المجموع : 160
الى اللَه يرفع هذا الانين
الى اللَه يرفع هذا الانين / ليضرب فوق يد الظالمين
بلاد غدت ملجأ للطغام / وكهفا تموّج بالفاجرين
فروق أصيبت بداءٍ عضال / وأخرى أصيبت بداءٍ دفين
فيا عين نوحي على حالة / ستدمى المآقي بدمع سخين
ويا قلب صبراً لعلَّ الزمان / ينيخ على العصبة الكاذبين
ويا سيدي أجب الشعب عاما / يلبّ نداءَك طول السنين
فتلك الجواسيس أودت بنا / وهم يلعبون بدنيا ودين
أتصغى الى الزور من قولهم / وما هو منهم بقول مبين
وتنفي العباد بلا ذلة / وما هم من الفئة الآثمين
بلاد عفت بعد فخر ومجد / وملك ذوي بعد عز مكين
فراقب الآهك في ما بقى / والا عفا كله بعد حين
ولا ترج تكدير ملك صفا / بظلم كما كدر الماءَ طين
فما ايد اللَه من مالك / بغير العدالة في العالمين
ومن أين يعرف سلطان قوم / اذا ما نفى قومه أجمعين
لقد أصبحت أحقر من عليها
لقد أصبحت أحقر من عليها / فلا تطمح الى الشرف الخطيرِ
اذا ذَكرت قريش في المعالي / فلا في العير انت ولا النفير
أمل نأى عن أرض مصر وزالا
أمل نأى عن أرض مصر وزالا / أصمى القلوب وقطع الاوصالا
يا نائياً عنا وكنت محسدا / فينا كما كنت الشريف فعالا
مدت اليك يد المنون فانشبت / بقلوبنا قضبا لها ونصالا
وضعوك في نعش يضيق بماجد / ما ضاق ذرعا في العلى ومجالا
نعش تروّيه العيون بمائها / أسفا وتسقيه الدموع سجالا
ولك الخلائق نكسوا اعلامهم / حزناً وكانت قبل ذاك طوالا
جشمت نفسك همة تبغى بها / إرضاء قومك لا على أو مالا
خففت عن مصر الهموم وانما / حملتها بفراقك الاثقالا
أعزز علينا ان نواريك الثرى / ونجر بعدك للنهى اذيالا
أعزز علينا ان نراك موسدا / وعلى فضائلك الرغام انهالا
يا أخطب الشرقين قم بين الملا / واخطب عليهم ان صمتك طالا
وانظر الى قوم بكتك جفونهم / وارحم نساءً منهم ورجالا
احييت آمال العباد ولم تعش / حتى تحقق هذه الآمالا
قد اطرقوا رهبا حيالك وانثنوا / جزعا وساؤا بعد موتك حالا
إنا سنبقى ذكر فضلك خالدا / لنكون في صدق الولاء مثالا
قد كنت أفضل من يذود لسانه / عنا واصدق من يقول مقالا
فليسق شؤبوب الحيا لك موحشا / قد ضم مجدا بينه وجلالا
أمولاي شكر من حماك قريب
أمولاي شكر من حماك قريب / وحمد عن الفعل الجميل ينوب
اليك اجل الأكرمين قصيدة / يقدمها مدحا اليك اديب
شكرت اياديك الجسام فانها / لكالودق نحيي الارض وهي جديب
ارشت جناحي بعد طول انكساره / وقد طاش سهم للزمان مصيب
وأحييت ارواحا غدوت مسيحها / ولولاك كادت بالخطوب تذوب
وثبّت بيتا زلزل الدهر ركنه / واوشك ان تخنى عليه خطوب
فاصبح من فيض المكارم روضة / عليها رداء من جداك قشيب
ولولاك لم نحمد من الدهر فعله / وعشنا وكل للهموم نسيب
فلا زلت في مصر معينا لاهلها / وانت الى كل القلوب حبيب
فتحى تهنأ بما أوتيت من رتب
فتحى تهنأ بما أوتيت من رتب / لازلت ارقى من التعظيم في لقب
وافت إليك وفي إقبالها شغف / إلى ربيب العلى والعلم والأدب
إذا تحلى بها من كان عاطلها / ففيك حليتها بالمجد والحسب
ظن المضلون إن الحقد يخفضها / وأنت من رفعة في السبعة الشهب
ما للمضلين قد ساءَت ضمائرهم / وأصل حاضرهم في الناس لم يغب
قوم قد اجترحوا في الناس منقصة / وبدلوا الصدق بين الخلق بالكذب
وكيف يُنكرَ فتحى بعدما شهدت / له الورى بمداد الفضل في الكتب
تلك الادلة والاحكام شاهدة / غداة تنطقها بالمنطق الذرب
سر في طريق المعالي غير مضطلع / باللغو في أمة أودت من الشغب
واسلك سبيل الهدى والنفع في بلد / في حاجة لرجال سادة نجب
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم / الى كم ننادي والخلائق هوم
أحب بلادي أن يكون غنيها / كثير الندى يعزى اليه التكرم
أغير بلاد النيل أرض خصيبة / تجود فلا يشكو الخصاصة معدم
فلا بعد هذي الارض للناس مربع / ولا بعد هذي الدار للخلق مغنم
بلاد رقت تبغي المجرة والسهى / وليس لها الا من العلم سلّم
سراة بلاد النيل فيم تأخر / وعهدي بقومي في الخطوب التقدم
نيروا بلاداً حلق الجهل فوقها / لينجاب عن وجه البلاد التجهم
ترضون ان يسطو من الغرب مخلب / على مصر او يعلو على الرأس منسم
نيتم قصوراً شاهقات تمثلث / جبال شروري دونها ويلملم
لم تبتنوا كليّة يستقى بها / رضيع فيحيى او وضيع فيعظم
ضعتم عليّاً وهو نبع ثرائكم / وأخفيتمُ للفضل ما ليس يكتم
كم سار فيكم والعدو محلق / وكم ذاد عنكم والوشيج مقوم
أواصف هذي شيمة عربية / بتمداحها شعري يصاغ وينظم
نهضت فأخجلت القعود بنهضة / يهش لها وجه البنين ويبسم
لنا كل يوم من أياديك نعمة / تتيه بها الدنيا ورزق يقسم
تجود بألف والسراة هواجد / وما لهمُ فيها من الجود درهم
بخٍ يا ابن من سار العباد بذكرهم / وسار مديحي اثرهم حيث يمموا
