المجموع : 154
تأمّل أطلال الهوى فَتألَّما
تأمّل أطلال الهوى فَتألَّما / وسيما الجوى والسقم منها تعلَّما
أخو زفرة هاجتْ له نارَ ذكرةٍ / فأنجدَ في شِعبِ الغرام وأتهما
توَّجْتَني بعِمامهْ
توَّجْتَني بعِمامهْ / تُوِّجْتَ تاجَ الكرامَهْ
فَرَوْضُ حمدك يُزهى / مني بسجع الحمامَهْ
هناء له ثغر الهدى يتبسَّمُ
هناء له ثغر الهدى يتبسَّمُ / وبشرى بها عَرْفُ الرضا يتنسَّمُ
تبسم ثغر الثغر عنها بشارة / فأَعْدَى ثغورَ الزهر منه التبسُّمُ
ولا عجب من مَبْسمِ الزهر في الربا / فللبرق من خلف السّحائب مَبْسِمُ
عنايةُ من أعطى الخليفة رتبةً / عليها النجومُ النَّيِّراتُ تُحَوِّمُ
فمنه استفاد الملك كلَّ غريبةٍ / تُخطَّ على صفح الزمان وتُرسَمُ
ومنه تلقى الهديَ كلُّ خليفةٍ / كأنّهُمُ ممّا أفاد تعلّموا
وكم من لواء في الفتوح نشرتَهُ / وللرعب جيش دونه يتقدَّمُ
فقل لملوك الأرض دونكمُ فقد / أُعَلَّم ما لا زال بالنصر يُعْلَمُ
تسامتْ به للنصر أشرفُ ذمةٍ / لها من رسول الله عهد مُكرَّمُ
وكم من جهادٍ قد أقمتَ فروضَهُ / يُزارُ به البيت العتيق وزمزمُ
وكم عزمةٍ جردت منها إلى العدا / حساماً به داءُ الضلالةِ يُحْسَمُ
وكم بيتِ مالٍ في الجهادِ بذلتَه / وأقرضت منه اللهَ ما اللهُ يَعْلمُ
وكم ليلةٍ قد جئت فيها بليلةٍ / من النَّقع فيها للأسنّة أَنْجُمُ
سهرتَ بها والله يكتب أجرَها / تُؤمِّن فيها الخلْق والخلق نُوَّمُ
وفوقك من سعدٍ لواءٌ مُشَهَّرٌ / ودونك من عزم حسامٌ مُصمِّمُ
إذا أنت جهزت الجياد لغارة / فإن صباح الحي أغبرُ أقتمُ
فَمن أشهبٍ مهما يكُرُّ رأَيتَهُ / صباحاً بليل النقع لا يُتكتَّمُ
وأحمرَ قد أذكى به البأسُ جذوةً / إذا ابتل النقع لا يُتكتَّمُ
وأَشقرَ أعدى البرقَ لوناً وسرعةً / ولكنْ له دون البروق التقدُّمُ
وأصفرَ في لون العشيِّ وذيلُهُ / وَلَوْنُ الذي بعد العشيةَ يُعلَمُ
وأدهمَ مثلِ الليل والبدرُ غُرّةٌ / وبالشهب في حَلْي المقلَّد مُلْجَمُ
وأشهبَ كالقرطاس قد خطَّ صفحَهُ / كتابٌ من النصر المؤزَر مُحكَمُ
ورُبَّ جلادٍ في جدالٍ سطرتَهُ / يراعُ القنا فيه تخطُّ وترسُمُ
وقام خطيب السيف فوق رُؤوسهم / فأعجب منه أعجمٌ يتكلَّمُ
فكم من رؤوس عن جسوم أزالها / فأثكلَ منها كل باغٍ يُجَسَّمُ
وزرقِ عيونِ للأسنة قد بكت / ولا دمعَ إلاّ ما أسيل به الدمُ
ونهر حسامٍ كلما أغرق العدا / تلقتهم منه سريعاً جهنّمُ
فأصْلَيْتَ عُبَّادَ المسيح من الوغى / سعيراً به يرضى المسيحُ ومريمُ
أبرَّ من التثليث بالله وحَدَه / فمن يعتصمُ بالله فالله يعصِمُ
ونَبِّهُ سيوفاً ماضيات على العدا / وخَلِّ جفونَ المرهفات تُهَوِّمُ
ولله من شهر الصيامِ مُوَدعٌ / على كلِّ محتوم السعادة يكرُمُ
تنزًّل فيه الذكْرُ من عنْدِ ربّنا / فَيُبْدَأُ بالذكر الجميل ويُخْتَمُ
ولله فيه من ليال منيرةٍ / أضاء بنور الوحي منهن مظلمُ
وصابت سحاب الدمع يُمْحَى بمائها / من الصُّحف أوزار تُخطُّ ومأثمُ
ولله فيه ليلة القدر قد غدت / على ألف شهر في الثواب تُقَدَّمُ
تبيتُ بها حتى الصباح بإذنه / ملائكةُ السَّبعِ الطباقِ تُسلِّمُ
وبشرى بعيد الفطر أيمن قادم / عليك بمجموع البشائر يَقْدّمُ
جعلتَ قراه سنة نبويّة / لها في شعار الدين قدر معظّمُ
وفي دعواتٍ للإله رفعتَها / تُسَّدُ منها للإجابة أَسهُمُ
وفي كلّ يمنٍ من محيَّاك قرةٌ / وفي كلِّ كفٍّ من نوالِكَ أَنعُمُ
إذا أنت لم تفخرْ بما أنت أهلُه / فلا أبصرَ المصباحَ من يتوسمُ
فما مهّدَ الإسلام غير خليفة / على عطفه دُرُّ المحامد يُنظَمُ
فكم بيت شعر قد عمرتُ بذكره / فبات به حادي السُّرى يترنَّمُ
وَلسْنَ بيوتاً بل قصوراً مَشِيْدَةً / تُطِلُّ على أوج العلا وتُخَيّمُ
وما ضرها أن قد تأخر عهدُها / إذا طال مبناها الذين تقدّمُوا
وإذْ أنت مولاها وعامر ربعها / فكلُّ فخار تدعيه مُسَلَّمُ
أنا العبد قد أسكنته جنة الرضا / فلا زلتَ فيها خالداً تَتَنَعَّمُ
ولا زلتُ في الأعياد ساجعَ روضها / إذا احتفلت أشرافُها أترنّمُ
بقيتَ متى يبلَ الزمان تجُدَّهُ / وفي كل يوم منك عيدٌ وموسمُ
ودمتَ لألفٍ مثلِهِ في سعادةٍ / وفي كل يوم منك عيدٌ وموسمُ
ولما رأيتُ الفرخ جهدَ مقصِّر / وأَنك أعلى من مديحي وأعظمُ
ختمتُ ثنائي بالدعاء وها أنا / أُقلِّبُ في كفِّ النّدى وأُسلِّمُ
رضيتُ بما تقضي عليَّ وتحكمُ
رضيتُ بما تقضي عليَّ وتحكمُ / أُهان فأُقصى أمْ أعزُّ فأُكْرَمُ
إذا كان قلبي في يديَك قياده / فمالي عليه في الهوى أتحكّمُ
على أن روحي في يديك بقاؤها / بوصلك تُحيي أو بهجرك تعدمُ
وأنت إلى المشتاق نار وجنّةٌ / ببعدِك يشقى أو بقربك ينعَمُ
ولي كبد تندى إذا ما ذُكرتُمُ / وقلب بنيران الهوى يتضرّمُ
