القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحَسن الشَّشتُري الكل
المجموع : 234
يا قَلْبَ يا قَلْبِ كَمْ تُصادِر
يا قَلْبَ يا قَلْبِ كَمْ تُصادِر / هذا الهَوَى وتَحِر وتَدهَش
رميت روحَكْ في بَحْر زاخِر / بَحْر الْهَوى وتَخَفْ منَ الرَّش
كانْ غرامَكْ وَ ايَّاكَ لا تَندم / لأِنَّ رأيَكْ رأىٌ سديدْ
ومُتَّ بِحُبَّكْ تَعِشْ مُنْعَم / حتَّى تَنَلْ كُلَّ ما تُريد
لا تَشْكي الْبُعْدَ وأنْتَ تعلم / أنَّ حَبيبَك لَس هُ بعيدْ
ومَنْ هُ محْبُوبُوا معه حاضِر / على الدَّوام قُل لِي كيْف يوحَش
يَجْني مِنَ الْحُسْنِ بالنَّواظِرْ / زَهْرَ الْمُنَى كُلَّ حين ويُنْعَش
أفْنانِي ذَا الحبّ عن فَنائِي / وصِرتُ بَعْدَ الْفَنَا وُجُود
تَعَجَّبَ النَّاسُ مِن بَقائِي / مع حُبِّ مَن نَهْواهْ نَسُود
وصارَ مَشْروبي مِن إِنائِي / لكنَّهُ مسْتَعْذَبُ الورُودْ
مِنْ خَمْرةٍ ما عَصَرْها عاصِرْ / ولا جُنَتْ قَطّ من مُعَرَّش
كم أسْكَرَتْ قلنا أكابِرْ / لِمِثْلِ هذا الشَّرابِ يُعطِش
يا غايَة الْحُسْنِ ما أجَلكْ / أغْنانِي حُسْنَكْ عَنِ الصُّوَرْ
نَفْنَى بِحُبَّك ولَسْ نملُك / يا مَن هُوَ السَّمْعُ والْبصَر
جَعلتَ كُلَّ الْقُلُوبْ مَحَلَّكْ / وأخَفَيْتَ حُسْنَكَ عن النَّظَر
فَهامْ في حُبِّكَ الْخَوَاطِر / ويَذهل الْقلْب فيكَ يَدْهَش
وكُلَّ حَدّ مِن هَوَاكَ حاير / لكِنُّوا حَوْلَ الحِمَى يُحْنشْ
يا بُغْيَةِ الْهائِم الْمُعَنَّى / لَس واللهِ نعشق حد سِواك
جعَلْتُ قلْبي إِليْكَ سُكْنِى / فاجْعلْ لِعيْنَيّ أن ترَاكْ
وكم نموهْ بِحُبّ لُبْنِى / وحُبَّ سعْدى وذاك وذاك
ومعْ ذا كُلُّ المحِبُّ حاضِرُ / يخْضَع لِذُلِّ الْهوَى ويُنْعِشْ
مُسْتَبْصراً آياتِ السَّرايِر / مُستَأنِسَ السِّرِّ وهْوَ يُوحَش
يا من هُو مسَلين بحالِ عاشِقْ / لا تَعْشَق إِلاَّ مليحْ وصُولْ
وكُنْ في عِشْقِكْ بحالِي صادِق / لا تَسْتَمِع من كلام عذُولْ
إِنَّ لِدينِ الهوَى موَاثِقْ / تبْقى على الْعَهدِ ما تحُول
قد أثبَتَتها يَدْ الضَّمائِر / وترتسِم في الْحَشَا وتُنْعَشْ
ونَفُرْ بها يوْم تُبْلَى السَّرائِر / وفي قَتيلُ الْهَوَى وما غَشْ
إِسْمَع كلاماً مُلْتقَط
إِسْمَع كلاماً مُلْتقَط / إِفْهَمِني قَطْ
إِفْهمنِي قَطْ /
إِيْش قالِي واحدْ عَلَّهُ /
ذَا الْمَعْنى إِفْهمْ شرْحَهْ /
إِيْشْ اسْم حِبَّكَ قُلْتُ هُو /
إِسم المَليحْ ما يخْتَلَط / إِفْهَمْنِي قطْ
إِفْهَمْنِي قَط /
مَحْبُوبي قد عَمْ الوجودْ /
وقد ظَهَرْ فِيْ بِيْضْ وسودْ /
وفَ نصارَى مَعْ يَهُود /
وَفَ الْحُروفْ وفَ الْنَقَطْ / افْهمني قط
إِفْهَمْني قطْ /
وَفَ النباتْ وَف الجمادْ /
وَفَ البياضْ وَفَ السوادْ /
وَفَ القلم وَفَ المِدادْ /
وليْس فْ هذا غَلَطْ / افهْمني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
مَحْبُوبي ما مِثْلُه قَرِينْ /
عرفتُهُ حَقَّا يَقينْ /
لَم يَحْتَجِبْ لِلْعارِفِين /
فَ كُلِّ شيْ قدِ اختَلَط / إِفْهَمْنِي قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
عَرَفْتُهُ طُولَ الْزمَانْ /
ظَهَرْ لِي في كُلِّ أوانْ /
وَفَ المياه وَف الوديان /
وَف الطُّلُوع وَف الهُبُط / إِفْهَمْنِي قَطْ
إِفْهمْنِي قَطْ /
أنَا بْحِبِّي مُغْتَبِطْ /
وَلِي عُلومٌ تَرْتَبِطْ /
وقَد ظَهَرْ بِلاَ غَلَط /
مِنْ ذَا الْفَضا / وَفَ الشَّطَطْ
إِفْهمْنِي قَطْ / إِفْهَمْني قَطْ
دَعْ عَنْكَّ عالَمَ الْخَيال /
واحْذَرْ تُشاهِدْ لُو مِثال /
فما تَرى أنْتَ مُحال /
