المجموع : 111
النوم بعدكمُ عليّ محرّم
النوم بعدكمُ عليّ محرّم / من ذا ينام وقلبه يتضرّم
ماء الحياة وقد نأيتم آسن / ريق ووجه الدهر أسحم مظلم
قد بان عني الصبر لما بنتم / فالوجد ينجد في الفؤاد ويتهم
أجريتم دمعي دماً لفراقكم / ظلماً وقلتم ما له لا يكتُم
ما كان اكتمني لسري قبل أن / تكف الدموع كأنهنَّ العندم
فإذا شهدت جماعة واعتادني / تذكاركم فاضت دموعي تسجم
فبحقكُّم من ذا يعاين أدمعي / تنهلّ إلّا قال هذا مغرم
حملتموني ثقل بينكم ألم / تتبينّوا ألا أطيق فترحَّموا
عاقبتموني في الهوى بذنوبكم / لقد استطعتم إذ قدرتم فاعلموا
أتَظلمّونَ وتظلمون بجهدكم / ومن العجائب ظالم متظلم
أعتبتم فعتبتم وأطعتم / وعصيتم ووصلتم فهجرتم
قد كان لي في هجركم أو أنَّني / أقوى عليه من السلامة سلم
ولقد علمتم أنني قد رمته / فغضبت فافعلوا ما شئتم
أنتم مناي وفيتم أو خنتم / ولكم هواي دنوتم أو بنتم
يا حبذا أم الوفاء وان جفت / وتغيرت فهي التي لا تسام
وهي التي انفردت فؤادي كله / ولطالما قد كان وهو مقسم
يا قلب ذب كمداً أو لا فلا تذب
يا قلب ذب كمداً أو لا فلا تذب / ما من تحب ولو تحرص بمقترب
ركبت هول الهوى من غير تجربة / وراكب الهول محمول على العطب
قد خاب الهوى من بعدما وضحت / منه ضروب منّى أحلى من الضرب
لبيتَ داعيه الهوى ألا إلى الشحب / حتى إذا من تلك المنى جعلت
حتى إذا من تلك المنى جعلت / تدعو بطول الويل والحرب
أيا لذيذة لا واللَه مذ حجبت / عني فما لي في اللذات من أرب
تركتني يا حياتي للدرى غرضاً / تفديك أمي من صرف الردى وأبي
يصلى فؤادي سعيراً من صبابته / والعين في لجة من دمعها السرب
يا رب قد سفكت أم الوفاء دمي / وقد تخوفت أن تؤاخذ بي
وقد ذهبت لها قلبي وما خطري / حتى يعاقب ذاك الحسن من سببي
نسبت ألا تلاقينا وموقفنا / على مراقبة من أعين الرقب
لما التقينا وقد قيل المساء دنا / وغابت الشمس أو لاذت ولم تغِب
وأضلعي بين منقد ومنقصف / وأدمعي بين منهل ومنسكب
تأملتني أم المجد قائلة / بمن أراك أسير الوجد والطرب
فقلت قلبي مسبّي وأنك لو / كتمت سري لم أكتمك كيف سبي
وأعرضت ثم قالت قد أسأت بنا / ظنّاً أيجمل هذا من ذوي الأدب
فقُلت إنّي امرؤ لما لقيتكم / والمرء وقف على الأرزاء والنوب
سبتُ فؤادي ذات الخال قادرة / ولا نصيب لهُ منها سِوى النصب
اشقى بها وهي تلهو في بلهنيّة / شتان واللَه بينَ الجد واللَعبِ
