المجموع : 130
قلقلْ ركابكَ في الفلا
قلقلْ ركابكَ في الفلا / ودع الغوانىَ للقصورِ
فمحالفو أوطانهم / أمثالُ سُكّان القبورِ
لولا التغربُّ ما ارتقَى / دُرّ البحورِ إلى النحورِ
عينى التي علِقتْ حبائُلكم بها
عينى التي علِقتْ حبائُلكم بها / والحسنُ للعين الطموحةِ صائدُ
وخدعتمُ سمعى بطيبِ حديثكم / ومن الكلام لآلىءٌ وفرائدُ
وتردّد الأنفاسِ مَلّكَ عرَفكم / ما ليس يبلغُه العبيرُ الجاسدُ
وأحلتمُ قلبي على أخلاقكم / فإذا السُّلافة والزلالُ الباردُ
وبقى لساني وحدَه لي زاجرا / هيهات لا غَلَبَ الجماعةَ واحُد
لا تَظُنَّنَّ بي سُلُوًّا وإن كن
لا تَظُنَّنَّ بي سُلُوًّا وإن كن / تُ عزيزَ الدموع بين الجفونِ
إنما يصعبُ الدفينُ من الدا / ءِ وسهل ما كان غير دفين
وبكاء القلوب أسرف في حك / م المحبّينَ من بكاءِ العيون
أيا وَلد الحُصَين وما حُصَينٌ
أيا وَلد الحُصَين وما حُصَينٌ / لماذا ضلَّ سعيُك هِجتَ حَربى
أطلتُ تفكُّرىَ فرأيتُ علمى / وجهلُك ضدُّه فعرفتُ ذنبى
وما أهجوك أنك أهلُ هجوٍ / ولكنّى أجرِّبُ فيكَ ضربي
وهل عيبٌ على شَفَراتِ سيفي / إذا استمحنتُها في لحمِ كلبٍ
لا تغتبط يا بنَ الحُصَينِ بِصبيَةٍ
لا تغتبط يا بنَ الحُصَينِ بِصبيَةٍ / أضحت لديك كثيرة الأعدادِ
لا فخرَ فيك ولا افتخارٌ فيهمُ / إن الكلابَ كثيرةُ الأولادِ
قالوا ابنُ دارستِنا وزيرٌ
قالوا ابنُ دارستِنا وزيرٌ / فقلتُ لفظٌ بغيرِ معنَى
مثلُ لديغٍ يُدعَى سَليما / نَصْراً وفَتحا يُسَمى ويُكنَى
كأنّما وجهه كتابٌ / سوَّدتَ فيه ظهرا وبَطنَا
بعضُ وُعولِ الجبال لكن / أطولُها لحيةً وقَرنَا
أقبلَ من فارسٍ إلينا / في عُصبةٍ كالحَميرِ لُكْنَا
ظنتُهم حولَه شِياها / والشيخَ تيْسا والدَّستَ دَبْنَا
يا رائدا دُلَّنا عليه / صدقتَ حِسًّا وخِبتَ ظنَّا
دسَتُ الوزارةِ يبتغى حَجَرا
دسَتُ الوزارةِ يبتغى حَجَرا / منكم ليستنِجى من الخَبَثِ
أو ليس مفترضا طهارتُه / بعد ابنِ دارَسْتٍ من الحدَثِ
ثُنِيَتْ أرائكه على شَبح / خالٍ من الأعراضِ والجثثِ
ولربَّ حىٍّ في تصوُّرِه / والمَيْتُ خيرٌ منه في الجَدَثِ
لُحِىَ ابنُ دارَسْتٍ على إمساكه
لُحِىَ ابنُ دارَسْتٍ على إمساكه / فأجاب إنى باذلُ الماعون
أوَ لم تكونوا بيتَ جِوارَنا / فقَرَيتكُم بالماء في كانونِ
فارضوا بأسقيِة الزلال قرىً لكم / ودعوا الجِفانَ فإنها كجفونى
لا كان زادٌ في وعائك إنه / سببٌ لطاعمه من الطاعونِ
اِرجِعْ إلى ما أنت أهلٌ لهْ
اِرجِعْ إلى ما أنت أهلٌ لهْ / شُدَّ متاعَ القوم أو حُلَّهْ
قد عثَر الدهرُ بكم عثرةً / ودَّ بها لو قطعوا رِجلَهْ
إنّ زمانا لابن دارستَ قد / قُدِّمَ فيه زمنٌ أبلَهْ
قد قال عذرا حين وبَّختُه / لا بدَّ للعالِمِ من زَلَّهْ
ودادُك في قلبي ألذُّ من المُنَى
ودادُك في قلبي ألذُّ من المُنَى / وذكُرك أحلَى في اللَّهاة من الشّهدِ
فلستُ بمحتاج إلى أن تُعينَه / بما نتجَتْه الباسقاتُ من الولدِ
ولكنّما أذكرتَنى بشمائل / جعلنَ على المُهدَى الفضيلة للمُهِدى
