القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 152
لقد آن أن يعلم الجاهلُ
لقد آن أن يعلم الجاهلُ / ويصحوَ من نومه الغافلُ
هوىً زال من بعد ستين حولاً / كذلك كل هوىً زائل
فخلّ فؤادي جمالاً كذوباً / لقد غرّك الزخرف الباطل
فما أنت مني إذا مدّ حبلاً / وصادك من بعد ذا الحابل
عيون المها لا تصيب القلوب / ولعقل من دونها حائل
فقل للحاظ وربّاتها / لقد أخطأ النبل والنّابل
إذا ما رجعتُ إلى شيمتي / فأهون بما يعذل العاذل
مواليّ جاروا على عبدهم / ولا بأس جائرهم عادل
فكم قايسوه بمن قايسوا / وكم ثاقلوهُ بمن ثاقلوا
ولما رأوا فضله راجحاً / بكوا أسفاً أنه فاضلُ
لي الله ما لي أجامل قوماً / أجادوا الصنيعة لو جاملوا
إذا أنا واصلتهم قاطعوا / وإن أنا قاطعتهم واصلوا
يعلو بها الحسن ما يعلو وأتضع
يعلو بها الحسن ما يعلو وأتضع / قد ذل اهل الهوى يا رب ما صنعوا
اسعى لأرضيها والسعي يغضبها / فشرعة الهجر في الحالين لي شرع
حب سأتضي له بالدمع واجبه / هيهات لو كنت عيناً فيه أدمع
يا نازعين ووجدي غير منتزع / بالله عودوا فقد جار الألى نزعوا
لا تستذلوا عزيزاً من بني يكن / آباؤه أخضعوا الدنيا وما خضعوا
لم ينقطع في الهوى عني البكاء لكم / ليس البكاء عن الولهان ينقطع
أظل أنشد للأفلاك مظلمتي / والدهر يرثى لها والله يستمع
إني اخترعت المعاني في محاسنكم / كذاك أهل الهوى من قبلي اخترعوا
فلا سكت على عجز كمن سكتوا / ولا سجعت بمطروق كمن سجعوا
وهذه من بقايا الفكر واحدة / أظل أتبعها نوحي فيتبع
ما زلت أتبع قلبي في رضائكم / حتى استحال وقد أودى به الطمع
كذاك يصدع قلباً يأيه أسفاً / إن القلوب بطول اليأس تنصدع
لو أن قلبينا استقاما في الهوى
لو أن قلبينا استقاما في الهوى / مابت شاكية ولا أنا شاكيا
ماذا دهاك وما دهاني في النوى / حسبي وحسبك في الفراق دواهيا
ما كنت أحسب أن سنصبح هكذا / بعد التصافي نستزيد تجافيا
إن كان لا يكفيك ما كابدته / فلقد كفاني بعضه وكفانيا
عودي أعداد في الشبيبة فضلة / لا تحسبي عهد الشبيبة باقيا
لا تشتكي من شاعر هفواته / فلكم شكايات تصير مراثيا
واستحفظي بدموعه فدموعه / من روحه أن تفن يصبح فانيا
تتناوح الشعراء في عهد الصبا / مثل البلابل في الربيع شواديا
طال ليلي وأظلما
طال ليلي وأظلما / قتل الليل أرقما
بات جفني مؤرقاً / غربه يمطر الدما
فارق الارض لحظه / وأعتلى يطلب السما
كلما اجتاز أنجماً / راح يرتاد أنجما
رب سر مكتم / لم نجده مكتما
حفظ السر كله / فإذا شئت ترجما
رحم الله مهجة / لم تجد منه أرحما
ابدأ تذكر الحمى / آه من ذكرها الحمى
أيها الناس مالكم / تبغضون الميتما
اتركوه يجد له / جنة أو جهنما
ليالي أبلى من همومي وجددي
ليالي أبلى من همومي وجددي / لك الأمر لا تقوى على رده يدي
فما أرتجي والأربعون تصرمت / ولا عيش إلا ينتهي حيث يبتدي
سكت سكوتاً لا يريك امتداده / فلا خاطري باق ولا الشعر مسعدي
ولا فيّ من روح الشباب بقية / ولست بمشتاق ولست بموجد