أصابت القلب لما ان رمتهُ ولو / رمتهُ أخرى اذن لاشكَّ لم تصب
فقالت أشك إليها ما لقيت ولا / ترهب فلن تبلغ الآمال بالرهب
عسى هواك سيعديها فيعطفها / فقد يكون الهوى أعدى من الجرب
فقلت أعظمها بل ما أكلمها / إلا أشار إليّ الموت من كثب
قالت أنا أتولى ذاك في لطف / فقد أؤلف بين المساء واللهب
فقلت مثلك من يرجى لمعضلةٍ / لازلت في غبطة ممتدة الطنب
قالت لها يا لذيذ الحسن صاحبنا / صبا إليك فأضحى جدّ مكتئب
صليه أو فاقتليه فالحمام له / خير من الهجر في جهد وفي تعبِ
فلو تراني قد استسلمت مرتقباً / منها حنان الرضى أو جفوَة الغضب
حتى إذا ما ألانت تلك جانبها / والقلبُ مضطرم تسكينه يجب
طفقت الثم كفيها وقد جنحت / إليك تضحك بين العجب والعجب
ثمَّ افترقنا وقد ساءت / ان اجتمعنا ولم تأثم ولم تخب
لِلَّه مثلى ما أدنى سجيته / من المَعالي وأنآها عن الريب
كَم مآثم مستلذ قد هممت بهِ / فلم يدعني له ديني ولا حسبي
بنتمْ فخلَّدَ عندي وَشْكُ بينكمُ
بنتمْ فخلَّدَ عندي وَشْكُ بينكمُ / شَوْقاً نَفَى جَلَدي لا بل سَبَى خَلَدي
هيهاتِ يَسْلُو فؤادي عنكمُ أبداً / أنَّى ووَجْدي بكمْ باقٍ على الأبد
أما كَفَى حَزَناً أن قد ظَمِيتُ وقد / عاينتُ عَذْبَ الحيا يَجْري على البَرَد
غَنَّتْ فلو أنَّ ميتاً كان يَسْمَعُها / لعادَ حيّاً كأنْ لم يَرْدَ يومَ رَدِي
رفقاً بقلبيَ يا قلبيْ فإنَّك قد / أسكنت منه الأسى في السَّهْل والجَلدِ
لم تَنطِقي قطُّ إلا ظَلْتُ أَفْرَقُ مِنْ / أنْ أُسْتَطَارَ فلم أُبْدِىءْ ولم أُعِد
ولا مَدَدْتِ يداً لِلْعُودِ عامدةً / إلا وضعتُ عليه أنْ يذوبَ يدي
أسدٌ ولو أنّي أنا
أسدٌ ولو أنّي أنا / قِشُهُ الحسابَ لقلتُ صَخْرهْ
وكأنَّه أسدُ السَّما / ءِ يمجُّ منْ فيه المجرَّهْ
أُحاجِيكَ ما شيباءُ أولَ نشْئِها
أُحاجِيكَ ما شيباءُ أولَ نشْئِها / فإنّ عُمّرَتْ حُبَّ الشبابُ وقُرِّبا
إذا صُحَفَتْ كانتْ دعاءً ورغبةً / فإن قُلِبَتْ عادتْ لَبُوْساً ومشْربا
لا تَسْتَرِب منْ ذا النحولِ فإنَّهُ
لا تَسْتَرِب منْ ذا النحولِ فإنَّهُ / صدأٌ أصابَ الصارمَ المصقولا
فالبدرُ يُكْسَف في عُلُوِّ مكانِه / والوَعْكُ يَدْخُلُ للهزبرِ الغِيلا
يكفكفُ من تلك الدموعِ وربما
يكفكفُ من تلك الدموعِ وربما / جلاها الرواءُ وامترتها الأصابعُ
كلُّ عوجاءَ كالهلال عليها
كلُّ عوجاءَ كالهلال عليها / كل ذي تدرأٍ كبدرش الكمال
