القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 504
للِّه دَرُّ مِجَنٍّ قد جُنِنْتُ بِهِ
للِّه دَرُّ مِجَنٍّ قد جُنِنْتُ بِهِ / صِيغَتْ كوابجه منه على قَدَرِ
لم يُخْطِ تشبيهَهُ مَنْ قالَ حينَ بَدَا / إِنَّ الثُّريَّا بَدَتْ في صَفْحَةِ القَمَرِ
غِناءُ حَمَامٍ في معاطِفِ بانِ
غِناءُ حَمَامٍ في معاطِفِ بانِ / إِلى مَذْهَبِ الحُبِّ القديمِ ثَنَانِي
تَغنَّى فأَعطافُ الغصونِ رَوَاقِصٌ / وأَحداقُ أَزهارِ الرِّياضِ رواني
فَذَكَّرَنِي شَرْخَ الشَّبابِ فمَدْمعِي / سَفوحٌ وقَلْبِي دائِمُ الخَفَقَانِ
ولمَّا دعَا داعِي النَّوى حَمِّلُوا غَدًا / رفعتُ بصَوْتِي لاتَ حينَ أَوانِ
وقلتُ لحادِيهِمْ ودَمْعِي كَاَنَّهُ / على صَفْحَتَيْ خَدِّي نَثيرُ جُمَانِ
أَمِلْ أَيُّها الحادِي عِنانَ مَطِيِّهمْ / فقد مَيَّلوا نحوَ الغرامِ عِناني
وقُلْ قد سقاهُ البَيْنُ كَأْساً مَريرةً / فَقَدْ والذي يُدْنِي المَزَارَ سَقَانِي
وسَلْ ظَبْيةَ الخِدْرِ المُمَنَّعِ عَلَّها / تَطَلَّعُ من أَحْدَاجِها فَتَرانِي
فوا حزَنا حتَّى متى أَنا ذاكِرٌ / لِفَرْطِ غَرَامِي مَنْ نَأَى وَجَفَاني
أَلا ليت شِعري هل شجا من أُحِبُّهُ / من البينِ ما قد شَفَّنِي وشجاني
وهل ذاكِرِي من لا تزالُ لذكرِهِ / عَلوقٌ بقلبي دائماً ولِساني
ومن عجَب أَنْ عِشْتُ بَعْدَ فِراقِهِ / وما كنتُ جَلْدَ القَلْبِ لِلْحَدَثانِ
يُمَثِّلُهُ فَرْطُ الغرامِ لناظِرِي / وإِنْ نَزَحَتْ دارٌ بكُلِّ مكانِ
قِفِي يا أُمَيْمَ اليومَ أَشْكُو لكِ الذي / بُلِيتُ به من دونِ أَهْلِ زماني
تَحَمَّلَتِ الأَيامُ فَيَّ فآهُ مِنْ / تَسَهُّدِ طَرْفي واخْتِفَاقِ جَنَاني
فما وَجْدُُ ذِي أَسْرٍ بأَرْضٍ قَصِيَّةٍ / يُبَدَّلُها من أَرْبُعِ ومَغَانِ
تُصَعِّدُ أَنْفاساً حِراراً وتنثَنِي / فتُرْسِلُ دَمْعاً دائِمَ الهَمَلانِ
ولا حائماتٍ طالَ بالماءِ عَهْدُها / إِلى خَصِرٍ عَذْبِ البَرُودِ رَوَاني
أَقامَتْ عليه ليلةً بَعْدَ ليلةٍ / مُحَلاَّةً والطَّيْرُ منه دَوَاني
بأَعْظَمَ مني فَرْطَ وَجْدٍ وعِلَّةٍ / لَمَا شَفَّنِي من طارِقِ الحَدَثانِ
لَبَدَّلَ خَوْفِي الحافِظُ بْنُ مُحَمَّدٍ / بِرَغْمِ الأَعادِي مُسْرِعاً بِأَمانِ
تغطيْتُ عن دَهْرِي بِظِلِّ جَنَاحِهِ / فَعَيْنِي تَرَى دَهْرِي ولَيْسَ يرَاني
إِمامٌ براهُ اللُّه من طِينَةِ العُلاَ / فَنَافَسَنِي في مَدْحِهِ الثَّقَلانِ
له قَلَمٌ أَمْضَى من السَّيْفِ مَضْرِبًا / به لَمْ يَعِشْ في العِزِّ غَيْرَ مُهانِ
هوَ الرُّمْحُ إِلا أَنَّه مُتَقَسَّمٌ / ليومِ نَدًى يُرْجى ويَوْمِ طِعانِ
فسَلْ عَنْهُ أَنَّى شِئْتَ شرْقًا ومَغْرِبًا / فلا رَجُلانِ الآنَ يَخْتلِفانِ
ذَكر الرَّكْبَ الذي نَزَحا
ذَكر الرَّكْبَ الذي نَزَحا / فاسْتَحَمَّ الدَّمْعَ وانْتَزَحَا