حزنت على الماضي ضلالاً ومن يعش / كما عشت لم يحزن ولم يتجلد
ومالي منه خاطر غير أنني / عدلت فلم أفتك ولم أتعبد
سقى الله دارات القرافة ديمة / ترق على قوم هنالك هجد
تعود كل بؤسها ونعيمها / وعشنا على بؤس ولم نتعود
أحن إلى تلك المراقد في الثرى / ولو أستطيع اليوم لاخترت مرقدي
فأنزلت جسمي منزلاً لا يمله / يكون بعيداً عن أعاد وحسد
وما يتمنى الحر في ظل عيشة / تمر لأحرار وتحلو لأعبد
لقد اتعبتني والمتاعب جمة / ميسرة يومي بين أمسي والغد
ألماً يئن أن يستريح مجاهد / ألماً يئن أن يبلغ المنهل الصدى
تزهدت في وصل المعالي جميعها / ومن يطلبها كأطلابي يزهد
وبت تساوت في فؤادي مناهج / تؤدي لخفض أو تؤدي لسؤدد
وأني في بيت صغير مهدم / كأني في قصر كبير مشيد
عفا الله عن قوم أتاني غدرهم / فرب مسيء لم يسء عن تعمد
وكم من نفوس يستطيل ضلالها / ولكم متى ما تبصر النور تهتد
نزعت من الآمال باليأس عائداً / فإن تدنني منها اللبانات أبعد
فلا ترتعي مني بقلب معذب / ولا تنجلي مني لطرف مسهد
فيا ريح إن يعصف بي الشجو سكني / ويا غيث إن يضرمني الوجد أخمد
ويا ساكنات الطير في دولة الدجى / أرى أن دعاك الصبح أن لا تغردي
لدي شكايات وأنت شجية / فإن تستطيبها لشجوك أنشدي
ولا تحسبي التقليد يذهب حسنها / فكم حسنات قد أتت من مقلد
تركت الغنى لا عاجزاً عن طلابه / وأنزلت نفسي من منازل محتدي
وهذي بحمد الله مني براءة / فيا أفق سجلها ويا أنجم أشهدي
انظر إليها إنها تنظرُ
انظر إليها إنها تنظرُ / تسحر بالطرف ولا تسحر
نرجسة كالعين في شكلها / لو لم يشنها الحدق الأصفر
جاحظة جحظتها فتنة / تشقى بها الحوراء والأحورُ
أهدابها مثل جناح الفرا / ش أصله من طرفهِ أصغر
تزمز طيباً لك أنفاسها / فلا تزال دهرها تزفرُ
تصبر في الفرقة عن أرضها / أما عن الماء فلا تصبر
قامت على مهفهف أخضر / وحبذا المهفهف الأخضر
تُرقصهُ الشمأل إذ تجتزي / يسكره النهير إذ يعبر
أجوف كالأنبوب في خلقهِ / يكاد من ليانه يُهصر
قد نظموا الأشعار في وصفها / وحسنها من وصفهم أشعر
هجرت الثرى وطلبت السماء
هجرت الثرى وطلبت السماء / ولا غرو دأب العلي العلاء
فإن يرثك الناس في حزنهم / فإني لمصر اطيل الرثاء
بكتك وكم من ذكي بكت / لقد عودت مصر طول البكاء
وكانت تخاف عليك الفناء / فليست تخاف عليك الفناء
وإنك حي بطيب الثناء / كما كنت حيّاّ بطيب الثناء
على أن في مهج الفاضلين / عليك لواعج تأبى الشفاء
هم فقدوا معك زين الشباب / وهم عدموا معك صدق الإخاء
وفوا لك بالود بعد النوى / كذاك حزاء الوفي الوفاء
فما للمعارف عنك سلو / ولا للمعارف فيك عزاء
رحتك زماناً لأعبائها / فزلت وقد زال ذاك لرجاء
تظل تناديك في حزنها / وهيهات لست تجيب النداء
يعاد ولكن لغير تدان / فراق ولكن بعيد اللقاء
تجاوزت ملكاً قليل البقاء / ويممت ملكاً كثير البقاء
فمتعك الله فيه بخير / قصارى محبيك هذا الدعاء
بين فروق وبين مصر
