القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 163
إذَا الدهرُ أَقَصْى عنك خِلاًّ مُكَرّماً
إذَا الدهرُ أَقَصْى عنك خِلاًّ مُكَرّماً / فلا تُكثرِ الأحزان يَا ذا وتندما
لعلَّ بأنْ يأتي قريباً ويَقْدَما / لقد يجمعُ الله الشَّتِيتَيْن بعدما
يظنانِ كلَّ الظَّنِّ أَنْ لا تَلاقِيا /
نَشرتُ شِراعَ الشوقِ لما هَوِيتكُمْ
نَشرتُ شِراعَ الشوقِ لما هَوِيتكُمْ / وسافرتُ فِي الأمواجِ حَتَّى أتيتكُمْ
نقضتُ عهودَ الود لما وفيتكُم / طفوتُ عَلَى بحرِ الهوى فدعوتُكُم
دعاءَ غريقٍ مَا لَهُ مُتعوَّمُ /
أُناديكُم والعينُ تجري بدمعةٍ / وبحرُ الهوى يُفضِي عليَّ بغَمْرةٍ
فما لِي أدعوكم دعاءً بأَنَّةٍ / لتَسْتنقذوني أَوْ تُغيثوا برحمةٍ
فلم تستجيبوا لي وَلَمْ تَترحَّموا /
إِلَى كم أُدارِي الدهرَ ثُمَّ إِلَى متى
إِلَى كم أُدارِي الدهرَ ثُمَّ إِلَى متى / وباعثُ صبرِي لا يزال مُشتَّتا
أُكلِّف نفسي عزةً وتَثَبُّتاً / تجنبتُ ظهرَ الشرِّ حَتَّى إذَا أتى
وحلَّ بدارِي قلت للشر مَرْحبا /
إذَا لَمْ أجد كَنْفاً منيعاً يُظِلُّني / وَلَمْ أرَ فِي الدنيا كريماً يُجِلُّني
ولا ملجأً عن دار قومٍ تُذِلُّنِي / سأركبُ ظهرَ الشرِّ حَتَّى يَملّني
إذَا لَمْ أجد عن مركبِ الشرِّ مركبا /
فواللهِ لا أَدري بأيةِ حيلةٍ / سأحتال فِي تقبيلِ ثغرِ خليلة
تحيرتَ حَتَّى فِي أقلِّ قليلة / أمنديلُنا قُل لي بأي وسيلة
توسلتَ حَتَّى قَبَّلتْك ثغورُها /
فهل يُنْهِموني أن أُبيحَ هواهمُ / وأكشفَ سري فِي الهوى لسواهمُ
دعوني دعوني كي أُقبِّل فاهمُ / فإني من القوم الَّذِين إذَا همُ
قد استُودِعوا الأسرارَ كانوا قبورَها /
فهل يحسبوا أني أُحدِّثُ عنهمُ
فهل يحسبوا أني أُحدِّثُ عنهمُ / بما أَوْدعوني من هواهم ومنهمُ
أمَا علموا أني أمينٌ عليهمُ / وأني من القوم الَّذِين همُ همُ
إذَا استُودِعوا الأسرارَ كَانُوا قبورَها /
إذَا الدهرُ أَقْضى عنك خلا مكرَّماً
إذَا الدهرُ أَقْضى عنك خلا مكرَّماً / فلا تُكثِر الأحزانَ يَا ذا وتَنْدَما
فرُبَّ بعيدٍ أَنْ سيأتي ويَقْدَما / لقد يجمعُ الله الشَّتِيتَين بعدما
يَظنانِ كلَّ الظن أَنْ لا تَلاقِيا /
أقول إذَا مَا البرقُ وَهْناً تَبسَّما
أقول إذَا مَا البرقُ وَهْناً تَبسَّما / وذَكَّرني عهداً قديماً تَصرَّما
أيا برقُ إِنْ جئتَ الخيامَ مسلِّماً / لَكَ اللهُ إِني بالحمى وذوي الحمى
رهينُ الأَسى والدمعُ تَهْمِي هَواطِلُهْ /
خَليليَّ عُوجاً بي قليلاً وَأَقْرَبا / عَلَى ساحةِ الفَيْحا لأبكي وأَنْدُبا
زمانَ الصِّبا إذ كنت لا أعرف الصبا / جهلتُ الهوى إذ كنت فِي شِرَّة الصِّبا
غَريراً بِهِ لَمْ أدرِ مَا هو فاعلُه /