ولو كان ما بي منك بالبرق ما سرى / ولا استصحب الأنواء تبكي وتبسم
راعي نجوم الأفق في الليل ما دَجا / وأقرب من عينيَّ للنوم أَنجُمُ
وما زلتُ أخفي الحب عن كلّ عاذلٍ / وتبدي دموع الصَّبِّ ما هُوَ يكتمُ
كساني الهوى ثوبَ السقام وإنه / متى صحَّ حبُّ المرء لا شيءَ يُسقمُ
فيا من له الفعل الجميل سجيةٌ / ومن جودِ يُمناه الهوى يُتَعَلَّمُ
وعنه يُروِّي الناسُ كل غريبةٍ / تُخَطُّ على صفح الزمان وتُرْسَمُ
إذا أنت لم ترحمْ خضوعيَ في الهوى / فمن ذا الذي يحنو عليَّ ويرحمُ
وواللهِ ما في الحيّ حيٌّ ولم ينَلْ / رضاك وعمَّتْهُ أيادٍ وأنعُمُ
ومن قبل ما طوقتني كَلَّ نعمةٍ / كأني وإياها سِوَارٌ ومعصمُ
وفتَحت لي باب القبول مع الرضا / فما بال ذاك الباب عَنِّيَ مُبْهَمُ
ولو كان لي نفس تخونك في الهوى / لفارقتها طوعاً وما كنت أندمُ
وأترك أهلي في رضاك إلى الأسى / وأُسلم نفسي في يديك وأسلم
أما والذي أشقى فؤادي وقادني / وإن كان في تلك الشقاوة ينعمُ
لأنتَ مُنَى قلبي ونزهة خاطري / ومورد آمالي وإن كنت أُحرمُ
قيادي قد تملكه الغرام
قيادي قد تملكه الغرام / ووجدي لا يُطاق ولا يُرامُ
ودمعي دونَه صوبُ الغوادي / وشجوي فوق ما يشكو الحمامُ
إذا ما الوجد لم يبرح فؤادي / على الدنيا وساكنها السلامُ
تجلى لنا المولى الإمامُ محمدٌ
تجلى لنا المولى الإمامُ محمدٌ / على أدهم قد راق حُسنُ أديمِهِ
فأبصرتُ صبحاً فوق ليل وقد حكى / مُقَلّدُ ذاك الطِّرف بعضَ نجومِهِ
أللمحةٍ من بارقٍ مُتَبَسِّمِ
أللمحةٍ من بارقٍ مُتَبَسِّمِ / أرسلتَهُ دمعاً تضرَّجَ بالدمِ
وللمحة تهفو ببانات اللوىَ / يهفو فؤادك عن جوانح مغرمِ
هي عادة عذرية من يوم أن / خُلِقَ الهوى تعتاد كلَّ مُتَيَّمِ
قد كنتُ أعذل ذا الهوى من قبل أن / أدري الهوى واليوم أعذلُ لُوَّمي
كم زفرة بين الجوانح ما ارتقت / حَذَرَ الرقيب ومدمع لم يُسجمِ
إن كان واشي الدمع قد كتم الهوى / هيهات واشي السقم لما يكتمِ
ولقد أجدْ هوايَ رسمٌ دارسٌ / قد كان يَخْفَى عن خفيِّ توهُمِ
وذكرت عهداً في حماه قد انقضى / فأطلت فيه تردّدي وتلوُّمي
ولربما أشجى فؤادي عنده / ورقاءُ تَنْفُثُ شجوها بترنُمِ
لا أجدَبَ الله الطلولَ فطالما / أشجى الفصيحَ بها بكاءُ الأعجمِ
يا زاجر الأظعان يحفزها السُّرى / قف بي عليها وقفة المتلوِّمِ
لترى دموع العاشقين برسمها / حمراً كحاشية الرداء المعْلَمِ
دِمَنٌ عهدتُ بها الشبيبة والهوى / سقياً لها ولعهدها المتقدِّمِ
وكتيبةٍ للشوق قد جهزتها / أغزو بها السلوانَ غزوَ مُصمِّم
ورفعت فيها القلبَ بنداً خافقاً / وأريت للعشاق فضلَ تهمّمي
فأنا الذي شاب الحماسة بالهوى / لكنَّ من أهواه ضايق مقدمي
فطُعنتُ من قدِّ القوامِ بأَسمرٍ / ورُميتُ من غنج اللحاظِ بأَسْهُم
يا قاتلَ الله الجفونَ فإنها / مهما رمتْ لم تُخْطِ شاكلةَ الرمي
ظلَمَتْ قتيلَ الحب ثم تَبيَّنتْ / للسقم فيها فترة المتظلّمِ
يا ظبيةٌ سنحت بأكناف الحمى / سُقي الحمى صوبَ الغمام المسجم
ما ضرَّ إذ أرسلت نظرة فاتكٍ / أن لو عطفت بنظرة المترحِّمِ
فرأيت جسماً قد أصيب فؤادُه / من مقلتيك وأنت لم تتأثّمي
ولقد خشيتِ بأن يقادَ بجرحه / فوهبت لحظك ما أحلَّك من دمي
كم خضتُ دونك من غمار مفازةٍ / لا تهتدي فيها الليوث لمجْثَمِ
والنجمُ يسري من دجاه بأدهمٍ / رحب المقلّدِ بالثريا مُلجمِ
والبدرُ في صفح السماء كأنّه / مرآة هندٍ وسط لُجِّ ترتمي
والزُّهرُ زَهُرٌ والسَّماءُ حديقةٌ / فتقتْ كمائمُ جنحها عن أَنجُمِ
والليلُ مربدُّ الجوانح قد بدا / فيه الصباح كغُرّة في أدهَمِ
فكأنما فلق الصباح وقد بدا / مرأى ابن نصر لاح للمتوسِّم
ملك أفاض على البسيطة عدلَهُ / فالشاةِ لا تخشى اعتداء الضَّيْغَمِ
هو منتهى آمال كلّ موفَقٍ / هو مورد الصادي وكنز المعدِم
لاحت مناقبُه كواكبَ أسعُدٍ / فرأت ملامحَ نوره عينُ العمي
ولقد تراءى بأسُهُ وسماحُه / فأتى الجلالُ من الجمال بتوْءَمِ
مثل الغمام وقد تضاحك برقه / فأفاد بين تجهْم وتبسّم
أنسى سماحة حاتم وكذاك في / يوم اللقاء ربيعةَ بن مكدّمِ
سيرٌ تسير النيِّراتُ بهديها / وتُعير عَرفَ الروض طيبَ تنسُّمِ
فالبدر دونك في عُلاّ وإنارةٍ / والبحر دونك في ندى وتكرمِ
ولك القباب الحمرُ تُرفع للندى / فترى العمائمَ تحتها كالأنجمِ
يذكي الكِباءُ بها كأن دخانَهُ / قطعُ السحاب بجوها المتغيّم
ولك العوالي السمرُ تُشرعُ للعدى / فتخرُّ صرعى لليدين وللفَمِ
ولك الأيادي البيضُ قد طوّقتها / صيدَ الملوك ذوي التلاد الأقدمِ
شِيَمٌ يُقرُّ الحاسدون بفضلها / والصبح ليس ضياؤُهُ بمكتّمِ
ورِثَ السماحة عن أبيه وجَدّهِ / فالأَكرمُ ابنُ الأكرم ابنِ الأكرمِ
نقلوا المعالي كابراً عن كابرٍ / كالرمح مطّردِ الكعوبِ مقوَّمِ