بِهِ وُجُودَكْ ارْتَبطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
يا صاحِبي يا صاحِبي /
لا تَلْتَفِتْ لِقالِبي /
واشْهَدْ تَرَى عَجائِبي /
في بِحْرِ مالُوقَطْ شَطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
سُرُّ الْوُجُودْ في جُمْلَتِي /
وغَيْبَتِي في حَضْرَتِي /
وحُجْبَتي في قُرْبَتي /
اصْغَي لِمَا في ذَا النَّقَطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
وإِذا تَغِيب عَنِ الوجودْ /
وتَفْنَى حَقًّا فَ الْشَهُودْ /
فلا رُسُومَ ولاَ حُدُودْ /
ولاَ طَرَفْ ولا وَسَطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
فَحُطِّ قَلْبَكَ للرجالْ /
تسكن بحضرةِ الوصال /
وتُكْسَى حُلَةُ الكمالْ /
تَقْعُد بها عَلى البُسُطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
بَدَتْ لِلأكْمَهْ النُّجُومْ /
لَيسَ هُ ذَا ذَوْقُ الْعُمُومْ /
وَمنْ لاَ يَبْلُغْ الْحُلُومْ /
المعنى عَنَّوا قد سَقَطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
شِفائِي في لعقةْ عَسَلْ /
وَآيةٌ مِنْهَا الأمَلْ /
بِشْرطِّ فَهِمِ ذَا الْمَثَلْ /
وتأخُذوا مِمَّنْ شَرطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
في ذَا الْمَقَامْ فَنَى الْمَقَالْ /
وغايَةُ أحوالِ الرجالْ /
فَلا اتِّصالَ ولاَ انْفِصالَ /
وليْسَ في قَوْلِي شَطَطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
إِنْ شِئْتَ تَفْهمَ ذَا الْكلامْ /
وتَرْتَقِي عنْ ذَا الْمَقَامْ /
إِقْطَعْ خيالاتِ الأنامْ /
وقُلْ هُوَ اللهْ فقَطْ / إِفْهَمْني قَطْ
إِفْهَمْني قَطْ /
اسْمعُوا ذِي الحقائق
اسْمعُوا ذِي الحقائق / إِنَّ فيها ما يُسْمعْ
كَيْفَ تخْفَى الْحقِيقهْ / وشَمْسُها تُشْعْشَعْ
أشْرَقَتْ في سَنَاها / لم تُرَى قَطُّ تَغْرُبْ
وبدَتْ من علاها / لِلْقُلُوبْ كُلَّ موْهوبْ
ليْسَ يُنْكِرْ سَنَاها / إِلاَّ جاهِلْ ومحجوبْ
في صُدورِ الرِّجالْ / ثُمَّ تُطْوَى وتُرْفَعْ
كيْفَ تَخْفَى الحقيقهْ / وشمسُها تُشَعْشَعْ
رُدْ باللهْ يا مَطْبُوعْ / واسْتَمِعْ مِنْ كلامي
حَتَّى نَسْقيكْ ونُرْويكْ / مِن كُؤُوسِ الكرامِ
ونُرَبِّيكْ في حِجْرِي / حتَّى تَبْلُغْ مقامِي
تَرَى ما لَم تَرى قَطُّ / وتُشاهدْ وتسْمَعْ
كيْفَ تَخْفَى الْحقِيقهْ / وشمْسُها تُشعْشَعْ
اللهْ كانْ وبَقَى اللهْ / ولاَ في الْمُلْكِ غَيْرُوا
وأشْ ما تَنْظُرْ بِعَيْنَكْ / بِهْ صَدَرْ وبأمْرُو
مَنْ يُحَقِّقْ الأشْيَا / كُلُّها عِنْدَ نَظَرُوا
يَرَاها الْكلَّ واحِدْ / ويُشاهِد ويسْمعْ
كيْفَ تَخْفَى الْحَقيقهْ / وشمْسُها تُشعْشَعْ
أنا مطبوعْ في قوْمِي / وأديبْ في مَقالِي
وفقيرْ ومُرْبىّ / لِمَعانِي الرِّجالِ
وإِنْ كانْ أشْ تعرفونني / سَلِّموا لِي حالِي
أنا باللهِ ننْطِقْ / ومِنَ اللهِ نَسْمَعْ
كيْفَ تَخْفَى الحقيقهْ / وشمسُها تُشعْشعْ
إِسْمَعُوا ذِي الحقيقهْ
إِسْمَعُوا ذِي الحقيقهْ / يا جميعْ مَن يسمع
إِنَّ عِلْمَ الحقيقه / نُورْ وبالحقِّ يَصْدَع
قالَ عِلمُ الحقيقه / أنا أُسُّ الشَّرِيعهْ
مَنْ تبِعْها سيَلقَى / مِنِّي أدراجْ رَفيعَه
والمخالفْ سيَشْقَى / ويَرْكب أهْوال شنيعَه
في بُحُورِ غريقهْ / إِن غَرِقْ ليْسَ يَطْلع
إِنَّ عِلْمَ الحقيقه / نُور وبالحقِّ يَصْدَع
جِي نقُل لكْ حِكايَه / وافْهم إِنْ كُنتَ تفْهم
حالُ أهْلِ الوَلايَهْ / حال مُصحَّحْ مُحكَّم
إِنَّ في الخِضْرِ آيهْ / والنَّبيّ المَكلَّم
كُلُّهُم لو طرِيقه / والْتَفُوا عِندَ مجْمَعَ
إِنَّ عِلْمَ الحقيقه / نُور وبالحقِّ يصتْدَع