وشَجَاهُ رَسْمُ عاطِلَةٍ / قَلَّدَتْها عَيْنُه وشَجَا
نَزَحَتْ عنها جآذِرُها / فَتَشَكَّى رَبْعُها البُرَحا
تيَّمَتْ قَلْبَ السَّحابِ بها / وأَراها أَدمُعاً سُفُحا
وانثنت بالنوى عاصية / نون دال من برحا
كأَثافيها حمائِمُها / أَوَ لَيْسُوا بالنَّوى صُدُحا
عَرَّسَ بالتوفيقِ والسَّعْدِ
عَرَّسَ بالتوفيقِ والسَّعْدِ / أَبو الوفاءِ بْنُ أَبي سَعْدِ
بَدْرٌ حوى شَمْسًا تُجَلِّي الدُّجَى / ما لم يكُنْ من فاحم جعْدِ
كريمَةُ المَنْصِبِ قد حازَها / مِثالُها في رُتَبِ المَجْدِ
أَلْبَسَهُ حَمْدِي ومن ذا الذي / أَلْبَسَهُ مفتخراً حَمْدي
ولم أَزَلْ أَنْظِمُ في وَصْفِهِ / فرائدَ الأَمداحِ كالعِقْدِ
من آلِ موسى عبدوا ربَّهُمْ / ووَحَّدُوهُ غايَةَ الجُهْدِ
ليس من العُبَّاد للعِجْلِ في / ما قد مَضَى من لا ولا البُدِّ
ولا الذين اتَّخذوا نارَهُمْ / ربًّا كما يُحْكَى عن الهِنْدِ
لكنهم أَهلُ كتابٍ قَضَى / بالفَصْلِ بين الحُرِّ والعَبْدِ
جاءَتْهُمُ التوراةُ وهي التي / كانَتْ إِلى سُبْلِ الهُدَى تَهْدي
ونُزِّلَ المَنُّ عليهم مع السَّ / لْوَى كما اختاروا من القصدِ
يا من حوى فضلاً ونبلاً ومَنْ / إِليه فيما قُلْتُهُ قصدي
اِهْنَأْ بعُرْسٍ قد غدا يُوْمُهُ / عيداً لأَهلِ الغَوْرِ والنَّجْدِ
أَقبَلَ والإِقبالُ قد حاطهُ / حِياطَةَ الخَلْخَالِ بالزَّنْدِ
وعندك الحَلْواءُ معقودَةً / أَحْكَمها الصّانِعُ في العِقْدِ
أَحْلى من الأَمْنِ ولكنَّها / أَفْوَحُ في الطِّيبِ منَ النَّدِّ
فجُدْ على الشاعِرِ منها فما / يُعِيدُه عنكَ وما يُبْدِي
وعَجَّلِ الجائزةَ الآنَ لي / فإِنَّني أَصْبحْتُ في جَهْدِ
لا زِلْتَ في عِزٍّ وفي نِعْمةٍ / ما غَرَّدَ الطيرُ على الرَّنْدِ
يومٌ قضى لك بالحُبورِ
يومٌ قضى لك بالحُبورِ / ودوام عَيِشٍ في سرورِ
أَضْحَتْ تُزَفُّ به الشُّمو / سُ إِلى مقارَنَةِ البدورِ
فاهْنَأْ بِعُرْسٍ قد جَلَى الظ / لماء عن إِشراقِ نُورِ
واشْرَبْ هنيا كأَسَ را / حِكَ فَهْي مِفْتاحُ السرورِ
أَو رَتِّلِ الإِنجيلَ مُعْ / تَضِدًا بأَلحانِ الزَّبور
أَبناءُ عيسى سادةٌ / أَو قادةٌ طُولَ الدُّهورِ
أَهلُ الدواوينِ الذي / ن لهم نَفَاذٌ في الأُمورِ
يَا ابْنَ الأَكارِمِ قد أَتَتْ / كَ قصيدةٌ مثلُ الشُّذورِ
كالروضِ يعبَقُ بين ري / سحانٍ ونسرينٍ وخِيري
فاجرِ على عَجَلٍ ودُمْ / حتى تهي رُكْنَا ثَبيرِ
أَوْ لا فَإِنِّي قائلٌ / ما ليسَ يحمِلُهُ ضميري
إِن قيلَ لي ماذا لقي / تَ من الكبيرِ بن الكبيرِ
قلتُ القليلُ ومثله / من رُحْتُ عنه بالكثيرِ
أَبُثُكَ أَني في يَدِ الحب مُوثَقٌ
أَبُثُكَ أَني في يَدِ الحب مُوثَقٌ / فهل مُنْقِذٌ من ضاربٍ أَو مُطاعِنِ
وقد أَظهَرَتْ سِرِّي محاسِنُ أَغْيَدٍ / يديرُ على لحظِ الشَّجَى لَحْظَ كاهِنِ
وما جالَ جيشُ الحُبِّ إِلا استباحَنِي / فؤادي ولو أَصْبَحْتُ من آل مازِنِ