يحب حصيف القوم علماً وحكمة / وهمُّ جهول القوم ثوب ومطعم
قرنت بهذا الفضل خير قرينة / لها ثوب فضل بالمحامد معلم
نظرتُ اليها من خلال عطائها / ولم يبد وجهٌ بالعفاف ملثم
فلا زلتما بدرين في أفق العلى / تنيران ما غنى من الطير أعجم
هل الحب إلا مهجة الصب تدنف
هل الحب إلا مهجة الصب تدنف / أو الشوق إلا لوعة وتلهفُ
أفق قبل حب ليس تخبو ضرامه / غداة رحيل والمدامع ذرّف
وتاللَه لولا الوجد ما بت مسهدا / بأسود يقوى السهد فيه وأضعف
أراقب اسراب الكواكب في الدجى / وهن على نهر المجرة وقف
اعاذلتي إيهاً أما فيك رأفة / تلطف من داء الهوى وتخفف
ارى فوق تأنيب الغواذل رحمة / خليق بها دامي الجوانح مدنف
فأوهِ لصب كتَّم الحب قلبه / ونمَّ عليه الساجم المتوكف
اذات التثني يطلب الصب عطفة / اذا ماس غصن من قوامك أهيف
سألتك لي وعدا مطلت وفاءه / وقلت سؤول ما لديه تعفف
ولولاك ما حليت نفسي بحلية / ولا راق عيني غير حليك زخرف
ولا بات قلبي بين جنبيَّ طائراً / يروّعه منك القلى فيرفرف
نحنّ على فوضى الكعاب ونرتمي / على قاسيات لا تحن وتعطف
اراهن مثل ابن الكناس عريكة / ومنهن قلب ابن العرينة أرأف
وما هاجني الا الجمال مع الصبا / ودل الغواني والغزال المشنف
على انه لا مرتجى غير قادم / عليه من العلياء برد مفوف
مهيب فلا الايام تبلغ مأرباً / لديه ولا رائيه بالعين يطرف
من القوم يحمون النفوس بعدلهم / فيأمن منها الجانب المتخوف
مقاحيم حرب ليس ينبو حديدهم / وهم في مجال الطعن والضرب زحف
صفوف صفوف من كماة وشجعةٍ / تكاد تميد الارض منهم وترجف
يضم اليهم كل جيش عرمرم / يموج به قاع من الارض صفصف
خميس اذا خاض المعامع في الدجى / اضاءت له الدنيا رماح واسيف
وقد طال حتى ادرك النجم باعهم / وصار سواء عضبهم والمثقف
وهم بين معوج السلاح ضراغم / لها اجمات من قنا يتقصف
فلم ار أسدا قبلهم ضاق دونها / اذا اختلط الزحفان سهل ونفنف
ولم ار تحت النقع اثبت منهمُ / امام العدى والحرب هو جاء زفزف
بيوم كان الشمس فيه مريضة / وان الضحى ليل من النقع اسدف
وبيض على هام العداة سواقط / تسيل المنايا فوقها وهي رعّف
وخيل على رغم الحزون قوارح / تقاد سمانا في الحروب فتعجف
فيا واحد الدنيا ويا خير زائر / يذل لديه الباذخ المتغطرف
انا الشاعر الآتي بمدحك اولا / ومن جاء بعدي بالقصائد مردف
ولست بمفتون بما انا قائل / ولا ليَ بين التيه والعجب موقف
طلعت على مصر ووجهك مشرق / وكل الى بدر العلى متشوف
فقالت قفوا حتى نرى المجد جهرة / ويرنو الينا المالك المتصرف
فلما تصاففنا وللمجد هيبة / رأينا من الاجلال ما ليس يوصف
فلم نر اسمى منك مجداً وسؤددا / وانت علينا بالمهابة مشرف
قدمت ترى الخزان وهو كأنه / جبال شروري او اعزّ واكثف
بناء عظيم لم يجد لافتتاحه / سواك عظيماً فيه للفخر مألف
وكم من دعيٍّ فارق الصدر عنوةً / اذا حضر المستأذنُ المتنصِّف
وبالماء تحيي الارض بعد مواتها / وبالعدل يحيى الصارخ المتلهف
وفي مصر قوم قبلوا لك راحة / لدى ذكرها ينسى ربيع وصيّف
سكارى بمدحي فيك حتى كأنما / قريضي لديهم في مديحك قرقف
مديح خليق ان تتيه حروفه / على الدر لو صيغت من الدرّ أحرف
فرض هجاءكمُ بكل لسان
فرض هجاءكمُ بكل لسان / يا عصبة عكفت على الطغيان
يا دار توفيق جمعت زعانفا / لا ينزلون بغير دار هوان
اني ابو بكر يراقب معشراً / مرقوا من الاسلام بالكفران
عكف الرجال المؤمنون على التقى / وهم على لهو وراح دنان
قوما يجيئ محمد وصديقه / مستعديا منهم الى الرحمن
قد يلصقون الى النبي نجارهم / ويعافه منهم بنو عدنان
يا ويح ذياك النقيب المدعى / شرفا تراه دونه العينان
لو كان في زمن النبيّ لأنزلت / في حقه الآيات في القرآن
لكن أراد اللَه صون كلامه / فأتى به في آخر الازمان
كيف المتاب له وتلك ذنوبه / مما يكل لحصرها الملَكان
لعن الاله من العباد لئامهم / واللابسين برانس الرهبان
والبائعين اذا تقاعس حظهم / ماء الحياء بابخس الأثمان
رأيت السيد البكريّ يمشي
رأيت السيد البكريّ يمشي / وكمَّا برده متدليان
دلالة ان شيخنا في قباء / له في كل داهية يدان
أرى ابن عتيق سبى غادة / واغرى ابن يسَّى على خطفها
وقد كان من قبله جده / يقود الثريا الى إلفها
عهدت السيد البكريّ شيخا / يحلل في المحارم كل مذهب
أتى بشريعة لبنات مصر / فمن تعضل الى البكريّ تذهب
أفيقوا وانظروا البكريّ يرجو / براءة ذلك الشيخ الاثيم
أناس همهم هتك الغواني / أولئك يعرضون على الجحيم
أيا شيخ المشايخ جئت ادّاً / ونكرا لا يسوغ ولا يجوز
لقد حقدت عليك بنات مصر / كما حقدت عليك الانكليز
عثرت بحب الغانيات فلا لعا