ضاحكٌ عن جُمانْ
ضاحكٌ عن جُمانْ / سافرٌ عن بَدرِ
ضَاقَ عنهُ الزمانْ / وَحَواءُ صَدْري
آهْ ممَّا أجِدْ / شَفَّني ما أجِدُ
قامَ بي وقعَدْ / باطشٌ متَّئِدُ
كلما قلتُ قَدْ / قالَ لي أينَ قَدُ
وَانثنىَ خُوطَ بانْ / ذا مَهّزٍ نَضْرِ
عابَثَتْهُ / يَدَانْ للصَّبا والقَطْرِ
ليسَ ليْ مِنكَ بُدْ / خذ فُؤاديَ عنْ يَدْ
لم تَدعْ لي جَلدْ / غير أني أجْهَدْ
مَكرعٌ مِنْ شَهَدْ / واشتياقي يَشْهَدْ
ما لِبِنْتِ الدِّنانْ / وَلِذاكَ الثَّغْرِ
أين محيا الزّمان / من مُحيَّا الجمر
بي هوى مُضْمَرُ / ليتَ جَهْدي وَفقُهْ
كلمَّا يَظهَرُ / ففؤادي أُفْقُهْ
ذلك المنظرُ / لا يُداوي عِشْقُه
بأبي كيفَ كانْ / فلكيٌّ دُرِّي
راق حتى اسْتَبان / عُذْرُهُ وعُذري
هل إليكَ سبيلْ / أوْ إلى أنْ أيْأَسا
ذبتُ إلا قليلْ / عَبْرةً أو نَفَسَا
ما عسى أن أقولْ / ساءَ ظني بعسى
وانقضى كلُّ شانْ / وأنا أسْتَشْرِي
خالعاً منْ عِنَانْ / جَزَعي أو صَبري
ما عَلى مَنْ يَلومْ / لو تَنَاهَى عَنّي
هلْ سوَى حبِّ ريمْ / دينُهُ التَجني
أنا فيهِ أهِيمْ / وَهَوْ بي يُغنيِّ
قَدْ رأيتكْ عيان / ليس عليكَ ستدريْ
سَيَطول الزمانْ / وستنسى ذكري
أمّا وَجْدِي فَقَدْ عَتَا / فلا ألْقى مَلاذا
ولا آلفُ مَهْلا /
أحْبِبْ / به إليَّ أحبب
مُعْجِبْ / يا له وهو أعْجَب
يَذْهَبْ / بي في كلِّ مذهبْ
لمَّا عنّا وعنَّتا / تصدَّيْتُ فلاذا
وأقبلتُ مُدِلا /
تَبَّا / لِنَهْيِ مَن نهاني
لبَّا / وجدي من الغواني
غَضْبي / تقولُ إذ تراني
مَهما / عينايَ أوْجَبَتا
فلنْ يَعْنُوَ هذا / بالقربِ ذُلاًّ
سلطانْ / ألحاظْهُ جنودُهُ
بستانْ / ألفاظه برودُهْ
ريَّانْ / من نعمةٍ تَؤودُهْ
ألمَّا / فإنْ تَلفّتا
ترى الناس جذاذا / فَسالِمْهُ وإلاّ
أبْدِعْ / بشادنٍ رخيمِ
يَرْتَعْ / في قلبيَ السليم
يَطْلُعْ / مطالعَ النجوم
يُسَمَّى / عمداً لِيُنْعَتا
كلا الحائِمَينِ حاذَى / به ذاكَ المحلا
حَنتْ / إليَّ وهْيَ تَجْزَعْ
جُنَّتْ / لم تدرِ كيفَ تَصْنَعْ
غلَّتْ / وأُمُّها تَسمَّعْ
مَمَّا / يَعْشَقُني ذا الفَتى
ولا تدري لماذا / ولا نقُلْ له لا
أنا والجمالُ
أنا والجمالُ / وهمْ وما اخْتَارُوا
سَلْ بنات قَلبي / هل تَعَزَّى وَتَقر
لا أَقولُ مسبي / ما بكائي سِرْ
قدْ إليك حَسبِي / ليسَ ينفعُ الحذر
أينَ الاحتمالُ / لا هُوَ ولا دارُ
بي ولا أَقولُ / لتُؤخذنَّ بدمي
