المجموع : 181
بِذي الحَزم تَرقى لِلمَعالي العَزائم
بِذي الحَزم تَرقى لِلمَعالي العَزائم / فَيَسمو إِلَيها لا الرُقي وَالعَزائم
وَما سادَ إِلّا جَهبذ شادَ سُؤدداً / سَما شامِخاً وَالمُكرَمات دعائم
تَرفع دست الملك عَن كُل باذخ / مِن الناس طَرا وَاعتلتهُ المَكارم
يَقولون إِن المَجد جاه وَمنعة / فَقُلت لِهَذا أَحرَزتَهُ الأَكارم
لَقَد زين الدُنيا العَزيز مُحَمَد / وَذَلِكَ تَوفيق مِن اللَه دائم
وَزَهر مَصابيح المَجَرة أَشرَقَت / وَنَجم الثُريا بِالمَنازل ناجم
وكَم مَن ثُغور بِالسُرور تَبَسمَت / وَأَجمَل شَيء في الثغور البَواسم
تَأَمل لِأَمثال الكَواكب قَد بَدَت / فَلا بَلدة إِلّا وَفيها النَعائم
كَأَن رُبي مَصر الأَنيقة رَوضة / عَلى قَطرها بِالقَطر يَنهَل ساجم
رَوَت بِالنَدى حَتّى تَغانَت عَن النَدى / وَقَد أَخصَبَت مِنها الرُبى وَالمَعالم
وَبِالرَوض أَصلٌ قَد ترف فرعهُ / لِنضرتِهِ حامَت عَلَيهِ الحَمائم
وَغَنَت عَلى الأَفنان مِنهُ فَصادح / يُردد تَغريداً وَآخر باغم
يَظَل بِها النيل المُبارك جارياً / وَيَركُض مِنهُ موجهُ المتُلاطم
وتلكَ الجَواري المُنشئات كَأَنَّها / عَلى وَجهِهِ الأَعلام وَهِيَ قَشاعم
حَكتها القوافي في اِنتِظام وَقَد بَدَت / كَدر لَهُ في لُبة المَجد ناظم
تَباهَت بِتَوفيق العَزيز وَباهرَت / جُمان الثَنايا أَحرَزَتهُ المَباسم
وَأَبلَج فَخم القَدر جَلت شُؤونه / وَكَم أَحجَمَت عَنها الكماة الخَضارم
تَرفع عَن مَدح يُحيط بِوَصفِهِ / وَلَو ساعَد الأَعراب فيهِ الأَعاجم
لَئن ضَرَبَ النَطق البَليغ سَرادِقاً / عَلى البَعض مِنهُ أَعوزتهُ التَمائم
وَمَن ذا الَّذي يَحصي النُجوم إِذا بَدَت / وَيَحصُر ما قَد أَرسَلَتهُ الغَمائم
كَمال وَإِجلال وَعزّ وَمنعة / وَأَمن وَإِيمان وَملك وَقائم
وَتاج عَلى هام الفَخامة قَد عَلا / وَدَولة إِقبال بِها المَجد هائم
مَعَ السَعد قَد وافَت فَزادَ فُؤادنا / سُروراً بِما يَرويهِ وَالعزّ قادم
وَلما غَدا كَالعيد يَوم جُلوسه / تَحَلَت بِأَيام العَزيز المَواسم
لَقد صَدَرت مِن ذي الجَلال إِرادة / بِها وَرَدَت حَتماً إِلَيهِ المَراسم
فَلا زالَ ذا ملك جَليل مُتوجاً / رَعاياه مَحكوم عَلَيهِ وَحاكم
وَلا اِنفَكَ بِالنَصر العَزيز مقلداً / وَفي يَدهِ اليَمنى حسام وَخاتم
أُنظُر إِلى الأَرض الَّتي قَد أَحرَزَت
أُنظُر إِلى الأَرض الَّتي قَد أَحرَزَت / شَرَفاً كَما قَد جاءَ في القُرآن
مَصر الَّتي نَسبت لَها الدُنيا وَفي / عَهد العَزيز عَنت ذوو التيجان
فَكأَنَّها الفَردوس أَو حَصباؤها / مِن لُؤلؤ رِطب وَمِن مُرجان
حَدث عَن البَحرين قَد وَفَدا عَلى / مَصر وَإِسماعيل ذو السُلطان
فَيَمينه وَيَساره مُذ أَرخا / عزاً بِمَصر تَدَفَق البَحران
خَير البِناء الَّذي عَمَت مَنافعه
خَير البِناء الَّذي عَمَت مَنافعه / كُل البَرية مِن ناءٍ وَمِن دان
كالرَوض قَد سَجَعَت وَرق الوفود بِهِ / كَأَنَّها طَرَباً تَثني عَلى الباني