بين فروق وبين مصر / نهجان في البحر والسماء
فمن يشأ في العباب يجر / ومن يُرد يسمُ في الجواء
الناس ملوا من المطايا / فجاء في بعدها البخارُ
وملّه أكثر البرايا / ثم اعتلوا في السما فطاروا
السحب نابت عن الأرائك / لمعشر قد رقوا إليها
وضجت الطير والملائك / في إثرهم حسرة عليها
نظرات كأنها تتحرى
نظرات كأنها تتحرى / منفذاً للفؤاد بين الضلوع
نافذات إليه مثل رصاص ال / حرب لاقى مستحدثات الدروع
قد تأبت على مواضع فيه / ثم قرت في مستقر الخشوع
فهو دام ولا يمج نجيعاً / وكسير وما به من صدوع
كلما نزعها عاد كفي / بقليل من بعضه منزوع
أنت يا أيها الكتاب أميني
أنت يا أيها الكتاب أميني / غير أني أخاف حتى الأمينا
صنت سري في الحب عنك وعني / فاسترحنا وبات سري مصونا
كلما ضاقت القلوب بسر / فجرت منه في العيون عيونا
وصدور الأوراق أهون كشفاً / لمريد أن يستبين شؤونا
ليس في دولة المحاسن قلب / عالم بي إلا يظن الظنونا
ومحال في سنة الدهر أن يم / نع أمراً قد كان من أن يكونا
رب سر أودعته في قلوب / كزجاج الأقداح منها استبينا
قد طويت الكتاب عن أعين الخل / ق وأبقيت لي أنا المضمونا
وما شغل الغواني مثل دمعي
وما شغل الغواني مثل دمعي / فيا شغلي بدمعي والغواني
فواحدة تقول لقد بكى لي / وواحدة تقول لقد بكاني
وواحدة إذا سمعت أنيني / تقول لمن حضرن لقد عناني
أفاهمة الأنين فدتك روحي / لقد أغنيت عن شرح لساني
إياك أن تلج الظنو / ن إلى فؤادك في وفائي
فيبيت يعرض عن أني / ني في البعاد وعن ندائي
ويزيد دائي في الفؤا / د فلا يزيل الوصل دائي
يل ليت حظي في غرا / مك مثل حظي في بكائي
بالله يا مصباح بيت الدجى
بالله يا مصباح بيت الدجى / ويا أنيس المعشر الساهدين
حدث بوجدي كل أهل الهوى / وأقرأ تحياتي على العاشقين
ذكرى الصبا لله ذكرى الصبا
ذكرى الصبا لله ذكرى الصبا / في كل نفس نارها موقده
تمكث من تحت رماد المدى / وفوقها تحترق الأفئده
أستطابت بعدي وقد خلت دهراً
أستطابت بعدي وقد خلت دهراً / أنها لا تطيق عني بعادا
واستنابت عن الخليل خليلاً / واستعاضت من الوداد ودادا
ليت شعري ذاك الفؤاد مقيم / أم أضاعت في البعد ذاك الفؤادا
أم كذا دأبها تحب وتسلو / أم لكره العباد تؤذي العبادا
وقفت بالدار أبكي رسمها العافي
وقفت بالدار أبكي رسمها العافي / ما كل ذي شجن مثلي بوقاف
سفى عليها الصبا المختال تربتها / لاكنت يا ذا الصبا لاكنت من ساف
قد ابعدتني عن الألاف أزمنة / عدت علينا فوا شوقي لألافي
ماذا أحمل قلبي من بعادهم / تأتي المصائب آلافاً بآلاف
ليست لواعج أشواقي بخافية / كلا ولا لاعج في العشق بالخافي
ما ضر من اسعفته في مطالبه / لحاظه لو سعى يوماً لإسعافي
لو كنت أدعو على الجافي خشيت على / قلب هنالك ادرى أنه الجافي
أليس يكفيه ما لاقيت من حزن / بلى وربك مالاقيته كاف
أهوى رضاه وأهوى أن يعذبني / سان في حبه ظلمي وانصافي
أشكو إليك صبابتي لترق لي
أشكو إليك صبابتي لترق لي / ولها ولكن ليس قلبك يفهم