إِفْهَمُوا ذِي المقاصد / يا أُهَيْلَ الإرادهْ
إِنَّ مِن ظَلّ قاعِد / كَيْفَ تَكُنْ لُوسِيادَهْ
السُّعُود لِلْمُجاهِد / ولهُ الحزْقُ عادَهْ
والمعاني الرِّشيقهْ / وهْوَ أرْشَقْ وأبْدَع
إِنَّ عِلْمَ الحقيقهْ / نُورْ وبالحقِّ يَصْدَع
يا مُريدين جُدُّوا / وافهمُوا ذِي الأشايِرْ
من غَرَسْ شَيْ يَجدُّوا / ويَنالُ الْبَشايرْ
والكسَل يبْقَى وَحْدُوا / يْومَ تُبْلَى السَّرايِر
ودُمُوعُوا طلِيقَهْ / على ما كانْ ضَيَّعْ
إِنَّ عِلم الحقيقهْ / نُور وبالحقِّ يَصْدَع
اتْجَمَعْ شَمْلِي بِيَّا
اتْجَمَعْ شَمْلِي بِيَّا / وإِنِّي مَعي مَطْبُوع
ونظري إِلَيَّا / رَدَّنِي بيا مَجْمُوع
وانْجَمَعتُ بِذاتِي / وانْبَلَجْ لِي صباحِي
وثَبَتْ لِي ثَبَاتِي / وظَهَرْ لِي صَلاحِي
ورَأيْتُ صِفاتِي / ودَعانِي فَلاحِي
إِنْجَبَرْتُ عَلَيَّا / لَم تكُنْ عَنِّي مَمْنُوع
ونَظَرِي إِليَّا / رَدَّنِي بِيَّا مَجْمُوع
عِنْد ذَبْحِي لنفسي / انقشعْ لِي عمائي
وبَدَت لِي شَمْسِني / وظَهَرْ لِي سَنائِي
عِنْدَ قُرْبِي وُأنْسِي / لَمْ نَرَ شَيْ سَنائِي
سِرِّي مِنِّي إِليَّا / حيْث هُ سِرِّي مَودوعْ
ونَظرِي إِليَّا / رَدَّنِي بيّا مجموع
ألرِّجالْ قد سَقُونِي / وفُهِمتُ المعاني
وبالكمال عاملونِي / وظَهَرْ لِي بَيَانِي
في الوجودْ يَصَّوُوِني / تصريفات الأواني
أسْرَارْ رَبَّانِيَّا / صارْ بها مجْدي مرفوع
ونَظَرِي إِليَّا / رَدَّني بِيَّا مجموعْ
سِرُّ سِرِّي ونوري / شاهدٌ ببقائي
وبمعنى حُضُورِي / ووجودي فنائي
وأتمَّ سروري / يَوْم كَسْرِي إِنائي
سِرُّ هَذِي السُّرَيَّا / فِيَّا تَغْرُب وتطْلوع
ونَظرِي إِليَّا / رَدَّنِي بِيَّا مجموع
طِب وافْرَح بِذاتَك / لا تَكُن إِلاَّ طَيِّب
وانْجَمِعْ بِصِفاتِكْ / لاتَكُنْ عَنْكَ غايِبْ
والمعاني هُدَاتَكْ / لاتَكُن مِنْهَا خايِب
مَنْ عَشِقْنِي بنيَّا / ويَكُن بِيَّا مَوْلُوع
بِهْ نَطِيب وَهُ بِيَّا / ويَرَانِي مجمُوع
مَنْ لا يَفْهَمْ إِشارهْ
مَنْ لا يَفْهَمْ إِشارهْ / كِفْ يكونْ للإزاره مُدَّعِي
فِيَّا انا هُوَ حجابكْ /
وإِذا سدَّ بابَكْ /
إِنْ فَهِمَ احتِسَابك /
لِيسَ يدعو لكْ زِياره / إِنْ فَهِمْتَ العبارهْ فاسْمَعِي
انتبه مِن نُعاسَك /
وانتدبْ لِخَلاَصَكْ /
وانْظُر أيْنَ تُلْقَي راسكْ /
كُسْوة مستعارهْ / مُلِكَتْ لِي إِعاره فاشْ مَعِي
إنْ فَهِمْتَ ما يُقالُ لك /
إِهْنَا لَك وإِهْنَا ليْس لكْ /
أنْت عبدي مُملك /
في القراضْ شيْ إِجارهْ / وانْت فضْل التجارهْ تَدعي
الحبيب عرفتو
الحبيب عرفتو / وأنا منه خايف
ما يحبك إِلا / من هو بيك عارف
مُذ عَرفت ربِّي / زالت عن الأغيار
وانْشرحْ لِي قَلْبي / وبدَت لِي أسْرار
وأنا طول حَيَاتي / في نُور وأنْوار
طُول حَياتِي نَبْقى / في سر الوَظّائف
ما يحبكْ إِلاَّ / من هو بِيك عارِف
يا فقِير تجرَّدْ / عن ثوب البطاله
واتبع الحقائق / وقُل كَيْف قاله
واستمسك يا عارف / بِحبْل الوصاله
ولتكُن لنفسك / عاصي ومخَالف
ما يحبك إِلاَّ / مَن هُوَ بيك عارف
أترك الخلايق / يا بطال واجهد
واقطع العلائق / وأجود وازهد
يبصر الحقائق / نُور قلبك ويشهد
ويُوريك حبيبك / من صنع اللَّطائف
ما يحبك إِلاَّ / من هُوَ بيك عارف
يا فقير تخلا / عن هوى الخليقه
واستمسك يا عارف / بأهل الطريقه
وتكون تتبع / لأهْل الحقِيقه
قريب أنت منهم / كيس وملاطف
ما يحبك إلاَّ / من هو بِيك عارِف
وُجُودُ مَنْ قدْ وَجَدْنا
وُجُودُ مَنْ قدْ وَجَدْنا / عَنْهُ يَسْبِقْ
بِذَا قالْ كُلُّ حَد / وبِهْ صَدَّق
ومَوْجُودُ الْوُجَود / سِرَّكَ الْحَقْ
