المجموع : 166
يا رُبَّ ذي افكٍ كثير خدعهْ
يا رُبَّ ذي افكٍ كثير خدعهْ /
مستجهل الحلم خبيث مرتَعهْ /
يسري إلى عِرض الصديق قذعهْ /
صبَّت عليه حين جَمَّتْ بدعُهْ /
ذات ذنابي متلف من تلسعُهْ /
تخفضه طورا وطورا ترفعهْ /
أسود كالسبحة فيه مبضعهْ /
يَنطِفُ منه صابه وسلعهْ /
تُسرع فيه الحتف حين ترفعهْ /
تبرز كالقرنين حين تطلعهْ /
في مثل صدر السبت حين تقطعهْ /
أعصَل ُخطَّار تلوح شنعهْ /
تشخصه طورا وطورا ترجعهْ /
لا تصنع الرقشاء ما قد تصنعهْ /
باتَ بها حَينُ حبيش يتبعهْ /
وبات جذلان وثيرا مضجعهْ /
ذا سَنةٍ آمن ما يروعهْ /
حتى دنت منه لحتف تزمعهْ /
فاضت تَجُمُّ سمَّها وتجمعهْ /
يا بؤس للمودَعِ ما تودّعهْ /
فشرعت أمَّ الحِمام اصبعهْ /
أنحت عليه كالشّهاب تلذعهْ /
عَطَّكَ سربال حرير تخلعهْ /
فكلّ خلٍّ ظاهر تفجعهْ /
يزداد من بغتِ الحِمام جزعهْ /
واليأس من تيسيره توقعهْ /
بنت ثمانين بفيها لُثغَهْ
بنت ثمانين بفيها لُثغَهْ /
شوهاء ورهاء كطين الرَّدغهْ /
ممشوطة لمتها المثمغهْ /
ملوية أصداغها المصمغة /
مخضوبة في قمص مصبغهْ /
مثلبة لصاحبيها منزغهْ /
فيها يعاف الخَفِراتُ ميلَغَهْ /
ملبَسَةٌ بالناقراتِ مِلْدغَهْ /
أعارها الغضون منها الوَزَغَهْ /
والظّربان كشحه وارفعهْ /
والديك أحذى الجيد منها النَّغنغهْ /
ألقت حليسا لي وألقت مردغهْ /
وها مستني بحديث فغفغهْ /
وحلف منها وافك مغمغهْ /
إنك إن ذقت حمدت الممضغهْ /
فقلت ما هاجك قالت لي دُغدغهْ /
فقلت من أنت فقالت لي دغه /
وابني أبو عثمان ذو علم اللغهْ /
فاطو حديثي دونه أن يبلغهْ /
هممتُ أعلو رأسها فأدمغهْ /
لعمرك ما سب الأمير عدوه
لعمرك ما سب الأمير عدوه / ولكنما سبَّ الأمير المبلغ
صرفت هواك فانصرفا
صرفت هواك فانصرفا / ولم ترع الذي سلفا
وبنت فلم أمت كلفاً / عليك ولم تمت أسفا
كلانا واجد في النا / س ممن ملّه خلفا
لن تلبسوا منطقي بمشكله
لن تلبسوا منطقي بمشكله / إلاّ عن الأصمعيّ أو خلف
قد أحدث الناس ظرفاً
قد أحدث الناس ظرفاً / يزهو على كل ظّرفِ
كانوا إذا ما تلاقوا / تصافحوا بالأكُفِّ
فأظهروا اليوم رشف الخد / ود والرشف يشفي
فصرت تلثم من شئ / ت عن طريق التحفي
حبوت صرفاً بهوى صرفِ
حبوت صرفاً بهوى صرفِ / لأنها في غاية الظرفِ
يا صرف ما تقضين في عاشق / بكاؤه يُبْدِي الذي يخفي
لبيك من داع أبا قاسم / يا غاية الآداب واللطفِ
صرف التي أصفتك محض الهوى / يقصر عن حبّكم وصفي
لسان الهوى ينطق / وشاهده يَصْدُقُ
لقد نَمَّ هذا الهوى / عليك وما يشفِقُ
إذا لم تكن عاشقاً / فقلبك لِمْ يخفقُ
وما لك أماً بدت / تحار فلا تنطق
أشمس تجلّت لنا / أم القمر المُشرِقُ
طال على البصرة إشفاقي
طال على البصرة إشفاقي / وبتُّ من خوفٍ على ساقِ
لا تأمن الخسف على بلدةٍ / أميرُها الفضل بن إسحاقِ
ومتخذ على خدّيه من أصداغه حَلَقا
ومتخذ على خدّيه من أصداغه حَلَقا /
يكاد يذوب حين يدير في وجناته الحدقا /
إذا جمشته باللحظ بَلّ جبينَه عرقا /
كشمس الأفق آخذه على آفاقنا الطرقا /
يُري الغزاة بأنَّ اللّه همته
يُري الغزاة بأنَّ اللّه همته / وإنّما كان يغزو كيس اسحقِ
فباع زهدا ثواباُ لا نفاد له / واتباع عاجل رفْدِ القوم بالباقي
الموت عندي والفرا
الموت عندي والفرا / ق كلاهما ما لا يطاقُ
يتعاونان على النفو / س فذا الحِمام وذا السِّياقُ
لو لم يكن هذا كذا / ما قيل موتٌ أو فراقُ
برز احسائك في سبقه
برز احسائك في سبقه / ثم تلاه شكر لاحقُ
حتى إذا امتدّ المدى بيننا / جاء المصلي وهو السابقُ