أنزلت روحي من غرامك جنة / وإذا بها للعاشقين جهنم
إن تكن قد خلقت للتيه أهلاً
إن تكن قد خلقت للتيه أهلاً / فأنا قد خلقت للصبر أهلا
امتثلت الهوى فلا أتشكى / فيه ظلماً ولا أحاول عدلا
كن كما شئت خائناً أو وفياً / وإذا خنت كان ذلك فضلاً
أنت أولى بالعز في الحب مني / وأنا فيه بالتضرع أولى
كذب العاشق الذي ليس يفنى / قلبه لوعة ولا هو يبلى
ليس في هذه الخلائق شيء / منك أجلى في ناظري وأحلى
لك عندي عقدان دمعي وشعري / فتخير والدمع لا ريب أغلى
كدت أدعو الجمال ظلك في الار / ض ولكن لا يطبع النور ظلا
أيها النائم المطيل المناما
أيها النائم المطيل المناما / قد أتينا نهدي إليك السلاما
إستمع ما نقول بعدك عنا / علم الصامتين منا الكلاما
ما صبرنا على فراقك عاماً / كيف نرجو أن نصبر الأعواما
وداوم الأسى يزيل التأسي / وتمادي السقام ينمي السقاما
والقلوب التي تكون كراماً / في التداني في البعد تبقى كراما
والحبيب العظيم إن غاب أبقى / لأحبائه شجوناً عظاما
أوحشتنا شمائل معك غابت / هام فيها معاشروك هياما
يا صريع الزمان بعدك أضحت / حسنات الزمان فيك أثاما
فهو أبكى على وفائك مصراً / وهو أبكى على وفاك الشاما
وطناك اللذان عشت كريماً / فبهذا كهلاً وذاك غلاما
من يداوي لبنان عنك بصبر / من يعزي عن فقدك الأهراما
ما علمنا بين الورى لك خصماً / فأمنا عليك ألا الحماما
سل من غمده عليك حساماً / فتلقيت بالثبات الحساما
وتجلدت شيمة الحر لم تج / زع ولم تلف في اللقاء كهاما
أجهشوا بالدموع حولك من حز / ن فكفكفتها لهم بساما
هكذا عشب بينهم مقداماً / هكذا مت بينهم مقداما
خادعتنا الأيام حتى انخدعنا / قاتل الله هذه الاياما
قد أنارت لنا محياك حيناً / ثم أسفت على سناه الرغاما
كالهلال الذي بدا في سماه / ثم ساقت له الرياح الغماما
يا ضجيعاً في لحده منذ عام / نحن نبكي على ثراك قياما
إن تكن تحته بقايا عظام / منك إنا نجل تلك العظاما
لم نعز الأحياء عنك ولكن / قد حسدنا على لقاك الرماما
ما تغربت إذ ترحلت عنا / لتلاقي بعد الأنام أناما
أستطابوا ظل السكون فقروا / في مقام أسلاهم ذا المقاما
فتدانت من النفوس نفوس / حين بزت وراءها الأجساما
جاوزت موطن الفناء فحلت / موطناً لا تشك فيه الدواما
ذهبت شرة المطامع منهم / فاستقاموا في أمرهم واستقاما
فهم بعد خوف جور الليالي / إرتضوا من قضائها الأحكاما
كان سر الحياة عنهم خفياً / فاماطت عنه المنون اللثاما
كيف يأسى على القصور أناس / استعاضوا عنها هناك الرجاما
لك شكور في القلوب عهود / لست أخشى يوماً عليها انصراما
ما حميناك من عوادي المنايا / قد عجزنا لكن سنحيي الذماما
بالله ربك جودي
بالله ربك جودي / ولا تكوني بخيله
فليس عندك عذر / وليس عندي حيله
وباب كثير العيون يرى
وباب كثير العيون يرى / عجائب ما يصنع العاشقان
أقام لسد سبيل الهوى / كأن بمصراعه ديدبان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025