نَرَى ضَرْبَةَ لاَزم / سِرَّكَ الْحَق
نَرَى ضَرْبَةَ لاَزم / وُجُودُنا تَرَاجِم
وقُلْ للْفَيْلَسُوفْ / كَمْ ذَا تُسَلْسل
لا بُدَّ أن تَقِف / لا بُدَّ أن تُعَلَّل
فَمَعلُولُ الْحُدُوث / وُجُود لُو أوِّل
وإِنَّك يا مُخَاصِم / في بَحْرِ اللَّوْمِ عايِمْ
وبَيَّنْ للطَبِيعي / ما هُوَ أوْلَى
وَقُلْوا الانْفِعَال / عَنْ فاعِل أمْ لاَ
فإنْ جَاك باسْم / مَنْ تَهْوَى فأهْلا
هَذَاكْ ه اسم دايمْ / قلوا دعني يا ظَالِم
بذا الاسمِ عليك / بِالله دعني يا ظَالِم
وهل يُنْكِرْ أحد / لوجودِ فاعلْ
ظَهَر سرْ الخِلاَف / بِينِ الأوائِل
ومَرْقُوم الأراقم / بِه يشْهد يا نايِم
حرُوف هي ذِي النُّفُوس / تجمعها الاسما
والاسْمَا والنُفُوس / اسْم المُسَمَّى
ولكنّ الخِلاف / قدْ جَا في عمّا
كما هي في الطواسيم / كنُوز للطَّلاسيم
مَحَلُّ الاتحَادْ / في ذِي القضّيهْ
يَجُّلُ عَنْ مَقَالْ / بالمَثْنَوِيَّهْ
بذا قال من لو / ذِكْرٌ وَرَوِيُه
فَمَنْ يَسْتَلُ صارِم / يَقْرَا هَذِي المَلاَحِم
ألْقِ عَصَاكْ أمُسافِرْ
ألْقِ عَصَاكْ أمُسافِرْ / بِبَابِ شَيْخِ الْحَقَائِقْ
تُقْبَلْ مِنْكَ الإرَادَه / إِنْ كُنْتَ بالظَّفَر فايق
حُلُّ النِّطاق الممنْطَق / واخْلَع نِعالَك واقْبِل
بنعْت عاشق مَشُوق / إِلى الحبيبْ عَبسَى يُقْبِل
وحُطَّ رَأسكْ وحَقَّق / إِنَّ لوجود ثمَّ يَنزِل
وفي السُّجُود هِي الضَّمائِرْ / تَسْرِي كَسَيْرِ السَّوابِق
كما هذا نور السعادة / يظهر على عاشق
مَنْ جَا لِديِر الأحِبَّهْ / يَطْلُب فُنُونَ الخلاعَهَ
يُسْقَى بِكاسِ المحبَّه / سِرَّ المكانْ والجماعه
حَتَّى يَصِير حالُوا نِسْبَهْ / لأهْلِ تلْكَ الْبِضَاعَهْ
أُلْقُطْ نَثِيرَ الجواهر / يُقالُ عَنْكَ فايِق
لَس هُ حديثُ السياده / شَيْ يُجَد بالشَّواهِق
أُطلبِ لِشَيْخَك كُويِّس / يَسْقِيك خميره رقِيقَه
وكُنْ في شُربكْ كُويِّس / تَصِل بِهَا للحقيقهْ
تَبِتْ مِثْل العُرِيسْ / إِذَا يَبِت مَعْ رَفِيقهْ
تَحْضُرْ في صَدْرِ المحاضر / مَع كُلِّ مَبْرُورْ مُوافِق
وإِنْ طَلَبْتَ الإِعَادَه / أُدْنُوا لِهَذَا ورافِق
أَهْدَيْتُ لَكْ طَريقَه
أَهْدَيْتُ لَكْ طَريقَه / في أصْلِهَا حقِيقَه
فأبْصِر بِهَا رَقِيقَه / في طَيّشها اسْمِعْنِ شَيْ
في طَيِّها سِرُّ يَسُود / في ذَوْقِها فَهْمُ الوجودْ
في خَمْرِها بانَتْ شُهُود / ما فِي الْوُجُود غَيْرَك شَيْ
أنْتَ الْوُصُولُ الهاجرُ / أنتَ الصَّمُوتُ الذَّاكِرَ
سُمِّيتُهَا يا شاكرُ / ما هُو الكلامْ إِلا لِمَىَ
فظاهرٌ مِن صُورَتَك / ما فِي الوجودْ شَبِيهتَك
في الاعْتِدَال لِقَامَتَك / إِيَّاكْ ينَالَك فِيهَا فَيْ
وإِنْ نَظَرْتَ خبَرَك / بِلحْظِ سِرِّ غَيَّرُكْ
مِنْكَ إِلَيْكَ نَظَرَك / إِيَّاكَ تَرَى غَيْرَكَ شَيْ
أنْتَ النَّطُوقُ النَّاطِقُ / أنْتَ البصيرُ اللاَّحِقَ
أنْتَ السَّمِيعُ الشَّافِقُ / إِيَّاكَ تَغْلَطْ أهْنَا أيْ
عُبَيْدِي ما قَصْدِي سِوَاك / اخْتَرْتُ سِرِّي لِعُلاَك
حقيقيتي أنْتَ هُ ذاكْ / بالرُّوحِ مِنِّي أنْتَ حَيْ
إِنْ كُنْتَ حَيَّا تَفْهَموا / ما قَد بَدَا وتَعَلْمُوا
صَرِّحْ بِهِ أو اكْتُمُوا / هَل يَسْتوِي مَيِّتْ وَحَيْ
فَمَنْ هُ مَيِّت ادْفَعَهْ / كَبِّرْ عَلَيْهِ أربَعَه
إِن كُنْتَ حَيًّا لا تَزَال / تَرْفُل في أثْوابِ الجمالْ
عَن جَهْلِه لا تَنْزَعَه / كِفْ يَرى مَيِّت لِحَيْ
إِنْ كُنْتَ حَيًّا لا تَزالْ / تَرفُلْ فِي أثوابِ الجمال
في حَضْرَتِي تُعْطِي الكمال / مُطَّلِعاً لِكُلِّ شَيْ
بَل تخترقْ كُلَّ الْحُجُب / في سِرِّها سِرُّ الْغُيُوب