ومن أَعجَبِ الأَشياءِ أَحورُ فاتنٌ / ثناهُ الهوى مُغْرًى بأَحْوَرَ فاتِنِ
غَريرٌ إذا يَهْوَى غريرًا وشادِنٌ / من الإِنس مَتْبولُ الفؤادِ بشادنِ
أُدِيرَ عليه للهوى ما أَدارَهُ / وقِيدَ كما ينقاد طَوْعَ المُحاسِنِ
ولو كانَ للعُشَّاقِ في الحُبِّ مُنْصِفٌ / لَما مَلَكَتْهُ فيه راحَةُ غابِنِ
صاحَبْتُ في سَفَرِي لك الآمالا
صاحَبْتُ في سَفَرِي لك الآمالا / فأَعدْتَنِي وأَعَدْتَها أَموالا
وهتفتُ باسْمِكَ وهو فأْلٌ صادقٌ / فَوَجَدْتُه في راحَتَيْك نَوالا
ودعَوْتُ منكَ لدفعِ عُسْرِي ياسراً / ولِدَفْعِ غُلَّتِي الحَرورِ بِلالا
وعجِبْتُ للأَسماءِ كيف تصرَّفَتْ / بغرائِبٍ من نَحْوِها أَفعالا
وَأَمَا ووجْهِك إِنَّه الفَلَقُ الذي / منذ اهتديْتُ به أَمِنْتُ ضَلالا
لقد انتقصتُ إِلى شمائِلِكِ التي / عَتُقَتْ وقلت على السَّفين شَمالا
وسَرَيْتُ نحو عُلاك بدرًا كاملا / حتى انثنيتُ من الضُّمورِ هِلالا
فرفعتُ طَرْفِي للسَّماءِ رئاسةً / بلْ أَنت أَسْمَى والنجومِ خِلالا
والشمس إِلا أَنَّ ضَوْءَكَ حاكِمٌ / أَنْ لا يفارِقَ مُجْتَلِيه ظِلالا
والشهْمُ مِثْلِي من يسيرُ مُهَجَّرًا / ومهاجِرًا يَتَقَبَّلُ الأَقْيَالا
اللُّه أَكْبَرُ ما أَدَقَّ معانِياً / وَقَفَتْ عليكَ وما أَجلَّ خِلالا
خُذْ يا بَنَانُ فقد وَجَدْتَ مُساعِفاً / قل يا لسانُ فقد وجدتَ مقالا
واضرِبْ عن الأَمثالِ بعد محاسِنٍ / شاهَدْتُها واضْرِبْ بها الأَمثالا
الليثُ أَغلَبُ والحسامُ مُهنَّدًا / والبدرُ أَزْهرُ والحَيَا هَطَّالا
حُلَلٌ رآكَ المَجْدُ أَظرفَ خاطرٍ / فيها فأَفْرغَها عليك حَلالا
وشمائِلٌ منها الشَّمُولُ لأَنَّهُ / أَضحى يميناً شامِلي وشِمالا
فوقيتَ يا عَيْنَ الكمالِ ونفسَه / عَيْنَ الكمالِ فقَدْ خُلِقْتَ كَمالا
مُلِئَتْ بكَ الدنيا اعتدالاً مثلَهُ / عَدْلاً ولى أَمثالَهُ أَعْدَالا
وأَقَرَّ منك المُلْكَ في أَربابِهِ / مَلِكٌ أَقَرَّ المُلْكَ لمَّا جالا
واستخْدَمَ الثَّقَلَيْنِ طَوْعَ حُسامِه / وهو الذي يتحمَّلُ الأَثقالا
وكأَنما عطف الزمانُ بكفِّه / قوساً وسدَّد من بنيهِ نِبالا
أَرْسَى ولا الجبلَ الأَشَمَّ بحِنْكَةٍ / منك الصدورَ وزَلْزَلَ الأَجبالا
ورمى الحصونَ على الحِصانِ بفارسٍ / إِنْ بارَزَ الأَبطالَ والأَبطالا
ولقد تيقَّنَتِ المعاقِلُ أَنَّها / دارَتْ على المُتَدَبِّرينَ عِقالا
حيثُ الخيولُ تجولُ تحتَ رِماحِها / لتحولَ في أَوعارِها أَوعالا
والباتراتُ تطُولُ بينَ فوارسٍ / خُلِقوا على صِفَةِ الرماحِ طِوالا
تتناذَرُ الأَملاكُ مِيلَ قنيّهم / ولَوِ اسْتَقَامتْ دونَهُمْ أَميالا
فلذا رسائِلُهُمْ إِليكَ لأَنَّهُمْ / خافوا ابتعاثَكَ قَبْلَها الأَرْسالا
يا مُلْتَقَى سُبُلِ الوفودِ ومَنْ له / جُودٌ أَدامَ عليهِمُ الإِسْبالا
لا زالَ يستدعي نوالَكَ كلُّ مَنْ / ما زالَ إِنْ سَمِع النَّوالَ نَوَى لا