عثرت بحب الغانيات فلا لعا / ورحت وما أبقيت للطهر موضعا
تعرض لي قوم يقولون ما له / وللشيخ حتى بات بالهجو مولعا
وما أنا الا مسلم وابن مسلم / يغار على الاسلام أنيَّ تروعا
تخذت قوافي الشعر سهماً مفوقا / فصادف من تلك المقاتل موقعا
شددت لساني ثم قلت له اتئد / لعل له عذراً يبين فيشفعا
الى ان قضى الشرع الحنيف فلم يدع / بقوس الاهاجي في ابن يوسف منزعا
وما حقه الا حسام ابن ملجم / يحز وريدا في قفاه وأخدعا
يحاول داراً بالنبيّ تطهرت / وبيتاً من النجم الملعلع أرفعا
ولو كان يدرى ما الحياء بقومه / لغطى عليهم وجهه وتقنعا
غمام دنا من بيت احمد قاتم / فهزته نكباء سرت فتقشعا
جنيت على الآداب حتى تروعت / وصلت على الاسلام حتى تفزعا
ومن كان لا يخلو من الطيش عقله / اذا ما جرى نحو الرذيلة أسرعا
فحقرت نفساً لا تزال حقيرة / وصعرت خدا بالمذلة أضرعا
وألهبت أستار العفاف بجذوة / بدا بعدها وجه الفضيلة أسفعا
طرقت بيوت الآنسات وانما / وطئت طريقاً كان من قبل مهيعا
وخلت وجاراً كنت فيه موسدا / يضارع بيتاً كالعرين ممنعا
بأي لسان قصر اللَه طوله / ذممت قضاة اللَه في الشرع أجمعا
وفندت حكماً لو به الشم أنذرت / لخرت له تلك الشواهق خشعا
وأظهرت من وهن العزيمة قوة / ومثلك من يحنى على الخزي أضلعا
فهل ينفع الايهام في الاصل بعدما / سمعنا قضاء في أصولك مقنعا
لقد ضعت في الدنيا وحسبك ضيعة / إذا كنت في حكم الشريعة أضيعا
ومثلك أحرى ان يداس بمنسم / ويلطم أني قابلوه ويصفعا
نظمت قوافي هجوه وأنا الذي / اذا صاغ شعراً في هجائك أبدعا
ولي شاغل في الحب عنك عسى الهوى / يهدّئ روعا أو يكفكف مدمعا
فليتك تدري ان قلبي مدله / يحن الى من ويندب مربعا
فكائن رأيت الخمر يحلو وذا فمي / على فمها يحسو الرحيق المشعشعا
لحى اللَه واش قد سعى بي عندها / فصادف منها لا هدى اللَه من سعى
إلى أن قضى الدهر المشت ببينها / فودعت قلبي والغزال المودعا
ليال تقضت في غرام مليحة / هي الحسن مرأى والمحاسن مسمعا
لئن صادها غيرى بناب وبرثن / وبات بها تحت الجدار ممتعا
فاني عهدت الكلب أسرع وثبة / وأحذق في صيد الغزال وأصنعا
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما / خلقت أذىً أم كنت شرّاً مجسما
نريد لك الخير الكثير تكرما / وخلقك يأبى ان تكون مكرما
فغدر واخلاف وكذب وخسة / ونفس ترى نهب الرذائل مغنما
يبين عليك اللؤم في كل حادث / تهم اليه حاسراً ومعمما
تصول على الاموات بين قبورهم / ولو كنت تجزيهم بكيت لهم دما
وتنحى على الاوطان بالقلم الذي / بريت فلا ترعى ذماراً ولا حمى
يراع اذا جردته للاذرى انبرى / وان سل في خير نبا وتثلما
وكنا رجونا الخير منك وغرنا / دهاك فقلنا عله قد تقوما
اذا أنت كالجمر الذي كان خامداً / فلما سرت ريح عليه تضرما
وأصبحت كالأفعى استكنت بحجرها / فلما سعت مجّت لعاباً مسمما
فمهلاً رويداً ان للحق صارماً / صقيلاً اذا ما هز فوقك صمما
من اليوم فليرجمك من كان مؤمناً / وان مت فليلعنك من كان مسلما
تبوأ من الدنيا المخازي وانتظر / اذا قيل في الاخرى تبوأ جهنما
لا تغترر عبد الحميد بثروة
لا تغترر عبد الحميد بثروة / جاءتك عفوا من ذوى السادات
الفخر ان يغنى الشريف بكده / والعار ان يغنى من الزوجات
ما أنت الا مقتر طلب الجدى / فاعانه العباس بالصدقات
هل ذاك ليل مقمرُ
هل ذاك ليل مقمرُ / أم وجه ليلى مسفرُ
وقوام بان مائس / أم قدها متبخترُ
هي ظبية لكنها / لمحبها تتنمرُ
وهي التي قد غادرت / عقلى يغيب ويحضر
والوجد هتاك الفتى / لكنني متستر
وكأن قلبي منزل / بسوى الهوى لا يعمر
يهوى بمصر ظباءها / ويحب من يتمصر
قل للتي مرت على / قدم الشبيبة تخطر
لو قدمت نحوي الهوى / فالقلب لا يتأخر
يا اخت مقتحم الوغى / وبه العجاج الاكدر
القلب فيك متيم / وبأن يساعد اجدر
انا والهوى كلف الى / وصف الكواعب اصور
فانظر تجد قبعاته / ن على الخمائل تؤثر
فالورد زاه فوقها / وسط الكمائم أحمر
والزهر أبيض ناصع / فيها وآخر أصفر
والياسمين زها بها / وكذلك النيلوفر
فكأنها روض على / وشى الغدائر مزهر
والريش ما بين الزهو / ر معسجد ومعصفر
فكأن طيراً فوقها / تطوى الجناح وتنشر
والقرط في آذانه / ن مذهب ومجوهر
كالقلب في خفقانه / لكنه لا يشعر
وحواجب من فوقها / يزهو الجبين الازهر
وعيونهن نواعس ترمي / الخلى فيسهر
ولها فعال في الحشا / فوق الذي يتصور
وخدودهن بها لظى / في مهجتي يتسعر
لو كان من ورد الخدو / د طلا فمنها يعصر
وقناعهن مثقب / والوشي فيه مشجر
فكأنه شرك به / من كل خود جؤذر
والجيد فيه قلائد / فوضي جلاها الجوهر
فكأنها في نظمها / عبرات عين تنثر
وخصورهن تدق عن / درك العيون وتصغر
والبند يحكى خاتما / والخصر فيه الخنصر