خدُّكَ الأسِيلُ / ملءُ ناظري وفمي
منظرٌ جميلُ / كلمَّا أبيحَ حُمي
لي به مقالث / وعليه لي ثارُ
قَمَري وَشَمسي / كلَّما دَجَا زَمَني
لو مَلكتُ نَفسي / لمْ أَحِنْ ولم أُهنِ
دون ذاكَ أمسي / وإليكَ فامْتَهنِ
حِبَّذا دلالُ / ليس عنكَ إقصارُ
رهنُ كلِّ زَيْنِ / لا والذي وُسمتَ بهْ
ضاعَ كلُّ دَيْنِ / قُمتَ دون مطلبه
في يديكِ حَيني / فاقضهِ أو اقضِ به
صَرَّح الخيالُ / ليس في الهوى عارُ
لم أَشِبْ لسِنِّ / يَقْتَضي بيَ الكِبَرا
أنتِ حلت منّي / ما رأَى الصّبا وترى
ثمَّ إن تضنّي / كي تقربي الخبرا
أسْتَهَل مالُ / طالْ عليَّ فمارُ
حثَّ الكؤوسَ رَوِيَّهْ
حثَّ الكؤوسَ رَوِيَّهْ / على رُوَاءِ البساتينْ
مِنْ قهوةٍ بابلية / أرقَّ من دمْع مَحزُونْ
باللهِ قُمْ يا نديمْ / وأنتَ خيرُ نديم
باكرْ بناتِ الكرومْ / حياةَ كلٍّ كريمْ
من كفِّ ظبيٍ رخيم / وأيِّ ظبيٍ رخيم
ذو غُرَّة قَمَرِيَّه / يَرْنُو بألحاظِ شاهينْ
لما رأى الحُسنُ زِيَّه / صَبَا إليه على الحِينْ
يا مَنْ كتمتُ غَرَامَهُ
يا مَنْ كتمتُ غَرَامَهُ / حتى أضرَّ بيَ الغرامْ
وَالى العذولُ ملامَه / والصبُّ يؤلمهُ الملامْ
هلاَّ رَعَيْتَ ذِمَامَه / والحبُّ أيْسَرُهُ ذِمَامْ
وَجَزَيْتَهُ بِوشدَادِه / وَيَبْقَى اللَّومْ
مِنْ دُونِ / بُغْيَتِهِ ذَمِيمَا
ما كنتُ أَفْزَعُ للظَّمَا / لو كانُ تُروِيني الدموعْ
حسبي بثغركَ كلما / أعيا مَدَايَ به المنوعْ
مُعَنّى بهاجرةِ الصّدى / مَنَعْتَ الحومْ
وعادةٌ لي / أنْ أَحُومَا
غُصْنٌ غدا ملْ البرودْ / سُكْرُ الشَّبابِ بِهِ يميل
أعطيتُهُ ما لا يريدْ / من حُبِّهِ وهو البخيل
ما زلتُ أخضعُ للصدودْ / حتَّى تكنَّفَني الخمول
فمتى ظَفِرْتُ بِوَصْلِكُمْ / فذاكَ اليومْ أصبحتُ
في الدُّنيا زَعيما /
كم ذا تُقَطّعني النَّوى / شَوْقاً إلى أم العلاءِ
لم يُبْقِ لي حَمْلُ الهَوَى / إلا بَقَايا من ذَمَاءِ
أبكيكِ ما شاءَ البكا / وأنا خليقٌ بالبكاءِ
فلئنْ منعتِ / مُقْلَتِي لذيذَ النَّومْ
فلقد نعمتُ / فيكِ قديما
حَمَّلْتُ نفسي حَتْفَها / وأنا بموضعها ضنينُ
في منْ يبينُ بطرفها / إما دلالٌ أو مجون
باتتْ تُخَوِّنُ طيفها / وَأنا وحقِّكَ لا أَخونُ
تَمْضِي العهودْ / وَتَاتِي مِلاَّشْ يا قَومْ
وَأنا على / عَهْدي مُقيما
دمعٌ مسفوحٌ
دمعٌ مسفوحٌ / وضلوعٌ حرار
ماءٌ ونارْ ما اجتمعا / إلا لأمرٍ كُبار
