشة / تبكون فيها السؤدد المفقودا
أولا يكن عز فكونوا أمة / لا تستطيع مع الهوان خلودا
ملك الملوك عروشهم وتبوؤُا / منها الجلال ولم ينوا مجهودا
ساروا على قدم الحظوظ فأصبحوا / فينا ملوكاً أو خلائق صيدا
وطن يؤمل منكم أن تبذلوا / مهجا تتوق الى العلى وكبودا
حتى نرى مصراً تألق نجمها / وتبدلت بعد النحوس سعودا
تعطل دين اللَه في خير مسجد
تعطل دين اللَه في خير مسجد / فرفقاً بدين اللَه يا ابن محمد
لأنت الذي يرجي اذا ناخ كلكل / على الشرعة السمحاء في كل معهد
بلاء أصاب المسلمين فراعهم / وضج له في يثرب قبر أحمد
وباتت قلوب المؤمنين فما ترى / سوى جازع باك وعان مصفد
ترى الازهر المعمور أقفر صحنه / كأنك تمشي في فلاة وفدفد
خلا من دعاء المستكين لربه / ومن صالحات العابد المتهجد
خلا من جموع المسلمين فاؤه / فلم ير فيه من يروح ويغتدي
خلا من جموع بدد الظلم شملهم / فباتوا كما تدري بشمل مبدد
رشادك يا ابن الاكرمين مسدد / فحطه برأي من حجاك مسدد
لأنت منار الامر في كل غيهبٍ / فاين السنا حتى نسير فنهتدي
أيرضيك يوماً ان تقول مفاخراً / لقد نال شعبي النائبات على يدي
نعيذك في التاريخ عن كل شائن / على صفحة الايام باق مخلد
اليكم ولاة الامر تمشي شكاتنا / مقيدة مشي الاسير المقيد
اليكم ولاة الامر في كل حادث / نهيب بصوت في الفضاء مردد
أإن أنّ محزون من الضيم والاذى / نسيتم اليه نزعة المتمرد
وإن طالب المهضوم بالحق قلتم / ولا تأخذوا عن قول واش مفند
لقد بات يرمينا الزمان بصرفه / الى ان رمتنا كفه بالمؤيد
مميت الشعور الحي في كل نهضة / ومحيي رفات الجبن في كل مشهد
لسوف تحول الحال فليهن قلبه / فما كل حالات الزمان بسرمد
حنانا علينا ايها القوم اننا / لأولى البرايا بالحليف المعضد
سلالة أقوام اذا هم تألموا / من الضيم أنحوا بالحسام المهند
وانا لمن قوم تنال حقوقهم / بغير المواضي والقنا المتقصد
ورب مضيم ضاق ذرعا فؤاده / فجرد منه الضيمما لم يجرد
الى العدل نشكو ما لقينا من الاذى / فيا عدل أنصفنا ويا أمة اشهدي
ألا فليخفق العلم الجديد
ألا فليخفق العلم الجديد / يمينا ان طالعه سعيد
أيا علم البلاد عليك مني / سلام اللَه ما خفقت بنود
أرى الأعلام معقلها بناء / ومعقلك الجوانح والكبود
وقبلك لم أجد علما خفوقاً / كرام الكاتبين له جنود
سلاحهم يراع لا حسام / وعدتهم لك الرأي السديد
بربك خبر الاقوام عني / بما تنوي الوزارة والعميد
اذا اصطدما وكان الامر خلفاً / فعن أي تناضل او تذود
رفعت لنا وبالابصار شك / من الشبهات والايام سود
فجئنا من لدنك بكل فأل / تحداه التيمن والسعود
وإن كنا نرى الاعلام شتى / فانت وربك العلم الفريد
أيا علم البلاد ارى احتلالاً / كأنا عنده نفر عبيد
أصر على الجفاء ونحن شعب / أضر به التعسف والوعيد
وكم من جذوة في القلب شبت / فلم يدرك تأججها الخمود
فقل لهم اثيروا كل عسف / فريح العاسفين لها ركود
متى ينأي احتلال النيل عنا / وتصدق منه هاتيك الوعود
قضوا فينا بما شاؤا وصدوا / كما راموا فهل نفع الصدود
لقد فرحوا بما أوتوا فجاروا / وللباغي اذا عقلوا حدود
ضروب في المكايد يوم تحصى / عليهم ليس يحصيها العديد
يخيفون الامير من الرعايا / كأنهم له الخصم اللدود
وقد بصر الامير بما اسروا / وادرك أننا الشعب الودود
يرومون الفناءَ لنا ليبقوا / كما لقيته عاد أو ثمود
وكم ودوا الشقاء لاهل مصر / كما شقيت بظلمهم الهنود
مكايد يفزع التاريخ منها / ويصدف عن اعادتها المعيد
أقول الحق لا اخشى انتقاما / يهمّ اليه طاغية مريد
أإن انّ المضيم فقال رفقا / تشد له السلاسل والقيود
إذا مدوا حبال السوء يوما / فان اللَه يومئذ شهيد
لنحن أحق بالشكران منهم / ولكن شيمة الباغي الجحود
أيا علم البلاد اليك شعراً / تردده التهائم والنجود
ودونك عقد نظم من جمان / ومن درر يقال لها قصيد
يريد الشامتون بنا نكالا / ويأبى اللَه الا ما يريد
فكن في الحق مثل الحق يمضي / يكن لك بينهم بأس شديد
ولا تتبع هواهم بعد علم / يضلوا في الغواية أو يزيدوا
فليس بنافع فيهم رشاد / ولا من بينهم رجل رشيد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025