وأمْرُها مَعْنَى الحبيب / في حضْرتي تَحْظَى بِشَيْ
كَمُلْ إِليْكَ بالْحُضُور / ما هِي الْحُجُب إِلاَّ سُتُورْ
وصُورَتُكْ هِيَ الْقُشُور / واللُّبُّ سِرُّكَ الْعُلَيْ
أقْبلْ إِلينا إِنَّنَا / حَيٌ لِحَيٍّ قَد دَنَا
فافْنَا بِنَافِي لاَ فَنَا / تَرَى الْفَناقَد صار فَيْ
بِيّا تَرَى وَبِي تَقُول / وبِي تطُول وبِي تَصُولْ
إِيَّاكْ تُطِعْ كُلَّ جَهُول / مُثَبَّط الْفَهْمِ عُمَيْ
هَذَا الكلامُ وَهَبْتُ لَك / لأجْلِ سرِّ خَوّلَك
في حَضْرَتِي إٍخْتَرتُوا لَك / إِيَّاك تُعَدَّى عَنْهُ شَيْ
انْظُرْ في مِراكْ
انْظُرْ في مِراكْ / انْظُر في مِرَاكْ
والَّذي ترى فِيهَا / أنْتَ هُ ذَاك
ارفعِ المِرَا وانْظُر / يَظْهَر كُلُّ شَيْ
تَرَى الخالي والمعمور / ومَيّت وَحَيْ
ما يظْهَر لَكَ المستور / إِلا بالْمُرَي
يَنْكشِف غِطاكْ / يَنْكَشِفْ غِطاكْ
تبْقَى في الْوُجود وحْدَكْ / ما تَرَى سِوَاكْ
لا تَفْتِش عُيوب عَيْرَكْ / إِنَّ لَكْ عُيُوبْ
كُلُّ عيْب مِن نفسَك / ارْتَجِع وتُوب
لَو فُتِحْ عَلى قلْبَك / تَرفَعُ الحُجُوب
تَرَى ذَاكْ وذَاك / تَرَى ذَاكْ وذَاك
تتْفَرَّح في عِلْم الغَيْب / تَشْكُر مَنْ عَطاكْ
مَعَكَ الكلامْ كُلُّوا / ولَكْ هُ الحديث
خُذْ مِنَ المليح جُلُّوا / واتْرُكِ الخبيث
والَّذي جَهِلْ قُلوا / بِجَهْلَك عَمِيْت
لَو أرادْ هُداكْ / لَو أرَاد هُدَاك
تحَقَّقَت بأمْرُه / وَعِفْ عَمَا نَهَاك
إِعْرَف يا فقِيرْ اللهْ / حَقَّ الْمَعْرِفا
إِنْ كانْ تَعْلَم أنَّ الله / يُحِبُّ الصَّفَا
ولا تَرْجُو إِلاَّ الله / وَبِهِ اكْتَفَا
لاَ تَقُلْ نَسَاك / لاَ تَقُلْ نَسَاكْ
في الْباطِن وفي الظَّاهِر / ما يَزُول يَرَاك
أهْلُ الْهَوَى في اللهْ
أهْلُ الْهَوَى في اللهْ / قَوْلاً وحَال
والْمُدَّعِين قالَوا / مِنَ الْمُحَالْ
لاَهْلِ الهوى دَلاَيلْ / حِفْظُ الأصول
ومَنْ سَمِعْنِي يَفْهَم / شَيْئاً أقُولْ
الْحَقُّ مِنْ صِفاتُوا / ألاَّ يَحُولْ
طُوبَى لِمَنْ فَهِم / ومَنْ عَقَل
ومَنْ بِأمْرِ مَوْلاهْ / قالْ وفَعَل
الغِي مِنَ الْحَوَادِثْ / واصْفِي وُدَّكْ
واعْمَلْ عَلَى الإراده / والْمُمْ وِرْدَك
تَنَال مِن مُرَادَك / ومِنْ قَصِيدَك
وتَبْلُغِ الْمُنَى / والإتِّصَالْ
ويَكُون إِتِّصَالكْ / دونَ انْفِصَالْ
خَلَوْت مَعْ حَبِيبي / لَيْلاَ وَحْدِي
وانْتَفِتَ الخواطرْ / وَطَابَ وِرْدِي
ونِلْتُ مِنْ مُرادِي / ومِنْ قَصْدِي
وتُهْتُ في بِحَارْ / وفي سُؤال
وقَد سُقِيتْ أكواس / ما لَها مِثالْ
من خمرةِ قديمهْ / يَطِيبُ سُكْرِي
ومَنْ شَرِبْ شَرابي / يَفْهَمْ سِرِّي
الْحَقُّ مِنْ صِفاتُوا / كَمَا تَدْرِي
هُوَ غايَةُ الْمُنَى / مُعْطِي الكمال
وهْوَ الْكَرِيمْ تَعالَى / مالُوا مِثالْ
خَلَقْنِي مِنْ لاَ شَيْ / وَصَوَّرْنِي
شَرَّفْنِي بخطابوا / وكَرَّمْنِي
سُبْحَانَهُ تَعالَى / وعَفَا عَنِّي
نَزَّهْنِي وقالْ / وَاصِلْ تَنالْ
اللهُ ذُو الْجَلاَل / وذُو الْكمال
دَعُونَا نَمرُّوا بالجسد
دَعُونَا نَمرُّوا بالجسد / فالقلبُ راحلْ
لِطيِّ المراحلْ /
فَأوَّلُ عِلْمُنَا /
تَرْكُنا جِسْمَنا /
وَرَانا وعَمَّنا /
وصِرْنا ندُور في الأبد / والغيرُ زَايِل
وما ثَمَّ حايِل /
ولَمَّا قَطَعْنا /
جِسْمَنا ارْتَفَعْنا /
ومَعْقُولَنا مَعْنَا /
وعِنْدَ حضورُ الْمَدَد / هُوَ والوسائلْ
لَمْ يَبْقَ سائِل /
حَصَلْنا بِوُجْدُوا /
وتكريرِ عَهْدُوا /
والإنسانْ هُ بدُّوا /
لقطعِ دَهْرِهْ بالْعَدَد / ويظهرْ لِكامِل
حِجابْ كُلِّ عاقلْ /
عَجَبْ مِنَ الإنسانْ /