أتتنا هداياك التي لم نجد لها / جزاء سوى الشكر المكلَّل بالحمدِ
معاليقُ ياقوت تخالُ ثقوبها / بأَبشِيز كاتِ التّبر نُظِّمنَ في عِقدِ
وإنّ نتاجَ النحلِ والنخلِ واحدٌ / وهل بين شكل الحاءِ والخاءِ من بُعدِ
أتت في مُروطٍ من يراعٍ كأنها / من القصَب المصرىِّ تختال في بُردِ
وقد قدَّرتْ كفُّ الصَّناعِ التئامَها / كتقدير دوادَ المساميرَ في السَّردِ
تعانقنَ فيها كاعتناق حبائبٍ / فما نتعاطاهنَّ إلا على جهدِ
إذا فرّقتهنّ البنانُ تشبَّثت / بمثل هَباء الشمسِ خوفا من البُعدِ
وأخرى تجلَّت في قميِص زجاجةٍ / كما ضُمِّن القنديلُ لألأةَ الوقْدِ
نفَوا قلبها القاسي وآووا مكانَهُ / رقيقا وإن ساواه في اللون والقدِّ
فو الله ما أدرى أذاك نَحِيتةٌ / من الزُّبد أم هذا مصوغٌ من الزُّبِد
بكا للتنائى بعضُها فوق بعِضها / دماً مُجْسَدا في صِبغة اللحم والجلد
وزادت بلون الزعفران تصبُّغا / ولا تَشنَعُ الحسناءُ من حمرةِ الخدِّ
فتلك بَرانٍ أم مخازنُ جوهر / حُشينَ فريداتٍ من العنبر الوردِ
إذا قلَّبتهنّ الأكفُّ تعجُّبا / توهّمها الراءون تلعبُ بالنَّردِ
وشهباء يُستجلَى الضَّريبُ بلونِها / وطينتُها من عنصر الحَجر الصَّلدِ
مقابَلة الأضلاع كان مثالُها / قياسا لذى القَرنَين في زُبَر السدِّ
عَدُوَّة مانى في البياض كأنّها / ولونَ المشيبِ قد أقاما على عهدِ
وما عطَّر الأثوابَ مثلُ مقدَّمٍ / على المسك والكافور والعُودِ والنَّدِّ
أيادٍ توالت منك عًجلَى كأنها / شَرارٌ أطارته الأكفُّ من الزَّندِ
وإنىَ في عَجزى عن الشكر سائلٌ / مساعدتى مَن كلَّم الناسَ في المهدِ
ضيوفُ ابن فَضلانٍ سواءٌ نهارُهم
ضيوفُ ابن فَضلانٍ سواءٌ نهارُهم / وليلُهمُ صوما من الشّرب والأكلِ
ويُلزمهم أن يَنكَحوه وعِرسَه / وصعبٌ على مَن شئتَ خَرجٌ بلا دَخلِ
قل لابن جابرَ الذي جعلَ اللهُ
قل لابن جابرَ الذي جعلَ اللهُ / له كلّ خَلَّةً قذِرَهْ
الجنُّ نارٌ والإنسُ من حَمَإٍ / فأنتَ لِمْ خُلقتَ من عَذِرَهْ
عُلِّقتُها حَمَّاءَ مصقولةً
عُلِّقتُها حَمَّاءَ مصقولةً / سوادُ قلبي صفةٌ فيها
ما انكسف البدرُ على تِمِّهِ / ونُورِه إلا ليحكِيها
لأجلها الأزمان أوقاتُها / مؤرخاتٌ من لياليها
لم أبكِ أن رحلَ الشبابُ وإنما
لم أبكِ أن رحلَ الشبابُ وإنما / أبكى لأنْ يتقاربْ الميعادُ
شَعرُ الفتى أوراقُه فإذا ذوَى / جَفَّت على آثاره الأعوادُ
أبا الخير المفيدَ لكلِّ خيرٍ
أبا الخير المفيدَ لكلِّ خيرٍ / وكاسىَ نُبْلهِ ريشَ الصوابِ
ومن ألقى إليه الناسُ طرًّا / مقاليدَ الكتابة والحسابِ
ومن إن شاء إنشاءً بليغا / فليس يَعُوزه فصلُ الخطابِ
فضائلُ يُنسَب الإحسانُ فيها / كما نُسب القِطارُ إلى السحابِ
أرانا كلَّ معجِبةٍ إلى أن / أرانا عنده لونَ الشبابِ
مِدادا إن تضمَّنه محلٌّ / ظننتُ مقرَّه وكرَ الغرابِ
فما أدرى أمن كُحلٍ مُماع / تجسَّم أم دُجَى ليلٍ مذابِ
تقولُ اللِّمة الشمطاءُ لمّا / رأته ليتَ هذا من خِضابى
وقد أزِفَ الرحيلُ فلا مقامٌ / سوى شدّ الرِّحال على الركابِ