روحي فداءُ خريدة / في الحسن رئم أحور
فتانة من دونها / سمر القنا تتكسر
والاسد حول كناسها / ربضت وباتت تزأر
لم أنس يوم فراقها / يا ليتها تتذكر
في ليلة كنا بها / نبدي الغرام ونضمر
ولنا الجزيرة قد خلت / أنا والغزال الاعفر
والنيل يجري هادئاً / حينا وحينا يزخرُ
فكأنني في جنة / قد فاض فيها الكوثر
ولقد نسيت بقربها / دهري ومثلي يعذر
وصفا الزمان مع التي / هي كالهلال وأبهر
حتى رأت بين الدجى / شبحاً يغيب ويظهر
قالت رقيب مختف / او صاحب متنكر
وبدت تودعني وفي / اذيالها تتعثر
ونأت بها دراجة / لمثال ذلك تدخر
دراجة من حسنها / فيها السراج ينورُ
كالنجم يسطع في الظلا / م ومن بعيد يبصر
تعدو فلم يسمع لها / الا نفير يزمر
فكأنها في عدوها / طير يطير ويصفر
لا تشتكي ظمأ بها / ابداً ولا تتضور
جوالة من خلفها / ريح الصبا تستحسر
سيارة عن سبقها / تعيي العتاق الضمر
واذا تقضى منظر / لم يبق الا مخبر
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل / اللَه في مغرم للحسن ممتثل
خذي ضماناً على عينيك من دنف / هيهات ينسى ضمان الاعين النجل
لولا رضاك بما في القلب من ألم / لما رضيت بجرح غير مندمل
أرعيت سمعاً الى العذال فابتدعوا / فيّ الحديث ومن يسمع لهم يخل
أصانع أنا في العذال سيئة / أم غيرة الحب تدعوهم الى العذل
قولي لهم حال عن ودي ليتئدوا / ويشهد اللَه أني عنه لم أحل
فيم امتناعك عن معطيك مهجته / حباً وجوداً على ما فيك من بخل
مازال يضعف من سهد يؤرقه / حتى غدا جسمه أعفى من الطلل
مالي حببت التي في طي نظرتها / غض يدل على شيء من الملل
غد عبارة وعد من مماطلة / خالت حياتي في الدنيا بلا أجل
اذا جلست إليها في مغازلة / ردت عليّ بلحظيها ولم تقل
وان رأتني تجافت وادعت سبباً / كأنها لدواعي الصوم في شغل
خير الملوك ولا أدعو سوى ملك / يتلو عليه القوافي فكر مرتجل
وافاك شهر ببرد الدين مشتمل / يرنو لوجه بنور اللَه مشتمل
هلاله مسفر والشك يحجبه / كأنه منك بين الزهر في خجل
قد عاد يلثم كفاً أنت باسطها / بين الخلائق للاحسان والقبل
يأتي ويمضي وفي لألائه يدل / وما لنورك في الابصار من بدل
لقد اقمت قناة الملك فاعتدلت / بمستتب من الآراء معتدل
وقد اعدت الى الاسلام نضرته / حتى ارتدى روضه باليانع الخضل
وبت ترعى الرعايا في مراقدها / وصرت تحمي ذمار الفازع الوجل
وكان قبلك قلب السيف مضطربا / فقر بعدك قلب السيف في الخلل
سست البلاد وقوما ان دعوتهمُ / جاؤا اليك زرافات على عجل
قوماً اذا شهروا اسيافهم فزعت / جوانب الارض من سهل ومن جبل
يمشون للحرب والهيجاء مسعرة / كأنهم من حنايا البيض في ظلل
بيض مواض على الاعداء مرهفة / كالبرق في ومض والرعد في زجل
وأدرع مثل ظهر الصل لاوية / أيدي الفوارس بالخطية الذبل
أدب عداك فقد ضلوا بذي شطب / ماضي الغرارين يقصيهم عن الزلل
ظنوا فؤادك هياباً لحادثة / قحمتها غير هياب ولا وكل
وكيف ينفذ سهم الغدر في ملك / على المهيمن والفرقان متكل
كادوا فلم يثمروا من غرس كيدهم / ولا انتهى سعيهم الا الى الفشل
هم ناوأوك على جهل بغايتهم / فغودروا بين ضرب البيض والاسل
وذدتهم وزجاج الرمح عاملة / والسيف يلعب بالاجسام والقلل
لا تغفر الاثم من قوم نرى بهم / سوء السريرة عنوانا على الدخل
وانصر برأيك أقواما حميتهم / من طارئ الدهر أو من طارق الغيل
ناؤوا زماناً بعبء الظلم واحتملوا / من المذلة عبأً غير محتمل
حتى وليت فحل العدل بينهمُ / وفكت الناس من شكُل ومن عُقُل
فلا برحت لهذا الدين تكلأه / حتى يعود الى أيامه الاول
طلع الهلال فأنجدوا وأغاروا
طلع الهلال فأنجدوا وأغاروا / وبدا النبيّ فكبر الانصار
القوا عصا التسيار حيث تبلجت / للمهتدين وللهدى أنوار
يا أسعد الايام فيك تثبتت / للمصطفى قدم وقر قرار
فيك اطمأَن على الهداية معشر / درجوا على نهج الرشاد وساروا
وأقيم للدين الحنيف دعائم / فيها من الشم الطوال وقار
انا نطالع غرة ميمونة / لك تجتلي أنوارها الاقطار
فانشر صحيفتك الجريرة علها / تنبي بما أوحى به المقدار
يا عام ان قدومك استبشار / ألديك عما نبتغي اسرار
خبر بما تدري فان قلوبنا / ظمآى الى يوم الجلاء حرار
خبر بما تدري لعلك ذاكر / أملا تنال بذكره الاوطار
انظر الى هذي الخلائق نظرة / تنبئك كيف تجمع الاحرار
اليوم تجمعنا المآرب والمنى / ويحفنا الاجلال والاكبار
جادت بلاديَ بالرفاهة ديمة / وهمي عليها بالعلي مدرار
نعم الشعور ونعم ود خالص / هو للرجال المخلصين شعار
مرت بنا السنوات حالكة الدجى / حتى جلاها منكم الاسفار
فطلعتمُ والخطب ساج ليله / متهللين كأنكم اقمار
بكم الدهور تفاخرت وبمثلكم / تزهى الدهور وتعجب الاعصار