لقد زادَ همي فِي الهوى وتحسُّري / عَلَى فائتٍ لَمْ يُجْدِ فِيهِ تَصبُّري
فآهٍ لأمر طال فِيهِ تحيُّري / نعمتُ وَمَا أنعمت فِيهِ تبصُّري
نعم ضاع مني الحزمُ فيما أحاوله /
إِن فِي الخلقِ أنت أحسن جاراً
إِن فِي الخلقِ أنت أحسن جاراً / لَمْ أُطقْ عنك مَا حييتُ اصْطِبارا
كيف أسلو وَقَدْ بَعُدتَ مزاراً / أَشعل الله فِي القَرَنْفُلِ نارا
حَيْثُ صَدَّ المُحبِّ عمن أَحبَّهْ /
لعمرُك مَا الأَسْوَا أصابتْ مَقاتِلي
لعمرُك مَا الأَسْوَا أصابتْ مَقاتِلي / ولا حبُّ من أهوى وإِنْ لَجَّ عاذِلي
أَتُدْنِي العِدى دوني وتصبح خاذِلي / وصالك للأعداء لا الهجرُ قاتلي
ولكنْ رأيتُ الصبر أَوْلَى من الشكوى /
أَبيتُ بخسرانٍ وأنت تُقيدهم / وأهلِك هجراناً ويبقى جَديدُهم
وأبعَد ممقوتاً ويدنو بعيدُهم / وفيتَ لهم دوني فسوف أَكيدهم
بصبري إِلَى أنْ أبلغَ الغايةَ القصوى /
أتهجرني والهجرُ لا شكَّ قاتِلي
أتهجرني والهجرُ لا شكَّ قاتِلي / وتُغري بيَ الأعداء وتُرضي عواذلي
بحقِّك هل تَرْضَى بأنك باذِلي / لقد كنتُ أرجو أن تكون مُواصِلي
فأسقيتني بالهجر فاتحةَ الرَّعدِ /
لعمرُك مَا الهجرانُ والوصلُ بالسَّوَا / وشتانَ بَيْنَ القرب والهجر والنَّوَى
أَأُصبحُ مقتولاً بسيفٍ من الهوى / فباللهِ بَرِّد مَا بقلبي من الجوى
بفاتحةِ الأَعرافِ من ريقِك الشَّهدِ /
خُلقتُ جَلوداً للأمور الفَوادِحِ
خُلقتُ جَلوداً للأمور الفَوادِحِ / وَمَا كنت خِلْواً من حسودٍ وقادِحِ
فلستُ أبالي من ليالٍ كَوالِح / ولو قَص مني الدهرُ ريشُ جوانحي
فلا أَتشكَّى للعدو فيَشْمتا /
أُصابر دهرِي كلما زلَّ أَوْ عَفا / وَلَمْ أشكُ أحداثَ الزمانِ وإِن جَفا
فسِيّان عندي كدَّر الدهرُ أَوْ جفا / فلا أتشكَّى للصديق مُكاشِفا
فيبقى حزيناً لا يطيق التكلما /
لئن جمع الدهرُ الجفا وشُجونَهُ / وشَتَّت أَسباب الوفا وفُنونَهُ
وقَطَّع أَوْصالَ الصفا وشئونه / فأصبرُ صبراً يَعْجز الصبرُ دونه
إِلَى أن يصيحَ الصبرُ مني تَألُّما /
لنا الشرفُ السامي عَلَى كل معشرِ
لنا الشرفُ السامي عَلَى كل معشرِ / إذَا افتخر الأقوامُ فِي كل مَحْضرِ
علَوْناهُم فخراً بمجدٍ وعنصرِ / إذَا اجتمعتْ يوماً قريشٌ لمَفْخَر
فعبدُ مَنافٍ سِرُّها وصميمُها /
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا / فديناك من غِلماننا بأُلوفِ
لقد كنتَ سيفاً فِي اليمين وساعِداً / فغالك عنا غائلاتُ حُتوفِ
وَقَدْ كنتَ طَبّاً فِي الأمور مُجرَّباً / عفيفاً إذَا خانوا وأيَّ عفيف
سبَتْك الليالي لا رعى اللهُ يومَها / مُولَّعة يَسْبِين كلَّ طريفِ
عَوادِي الليالي فِي العَوادي تحكّمت / كما حُكِّمت يوماً عَلَى ابن طريف