حتَّى تَرَى الآباءَ والأَبناءَ وال / إخوانَ والأَعمامَ والأَخوالا
ويقومَ فُلْكُ الداعِيَيْنِ وهَفْوَةٌ / قولي يقومُ فإِنه ما مالا
وترى ضِياءَ النَّيِّرَيْنِ كما تَرى / يجلو الغُدُوَّ ويصْقُلُ الآصالا
بَدْرا سَماءِ المُلْكِ لا البدرُ الذي / لَبِسَتْ أَهِلَّتُهُ الخيولَ نِعالا
ومُهَنَّدُ الإِسلامِ لا تلكَ التي / داستْ صفائِحَها القُيونُ صِقالا
العارِضانِ العارِضانِ من النَّدَى / وَبْلاً يكونُ من النُّدوبِ وبَالا
يا مَنْ إِذا هَزَّ الذوابِلَ طَعْنُهُ / في جِنْحِ ليلٍ يُسْتَعَاد ذُبَالا
واسْتَقْبَلا المُلْكَ السعيدَ بياسِرِ ال / مُلْكِ السعيدِ فأَحْرَزَا الإِقبالا
طابا وطالا والأُصولُ إِذا زكَتْ / أَبْصَرْتَ فيها الفَرْعَ طابَ وطَالا
إِنْ لم يَكُنْ فيها مُنًى فَبِها المُنَى / لَمْ يَمْتنِعْ عن من يَرومُ مَنَالا
آلُ الزُّرَيْعِ ومَنْ لَهُمُ إِلاَّ العُلَى / أَنْ لا يزالَ لهم كذلكَ آلا
عَهْدِي بحَيِّك وهو حَيٌّ عامِرُ
عَهْدِي بحَيِّك وهو حَيٌّ عامِرُ / قامَ الرقيبُ له وقلاَ السَّامِرُ
فبَوارِقُ الزَّفَراتِ فيه خوافِقٌ / وسحائبُ العَبَراتِ فيه مَواطرُ
حيث الحُماةُ منَ الكُماةِ كأَنها / فوق العِتاقِ قَسَاورٌ وجآذِرُ
وغصون مُلْدِكِ مثل قَدِّكِ مُيَّدٌ / ومجالُ طِرفكِ مثلُ عَرْفِك عاطِرُ
فمُهَنَّدٌ عَضْبٌ وأَسمرُ عاسِلٌ / ومُفاضَةٌ زُعْفٌ وأَجْردُ ضامِرُ
حتى مَضَتْ بصَبَا الصَّبابة شَمَأَلٌ / واستَنْفَذَتْ أَصْلَ الوصالِ هَوَاجرُ
وسطا عليَّ البُعْدُ بَعْدَكِ بالضنا / فأَذَابَنِي لولا الخيالُ الزائرُ
ما كُنْتُ أُومِنُ بالمزارِ ودُونَنَا / خِرْقٌ مَجُوسِيٌّ ولَيْلٌ كافِرُ
فاجْعَلْ يَدَيْكَ حميلتَين مُعَانِقاً / فجُفونُ مُهْدِيكَ الحُسامُ الباترُ
واشدُدْ لِثامَك دُونَ لَثْمِكَ لا تُضِعْ / حِرْمانَ جنْحٍ برْدُهُ لَك ساتِرُ
فالليلُ يُذْهِبُهُ صَبَاحٌ مُسْفِرٌ / بِيَدِ الغزالَةِ أَو صَبِيحٌ سافِرُ
واحمِلْ إِلى مُهْدِيك خَيْرَ تَحِيَّةٍ / حَيَّا النَّسيمَ بها الرَّبيعُ الزاهرُ
وإِذا اسْتعادَكَ ما رَأَيْتَ فقُلْ له / هُو في الهَوَى مَثَلٌ لَعَمْرُكَ سائِرُ
صالَتْ عليه صروفُ دَهْرٍ لَمْ يَكُنْ / لولا أَبُو الأَيتامِ منها ناصِرُ
الحافِظُ الحَبْرُ الذي لَوْلاَهُ لَمْ / يجْبُرْ صُدوع الشَّرْعِ يوماً جابِرُ
عَلَمٌ أَقامَ منَارةً بتَيقُّظٍ / عزَّ التَّقِيُّ به وذَلَّ الفاجِرُ
نَظَرَتْ به العلياءُ عن مُتَنَبِّهٍ / نامَتْ عيونٌ دونَهُ ومَحَاجرُ
فكأَنَّها شَخْصٌ بديعٌ يجْتَلِي / وكأَنَّه إِنسانُها والناظرُ
أَخلاقُه هي والرياضُ أَزاهِرٌ / وصِفاتُه هي والنجومُ زَواهرُ
وكأَنما الأَمداحُ إِذْ عَلِقَتْ به / دُرٌّ حواهُ منه بَحْرٌ زاخرُ
أَنا إِن نَظَمْتُ الشعرَ فيه ساحِرٌ / حقًّا ولكنْ في سِواه ساخِرُ