وتسنَّموا رُتَبَ العلاء بحقها / ما بين جدٍّ في الخلافة وابنمِ
يا آل نصر أنتم سُرُجُ الهدى / في كلّ خطب قد تجهم مظلم
الفاتحون لكل صعب مقفلٍ / والفارجون لكل خطب مبهم
والباسمون إذا الكماة عوابسٌ / والمقدمون على السوادِ الأعظمِ
أبناء أنصار النَّبيّ وحزبه / وذوي السوابق والحوار الأعصمِ
سلْ عنهمُ أُحُداً وبدراً تلقَهُمْ / أَهلَ الغَناء بها وأهلَ المغنمِ
وبفتح مكَّةَ كم لهم في يومه / بلواء خير الخلق من متقدّمِ
أقسمتُ بالحرم الأمين ومكةٍ / والركنِ والبيتِ العتيقِ وزمزمِ
لولا مآثرهم وفضلُ علاهمُ / ما كانََ يُعزى الفضلُ للمتقدِّمِ
ماذا عسى أثني وقد أثنت على / عليائهم آيُ الكتابِ المحكمِ
يا وارثاً عنها مآثرها التي / قد شيَّدَتْ للفخر أشرف معلم
يا فخر أندلسٍ لقد مدَّتْ إلى / عليك كفُّ اللاّئذ المستعصم
أما سعودك في الوغى فتكفَّلتْ / بسلامةِ الإسلامِ فاخلُدْ واسْلَمِ
وافَيْتَ هذا الثغرَ وهو على شفاً / فشفيْتَ معضلَ دائه المستحكمِ
ورعيتَه بسياسةٍ دارتْ على / مُخْتَطِّهِ دورَ السوار بمعصم
كم ليلةٍ قد بتَّ فيها ساهراً / تهدي الآمانَ إلى العيون النُّومِ
يا مظهر الألطاف وهي خفيّةٌ / ومُهِبَّ ريحِ النصر للمتنسِّم
لله دولتك التي آثارها / سِيَرُ الرِّكاب لمنجد أو مُتْهمِ
ما بعد يومك في المواسم بعدما / أَتْبَعْتَ عيد الفطر أكرمَ موسمِ
وافتك أشراف البلاد ليومه / من كل ندب للعلا مُتَسَنِّمِ
صرفوا إليكَ ركابَهم وتيمموا / من بابك المنتاب خير مُيّمَمِ
تَبَوَّأُوا منه بدار كرامةٍ / فالكل بين مقرّبٍ ومنعَّمِ
ودّتْ نجوم الأفق لو مثلت به / لتفوز فيه برتبة المستخدمِ
والروض مختالٌ بحلية سندسٍ / من كل مَوشيِّ الرقوم منمنَمِ
ورياحُهُ نسمت بنشر لطيمة / وأقاحُهُ بسمت بثغر ملثّمِ
وأَرَيْتَنا فيه عجائب جمةٌ / لم تجر في خَلّدٍ ولم تُتَوَهَّمِ
أرسلت سرعان الجياد كأنها / أسرابُ طيرٍ في التنوفة حُوَّمِ
من كل منحفز بخطفة بارق / قد كاد يسبق لمحة المتوهمِ
طرفٌ يشك الطَّرْفَ في استثباتهِ / فكأيْه ظنُّ بصدر مرجِّمِ
ومسافرٍ في الجو تحسبُ أنه / يرقى إلى أوج السماء بسلَّمِ
رام استراق السمع وهو ممنّع / فأصيب من قضب العصي بأسهمِ
رَجَمَتْهُ من شهب النِّصال حواصبٌ / لولا تعرضه لها لَمْ يُرجَمِ
ومدارة الأفلاك أعجز كُنْهُها / إبداعَ كلِّ مهندس ومهندمِ
يمشي الرجال بجوفها وجميعهم / عن مستوى قدميه لم يتقدمِ
ومنوّعِ الحركات قد ركب الهوا / يمشي على خط به متوهّمِ
فإذا هوى من جوّه ثم استوى / أبصرتَ طيراً حول صورة آدم
يمشي على فَنَنِ الرّشاء كأنه / فيه مساور ذابل أو أرقمِ
وإليك من صون العقول عقيلةً / وقفت بِبابِك وِقْفَةَ المسترحمِ
ترجو قَبولك وهو أكبر منحة / فاسمحْ به خُلَّدتَ من متكرْمِ
طاردتُ فيها وصف كل غريبةٍ / فنظمّتُ شاردَهُ الذي لم ينظم
ودعوتُ أرباب البيان أُريهمُ / كم غادرَ الشّعراء من متردِّمِ
ما ذاك إِلاّ بعض أنعُمك التي / قد عَلَّمَتُنا كيف شكر المُنْعِمِ
الحمد لله بلغنا المنى
الحمد لله بلغنا المنى / لما رأيناك وزال العنا
وفزت بالأجر وكَبْتِ العدى / وفزتَ بالعز وطيب الثنا
فالحمد لله على ما به / منَّ علينا من ظهور السنا
يا خير من ورث السماحَ عن الألى
يا خير من ورث السماحَ عن الألى / نصروا الألى وتبوّأوا الإيمانا
في كل يوم منك تحفة منعمٍ / وإلى الجميل وأجزل الإحسانا
قد أذكرت دار النعيم عبيدَهُ / وتضمنت من فضله رضوانا
تهدي مواليَّ الذين تفرعوا / عن روح فخرك في العلا أغصانا
لجلالك الأعلى قنيصاً أتعبوا / في صيده الأرواح والأبدانا
فتخصني منه بأوفر قسمة / فَسَحَتْ لعبدك في الرضى ميدانا
لله من مولى كريمٍ بالذي / تُهدي الموالي يُتحف العبدانا
تدعو بنيَّ إلى الغنيِّ بربه / يا ربنا أغنِ الّذي أغنانا
وعليك من قوس الإله تحية / تهديك منه الرَّوْحَ والرَّيْحانا
ما لي بحمل الهوى يدانِ
ما لي بحمل الهوى يدانِ / من بعد ما أَعوز التداني
أصبحتُ أشكوه من زمانِ / ما بتُّ منه على أمانِ
ما بال عينيك تسجمانِ / والدمع يرفضُّ كالجمانِ
ناداك والإلف عنك وانٍ / والبعدُ من بعداه كواني
يا شقة النفي من هوانِ / لَجَّجَ في أبحر الهوانِ
لم يُثْنني عن هواك ثانِ / يا بغية القلب قد كفاني
لعلَّ الصَّبا إنْ صافحت روض نعمانِ
لعلَّ الصَّبا إنْ صافحت روض نعمانِ / تؤدي أمان القلب عن ظبية البانِ
وماذا على الأرواح وهي طليقةٌ / لو احتَّملت أنفاسها حاجة العاني
وما حالُ من يستودع الريح سرَّهُ / ويطلبها وهي النموم بكتمانِ
وكالضيف أستقريه في سنة الكرى / وهل تنقعُ الأحلام غلّةَ ظمآنِ
أسائل عن نجد ومرمى صبابتي / ملاعب غزلانِ الصريم بنَعمانِ
وأبدي إذا ريح الشمال تنفّستْ / شمائل مرتاح المعاطف نشوانِ