أَلعبدَليّ الَّذي شادَت عَزائمه / لِآل هاشم شَأناً قاهر الشاني
بِتاج دَولَتِهِ الإِقبال أَرخه / أَقامَ هَذا اِبن عَون مَلجأ العاني
يا مَن مَراتبه تَسمو بِعرفان
يا مَن مَراتبه تَسمو بِعرفان / عزاً وَيَبلغ أَسماها بعرفان
تَهنيك مرتبة العز الَّتي شَرَفَت / وَاِمتازَ منصبها الأَسمى بِبُرهان
لا زلتَ تَرقى المَعالي في مَواهب مِن / عَمَّ البَرية مِن قاص وَمِن دان
وَدامَ ملك السَعيد النَجم في شَرَف / يَسمو عَلى كُل ذي ملك وَسُلطان
فَاِهنأ بِها رَوضة البَحرين زاهرة / فَاِقطف ثَمارَ مَعال ذات أَفنان
إِن كُنتَ تَرغَب في العُلوم وَفضلِها
إِن كُنتَ تَرغَب في العُلوم وَفضلِها / هَذا مَحل قِراءة الفُرقان
أَسرع إَلَيهِ تَنَل بَفَضل مُحَمَد / فَضل الزَكي بِهِ عَلى الأَقران
وَبِفَضل بسم اللَه في تاريخه / إِبدأ مُحب تِلاوَة القُرآن
تَطَلبت مَعنى العَون مِن كُل عالم
تَطَلبت مَعنى العَون مِن كُل عالم / فَلَم أَستَفد حَتّى مَدَحت ذَوي عَون
وَلَم أَلفِ فيهُم مُذ أَلفت مَديحَهُم / سِوى أَريحي مِن كِرام ذَوي عَون
يا حاكِماً أَهل نَجد
يا حاكِماً أَهل نَجد / وَعالِماً ما لَدَيهُم
وَاِفتك أَفتك أَسد / يَعزى المَجال إِلَيهُم
جاءَ اِبنُ عَون بِجُند / لَو اِطَلعت عَلَيهُم
شَوق أَسالَ دُموعي مِن مَغارِبها
شَوق أَسالَ دُموعي مِن مَغارِبها / لِهَجر مَن أَشرَقَت أَنوار طلعته
لَو لاحَ وَالبَدر بِالأَنوار مُبتَهج / لَقُلت باللَه فَاِخسَأ بَعدَ رُؤيته
طف بِالسَلاف عَلى رَنين المُزهر
طف بِالسَلاف عَلى رَنين المُزهر / ما بَينَ أَزهار الرَبيع المُزهرِ
وَاِخطر بِها كَالغُصن يَحمل زَهرة / كَالتاج يُشرق فَوق هامة قَيصَر
وَاِنظُر إِلى الأَكمام كَيفَ تُشير لي / وَكَأَنَّها قَد ضَمَخَت في مسكر
في رَوضة كَالزَهر يُشرق زَهرُها / نوراً وَوَجهك مُسفر عَن نيّر
فَإِذا تَباهى الوَرد فيها جئته / مِن وَرد خَدك بِالشَقيق الأَحمَر
وَإِذا إِزدَهى ريحانها بِنَباتِهِ / جاءتهُ رَوضة عارضيك بِأَنضر
وَإِذا رأَتك الأُقحوانة أَبسَمَت / وَاِفتَر ثَغرَك عَن نَظيم الجَوهَر
وَعُيون نرجسها عَلَيك تَغامَزَت / فَأَريتها لَحظات عَين الجُؤذر
نَثَرت يَد المَنثور فيها لُؤلُؤاً / مِن دُرّ أَنديَة الصَباح المُسفر
وَتَرى الغُصون إِذا اِنثنينَ عَلى الرُبى / كَالعَين مسنَ عَلى بِساط أَخضَر
وَتَرى الخَميلة كَالخَريدة قلدت / بِالياسمين وَوَشحَت بِالعصفر
تَتيه عَلَينا مُذ رزقت مَلاحة
تَتيه عَلَينا مُذ رزقت مَلاحة / وَتسبل طرفاً مِنكَ لمحتهُ سحر
وَتَمشي تَجُرّ الذَيل تيهاً إِلى مَتى / رُوَيدَك يَكفي بَعض تَيهك يا بَدر
فَيا طالَما كُنا ملاحاً وَطالَما / هَجَرنا وَكُنا لا يُطاق لَنا هَجر
تَشببت العُشاق فينا وَعَنهُم / صَدَدنا وَتهنا ثُم غَيرنا الدَهر
أَيا بَدر تَم صار قَلبي مَنزِلاً
أَيا بَدر تَم صار قَلبي مَنزِلاً / إَلَيهِ وَطَرفي في الدَياجي سَميره
أَجب دَعوة المُشتاق مِنكَ بزورة / لِتحيي قَتيل الهَجر حينَ تَزوره
وَخود تَجَلَت لَنا لَيلة