ذودوا عن الدار التي تحويكم / جدرانها حتى تصان الدار
وابنوا الرجال على أشم موطد / يبقى البناءُ وتحمد الآثار
اليوم نغرس كل غرس يانع / يرجي له الافراخ والاثمار
لا تكتموا بين الجوانح مبدأ / أحرى به الاعلان لا الاسرار
أسمى المبادئ ما تبلج نوره / كالصبح لا شك ولا انكار
ايا كمُ كيد العدو فانه / مذق اللسان مذبذب خوار
ما انفك يبغي ان يشتت شملكم / غاو مضل مارق غدار
لا تتركوه على الضلال فبئسما / شاعت بسيء ذكره الاخبار
ما زال يبتدع الصغائر ضلة / حتى احتوته مذلة وصغار
ان المهانة في الحياة جزاؤه / وعقابه بعد الممات النار
فليحذر السرحان في غلوائه / من ان يثور الضيغم الهصار
وعليكم الانحاء يوم حسابه / وعليَّ يوم هجائه الاشعار
واذا نكثت ولم أقم بهجائه / باتت مطلقة لدي نوار
ما للعداة تجول في طغيانها / جول السكيت اذا خلال المضمار
عابوا علينا ان نناضل وافتروا / انا على الوطن المحبب عار
قالوا لكم حزب عرته هزة / أخذت لها اركانه تنهار
اللَه لو نظروا القضاء يصونه / بيمينه وتحوطه الاقدار
ما كانت الغوغاء من أعوانه / كلا ولا عبثت به الاغمار
هي امة رجت المعاليَ فانبرى / منها صغار للعلى وكبار
عجزوا فقالوا أزمة نزلت بنا / فتساقطت نوب وحل دمار
وتقولوا أنا نحاول ثورة / تهتز فيها للسيوف شفار
قالوا سخرتم بالصليب وخنتمُ / عهد الجوار فليس ثم جوار
قالوا دعوتم للتعصب دعوة / هلعت لهول سماعها الامصار
قالوا نهضتم نهضة قال الورى / فيها أتلكم نهضة أم ثار
قالوا نكثتم بالامير وانه / خير امرئ يرعى لديه ذمار
قالوا وقالوا كل شيءٍ مفترى / املت به الاحقاد والاوغار
حتى لقد صرنا مظنة كيدهم / ان كان يكو بالامير قطار
وهو الذي تثب القلوب لصونه / وتجله الاسماع والابصار
قد صورونا للاجانب صورة / إما بدت تقذي لها الانظار
قد صورونا جحفلا متأهباً / في إثره الاهوال والاخطار
قد مثلونا في التعصب مثلما / قد شاءت الآثام والاوزار
كذب قد ابتدعوه حتى مالهم / في مصر الا الكيد والاضرار
بان الضلال من الهدى وبدا لنا / في منهج الحق القويم منار
يا أمة ثبتت على كيد العدى / لا تجزعي ان الثبات فخار
سيري الى طلب الجلاء ولا تني / نمنح من العلياء ما نختار
أفريد لا تخذل بلادك بعدما / جمعت لديك اولئك الانصار
هذي الشبيبة قل لها لا تحجمي / ما في ثبات المقدمين شنار
لك من يراع الكاتبين صوارم / ولديك منهم جحفل جرار
ترمي العداة اليك سهم سمومها / ويذود عنك الواحد القهار
دعهم كما شاؤوا ليوم حسابهم / فلهم كما شاء الهوى اطوار
إنا قد اخترناك خير مدافع / يرضى به الرحمن والمختار
يا ناشرين لواء العدل في الأمم
يا ناشرين لواء العدل في الأمم / اللَه في أمة أنّت من الألم
مدوا إلينا يدا بيضاءَ نشكرها / عند التحدث شكر الروض للديم
إذا سكتنا يكاد الغيظ يقتلنا / وإن نطقنا رعينا وادي النقم
إنا منينا بأقوام جبابرة / ما بين مغتصب منهم ومحتكم
لو استطاعوا لساقونا أمامهمُ / ما بين متهم منا ومجترم
قد ساءَهم اذ أحسوا اننا نفر / نبغي الحياة فساقونا الى العدم
جاؤوا إلينا وفي أيمانهم شرف / يموهون به في العهد والقسم
قالوا لنا اننا جئنا بلادكمُ / نبني لكم ركن مجد غير منهدم
كذ لكم ننصف المظلوم من فئة / رنت اليكم بطرف الطامع النهم
وقال ذو أمرهم لا ظلم يفجعكم / لمستبد ولا عسف لمنتقم
حتى تخدرت الاعصاب وانسدلت / على العقول سجوف البطل والوهم
ولم يزالوا على هذا الدهاء وهم / لا يقصدون سوى الاخماد للهمم
حتى اذا انتبهت منا جوارحنا / وأدرك الحال فهم الحاذق الفهم
حكوا القلوب فأذكوها وربمّا / أدى الى النار حك البارد الشبم
وأوهموا اننا جئنا نطالبهم / شأن الجحود بحق غير مهتضم
ولو اردنا جزيناهم بما اكتسبوا / شر الجزاء ولكنا ذوو كرم
وما دروا اننا قوم اذا اجتمعوا / للذود سدوا طريق العارض العرم
فلا تغرنّهم منا ملاينة / فالنار قد تنتضي من ناضر السلم
ما نحن الا كسرّ الزند مكتمم / ان أحرجونا حكينا النار في الضرم
فلا عهود لهم ترعى ولا ذمم / كما استباحوا لدينا النكث في الذمم
صبوا على مصر سوطا من تعنتهم / وأججوا في حشاها جمر بغيهم
هم أحرجونا بهذا الضيم من زمن / فان هممنا بدفع الضيم لم نلم
ولو حكمنا على رغم بلادهمُ / لمزقونا بحد الصارم الخذم
هنالك الحقد يطغيهم فيخرجهم / خوف الهوان خروج الاسد من أجم
هنالك الموت لا تزجى سفائنه / الا الى زاخر بالموت ملتطم
هنالك البيض تحكي البرق ساطعة / اذا سنا البرق لم يسطع ولم يشم
هنالك السيف لا يملى شكايته / الا على الهام في طرس من اللمم
هنالك الشعب لا ترضيه معذرة / في طي جملتها من بلا نعم
ان اقتحام خطوب الدهر علمهم / ان لن تقاد العلى الا لمقتحم
