المجموع : 92
ظبي يحير في الملاحة كلما
ظبي يحير في الملاحة كلما / كررت طرفي في بديع فنونه
أشكو إليه صبابتي فيجيبني / ورد يبرد لوعتي بمعينه
قسماً به وبوردة من خده / وتمام قامته وسحر جفونه
لو أن ركباً في الفلاة تحيروا / لسروا بضوءٍ من هلال جبينهِ
أيا دهر أين الملوك الذي
أيا دهر أين الملوك الذي / ن كانوا فأضحوا كأن لم يكونوا
وكانت قصورهم لا ترام / فتلك قبورهم لا تبين
خض بحار الموت في
خض بحار الموت في / النقلة من دار الهوان
واحمل النفس من ا / لصبر على حد السنانِ
وابعد ألا يراك / الناس مبسوط البنانِ
فعسى الرحمان يغني / عن فلان وفلان
أحباب قلبي إن شط المزار بكم
أحباب قلبي إن شط المزار بكم / فإنكم في صميم القلب سكان
وإن رجعتم إلى الأوطان إن لكم / صدورنا عوض الأوطان أوطان
جاورتم غيرنا لما نأت بكم / دار وأنتم لنا بالود جيران
فكيف ننساكم يوماً لبعدكم / عنا وشخصكم للعين إنسان
يا دهر حسبك ما فعلت بنا
يا دهر حسبك ما فعلت بنا / أتراك تطلب عندنا إِحنا
كم نتقيك بكل سابغةٍ / وسهام كيدك تخرق الجننا
ما تنفع الدرع الحصينة من / عما قليل يلبس الكفنا
كلا ولا الأيام تقبل عن / أرواحنا رشوا ولا ثنا
لو بالثريا حل معتَصِمٌ / منها لكان له الثرى وطنا
ولقد يهون ما أصابكم / فقد الحسين الطهر والحسنا
وبنيهم إذ طوحت بهم / أيدي زمانهم هنا وهنا
وأرى الأئمة جار دهرهم / في فعلة بهم فكيف أنا
لي أُسوة بهم الغداة إذا / أصبحت في الأحداث مرتهنا
وردت إلينا منك مجد الدين
وردت إلينا منك مجد الدين / بيضاء تخطر في الثياب الجونِ
حررت منها حرة برزت لنا / حسناً كنظم اللؤلؤ المكنون
خرساء صامتة ولكن أخبرت / منها الفصاحة عن لسان حزين
غراء يلقى الشك عند قدومها / فتظل تكشفه بصبح يقين
تشكو صبابتك التي آلت إلى / داء تضرم في الفؤاد دفين
أبدت إلى الكرم اللباب تمسكاً / بندي كفيل بالنجاح ضمين
قد علمت سر القنا أخلاقه / فلذاك منها شدة في لين
إن من لم يتبع صنائع جوده / منا وليس نداه بالمنون
تأتي القوافي وهي أبكار له / قصداً فتخجل للأيادي العون
حتى إذا وفدت علينا لم تجد / باباً لعمرك مغلقاً من دوني
وجوابنا هذا عقيب هلاك من / ورد المنية راغم العرنين
أمست أكاذيب المنى تقتاده / حتى رمته إلى الحضيض الهون
إذ ظن أما مثل من عن ملكه / قد راح عنه بصفقة المغبون
خلي حلائله وقال لنفسه / منجاك من صرف الردى يكفيني
حتى إذا شيطانه قال ابتدر / في سرعة للملك والتمكين
ورأى بأن الحشد صائن عزه / من أن يذال فلم يكن بمصون
ندبت إليه عصابة من قبلها / لم تسر آساد الشرى بعرين
من آل رزيك الذين بجودهم / وببأسهم خلطوا منى بمنون
صحبت من الأصحاب كل سميدع / يجري إلى الهيجا بغير قرين
وإذا بدى ليل الحوادث داجياً / جلته غرة وجهه الميمون