عرفتُ بهذا الحب لم أَدْرِ سَلوَةٌ / وأنّى لمسلوبِ الفؤاد بسلوانِ
فيا صاحبَيْ نجوايَ والحب غاية / فمن سابقٍ جلَّي مداه ومن وانِ
وراءكما ما اللوم يَثْني مقادتي / فإنِّيَ عن شأن الملامة في شانِ
وإني وإن كنتُ الأبيَّ قيادُهُ / لَيَأْمُرني حبُّ الحسان وينهاني
وما زلتُ أرعى العهدَ فيمن يضيعه / وأذكر إلفي ما حييت وينساني
فلا تنكرا ما سامني مضض الهوى / فمن قبل ما أودى بقيس وغيلانِ
ليَ الله إِمّا أَومضَ البرق في الدجى / أقلب تحت الليل مقلة وسنانِ
وإنْ سلَّ في غمد الغمام حُسامهُ / بَرَى كهدي الشوقُ الملمُّ وأضناني
تراءى بأعلام الثنيّة باسماً / فأذكرني العهدَ القديم وأبكاني
أسامر نجم الأفق حتى كأننا / وقد سدل الليلُ الرواقَ حليفانِ
مما أناجي الأفق أعْديه بالجوى / فأرعى له سَرْحَ النجوم ويرعاني
ويُرسلُ صوبَ القطر من فيض أدمعي / ويقدحُ زند البرق من نار أشجاني
وضاعف وجدي رسمُ دارٍ عهدتها / مطالعَ شُهبٍ أو مراتع غزلانِ
على حين شربُ الوصل غير مصرّد / وصفو الليالي لم يكدر بهجرانِ
لئن أنكرت عيني الطلولَ فإنها / تمتُّ إلى قلبي بذكر وعرفانِ
ولم أرَ مثل الدمع في عَرَصاتها / سقى تربها حين استهل وأَظماني
ومما شجاني أنْ سرى الركبُ مَوْهناً / تُقاد به هوج الرياح بأرسانِ
غواربُ في بحر السراب تخالها / وقد سبحت فيه مواخرَ غربانِ
على كل نضوٍ مثله فكأنما / رمى منهما صدرَ المفَازة سهمانِ
ومن زاجرٍ كوماءَ مخطفة الحشا / توسَّدَ منها فوق عوجاء مرنانِ
نشاوى غَرامٍ يستميل رؤُوسهم / من النّوم والشوق المبرِّح سُكرانِ
أجابوا نداء البين طوعَ غرامهم / وقد تبلغ الأوطار فرقة أوطانِ
يؤمون من قبر الشفيع مثابةً / تطلَّعُ منها جنّةٌ ذاتُ أفنانِ
إذا نزلوا من طيبةٍ بجواره / فأكرمُ مولى ضم أكرمَ ضيفانِ
بحيث علا الإيمان وامتد ظلُّه / وزان حلى التوحيد تعطيل أوثانِ
مطالع آياتٍ مثابة رحمةٍ / معاهد أملاك مظاهر إيمانِ
هنالك تصفو للقبول مواردٌ / يُسَقَّوْن منها فضل عفو وغفرانِ
هناك تُؤدَّى للسلام أمانةٌ / يُحيِّيهُمُ عنها بِرَوْحٍ ورَيْحانِ
يناجون عن قرب شفيعَهُمُ الّذي / يؤمِّلُه القاصي من الخَلْقِ والداني
لئن بلغوا دوني وخُلَّفْتُ إنه / قضاءٌ جرى من مالك الأرض ديَّانِ
وكم عزمة ملّيت نفسيَ صدقها / وقد عرفت مني مواعد ليّانِ
إلى الله نشكوها نفوساً أبيةً / تحيدُ عن الباقي وتغترُّ بالفاني
ألا ليت شعري هل تساعدني المنى / فأتركَ أهلي في رضاه وجيرانِي
وأقضي لبانات الفؤاد بأن أُرى / أُعفِّرُ خدّي في ثراه وأجفاني
إليكَ رسولَ الله دعوةَ نازح / خفوق الحشا رهن المطالع هيمانِ
غريب بأقصى الغرب قيّد خطوه / شباب تقضى في مَراح وخسرانِ
يجدُّ اشتياقاً للعقيق وبانِهِ / ويصبو غليها ما استجدَّ الجديدان
وإن ومض البرق الحجازيُّ مَوْهنا / يُردِّدُ في الظلماء أنَّة لهفانِ
فيا موليَ الرُّحمى ويا مُذهب العمى / ويا مُنْجيَ الغرقى ويا منقذ العاني
بسطتُ يدَ المحتاج يا خير راحمٍ / وذنبيَ ألجاني إلى موقف الجاني
وسيلتيَ العظمى شفاعتك التي / يلوذ بها عيسى وموسى بن عمرانِ
فأنتَ حبيبُ الله خاتمُ رُسْلِهِ / وأكرمُ مخصوص بزلفى ورضوانِ
وحسبُك أن سمَّاك أسماءه العلى / وذاك كمال لا يشابُ بنقصانِ
وأنت لهذا الكون علَّةُ كونه / ولولاك ما امتاز الوجود بأكوانِ
ولولاك للأفلاك لم تَجلُ نَيّراً / ولا قُلِّدتْ لَبَّاتُهُنَّ بشُهبانِ
خلاصة صفو المجد من آل هاشمٍ / ونكتة سر الفخر من آل عدنانِ
وسيد هذا الخلق من نسل آدم / وأكرم مبعوث إلى الإنس والجانِ
وكم آيةٍ أطلعت في أفق الهوى / يَبينُ صباحُ الرشد منها ليقظانِ
وما الشمس يجلوها النهار لمبصرٍ / بأجلى ظهوراً أو بأوضح برهانِ
وأكرمْ بآيات تحدَّيتَنا بها / ولا مثلُ آياتٍ لمُحْكَمٍ فُرقانِ
وماذا عسى يُثني البليغ وقد أتى / ثناؤك في وحي كريم وقرآنِ
فصلّى عليك الله ما انسكب الحيا / وما سجعت ورقاءُ في غُصُن البانِ
وأيدّ مولانا ابنَ نصر فإنه / لأَشرفُ من يُنمَى لمُلكٍ وسلطانِ
أقام كما يرضيك مولدك الذي / به سَفَرَ الإسلام عن وجه جَذْلانِ
سميُّ رسول الله ناصرُ دينه / معظِّمُهُ في حال سرٍّ وإعلانِ
ووارث سر المجد من آل خزرجٍ / وأكرم من تَنْمي قبائل قحطانِ
ومرسلها ملء الفضاء كتائباً / تدين لها غُلبُ الملوك بإذعَانِ
حدائق خضرٌ والدروع غدائرٌ / وما أَنْبَتتْ إِلاّ ذوابل مُرّانِ
تجَاوبُ فيها الصاهلاتُ وترتمي / جوانبها بالأسد من فوق عقبانِ
فمن كل خوَّار العنان قد ارتمى / به كلّ مِطْعام العشيّات مِطْعانِ
وموردُها ظمأى الكعوب ذوابلاً / ومصدرُها من كل أمْلدَ رَيّانِ
ولله منها والربوع مواحلٌ / غمامُ ندى كَفَّتْ بها المحلَ كيفّانِ