بئسَ لعمري ما أرادَ العذول / عمرٌ قصيرٌ وعناءٌ طويلْ
يا زفراتٍ نطقت عن غليل / ويا دموعٌ قد أعانتْ مَسِيلْ
امتنع النَّومُ / وشطَّ المزارْ ولا قَرارْ
طرت ولكنْ / لم أعده مطار
يا كعبةً حَجّتْ إليها القلوبْ / بينَ هوىً داعٍ وشوقٍ مُجيبْ
جَنَّة أواهٍ إليها مُنيبْ / لبيكَ لا أَلهو وقلْ للرقيب
طمُرني بحجٍّ عندها واعْتمارْ / ولا اعتذارْ
قلبي هديٌّ ودموعيْ جِمار /
أهلاً وإن عرض بي للمنون / الجفون
يا قسوةً يَحْسَبُها الصبُّ لينْ / علَّمْتِني كيفَ أُسيءُ الظنون
مُذْ بانَ عن تلك الليالي القِصارْ / نومي غِرارْ
كأنما بين / جُفوني غِرارْ
حَكَّمْتُ مولىً جارَ في حُكمِهِ / أكني به لا مُفْصِحاً باسْمِه
فاعجبْ لأنْصافي على ظُلْمهِ / واسأَلْهُ عن وصلي وعن حرمهِ
أَلْوى بحقّي / عن هوىً واختيار
طوعَ النّفارْ / فَكلُّ أُنْسٍ بَعْدَهُ بالخيار
لا بدَّ لي منه على كلِّ حالْ / مولىً تجنَّى وجفا واستطالْ
غادرني رهْنَ أَسىً واعْتلالْ / ثم شَدا بينَ الهوى والدلالْ
ماو الحبيب / دموا صار
ما درشنار / بنفيس رامش كف دمو عار
إليكَ منَ الجَورِ والصَّدْ أسْعَى وأحفدْ
إليكَ منَ الجَورِ والصَّدْ أسْعَى وأحفدْ / إن كنتُ منتفعاً بجهدي فاليوم أجْهَدْ
أُنْبِيكَ عَنْ دمعِي المطلولْ /
وعنْ جَوَى قلبي المتْبُول /
لبيكَ فمثلي وَصُول /
مهما روحي الهوى مَجَّدْ في كلِّ مَعْهَدْ / طَوَتْهُ عيناكَ طيَّ البُرْدِ وأنت تنشد
أما هَوَاكَ فلا أنْسَاهْ /
وإنْ تطاولَ في مَدَاه /
مرَّ من العيشِ ما أحْلاه /
وَلَّيْتَ منّي به وَرَقَّدْ أللحظَ أغيد / لو أنها من سُيُوفِ الهندِ لم تُتَقَلَّدْ
مَجْدُ الوزير أبي الحسينْ /
ما شئتَ من أثرٍ وعين /
طَلْقُ الأسرَّةِ واليدين /
تلقاهُ في حَلَباتِ المجدْ أجراً وأجْوَدْ / كإبداءِ رياضِ الورْدِ خَدًّا مُوَرَّدْ
أبا الحسين دعاءً يُدْعَى /
أقمتُ حُبَّكَ فيه شَرْعا /
أوسعتَهُ طاعةً وسمعا /
هيهاتِ منْ شأوِ المحتِدْْ قَوْلث المفنّد / إنْ كنت فيه نسيجَ وحدي فأنت أوْحَدْ
منْ ذا يُبَاريكَ في سُلْطانِكْ /
أمْ منْ يُوَفّيكَ كُنْهَ شانْك /
حتّى يُغَنّيكَ عَنْ إحسَانِك /
أبا الحسين لواءُ الحمدْ عليكَ يُعْقَدْ / طَلَعْتَ فَوْقَ نجومِ السعدِ وأنتَ أسْعَدْ
سَطْوَةُ الحبيبِ
سَطْوَةُ الحبيبِ / أحلى مِنْ جَنى النّحْلِ
وعلى اللبيبِ / أن يخضعَ للذلِّ
أنا في حروبِ / مع الأعين النُّجلِ