أمل لعمرك زينته لعينه / خدع الغرور وسكرة المفتون
لم يلبثوا حتى بدا متخبطاً / بدمائه كتخبط المجنون
فلجا من الحشد الذي قد غره / عدداً لحصن لم يكن بحصين
وأتوا برأس فارغ لما يكن / من قبل أن يعلو القنا برزين
أسر ابنه وتوزعت أمواله / حتى لقد بلغت بلاد الصين
وأعقيبه فتح الاله بلطفه / باب الظهور على عداة الدين
ما بين مقتول ورامي نفسه / غرقاً ومجروح وبين طعين
واستهلك الاسطول من لم يلقه / بالنفس منه على الظبا بضنين
قرن النساء إلى الرجال فأشبهوا / خلط القساور بالظباء العين
والعدة العظمى من العدد التي / تضفو ملابس سردها الموضون
بصوارم قد اطلعتها للوغى / من دونه في القدر فتح حصون
فلأخذهم في كل قلب موقع / عند الصقال لها أكف قيون
والطود لا ينجي امرءاً من حينه / فلذاك لا ينجيه علو سفين
والشكر لله الكريم فحمده / متواصل مني لما يوليني
فلو أنني رمت السماء بحول رب / العالمين لطلتها بيمني
في كل أرض لي ثناء لم يزل / يعتاد منه نفحة النسرين
ولعلمنا أول الأمير بذا إلى / قلب بكر مرة مشحون
ملنا لنعلمه بذاك لأنه / في ودنا ما زال غير ظنين
وله التوسع في المقال وشأنه / في نظمه والشعر غير شئوني
والأهل قد ساروا إليه ورأينا / طلب افتكاك فؤاده المرهون
لم يبق مجد الدين وجد فاغتنم / فرحاً أتيح لقلبك المحزون
وأسألهم إن شأت عن أخبارهم / وابثتهم من شجوك المحزون
وأفض علينا من فنونك ملبساً / عند النشاط فأنت رب فنون
احذر غوائل دهر أيها الساهي
احذر غوائل دهر أيها الساهي / وجرد العزم فعل الآمر الناهي
لا يعجبنك من الدينار رونقه / فعن قريب يزول الرونق الزاهي
ولا تكن لخطى من تاه متبعاً / إن الزمان ليردي كل تياه
ولا تقضي زماناً باصطحاب ذوي / الخلق الفظيع وجانب كل جباه
لكن بمدحك أهل البيت إنهم / من دون هذا الورى عزي وهم جاهي
قوم علومهم عن جدهم أخذت / عن جبرئيل وجبريل عن الله
هم السفينة ما كنا لنطمع أن / ننجو من الهول يوم الحشر لولا هي
الخاشعون إذا جن الظلام فما / تغشاهم سنة تنفي بأتباه
وليس يشغلهم عن ذكر ربهم / تغريد شاد ولا ساق ولا لاه
سحائب لا تزل بالعلم هامية / أجل من سحب تهمى بأمواه
إذا ذكرتهم هب النسيم على / الدنيا بأطيب من أنفاس أفواه
يا من يروم لهم في مدحهم شبهاً
يا من يروم لهم في مدحهم شبهاً / للشمس والبدر لا تأتي بأشباه
لا تحسبني بلاه عن ودادهم / فما أنا عن جنان الخلد باللاهي
وإن من يلتجي جهلاً لغيركم / كمن يلوذ بركن ساقط واه
أنا الذي جأتهم في مدحهم مرحاً / طوع القياد ولم أنقد باكراه
يا نائماً في هذه الدنيا
يا نائماً في هذه الدنيا / أما آن انتباهك
المال لا يغنيك في الاخرى / ولا ينجيك جاهك
أنا من شيعة الامام علي
أنا من شيعة الامام علي / حرب أعداءه وسلم الولي