طوبى لقوم اذا سلوا الظبا بلغوا / ما ليس يبلغ بالقرطاس والقلم
يا قائمين بأمر النيل حسبكم / ما أحرج القوم من ظلم وم غشم
ناموا هنيئا قريري العين ان لنا / عينا من الشعب لم تغفل ولم تنم
وأنت يا شعب وادي النيل كن حكما / فليس غيرك من مستنصف حكم
كم امة حكمت في مصر وارتحلت / عنها حليفة جد بعد لم يقم
سل امة الروم هل ابقت لنا اثرا / يبقى على الدهر او سل امة العجم
مضوا ولم يتركوا في مصر مأثرة / ينبيك عنها لسان النيل والهرم
هذي عجائب هذا القطر من زمن / وتلك حالات وادي النيل من قدم
فلا تفكوا عرى القربى ولو رجعت / عنكم شفار الظبا مخضوبة بدم
ولا تضيعوا من الدستور فرصته / فتقرعوا السن من ذل ومن ندم
إن تيأسوا فانتهاء اليأس مسكنة / او تسأموا فاحتمال الذل في السأم
ما نال قط المعالي وهي دانية / قوم نيام وشعب غير ملتئم
خير لنا الموت من عيش نكابده / مع الهوان اذا كنتم ذوي شمم
ما بال عينك بالمدامع تسجم
ما بال عينك بالمدامع تسجم / رفقاً بنفسك فالقضاء محتم
قد عادت الذكرى فجدد عودها / بين الحشا جرحاً يثور فيؤلم
يا يوم كامل كنت يوماً قاتماً / كالليل اقبل وهو اسود اقتم
يا يوم لا كانت طلائعك التي / بالنحس أنذر وجهها المتجهم
ماذا حبوت القوم حتى انهم / أحيوك بالذكرى كانك موسم
انت الذي سلبت يداك رجاءهم / حتى غدا في كل بيت ماتم
انت الذي اذكيت ناراً لم يزل / بين الجوانح جمرها يتضرم
كيف العزاء وما لنا من بعده / عين تقر ولا فؤاد ينعم
يا موت مالك والبدور بافقها / حتى كانك بالبدور متيم
يا موت لا تزد القلوب من الاسى / ومن الهموم فكل قلب مفعم
صوبت اسهمك التي فوقتها / نحو القلوب فلم تخنك الاسهم
هي وقعة جلل اثارت لوعة / منها تصدع يذبل ويلملم
هي قرحة نغرت فسال صديدها / والداء ينغر جرحه اذ يقدم
يا زهرة عنها تفتحت العلى / وسقي منابتها الربيع المرهم
لك في قلوب المسلمين محبة / لا تنقضي وعربي هو لا تفصم
فاسأل بلاد العرب هلا أبصرت / مسعاك تنجد في البلاد وتتهم
واسأل بلاد الترك هل لك بينها / صيت كصيت الفاتحين معظم
واسأل بلاد الفرس هل لك بينها / ذكر على الشاهات بات يقدم
واسأل بلاد الهند هل لك بينها / مجد على هام السماك مخيم
واسأل بلاد الشام هلا ابصرت / ذكراك تعرق في البلاد وتشئم
واسأل بلاد النيل هل لك بينها / ذكر من الهرم المشيد أدوم
واسأل بلاد المسلمين جميعها / تنبئك انك كنت نعم القيم
يكفيك فخراً بعد موتك انه / لم يأل جهداً في مديحك مسلم
لبيك يا من كنت مأرب امة / لولاك ما كنت تعز وتكرم
لبيك يا طوداً تهدم ركنه / فأريتنا كيف الجبال تهدم
لبيك يا بدرا تقلص ظله / ولكم اضاء به الطريق المبهم
انظر الينا من سمائك نظرة / تهدى الورى فالشك داج مظلم
همت الى العدوان بعدك عصبة / خانوا مواثيق البلاد وأجرموا
حلفوا برب البيت ان لا يصدقوا / وعلى الخيانة والغواية أقسموا
واستأسدوا وهم الذئاب مهانة / لما ثوى تحت التراب الضيغم
واشدهم كيداً وأمرسهم اذى / ذاك الذي تاقت اليه جهنم
لو كنت حاضر أمره لأريته / كيف اعوجاج المارقين يقوم
وأريته أين السبيل الى الهدى / حتى يبين له الطريق الاقوم
ما لاح الا لاح تحت قبائه / لؤم امام الناظرين مجسم
هل غيره بالمخزيات ملفح / او غيره بالمزريات معمم
هو شر من وطئت له وجه الثرى / قدم وأخبث من يدب وألأم
ظهرت عليه للغواية شارة / وبدا عليه للخيانة ميسم
ونضى على الاوطان صارم حقده / ومضى ونار الحقد في تدمدم
والحق يبرأ غير مكترث بما / يرويه عنه الحانق المتحدم
فدعوه يبتدع الضلال سفاهة / ودعوه يقترف الذنوب ويأثم
فمن البلية زجر من لا يرعوى / عن غيه وخطاب من لا يفهم
ولتحذر الاحداث نفث سمومه / عند التقلب فهو صل ارقم
وليسقط الغاوي فعند سقوطه / يدري بما اقترفت يداه ويعلم
وهمت مطامعه بانا معشر / لدن القناة فساء ما يتوهم
من ذل بين العالمين فعيشه / لو كان يدريه الذليل محرم
قومي ولا ادعو سواكم معشراً / أخشى عليهم ان يقال استسلموا
قومي لقد حان التيقظ فانشدوا / مجداً لكم ضيعتموه ونمتم
من بات ينشد حقه متوخياً / فيه الثبات فانه لا يهضم
ردوا الى القسطاط سابق عهدها / حتى يضوع اريجها المتنسم
هي روضة المعمور فاسقوا دوحها / بالعلم يورق فرعها المتهشم
وانضوا من العرفان أو آياته / والفخر الا الحاذق المتعلم
لم يألف الجهل المذمم خامل / في الناس الا عاش وهم ذمم
هذي المعاهد ناطقات انها / لم يبق منها اليوم الا الارسم
فابنوا الرجال بهمة تعلو السهى / حتى يطال الشامخ المتسنم
سيروا على قدم الثبات ولا تنوا / واسعوا الى طلب الجلاء وأقدموا
لم يبلغ النصر المؤثل معشر / وطدوا نفوسهم على ان يهزموا
أفريد يا ابن الاكرمين تحية / من شاعر لعقود مدحك ينظم