قد أغتدي والشمس في أرواقِها
قد أغتدي والشمس في أرواقِها /
لم تأذنْ السُّدفةُ في إشراقِهَا /
وصحبتي الأمجادُ في أعراقها /
على عِتاق الخيل من عتاقها /
نِمْرٌ بنات القفر من أرزاقها /
تغدو منايا الوحش في أطواقها /
قد واثقتنا وهي في ميثاقها /
وفَّية ما الغدر من أخلاقها /
مدمجة هْيِفٌ على أحناقها /
باعدها التنهيم من أشباقها /
ترى بأيديها لدى اتساقها /
وصيدها بالقاع واتفاقها /
مثل أثافي القَينِ في انزلاقها /
تقدّ ما تخبط باعتلاقها /
قد التجار العصب من شقاقها /
كأنها والخَزْر من أحداقها /
والخطط السود على أشداقها /
تُرْكٌ جرى الأثمد من آماقها /
باتت إلى الصًّيْدِ من اشتياقها /
وجذبها الأعناق من أرباقها /
كأُسَراء العجم في أوهاقها /
تَضْرَمُ في العراء من تنزاقها /
تَلَهَّبَ النيران في احتراقها /
حتى إذا آلت إلى متاقِهَا /
بالسَّهلة الوَعْسَاءِ من إبراقها /
في مأمن الصيّران من طرّاقها /
ورعيها الناضرَ من طُبَّاقها /
وآنست بالطرف واستنشاقها /
وجعلت تأشر من أقلاقِها /
حلَّت وسَّمينا على اطلاقها /
وقد حدرنا الوحش من آفاقها /
يسوقها الحَينُ إلى مساقها /
ادناءك الحُور إلى عشاقها /
وهي على الغبراء في التصاقها /
حُذَافَةٌ تَخفي على رمَّاقها /
من ختلها الوحش ومن اشفاقها /
كأنها الحَّيات في إطراقها /
أما رأيتَ الريحَ في انخراقها /
ولمعة البارق في ائتلاقها /
وغيبة الشؤبوب في انبعاقها /
وطيرة الأقداح في انمراقها /
تهوى هويّ الطير في ارشاقها /
ما أدرك الطَّرف سوى لحاقها /
وهصرها الآرام واعتناقها /
وخصفها الأيدي إلى أعناقها /
شِرْك الصُّناع النعل في طراقها /
شاصية تنشج في آماقها /
تفحص في التامور في مهراقها /
بطح الغواة الوفر من زقاقها /
لا نصطفي منها سوى حذاقها /
يورك للأمير في رفاقها /
لي صاحب في حديثه البَركهْ
لي صاحب في حديثه البَركهْ / يزيد عند السكون والحركهْ
لو قال لافي قليل أحرفها / لردها بالحروف مشتبكهْ
أمام الهدى أدركْ وأدرك وأدركِ
أمام الهدى أدركْ وأدرك وأدركِ / وَمُر بدماء الرُّخجَّيينَ تُسْفَكِ
ولا تَعْدُ فيهم سُنَّةً كان سَنَّهَا / أبوك أبو الأملاك في آل برمكِ
تمارضت كي أشجى وما بك علة
تمارضت كي أشجى وما بك علة / تريدين قتلي قد رضيت بذلكِ
وقولك للعوّاد كيف ترونه / فقالوا قتيلاً قلت أهون هالكِ
لئن ساءني أنْ نلتني بمساءة / لقد سرَّني أنّي خطرت ببالك
لما رأيت البدر في
لما رأيت البدر في / أفق السماء وقد تعلّى
ورأيت قرن الشمس في / أفق الغروب وقد تدلّى
شبَّهت ذاك وهذه / وأرى شبيههما أجَّلا
وجه الحبيب إذا بدا / وقفا الحبيب إذا تولّى
وضمّنتُها كعُقاب الظلامِ
وضمّنتُها كعُقاب الظلامِ / جَوْنةَ فُلْك بها تَرْفُلُ
فلا حت بدجلةَ مُرْقَدةً / كما ذُعِرَ النِقْنِقُ المجفلُ
وكاد يطيّرها بالفضاء / شراعُ مرتْ دَرَّه الأحبلُ
كأنّ هماهم حَيزُومِها / هديرُ القُروم بها أفكَلُ
إذا البغيُ أعندها في المسيرِ / تلاقي بها قُلّبُ حُوّلُ
يقوّمها جورُ سُكّانِها / إذا هي عن قَصْدِها تَعدِلُ
فأفضَى بها متنُ مغروربٍ / يسامي غَوارِبَهُ أشكَلُ
كأنّ تلاطم آذّيه / رباط لها هُدَبُ مُخْمَلُ
شباب كأن لم يكنْ
شباب كأن لم يكنْ / وشَيْبٌ كأن لم يَزُلْ
أبدى له إلفهُ تدلّلَهُ
أبدى له إلفهُ تدلّلَهُ / وشفّه شوقُهُ فأنّ لَهُ
واتقاد للسقم بعدَ صحّتِهِ / حتّى بَرى جسمَه فأنحَلهُ
وخط إذ غاب عنه مؤنسه / في كفّه شبهَهُ فمثّلَهُ
فكلّما غالهُ تشوّقُهُ / مال إلى كفّهِ يقبّلُهُ