فإِذا وَصَفْتَ عُلاهُ قال لِيَ الوَرَى / للِّه ممدوحٌ ذَكَرْت وشاعِرُ
حَبْرٌ تَغَايرتِ القوافِي في مدًى / أَوصافُهُ فَكَأَنَّهُنَّ ضَرائِرُ
من آلِ ساسانَ الذين صِفاتُهُمْ / في جبْهةِ الأَيامِ خَطُّ ظاهِرُ
قومٌ إِذا خَيَّمْتَ دون فِنائهم / فاعلَمْ بأَنكَ للنجومِ مُجاورُ
حَلُّوا مَطَا العلْياءِ وَهْيَ مُضَمَّرٌ / أَعيا على الأَقوامِ منه الحافِرُ
تُزْهَى بِهِمْ يوْم النِّزال ضوامر / وتَميلُ في يومِ المقالِ منَابِرُ
يا أَولَّ السَّاداتِ غَيْرَ مُنَازَعٍ / وإِنِ اعْتَلَى بكَ ذا الزمانُ الآخِرُ
اِهْنَاْ بذا العَشْر المُعَظَّمِ قَدْرُه / واعلَمْ بأَنك أَنتَ منه العاشِرُ
واسلَمْ مدى الأَيامِ فرداً إِنني / بصفاتِ مجدِكَ للنجوم مُكاثِرُ
أَجُودُكَ أَمْ جُودِ المَطَرْ
أَجُودُكَ أَمْ جُودِ المَطَرْ / وبِشرُكَ أَمْ بشْرُ عَرْفِ الزَّهَرْ
يداكَ مَحَلُّ الرَّدَى والنَّدى / فشَخْصٌ يُسَاءُ وشخص يُسَرْ
فإِن شاعَ عنك صفاتُ الكَمال / فقد صدَّق الخُبْرُ ذاك الخَبرْ
تطولُ وتُسْمِعُنَا طائلاً / فلَمْ تُخْل من بدَرٍ أَو دُرَرْ
فِناؤكَ كالبيت أضْحَتْ تسيرُ / وفودُ النوالِ إِليه زَمَرْ
وكفُّكَ لولا العطاءُ الذي / يُفجَّرُ منها لقُلْنَا الحَجَرْ
فيا حافظَ الدِّين يا مَنْ لَهُ / صفاتٌ تَحَلَّى بها واشتهرْ
لئن كنتُ عندَكَ ذا رِفعةٍ / فما للورى غيرُ ما قد ظهرْ
يحَطُّ الفتى نَقْصُه دِرْهَماً / وكيف الذي نَقَصَ اثْنَيْ عَشَرْ
وأَنْتَ فأَكرَمُ مِنْ أَنْ أُرَى / وشيمتُك النفعُ أَشكو الضَّررْ
فجُدْ وأَجِبْ خاطِرًا خاطِرًا / ولولاكَ يا قَصْدَهُ ما خَطَرْ
بقيتَ على رَغْمِ أَنْفِ العَدُوِّ / لِمَنْ راحَ مُسْتَجْدِيًا أَو بَكَرْ
يا حافظاً طاولَ السِّماكَ عُلاَ
يا حافظاً طاولَ السِّماكَ عُلاَ / ومَنْ له جوهرُ القريض حَلا
قد زُرْتُ بالأَمس رَوْضَةً أُنُفاً / قد أَلْبَسَتْهَا يدُ الحَيَا حُلَلا
يروق أَوراقُها بنَضْرَتِها / ويعطف النُّورُ نًوْرَها خَجَلا
فقلت إِنَّ الإِمامَ آثَرها / بِصَيِّبٍ من يمينهِ انْهَمَلا
فقالَ صَحْبِي نَزِّهْ جُفونَكَ في / رياضِ حُسْنٍ تكسو الرُّبا حُلَلا
فالنَّشْر والبِشْرُ والظِّلالُ وطِي / بُ المُجْتَنَى من صفاتِه نُقِلا
ولم أَقِسْ منظرَ الرياضِ به / حُسْناً ولكن ضَرَبْتُها مَثَلا
ذاكَ حديثٌ إِن اسْتَرَبْتَ به / فإِنَّ ذا الشِّعْرَ يعرِفُ الحِيلا
وبعد هذا فنحنُ أَربَعَةٌ / أَحييت منا الأَذهانَ والأَملا
فخُذْ لكلٍّ مِنَّا بأَربعةٍ / من بعض جارِيهِ أَو أَقَلَّ ولا
لو أَنّ ذا قَلَمي قُوَى كَلِمي
لو أَنّ ذا قَلَمي قُوَى كَلِمي / نابَتْ يدي لَكَ عن حَدِيثِ فَمي
وكنت تُبْصِرُ كُلَّ مُنْسكِبٍ / يسرى إِليكَ وكلَّ مُضْطَرِمِ
لكن وجدتُ بَرَاعَتِي اعْتَذَرتْ / لبَرَاعَتِي بتقاصُرِ الشِّيَمِ
فقعدتُ عن تكليفِها سِيراً / قامَ الزمانُ بها على قَدَمِ