ليس لي يدانِ / بأحورَ فتَّانِ
من رأى جفونَه / فقد أفْسَدَتْ دينَهْ
يَنْبَغي التجّني / لمثلكَ في الأنْسِ
لو قبلتَ منّي / لتهتُ على الشمسِ
يا مُنَى التمنّي / هلمَّ إلى الأنْس
أنتَ مهرجاني / وَخدُّكَ بُسْتاني
غَطِّ ياسمِينَهْ / إنَّ الناسَ يجنونَه
خلِّ كلَّ مَيْنِ / أَتى الحقُّ منقادا
من رأى بعينِ / في ذا الخلقِ مَنْ سادا
كأبي الحسين / ويفديه إن جادا
كلُّ ذي امتنانِ / لا بلْ كلُّ هتّانِ
رامَ أنْ يكونَهْ / جوداً فأنى دونَهْ
خَطّطَ الوزيرُ / بخطَّةِ إيثارِ
فانتهى السُّرورُ / إلى غيرِ مقدارِ
رُدَّتِ الأمورُ / إلى أسدٍ ضارِ
ثابتِ الجنانِ / صفوحٍ عن الجاني
قد حَمَى عرينَهْ / بالزُّرْقِ المسنونَه
أظْهَرَ المُقامُ / في الغربةِ حرْمانا
فأنا أُلامُ / إسراراً وإعلانا
قلتُ والكلامُ / يَصرُحُ أحياناً
فزتُ بالأماني / لو كان من إخواني
صاحبُ المدينة / أعلى الله تَمكينَهْ
جيشُ الظلامِ بالصُّبْحِ مَهْزُومْ
جيشُ الظلامِ بالصُّبْحِ مَهْزُومْ / فَقُمْ يا نديمْ
لا بدَّ لي على الوردةِ من وردِ / فهاتها مُعَصْفَرَةَ البُرْدِ
ناراً من الزجاجةِ في زَنْدِ / كلَّما لَثَمْتُها لَطَمَتْ خدِّي
ولا كمثل خدٍّ مَلْطومْ / من بنتِ الكروم
أرى على اسم ربّكَ في الفُلْكِ / إلى الخليج ناهيكَ منْ مُلْكِ
والوشيجَ صفاً في الحُبُكِ / والوُرْقَ في مأتمها تبكي
والروضُ سرُّهُ غيرُ مكتومْ / في صدرِ النسيم
قلْ للأميرِ عَينِ الحُسْنِ والحمدِ / صافحتَ باليمنِ من الرِّفْد
فاسلمْ فأَنتض واسطةُ العقدِ / السادةِ الكرامِ بني العبدِ
مدائحُ تجيز التحكيمْ / في مالِ الكريم
وردتَ منَ المكارم في فجرِ / أحلى منَ الوصلِ على الهجر
فأشْرَقْ بريقِكَ الآن يا دهري / ما خابتِ الوسيلةُ مِنْ شعري
أهْدَيْتُ دُرَّهُ وهو مَنظُومْ / لعبد الرحيم
ولا أَعزَّ منْ شهرِ شعبانْ / شيّعْهُ بكاسٍ وَنَدْمانْ
واتركْ نُصْحَ بعضِ خِلاّنْ / عنْ قولِ واثقٍ بالرحمان
اشربْ إلى غدٍ مع ذا الريم / فالمولى كريم
أَدِرْ لنا أَكْوَابْ
أَدِرْ لنا أَكْوَابْ / يُنْسَى بها الوَجْدُ
واستصحبِ الجلاَّسْ / كما قَضَى العهدُ
دِنْ بالهوى شَرْعَا / ما عشتَ يا صاحِ
وَنَزِّهِ السَّمْعَا / عنْ منطِق اللاحي
فالحكمُ أنْ تَسْعَى / إليكَ بالرَّاحِ
أناملُ العُنَّابْ / ونُقْلُكَ الوردُ
حَفَّتْ بِصُدْغَيْ آسْ / يَلْوِيهِما الخدُّ
للهِ أيامُ / دارتْ بها الخمرُ