إذا أخلف الناسَ الغمامُ وأمحلوا / فإن نداه والغمامَ لَسِيَّانِ
إمامٌ أعاد الملك بعد ذهابه / إعادة لا نابي الحسام ولا وانِ
فغادر أطلال الضلال دوارساً / وجدّد بالإسلام أرفع بنيانِ
وشيّدها والمجد يشهدُ دولةً / محافلُها تُزهى بيُمنٍ وإيمانِ
وراق من الثغر الغريب ابتسامُه / وهزّ له الإسلام أعطاف مزدانِ
لك الخير ما أسنى شمائلَكَ حاتم / وإقدام عمرٍو في بلاغة سحبانِ
فلا زلْتَ يا غوث البلاد وأهلها / مُبلَّغَ أوطارِ مُمهِّدَ أوطانِ
يا من به رُتب الإمارة تعتلي
يا من به رُتب الإمارة تعتلي / ومعالم الفخر المشيدة تبتني
أُزجُرْ بهذا الثلج فألاّ إنه / ثلج اليقين بنصر مولانا الغني
بسط البياض كرامةً لقدومه / وافترّ ثغراً عن كرامة معتني
فالأرض جوهرة تلوح لمجتلٍ / والدّوح مزهرةٌ تفوحُ لمجتني
سبحان من أعطى الوجودَ وجودَه / ليدل منه على الجواد المحسن
وبدائع الأكوان في إتقانها / أثر يشير إلى البديع المتقن
يا من يحن إلى نجدٍ وناديها
يا من يحن إلى نجدٍ وناديها / غرناطةٌ قد ثوت نَدْدٌ بواديها
قف بالسّبيكة وانظر ما بساحتها / عقيلة والكثيب الفرد جاليها
تقلّدت بوشاح النهر وابتسمت / أزهارها وهي حليٌ في تراقيها
وأعين النرجس المطلول يانعة / ترقرقَ الطلّ دمعاً في مآقيها
وافترّ ثغر أقاحٍ من أزاهرها / مقبّلاً خدَّ ورد من نواحيها
كأنما الزهر في حافاتها سحراً / دراهمٌ والنسيم اللَّدْنُ يَجْبيها
وانظر إلى الدوح والأنهار تكنُفُها / مثل الندامى سواقيها سواقيها
كم حولها من بدور تجتني زَهَراً / فتحسب الزهر قد قبَّلْن أيديها
حصباؤها لؤلؤ قد شفَّ جوهرها / والنهر قد سال ذوباً من لآليها
نهر المجرة والزهر المطيفُ به / زُهرُ النجوم إذا ما شئت تشبيها
يزيد حسناً على نهر المجرّة قد / أغناه دُرُّ حَبابٍ عن دراريها
يدعى المنجّم رائيه وناظره / مسمَّياتٌ أبانتها أساميها
إن الحجاز مغانيه بأندلسٍ / ألفاظها طابقت منها معانيها
فتلك نجد سقاها كلُّ منسجمٍ / من الغمام يُحيّيها فيُحْييها
وبارقٌ وعُذيبٌ كلّ مبتسم / من الثغور يُجلّيها مُجَلِّيها
وإن أردت ترى وادي العقيق فَرِدْ / دموعَ عاشقها حمراً مجاريها
وللسبيكة تاج فوق مفرقها / تودُّ دُرُّ الدراري لو تُحلّيها
فإن حمراءها والله يكلؤُها / ياقوتةٌ فوق ذاك التاج يُعليها
إن البدور لتيجانٌ مُكَّلَلة / جواهرُ الشهب في أبهى مجاليها
لكنها حَسَدَتْ تاج السّبيكة إذ / رأت أزاهرهُ زهراً يُجَلِّيها
بروجها لبروج الأفق مُخْجِلةٌ / فشُهبُها في جمال لا تضاهيها
تلك القصور التي راقت مظاهرها / تهوى النجومُ قصوراً عن معاليها
لله لله عيناً من رأى سحراً / تلك المنارة قد رقَت حواشيها
والصبحُ في الشرق قد لاحت بشائره / والشُّهب تستنُّ سبقاً في مجاريها
تهوي إلى الغرب لما غالها سَحَرٌ / وغمَّضَ الفجرُ من أجفان واشيها
وساجع العود في كف النديم إذا / ما استوقفت ساجعات الطير يُغريها
يبدي أفانين سحر في ترنّمه / يُصبي العقولَ بها حسناً ويَسبيها
يَجُسُّهُ ناعمُ الأطراف تحسبها / لآلئاً هي نورٌ في تلاليها
مقاتل بلحاظٍ قوسُ حاجبها / ترمي القلوبَ بها عمداً فتُصميها
فباكر الروض والأغصان مائلة / يثني النفوسَ لها شوقاً تَثنّيها
لم يرقصِ الدّوح بالأكمام من طرب / حتى شدا من قيان الطير شاديها
وأسمعتها فنون السحر مبدعةٌ / وُرْقُ الحمام وغنّاهَا مُغنّيها
غرناطة آنسَ الرّحمنُ ساكنَها / باحت بسر معانيها أغانيها
أَعْدَى نسيمُهُمُ لُطْفاً نفوسَهمُ / فرقة الطبع طبعٌ منه يُعْديها
فَخلّدَ الله أيام السرور بها / صُفراً عشيَّاتها بيضاً لياليها
وروّضَ المحل منها كلُّ منبجسٍ / إذا اشتَكَتْ بقليل الجدب يُرويها
يحكي الخليفةَ كفّاً كلّما وَكَفَتْ / بالجود فوق موات الأرض يُحييها
تُغْني العفاةَ وقد أمّتْ مكارمُه / عن السؤال وبالإحسان يُغْنيها
لها بنانٌ فلا غيثٌ يساجلُها / جوداً ولا سحبُه يوماً تدانيها
فإن تصُبْ سحبُه بالماء حين هَمتْ / بعسجدٍ ولُجَيْنٍ صاب هاميها
يا أيها الغوثُ أنت الغوثُ في زمن / ملوكُه تَلِفَتْ لولا تلافيها
إن الرعايا جزاك الله صالحة / ملكت شرقاً وغرباً من يراعيها
إن الخلائق في الأقطارِ أجمعها / سوائمٌ أنت في التحقيق راعيها
فكلُّ مصلحة للخلق تحكمها / وكلّ صالحة في الدين تنويها
إذا تيمَّمْتَ أرضاً وهي مجدبةٌ / فرحمةُ الله بالسقيا تُحيِّيها
يا رحمةً بثّت الرُّحمَى بأندلسٍ / لولاك زُلزلتِ الدنيا بمن فيها
في فضل جودك قد عاشت مشيختها / في ظل أمنك قد نامت ذراريها
في طول عمركَ يرجو الله آملُها / بنصر ملكك يدعو اللهَ داعيها
عوائدُ الله قد عُوِّدْتَ أفضلها / لتبلغ الخَلْقُ ما شاءت أمانيها
سُلَّ السعودَ وخَلِّ البيضَ مُغمدةً / واضربْ بها فريةَ التَّثليث تَفْريها