أَوَلَيْسَ أَشواقي وإِن كُتِمَتْ / كالشَّيْبِ يَضْحَكُ في فَمِ الكَتَمِ
وصبابَتي هيَ ما عَلِمْتَ بها / نارٌ مُضَرَّمَةٌ على عَلَمِ
ولقد عدِمْتَ سِوى لطيفِ هوًى / ما زال يُخْرِجُنِي من العَدَمِ
وشرقتُ بالمِلْحِ الأُجاجِ فَما / أُنْسِيتُ سكر الباردِِ الشَّبِمِ
وسُئِلْتُ حينَ غَرقْتُ في كُرَبٍ / عنها فقلتُ غَرقْتُ في كَرَمِ
ويُقالُ لي هلاَّ ذَمَمْتَ ولي / شغلٌ بحمدي راعِيَ الذِّمَمِ
دَعْ من حديثِ حوادثٍ كثُرتْ / إِن الهمومَ نتائجُ الهِممِ
وكفاكَ من ذكر المُلِمَّةِ ما / وَسَمَ الوجوه بحِلْيَةِ اللِّمَمِ
ولأَجْلِ صرفِ الدهرِ صرتُ متى / أَبصرتُ لم أَبصِرْ سوى ظُلَمِ
ونَعَمْ جهِلْتُ فقمتُ عن نِعمِ / كانت لَديْكَ وقُمْتُ في نِعَم
واضَيْعتَاهُ خرجتُ عن عَرَبٍ / واضَيْعتَاهُ دخَلْتُ في عَجَمِ
وبضاعَتِي نُطْقِي وأَكسَدُ ما / بِيع الكلامُ على ذَوي الصَّمَم
لَهفِي على الإِفحامِ أَيْن به / لأَجانِسَ الإِفحامَ بالفَحم
بل لَيْتَها من غُمَّةٍ كَشَفَتْ / وَجْهَ التَّنَقُّل عن ذوِي الغُمم
وأَنا المَلوُم فإِنْ رَجَعْتُ إِلى / عَوْدٍ إِليها بعْدها فَلُمِ
أَحسِنْ أَبا حَسَنَ الأَجَلَّ وقُمْ / في كَشْفِها واضْرِبْ على القِمَمِ
والْقَ الكتائبَ يا بْنَ والِدِها / بالكُتْبِ وارْمِ السّيفَ بالقَلَمِ
واخدُمْ بتقبيلي البِساطَ لِمَنْ / باتَ الزمانُ له من الخَدَمِ
واعرِضْ عليه حالَ خادِمِهِ / سِرًّا ونَبِّهْهُ لَهَا وَنَمِ
وكِلا أَسيراً منك مالكاً أَبدا / فبحق مُلْكِكَ لا عُدِمْتَ دُمِ
يا ياسِرَ بْنَ بلالٍ انْتَقَمتْ / مِنِّي صروفُ الدَّهْرِ فانْتَقِم
هذا أَبوكَ البحْرُ جارَ على / مالِي وأَجْرَى في الدُّموعِ دمِي
وعَدَا على حُرَمي وقد جُعِلَتْ / منذُ انتميتُ إِليكَ في حَرَمِ
في كلِّ يومٍ منه قارِعةٌ / أَلَمِي بها أَنْ لَسْتُ ذا أَلَمِ
فأَكونَ فيه بنانَ ذِي لَهَفٍ / طَوْراً وطوراً سِنَّ ذي نَدَمِ
أَعطيتَني ما قام يأْخُذُهُ / مني وظنُّكَ فيه لَمْ يَقُمِ
روا لَسْتُ أَقولُ صِنْوُكَ / في اللُّؤْمِ أَحْظَى منكَ في الكَرمِ
كم صارخِ مِنَّا ومُلْتَطِمٍ / في زاخِرٍ منه ومُلْتَطِمِ
ومُكابدٍ تَعَباً إِلى أَكَمٍ / وافَى عليها كُلُّ مُرْتَكِمِ
مالي رُمِيتُ بكلِّ عاصِفَةٍ / أَنا لَسْتُ من عادٍ ولا إِرَمٍ
وعلى ابْتِدائي ذا الحديثُ جَرَى / يا لَيْتَ شعرِي كَيْف مُخْتَتَمِي
أَيُّها السّائِلُ عن ناظِرِنا
أَيُّها السّائِلُ عن ناظِرِنا / قد نَفَى عَنْهُ عماهُ الرَّمَدَا
جَلَبَ المالَ عليه معشرٌ / جَعَلُوه بَوَّهُ المُعْتَمدَا
سِرْ إِلى الديوانِ فانظُرْ صُورةً / جُمعَ الجهلُ بها فانفردا
صَنَمٌ في بِيعَةٍ لكنَّهُ / صَنَمٌ في بِيعةٍ ما عُبِدَا
قُلْ للشريفِ على تَقَوُّلِهِ
قُلْ للشريفِ على تَقَوُّلِهِ / لَقَدِ انْتَهَيْتَ بغايةِ الكَذِبِ
لو كُنْتَ من مُضَرٍ ولَسْتَ لها / ما كانَ منها سيِّدُ العَرَبِ