وَخود تَجَلَت لَنا لَيلة / بِوَجه كَصُبح وَطَرف سحر
فَأَمسيت مَغرى بِها مُغرِماً / حَليف السُهاد أَليف السهر
فَمن سقم جسمي وَمِن وَجهِها / أَريها السُهى وَتَريني القَمر
يا ناقل المصباح لا تمرر عَلى
يا ناقل المصباح لا تمرر عَلى / دار بِها صُبح المَحاسن أَسفَرا
وَاِنظُر إِذا خَجلت بِدور التمّ من / وَجه الحَبيب وَقَد تَكحل بِالكَرى
أَخشى خَيال الهدب يَجرَح خَدّه / فَأَقيهِ مِن لَمع البُروق إِذا سَرى
وَأَخاف أَن تَسري سَحيرا نسمة / فَيَقوم مِن سنة الكَرى مُتَذَعِرا
أَرى كامن الأَشواق في القَلب راكِزاً
أَرى كامن الأَشواق في القَلب راكِزاً / وَجَيش اِصطِباري لِلهموم مُبارِزاً
وَكاو بِدينار الخُدود جَوانبي / وَكَيف بِهِ أَصلى وَما كُنت كانِزا
أُسائله إِن جازَ بي يَوم هَجرِهِ / لَما صارَ قَتلي في سَبيلك جائِزا
وَتَحرمني لُقياك حَتّى كَأَنني / مَدحتك في شعري فَخفت الجَوائِزا
فَكُن مَطمَئناً مِن مَديحك إِنَّني / أَراني عَن إِدراك وَصفَك عاجِزا
لَما جَفاني مَن أحب وَأَعرَضا
لَما جَفاني مَن أحب وَأَعرَضا / وَمَضى بِأَيام كَبَرق أَومَضا
ناديت كَالحيران ضاقَ بِهِ الفَضا / أَحمامة الوادي بِشَرقيّ الغَضا
إَن كُنت مسعدة الكَئيب فَرجعي /
ما دامَ مَحجوب الجَمال مَصونَهُ / يَنَأى وَأَطراف الرِماح حَصونَهُ
نوحي فَكُل قَد كفتهُ شُجونهُ / إِنا تَقاسمنا الغَضا فَغصونَهُ
في ارحتيك وَجَمره في أَضلُعي /
رآه طَرفي عَلى طِرفٍ يَمرّ بِهِ
رآه طَرفي عَلى طِرفٍ يَمرّ بِهِ / مِثل السَحابة تَحتَ البَدر في الأُفق
مُقَلِداً بِحُسام غَير ناظره / هَذا لِغَيري وَذا يا مُهجَتي أَفق
يا مَن وَهَبت لَهُ روحي فَعذّبها
يا مَن وَهَبت لَهُ روحي فَعذّبها / وَرمت تَخليصها مِنهُ فَلم أَطق
أَدرك بَقية ما أَبقيتَ مِن رَمَق / قَبل المَمات فَهَذا آخر الرَمق
خَلاص روحك كَم لي في مِن أَرب
خَلاص روحك كَم لي في مِن أَرب / كَي تَستَريح وَتَطفي لَوعَةَ الحَرق
لَكن حَوادث هَذا الدَهر قَد جبلت / عَلى خلاف مُراد غَير مُتَفق
وَرد الكِتاب فَلَم يَجد مِن بَعدكم
وَرد الكِتاب فَلَم يَجد مِن بَعدكم / إِلّا اِشتِياقاً بي وَصَبراً عيلا
وَرَأى بُكائي لائِمي في حُبِكُم / فَاِزدادَ قَلبي مِن أذاه عَويلا
روحي فِداك وَإِن بَعدت عَن الحِمى / مِن قَبل أَن يَشفي العَليل غَليلا
ماذا عَلى مَن لامَني لَو أَنَّني / صُرت الفِداء وَكُنت إِسماعيلا
يا راحِلاً عَن سَواد المُقلتين إِلى
يا راحِلاً عَن سَواد المُقلتين إِلى / بَعدَ الدِيار أَلا تَرثي إِليَّ أَلا
فَإِن تَغب عَن عُيوني يَستَضيء بِكُم / سَواد قَلب عَن الأَضلاع قَد رَحَلا
غَدا كَجسم وَأَنتَ الرُوح فيهِ فَما / روحٌ سِواكَ لَهُ لَو يَرتَضي بَدَلا
قَلبي يقلبهُ شَوق إَلَيك وَما / يَنفك مُرتَحلاً ما دُمت مَرتَحلا
بي لِلفُراق جَوى لَو مَرَّ أَبرده / بِقَلب مَن لامَني في الحُب ما عَذَلا
وَقَطرة مِن دُموع العَين لَو مَزَجَت / مَن بَعد فرقتكم بِالماء لاشتَعلا