وَصْلٌ وَإلمامُ / وأوجهٌ زُهْرُ
والروضُ بسَّامُ / وقد بكى القطْرُ
ونحنُ في أحبابْ / قد ضَمَّنا عِقْدُ
فيا أبا العباسْ / لا خانَكَ السَّعدُ
خليفةٌ منكَ / فينا أبو بكرِ
نابَ لنا عنكَ / في النَّهْيِ والأمرِ
لم يُبْقِ لي ضنكا / منْ نُوَبِ الدهرِ
فأنتمُ أربابْ / ما شَيَّدَ المجدُ
وإن بَلَوْنَا الناسْ / فهمْ لكمْ ضِدُّ
حَلِيَتِ الدُّنيا / منْ بَعْدِ تعطيلِ
وجاءنَا يحيى / بينَ البهاليل
أغرُّ بالعليا / منْ فوقِ تحجيل
يختالُ في أثوابْ / طِرَازُهَا الحمدُ
وأفرطَ الإيناس / فما لهُ حدُّ
بَيْنَا أنا شاربْ / للقهوةِ الصِّرْفِ
وبيننا تائبْ / لكنْ على حَرْفِ
إذ قالَ لي صاحبْ / من حَلْبَةِ الظرْفِ
نديمُنَا قد تابْ / غنّي له وَاشْدُ
وَأعْرِضْ عليه الكاسْ / لعلَّ يرتدُّ
صبرتُ والصبرُ شيمةْ العاني
صبرتُ والصبرُ شيمةْ العاني / ولم أقل لمطيل هجراني
أَليسَ كفاني /
هل كان غيري يعتزُّ بالذلّهْ / عشقته ينتمي إلى الحِلّهْ
ملالة الناسِ عنده ملَّة / لم يحصرِ الشعرُ وصفَهُ كلَّه
في كلِّ يومٍ أراه في شان / أماتني هجره وأحياني
بأَشنبٍ سقاني /
شهادتي أن أموتَ عليهْ / لمَّا جَنى الوردَ ملءَ كفَّيهْ
تشَوَّفَتْ وردتانِ إليهْ / فحلَّتا في رياضِ خَدَّيهْ
وأَسْكَرَتْهُ مُدامُ أجفاني / فمرَّ بي صاحياً كنشوانِ
في ربربِ غِزلانِ /
هذا زمانُ الربيع يا يحيى / فأسقِني من يمينك العليا
مدامةً ملّكتنيَ الدنيا / أَما ترى الأرضَ أُلبِسَتْ وشيا
والزهرُ في فضةٍ وعِقْيانِ / والماءُ يحكي انسيابَ ثُعبانِ
في مِذْنبِ بستانٍ /
يا كوكباً لاحَ من بني القاسمْ / أهلاً وسهلاً بسعدكَ الدائمْ
أما الأيادي فما أنا قائمْ / بشكرها ناثراً ولا ناظم
أنسيتَني معشري وأوطاني / وجدتَ مَحلي بكلِّ هتَّانِ
مُنسكباً أرواني /
بمثل ما دانت المها دِنْها / أنهى رسولُ الفتاةِ ما أنهى
وقد بلغتَ حفيظةً منها / فأصبحَ الشوقُ مُنْشِداً عنها
لا بُدْ نَحْضَرْ من حيث يراني / لعلّه بالسَّلامْ يَبْداني
حبيبٍ يكفاني /
أعْيا على العُوَّدْ
أعْيا على العُوَّدْ / رهينُ بلبالِ مُؤَرَّق
أذلَّهُ الحبُّ / لا ينكر الذلّهْ مَنْ يَعْشَقْ
مَنْ لي به يرنو / بمقلتيْ ساحرْ إلى العبادْ
ينأى به الحسنُ / فينثني نافرْ صعبَ القيادْ
وتارةً يدنو / كما احتسى الطائر ماءَ الثماد
فجيدُهُ أغْيَدْ / والخدُّ بالخالِ منمَّقْ
تَكْنُفُه الحُجْبُ / فلي إلى الكلّهْ تَشَوُّقْ