أفريد تقرئك السلام معاشر / مدوا اليك يد الولاء وسلموا
حصنت بيضتهم وصنت ذمارهم / بعزيمة قد أصغرت ما استعظموا
ركبوا مطايا الحزم نحو رئيسهم / اذ انت بينهم الاجلّ الاحزم
فاضرب برأيك في مواقف جمة / فالرأي في بعض المواقف مخذم
واحمل بعزمك حملة تعنو لها / بيض الصوارم والقنا المتحطم
ان الملوك على ضخامة ملكهم / لم يفضلوك وأنت انت وهم هم
لولا وراثة ملكهم ما زانهم / عرش ولا حاط الركاب عرمرم
حكموا على الدنيا وانت حيالهم / ملك على عرش القلوب محكم
نفس تجشمت الصعاب وراقها / ان في سبيل اللَه ما تتجشم
فاذا حكمت فان حكمك نافذ / واذا امرت فان امرك مبرم
ايها خليفة كامل في امة / ان قدتها نحو الردى لا تحجم
أودي فظن المارقون وأوهموا / ان ليس بعد الليث من يتقدم
حتى تقدمت الصفوف فكنته / سيفاً اذا ما هز لا يتثلم
فسقى ضريحاً بات فيه موسداً / ودق يرن به الاجش المرزم
وعليه من صلوات ربك رحمة / ما ناح فوق الايك طير اعجم
هون عليك ولا تظن خلودا
هون عليك ولا تظن خلودا / عهد المظالم لا يطول بعيدا
أسمعتم قصف المدافع ممطراً / مثوى الطغاة صواعقاً ورعودا
ما كان ضر الظالمين لو أنهم / صدقوا الاله مواثقاً وعهودا
ألفوا الشقاق فاججوا جمراً له / كانت عظام الابرياء وقودا
عبر تخبر كل طاغ انه / يوما ملاق حتفه المورودا
عبر ترد الجائرين وحسبهم / عظة ان اغتبقوا العذاب شديدا
عبر تضاعف للبغاة حسابهم / وكفى عليهم بالاله شهيدا
جاروا فان سئلوا اجابوا انهم / يقفون آباء لهم وجدودا
ان الملوك اذا استبدوا أصبحت / أيامهم رهن الحوادث سودا
ورأوا قلوب العاملين حقيبة / ملئت ضغائن نحوهم وحقودا
حتى اذا شهر المضيم حسامه / كانت له مهج الجفاة غمودا
هم أججوا بيد التعسف فتنة / حفروا لهم في جوفها اخدودا
ماذا يؤَمله القويّ ببطشه / حتى يعد سلاسلا وقيودا
تركوه في أقصى البلاد مقيداً / حيران يلتمس الحياة شريدا
وهو الذي كانت تموج بلفظة / منه البطاح جحافلاً وبنودا
أيام لا يسطو القضاء بصرفه / الا وبات بأمره مردودا
أيام لا قدر يرى جبروته / الا تكفأ خاشعاً رعديدا
تركوه منصدع الفؤاد من الاسى / لا يستفيق ولا يذوق هجودا
تركوه يبكي الحي أزهر ناضراً / والقصر محتشد الرحاب مشيدا
والبحر ملتطم العباب بفلكه / والمجد أجمع طارفا وتليدا
والغيد في أفق الجمال تألقت / مثل النجوم قلائداً وعقودا
والساحرات نواظراً ولواحظاً / والفاتنات سوالفاً وخدودا
وغوانيا هن الظباء محاجراً / وجواريا هن الغصون قدودا
والحظ معتنق السماك محلقاً / والعيش مخضر الجناب رغيدا
واليانعات وما حوت من نضرة / والباسقات وطلعها المنضودا
ان التذكر هاجني فارثوا له / بين الملوك وودعوه حميدا
تاللَه يا عبد الحميد لو أنني / رمت المزيد لما وجدت مزيدا
عودت شعبك أن يعيش مشرداً / وكذاك راقك أن يرى مصفودا
أعزز علينا أن نراك خليفة / نائي المزار عن البلاد طريدا
كم طؤطئت هام لديك لمعشر / تلوا جبينهم لديك سجودا
فانزل على ضيق المقام بمنزل / قفر وودع قصرك المعهودا
قضى الخلاف فنم بسربك آمناً / سبحان ربك مبدئاً ومعيدا
يا حزب تركيا الفتاة تحية / من شاعر يزجي الثناء قصيدا
قد كان قبلك للسعاية مسلك / واليوم بات طريقها مسدودا
هذي فروق تموجت بجموعكم / كالغاب يجمع أشبلا وأسودا
اللابسين اذا ادلهمت نكبة / حلق الحديد مضاعفاً مسرودا
الخائضين عباب كل ملمة / يلقون فيها الفوز والتأييدا
الزاحفين بكل ليث أغلب / عبل السواعد يصرع الصنديدا
فاشهر من الآراء رأيا كلما / عجموه عند الروع كان سديدا
حقق لهم ما يبتغون فانهم / القوا لك المفتاح والاقليدا
يبقى لك التاريخ في صفحاته / ذكراً على مر الدهور مجيدا
يا جيش عثمان وأشجع من نضى / يوم الخطوب سنوراً وحديدا
انهض بارضك نهضة ترضي النبيّ / وقف هنالك موقفاً مشهودا
وانشر لواءك ان تحت خفوقه / ظلا على من ينضوي ممدودا
واسترجع الملك القديم وعهده / وارفع عليه لواءك المعقودا
أمحمد يا صاحب العرش الذي / أصبحت سلطاناً عليه جديدا
جدد زمان الراشدين وعدلهم / لتعد بين المالكين رشيدا
وادأب على الشورى وسابق عهدها / ليكون عصرك بالوفاق سعيدا
فلقد عرفت من الشريعة انها / ساوت لديها سيداً ومسودا
وانف قبور الوائدين فانها / ضمت زماناً شعبك الموؤُودا
القت عليك الحادثات بوعظها / درساً اذا أخذوه عنك مفيدا
قد كنت تمشي في السجون ودورها / مشياً كمشي المثقلات وئيدا
عبر تريك قضاءَ ربك ماثلا / فخف الاله القادر المعبودا
انظر اخاك اليوم بين هواجس / تركته رعديداً وكان جليدا
أنت الاحق بعقد بيعتها ضحى / وهو الاحق بان يعيش وحيدا
ولئن عدلت فسوف تسمع شاعراً / لبقا بتنسيق الثناء مجيدا