لله أيامك الغرٌُّ التي اطَّردَتْ / فيها السعودُ بما ترضى ويُرضيها
لله دولتك الغَرَّاء إنّ لها / لكافلاً من إله العرش يكفيها
هيهاتَ أن تبلغَ الأعداءُ مأرُبَةٌ / في جريها وجنودُ الله تحميها
هذي سيوفك في الأجفان نائمة / والمشركون سيوف الله تُفنيها
سريرةٌ لك في الإخلاص قد عَرَفَتْ / حُسْنى عواقبها حتى أعاديها
لم يحجب الصبحُ شهبَ الأفق عن بصر / إلا وهديُك للأبصار يُبديها
يا ابن الملوك وأبناء الملوك إذا / تدعو الملوكُ إلى طوع تُلَبّيها
أبناءُ نصرٍ ملوك عزّ نصرُهُمُ / وأوسعوا الخلق تَنْويها وترفيها
هم المصابيح نور الله موقدها / تضيء للدين والدنيا مشاكيها
هم النجوم وأفق الهدْي مطلعها / فوزاً لمَهْديِّها عزاً لهاديها
هم البدور كمالٌ ما يفارقها / هم الشموسً ظلام لا يُواريها
قضت قواضبُها أن لا انقضاء لها / وأمضت الحكمَ في الأعدا مواضيها
وخلّدت في صفاح الهند سيرتها / وأسندت عن عواليها معاليها
وأورثتك جهاداً أنت ناصره / والأجر منك يُرضِّيها ويحظيها
كم موقف ترهب الأعداءُ موقفَهُ / والخيل تَردي ووقع السُّمر يُرديها
ثارت عجاجته واليوم محتجبٌ / والنقع يؤثر غيماً من دياجيها
وللأسنة شهب كلما غربت / في الدار عين تجلَّت من عواليها
وللسيوف بروقٌ كلما لمعت / تُزجي الدماء وريح النصر يُزجيها
أطلعتَ وجهاً تريك الشمسَ غُرَّتُهُ / تبارك الله ما شمسٌ تُساميها
من أين للشمس نطق كله حكم / يفيدها كلَّ حين منك مُبديها
لك الجيادُ إذا تجري سوابقها / فللرياح جيادٌ ما تجاريها
إذا انبرت يومَ سبقٍ في أعنَّتها / ترى البروق طلاحاً لا تباريها
من أشهبٍ قد بدا صبحاً تُراعُ له / شُهبُ السماء فإن الصبح يخفيها
إلا التي في لجامٍ منه قيَّدَها / فإنه سامها عزَّ وتنويها
أو أشقرٍ مرّ عن شقر البروق وقد / أبقى لها شفقاً في الجو تنبيها
أو أحمرٍ جمره في الحرب متّقدٌ / يعلو لها شَررٌ من بأس مُذكيها
لون العقيق وقد سال العقيق دماً / بعطفه من كُماةٍ كرَّ يُدميها
أو أدهمٍ ملء صدر الليل تنعله / أهلّة فوق وجه الأرض يبديها
إن حارت الشهبُ ليلاً في مقَّلده / فصبح غُرَّته بالنور يَهديها
أو أصفرٍ بالعشيّات ارتدى مرحاً / وعُرفُه بتمادي الليل يُنبيها
مُموّهٌ بنفارٍ تاه من عجب / فليس يعدمُ تنويها ولا تيها
وربّ نهر حسام رقَّ رائقه / متى تَرِدْهُ نفوسُ الكفر يُرديها
تجري الرؤوس حباباً فوق صفحته / وما جرى غير أن البأس يُجريها
وذابلٍ من دم الكفّار مشربُه / يَجني الفتوحَ وكفُّ النصر تجنيها
وكم هلالٍ لقوسٍ كلَّما نبضتْ / ترى النجومَ رجوماً في مراميها
أئمة الكفر ما يَمَّمْتَ ساحتها / إلا وقد زُلزلتْ قسراً صياصيها
يا دولة النصر هل من مبلغ دولاً / مضينَ أنك تُحييها وتُنسيها
أو مبلغ سالفَ الأنصار مأكلةً / والله بالخلد في الفردوس يَجزيها
أن الخلافة أعلى الله مظهرها / أبقتْ لنا شرفاً والله يبقيها
يا ابن الذين لهم في كل مكرمة / مفاخرٌ ولسان الدهر يُمليها
أنصار خير الورى مختار هجرته / جيران روضته أكرمُ بأهلِيها
أسمتهُمُ الملّة السمحاءُ تكرمةً / أنصارَها وبهم عزّتْ أواليها
ففي حُنَيْنٍ وفي بدرٍ وفي أُحُدٍ / تُلْفَى مفاخرهم مشهورةً فيها
وَلْتَسْأَلِ السِّيَرَ المرفوعَ مسندُها / فعن مواقفهم تُرْوى مغازيها
مآثرٌ خلَّد الرّحمن أُثرتها / ينصّها من كتاب الله تاليها
له الجهاد به تسري الرياح إلى / ممالك الأرض من شتى أقاصيها
تُحدى الركاب إلى البيت العتيق به / فمكّةٌ عَمَرَتْ منه نَواديها
بشائرٌ تسمعُ الدنيا وساكنها / إذا دعا باسمك الأعلى مُناديها
كفى خلافَتَكَ الغراءَ منقبةٌ / أنّ الإلهَ يُوالي من يُواليها
وقد أفاد بنيه الدهرُ تجربةً / أنّ الإلهَ يُوالي من يُواليها
إذا رميت سهام العزم صائبةً / فما رميتَ بل التوفيق راميها
شكراً لمن عظمت منا مواهبُهُ / وإنْ تُعَدَّ فليس العدُّ يُحصيها
عما قريبٍ ترى الأعيادَ مُقبلةً / من الفتوح ووفدُ النصر حاديها
وتبلغُ الغاية القصوى بشائرها / فقد أظلتْ بما ترضى مباديها
فاهنأ بما شئت من صنع تُسَرُّ به / وانْو الأمانيَّ فالأقدار تُدنيها
مولايّ خذها كما شاءت بلاغتها / ولو تُبَاعُ لكان الحسنُ يَشريها
أرسلتها حيثما الأرواح مرسلةٌ / نوادراً تنشر البشرى أمانيها
جاءت تُهنيك عيد الفطر معجبةً / بحسنها ولسانُ الصدق يُطريها
البِشر في وجهها واليمن في يدها / والسّحرُ في لفظها والدرُّ في فيها
لو رصَع البدر منها تاج مفرقه / لم يرضَ درَّ الدراري أن تحُلّيها
فإن تكن بنتُ فكري وهو أوحدها / نُعماك في حِجره كانت تُربّيها
في روض جودك قد طوّقتني مِننا / طوقَ الحمام فما سجعي مُوَفيّها
ولو أعرتُ لسان الدهر يشكرها / لكان يقصرُ عن شكرٍ يُوَفّيها