لا تَرْمِ هاشِمَها بمنْقَصةٍ / تَدعُ الفضيلَةَ في أَبى لَهَبِ
لقدِ احْتَملْتَ مخازِيًا عُذِرتْ / من أَجْلِها حمَّالَةُ الحَطَبِ
شَرفٌ أَبى لك زُورَهُ سَرَفٌ / يختالُ في أَنفاسِ مُنْتَهبِ
واخَجْلَةَ الديوانِ إِن صرخُوا / من ذا يحاسِبُ سارِقَ الحَسَبِ
ما زالَ ذاك الصَّقْرُ يعْمُرُهُ / حتى غَدَا خَرِباً مع الخَرَبِ
يا ناظِراً أَعمى وإِنْ لَعِبَتْ / في وجْهِهِ أَلحاظُ مُرْتَقِبِ
غَضَّ الخليفَةُ عَنْكَ ناظِرَهُ / فَنَهبْتَ من نَشَبٍ ومن نَسَبِ
إِذا أَبْصَرْتَ ناظِرَنَا
إِذا أَبْصَرْتَ ناظِرَنَا / وقد حَفَّتْ بِهِ الخَدَمُ
فلا يَغْرُرْكَ قَعْقَعَةٌ / كَسَتْهُ مَجَالَها الخُذُمُ
وجِدْ قِرْطاسَهُ لِتَرَى / مَقابِحَ خَطَّها القَلَمُ
تَجِدْها ثَمَّ شاهدةً / بأَنَّ وجودَه عَدَمُ
أَمَّا الكواكِبُ فاحْتَمَوْا بمواكِبِ
أَمَّا الكواكِبُ فاحْتَمَوْا بمواكِبِ / كم من عِرابٍ حَوْلَهُمْ وأَعارِبِ
ولقدْ هَوِيتُ طلوعَ نجمٍ ثاقِبٍ / منهم فكان هُوِيَ نَجْمٍ ثاقِبِ
تلك النجومُ فَإِنْ تُرِدْ أَنْواءَها / فَسَلِ الدموعَ تُجِبْ بغَيْث ساكِب
جَعَلُوا سماءَهُمُ الرِّكابَ وأًقسموا / أَنْ لا وصول لِطالعٍ في غارِبِ
ساروا وحوْلَ حُدُوجِهِمْ زُرْقُ القَنَا / فكأَنما نُظِمتْ وِشاحَ ترائبِ
من أَسمَرٍ يقضي بأَسْمَرَ عاسِلٍ / أَو أَبيضٍ يمضي بأَبْيَضَ قاضِبِ
قلْ لَسودِ دَعِي الخُروج فإِنَّها / قد مَنَّعتْ غِزْلانَها بثعالِبِ
هَزَّوا من الأَعطافِ آلة طاعنٍ / ونَضَوْا من الأَجفانِ آلةَ ضاربِ
ورَمَوْا بسهمٍ من عيونٍ صائبٍ / فقضَى بغَيْثٍ من عيونٍ صائِبِ
ولقد كسوتُ القلبَ لأْمةَ سَلْوَةٍ / وعلِمْتُ أَنَّ الحُسْنَ أَولُ سالبِ
وجلا عليَّ البدرُ وجه مُواصِلٍ / فأَبِيتُ حيثُ النَّجْمُ طَرْفُ مُراقِبِ
وجلَوْتُ للمنصورِ غيدَ قصائدٍ / أَنزلَتُهَا منهُ بأَكْملَ خاطِبِ
وخُصِصْتُ منه براتبٍ فاعْتَاقَهُ / عنِّي بَهَائِمُ خُصِّصوا بَمَرَاتِبِ
من عامل يغتالَهُ بعوامِلٍ / أَو كاتبٍ يحْتَازُهُ بِكتائبِ
والمالُ يُنْثَرُ في حُجُورِ عبيدِهِمْ / بَيدَي نظامِ الدينِ نَثْر الخاصِبِ
يا دهْرُ أَنتَ سَمَحْتَ منه بناظِرٍ / أعْمى فلا تَبْخَلْ عليه بِحَاجِبِ
أَيَتِمُّ أَمْرُكَ يا أَشَلُّ وهذِه ال / أَمثالُ لم تنطِقْ بشيءٍ كاذبِ
إِن الصناعةَ يا أَشلُّ مُهنَّدٌ / ماضِي الغِرارِ محلُّه لِلضَّاربِ
شُلَّت يَمِينُكَ عن صِيانَةِ مالِها / قَصْداً وصحَّتْ من بَنِيكَ لِنَاهِبِ
وأَراكَ قد ملَّكْتَ كفَّكَ عَيْنَ ما / جَحَدَتْهُ عيْنُك بالْعَمَى لِلطالبِ
لا يأْمْرنِّي منك وجْهُ مُسالمٍ / صمْتاً وقد أَخْفَيْتَ قَلْبَ مُحاربِ
لو قُمْتُ في الديوانِ أَنظِمُ هَجْوَهُ / ديوانَ شعرٍ لم أَقُمْ بالواجِبِ
دَسْتٌ بياذِقُهُ سطَتْ بشِياهِهِ / وتَحكَّمتْ فيهِ بحكْمٍ غالِب