إلى ملكٍ توسَّط بين بَرٍّ / وبحرٍ طافحٍ سامى العُبابِ
فلستُ بواجدٍ فيه أنيسا / سوى الحيتان تُقرنُ بالضِّبابِ
فزوّدْنى من الأنقاسِ قدرا / يقوِّتنى إلى حين المآبِ
فإن أسعفتَ بالأقلام مَنًّا / فما يغنى الطعامُ عن الشرابِ
تَزاحَمُ في صدرى القوافى ولا أرى
تَزاحَمُ في صدرى القوافى ولا أرى / لها مستحقًّا في الزمان ولا أهلا
وكيف امتداحى معشرا شجرَاتُهم / عَوارٍ فما تُجدِى ثمارا ولا ظِلاَّ
فلو شَرُفوا بالعلم واطرحوا الندى / تأولتُ فيهم أننى أمدح الفضلا
ولو تركوا الآدابَ عنهم بمعزلٍ / وجادوا لقلت أمدحُ الجود والبذلا
ولكنهم عن ذا وذاك تزحزحوا / فلم أرَ أنى أمدحُ الجهلَ والبخلا
هل تعرفُ الحسناءَ تَف
هل تعرفُ الحسناءَ تَف / خَر بالبروز على الطريقِ
ولها ولىٌّ لا يغا / رُ من الزيارةِ والطُّروقِ
لا يستريبُ بها وإن / كانت شِعارا للرفيقِ
وإذا اختفت في خِدرها / جُلِدتْ لتَظهَر في الحقوقِ
فأتتك منه في حِدا / دٍ ناصلٍ واهى الخروقِ
ثم اكتست بغِلالةٍ / إما عَرارٍ أو شقيقِ
تاجُ الزُّمُردّ فوق مَف / رقها يُرَّصعُ بالعقيقِ
بين الأنام وبينها / ماشئت من نسبٍ عريقِ
تقاعستُ عن أبناءِ دهرىَ عائفا
تقاعستُ عن أبناءِ دهرىَ عائفا / موارِدَ منهم ضافياتِ الغلائلِ
ولى قُرباتٌ عندهم غير أنني / أضَنُّ على أفضالهم بفضائلي
فرّ من الحبِّ قلبُه فنجَا
فرّ من الحبِّ قلبُه فنجَا / من بعد ما خاضَ في الهوى لجُجاَ
فما سباه ملثَّم بضُحىً / ولا شجاه معمَّم بدُجَى
من يبكِ حَولا يُعذِرْ فكيف بمن / بكَى على رسم دارهم حِجَجا
هذا اللَّمّى ذلك الذي شغف ال / قلبَ وخمرُ الثغور ما مُزِجا
فكيف حالَ الغرامُ منه قِلىً / ونال من بعد شدَّةٍ فرَجا
لأ تأمنَنّى على مراجعةٍ / مَن دبَّر الحبَّ قبلَنا بحِجَا
يا ناقةَ الظبيةِ التي ظعنَتْ / أهودجا ما حمَلتِ أم بُرُجا
زاد بكِ البدرُ في منازله / منزِلبَيْها عُسْفَان أو أَمجَا
قد أغربَ القينُ في سهامهمُ / راشَ بهُدبٍ ونصَّلَ الدَّعجَا
أليس هذا السلاحُ ويحكُم / أحكَمَ داودُ الذي نَسجَا
كانت دموعى ماءً فصرنَ دَماً / أأبدل السنُّ شأنَها ودَجَا
ونار قلبي هي التي طهرت / تُوقدُ في الليل مَفرقى سُرُجا
ليت الذي نظَّمَ اللالىءَ في / فرعِىَ خَلَّى مكانَها السَّبَجا
يا مولجَ الليلِ في النهارِ أما / آن لصبحٍ في الليل أن يَلِجا
جاريتُ في الحبِّ أَطلاقا بلا أمدِ
جاريتُ في الحبِّ أَطلاقا بلا أمدِ / فها أنا سابقُ العُشّاقِ بالكمدِ
ما يستطيل فؤادى في الهوى سَفَرا / والهمُّ زادى وماءُ العين من عُدَدِى
خفْ يا مليكىَ أن يفنَى عذابُك لي / ولا تخفْ أننى أبقى بلا جَلَدِ
جيشٌ من الصبر عندى ليس يهزِمهُ / شوقٌ تُغير سَرَاياه على الكبِدِ
بلغتُ أقصىَ المَدى فيه وما ثلَمتْ / منه الوشاةُ فلم ينقُص ولم يزِدِ
إن الألى ملؤا الأجفانَ من مطرٍ / هم الألى ملؤا الأفواهَ من بَرَدِ
مَن نابُهُ شنَبٌ وظُفْرُه عَنَمٌ / فهو الغزال الذي يجنى على الأسدِ
نفسي إلى الله لا تشكو جفاءكمُ / ولا إليكم فهل تشكو إلى أحدِ