يطرى امير المؤمنين ويجتلى / يوم التيمن وجهه المسعودا
يا مصر كيف نراك أول امة / تبني لها ذكر العلاء وطيدا
هذي فروق تفاخرت برجالها / وبهم تناهت رفعة وصعودا
خير البرية أمة لا تنثني / عن عزمها أو تبلغ المقصودا
يا أمة التاريخ هلا همة / شماء تدني المطلب المنشودا
قد شفنا صرف الزمان بائه / حتى غدونا أعظما وجلودا
لاتهملوا فالداء ان يهمل يكن / داءً يبرح بالجسوم عهيدا
نفد المداد من الدواة ولم نزل / نشكو خمولاً منكم وجمودا
فتجاذبوا حبل الاخاء وزحزحوا / حجرا على قلب البلاد صلودا
إن لا يكن مجد فبئست عيشة / تبكون فيها السؤدد المفقودا
أولا يكن عز فكونوا أمة / لا تستطيع مع الهوان خلودا
ملك الملوك عروشهم وتبوؤُا / منها الجلال ولم ينوا مجهودا
ساروا على قدم الحظوظ فأصبحوا / فينا ملوكاً أو خلائق صيدا
وطن يؤمل منكم أن تبذلوا / مهجا تتوق الى العلى وكبودا
حتى نرى مصراً تألق نجمها / وتبدلت بعد النحوس سعودا
تعطل دين اللَه في خير مسجد
تعطل دين اللَه في خير مسجد / فرفقاً بدين اللَه يا ابن محمد
لأنت الذي يرجي اذا ناخ كلكل / على الشرعة السمحاء في كل معهد
بلاء أصاب المسلمين فراعهم / وضج له في يثرب قبر أحمد
وباتت قلوب المؤمنين فما ترى / سوى جازع باك وعان مصفد
ترى الازهر المعمور أقفر صحنه / كأنك تمشي في فلاة وفدفد
خلا من دعاء المستكين لربه / ومن صالحات العابد المتهجد
خلا من جموع المسلمين فاؤه / فلم ير فيه من يروح ويغتدي
خلا من جموع بدد الظلم شملهم / فباتوا كما تدري بشمل مبدد
رشادك يا ابن الاكرمين مسدد / فحطه برأي من حجاك مسدد
لأنت منار الامر في كل غيهبٍ / فاين السنا حتى نسير فنهتدي
أيرضيك يوماً ان تقول مفاخراً / لقد نال شعبي النائبات على يدي
نعيذك في التاريخ عن كل شائن / على صفحة الايام باق مخلد
اليكم ولاة الامر تمشي شكاتنا / مقيدة مشي الاسير المقيد
اليكم ولاة الامر في كل حادث / نهيب بصوت في الفضاء مردد
أإن أنّ محزون من الضيم والاذى / نسيتم اليه نزعة المتمرد
وإن طالب المهضوم بالحق قلتم / ولا تأخذوا عن قول واش مفند
لقد بات يرمينا الزمان بصرفه / الى ان رمتنا كفه بالمؤيد
مميت الشعور الحي في كل نهضة / ومحيي رفات الجبن في كل مشهد
لسوف تحول الحال فليهن قلبه / فما كل حالات الزمان بسرمد
حنانا علينا ايها القوم اننا / لأولى البرايا بالحليف المعضد
سلالة أقوام اذا هم تألموا / من الضيم أنحوا بالحسام المهند
وانا لمن قوم تنال حقوقهم / بغير المواضي والقنا المتقصد
ورب مضيم ضاق ذرعا فؤاده / فجرد منه الضيمما لم يجرد
الى العدل نشكو ما لقينا من الاذى / فيا عدل أنصفنا ويا أمة اشهدي
ألا فليخفق العلم الجديد
ألا فليخفق العلم الجديد / يمينا ان طالعه سعيد
أيا علم البلاد عليك مني / سلام اللَه ما خفقت بنود
أرى الأعلام معقلها بناء / ومعقلك الجوانح والكبود
وقبلك لم أجد علما خفوقاً / كرام الكاتبين له جنود
سلاحهم يراع لا حسام / وعدتهم لك الرأي السديد
بربك خبر الاقوام عني / بما تنوي الوزارة والعميد
اذا اصطدما وكان الامر خلفاً / فعن أي تناضل او تذود
رفعت لنا وبالابصار شك / من الشبهات والايام سود
فجئنا من لدنك بكل فأل / تحداه التيمن والسعود
وإن كنا نرى الاعلام شتى / فانت وربك العلم الفريد
أيا علم البلاد ارى احتلالاً / كأنا عنده نفر عبيد
أصر على الجفاء ونحن شعب / أضر به التعسف والوعيد
وكم من جذوة في القلب شبت / فلم يدرك تأججها الخمود
فقل لهم اثيروا كل عسف / فريح العاسفين لها ركود
متى ينأي احتلال النيل عنا / وتصدق منه هاتيك الوعود
قضوا فينا بما شاؤا وصدوا / كما راموا فهل نفع الصدود
لقد فرحوا بما أوتوا فجاروا / وللباغي اذا عقلوا حدود
ضروب في المكايد يوم تحصى / عليهم ليس يحصيها العديد
يخيفون الامير من الرعايا / كأنهم له الخصم اللدود
وقد بصر الامير بما اسروا / وادرك أننا الشعب الودود
يرومون الفناءَ لنا ليبقوا / كما لقيته عاد أو ثمود
وكم ودوا الشقاء لاهل مصر / كما شقيت بظلمهم الهنود
مكايد يفزع التاريخ منها / ويصدف عن اعادتها المعيد
أقول الحق لا اخشى انتقاما / يهمّ اليه طاغية مريد
أإن انّ المضيم فقال رفقا / تشد له السلاسل والقيود
إذا مدوا حبال السوء يوما / فان اللَه يومئذ شهيد
لنحن أحق بالشكران منهم / ولكن شيمة الباغي الجحود
أيا علم البلاد اليك شعراً / تردده التهائم والنجود
ودونك عقد نظم من جمان / ومن درر يقال لها قصيد
يريد الشامتون بنا نكالا / ويأبى اللَه الا ما يريد
فكن في الحق مثل الحق يمضي / يكن لك بينهم بأس شديد
ولا تتبع هواهم بعد علم / يضلوا في الغواية أو يزيدوا
فليس بنافع فيهم رشاد / ولا من بينهم رجل رشيد