يُزْهَى أَبو البدرِ اللعينُ كأَنَّهُ / لم يَدْرِ أَن البَدْرَ نَجْلُ غياهِبِ
ويُرَى أَبو الفَرجِ الخسيسُ مجازِفاً / يُقْضَى له بمناصِبٍ ومناسِبِ
ويَمِيلُ فيه الزَّعْلَمشُّ لِطَبْعِهِ / فَيهُزُّ منه التِّيهُ مَعْطِفَ شارب
قومٌ كأَنَّ اللَّه صَبَّ شُخوصَهُمْ / واللُّؤْمَ لما صُوِّروا في قالَبِ
يا كاتِباً أَدَى إِلَي الكُتَّاب ما / عادُوا أَحَقَّ لأَجلِهِ بمُكاتِبِ
لَقَطَتْ أَنَامِلُك السَّحابَ فخِلْتُها / بَرْقاً وكَفَّكَ هاطِلاتِ سَحَائِبِ
حاشاكَ أَ تَثْنِي اهْتِمامَكَ جانباً / وتنامَ عن ذَهبٍ لِخِلِّكَ ذاهِبِ
هُو راتِبٌ قد كُنْتُ أَرْقُبُ نَجْمَهُ / فَهَوَى وقد جَعَلَ التُّقلُّقَ راتِبي
والليلُ إِنْ لَمْ يأْتِ لَيْسَ بمُنْقَضٍ / أَبدًا ولا راعِي النُّجُومِ بآيِب
ناظِرُ الديوانِ يحتا
ناظِرُ الديوانِ يحتا / جُ لِنُورَيْ ناظرَيْنِ
نَهَب العَيْنَ وإِنْ كا / نَ بلا إِنْسانِ عَيْنِ
ودَعَوْنَاهُ أَشَلاً / فأَرانَا ذا اليَدَيْنِ
وطَلَبْنَاهُ من الجا / رِي على الرَّسْمِ بِدَيْنِ
فغَدا الأَرْعَنُ يختا / لُ ببُرْدَيْ ذِي رُعَيْنِ
ويَهُزُّ الرَّأْسَ حُمْقاً / هزَّ أَعطافِ الرُّدْينِي
فانْصَرَفْنَا عنهُ إِذْ هُزَّ / بِلاَ خَفَّيْ حُنَيْنِ
ومِنَ البلِيَّةِ أَنني في بلدةٍ
ومِنَ البلِيَّةِ أَنني في بلدةٍ / ذَلَّ التقيُّ بها وعَزَّ الفاجرُ
أَبصرتُ في الديوانِ أعمَى جالساً / فسأَلْتُ مَنْ هذَا فقِيلَ الناظِرُ
ورأَيتُه وَهُوَ الأَشَلُّ مُقَلَّدٍا / سيفاً وما يُغْنِي الأَشَلَّ الباتِرُ
ولقد أَبانَتْ لي الدفاترُ أَنَّه / شخصٌ كثير الغَيِّ فَدْمٌ فاتِرٌ
فصرفتُ عنه عِنانَ حاجِيَ زاهِدًا / في ناظِرٍ قد غَصَّ منه الناظِرُ
ما كنتُ أَرغبُ في زمانٍ أَولٍ / فَيَرُوقَنِي هذا الزمانُ الآخِرُ
قال عبدُ المليك عندِي كُتْبٌ
قال عبدُ المليك عندِي كُتْبٌ / قد تَبَحَّرْتُهَا بقَدْرِ اقْتِراحي
ذاكَ بَسْطُ العَروضِ في صَنْعَةِ الشِّع / رِ وهذا تلخِيصُ ما في الصِّحاحِ
وابتدائي من سِيبَوَيْهِ وما فَتَّ / ر حتى انتهى إِلى الإِيضَاحِ
فتراجَعْتُ عنه والفِكْرُ يشْدُو / واضَياعَ الريحانِ في المُسْتَرَاح
ما تَلَقَّيْتَ بالمضيرَةِ إِلا
ما تَلَقَّيْتَ بالمضيرَةِ إِلا / لِمَعَانٍ تَعافُهَا الأَلْوانُ
مخَضَتْ في العبيد / فَجَرَى من أَلْبَانُ
غيرَ أَنِّي وقَدْ نَصَحْتُكَ جُهْدِي / آنِفٌ أَنْ السُّودَانُ
العبيد سُودٌ غِلاظٌ / وَهْيَ لونٌ ما فيهِ باذِنْجَانُ
قُلْ للمَضيرةِ عَنِّي
قُلْ للمَضيرةِ عَنِّي / وما إِخالُكَ تَرْضَى
لا تطمَعَنّ بهَجْوي / أَو تشتري لك عِرْضا
أَدخَلْتَ نفسَكَ طُولاً / بينَ الكرامِ وعَرْضا
وللهجاءِ نجومٌ / ترى سماءَك أَرْضا
فغُضَّ جَفْنَكَ عنه / فإِنَّهُ عنك أَغْضَى
يخافُ منك ضَيَاعَ الرَّ / يْحَانِ في المُتَوَضَّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025