بقيتَ للدين والدنيا إمامَ هدى / مبلَّغ النّفس ما ترجو أمانيها
والسعد يجري لغايات تؤمِّلها / ما دامتِ الشُّهب تجري في مجاريها
سلام على الدنيا جميعاً وما فيها
سلام على الدنيا جميعاً وما فيها / غداة نَعَتْ شمسُ الخلافة من فيها
نَعَتْ مَلِكَ الأملاك والكاملَ الذي / يكفّ عوادي الحادثات ويكفيها
عميدَ بني الأنصار غير مدافع / ومحيي معاليها ومولى مواليها
وبدر دياجيها وشمس نهارها / وبشرَ مُحيّاها ونورَ مجاليها
خفا الكوكب الوقاد قد كان نورُهُ / يُجلِّي من الدُّهمْ الخطوب دياجيها
هوى القمر الوضاح من أفق العلا / فأظلم جوُّ النّيِّرات بساريها
وقد كُسفت شمسُ الهداية بعدما / أبانَ سبيلَ الحق للخَلْق هاديها
هو الجبل الراسي تصدّع بعدما / أقرت به شُمُّ الجبال رَوَاسيها
يعز على دين الهدى أن شمسه / يطول بأطباق التراب تواريها
يعز على زُهر النجوم متى سَرَتْ / ولا تلمحُ الهديَ الذي كان يَهديها
لأندلسٍ ثكلٌ عليه مُرَدَّدٌ / له لبست سودَ المسوح نواحيها
ثلاثين حولاً بعد خمس تعوّدت / يدافع عنها كلَّ خطب ويحميها
أُبكِّيه للرايات يخفُقُ بَنْدها / وفي مرقب النصر المؤزر يُعليها
أُبكِّيه للخيل المغيرة بالضّحى / وقد أبعد الفتح المبين مراميها
ويبكيه معمورُ البسيطة كلَّها / وما ضم من داني البلاد وقاصيها
وتبكيه سحب أخجلتها بنانُهُ / وترسل دمع الغيث حزناً مآقيها
وتبكيه حتى الشهب في أفق العلا / وتلبَسُ جلباب الظلام جواريها
عزاءً أمين المسلمين فإنها / مقادير رب الخلق في الخلق يُجريها
هو الموت وِدٌ للخليقة كلِّها / أواخرها تقفُو سبيل أواليها
وما بيننا حيٌّ وما بين آدم / ألا هكذا سوِّى البريَّة باريها
وفي موت خير الخلق أكبرُ أسوة / تُصبِّر أحرار النفوس وتُسْليها
أمولايَ لو كان الفداء مسوّغاً / فديناك بالدنيا جميعاً وما فيها
أمولايَ كم من نعمة لك عندنا / إذا نحن رُمنا حصرها ليس نُحصيها
أمولايَ خلّفت العبيد إلى الأسى / يناجيك من فرط الشجون مُناجيها
تحَفَّيت بي حتى نضوتُ شبيبتي / عزيزاً وجيهاً حيثما رمتُ تَوْجيها
وقد كان ظني أن تكون جنازتي / يُشيِّعها منك الرضا ويُواريها
وقد عشتُ حتى ذقتُ فقدك قَلَّما / تُبلَّغ نفس ما تريد أمانيها
ولولا أبو الحجاج نَجْلُك لم يكن / لدين الهدى كرّاتُ بحر يُزّجّيها
ولكنه واللهُ يُجمل صبره / مناقبَك الغُرَّ الكرامَ سيُحييها
فخلفتنا منه لأكرم كافل / يُحَمِّلُ أعباء الخلافة كافيها
سريرتُه الرُّحمى وسيرتُه الرضا / وأخلاقه الغرُّ الكريمة تَدريها
وسيلتك العظمى وظلّك فوقنا / وعُمدتنا والله في العز يُبقيها
فما كنت غلاّ الشمسَ قد غَرَبَتْ لنا / وأنوارها بدرُ التمام يُجلّيها
وما أنت إلاّ المسك إن تخْفَ ذاتُه / ينمَّ بها العَرف الذكي فيُفْشيها
ألا قدّس الرحمن نفساً كريمة / بكلِّ عزيز في الوجود نُفدّيها
وبُشْرى لنا أن السعادة نُزْلُها / وأنّ رضا الله الكريم يُرضّيها
وحاشا وكلاّ أن تضيع وسائل / سيذخرها الربُّ الكريم ويُنْشيها
فكم من جهاد قد رفعت بنوده / وقد أثمرت فيها المعالي عواليها
كسرتَ تماثيل الصّليب وأُخرسَتْ / نواقيسُ كانت بالضلال تناغيها
وكم من منار قد أعدتَ أذانَه / وأعلن فيه دعوة الحق داعيها
وكم من رياض للكتائب قد غدت / تضيق بمستَنْ الجياد نواحيها
وملتف زرع بالأسنة مزهرٍ / ولكن به المرّان تحلو مجانيها
إذا ظمئت منها الذوابل في الوغى / جداولُ أنهارِ السيوف تُروّيها
غِراسٌ زكيٌّ للجهاد غرستَهُ / فصرت إلى دار السعادة تجنيها
ولم لم يكن إلا سنينَ قطعتها / رهينَ شكاة لا تزال تعانيها
صبرتَ لها صبر الكرام وإنما / ذخرتَ أجوراً فضلُ ربِّك جاريها
أمالك في الأنصار خير وسيلة / وقد كنت بالنصر العزيز تُحيِّيها
وحسبُك بالمختار أكرم شافع / وسنته والله لا زلت تُحييها
على علم الدنيا وفخر ملوكها / تحيّة ربٍّ لا يزال يُواريها
سأبكيه ما دام الحمام مطوّقاً / وما سجعت تبكي الهديلَ قماريها
وأهديه من طيب السلام معطّراً / كما فتقت أيدي التِّجار غواليها
وأسبلَ ربّ العرش سُحبَ كرامةٍ / تَسُحُّ على ذاكَ الضريح غواديها
ونسألُ فتحاً للخليفةِ يوسفٍ / يُملّكُه أقصى البلاد ومن فيها
يهني زمانك أعيادٌ مجددةٌ
يهني زمانك أعيادٌ مجددةٌ / من الفتوح مع الأيام تغشاهُ
غضبتَ للدين والدنيا بحقهما / يا حبّذا غضب في الله أرضاهُ
فوَّقت للغرب سهماً راشه قدرٌ / وسدّد الله للأعداء مرماهُ
سهم أصاب وراميه بذي سلم / لقد رمى الغرض الأقصى فأصماهُ
من كان بندك يا مولاي يقدمه / فليس يخلفه فتح ترجّاهُ
من كان جندك جندُ الله ينصره / أنالَهُ الله ما يرجو وسنّاهُ
ملكته غربه خُلِّدتَ من ملك / للغرب والشرق منه ما تمنّاهُ
وسامَ أعداءَك الأشقَيْن ما كسبوا / ومن تردّى رداء الغَدْر أرداهُ