يُؤَمِّلُ الأزْمانْ /
ويَطْلُبْ لها أركانْ /
فمنْ ذا يَجُوزْ دارَ حَد / مِنْ غَيْرِ ساحِل
وهُوَ ثمَّ واصِل /
بحورٌ زواخرْ /
بِها الأوَّل آخِرْ /
وفيها مَفاخِرْ /
قد أعيتْ عُقُول / كُلِّ أحَدْ من الأوائلْ
وَسُحبانْ وائلْ /
يا مَن تَوَحَّدْ /
ذُقِّ الرَّمْزَ واشْهدْ /
وخَلِّي مَنْ أنشدْ /
مَضَيْت أن نَزُرَه ويَجْحَد / في دَارُوا هُ داخل
في شانِ عامِ قابل /
وَأشْ ما رُئِي ثمَّ عَارْ
وَأشْ ما رُئِي ثمَّ عَارْ / هُوَ بالققيرِ أجملْ
بالخَرْقِ هُمْ مشْغُولِين / لاَشْ هِيَ بِلاَ أكْمَامْ
وَذَا السَّفرْ بالسنينْ / إِجلسْ وكُنْ خَدَّامْ
فَعِنْدَنا الصَّالحين / لسْ يَدجُلوا حَمَّام
فَقُلْ لَهُمْ ذَا الْمُباح / غَزْلاً رَقِيقْ يُغْزَل
وَعِنْدَكُم هِيَ الكبارْ / عنْ ذِكْرَها يُغْفَل
أمَّا السَّفرْ فالرَّسول / نَدَب إِلى الغُرْبَهْ
والكُلُّ مِنَّا يَجُول / للعِلم عن قُرْبَه
عِلْم القلوبْ هُوَ الأصول / يُصْطادْ مِنَ الصُّحْبَه
لابُدَّ لنا مِنْ رَوَاح / لِنَطْلُبَ الأكْمَلْ
حيثُ الرِّضا والقرارْ / والمنزلُ الأجملْ
وَذِي الطريقْ في السَّفَر / نمشيه بالجُبَّهْ
أو بالثِّياب الخُضَر / لاَ كِيسْ وَلاَ دُرْبَهْ
إِمَّا عَرَب أو مطرْ / وتنقطِعْ قُبَّهْ
وَذِي الرُّقَيْعات سِلاَح / في السُّنهْ لَسْ تُجْهَل
لِصِنْفِنا هِ شِعارْ / قِناعٌ لَيس يُهْمَل
مِنْ أَيِّ سَمْعٍ في النُّصوص / الرِّزْقُ بالخدمهْ
أفكارُكم كم تَغُوص / عسى تَجِد لُقْمَهْ
هذَا اعتقادُ اللُّصُوص / وفننهْ في الأمَّهْ
تَزَيُّنَا لِلْشِحاح / وكُلِّ مِنْ يَبْخَل
الرَّغْبَه والادِّخَار / فِي فِقْهِ ذَا يَحْتال
وقلتُم الصَّالح / في الشعْبِ هُ رَاتِب
إِبْلِيسْ لِذَاكْ رَايِحْ / يَطْلُبْهُ عَن صاحِبْ
المُؤمِنُ الناصِحْ / مألوفْ ألُوف طالب
مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ راحْ / للغَيْرِ هُوَ أكْمَل
خَلِّ الجبالْ والحِجارْ / المؤمنون أفضل
فلا تَزِدْ زَايد / وقُل لِمَن قالْ أينْ
شيطانُ جا فِي الواحدْ / نَعَمْ وَفِي الاثْنينْ
الصَّالِحُ العابِد / تُرِيدُ تَراه بالعَينْ
فقلّوا لِمَن استراحْ / عَن كُلِّ ما أمَّل
وقد تَراهُ لِلتُّجارْ / يَخْدُمْ بِسُوق يَحْمِل
لَسْ هِي بالطَّيْلَسان / فَحَلِّ عَنْكَ التَّعب
وَلاَ بِنامُوسْ يُصان / ولاَ بِكَثْرهْ طَلَبْ
إِلاَّ لمن وَسْطَ حانْ / يُغْنِّي زَجَلْ في طَرَب
عَلاشْ يا مَوْلَى الْمِلاَح / تَحْكُم ولا تَعْدِل
غَداً يَهُبُّ العِذُارْ / ونُبْصِرَكْ تَغْزِل
أيْ قَلْبَك أيْ قَلْبَك
أيْ قَلْبَك أيْ قَلْبَك / قُل لِي وعينَك وأيْ تجول
إيش تطلبْ تَرَانِي مَعَكْ ما نَزُول /
تَطْلُبْنِي وأنا معكْ في كُلِّ حالْ / تَرَقبنِي مَعَ المعاني للظلالْ
تَجِدْنِي خَفِيت عَن طَي المِثال / فاعرِفني فاعرفني وإِيَّاك تَكن بي جَهول
إيشْ تَطْلُب تَرَانِي مَعَكْ ما نَزُول /
يا عبدي اطْلُبْنِي دائِمَا واجتهِد / تُعْطَى لكْ جَناتُ عدنٍ للأبدْ
في جوارْ نَبِيٌّ اسمَهُ أحمد / طُوبى لكْ طوبى لك إِن صحْ لك هذا القَبول
إِيشْ تَطْلُب تَرانِي مَعَكْ ما نَزُول /
هَيَّمنِي لمَّا تجلى للفؤادْ / وطاوعتْ وعَطِيتْ مني الانقيادْ
وَسْقاني خمر المحبة والودار / وعاينْ وعاين قلبي حبيباً لا يَحول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
نَزَهْنِي وقالْ لي هَذِي حَضْرتِي / ادللْ وانبسطْ هَذِي جَنَّتِي
وافرحْ وافتخرْ بِرُؤْيَتِي / فاشكرني فاشكرني الشُكْرُ هُوَ عينُ القبول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