أنا من شيعة الامام الذي ما / مال في عمره لفعل دني
أنا عبد لصاحب الحوض ساقي / من توالي فيه بكأس روي
أنا عبد لمن أبان لنا المشكل / فارتاض كل صعب أبي
والذي كبرت ملائكة الله / له عند صرعة العامري
الامام الذي تخيره الله / بلا مرية أخاً للنبي
قسماً ما وقاه بالنفس لما / بات في الفرش عنه غير علي
ولعمري إذ حل في يوم خم / لم يكن موصياً لغير الوصي
المبرى من كل عيب وريب / والمسوى بغير نقص وعي
فبه قد هداني اللّه للحق / فما لي ورأي كل غوي
خفي الفضل في سواه وأما / فضله في الورى لغير خفي
من تغابى عنه فمثلي عن الفضل / الشهير المبني غير غبي
واتصالي به لدى الحرب أبداً / لي نصراً على الشجاع الكمي
وإذا أظلمت خنادس خطب / كنت منه على رجاء مضي
وأنا منذ كنت أسعى لساداتي / على منهج الصراط السوي
يا ضعيف اليقين إن اعتقادي / في علي على يقين قوي
أنا في القول لا أطيع غوياً / إذ مطيع الغوي نفس الغوي
ذكر آل النبي عندي كالبشرى / وذكرى سواهم كالنعي
قد جرى حبهم بجسمي كما احت / لمت مجاري الرضاع جسم الصبي
أنا أسخو بالمال لكن بديني / أن تأملتني فغير سخي
في ولائي أبري من الظالم الغا / شم فاسكن إلى ولي بري
من دعاني إلى الأئمة أسرعت / إليه ولم أكن ببطي
وإذا ما خيار قومي رضوا / عني لم أحتفل بغير رضي
فاجتل الآن من نظام ابن رز / يك حلياً يفوق نظم الحلي
وإذا أجدبت خواطر قوم / فاحظ من خاطري بروض ندي
خاطر تقرب المعاني عليه / إن دعاها من المكان القصي
كلم تكسب المعاطف والتيجان / هزأ إن أنشدت في الندي
يا سيداً يسمو بهمته
يا سيداً يسمو بهمته / إلى الرتب العلية
فينال منها حين يحرم / غيره أوفى مزية
أنت الصديق وإن بعدت / وصاحب الشيم الرضية
يهنيك أن جيوشنا / فعلت فعال الجاهلية
سارت إلى الأعداء من / أبطالها مائتا سرية
فتغير هذي بكرة / وتعاود الأخرى عشية
فالويل منها للفرنج / فقد لقوا جهد البلية
جاءت رؤسهم تلو / ح على رؤس السهرية
وبدائع قد قسمت / بين الجنود على السوية
وخلائق كثرت من الا / سرى تقاد إلى المنية
فانهض فقد انبيت / مجد الدين بالحال الجلية
لمم بنور الدين / واعلمه بهاتيك القضية
فهو الذي ما زال يخلص / منه أفعال ونية
ويهد جمع الكفر بالبي / ض الرقاق المشرفية
فعساه ينهض نهضة / يفني بها تلك البقية
أما لنصرة دينه / أو ملكه أو للحمية
ومهفهف ثمل القوام سرت إلى
ومهفهف ثمل القوام سرت إلى / أعطافه النشوات من عينيه
ماضي اللحاظ كأنما سلت يدي / سيفي غداة الروع من جفنيه
قد قلت إذ خط العذار بمسكه / في خده ألفيه لا لاميه
ما الشعر دب بعارضيه وإنما / أصداغه نفضت على خديه
الناس طوع يدي وأمري نافذ / فيهم وقلبي الآن طوع يديه
فاعجب لسلطان يعم بعدله / ويجور سلطان الغرام عليه
واللّه لولا اسم الفرار وأنه / مستقبح لفررت منه إليه