عَطَا بليتيهِ / وَمَرَّ كالظبيِ لبيدهْ
فدلَّ عليه / تكسُّرُ الحَلْي بجيدِهْ
تفتيرُ عينيه / يُسْرِعُ في بَرْيِ عميدِه
فإن أكُنْ أُقْصَدْ / منهُ فأَوْلَى لي إذ يَرْمُقْ
هل يسلمُ القلبُ / وأسهمُ المقله لا تَرْفُقْ
وددتُ من خلّي / ومثلُ نشرِ الكاسْ في شَعْرِهْ
لو جادَ بالوصلِ / جودَ أبي العباس بوفره
في الجودِ والنُّبلِ / وقلْ أجلُّ الناس في قدره
يا كعبة السُّؤْدَدْ / تحتّى على المال لا تُشْفِقْ
فمثلكُ الندبُ / يسابِقُ الجِلّة فَيَسْبِق
يا أيها الحائمْ / هل لكَ في عذب ملءِ الدِّلا
يمّمْ بني القاسمْ / واقصدْ من الغرب إلى سَلاَ
واستمطَ رَوَاسم / تُخال بالركب وسْطَ الفلا
سفائناً تَجْهَدْ / في أبْحُرِ الآل ما تَغْرَقْ
يستبشرُ الركبُ / وتشتكي الرحلة أَلأيْنُقْ
أدعوهُ بالقاضي / وأمرهُ يَقْضي عليَّ لي
أنا به راضِ / لأنه يُرْضي لأَملي
قلْ غيرَ معتاضِ / بمنْ على الأرض منهُ قُلِ
أما ترى أَحْمَد / في مَجْدِه العالي لا يُلْحَقْ
أطلعهُ الغربُ / فأَرنا مثلَه يا مَشْرِقْ
كيفَ السبيلُ إلى
كيفَ السبيلُ إلى / صبري وفي المعالم أشجانُ
والركبُ وَسْطَ الفَلا / بالخرَّد النواعم قد بانوا
أقبلنَ يومَ الحمَى / في سُنْدُسيَّات الحُلَلْ
بيضُ مَطَلِّ الدما / سودُ الفروعِ والمقل
فيا مُعنَّىً بما / لو ناله نالَ الأملْ
دونَ ذوات الحُلى / للسيفِ بالصوارم حرمانُ
ابغِ النجاةَ ولا / يغرركَ بالضراغم غِزلانُ
لم يدرِ شيئاً سوى / تعذيبه لِصَبّه
وما شكوتُ الهوى / إليه خوفَ عتبه
وكنتُ قبلَ النوى / مكتتماً لحبه
فعندما رحلا / فاضت بدمع ساجم أجفانُ
أطلعنَ منّي على / سرِّي وهل للهائم كتمان
أهدي إليَّ السرورْ / بحرٌ يفيضُ بالمنن
إن حاربتني الدهورْ / فهو حُسامي والمِجَنْ
فقلْ لكلِّ فخور / مثلَ أبي يعقوبَ كُنْ
ذاك الذي كملا / وفي جميع العالم نُقْصانُ
وطالما عَدَلا / وللزمان الظالم عدوان
ذو سؤددٍ لا ينال / لو تَبعَتْهُ الأنجمْ
إذا ذكرتَ النزالْ / فهو الجرىءُ المقدمْ
وإن طلبتَ النَّوال / فهو الجوادُ المُنْعِمْ
تاللهِ مُذْ بَذَلا / ما قام للقائم ميزان
اضربْ به المثَلا / فإنَّ جود حاتم بُهْتان
ومزمعٍ للسفرِ / لم يرضَ غيري مُسْتشارْ
فقال تدري سَفري / هُمُ على البحرِ بِحَار
فقلتُ سرُّ الخبرِ / عندي تجدْهُ باختصارْ
إن جيت أرض سلا / وافاكَ بالمكارم فتيانُ
همُ سطورُ العلا / ويوسفُ بنُ القاسم عنوانُ