اتمنى علَيّ واطلب ما تُرِيد / عُبَيْدِي اطلب فَمَا عِنْدِي بَعِيدْ
أنا لَكْ أقْرَبْ مِن حِبْلَ الوريدْ / فاطلبني فاطلبني تَجِدْ رِضايا لَك وصُول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
بَيْ طُلُوع وَبيْ نُزول
بَيْ طُلُوع وَبيْ نُزول / إِخْتَلَطَت لَكَ الْغُزول
وفَنَى مَنْ لَمْ يَكُن / وبَقَى مَنْ لَم يَزُل
أنا لَسْ نَشْكُر خَلِيع / إِنْ ثَمِلْ وإِنْ صَحَا
حَتى يَقْطَعْ في الْقَطِيع / ويَدُورْ بِحَالْ رَحَا
إِنْ ثَبَتْ سَيْرُوا سَرِيع / وشَرِبْ حَتَّى امْتَحَا
فَلْتَجول إِنْ كان يَجُول / أو تَمُورْ تَرْعَى العُجول
وإِنْ أرَدتَّ كُنْ مَرَه / وإِن أرَتَّ كُن رَجُل
فإذَا نَظَرْ إِليهْ / ويَرَى ذَاتُو بِلاَ مِرَا
كُلُّ شَيْ يَظْهَر لُو فيهْ / ولاَ يَدرِي كِفْ طَرَا
يَحْتاجْ يَشْدُدْ يَدَيْه / عَدْ يَرجِع لِوَرَا
فَهْيَ أحْوال تَحُول / يَعْرِفونَها الْفُحُول
والْكُحُل مِنَ الْعُيُون / قَلْ ما يَحْتاج كَحُول
شمس مَعْ ظِلِّي اخْتَلَط / واختفتْ عَنِّي الحُدود
وبَدا بَدْرُ الغَلَط / يُورِي تَجْريحَ الشْهُود
وَجَا يَلْعَبْ فَسَقَط / وصَحِك مِنْهُ الوجودْ
وقال أيْش ثَمْ يا طَلول / لا اتِّحاَد ولا حلول
فلاَ تَخْرِبِ الْحُصُون / ولاَ تَخْلِطِ التُّلُول
مَن مَشَى ولَم يَصِل / فقالُوا يَقْطَع الطَّرِيق
فإذَا شَعَرْ وَصَل / وإِنْ غَفِل فَهْوُ غَرِيق
مِنْهُ إِليه يَتَّصِل / فإذَا جازَ الْمَضيق
وَتَدرْ عَلَيْه سُيُول / وَتَلَذُّ لُو عُسُول
يَسْتَوِي صَحْبُ الخِطابْ / والْمُخاطَبْ والرَّسُولْ
ويَرَى الفَلَكْ يَدُور / والطُّلُوع مَعَ الْهُبُوط
ويَرْكَبَ الأمُور / ويُحَلِّلُ الرُّبُوط
ولاَ يَتْرُكُ الْحُضُور / ولا يهملُ الشُّروط
ما بَقَي لِيَ ما نَقُولْ / قدْ طَبَخَتَ لَكْ بُقُول
غَيْرَ أنَّ ذِي الأمُورْ / لَسْ هُ مِنْ طُوْرِ العقول
ذَا الَّذِي يا قومِ فَتنِّي
ذَا الَّذِي يا قومِ فَتنِّي / يا تُرَى عَلاشْ عَوَّلْ
قد ظَهَر عِزُّوا عَليَّا / وكَذَا مَن حَبْ يَنْذَلْ
قَدْ فَتَنِّي بجمالوا / وقَتَلْنِي بِتَجَنْيِهْ
وحَجَب عِنِّي وِصَالُوا / وظَهَرْ بالصدِّ والتيهْ
لَمْ تَرَ العيونْ بِحَالُوا / والْقُلُوبْ جملهْ تَهِمْ فِيهْ
في هَوَاهْ نَخْلَعْ عِذَارِي / ونُخَلِّي الأمرَ يَنزِلْ
دَعوه يَهجر عِذَارِي / ونُخَلِّي الأمرَ يَنزِلْ
دَعُوه يَهجر أو يَصِلْنِي / الْمَلِيحْ يَدْرِي ما يَعْمَل
ذَا الَّذِي حُسنُوا سَبانِي / جَلَّ أنْ يَحْوِيه فِكْرِي
في هَوَاهْ نَخْلَع عِنانِي / ونَهِمْ في حُبُّوا دَهْرِي
ثُمَّ نَهْجُر كُلَّ فانِي / حَتَّى لَسْ يَخْطُرْ بفكري
ونَغِبْ عَنْ إِخْتِياوِي / حتَّى لَسْ نُوجدَ في محْفَلِ
والَّذِي يَرْكَنْ لِجَاهِل / لَس لَعَمْرِي قَدْروا يَجْهل
باللهِ اسْمَعُوا كَلاَمي / وعَسَى تَصْغَوا لِقَوْلِي
ثُمَّ عَدُّوا عَنْ مَلامِي / وإِيَّاكَ أن تُحْجَبْ بظلِّي
المليحْ قَد صارَ إِمامي / وأنا خَلْفُوا نُصَلِّي
كِفْ ما نَجْعَلُوا إِمامِي / إِنْ عَادَ السَّعْدْ يَقْبَلْ
وإِنْ جَرَتْ عليَّا خُدْعَا / لَسْ مَعِي في الحالْ ما نَعْمَل
جَلَّ مَنْ نَهْوَاه جَلاَّ
جَلَّ مَنْ نَهْوَاه جَلاَّ / ولِقَلْبِي قَدْ تَجَلَّى
قَد تَجَلَّى لِي مَجِيدِي /
حَتَّى غِبْتُ عَنْ وُجُودِي /
وفِي غَيْباتِي شُهُودِي /
وأنَا يا قَوْمِ أوْلَى / أنْ نَهيمْ في حُبِّ مَوْلَى
مَعِي مَوْلَى لا يحُولوا /
وَلهُ فِعْلُ جميلُ /
وَمُنادِيهِ يَقُولُ /
من أتَى قَوْلاً وفِعْلاً / قَدْ رَقَى لِلصَّفِّ الأعلَى
بِأبِي قَوْمٌ كرامُ /