قُل للذي رمِدتْ جهلاً بصيرته / فلم تَرَ الشَّمسَ شمسَ الهُدي عيناهُ
غطّى الهوى عقلَهُ حتى إذا ظهرت / له المراشدُ أعشاه وأعماهُ
هل عنده وذنوب العذر توبقه / أن الذي قد كساه العز أعراهُ
لو كان يشكر ما أوليت من نعمٍ / ما زلت ملجأه الأحمى ومنجاهُ
سُلَّ السعودَ وخَلَّ البيضَ مغمدة / فالسيف مهما مضى فالسعد أقصاهُ
واشرع من البرق نصلاً راع مُصْلتُهُ / وارفع من الصبح بنداً راق مجلاهُ
فالعدوتان وما قد ضمَّ ملكُهما / أنصار ملكك صان الله علياهُ
لا أوحش الله قطراً أنت ملكه / وآنس الله بالألطاف مَغناهُ
لا أظلم الله أفقاً أنت نَيِّرهُ / لا أهمل الله سرحاً أنت ترعاهُ
واهنأ بشهر صيام جاء زائره / مستنزلاً من غله العشر رُحماهُ
أهلَّ بالسعد فانهلَّتْ به مننٌ / وأوسعَ الصنعَ إجمالاً ووفّاهُ
أما ترى بركات الأرضِ شاملةٌ / وأنعُمَ الله قد عمّت براياهُ
وعادك العيد تستحلي موارده / ويجزل الأجْرَ والرُّحْمى مُصَلاَّهُ
جهَزت جيش دعاء فيه ترفعه / لذي المعارج والإخلاص رقَّاهُ
أفضت فيه من النعماء أجزلها / وأشرف البر بالإحسان زَكّاهُ
واليتَ للخلقَِ ما أوليتَ من نعم / والى لك اللهُ ما أولى ووالاهُ
هذي العوالم لفظ أنت معناهُ
هذي العوالم لفظ أنت معناهُ / كلٌّ يقول إذا استنطقته اللَّهُ
بحر الوجود وفلك الكون جارية / وباسمك الله مَجراه ومُرساهُ
من نور وجهك ضاء الكونُ أجمعُهُ / حتى تشيَّد بالأفلاك مبناهُ
عرش وفرش وأملاك مسخّرة / وكلها ساجد لله مولاهُ
سبحان من أوجد الأشياء من عدم / وأوسع الكون قبل الكون نعماهُ
من ينسب النور للأفلاك قلت له / من أين أطلعتِ الأنوارُ لولاهُ
مولايَ مولايَ بحر الجود أغرقني / والخلق أجمعُ في ذا البحر قد تاهُوا
فالفلك تجري كما الأفلاك جارية / بحرُ السماء وبحرُ الأرض أشباهُ
وكلهم نعم للخلق شاملة / تبارك الله لا تُحْصَى عطاياهُ
يا فاتقَ الرّتق من هذا الوجود كما / في سابق العلم قد خُطت قضاياهُ
كنْ لي كما كنتَ لي إذْ كنت لا عملٌ / أرجو ولا ذنبَ قد أذنبتُ أخشاهُ
وأنت في حضرات القدس تنقلني / حتى استقر بهذا الكون مثواهُ
ما أَقبحَ العبد أن ينسى وتذكرُه / وأنت باللطف والإحسان تَرعاهُ
غفرانَك اللهُ من جهل بُليت به / فمن أفاد وجودي كيف أنساهُ
منّي عليَّ حجاب لست أرفعُه / إلا بتوفيق هَدْي منك ترضاهُ
فعدْ عليَّ بما عوَّدْتَ من كرم / فأنت أكرمُ من أَمَّلْتُ رُحماهُ
ثم الصلاةُ صلاةُ الله دائمةٌ / على الذي باسمه في الذكر سَمَّاهُ
المجتبى وزناد النور ما قُدحتْ / ولا ذكا من نسيم الروض مراهُ
والمصطفى وكِمامُ الكون ما فُتقتْ / عن زُهر زَهْر يروقُ العين مرآهُ
ولا تَفَجَّرَ نهرٌ للنهار على / در الدراري فغطّاه وأخفاهُ
يا فاتح الرسل أو يا خَتْمَها شرفاً / والله قدّس في الحالين معناهُ
لم أَدَّخِرْ غير حبِّ فيك أرفعه / وسيلةٌ لكريم يوم ألقاهُ
صلّى عليك إلهٌ أنت صفوته / ما طُيِّبتْ بلذيذ الذكر أفواهُ
وعمَّ بالروْح والريحان صحبته / وجادهم من نمير العفو أصفاهُ
وخصّ أنصاره الأَعْلَيْنَ صفوته / وأسكنوا من جوار الله أعلاهُ
أنصار ملته أعلام بيعته / مناقب شرفت أثنى بها اللَّهُ
وأيّدَ الله من أحيا جهادهُمُ / وواصل الفخرُ أُخراهُ وأُولاهُ
المنتقى من صميم الفخر جوهره / ما بين نصر وأنصار تهاداهُ
العلم والحلم والإفضال شيمته / والبأس والجود بعض من سجاياهُ
ما ترى في الرياض أشباهي
ما ترى في الرياض أشباهي / يسحَرُ العقلَ حُسْنِي الزّاهي
زان روضي أميره سعدٌ / وهو نجل الغني باللهِ
دامَ منه بمرتَقَى عزٍّ / آمرٌ بالسُّعود أو ناهي
لِلْغَنِي بالله قصرٌ
لِلْغَنِي بالله قصرٌ / للتهاني يصطفيهِ
فيه محرابُ صلاةٍ / يقف الإبريق فيهِ
تالياً سورة حسن / والمعالي تقتفيهِ
أَتعطشُ أولادي وأنت غمامة
أَتعطشُ أولادي وأنت غمامة / تعم جميع الخلق بالنفع والسقيا
وتُظلم أوقاتي ووجهك نيّرٌ / تفيض به الأنوار للدين والدنيا
وجَدُّك قد سماك ربُّك باسمه / وأورثك الرحمنُ رتبته العليا
وقد كان أعطاني الذي أنا سائلٌ / وسوَّغني من غيرِ شرط ولا ثُنيا
وشعريَ في غرِّ المصانع خالدٌ / يحييه عني في الممات وفي المحْيَا
وما زلتُ أُهدي المدح مِسكاً مُفَتّقاً / فتحمله الأرواحُ عاطرة الرَّيَّا
وقد أكثر العبدُ التشكّي وإنه / وحقك يا فخر الملوك قد استحيا
وما الجود إلا ميِّتٌ غير أنه / إذا نفحت يُمناك في روحه يحيا
فمن شاء أن يدعو لدين محمد / فيدعو لمولانا الخليفة بالبُقُيا
كتبتُ ودمعي بلَّلَ الركبَ قطرُهُ
كتبتُ ودمعي بلَّلَ الركبَ قطرُهُ / وأجرى به بين الخيام السواقيا
حنيناً لمولى أتلف المالَ جودُهُ / ولكنه قد خلّد الفخر باقيا
وما عشتُ بعد البين إلا لأنني / أرجّي بفضل الله منه التلاقيا