فلو أنّها تُفدَى من البين أنفسٌ / بذلنا الفِدا من تالدٍ وطريف
ولكنْ قَضاءُ اللهِ لا شكَّ نافذٌ / بتشتيتِ شملٍ أَوْ فراقٍ شريف
فلم تبرحِ الأيامُ لا دَرَّ دَرُّها / تُفرِّق أحباباً برغم أُنوف
أبي الدهرُ إِلاَّ أن يُفرِّق بَيْنَنا
أبي الدهرُ إِلاَّ أن يُفرِّق بَيْنَنا / ويُبعِد أحباباً كي يقربَ بَيْنَنا
فراقُك يومَ البينِ كدَّر عيشَنا / فقدناك فقدان الربيع وليتنا
فديناك من غلماننا بألوف /
فقدناك فقدان الربيع وليتنا
فقدناك فقدان الربيع وليتنا / صحبناك وقَتَيْ مَشْتَأ ومَصيفِ
ويا ليتَ أني إذ رحلتَ مودِّعاً / فديناك من غلماننا بألوف
رُمتُ المعالي فامتنعْنَ وَلَمْ يزلْ
رُمتُ المعالي فامتنعْنَ وَلَمْ يزلْ / صعبُ المَسالكِ مُرْتَقاهُ يَعُوقُ
فتمنّعتْ طبعَ الدلالِ وهكذا / أبداً يُمانع عاشقاً معشوقُ
فصبرتُ حَتَّى نلتُهنَّ وَلَمْ أقل / إن المُمنَّع داؤه التّعويق
فعلوتُ ذِرْوَتها وَلَمْ أك قائلاً / ضجراً دواءُ الفاركِ التطليق
رمت المعالي فامتنعن وَلَمْ يزل
رمت المعالي فامتنعن وَلَمْ يزل / للحُرِّ فِي طُرُق العُلى تَعْويقُ
أنا ربُّها لا بعلها لكنه / أبداً يمانع عاشقاً معشوقُ
فصبرت حَتَّى نلتهن وَلَمْ أقل / كالغيرِ مَا مثلي لهن يَليقُ
قَدْ لازمتْ خَدمي فعِفْت مقالَها / ضجراً دواءُ الفارك التطليق
رمت المعالي فامتنعن وَلَمْ يزل
رمت المعالي فامتنعن وَلَمْ يزل / صعب المسالك شأنُه التعويقُ
فلئن تَمنّعتِ الدلالَ فهكذا / أبداً يمانع عاشقاً معشوق
فصبرت حَتَّى نلتهن وَلَمْ أقل / تَرْكُ الممنّعِ فِي القلوبِ يَليقُ
سموتَ بأَعلى الأفْقِ تخترِق الذُّرَى
سموتَ بأَعلى الأفْقِ تخترِق الذُّرَى / لتعلمَ صنْعَ الكائناتِ وَمَا جَرَى
وأنت كمثلِ النملِ تمشي عَلَى الثَّرَى / وَمَا الأرضُ بَيْنَ الكائناتِ الَّتِي تَرى
بعينيك إِلاَّ درةٌ صغُرتْ حجما /
فعلمُك من بحرِ المَشيئةِ قطرةٌ / وجسمك من ظهرِ البَسيطة مَدرةٌ
تريد اكتشافَ الغيبِ ذَلِكَ عبرة / وأنت عَلَى الأرض الحقيرة ذرة
تحاول جهلاً أن تحيطَ بِهَا علما /
صديقي عدوي إِذن لا تَزِدْني
صديقي عدوي إِذن لا تَزِدْني / فإني بَلوتُ الزمانَ اختبارا
وجربتُ دهرِي فأيقنت حتْماً / بأن الأنامَ بدهرِي حَيارَى
كلُّ شيءٍ قَدْ يُنالُ يوفُق
كلُّ شيءٍ قَدْ يُنالُ يوفُق / إنْ يَرُمْهُ الفتى بإخلاصِ صدقِ
يَسْتَرِقُّ العُلى من يجود بِعَتْقِ / إن تكن ظافراً فكُنْه برفقِ
فشجاعٌ بغيرِ رفقٍ جبانُ /
جَرِّدِ الصفحَ من يديك حُساماً / فسَماحُ القدير أعلى مقاما
واجعلِ العفوَ للمُسيء ختاماً / إن عندي لكل شيءٍ تماما
وتمامُ الشجاعةِ الإِحسانُ /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025