عَرَفُوا المولَى فَهامُوا /
صُفِّقَتْ لَهُمْ مُدَامُ /
وكُئُوسُ الْحُبِّ تُمْلاَ / وَعَرُوس الْحَقِّ تُجْلَى
أنتَ رَبُّ الْكَوْن وَحْدَكْ /
والكرمْ والْجُودُ عِنْدك /
ما تَشَا إِفْعَلْ بِعَبْدَك /
أنَا عَبْدٌ وأنْتَ مَوْلَى / سَيِّدِي أهْلاً وسَهْلاَ
لَوْ كُنْتَ ذَا اتِّصَالِ
لَوْ كُنْتَ ذَا اتِّصَالِ / أبْصَرْتَ لِلْعُلاَ
نُوراً بِلاَ مِثالِ / وإِن تَمَثَّلاَ
حالُ الْمُحِب ناطِق / بِحَالِ أمْره
مَن ميَّزَ الرَّقائِق / بِعَيْنِ فِكْره
لاَحَتْ لَهُ الْحَقائِقْ / مِنْ غَيْبِ سِرَّه
وكانَ ذَا جَمالِ / مِن نُورِهِ انْجَلَى
مِن ذَلِكَ الْجَمالِ / والنُّورِ والْحُلاَ
أتَدَّعِي هَوانَا / وتُظْهِرُ الْخِلافْ
وتَبْتغِي رِضانَا / ما مِنْكَ ذَا انْتِصافْ
فَخَلّ مَن سِوَانا / تُسْقَى الرّضَا ارْتِشاف
يا طالِبَ الْوِصالِ / مِن سَيِّدِ عَلاَ
إِنَّ الوصال غالِي / وما فَلاَ حَلاَ
عُشَّاقُنا فُنُونْ / كُلُّ لَهُ مَقامْ
هَذَا بِه جُنُون / وَذَا بِه هِيام
وَسِرُّنا المصُونْ / قد أعْجَزَ الأنَامْ
فَدَعْ مِنَ الْمِحالِ / واخْضَع تَذَلَّلاَ
لِذَلِكَ الْجَمَالِ / والنُّورِ والْحُلاَ
ما عَزَّهُ ما لَيْلَى / ما الْخَيْفُ ما الْحَطِيمْ
ما فِي الْوُجُودِ إِلاَّ / إِلَهُنَا الْقَدِيم
لِلْطُور قَد تَجَلَّى / وَكَلَّمَ الْكَلِيم
قَد لَجَّ في السُّؤَالِ / مُذ لاَحَ وانْجَلَى
نُورٌ بِلاَ مِثالِ / وَإِن تَمَثَّلاَ
هَوَاكَ في الضَّمِيرِ / والقلب لا يزول
هَوَاكَ في الضَّمِيرِ / والْقَلْبِ لا يَزُول
بِالْمُصْطَفَى الْبَشِيرِ / السَّيِّدِ الرَّسُول
اصْفَح عَنِ الفَقِيرِ / واسْمَع لِمَا يَقُول
يا مَنْزِلَ الْوِصالِ / حُيِّيتَ مَنْزِلاَ
فَمَا أنَا بِسَالِي / عَنْهُ وإِنْ سَلاَ
مَنْ عَوَلْ عَلى صَقْلُوا
مَنْ عَوَلْ عَلى صَقْلُوا / وَلَم يَلْتَفِتْ عَقْلُوا
يَتْحَذَّقْ إِذَ يَنْتَلِفْ / فَصْلُوا يِتَحَقَّقْ
ومَهْما يَرَى النُّقْطهْ / يُرِيدْ أن يَكُون دارَهْ
يَتَحَرَّز مِنَ الْغَلْطه / إِنَّ الْحَالَ غَرَّارَه
وَيمشِي عَلَى الْخُطَّه / وَيجْعَلْهَا سَيَّارَه
غَدَّا يَمتحِق شَكْلُوا / ويطَّوَروا في وَحْلُوا
يَتْمَزَّقْ يَثَّبَّتْ كَثِيرْ / رِجْلُوا أوْ يَزْهَق
ويَطْلُعْ مَعَ التَّركِيبْ / عَلَى السَّلَم الْعالِي
وَيَرْجِعْ على التَّرْتِيب / إِلى الْمَركَزِ التَّالِي
ويَرْفَقْ وبالتَّدْريب / يَرُدُّ الْجَديد بالِي
وحينْ يَبْقَى مَعْ كُلُّوا / يَحْصُل لُو الوُجُودْ كُلُّوا
الْمُطْلَقْ وحِينَ يَفْنَى / يَظْهَر لُو حَقَّ الحقُّ
ومَنْ رَجَعْ إِلى ذَاتُوا / يَصِر لُو الْفَنَا قُبَّهْ
إِنْ يَفْرَحْ بِلَذَّاتُوا / يَرُدُّ الْخُيوطُ كُبَّهْ
ولاَ تَغْلِبُوا أوْقاتُوا / إِذا يَفْتِقُ الْجُبَّهْ
إِيَّاكْ يَغْلِبُوا جَهْلُوا / ويَطْلُب لِغَيْر أهْلُوا
أو يَقلَقْ حِفْظُ السّرْ / أشْكَلْ لُو وألْيَق
الشَّوْقْ طَريق قاصِد / وللْوجْدِ يَنْفَذ بِيهْ
وكُلُّ السّوَى زَايِد / وللْوجْدِ هُوَ التَّوجِيه
فَمَنْ يُبْصِرُ الْواحِد / وكُلَّ الْمَعَانِي فِيهْ
فقد انْجَمَع شَمْلُوا / وجَنَّحْ بَعْد نَمْلُوا
وَاتعَلَّق ترْكْ قَولَ مَن قال / لُوا وَاشَّلَّقْ
قد تَمَّ الزَّجَل حَقَّا / والوَقْتُ مَلِيح مَجمُوع
شَقَقتُ الطُّلاَ شَقَّا / وللْيَوم كانْ مرفُوع
عُروضْ مَن شَكا الفُرْقَا / وفِناؤ هُ مَوجُوع
أحْرَمِني الْمَلِيحْ وَصْلُوا / حِينْ قَطَعْ وما وَصَلُوا
واتْخَلَق مِن تِيهُوا ومِن مَطْلُوا / صِرتُ أحْمق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025